افتتحت في
العاصمة التونسية مساء السبت 25 من الشهر الجاري، الدورة الثانية والعشرون
من مهرجان قرطاج السينمائي، أعرق المهرجانات السينمائية في العالم العربي.
وكان فيلم
الافتتاح "هي فوضى" آخر الأفلام التي أخرجها المخرج المصري الراحل يوسف
شاهين (بالاشتراك مع خالد يوسف) في لفتة تحية إلى روح السينمائي الكبير
الذي كان من الضيوف الدائمين على المهرجان، وحيث ظلت أفلامه تعرض بانتظام
هناك، وسبق أن كرمه المهرجان ومنحه جائزة عن مجمل أعماله في السينما.
مهرجان
قرطاج ينعقد كل عامين منذ عام 1966. وكانت تونس قد دشنت مهرجانها في وقت لم
يكن هناك مهرجان دولي في اي دولة عربية، رغم أن تونس لن تكن قد عرفت بعد
وجودا حقيقيا لإنتاج الأفلام الروائية الطويلة.
إلا أن
الوضع الثقافي في تونس عرف منذ الأربعينيات، نشاطا كبيرا في مجال الثقافة
السينمائية، فقد انتظمت في تونس حركة نشطة لنوادي السينما استوعبت نحو 40
ألف عضو، كما عرفت تونس جمعيات إنتاج وتصوير أفلام الهواة.
واختار
مؤسسو المهرجان من البداية أن تكون مسابقته الرسمية التي تتنافس فيها
الأفلام للحصول على جوائز الطانيت (الذهبي والفضي وغيرهما) مخصصة للأفلام
العربية والإفريقية.
وكان
لمهرجان قرطاج فضل تسليط الأضواء على الكثير من السينمائيين الأفارقة مثل
المخرج الموريتاني ميد هوندو، وخروجهم بعد ذلك إلى العالم، كما كان له فضل
اكتشاف الكثير من المواهب الحقيقية في السينما العربية مثل المخرج الجزائري
مرزاق علواش مع فيلمه "عمر قتلته الرجولة"، والمخرج المغربي أحمد المعنوني
بفيلمه "ألف يدي ويد".
المسابقة
الرسمية
تشمل
مسابقة المهرجان في دورته الحالية 18 فيلما من 4 دول افريقية و7 دول عربية.
من
افريقيا هناك 4 أفلام هي "زيمابوي" للمخرج داريل رودت من جنوب افريقيا،
و"الرأس الأخضر حبيبتي" لأنا راموس من الرأس الأخضر، و"تيزا" لهيلا جيريما
من إثيوبيا، و"فارو.. جزيرة الماء" لصاليف تراوري من مالي.
وتشارك 3
أفلام تونسية جديدة في المسابقة هي "رحلة ممتعة" لخالد غربال، و"خُمسة"
لكريم الدريدي، و"شطر محبة" للثوم برناز. وتونس هي الدولة الوحيدة التي
تشارك بثلاثة أفلام.
وتشارك
الجزائر ومصر والمغرب ولبنان وفلسطين بفيلمين لكل منهما، بينما يشارك
الأردن بفيلم واحد.
وتغيب
المشاركة السورية تماما عن المسابقة بل وعن كل برامج ومسابقات المهرجان
باستثناء اشتراكها بفيلمين قصرين في مسابقة الأفلام (السينمائية) القصيرة.
من
الأفلام الروائية الطويلة المشاركة في المسابقة الفيلم الجزائري "المنزل
الأصفر" لعمور حجار، و"الحفل التنكري" تأليف وبطولة وإخراج ليس سالم.
ومن
المغرب يشارك فيلم "القلوب المحترقة" لأحمد المعنوني، و"كل ما تريده لولا"
لنبيل عيوش. وكان هذا الفيلم تحديدا قد منع من العرض في مهرجان الاسكندرية
السينمائي بسبب ما يعتقد أن مسؤولين في المهرجان اعتبروا أنه "يقدم صورة
مشوهة عن مصر".
ويشارك
الفيلمان اللبنانيان "على الأرض السماء" لزين الدين شادي، و"دخان بلا نار"
لسمير حبشي، كما يشارك فيلمان من فلسطين: "عيد ميلاد ليلى" لرشيد مشهراوي،
و"ملح البحر" لآن ماري جاسر.
وتشارك
مصر بفيلمين هما "جنينة الأسماك" ليسري نصر الله، و"عين شمس" لابراهيم
البطوط. أما الفيلم الأردني فهو "كابتن أبو رائد" لأمين مطالقة.
لجنة
تحكيم مسابقة الأفلام السينمائية الروائية تكونت من 7 أعضاء هما الممثل
المصري عزت العلايلي من مصر رئيسا للجنة، والممثلة الجزائرية ياسمينا خضرا،
والمخرج التونسي نوري بوزيد، والممثلة الفرنسية إيمانويل بيرت، والمغني
السنغالي اسماعيل لو، والمخرجة كيتا رحمانو من النيجر، ومديرة متحف السينما
بأمستردام ساندرا دن هامر (المديرة السابقة لمهرجان روتردام السينمائي.
تكريم
بالزان
ويكرم
المهرجان في دورته الثانية والعشرين المنتج الفرنسي الراحل أوبير بالزان
الذي كان وراء انتاج عدد كبير من الأفلام التي أخرجها سينمائيون عرب مثل
"الوداع يابونابرت" و"الاسكندرية نيويورك" و"المصير" ليوسف شاهين،
و"مرسيدس" ليسري نصر الله من مصر، و"الرحلة الكبرى" لاسماعيل فروخي من
المغرب، و"يد إلهية" لإيليا سليمان من فلسطين.
وسيعرض
المهرجان تكريما له الأفلام السابق ذكرها أعلاه إضافة إلى ستة من الأفلام
الفرنسية التي أنتجها.
مسابقة
الأفلام القصيرة تضم ثمانية أفلام، 3 من تونس، و2 من سورية، وفيلما واحدا
من كل من مصر والمغرب وجزر القمر.
مسابقة
أفلام الفيديو
وهناك
مسابقة أخرى خاصة بالأفلام الطويلة المصورة بكاميرا الفيديو (تسجيلية
وروائية) تشمل 16 فيلما موزعة على النحو التالي: فيلمان من كل من تونس ومصر
وفلسطين ولبنان والأردن، وفيلم واحد من كل من الجزائر والنيجر والمغرب
والعراق والسنغال والكاميرون.
من مصر
يشارك المخرج سعد هنداوي بفيلم "موضوع ممنوع"، والمخرج سمير عبد الله بفيلم
"بعد الحرب دايما حرب".
ومن
فلسطين تشارك المخرجة المعروفة مي مصري بفيلم "33 ساعة"، وتشارك المخرجة
ميرسا جرجور بفيلم "الأرض بتتكلم عربي".
ويعرض
المخرج العراقي قاسم عبد فيلمه الطويل (3 ساعات) "الحياة بعد السقوط" عن
عراق ما بعد صدام، كما يعرض المخرج التونسي كريم سواقي فيلم "الصمت"،
والمخرج أسعد أوصلاتي فيلمه "مذكرات امرأة".
تشكلت
لجنة تحكيم مسابقة أفلام الفيديو من 5 شخصيات هي عالية أرصوغلي (مخرجة
تسجيلية من فلسطين)، ودوريس هيجنز مديرة متحف سينما العالم في برلين،
وفيلكس سامبا ديالي (مخرج سنغالي تسجيلي)، والمخرجة التسجيلية المصرية
نادية كامل، والمخرج التونسي رضا الباهي.
ويعرض
المهرجان ضمن قسم "أفلام العالم" 26 فيلما من الولايات المتحدة والصين
وايران وروسيا وموزمبيق ونيجيريا والفليبين واليابان وايطاليا، منها أحدث
أفلام وودي ألين "برشلونة فيكي كريستينا"، والفيلم الإيراني "أغنية
العصافير" لمجيد مجيدي.
ويخصص
المهرجان قسما خاصا للاحتفاء بالسينما التركية يعرض خلاله 14 فيلما تمثل
تطور السينما التركية خلال السنوات من 2001 حتى 2008.
أفلام عن
فلسطين
وبمناسبة
مرور 60 عاما على ما أصبح يعرف بـ"النكبة الفلسطينية" يعرض ضمن قسم خاص
به1ه المناتسبة 12 فيلما من الأفلام التي أخرجها سينمائيون من العرب
والأوربيين عن القضية، ومنها فيلم عن "محمود درويش" من اخراج الفرنسية
سيمون بيتون، وفيلم "فلسطين: تاريخ أرض" للمخرجة نفسها، كما يعرض فيلم
"نكبة فلسطين 48" للمخرج الياباني رايوش هيروكاوا.
وإضافة
إلى هذه البرامج هناك أيضا قسم مخصص للاحتفاء بالسينما الجزائرية، وقسما
للعروض الخاصة (14 فيلما)، وقسما ثالثا للأفلام المحدودة التكاليف من
افريقيا وايرلندا.
وأخيرا
يخصص المهرجان قسما بعنوان "بانوراما السينما التونسية" تعرض خلاله 18
فيلما حديثا ما بين الأفلام الروائية السينمائية الطويلة وأفلام الفيديو
والأفلام القصيرة.
موقع "BBC" في 27
أكتوبر 2008
|