إنفجرت
المشاكل والنزاعات حول مسلسل <أسمهان> الذي يروي سيرة حياة الفنانة
الراحلة، وانشغلت وسائل الاعلام في الاضاءة على اعتراض ورثتها على مضمون
ذلك العمل الدرامي، وسعيهم إلى إيقاف عرضه عبر الشاشات الصغيرة، ومتابعة
قرار وزير الاعلام السوري الذي قضى بمحاصرة المسلسل في سورية استجابة لطلب
الورثة، وقد نسي الجميع التمعن بنوعية هذا المشروع المصور الذي نقل عن قصة
للكاتب سعيد أبو العينين، ووضع بين يدي المخرج التونسي شوقي الماجري الذي
أرادها فسحة لاصطياد الشهرة ولو عبر الاعتماد المباشر على المعالجة
الدرامية التي أضافت إليه ولم يضف إليها·
قصة سعيد
أبو العينين دخلت الى غربال قمر الزمان علون وممدوح الأطرش، فجرى تهذيب
سلسلة من الأحداث بعد اضافة نكهة من التشويق إليها، بعيداً عن السرد
التقليدي، لذا فإن المحور الأساس أي حياة <أسمهان> خضع لأكثر من عملية
تكرير للوصول الى الصيغة النهائية التي تستحق الوصول إلى المشاهد للفت
انتباهه فيما أتى السوري نبيل المالح ومعه المصري بسيوني عثمان ليبادرا الى
صياغة حوار لا يخلو من بعض الثغرات، لكنه في نفس الوقت لا يتعارض مع قاعدة
القصة الرئيسية التي تم دعمها بالمزيد من الجاذبية، وفق سياسة الترويج
المعتمدة من قبل معظم العاملين في الاطار الدرامي، إلا ان كل هذه العمليات
والتركيبات اصطدمت بعدم مرونة المخرج شوقي الماجري الذي جاء غريباً عن
محاور تلك الدراما بشكل كلي·
أمام ذلك
استطاع شوقي الماجري الاختباء خلف حنكة كاتب القصة وكتاب السيناريو
والحوار، إضافة الى أنه كان بارعاً في اخفاء اخفاقاته كمخرج إذ، سارع الى
استخدام الممثلين كدروع بشرية لاسلوبه المهزوز، فإذا باطلالة سلاف فواخرجي
التي تقدم دور <أسمهان> تتناغم مع سيرة النص وليس مع الاخراج، وهذا ما حصل
مع معظم الفنانين أمثال عابد فهد، ورد الخال، فادي ابراهيم وغيرهم الذين،
كانوا ينتظرون الدعم من الماجري، فوجدوا أنفسهم يدعمونهم حتى لا يصاب
المسلسل بالفشل، ومن ضمن العناصر الفاعلة التي ساندت المخرج، الفنان فراس
ابراهيم، الذي وقف أيضاً في المواجهة مع ورثة <أسمهان>·
الممثلة
سلاف فواخرجي استطاعت أن تنصهر في شخصية <أسمهان> لدرجة يمكن وصفها
بالمقنعة، خصوصاً أن الرعيل الذي واكب الفنانة الراحلة، وجد سمات مشتركة
بينها وبين فواخرجي التي جندت خبرتها كممثلة للمغامرة في ميدان صاحبة
القصة، فإذا بها تصيب الكثير من الأهداف الايجابية خاصة خلال وقوفها أمام
الممثل فراس ابراهيم الذي يفوقها خبرة وحنكة في الاطار الدرامي، لذا فإن
سلاف اندفعت الى الامام بكل قوتها، بعد أن وضعت في خانة التحدي، وكان من
الطبيعي أن تدخل في صراع مع الذات والمحيط، إلا أن هذا المجهود لم يذهب
هدراً، حتى ولو أن لمسات المخرج كادت تورطها في فراغات لا تخطر على بال
أحد·
بالنتيجة
قصة وسيناريو وحوار وابطال مسلسل <أسمهان> كانوا كتلة موفقة أمام فشل
وارتباك المخرج شوقي الماجري الذي حاول الاستفادة قدر المستطاع من فريق
العمل من حوله، لكنه كان ضعيفاً في اخفاء عيوبه التي لا تعد ولا تحصى·
اللواء اللبنانية في 17
سبتمبر 2008
فنانونا اللبنانيون على
الشاشات المصرية: الغالبية للجنس الجميل
المغنيات أصبحن ممثلات·· ومخرجو السينما يعملون في التلفزيون···
محمد حجازي
لنا أن
نعد من دون توقف·
لكننا
نبدأ بفناناتنا اللبنانيات الحاضرات على الشاشات والمسارح المصرية بـ نور
(ماريان حبيب) التي توّجت نشاطها الفني والنوعي الأهم في السينما (13
فيلماً) والتلفزيون (اثنان آخرهما: دموع القمر، في رمضان الجاري) والمسرح
(واحدة)، بخطوبة من رجل الأعمال الحلبي الشاب يوسف إنطاكي المقيم من زمان
في مصر·
مادلين
طبر انطلقت جيداً في اعمال تلفزيونية بينها فيلم للمخرجة إنعام محمد علي ثم
راحت المسيرة تتذبذب بين حضور قليل وغياب طويل، الى ان قررت الانتاج بنفسها
لنفسها·
نيكول
سابا دخلت من فوق، من الأعلى جداً، مع النجم الكبير عادل إمام في <التجربة
الدانماركية> وكان فيلماً ناجحاً مناسباً جداً لصورتها، وكانت مشكلة حقيقية
لها من أين تكمل فظهرت في أفلام اقل مستوى وأسماء غير لامعة جداً، لذا عادت
واعتمدت على الغناء كداعم لصورتها هناك·
دوللي
شاهين، حضرت منذ البداية مع المخرج خالد يوسف، لكنها لم تحز البطولة
الحقيقية إلا مؤخراً مع هاني رمزي في <نمس بوند> المرشح للعرض اللبناني في
وقت قريب·
مايا نصري
تصعد على مهل، بدأت في السينما ثم ركزت على التلفزيون ولها مؤخراً وكالة
عطية، مع الفنان حسين فهمي والذي تغنّي مقدمته ونهايته ولحضورها جاذب لكنها
لم تعلق في الاذهان بعد في دور لافت·
رزان
مغربي انطلقت سينمائياً مع احمد السقا وكان لها جاذب جيد، ثم ظهرت
تلفزيونياً، ثم غنّت مع حديث عن ألبومها الى ان اتخذت لها بيتاً ثابتاً في
منطقة الزمالك وصولاً الى عنوان بارز في الصحف المصرية عنها مؤخراً: هل
استبعدت رزان ام هربت، ومن يعرفون، رزان يدركون انها يستحيل ان يمارس معها
هذا الفعل وتظل صامتة لا تتحرك او تبدي ردة فعل·
سيرين عبد
النور من اجل الوجوه التي يمكن متابعتها على الشاشة ولا تنافسها سوى نور في
هذا السحر· سيرين حضرت في فيلم مع عمر الشريف <المسافر> ثم خالد النبوي في
دخان بلا نار (للبناني سمير حبشي) وها هي وقّعت عقداً لبطولة في فيلم لـ
محمد هنيدي كتبه يوسف معاطي وهذا يعني ضمانة لها بأنه لن يكون سطحياً كآخر
اعمال هنيدي·
مادلين
مطر التي حضرت مغنية في القاهرة سرعان ما التزمت سينمائياً بفيلم مع حسن
حسني لم يعرض بعد لكي نعرف اي حضور تأمّن لها·
هيفاء
وهبي تصوّر حالياً <دكان شحاتة> أول فيلم لها في مصر مع المخرج خالد يوسف،
ومن دون وجود اسماء كبيرة، سواها في الفيلم، ولم يعرف بعد ما اذا كان مشروع
لسوء حظهم الذي كانت تحضّر لتصويره الراحلة رندة الشهال صباغ سيصوّر أم لا·
يوري
مرقدي حضر في فيلم واحد وكان مقنعاً جداً، عمار شلق له حضور في مسلسل واحد،
ورد الخال سافرت الى القاهرة ولم يعجبها ما سمعته ولا ما حاولوه معها فعادت
رافضة المتابعة، باسكال مشعلاني تراجعت في آخر لحظة عن مشروع مع مصطفى
شعبان وهي تتحضر لعمل آخر، أليسا بدورها طلبت تأجيل أول فيلم لها الى موعد
لاحق بعدما كان موعد التصوير تحدد، وهناك مروى التي صوّرت فيلماً واحداً ثم
وقع حادث الهجوم عليها خلال غنائها على الشاطئ ولم تعد تظهر، الى آخر ما
هناك من أجواء يدخل في ضمنها حضور مخرجين لبنانيين لهما مكان في البرمجة
الرمضانية حالياً: يوسف شرف الدين (الدالي 1 و2) وأسد فولادكار (راجل و6
ستات)·
بهذا
العدد من الفنانين اللبنانيين يتضح انهم الاكثر عدداً من جميع العرب
الحاضرين في القاهرة حالياً، وإن تكن المنافسة القوية امام وخلف الكاميرا
حالياً تجيء من زملائهم السوريين، لكن رغم ذلك لم يحز أي فنان لبناني بطاقة
العضوية في النقابات المصرية خصوصاً بعد القرارات التي كانت اعلنتها نقابة
الممثلين وما قاله النقيب اشرف زكي عن استثناء في المعاملة لـ نور لم يترجم
حتى الآن ميدانياً ببطاقة عضوية·
هذه صورة
وحال فنانينا في القاهرة التي لطالما كانت تاريخياً حضناً حميماً للوافدين
من الاقطار العربية وخصوصاً بيروت·
اللواء اللبنانية في 17
سبتمبر 2008
|