باسل
الخطيب مخرج مسلسل "ناصر" تأليف يسري الجندي.. بطولة مجدي كامل. رشا هشام
شربتجي مخرجة "شرف فتح الباب" تأليف محمد جلال عبدالقوي بطولة يحيي
الفخراني. محمد عزيزية مخرج "في أيد أمينة" بطولة يسرا. ثم شوقي الماجري
مخرج "أسمهان" سيناريو وحوار نبيل المالح. حوار بسيوني عثمان بطولة سولاف
فواخرجي وفراس إبراهيم وأحمد شاكر عبداللطيف. ثم يوسف شرف الدين مخرج
"الدالي" بطولة نور الشريف. خمسة مخرجين عرب.. الأول سوري من أصل فلسطيني
والثانية سورية والثالث أردني أما الرابع فهو تونسي والخامس لبناني. وهذه
المسلسلات إنتاج مصري أولاً بالاشتراك في بعضها مع شركات وأفراد عرب. كذلك
أبطال وبطلات مصريون وعرب. من بينهم سولاف فواخرجي وفراس إبراهيم "سوريان"
وعدد آخر. أيمن زيدان "سوري" في "نسيم الروح" إخراج سمير سيف. باسم ياخور
"سوري" في "ظل المحارب" إخراج نادر جلال. هند صبري "تونسية" في مسلسل "بعد
الفراق" نحن إذن برغم كل الضجة التي أثيرت مطلع هذا العام حول عمل فناني
السينما والتليفزيون العرب الكبار -وقرارات أشرف زكي نقيب الممثلين
المصريين الشهيرة -أمام معجزة 2008 في الدراما التليفزيونية المصرية. بعدما
تحولت لجامعة عربية تضم فنانين من جنسيات عربية مختلفة في كل فروعها
وبكثافة غير مسبوقة. لكن أحد أهم ما يميزها هو هذا التنوع المدهش في
موضوعاتها واقتضت في بعضها التصوير أيضا في بلاد عربية. لكن أخطر ما يميزها
المستوي الفني لمخرجيها الذين لا يقلوا عن أي مستوي عالمي. من أول إدارة
الممثل حتي حركة الكاميرا وزوايا التصوير والإضاءة الموحية والملابس
والماكياج والديكور الرائع تاريخيا. ويبرز ذلك بشكل واضح في مسلسلي
"أسمهان" و"ناصر". مع الاختلاف البيّن بين شاعرية الأول والذي يفرضه موضوعه
ووطنية وسياسية الثاني وجفافه النسبي. ومع ذلك نجح مخرجاهما في الارتقاء
بمستوي مايقدمانه إلي حالة فريدة في تاريخ الدراما التليفزيونية المصرية
"أكتب هذا بعد سبع حلقات فقط من عرضهما وأقول هذا بعد هذا العمر في مشاهدة
تلك الدراما والتي عادة ما تتبدي بعد ربما حلقة أو حلقتين من العمل. حيث
تفرض المستويات الرفيعة نفسها بلا منازع عليك". لذلك أقول وبكل الثقة إن
هذين المسلسلين هما فرسا رهان المقدمة هذا العام. ليس فقط لكل ما سبق ذكره
لكن لأنهما يتناولان قصتين تاريخيتين.. الأولي قصة زعيم ملهم أحبه العالم
العربي كله. ويقدم لأول مرة بتفاصيل تتجاوز كل ما سبق تقديمه عنه. ونفهم
ببساطة لماذا خلق الله هذا الشخص ليكون زعيما في مرحلة ما لهذه المنطقة من
العالم وفي وقت كانت أحوج ما تكون إليه. والثاني قصة مطربة عربية تمصرت
وعاشت في مصر وانتهت حياتها مبكرا في حادث مفجع لا ينسي. ويحتار المرء في
توصيف جمال صوتها وجمالها نفسه. ولعبت السياسة دورها في الخلفية التي
عاشتها. ونحن أحوج ما نكون لمعرفة التاريخ في تلك الفترة التغلغل فيها
خصوصا في الوسط الفني. وحيث نحن الآن في تلك المرحلة التي أصبحت الفوضي
تحكمها في هذا الوسط. وطغي المبتذل فيها وأصبح أغلب ما هو سائد. وحيث يقول
لنا المسلسلان اننا كعرب لنا تاريخ رائع يستحق التوقف أمامه. لا يجب أن
ننساه تحت أي ظرف من الظروف المؤسفة الطارئة. وعلينا أيضا إحياؤه في وجدان
أجيال خرجت مقطوعة الصلة بماضيها الرائع. وهو يذكرني بمسلسل لا ينسي شبيه
بأسمهان تحديدا وهو "أم كلثوم" لمؤلفه محفوظ عبدالرحمن ومخرجته إنعام محمد
علي. لأن هذا التاريخ يمثل الذاكرة الخصبة والحقيقية في مواجهة كل ما هو
زائف الآن يحاول أن يطمسه. يلي هذين المسلسلين وحتي السبع حلقات تلك عدة
مسلسلات اجتماعية فائقة الجودة والقدرة علي تحليل واقع تلك الفوضي والفساد
الذي ضرب في كل شيء وبشكل يتجاوز حدود القدرة علي الاستيعاب بل الفشل
والعجز عن التعامل معه. واليأس الكامل وعلي رأسها "شرف فتح الباب" وبطله
القدير يحيي الفخراني في دور معجز آخر لا علاقة له بدوره المعجز في مسلسل
"يتربي في عزو" العام الماضي. وبمستواه الإخراجي الرائع الذي لا يقل عن
مستوي أي مخرج مصري من المخضرمين. ويؤكد من جانب آخر معني قوة النص
التليفزيوني وبريق المفارقة التي يبحث عنها الفخراني في كل ما يقدم من
سنوات وهذا العام "كيف يوسوس الشيطان لرجل مؤمن ومصل أن يبيع عمره وشرفه
الوظيفي السابق كله في آخر لحظة من حياته المهنية قبل خروجه علي المعاش
بسبب الخصخصة مقابل مليونين من الجنيهات. خصوصا عندما يخرجونه علي المعاش
قبل موعده". يليه "في أيد أمينة" لبطلته الرائعة "يسرا" صحيح ان هناك
ملاحظات تتعلق بقوة الطرح وهي مشكلة سيناريو حقيقية حتي الآن في هذا العمل.
لكن يسرا في العام الماضي والحالي علي التوالي هي هذه الفنانة المهمومة
بقضايا خطيرة في هذا الوطن وتمثل بكل جوارحها فيه. ويشاركها "محمد عزيزية"
مخرجا للمرة الثانية. يليهما "رمانة الميزان" لكاتبته الكبيرة فتحية
العسال. وبطلته "بوسي" بعد غياب طويل عن شاشة رمضان. وهذا المسلسل لمخرجة
ساعدت كثيرا كبار المخرجين وتتاح لها الفرصة لأول مرة كمخرجة وهي "أمل
أسعد". والتي أثق أنها ستكون امتدادًا لجيل من مبدعات التليفزيون مثل انعام
محمد علي. علوية زكي وغيرهما. والمسلسل يضع يده علي قضية الضمير المهني عبر
أكبر سلطة عدالة وهي السلطة القضائية في هذا الوطن وعبر الفوضي أيضا التي
نعيشها. ونتمني أن نخرج منها سالمين. يليها "الدالي" الجزء الثاني وبطله
الكبير نور الشريف. والمدهش والمثير أنني في الجزء الأول تساءلت: هل كان
عالم رجال الأعمال مع متغيرات السبعينيات والانفتاح هو مجموعة من الوحوش
تتصارع بهذا الشكل البشع من أجل الصعود والنفوذ أم انه خيال مؤلف جديد وهو
"وليد يوسف". لكنني فوجئت هذا العام "رغم أن المسلسل امتداد لذلك الزمن" أن
صراعات رجال الأعمال في ظل زمن الفوضين الحالي. تجعلنا ننحني احتراما
لسيناريو الصراع في ذلك الزمن المبكر. خصوصا في علاقة طرفين ببعضهما وهي
السياسة والبزنس القذر. لكن أهم ما في هذا المسلسل بعد تلك الحلقات السبعة
أنه لا يمنحنا الفرصة لالتقاط أنفاسنا ويكشف غوامض العديد من جرائم ومصائب
أفراد الجزء السابق ثم القوي العالمية التي تتحكم في خيوطهم وتفهمك لماذا
وصلنا إلي ما وصلنا إليه. كذلك في هذا المسلسل أنت أمام مخرج له تاريخ قدم
عشرات من المسلسلات اللبنانية والمصرية. وتتاح له الفرصة ليؤكد أهم خاصية
فيه أنه مخرج أكشن متمكن تكنيكيا وقادر في نفس الوقت علي خلق حالة دائمة من
الإثارة والتشويق بشكل راق ونتمني استمرار حلقاته كلها علي هذا المستوي.
أخيرا..
في ظل المنافسة الحالية لا أستطيع التحدث عن جميع المسلسلات. فنحن لأول مرة
أيضا في منافسة فيما لا يقل عن عشرة مسلسلات كلها تحمل مستوي وفكرًا
و"تكنيك" من بينها "هيما. بعد الفراق. قصة الأمس. نسيم الروح. الثعالب. بنت
من الزمن ده. الفنار. قلب ميت. ظل المحارب. عرب لندن". وأجد نفسي في وضع
حرج لأنني شاهدت بعض حلقات أو جزءًا منها. رغم قيمة ما شاهدت.. لكنه يصبح
ظلمًا بيّنًا لها. وكل ما أتمناه أنه عندما نصل لنهاية الشهر الكريم أن نجد
بعضها وقد قفز علي كل ما سبقه!!
magdamaurice1@yahoo.com
الجمهورية المصرية في 11
سبتمبر 2008
ليل ونهار
المدقدق
.. اللي يلاعبها !
محمد صلاح الدين
* سيرة
"أسمهان" ضربت ثلاث سير غيرها في مقتل.. ده طبعاً للأسف الشديد.. لأن
الضحايا ليسوا بالأسماء الهينة: الزعيم جمال عبدالناصر وفضيلة الشيخ
عبدالحليم محمود والدكاترة علي مبارك!!
الأسباب
كثيرة وعديدة أقلها: ان البطولة النسائية غير الرجالية حيث تتمتع بجاذبية
ربانية سواء أردنا أم لم نرد.. ولكن يجئ دور التناول أو ما نسميه بالمعالجة
الدرامية.. الغريب أنها كلها لأساتذة كبار أنا شخصيا معجب بأعمالهم..
ولكن.. وآه من لكن هذه.. ان أعمال الخناشير أو سير الرجال العظام جاءت
مباشرة تفتقد إلي الجاذبية منذ الحلقات الأولي لاضطرار مؤلفيها لاستعراض
الكثير من المعلومات التاريخية التي يتطلبها توضيح المرحلة الزمنية.. بينما
أسمهان لا يحتاج إلي هذه المعلومات نظراً لحضور وطغيان الشخصيات المعروفة
ومعظمها فنية علي الأحداث.. وهذه أولي مصاعب ومشاكل السيرة الذاتية.. هل
الحرص علي التواريخ وتقارير الأحداث واجب أم تفاديها أفضل؟! لذلك يظل الحل
الأمثل هو في عرض معظم هذه الأعمال في الأوقات العادية حتي تبتعد عن
الماراثون المتخم بالهرج والمرج لعشرات التسلسلات اليومية التي تحتاج إلي
مائة شهر لا شهر واحد.. وفضيل كمان!!
*
المقدمات الغنائية أو أغاني التترات التي طالما أشدنا بها في سنوات سابقة
وبلغت قمتها في العام الماضي.. للأسف الشديد هبطت فجأة هذه السنة إلي
الحضيض!! هل أصابهم الغرور؟ أم الثقة الزائدة في كل ما يكتبونه ويلحنونه
ويغنونه؟!
من غير
المعقول أن أسمع أغنية تقول: "يا ابن اللئيمة يا هيمة".. أو "الدنيا عايزة
اللي يشتغلها.. عايزة المدقدق اللي يلاعبها ويجر شكلها".. وحتي تتر يحيي
الفخراني الذي عرف عنه انه الأفضل جاء مباشرا. وكشف لنا مدحت صالح العمل
كله حتي من قبل أن يبدأ وتتوالي علينا الحلقات!! يبقي تتر "الدالي" هو
الأفضل حتي الآن لوائل جسار وهو طبعاً قديم من السنة اللي فاتت.. ولكنه
مازال هو المؤثر والأكثر قوة وتعبيراً وبلاغة عن الحدث الدرامي!!
المباشرة.. بل والفجاجة كفيلان بالقضاء علي أي مجهود فني يبذل!!
* من بدري
كده.. أستطيع أن أقول أن أحسن ممثل هو يحيي الفخراني الذي يستمتع بأداء
الشخصية التي يلعبها فيمتعنا.. ينافسه نور الشريف الذي يلعبها بخبرة
أخري!.. وأحسن ممثلة مازالت يسرا الموجوعة بالقضية التي تتناولها..
وتنافسها بشدة سولاف فواخرجي المحظوظة بدور عمرها. والذي أري انها تمسك
بتلابيب الشخصية بمهارة.. وبايديها وسنانها كمان.. وقد تفوق يسرا إذا تصاعد
أداؤها أكثر في الحلقات القادمة!!
* علي
مستوي الشباب.. مازلت مندهشا مما يفعله كل من: شريف منير وأحمد رزق ومجدي
كامل ومصطفي شعبان وخالد صالح وغادة عادل وهند صبري.. الذين افتقدوا إلي
سحر السينما وقدراتهم الفائقة فيها.. فهل الدراما التليفزيونية تعلمهم
المبالغة.. أم طول الحلقات يصيبهم بعدوي اللت والعجن حتي في تطور الشخصية..
مسألة فعلاً محيرة!!
Salaheldin-g@Hotmail.com
الجمهورية المصرية في 11
سبتمبر 2008
|