تخطت
الساعة التاسعة مساء، وازدادت ظلمة الليل بما يناسب تصوير مشهد
حفلة الزفاف. يسعى
عمّال الاضاءة إلى الانتهاء بسرعة من تعليق لمبات »النيون« الملوّنة الدالة
على
بهجة الفرح، وفي الوقت نفسه يتسابق عمال استوديو »مدينة الانتاج الاعلامي«
في احضار
الكراسي وترتيبها، قبل ان ينادي مساعدو الإخراج على مجموعات
»الكومبارس« ويأذنوا
لهم بالجلوس والوقوف فوق الكراسي استعدادا لتصوير المشهد. ينادي أحد
المساعدين
على
المخرج مجدي أبوعميرة »جاهزين يا أستاذ«، فيرد أبو عميرة
مستفسراً: »شريف منير
جاهز؟ ونسرين إمام حافظة الدور كويس؟! مش عاوزين نقطع التصوير كتير«..
تلك كانت
أجواء
تصوير مشهد زفاف »رضا« (شريف منير) على »حنان« (نسرين إمام) ضمن أحداث
مسلسل
»قلب
ميت« الذي يُسابق فريق عمله الزمن للانتهاء من تصويره، بهدف تسليم باقي
الحلقات للمحطات التي تعرض العمل منذ بداية رمضان، في وقت بقي عدد من
المشاهد
الخارجية بانتظار التصوير والمونتاج والميكساج.
..
يدخل
المخرج الى موقع
التصوير:»،٥ ،٤ ،٣ ،٢ ١ إبدأ«. تدور الكاميرا وخلفها المخرج
وتبدأ مع دوران
الكاميرا موسيقى »الفرح«، يدخل المدعوون وينخرط بعضهم في وصلات رقص طبقا
لما هو
مكتوب في السيناريو، لكن سرعان ما يتحول »فرح التمثيل« الى كارثة حقيـــقية
خلف
الكاميرا.. فقد سقط لوح خشبي من الديكور على رأس المخرج مجدي
أبو عميرة، أفقده
القدرة على النطق أو الحركة، فتوقف التصوير في توقيت حـــرج للمسلسل..
ينصرف
العاملون بعد ان حمل منير شريف المخرج بمساعدة نسرين إمام ومساعدي الإخراج
وتوجهوا
به إلى أقرب مستشفى. وقد رصدت »السفير« قلق الجميع على أبو
عميرة وانزعاجهم بعد أن
سمعوا من الطبيب التشخيص المبدئي للحالة، خصوصاً انه لم يستبعد ان يكون قد
أصيب
بارتجاج في المخ.
لكن الفحص
الطبي في غرفة الطوارئ في المستشفى، وقول الطبيب أن
الامر لا يتعدى نوبة اغماءة عادية نتيجة الكدمة التي تعرض لها المخرج في
ظروف صعبة،
طمأنت الفريق وحولت قلقهم إلى مكان آخر هو »نهار التصوير اللي
باظ«.
وبعد ان
قضى يوماً
كاملاً في المستشفى، خرج مجدي أبو عميرة ليس الى منزله، بل إلى موقع
التصوير حيث استكمل المشهد لكن مع تشديد على دقة تنفيذ الديكور هذه المرة
كي لا
يتكرر سيناريو الحادث مرتين، فالهدف الآن يتركز على تزويد
المحطات العارضة للمسلسل
بالحلقات الباقية.
السفير اللبنانية في 9
سبتمبر 2008
|