نجم
الربيعي ممثل عراقي استطاع أن يمزج بين الجد والكوميديا في الأعمال التي
يقدمها إلى جمهوره سواء في المسرح أو التلفزيون، ففي الأعمال الجادة يجسد
أغلب الشخصيات التي تسند له، كما أنه ممثل كوميدي ناجح في الشخصيات
الكوميدية التي تسند له وآخرها شخصية “لغيوي” في الجزأين الأول والثاني من
مسلسل “بيت الطين” الذي حظي بشهرة واسعة جدا في الشارع العراقي عند عرضه،
التقيناه في دائرة السينما والمسرح في بغداد وكان هذا الحوار:
·
ماذا أضافت لك شخصية “لغيوي”؟
- “لغيوي” من الشخصيات الجميلة التي أحبها الجمهور، لأنها طيبة
ومسالمة تحب الخير للجميع، وأضافت لي الكثير وجعلتني قريبا من الناس، فضلا
عن ذلك أن الكثير من الشعراء سجلوا قصائد بحقها أو ذكروها في قصائدهم.
·
ما آخر أعمالك؟
- أكملت تصوير مسلسل “النحلة والجيران” لمصلحة قناة
“البغدادية” من أخراج جمال عبد جاسم وأجسد فيه شخصية مهمة هي “روفائيل بطي”
الذي كان رئيسا لتحرير جريدة البلاد في العهد الملكي. وانتهيت من تصوير
مسلسل آخر هو “حكايات فلاح” لقناة “المسار” وهو عبارة عن حلقات مختلفة
وأجسد فيه الشخصيات الرئيسية ويخرجه نصير شوقي. وأجري الآن الاستعدادات
لإكمال الجزأين الثالث والرابع من مسلسل “بيت الطين” للمخرج والمؤلف عمران
التميمي والذي نال صدى واسعاً في الشارع العراقي.
·
كيف ترى واقع الدراما العراقية؟
- الدراما العراقية تعيش بوضع جيد والدليل ظهور كم هائل من
الأعمال الدرامية التي صورت داخل وخارج العراق. لكن معظم هذه الأعمال أنجزت
تحت ظل العلاقات الشخصية أو ما يسمى نظام “الشللية”.
·
ما أثر هذه “الشللية” في الدراما العراقية؟
- “الشللية” في بعض الأحيان تكون لمصلحة العمل، إذ توجد
“الشللية” المتجانسة والتي تضع كل ممثل في مكانه الصحيح. لكنها تتحول إلى
سلبية عندما تكون الاختيارات غير دقيقة وتحكمها العلاقات الشخصية. ونعرف
جميعا أن العمل الفني عموما سواء كان في المسرح أو التلفزيون أو الإذاعة أو
السينما تحكمه اختيارات المخرج، لكن الذي يحدث الآن لدينا أن الاختيارات
بيد الذي يمتلك الأموال لإنتاج العمل.
·
هل تقصد أن المنتجين مسؤولون عن مستوى
الأعمال التلفزيونية حالياً؟
- كلمة “الإنتاج” كبيرة جدا ولابد أن تنطبق على من يمتلك
أدواتها مثل الخبرة وعدم المجاملة على حساب القيمة الفنية للعمل. وللأسف
الشديد هذه الصفات لا تتوافر الآن في أغلب المنتجين الذي برزوا في غفلة من
الدهر وأدى بروزهم إلى الاستسهال في الأعمال الدرامية التي قدمت للناس في
وقت تبث فيه الفضائيات العربية أعمالا درامية كبيرة جدا.
·
إذا كان المنتج يتصرف بهذه الطريقة فما دور
المخرج هنا؟
- المفروض أن المخرج يكون مثل مدرب فريق كرة القدم، يختار
التشكيلة المناسبة التي تسهم في نجاحه. لكن الذي يحدث لدينا أن بعض
المخرجين لا يصل دورهم إلى هذه الدرجة بل ينحصر في الحضور إلى مواقع
التصوير.
·
ما السبب الذي يجعل المخرج يخضع لاختيارات
المنتج؟
- ظرف البلد الآن من جميع النواحي ولاسيما الأمنية منها عطل
بعض الأشياء ومنها الإنتاج الفني الحقيقي. لذلك تشاهد بعض المخرجين ولكونهم
أصحاب عائلات كبيرة وبحاجة إلى توفير لقمة العيش لها يضطرون للموافقة على
شروط المنتج والتي في أغلب الأحيان تكون ضد نجاح العمل، لأن الاختيارات
أغلبها خاطئة إن لم أقل جميعها.
·
هل تعتقد أنك مهمش الآن؟
- نعم، لأنني لا أنتمي إلى أي مجموعة “شللية” في الوسط الفني
ولا أعرف طريق المحطات الفضائية ولا شركات الإنتاج وعلاقاتي طيبة مع جميع
المخرجين ولكنها في إطار العمل فقط.
الخليج الإماراتية في 6
سبتمبر 2008
الفن اختلط بالسياسة
ماكياج “عبد الناصر” يفتح النار على
الإيرانيين
القاهرة
- “الخليج”:
لا تزال
توابع أزمة الاستعانة بخبراء تجميل ايرانيين في مسلسل مصري مستمرة بين
أعضاء النقابات الفنية في مصر، وفي إطار دفاع كل طرف عن رأيه اختلط الفن
بالسياسة.
الطرف
الأول في الأزمة خبير الماكيير محمد عشوب رئيس شعبة الماكياج بنقابة المهن
السينمائية، والذي أشعل الأزمة برفع دعوى قضائية ضد وزيرة القوى العاملة
ونقيب المهن السينمائية، لأن الأولى منحت إيرانيين تصاريح للعمل في مصر.
والثاني لأنه جار على لوائح تشغيل الأجانب التي تنص على وجود من يماثلهم في
التخصص في موقع العمل وأن يحصلوا على الأجر ذاته. عشوب ذهب إلى ما هو أكثر
من ذلك في اتهامه لممدوح الليثي نقيب المهن السينمائية وقال له: هذه خيانة
لأنك تصرح لمن شاركوا في فيلم “إعدام فرعون” بالعمل في مصر، وطالب بوقفة
نقابية ضد الليثي واتهمه بتحويل النقابة إلى ما أسماه “مكتب صرافة”! في
إشارة إلى جنسيات الفنيين الأجانب العاملين في مصر بتصاريح مقابل مبالغ
مالية كبيرة.
“إعدام فرعون” فيلم إيراني يمتدح اغتيال الرئيس المصري السابق
أنور السادات ويسمي قتلته شهداء، وهو ما أثار أزمة بين البلدين.
الطرف
الثاني ممدوح الليثي، لم يتردد في زيادة “الحريق” وأعرب عن استعداده لإنتاج
فيلم ضد “الإمام الخميني” ولكنه قال أيضا: نحن في عصر الكيانات الكبيرة،
ولن أمنع الأجانب أو العرب، وأحيانا يكون الاستعانة بهم أكثر وفراً إذا ما
كان التصوير في الخارج.
وأضاف: لا
يمكن فرض “عمالة مصرية” على صنّاع أي عمل فني بزعم أنهم لا يعملون وهم أولى
من الغرباء، لأن المسألة في النهاية “عرض وطلب” ونحصل من الجميع على الرسوم
التي تعود على أعضاء النقابة بالخدمات.
سألنا
المخرج السوري باسل الخطيب مخرج مسلسل “جمال عبد الناصر” الذي عمل فيه
خبراء ماكياج إيرانيون، عن رأيه في أزمة مصممي الماكياج الإيرانيين فقال في
دهشة: المسألة فنية بحتة، فالمسلسل بدأ تصويره في سوريا وكان معنا هذا
الفريق، مع العلم أننا طلبنا مصريين في البداية ولكنهم غالوا في أجورهم،
فما كان من المنتج محمد فوزي إلا أن وافق على فريق العمل الإيراني، مع
العلم أنهم موجودون في معظم المسلسلات السورية نظرا لندرة وجود مصممي
الماكياج في سوريا والموجود في لبنان قليل جدا أو بالأحرى لا يوجد إلا
مراكز تجميل.
وقال
الممثل مجدي كامل بطل المسلسل: الإيرانيون هم أشهر خبراء الماكياج في
العالم ولا يغالون في أجورهم وعشوب طلب أجراً أسبوعياً 20 ألف جنيه.
وتساءل
مندهشاً: وكيف يعمل عشوب مع المخرج التونسي شوقي الماجري، والممثلة السورية
سولاف فواخرجي ويعترض على الإيرانيين؟ والمقصود هنا عمله في مسلسل
“أسمهان”.
ويرد عشوب
في عنف: وجود الإيرانيين اختراق للأمن القومي، الفنيون المصريون سواء كانوا
مديري التصوير أو المخرجين المنفذين أو مصممي الماكياج أكدوا رفضهم
الاستعانة بالأجانب عموما من باب ضيق الأحوال وقلة الشغل.
وفي
إنجليزية ممتزجة بقليل من الكلمات العربية تحدثت خبيرة الماكيير الإيرانية
سودابي خسروي في حوار معها على هامش الأزمة:
·
هل تتابعين أبعاد الأزمة المثارة حول عملك في
مصر؟
- أنا وباقي فريقي من المساعدين وهم: سعيد سدابي، وبرياروتشن،
ومهرداد ملي بور، وزينب سجودي مندهشون، فنحن لسنا إرهابيين.. وإيران ليست
دولة إرهابية.
·
ولكن هناك اتهام بأنك شاركت في ماكياج فيلم
“إعدام فرعون”؟
- هذا غير صحيح.. وإيران رسميا لم تنتج هذا الفيلم.. وهو
بالمناسبة مادة وثائقية لم يتدخل فيها الماكياج لأنها غير درامية.
·
هل تعرفين “مكانة جمال عبدالناصر” لدى
المصريين وأنت تشاركين في مسلسل عنه؟
- نعم، وله مكانة كبيرة أيضا لدى الإيرانيين وفي طفولتنا قرأنا
عنه في كتب التاريخ كمحرر للشعوب المقهورة، ونعرف أن في القاهرة شارعاً
باسم الدكتور مصدق الذي قام بتأميم البترول في الخمسينات وكان صديقاً
لناصر، الذي يضع أبي صورته في بيتنا.
·
هل تابعت بشكل شخصي ومهني الفن المصري؟
- تابعت أفلام يوسف وهبي.
·
أليس من المدهش اجتياح السينما الإيرانية رغم
الرقابة الصارمة وقلة الموارد للمهرجانات العالمية؟
- لأنها سينما صادقة تعبر عن واقعنا وتبتعد تماما عن محاكاة
الغرب، والسينما لدينا تمتعت في فترة الرئيس محمد خاتمي بحرية في نقد
وتصوير الحياة الإيرانية وهي الفترة التي أطلق عليها “سينما الثاني من
خرداو (مايو)”، لكن الآن الرقابة أكثر صرامة.. وهو ما دفع البعض لتصوير
أعمالهم في الخارج مثل عباس كيروستامي، ومسعود كيميائي، وبهرام بيضائي
وسميرا مخملباف ابنة المخرج الكبير محسن مخملباف وعملت معها وهي مخرجة
معروفة بمعارضتها للقيود المفروضة على ظهور المرأة الإيرانية على الشاشة.
·
وبرأيك هل الماكياج يمكن أن يتسبب في كل هذه
الضجة السياسية؟
- الماكياج فن مهم جدا ضمن عناصر الكادر السينمائي، ولولا
الماكياج، لما عرف العالم شارلي شابلن، ولكن البعض ممن يتحدثون بلغة
“الغرب” يصر على أننا نحمل حقائب أسلحة دمار شامل وليست حقائب الماكياج.
وندعو
الجميع إلى زيارتنا في طهران للتأكد من أننا شعب مسلم مسالم. وتقاليدنا
الرمضانية متشابهة.. ولدينا 5 ملايين إيراني سني.
الخليج الإماراتية في 6
سبتمبر 2008
|