قضايا
الفقراء واطفال الشوارع تغزو الدراما التلفزيونية
الرمضانية على حساب دراما القصور والسيارات الفارهة.
تراجعت
القصور
والسيارات
الفارهة للمرة الاولى في عدد من المسلسلات المصرية التي غزاها المهمشون
واطفال الشوارع بعد النجاح الكبير الذي حققه عدد من الافلام السينمائية
التي ركزت
على هذا القطاع من المجتمع.
وركزت
ثلاثة مسلسلات تعرضها الشاشات العربية خلال شهر رمضان على المهمشين وجعلت
منهم المحرك الاساسي للاحداث في حين تعرضت مسلسلات اخرى
لقطاعات من مجتمعاتهم.
ويؤكد
الناقد سيد محمود ان "النجاح الكبير الذي حققه الفيلم التسجيلي 'البنات
دول' لتهاني راشد عالميا وافلام 'هي فوضى' ليوسف شاهين وخالد
يوسف و'حين ميسرة'
لخالد
يوسف وقفت وراء اتجاه الدراما الى الاهتمام بالمهمشين واطفال الشوارع في
المسلسلات الرمضانية هذا العام".
ومن اهم
هذه المسلسلات التي تفوقت في كتابة السيناريو اول مسلسل تلفزيوني يكتبه
كاتب السيناريو بلال فضل "هيمة ايام الضحك والدموع" من اخراج
جمال عبد الحميد.
ورأى
الناقد اشرف بيومي في هذا العمل "مسلسلا متميزا من حيث الكتابة قدم خلاله
بلال فضل اسقاطات اجتماعية متعددة بينها اوضاع المناطق الشعبية
في جزيرة الوراق
ومواجهة اهلها مع رجال الاعمال الذين يحاولون الاستيلاء عليها في اعادة
للواقع الذي
تعرضت له جزيرة الدهب قبل بضعة اعوام".
وفي الوقت
نفسه تعرض المسلسل لموضوع بطالة الشباب واحالة الموظفين على المعاش
المبكر والمآسي الاجتماعية بعد عمليات الخصخصة وبيع شركات
القطاع العام والفساد
الحكومي الى جانب الاحباطات التي يتعرض لها جيل الشباب والعلاقات العاطفية
بين
الشباب والفتيات.
واعتبر
بيومي ان "المسلسل كان يمكن له ان يكون من افضل المسلسلات لولا هبوط اداء
بعض شخصياته الرئيسية مثل عبلة كامل وداليا ابراهيم واسامة
عباس مما قلل من تميز
اداء ابطال المسلسل احمد رزق وحسن حسني".
من جانبه
يصور المسلسل الثاني "بنت من الزمن ده" لسامي محمد علي وتأليف محمد
الغيطي
عالم الشارع الخلفي للمدينة حيث تعيش بطلة المسلسل بائعة الفل (داليا
البحيري) بالقرب من شارات المرور.
ويصور
المسلسل من خلال بائعة الفل هذه عالم الشباب والاطفال الذين يعيشون فيه
تحت مستوى الفقر.
ويصور
العالم العدواني الذي تعيشه هذه الفئة من المجتمع المصري التي تبنت ايضا
"عددا من البلطجية الذي يفرضون انفسهم بالقوة على اقتسام لقمة
العيش مع المتسولين
وبائعي المناديل الورقية والورد كما تظهر في المسلسل من خلال شخصية باسم
السمرة
البلطجي المهيمن على مقدرات الحارة"، حسب الناقد عادل عباس.
اما
المسلسل الثالث "قلب ميت" لمجدي ابو عميرة وتأليف احمد عبد الفتاح فالى
جانب
تصويره
واقع الطبقات المسحوقة في المجتمع المصري التي تسعى لتحسين اوضاعها دون
جدوى
في
مواجهة واقع قاس لا يتيح فرصة امام الشباب في فتح بوابة امل، فانه يستند
الى
الاثارة في ظل محاولة البطل ايجاد فسحة امل ولو بالقوة له
للعيش بكرامة.
لكن بيومي
يرى ان المسلسل يحتوي عددا من "الهفوات الفنية الناتجة عن الاداء
واختيار فنانين يتجاوز عمرهم العمر المفترض لهم في المسلسل مثل
البطل شريف منير
الذي يفترض انه في الثلاثينات بينما تجاوز في عمره الخمسين والمبالغات في
اداء جمال
اسماعيل في دور الاب".
هذه
المسلسلات الثلاث ارتكزت بشكل رئيسي على عالم المهمشين في حين ركزت مسلسلات
اخرى على قطاعات من هذه الفئة مثل "في يد امينة" للمخرج
الاردني محمد عزيزية وبطولة
يسرا التي تقوم باداء دور صحافية.
اما مسلسل
"بعد الفراق" لشيرين عادل وبطولة خالد صالح الى جانب هند صبري في اول
ظهور لها
على الشاشة الصغيرة، فيصور انتقالهما الطبقي في اطار نمطي في الدراما
المصرية.
فهند
تنتقل بقفزة درامية غير عقلانية من خادمة الى سيدة اعمال في حين يقفز خالد
صالح من صحافي صغير الى رئيس تحرير صحيفة متميزا على اقرانه في
المهنة.
ميدل إيست أنلاين في 25
سبتمبر 2008
معالجة درامية مثيرة للجدل لحياة
مثيرة لجدل اكثر
ممدوح الاطرش: شاهدتم أسمهان ثانية
دمشق - من لمى طيارة
سيرة
أميرة وصلت الى حافة التسول وذروة المجد، وامرأة قررت
اهانة الرجال وإلقائهم فوق عتبة بيتها.
يعتبر
ممدوح
الأطرش أن
لأسمهان دور فني وقيمة كبيرة في محيطها، وان أغنياتها وأشرطتها مازالت
تمثل مصدرا للخيال العربي، وللحلم العربي، وانه بالرغم من مرور قرابة قرن
على موتها
الغامض فأن أكاديميات الموسيقى العربية ومعاهدها، مازالت تكتشف
خصائص جديدة لهذه
المغنية " اللغز".
وقال
الاطرش في تصريحات على خلفية عرض المسلسل الذي يحمل اسم المطربة الراحلة
"عاشت اسمهان حياتها على حواف المتناقضات، بحيث وازت سيرتها
الذاتية في أهميتها
وانشغال الناس بها، ما لأغانيها من أهمية، حتى باتت جزءا من الخيال الروائي
للكثير
من
المؤرخين الهواة والموثقين."
واضاف
"سيرتها تحمل مفارقات ربما سيكون القدر، أكثر شراكة فيها من الإرادة
الإنسانية، نظرا لولادتها في سفينة تعبر المتوسط، كبداية
للخطوة الأولى في رحلة
شقاءها الإنساني نهاية بموتها غرقا في نهر النيل، وما بين توقعات مختلفة
بعضها
يحيله إلى الاغتيال السياسي، وآخر يحيله الى الانتقام الشخصي، فأن موتها
يمثل ذروة
التراجيديا بكل معانيها، وبكل خصائصها."
ووصف
الاطرش حياة اسمهان بسيرة أميرة، ولكنها وصلت إلى حافة التسول، كما الى
ذروة المجد،" أميرة مازال الكثير من المؤرخين منشغلين بسؤال
عنها: هل هي من بنات
الهوى؟ أم أنها المرأة التي قررت أهانه الرجال وإلقائهم فوق عتبة بيتها؟"
أما عن
رأيه في العمل الدرامي أسمهان والذي يحمل اسمه كمؤلف فأنه يؤكد اعتراضه
الشديد على النص الذي تم تحريفه من قبل الجهة المنتجة.
واضاف انه
وعائلته يستنكرون كل ما جاء في هذا العمل جملة وتفصيلا، وانه "شخصيا
سيقوم بمقاضاة الجهات الإنتاجية والمحطات التي تعرض العمل دون
موافقته بالرغم من
توجيه إنذارات متكررة لإيقافه".
وأكد ان
أسمهان لم تكن كما صورها المسلسل قطعا, معلنا "براءته من هذا العمل
ومطالبا الجهات الإنتاجية والمحطات الفضائية التي تبثه بشطب
اسمه عنه كمؤلف ومشرف
عليه".
ومن
المقرر ان تبدأ قناة ابوظبي عرض المسلسل تزامنا مع اول ايام عيد الفطر
المبارك بعد ان واجه المسلسل مشاكل في عرضه على القنوات
الفضائية الكبرى اثناء شهر
رمضان المبارك.
ميدل إيست أنلاين في 25
سبتمبر 2008
|