ترتبط
الأعمال في ذاكرتنا بجودة انجازها من حيث النص والاخراج والتمثيل واحيانا
كثيرة بسبب الموسيقا التصويرية التي نستعيد من خلالها تفاصيل نقل مشاعر
الآداء الدرامي من خوف وفرح وحنين وفراق وغيرها ليس افضل من أمثلتها ابداع
عمار الشريعي في “رأفت الهجان” حيث جعلنا ولايزال في “شرف فتح الباب” حاليا
جزءا من المشاهد.
والموسيقا
التصويرية تفوق بمراحل مجرد تقديم مؤثرات صوتية مرافقة للوقائع أو “ميلودي”
يعتمد التوزيع المتفاوت للآلات بحسب تركيبها على “اللقطات” المختلفة فهي
عملية دقيقة تسهم في البنية الدرامية وفق متخصص يستطيع ترجمة الصورة أو
المشهد أو الفكرة لاسيما حين يصمت الحوار ولغة الجسد الحركية وتحل
الانفعالات والتعبيرات الوجدانية.
وبسؤال
اصحاب اختصاص حول كيفية وضعهم الموسيقا التصويرية فهم يكتبون “التيمة”
الأساسية مستوحاة من عنوان ومضمون المسلسل وانتقالاته الانفعالية ويعملون
على تطويرها الى جمل موسيقية وفق درجات وطبقات متنوعة وسلالم وايقاعات
متباينة السرعة حسب طبيعة الموقف الدرامي وهذا يرتبط بموضوع العمل وزمانه
ومكانه وخصوصية احداثه.
وبذلك لا
يصح اطلاقا تقديم “التيمة” والجمل الموسيقية ذاتها في عملين مختلفين شكلا
ومضمونا لا من ناحية فنية مهنية ولا من ناحية الذائقة الجماهيرية لكن ما
حصل في المسلسل التاريخي “أبو جعفر المنصور” يتنافى تماما مع تلك الاساسيات
فالموسيقا التصويرية مستنسخة بوضوح جلي من “الاجتياح” الذي اعادت “ال بي سي
يورب” عرض حلقاته في رمضان الحالي عند منتصف الليل بحيث يمكن رصد التكرار
بمجرد انتهاء احداها والالتفات الى “شارة” واحداث مسلسل “ابو جعفر المنصور”
المعروض على عشر قنوات على الأقل.
ولسنا هنا
بصدد ذكر الفروقات بين العملين جملة وتفصيلا وزمانا ومكانا واحداثا لكن
يكفي رصد أن “الاجتياح” يتناول ملحمة معاصرة للشعب الفلسطيني بعد السنة
الثانية من الألفية الحالية و”ابو جعفر المنصور” يبحث في تاريخ قيام الدولة
العباسية انطلاقا من القرن الثامن قبل الألفية الأولى وللحق كلاهما تميز
موضوعا واخراجا وتمثيلا مع ملاحظات لا يمكن اغفالها على نص الأول.
ان
استنساخ الموسيقا التصويرية غير مبرر اطلاقا لاسيما أن “ابو جعفر المنصور”
الذي يحقق نسبة مشاهدة واسعة مؤجل من العام الماضي بداعي أخذ فرصته الكاملة
في الانجاز ولا يتحمل المؤلف الموسيقي وليد الهشيم صاحب البصمات المؤهلة في
اعمال موازية ابرزها “عيون عليا” و”عودة او تايه” المسؤولية وحده فهو
والجهة المنتجة وفريق المكساج والمخرج والنجوم الرئيسيين جميعهم عناصر
مشتركة ومشاركة في كلا العملين وان فات عليهم ذلك فتلك معضلة وان ادركوا
الامر سلفا او تعمدوه فالخلل أكبر. في فترة سابقة كان بعضهم “يستسهل” أخذ
“تيمات” وجمل موسيقية معروفة واستخدامها ضمن مسلسلات عديدة وحينها ابدى اهل
الاختصاص رفضهم في مقدمتهم عمار الشريعي وعمر خيرت وصار كل عمل مهم يحمل
تأليفا غير مستهلك ويخشى اليوم فتح باب جديد في ميدان الموسيقا التصويرية
التي تتسع انتشارا بين محبيها ويتبادلها جمهورها على الانترنت والهواتف
المتحركة بحيث تصبح مستنسخة وربما مسروقة وخالية من الابداع كما حال ألحان
اغنيات لمطربين كبار وجدد!
الخليج الإماراتية في 25
سبتمبر 2008
يشترك في أكثر من عمل عراقي
وخليجي
رضا طارش: الكوميديا العراقية عبرت
الحدود
بغداد
-
زيدان الربيعي:
رضا طارش
ممثل عراقي تمكن خلال مدة وجيزة من فرض نفسه على الساحة الفنية بسبب إجادته
تجسيد أدواره الكوميدية والجادة حتى باتت أجندته مكتظة بالأعمال المحلية
وأيضا العربية ويرى في حوار معه أن الدراما العراقية لا ينقصها أي شيء سوى
وجود انتاج كبير يوفر للعاملين فيها البيئة المناسبة للإبداع والتألق.
“الشللية” تسلب حق الشباب في التمثيل وينقصنا الإنتاج الجيد
·
ما آخر أعمالك؟
في مجال
الأعمال الكوميدية أكملت تصوير الجزأين الثالث والرابع من المسلسل الكوميدي
“ماضي يا ماضي” وهو من تأليف عدنان شلاش وإخراج هاشم أبو عراق. وكل حلقة
تنتقد ظاهرة معينة في المجتمع الريفي العراقي وهو من انتاج قناة “السومرية”
الفضائية.. وشاركت في المسلسل الكوميدي “جريش ومريش” تأليف حسين النجار
وإخراج أكرم كامل الذي صور في سوريا وهو أيضا من إنتاج “السومرية”. وجمع
خيرة نجوم الكوميديا في العراق.
أيضا
شاركت في المسلسل الخليجي الكوميدي “دواديات” تأليف طلال الحوك وتمثيل حسن
البلام، وناصر درويش، وسوف يعرض على قناتي الوطن الكويتية وLBC
اللبنانية.
·
وماذا لديك في مجال الأعمال الجادة؟
شاركت في
المسلسل الكبير “الباشا نوري السعيد” تأليف فلاح شاكر وإخراج فارس طعمه
التميمي لصالح قناة “الشرقية” الفضائية وأجسد في هذا العمل المهم الذي
يتناول مرحلة مهمة من تاريخ العراق المعاصر شخصية “صاحب المقهى” الوطني.
وكذلك شاركت في مسلسل “ثلج في زمن النار” تأليف باسل الشبيب وإخراج طلال
محمد من إنتاج “السومرية”. وهو مسلسل ريفي يتحدث عن تمسك الإنسان العراقي
بأرضه ووطنه رغم كل الظروف الصعبة التي تواجهه، فضلا عن ذلك شاركت في مسلسل
“بيت البنات” من تأليف قحطان زغير وإخراج جمال عبد جاسم وهو من انتاج قناة
البغدادية الفضائية.
·
كيف ترى الدراما العراقية؟
بدأت
تتطور بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة ولمست ذلك من خلال إشادة كبار نجوم
الدراما العربية أمثال ليلى طاهر وأحمد راتب من مصر وأيمن زيدان وأيمن رضا
من سوريا. فهؤلاء المؤثرون جدا في الدراما العربية أعجبوا بالأعمال
العراقية الأخيرة وتوقعوا لها مستقبلا باهرا في القريب العاجل.
·
كيف ترى وضع الكوميديا في العراق بالوقت
الراهن؟
تتطور
ولكن بنسبة متوسطة وكان يمكن لها أن تكون ممتازة لولا بعض الممثلين
الكوميديين الذين يعتقدون أن الإسفاف والتهريج هما الكوميديا الحقيقية
وبذلك أسهموا في التأثير على المستوى العام للكوميديا العراقية التي اكتشفت
انها وصلت إلى معظم البلدان العربية.
·
ما الأسس التي تحتاجها الدراما في العراق
لتنهض؟
تحتاج إلى
رعاية واهتمام كبير من الدولة بالعملية الإنتاجية، لأن هناك أعمالا عراقية
كبيرة كان يمكن لها أن تحقق قفزة كبيرة بالدراما العربية لو وجدت الإنتاج
الجيد.
·
هل ترى هناك أزمة نص في الدراما العراقية؟
نعم..
الأزمة موجودة لأن الكتّاب الجيدين لدينا قليلون والبعض الآخر استهلك، لكن
مع ذلك أتوسم بان تظهر لدينا طاقات جديدة مميزة في مجال الكتابة. وأعتقد أن
تحسن الوضع الأمني في البلد سيؤدي إلى دخول العديد من الأقلام الجديدة إلى
الوسط الفني لكي يكتبوا عن الذي حل بالعراق خلال السنوات الأخيرة.
·
وما هو رأيك في نظام “الشللية” القائم في
الوسط الفني العراقي؟
هذا
النظام أثر في الدراما العراقية لأنه يسلب حق البعض في العمل ولاسيما من
الشباب لأن لدينا طاقات شابة جيدة تبحث عن فرصة للظهور ولم تحصل عليها وقد
لا تحصل عليها في ظل بقاء المجموعات القائمة الآن على وضعها الراهن.
الخليج الإماراتية في 25
سبتمبر 2008
|