«أسمهان» و «أبو جعفر المنصور» أفضل مسلسلات هذا العام ..
والمطربون العرب بدأوا يغزون المقدمات الغنائية للأعمال الدرامية مسلسل
«قمر» الذي ألفته وقامت ببطولته فيفي عبده يحمل كل عناصر الطرد الجماهيري
مجدي كامل بطل مسلسل جمال عبدالناصر يمثل دور رجل عصابات خطير في مسلسل
«طريق الخوف» الباروكة التي وضعها خالد صالح علي رأسه فشلت في خصم عشرين
عاما من عمره .. وحالة النحنحة التي ابتكرها لا تتفق مع ملامحه الحادة
مخرجة «بعد الفراق» أوهمت هند صبري بأنها ستلعب دورا «ح يكسر الدنيا» كما
تفعل نادية الجندي مسلسل «شرف فتح الباب» يقوم علي نفس «التيمة» المفضلة
للمؤلف وهي تعرض المواطن الشريف لإغواء المالمن الصعب أن تتمكن من إحصاء
عدد المسلسلات التي تعرض في رمضان ،وخاصة مع تشابه موضوعات معظمها وتكرار
الممثلين الذين يلعبون الادوار الثانية والثالثة ،ولكن علي كل الاحوال هناك
مسلسلات يمكن أن تقبلها أو تُخضعها للمناقشة دون غيرها من الأعمال التي
تحمل كل عناصر الطرد الجماهيري مثل مسلسل قمر الذي ألفته ولعبت بطولته فيفي
عبده ،وقمر 14 للمخرج الجهنمي عصام الشماع ،وطريق الخوف الذي أخرجه عادل
الاعصر ولعبت بطولته غادة عبد الرازق ومجدي كامل الذي يؤدي دور رجل عصابات
خطير ،مما يفسد عليك قناعتك بانه نفس الشخص الذي يقدم شخصية جمال عبد
الناصر في مسلسل ناصر للمخرج باسل الخطيب !أما فردوس عبد الحميد فهي مستمرة
في أداء شخصية المرأة الشريفة والمقاتلة التي لاتهدأ ولاتكل حتي تقضي كل
جيوب الفساد وأشكالها وللعجب فأنها تكتشف ونكتشف معها أن زوجها هو أصل
الفساد ومنبعه ويلعب دور الزوج فاروق الفيشاوي وممكن أن نعتبر المسلسل من
نوعية الكوميديا الصارخة عندما تتابع هذا الموقف العبثي حيث تخبرفردوس
زوجها فاروق الفيشاوي أنها حامل !!! وعندما يعبر عن دهشته ويسألها كيف حدث
هذا ؟ تخبره في خجل في الليلة اللي زرتني فيها واستغليت ضعفي !!! أما مخرج
مسلسل ليل التعالب فهومحمد فاضل الزوج الفعلي لبطلة المسلسل ،ويعتبر مسلسل
ليل التعالب واحد من خمس مسلسلات تتناول كواليس الصحافة ،ودهاليز صاحبة
الجلالة وهو من تأليف محمد حسن الألفي !نحنحة خالد صالحولم يبق علي انتهاء
ماراثون المسلسلات التليفزيونية سوي أسبوع واحد ،وقد بدأت حفلات تجميل
الفشل !التي اعتاد صناع الدراما علي إقامتها كل عام و تشارك فيها بوعي أو
بدون وعي معظم وسائل الاعلام مجلات وصحف وبرامج فضائية ،كنت أتصفح احدي
المجلات البيروتية وفوجئت بعرض صور من حفل أقامته فيفي عبده أو المعلمة قمر
وحولها طاقم مسلسلها ابتهاجا بنجاح المسلسل !!! ومن العبث أن تتساءل عن
المعايير التي تحدد مدي نجاح أو فشل عمل فني ما ،ففي النهاية كلهم يحتفلون
بالنجاح وتقام لهم الحفلات رغم الكوارث التي اقترفوها في حق الفن المصري
!وعلي شاشة الاوربيت استضاف برنامج القاهرة اليوم ،فريق العمل في مسلسل بعد
الفراق ،وقد لاحظت حالة إستعلاء واضحة في حديث خالد صالح ،ورفض قاطع لآراء
النقاد متعللا بضرورة الانتظار حتي نهاية الحلقات قبل أن يكون لأي منهم
الحق في إبداء رأيه !! فهل من الضروري أن ننتظر انتهاء ثلاثين حلقة ،لنلاحظ
أن الباروكة التي وضعها خالد صالحعلي رأسه فشلت في خصم عشرين عاما من عمره؟
حيث يقدم دور شاب حديث التخرج ،يسعي للعمل في بلاط صاحبة الجلاله ويقضي خمس
أو ست سنوات في حالة تخبط قبل أن يتمكن من تحقيق بعض النجاح ،يعني المفروض
أن ممثل هذا الدور لايزيد عمره علي ثلاثين عاما ،علي أقصي تقدير ،ثم أن
حالة النحنحة التي ابتكرها خالد صالح لاتتفق مع ملامحه الحادة ،التي أجاد
استخدامها في أعمال فنية سابقة مثل فيلم هي فوضي أو الريس عمر حرب ،أو في
مسلسل محمود المصري وأعتقد أنه يسيء كثيرا الي موهبته التي لاخلاف عليها
عندما يلعب أدوارا لاتتفق مع ملامحه ،وهذا ليس تقليلا من شأنه فأنتوني
هوبكنز أو جاك نيكلسون لايؤدي أيهما أدوارا رومانسية تحتاج للنحنحة ،وإن
كان التعبير عن الحب له أوجه كثيرة ومتنوعة تختلف عن تلك الصيغة التي قدمها
السيناريو الذي كتبه محمد أشرف ،ويضم كل ألوان وعناصر الميلودراما الفجة
التي تذكرنا بالافلام الهندية التي كانت تعرض في سينما شبرا بالاس وتستقطب
فئة الحرفيين ! عقدة نادية الجنديأما هند صبري فهي تقدم أول إطلالة فنية
لها في الدراما التليفزيونية ،ويبدو أن المخرجة شيرين عادل استطاعت أن
تقنعها بأن الدور حايكسر الدنيا لأنه يشبه كثيرا ماتقدمه نادية الجندي!
فتاة غلبانة تعاندها الاقدار وتتعرض لكل أنواع التعذيب والتنكيل ،زوج الأم
الشرير الذي ينهب أموالها وميراثها الذي تركه والدها ويعتدي عليها بالضرب
والتنكيل ،وتضطر للعمل خادمة ،فتلقي كل أشكال الاهانات التي لايحتملهابشر
ويتخلي عنها حبيبها ورفيق طفولتها وصباها ،وتتلطم الفتاة من بيت الي بيت
،وتخرج من حفرة لتقع في دحديرة ،تتهم بالسرقة وتقاد لقسم الشرطة وينكرها
حبيبها السابق ،ويخجل بالاعتراف بها ،ثم يعود ويتزوجها ولكنه يتفق معها أن
يبقي زواجهما صوريا !لا أعرف لماذا ؟وهنا يقدم المسلسل عدة مشاهد عبثية
ليوسف وحبيبته سُكرة أو خالد صالح وهند صبري وهما يقيمان معا في حجرة واحدة
ويجمعهما فراش واحد دون أن يكون بينهما مايحدث بين الرجل وزوجته لعل المانع
خيراَ ،وتضطر سُكرة للهرب من حبيبها وزوجها حتي لاتكون عقبة أمام مستقبله
الصحفي ،وتعود للخدمة في البيوت ،وتعتقد أن الحياة قد ابتسمت لها أخيرا
عندما تعمل لدي الخوجاية بولاأو رجاء الجداوي ولكن الاقدار تكون لها
بالمرصاد فبعد وفاة بولا تفاجأ سُكرة بورثتها يقتحمون الشقة ويقيدونها وهات
ياتعذيب وكي في مناطق متفرقة من الجسم مع قص الشعر والضرب المبرح ،لإجبارها
علي التنازل علي حقها في الميراث الذي خصصته لها بولا وأمام هذا التعذيب
الرهيب لاتجد سُكرة مفرا غير القفز من النافذة الي الشارع! وأن تتعرض
الشخصية الدراميةللضرب المبرح أمر لايحتاج للتمثيل ولايمكن قياس جودة فنان
ما لمجرد أدائه لتلك المشاهد ،بدليل أن الممثل الذي لعب شخصية المسيح في
فيلم ميل جيبسون الشهير ،لايذكره أحد ولم يفكر ناقدا بالاشادة به ،فما قيمة
أن يؤدي الممثل شخصية واحد بيضرب طوال الاحداث ؟؟ قد تتصور هند صبري أنها
قد كسبت بدورسُكرة تعاطف الجماهير ،وإعجابهم ولكني أؤكد لها أنها فقدت
الكثير مع تجربتها التليفزيونية الاولي ،أما السيناريست محمد أشرف وحرمه
شيرين عادل فقد احترفا تقديم المسلسلات الميلودرامية الصارخة التي تعد
محاكاة للافلام الهندية التي تجاوزها الزمن من زمن !قلب ميتمسلسل قلب ميت
كانت بدايته طيبة وتبشر بخير،ولكن السيناريست أحمد عبد الفتاح بدأ يهنج
ويرتبك وهربت خيوط اللعبة من بين يديه بعد الحلقة الثانية عشرة التي شهدت
وفاةكريم الشقيق الاصغر لرضا أبو شامة شريف منير ،فقد حدث خللا هائلا في
الإيقاع ومنطق الاحداث وجنحت الدراما الي الإفراط في المآسي والأحداث
الكئيبة ،فبعد حادثة الغرق ،يتم القبض علي الاب أبو شامة جمال إسماعيل
بتهمة الغش في مواد البناء مما نتج عنه سقوط إحدي العمارات !رغم أنه ملاحظ
أنفار!ثم تصاب الابنة الصغري مني هلا بحالة انهيار نفسي ،ثم يتهم رضا
بالقتل ويصبح مطاردا من الشرطة ،وتقوم العصابة بالاعتداء علي أم رضا
وشقيقته ،وطوال الحلقات لاتتوقف خيرية أحمد عن الصراخ حتي تجحظ عياناها
وتظهر عروقها ،ولا سميرة عبد العزيز عن النحيب والبكاء ،ولا نسرين إمام عن
الشكوي والزن ،ولا ألفت عمر عن إبداء الحسرة لعدم إتمام زواجها ، ولازيزي
البدراوي عن المرض والعياط لجحود ابنها حازم أحمد هارون وتجاهله لمشاعرها
،مأدبة مهوولة من المآسي والكوارث التي تتعرض لها عائلة أبو شامة وكأن
الاقدار تتربص بها دوناً عن بقية خلق الله ! أما شخصية بسمة غادة عادل فهي
احادية التكوين ،فتاة جميلة وفقيرة ووحيدة في الدنيا ،تعيش في غرفة صغيرة
في منزل قديم بإحدي الحارات الشعبية ،ولايتوقف الجيران عن انتهاك خصوصيتها
والتربص بها وإهانتها عمال علي بطال ،فإذا ما ذهبت الي خالتها تتعرض
لمحاولات اعتداء جنسي من زوج خالتها ،فتضطر للعودة الي حجرتها في الحارة
،وتتعرض للاستفزاز من جارتها سليطة اللسان ،تضربها وتذهب لقسم الشرطة وتعود
لخالتها ،يتحرش بها زوجها تضربه وتذهب للشرطة وهكذا دواليك طوال خمس عشرة
حلقة ،حتي تلتقي بشخصية رضا أبو شامة شريف منير الذي يتورط في الزواج منها
،تاركا مرارة لاتنتهي في حلق حبيبته نسرين إمام التي بددت سنوات عمرها في
انتظاره !الحلقات الاخيرة من المسلسل عبارة عن مشاهد جري وهروب لرضا ابو
شامة شريف منير وزوجته بسمة غادة عادل من متابعة رجال العصابة لهما ،وأثناء
تلك المطاردات ينمو بينهما مشاعر الحب ،ويصبح السؤال ماهو مصير خطيبة رضا
السابقة ؟؟ هل يتزوجها صديقه الوفي محمد الشقنقيري أم من الافضل أن يتزوج
الشقنقيري من مني هلا الشقيقة الصغري لرضا! أم يتزوجهما الاثنتين حتي يريح
صديقه من عناء التفكير في مصيرهما ؟؟شريف منير يعود للشاشة الصغيرة بعد
سنوات من الابتعاد ،ويقدم شخصية كانت تحمل في بداية الاحداث كل عناصر الجذب
،وتمنحه فرصة للابداع ،وخاصة وهو يؤدي دور شاب لايجد فرصة لتحقيق أحلامه
،فيقرر أن ينتزع حقه من الدنيا بذراعه ،ويستغرق في بعض المغامرات
الانتحارية التي تحقق له بعض المتعة والمكسب السريع ،ومع ذلك فهو يشعر
بالالتزام تجاه أسرته ،ويربطه بأفرادها علاقة حب واحترام بعكس صديقه اللدود
حازم أحمد هارون وهو من وسط اجتماعي أفضل ولكنه يعامل والدته بجحود وغلظة
،وتلك الشخصيات كانت تاحتاج الي وعي وثقافة من كاتب السيناريو تساعده في
خلق أحداث منطقية بدلا للجنوح للميلودراما والاحداث الملفقة المفتعلة التي
أفسدت المسلسل في نصفه الثاني !ومع ذلك فإن مسلسل قلب ميت يقدم فرصة ذهبية
للنجمة غادة عادل لتؤكد موهبتها وقدرتها علي الاداء العفوي البسيط ،كما
يعتبر المسلسل تدشينا لموهبة نسرين إمام التي لم تستفد من تجربتها العام
الماضي في مسلسل حنان وحنين رغم وقوفها أمام عمر الشريف !ويكشف أحمد هارون
عن موهبة لم نلحظها في أعماله السينمائية السابقة ومن الملاحظ أن أداء
ممثلي جيل الشباب يتفوق كثيرا علي أداء كبار السن من الممثلين ،مثل سميرة
عبد العزيز وجمال إسماعيل وزيزي البداروي أما خيرية أحمد فهي النموذج
الصارخ للافتعال والمبالغة المقيتة ولا أعرف كيف تكون خيرية أحمد أماً
ليسرا في إيد امينة ،و لفيفي عبدهقمر و لنسرين إمام قلب ميت في نفس الوقت
رغم اختلاف أعمارهن ومستواهن الاجتماعي !أفضل مستوي فني في دراما هذا العام
هو ماقدمه المخرج التونسي شوقي الماجري من خلال مسلسل أسمهان ومسلسل
أبوجعفر المنصور هذا العمل التاريخي المبدع الذي يؤرخ لفترة مفصلية في
التاريخ الاسلامي بعد انتقال الخلافة من الدولة الاموية للدولة العباسية
وماصاحب ذلك من حروب وصراعات دموية قدمها مسلسل أبو جعفر المنصور من خلال
مجموعة من النجوم بينهم عباس النوري أبو جعفر وإياد نصار الذي لعب بمقدرة
فائقة شخصية عمر بن عبد العزيز ،وللأسف لااعرف اسم هذا الممثل الذي يمتلك
موهبة متوحشة وأدي شخصية أبو مسلم الخرساني ،بأسلوب عبقري يستحق تدريسه
لبعض ممثلينا الافاضل !أما المخرجة السورية رشا شربتجي فقد أنقذت مسلسل شرف
فتح الباب من السقوط الذريع الذي صادفه المؤلف محمد جلال عبد القوي والنجم
يحيي الفخراني عند تقدمها مسلسل المرسي والبحار للمخرج احمد صقر !مسلسل شرف
فتح الباب يقوم علي نفس التيمة المفضلة للمؤلف،التي لاتخرج عن تعرض شخص
شريف للامتحان الصعب عندما تهبط عليه ثروة من السماء ، أويتعرض للغواية عن
طريق رشوة او فرصة جهنمية لم يتوقعها ،يمكن أن تنقله من حال الي حال ،وهو
ماقدمه عبد القوي في مسلسلات أبناء آدم والمال والبنون ،وحياة الجوهري ،ثم
شرف فتح الباب ! من العيوب القاتلة في المسلسل مجموعة الشباب الذين لعبوا
أدوار أبناء الاستاذ شرف ،ولاينافسهم في ضعف الحضور إلا شباب مسلسل الدالي
! ومن الملاحظ أن الاصوات العربية بدأت تفرض وجودها علي أغنيات التترات
التي كان يحتكرها لسنوات طوال عدد محدود من مطربينا مثل علي الحجار ومحمد
الحلو ومدحت صالح ! ومن أفضل أغنيات التترات لمسلسلات هذا العام أغنية علي
الجسمي في مسلسل بعد الفراق ،وأغنية رامي عياش التي يقدمها في تترات قلب
ميت وأغنية وائل جسار المستمرة من العام الماضي مع مسلسل الدالي بالإضافة
لصوت نبيل شعيل ومسلسل جدار القلب والبقية سوف تأتي في الاعوام القادمة إن
شاء الله !
جريدة القاهرة في 23
سبتمبر 2008
|