لفتت
إليها الأنظار وتردد اسمها عندما رشحها المخرج شريف عرفة للمشاركة في فيلم
“حليم” لتجسد شخصية حبيبته الحسناء وأهلها لهذا الدور جمالها الأخاذ
الهادئ، إنها الفنانة السورية سولاف فواخرجي التي تجسد سيرة الفنانة
الراحلة أسمهان في مسلسل يعتبر من أبرز أعمال رمضان وفق استطلاعات الرأي.
وترجع سلاف هذا النجاح إلى الكتابة الجيدة التي شارك فيها أربعة كتاب للمرة
الأولى هم: قمر الزمان علوش وممدوح الأطرش ونبيل المالح وبسيوني عثمان،
والإخراج للمخرج التونسي الكبير شوقي الماجري. عن المسلسل والأصداء
الإيجابية التي يتركها حتى الآن، وقضايا أخرى، كان هذا الحوار:
·
جسدت شخصية أسمهان بعد ترشيح أكثر من مطربة
لهذا الدور، هل جمالك الهادئ الذي يقترب من جمال أسمهان وراء ترشيحك؟
أولا لم
يرشح أحد من قبل الإنتاج سواي وهذا منذ عامين ونحن نعد للعمل، وترشيح أسماء
لمطربات كان من جانب بعض القنوات الفضائية ولم يوافق الإنتاج، وإذا كان
جمالي وراء ترشيحي فهذا بالطبع في المرتبة الثانية لأن الموهبة قبل كل شيء،
فالمطلوب ممثلة تستطيع تقمص الشخصية وليست صورة جميلة.
·
لكن ألا تعتقدين بكل موضوعية أن تجسيد مطربة
لسيرة مطربة أفضل؟
على العكس
فالمطربة من الصعب عليها تجسيد الشخصية ولكن الممثلة من السهل جدا أن تؤدي
شخصية مطربة وأفضل دليل على هذا الفنانة صابرين التي أدت أصعب شخصية على
الإطلاق وهي شخصية أم كلثوم ونجحت نجاحاً مدوياً.
·
شخصية أسمهان مثيرة للجدل لما فيها من
تناقضات وأسرار، كيف توصلت لمفاتيح الشخصية؟
لم أوافق
على السيناريو إلا بعد الانتهاء منه تماماً لخوفي الشديد من عدم التمكن من
الإلمام بكل جوانب الشخصية لأنها كما تقولين شخصية مليئة بالأسرار، واشترك
في كتابة السيناريو لأول مرة أربعة كتاب، ملمين كل التفاصيل التي توفرت
لهم، بعيدا عن بعض الأسرار التي تمثل خطوطاً حمراء ولا تهم المشاهد في شيء.
وبدوري قرأت كل ما كُتب عن أسمهان وتلقيت دروسا في الموسيقا والغناء،
بالرغم من أنني لن أغني، ومع هذا لم أكتف بدروس الموسيقا بل تعدت المسألة
إلى التحليل الموسيقي، وهذا العمل اكسبني الكثير من الخبرات.
·
لكن ألم تواجهك صعوبة في الوصول لمفاتيح
الشخصية لأنها لا تمثل أي ذكرى لدى الناس إلا من خلال ظهورها في فيلمي
“انتصار الشباب” و”غرام وانتقام”.. فكيف خططت لتجسيدها؟
من حسن
الحظ أنها لا تمثل للناس ذكرى لأنني لن أؤدي بالطريقة التي ظهرت بها في
هذين الفيلمين، فهي كانت تتبع المدرسة القديمة في الأداء، ولكن ثراء
شخصيتها وما تحمله من تناقضات وألغاز جعلني أستعرض قدراتي في التمثيل
والتقمص لأننا نتحدث عن شخصية من دم ولحم، فهي أميرة، وفقيرة، وامرأة
وزوجة، وفنانة، وتعمل بالسياسة.. كل هذه الوجوه تحتاج في تجسيدها الى تركيز
شديد اجتهاد وعناء.
·
واجه إنجاز العمل رفضاً من ابن شقيق أسمهان
فيصل الأطرش، فماذا عن باقي الورثة؟
أولاً
أسمهان توفيت منذ أكثر من 50 عاماً وهذا يجعلها ملكاً للتاريخ ولكن فريق
العمل بدءا من المنتج احترم الورثة، وابنتها كاميليا رحبت بالعمل وسعدت به،
كما أن أحد أفراد الأسرة يشارك في كتابة السيناريو وهو ممدوح الأطرش.
·
المسلسل يجمع عدداً من الفنانين العرب، ماذا
يمثل هذا لك؟
سيرة
أسمهان وإقامتها وتنقلها بين أكثر من بلد عربي دفعت إلى الاستعانة بفنانين
من أكثر من بلد عربي بدءا بسوريا مسقط رأسها مروراً بمصر ولبنان والأردن
وتونس حتى فريق الفنيين من مصورين وغيرهم يشارك عدد منهم من أكثر من بلد.
وفي النهاية نرى أن هذا المسلسل صورة للتكامل الفني العربي المشترك الذي
ننادي به دائما وتطالب كل لجان المهرجانات العربية به.
·
درست الآثار، هل ترين هناك نقاط التقاء بين
الفن والآثار؟
نعم هناك
علاقة مباشرة، فالفن والآثار لهما رسالة حضارية، ودور الفنان فيه بحث دائم
ومغامرة متجددة مع كل شخصية يؤديها، الشيء نفسه أثناء الدراسة كان علينا
دائماً تعميق البحث في مسائل تاريخية وتراثية.
·
شاركت في عدد من الأعمال التاريخية، هل
دراستك للتاريخ ساهمت في نجاحك في هذه الأعمال؟
نعم، وهذا
السبب الحقيقي وراء ميلي للأعمال التاريخية حتى في مستوى المتابعة،
فبالإضافة لحبي للتاريخ أحب العربية الفصحى كثيراً، عندما أكون ضمن عمل
تاريخي ينتابني إحساس خاص وأحس أن العمل قريب مني.
·
فيلم “ليلة البيبي دول” رغم حجم إنتاجه
الكبير وحجم الدعاية إلا أنه صدم الجمهور وتعرض لانتقادات كثيرة من قِبل
النقاد؟
هي وجهات
نظر وآراء وأحترمها، ولكنني أرى أن الفيلم نقطة مضيئة في مسيرتي الفنية،
فرغم أنه عمل سياسي في المقام الأول إلا أن دوري يحمل صبغة إنسانية واضحة
من خلال معالجة القضية الأساسية التي تشغل بال كل عربي، وهي قضية السلام
السياسي ومستقبل الأجيال المقبلة في ظل تأزم وتردي الأوضاع السياسية في
الكثير من بلداننا العربية والمنطقة بشكل عام، أعتقد أن اسم الفيلم ربما
كان وراء صدمة الجمهور.
·
ماذا عن التعاون المشترك مع زوجك الفنان وائل
رمضان؟
هناك أكثر
من مشروع، الأول من تأليف والدتي ابتسام أديب وهو مزج للدراما بالموسيقا
وأول خطوة كانت “اسأل روحك”، والعمل جارٍ في المشروع منذ سنتين وهناك أعمال
قريبة ضمن هذا المشروع، والثاني مسلسل “رشدي أباظة” سيخرجه زوجي أيضاً.
·
وماذا عن مسلسل “روزاليوسف”؟
لا يزال
في مرحلة الإعداد وأنا متحمسة له جداً.
·
مؤخراً حملت شعلة بكين أمام العالم كله
والعام الماضي حصلت على جائزة “الموركس” كأفضل ممثلة عربية لعام 2007 ماذا
تمثل لك هذه الملامح الإنسانية؟
أنا سعيدة
بهذه الجائزة التي تعتبر تتويجاً لجهودي السابقة وتحملني مسؤولية كبيرة في
الأعمال المقبلة التي أريد تقديمها وأنا فخورة بهذه الجائزة التي جاءت بعد
جهد وعمل كبيرين.. أما ترشيحي لحمل شعلة بكين فكان له مذاق خاص لأنها
مشاركة في بطولة عالمية من أهم البطولات وشرفني ترشيحي لهذه المهمة وسعدت
بها.
الخليج الإماراتية في 19
سبتمبر 2008
|