الساعة 12
ظهراً.. خبر وفاة
المخرج يوسف شاهين لم تتناقله الأخبار بعد.. لكنه وصل إلى البحرين فعلاً،
فلقد فجع
الشارع الفني بوفاة ''الأستاذ'' كما يلقبونه، الذي يعتبر أحد الأعمدة
السينمائية
التي أحدثت نقلة مهمة في المفاهيم السينمائية، ليكون مدرسة
تخرج عددا من النجوم
اللامعة في الوطن العربي حاليا، ومما لا شك فيه ستتشح مصر بالسواد حدادا
على هذه
الشخصية العظيمة، وبالأخص جيل من الفنانين الذين تعاونوا معه وكان له الفضل
عليهم
كبارا وصغارا منذ زمن الأبيض والأسود إلى الديجيتال، فأعماله
الخالدة تجبرنا على
تذكره. في البحرين كان لهذا الخبر وقع ملحوظ على نفوس فنانيها، فالبعض رفض
التعليق
على هذا الحدث ليغلبه البكاء، والبعض الآخر حاول إنصاف شاهين بآرائه.
الكاتب
المسرحي يوسف الحمدان يجد بأن ''برحيله فقد رحل آخر عمالقة
السينما في الوطن
العربي، فنحن نحتاج لزمن طويل حتى نعوضه بمخرج يصل إلى مستوى عبقريته،
وتلامذته كثر
فهو رجل يتجسد في السينما ويحيا في السينما، لأنها قضيته الأولى''.
ويتابع
''كل
تجربة له
هي في حد ذاتها تحتاج إلى دراسات وبحوث، وكل من خرج من تحت معطف شاهين
برأيي حصل على شهادة دولية وليست عربية، ومن ضمن تلامذته المخرج خالد يوسف
الذي يعد
استثمارا لنجاح أستاذه شاهين وهو يحصد نجاحاته السينمائية الان''.
وعن
التنوع في
تجاربه
تحدث الحمدان عن انه '' يظهر جليا تمسك شاهين بالتجربة الواقعية كما في
فيلمي ''باب الحديد'' و''الأرض''، واتضحت القراءة الذاتية ''إسكندرية ليه''، ''إسكندرية
كمان وكمان''، ''المصير''، و''الاختيار''.
يوسف
شاهين مخرج خرق كل
الأنسجة، بهذه العبارة عبر الحمدان عن قوة هذا المخرج ليقول ''هو مخرج
عالمي بكل
المقاييس فلقد حاز على عدد من الجوائز العالمية في مهرجان فينيسيا
والبندقية، فهو
ابن مصر الحقيقي وهو العالمي الحقيقي فهو ينتمي لمصر والكون''.
ولا شك أن
مخيلة
يوسف شاهين كانت غريبة ومفاجأة لكل من يتتبعه وهكذا كان يرى الحمدان عندما
قال
''حتى
في أفلام السيرة الذاتية نجده يفترض المخيلة الجانحة، ليجعل جل أعماله حالة
فنتازية، فكل عمل يقدمه يعتبر حالة خاصة تقوم على أثرها الدنيا ولا تقعد
ونستذكر من
ذلك ما حدث من رد فعل حول فيلمه ''المهاجر''، وكذلك فيلم
''المصير''، حيث واجه
القوى السوداء في الوطن العربي من خلال هذا العمل''.
ويواصل
''ما يميزه أيضا
لغته السينمائية مختلفة فهو يظهر بقلقه المعروف ويبحث عن زاوية مختلفة لم
تستغل من
قبل، وحتى في آخر أيام حياته وصراعه مع الغيبوبة كان الناس ينتظرون فيلما
لن يستطيع
احد غيره انجازه''.
رحلة عمر
قصيرة لشاهين
كما لم
يعلم المقلة عن خبر وفاة
شاهين إلا من خلال اتصال هاتفي لـ''الوقت'' ليتحدث بدوره عن يوسف شاهين
فوصفه بأنه
''مدرسة
غير طبيعية فبشكل أو بآخر خرج مجموعة من السينمائيين والمبدعين العرب،
فالخصوصية تسبق أفلامه، فكل مخرج عربي استفاد من تجربته الفريدة''، ويستدرك
''عاش
طويلا ولكن قياسا بإنتاجه الضخم نستشعر أن عمره كان قصيرا جدا،
وبفقدانه تخسر
السينما العربية خسارة كبيرة''.
شاهين صنع
الحياة على الشاشة
وتفاجأ
الكاتب
فريد
رمضان بخبر وفاة المخرج يوسف شاهين ''قرأت في بعض الصحف منذ عدة أيام أنه
قد
عاد من فرنسا بعد رحلة للعلاج''.
ويكمل
''يعد يوسف شاهين رمزا من رموز صناعة
السينما في الوطن العربي والذي شكل الحافز الأساسي في تلقي أفلام مختلفة
الفكر
والطرح، أصبح يستقطب كل المهتمين بالسينما في الوطن العربي
الذين ينتظرون تجاربه
على أحر من الجـــمر''.
وبالحديث
عن مصطلح تجربته السينمائية قال رمضان
''تجاربه
تحرك الواقع العربي من منطلق فني وإبداعي عالي المستوى، فاستطاع عكس
حياتنا الشخصية في تجاربه السينمائية، فكل ما يقدمه يعتبر خطوة جريئة لم
يقدم عليها
أحدا، فلقد صنع الحياة بمحيطها على الشاشة''.
الوقت البحرينية في 28
يوليو 2008
|