«قناوي»... حدوتة مصرية... قرب الشط في الإسكندرية «بدأت» في شوارعها
وحواريها... ومنها «هاجر» إلى الولايات المتحدة الأميركية، درس فنون
السينما والمسرح، ورجع تاني، أبدع وأنتج وأخرج ومَثَّل... كسب وخسر... صنع
نجوما ونجمات... ونال جوائز وشهادات... إنه بحق «حدوتة مصرية»... اسمها
يوسف شاهين.
وإذا كانت
البداية في الإسكندرية، فالنهاية أسدلت «أمس» في القاهرة، ليوارى ثرى
المحروسة اليوم عن 82 عاما، كانت مليئة بمحطات فنية متنوعة، استحق خلالها
لقب «الأستاذ».
وفي
«حدوتة مصرية»، واجه الراحل يوسف شاهين ملفات ساخنة أصر دائما على التعامل
معها، وبجرأة شديدة، وخاصة وقفته ضد «الإرهاب والتطرف»، وهو المصري القبطي،
ولكن دائما كان يردد: لا وطن ولا دين للإرهاب.
شاهين -
وكانت السيجارة صديقة دائمة له - كان لا يخجل أن يقول إن هذه المشاهد أو
هذه الأفلام هي جزء من سيرته الذاتية.
وهكذا
ظهرت محطات حياته ما بين «إسكندرية ليه»... و«إسكندرية كمان وكمان»...
و«حدوتة مصرية»... و«إسكندرية - نيويورك» وليس هذا غريبا... فهو يعشق
مدينته، ويتذكر جميع أيامه فيها.
السياسة
دائما... كانت في جميع أعماله، مباشرة أو غير مباشرة، ساخنة ولاذعة، وفاتحة
عليه النار من كل اتجاه، وكان لا يخاف، بل كان يعشق هذه المعارك.
شاهين،
عجن السياسة في أفلامه، وكان هذا واضحا في «الأرض - العصفور - الاختيار -
جميلة بوحريد - عودة الابن الضال» وفي آخر أعماله، بالمشاركة مع فتاه
«الروحي» المخرج
خالد يوسف فيلم «هيَّ فوضى؟»... والذي اقترب كثيرا من عالم الشرطة، ووجهت
على اثره انتقادات واسعة لـ «شاهين».
والمخرج
الراحل الذي عجن السينما بالسياسة، وضعها أيضا في قلب الأحداث الاجتماعية،
وزينها بتحابيش اقتصادية، وأمور شعبية، وحتى تاريخية، لاتزال لها صداها عند
جمهور المحبين لفنه.
وفي
مسيرته هذه افتتح شاهين مدرسة لتخرج النجوم «تمثيلا - إخراجا»... دانوا
ولايزالون له بالفضل، حتى إنه اجتذب نجوم الغناء والطرب «فيروز - فريد
الأطرش - ماجدة الرومي - لطيفة - محمد منير»، ليبرزوا سينمائيا ومن خلال
أغانٍ «سياسية»، أو قريبة جدا من السياسة.
حصد
«قناوي» - هذا كان دوره في فيلم «باب الحديد» الشهير - عشرات الجوائز
والشهادات والأوسمة، وقبل وبعد كل هذا حب جمهور عريض، لايزال يشاهد أعماله
القديمة والحديثة.
شاهين،
بدأ مسيرته بـ «بابا أمين» العام 1949، وأنهاها بـ «هيَّ فوضى؟»... العام
2007... كما بدأ حياته «مولودا» في العام 1926، ليغيبه الموت في 2008...
ولد في الإسكندرية... وعاش «عصفورا»، بين كثير من المدن، ليكون الرحيل من
«القاهرة»... التي عشق ليلها ونهارها وناسها، وكان دائما يردد «القاهرة
كمان وكمان».
الراي الكويتية في 28
يوليو 2008
|