لا أعرف
الصلة التي تجمع يوسف
شاهين المخرج العربي الشهير والمتنبي الشاعر ولكن ما من مرة قرأت أو سمعت
باسم
الرجل حتى طرق مسمعي بيت من شعر المتنبي وكأن الرجلين من طينة واحدة وسعيا
دوماً
لهدف واحد
كانا دوماً صاحبي إرادة جبارة تقف الصعاب أمامها مذلة مهانة، والرجلان
كلاهما بقيا يقاتلان في سبيل هدف ومطمح كبير حتى الرمق الأخير من حياتهما.
summary:
لا
أعرف الصلة
التي تجمع يوسف شاهين المخرج العربي الشهير والمتنبي الشاعر ولكن ما من مرة
قرأت أو
سمعت باسم
الرجل حتى طرق مسمعي بيت من شعر المتنبي وكأن الرجلين من طينة واحدة
وسعيا دوماً لهدف واحد كانا دوماً صاحبي إرادة جبارة تقف الصعاب أمامها
مذلة مهانة،
والرجلان كلاهما بقيا يقاتلان في سبيل هدف ومطمح كبير حتى الرمق الأخير من
حياتهما.
يوسف
شاهين الذي رحل أمس
يعد من أهم الأحرار الذين عاشوا وقاتلوا من خلال أفلامهم في سبيل الحرية
تلك الحرية
التي دفعوا ثمناً غالياً في سبيلها إن كان من خلال محاربتهم في حياتهم أو
في
أعمالهم.
الطفل
يوسف شاهين:
ولد في
مدينة الاسكندرية
ومن أسرة متوسطة رأت عينا يوسف جبريل شاهين النور لأول مرة ووقتها صرخ لأول
مرة
وذلك في العام 1926 في 25 كانون الثاني وظل يصرخ حتى دخل في غيبوبة مساء
يوم 15
حزيران 2008.
إذاً نشأ
وعاش في
الاسكندرية ضمن أسرة مثقفة يتقن أفرادها خمس لغات ويعرفون خمس قارات وعلى
الرغم من
انتمائه إلى الطبقة المتوسطة المثقفة والتي هي عماد الدول والتي تسعى
الكثير من
الحكومات إلى القضاء عليها لكونها القوة التنويرية والتحريرية الأهم، إذ
خرج من
رحمها وفي كل مكان من العالم كبار المفكرين والأدباء والمثقفين، أقول: وعلى
الرغم
من ذلك إلا أن شاهين درس في مدارس خاصة منها مدرسة كلية فيكتوريا إلى أن
حصل على
شهادة البكالوريا، وبعد سنة من دراسته في جامعة الاسكندرية، انتقل كالكثير
من
الطلاب إلى الولايات المتحدة البلد الحلم والكابوس معاً حيث درس عامين في
معهد
باسادينا
المسرحي في ولاية كاليفورنيا وتخصص في صناعة الأفلام وفنون الدراما، وبعد
عودته إلى
مصر دخل مجال العمل في صناعة الأفلام بمساعدة المصور السينمائي ألفيز
أورفانيللي.
أفلامه:
في تلك
الفترة كانت مصر
تغلي حركات ثورية، وكان الشعب العربي يقبع في أغلب بلدانه تحت نير
الاستعمار، ومن
هذا الباب دخل شاهين عالم السينما رغم أنه لم يفعل الكثير فقد كان هو الآخر
مكبلاً
من نواحي عدة إن كان من حيث الحرية التي مازالت حتى اليوم مكبلة أو حتى من
حيث
مذهبه الفكري الذي بقي عقوداً حجر عثرة في طريق إبداعه وشهرته، كان أول
أفلامه عام 1950 «بابا
أمين» وبعد سنة واحدة من ذلك أخرج فيلم ابن النيل الذي شارك به في
مهرجان «كان» السينمائي، وعمل بعد ذلك في التمثيل والإخراج معاً فعمل
«المهرج
الكبير» عام 1952 «وسيدة القطار» في العام نفسه و«نساء بلا رجال» 1953
«وصراع في
الوادي» الذي كان من العلامات الفارقة في السينما المصرية وفي العام 1954
أخرج
«شيطان الصحراء» ثم «ودعت حبك »عام 1956 و«أنت حبيبي»
عام 1957 و«باب الحديد» عام
1958
وربما يكون فيلم «جميلة» عام 1958 وهو يتحدث عن المناضلة
الجزائرية جميلة بو
حريد بداية مرحلة جديدة في حياة شاهين السينمائية وبعد ذلك وفي غزارة
اخراجية لا
تجارى أخرج «حب إلى الأبد وبين إيديك ونداء العشاق ورجل في حياتي والناصر
صلاح
الدين »عام 1963 الذي ترك بصمة خاصة في السينما العربية وهو علامة شهدت
بنجومية
الفنان
أحمد مظهر بطل الفيلم وفي العام 1965 أخرج فيلم السيدة فيروز «بياع الخواتم»
وهو حدوتة رحبانية شاعرية وفي العام 1966 أخرج لسيدة
الشاشة العربية فاتن حمامة
«رمال من ذهب» ببطولة ذكورية اسبانية، وكان الفيلم فرصة كبيرة ليوسف شاهين
ليتعرف
إلى حمامة ويعشقها دون أن يصرح بذلك إلا بعد سنوات طويلة ولهذا كان يقول:
كنت أكره
عمر الشريف لأن حمامة كانت متيمة به عام 1970 أخرج فيلم «الأرض» أهم فيلم
مصري منذ
بدايات السينما المصرية وفيه برزت عبقريته الإخراجية وعبقرية بطل الفيلم
محمود
المليجي وكان فيلم «الاختيار» عام 1971 من الأفلام النفسية التي لاقت
قبولاً لافتاً
،وأخرج في العام 1972 الناس والنيل لينتقل في العام 1974
لإخراج «العصفور» العلامة
الفارقة
في ابداع شاهين السينمائي، في العام 1976 تبلورت مرحلة جديدة في فكر شاهين
السينمائي ما أسس لسينما شاهين التي تفردت بميزتين: الفانتازيا الفكرية
والواقعية
الشديدة ورغم هذا التباعد في النموذجين إلا أنه عمل عليهما في كل الأفلام
التي
أخرجها بدءاً من «عودة الابن الضال» عام 1976 واسكندرية ليه عام 1979
وحدوتة مصرية
1982
وداعاً
بونابرت عام 1985 واليوم السادس عام 1986 والذي فشل جماهيرياً وعلى
إثره أقدمت الفنانة الفرنسية مصرية الأصل داليدا بطلة الفيلم على الانتحار
وفي
الأعوام من 1990 ـ 2007 أخرج مجموعة من الأفلام المهمة التي أثارت كثيراً
من الضجة
بجرأتها ولسرياليتها أحياناً ولموضوعاتها أحياناً أخرى وهي على التوالي:
اسكندرية
كمان وكمان ثم القاهرة منورة بأهلها (فيلم قصير) والمهاجر والمصير وكلها
خطوة (فيلم
قصير) وفيلم «1999» و«سكوت ح نصور» و11 سبتمر (2002) واسكندرية ـ نيويورك
2004 وآخر
أفلامه «هي فوضى».
جوائزه:
وبسبب
الشهرة الكبيرة التي
تمتع بها شاهين والاحتفاء بأفلامه في المهرجانات الدولية المهمة كمهرجان
«كان» «ولا
يبزغ» أصيب شاهين بنوع من الغرور وربما النرجسية فأخرج أربعة أفلام تحكي
قصة حياته
وشارك في التمثيل في بعضها وهذه الأفلام هي اسكندرية ليه (1978) وحدوتة
مصرية
واسكندرية كمان وكمان واسكندرية ـ نيويورك.
أولى
جوائز شاهين كانت في
العام 1970 حيث حصل على جائزة الدب الذهبي في مهرجان قرطاج التونسي وفي
العام 1978
حصل على جائزة «الدب الذهبي» في برلين عن فيلمه اسكندرية ليه، وفي العام
1994 وبعد
خمس دعوات سابقة حصل شاهين على أرفع الجوائز السينمائية في العالم وهي
جائزة
اليوبيل الذهبي من مهرجان « كان» في عيد ميلاده الخمسين عن فيلم «المصير»
الذي
أخرجه في
العام 1997 ومنح مرتبة ضابط في لجنة الشرف من قبل فرنسا في العام 2006.
حياة
حافلة قلما نشهد
مثيلاً لها تلك التي استغلها يوسف شاهين اجود استغلال فصنع وقدّم عدداً من
الأفلام
والنجوم والنجمات، وظل يعمل والخجل باد على محياه الى أن دخل يوم 15 حزيران
في
غيبوبة نتيجة نزيف متكرر بالمخ وبقي تحت العناية المشددة حتى رحيله يوم
أمس.
تشرين السورية في 28
يوليو 2008
قالوا في
رحيله
المخرج
السينمائي محمد ملص:
كان الضوء في سماء السينما
أنت
تطالبني برفع صوتي لكي
يصل إليك، لكن صوتي يخفت أمام هذا الخبر.
بفقدان
المعلم والمخرج
السينمائي يوسف شاهين، ولكي لاتتكرر عبارات الأسف والفقدان، فإني أقول إن
يوسف
شاهين كان وسيبقى الضوء في سماء السينما العربية.
وأن هذا
الضوء لن نفقده
ولكني أقول إن السينما العربية بفقدان شاهين ستفقد نبضها وحيوتها، لأن يوسف
لم يكن
مخرجاً سينمائياً فقط، بل كان عالماً من السينما ومؤسسة ساهمت في مسيرتها
الطويلة
بحضور السينما العربية خارج البلدان العربية.
وساهمت
أيضاً بالتعبير عن
نبض الأحداث السياسية التي شهدتها بلداننا العربية خلال أكثر من خمسين
عاماً.
لايمكن
الاستشهاد بفيلم
واحد أو أكثر لكن شاهين سجل وعّبر عن رؤية لهذه الأحداث ونفذها بصوت عال،
بأسلوب
وجداني عميق يستصرخ ذلك الثبات والركود السياسي والاجتماعي على الأخص بعد
فترة
السبعينات أي بعد النكسة.
إننا
اليوم نخسر هذه القامة
السينمائية ولانرى أمامنا تعويضاً حقيقياً عنها.
لكنه يبقى
الضوء والحيوية
التي يتمناها كل سينمائي عربي ويحتاجها أي سينمائي عربي من أجل الاستمرار
ومن أجل
كسر الركود السائد في السينما العربية اليوم.
رحيله ليس
فقط خسارة
انسانية وإنما خسارة سينمائية لاتعوض.
المخرج
السينمائي: عبد
اللطيف عبد الحميد.
يوسف
شاهين قامة من قامات
السينما العربية لايمكن أن أنسى فلميه «الأرض» و «باب الحديد» لقد شاهدت
سينماه
لفترة طويلة، يوسف شاهين، خسارة كبيرة للسينما العربية.
المخرج
حاتم علي: كان ضد الابتـذال والسطحية
موته لم
يكن مفاجئاً لأنه
دخل في غيبوبة منذ مدة، إ ضافة إلى أن معاناته كانت جزءاً من صراعه في
الأشهر
الأخيرة. ليس ضد الموت بمعناه الجسدي فقط، وإنما ضد الموت بمعانيه
المختلفة، ضد
الابتذال والسطحية، فقدناه كجسد، لكنه سيبقى في تاريخ الإبداع العربي
واحداً من
أبرز الخالدين، لأنه استطاع في هذه المعركة ان يحقق صوتاً باهراً، قدم خلال
مسيرته
افلاماً لاتنسى، أفلام ناقشت موضوعات مهمة بتقنيات متقدمة في الشكل،
واستطاعت
بكفاءة شديدة أن تضع السينما العربية في مصاف سينمات أخرى، وليصنع لها شهرة
ومكانة
على خريطة السينما العالمية.
الفنان
النجم السينمائي
غسان مسعود: كان من أبرز العقول
التجريبية في السينما
رحيل يوسف
شاهين خسارة للفن
السينمائي العربي، وخسارة لأبرز العقول التجريبية في السينما العربية.
وماكان
يميز هذا الرجل
الاستثنائي أنه عاش عمره الطويل هذا في رحلة بحث دائم، لم يعرف السكينة
يوماً، في
الوقت الذي نرى عشرات المخرجين السينمائيين يتعبون من مجرد فكرة البحث
ويستكينون
للمنطق السائد في السينما والمكرر والسهل والمألوف والذي يعجب شاهين كان
عكس هؤلاء
جميعا ولم يتعب، وأنا أظن أن شاهين هو الذي أتعب الموت إلى أن ظفر به، وهو
الذي
اتعب اليأس إلى أن نال منه، وهو الذي أتعب الغباء ولم ينل منه.
الفنانة الكبيرة منى واصف: خسارة للسينما العربية
والعالمية
رحيل يوسف
شاهين خسارة للفن
السينمائي العربي والعالمي.. فقد كان هذا الرجل هرما فنيا بكل ماتعني هذه
الكلمة من
معنى.. حيث قدم خلال مسيرته الفنية الطويلة إشعاعات فكرية ترجمها بالصورة
السينمائية الجميلة، والتي ستبقى خالدة لسنوات طويلة.. وكنا نأمل الكثير من
إبداعاته ولكن القدر شاء وحدد رحيله.. الذي يعز علينا كثيرا.. ولانستطيع في
هذا
المقام الا ان ندعو له بالرحمة وجنات الخلد.
-
الفنانة
نبيلة نابلسي:
بكل اسف
ضاعت مني فرصة
ثمينة للعمل تحت قيادة المخرج المبدع يوسف شاهين حيث عرض عليّ العمل في
فيلمه
الشهير «ابن رشد» وبسبب انشغالي بالأعمال التلفزيونية اعتذرت عن ذلك الفيلم
الذي
كنت اتمنى
ان اكون ممثلة فيه وشاء القدر ألا أعمل امام كاميرا هذا السينمائي العريق
الذي شكل علامة فارقة في تاريخ السينما العربية والعالمية.. فهو بحق مخرج
رائد..
ومفكر تقدمي.. وكان يحرص في كل فيلم يقدمه ان يسلط الضوء على التخلف
العربي، من
كافة جوانبه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وبفقدانه خسرنا مبدعا من
الصعب
تعويضه في المقبل من السنوات.
رحم الله
يوسف شاهين وستظل
أفلامه علامات فارقة في تاريخ السينما العربية والعالمية على السواء.
-
المخرج
خلدون المالح: علامة بارزة في تاريخ
السينما
بلا شك
كان مخرجنا الكبير
يوسف شاهين واحدا من الذين استطاعوا ان يقفزوا بالسينما العربية للمستوى
العالمي..
ورحيل هذا المخرج الكبير خسارة ولاشك للسينما العربية على وجه الخصوص، فقد
كان
مبدعا،
وحققت افلامه نجاحات جماهيرية قلّ نظيرها في سينمانا العربية.. حيث وجدت
لها
مكانا
فسيحا في الساحة العالمية من خلال افلام عربية شكلت حالة خاصة من التميز
والابداع الشخصي.. وجدير بالذكر ان العمل مع يوسف شاهين بالنسبة لأي فني او
ممثل
فرصة ثمينة.. ليزيد فيها خبرته.. ويطور فنه وادواته.. وسيبقى اسم يوسف
شاهين مخرجنا
المبدع علامة بارزة في تاريخ السينما العربية وحتى العالمية بلا مبالغة.
-المخرج
نبيل شمس: أحد أهرامات مصر الخالدة
كان لي
الشرف ان تتلمذت على
يدي الممخرج الراحل يوسف شاهين.. حيث كنت طالبا في المعهد العالي للسينما
في
القاهرة ، حيث كان يلقي المحاضرات، ويحيي الندوات الخاصة بالفن السنيمائي..
والاخراج
السينمائي، وماأزال أذكر تلك اللقاءات الجميلة والحميمية مع هذا الهرم
الفني الكبير. ولاأبالغ اذا قلت ان الاقتراب من يوسف شاهين بالنسبة لنا
كطلاب في
تلك الأيام كان بمثابة الاقتراب من احد الاهرامات الكبيرة في مصر.
وبحمد
الله استطعنا ان نأخذ
من هذا الهرم الكثير الكثير.. ونستفيد من علمه وثقافته ورؤيته تجاه
السينما،
والحياة عموما.
ولايسعني
في هذا المقام الا
ان أترحم على هذا المخرج المتميز في كل شيء وادعو له بالرحمة والمغفرة.
-
المخرج
عصام موسى: إبداع دائم
بكل تأكيد
، يوسف شاهين
قامةفنية كبيرة.. وحالة إبداعية دائمة. كنا على الدوام نستظل بظلها..
وبفقدانه
اليوم مثّل خسارة للعالم العربي لن نستطيع تعويضها الا بمرور السنوات
الطويلة.
رحم الله
يوسف شا هين وعوضنا خيرا بتلامذته
ومحبيه
تشرين السورية في 28
يوليو 2008
|