ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان «ڤينيسيا» يصل إلى ساعاته الحاسمة

بيدرو ألمودوڤار على وتر مشدود والآخرون يتفاوتون

ڤينيسيامحمد رُضا

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الحادي والثمانون

   
 
 
 
 
 
 

كما لو أن حرارة الطقس القاسية تراجعت، لترتفع عوضاً عنها حرارة المنافسة والترقب. فمساء السبت، تُعلن نتائج الدورة الـ81 من مهرجان «ڤينيسيا» السينمائي الذي استمر 12 يوماً، عُرض فيها 21 فيلماً في المسابقة الرسمية، ونحوها في المسابقة الثانية من حيث الأهمية، وهي «آفاق»، وقرابة 18 فيلماً في «آفاق أكسترا»، و29 فيلماً خارج المسابقة، ومن ثَمّ قرابة 110 أفلام في الأقسام والعروض الموازية.

القراءة المسبقة للنتائج تُعزّز في مجملها توقعات قائمة على احتمالات نسبية؛ لأنه إذا ما اتبعنا ما نال إعجاب النقاد فإن أعلى الأفلام تقديراً هو الفيلم الإسباني «الغرفة المجاورة» (The Room Next Door) لبيدرو ألمودوڤار، والفيلم الأميركي «النظام» (The Order) للأسترالي جاستين كورزيل، فالإيطالي«Queer» للوكا غوادانينو، يليه البرازيلي (I'm Still Here) «ما زلت هنا»، ومن بعده الفيلم المجري-البريطاني-الأميركي المشترك «المتوحش» (The Brutalist) لبرادي كوربيت.

على بُعد يسير، هناك الفيلم الأميركي «جوكر: جنون ثنائي» لتود فيليبس والفيلم الفرنسي «ثلاثة أصدقاء» لإيمانويل موريه.

لا يبدو أن «جوكر: جنون ثنائي» سيحصد شيئاً، ليس لأنه مُصاب برداءة الصّنعة، بل لأن المهرجان كان منح «جوكر» الأول، سنة 2019، جائزته الأولى. الفيلم الجديد ليس أفضل من السابق، أو مدهماً كما كانت حاله. كذلك وجود لجنة تحكيم تحت قيادة الممثلة الفرنسية إيزابيل أوبير قد يدفع هذه اللجنة للبحث في تلك الأفلام الأوروبية المذكورة.

حظ المخرج الإسباني ألمودوڤار عالق على وتر مشدود. شارك 3 مرات سابقة في مسابقة المهرجان، ونال جائزة تقديرية لمهنته سنة 2019، لكنه لم يفز بالأسد الذهبي. هذه المرّة تبدو حاسمة. وفي حين يعتقد البعض أن إحدى بطلتي فيلمه الجديد «الغرفة المجاورة»، جوليان مور، وتيلدا سوينتون، ستفوز بجائزة أفضل ممثلة، بيد أن ذلك ليس متوقعاً لدى هذا الناقد، كونهما تؤديان دوريهما بنمط حدّده المخرج، علماً بأنه استعان بمترجمة لإدارتهما، كونه لا يتحدّث الإنجليزية.

«المتوحش» منافسٌ قوي في خانات عدّة: إخراجاً وبطولة رجالية (لأدريان برودي) وفيلماً. بالنسبة لفيلم «النظام» يبدو حالياً فرساً أسود قد يفوز فيلماً، وإذا لم يفعل قد يفوز مخرجه جاستين كورزيل عنه.

من المستبعد فوز الإيطالي «كوير»، لمخرجه لوكا غوادانينو بجائزة أولى، ولو أنه من المطروح احتمال فوز الممثل الأول في الفيلم دانيال كريغ بجائزة أفضل ممثل.

هذه الاحتمالات قد تُصيب وقد تخيب، لأن ما يدور في خلدان سيدات ورجال التّحكيم لا يتّبع آراء النقاد، بل مناقشات مختلفة في آرائها، وجوهرها، ونظرتها لما يستحق ومن يستحق بدرجة أقل، أو لا يستحق مطلقاً.

جوليان مور لـ«الشرق الأوسط»: أجد راحتي وسعادتي في العمل

تبلغ 63 سنة، ولا يزعجها على أساس أنها، بطريقة أو بأخرى، تبدو كما لو أنها أصغر من ذلك. ليس فقط الماكياج والرشاقة والسعادة من الأمور التي تساعدها في هذا الشأن، بل كذلك حقيقة أنها لا تتوقف عن العمل.

خذ السنوات العشر الأخيرة على سبيل المثال، فمن سنة 2014 إلى العام الحالي، ظهرت في 24 فيلماً، أي بمعدل فيلمين كل سنة. في العام الماضي شوهدت في فيلم صغير هو «Sharper»، الذي أنتجته ولعبت دور البطولة فيه، ومن ثَمّ الفيلم الأنجح (May December)، حين لعبت دور الزوجة التي تستقبل ناتالي بورتمان، والتي ستؤدي دورها في فيلم تلفزيوني.

في المستقبل القريب، هناك مسلسلان تلفزيونيان، وفيلمان جديدان، هما «وادي الصدى» (Echo Valley)، و«سيطرة» (Control). كيف يُتاح لها هذا العدد من المشاريع؟ ما الذي يدفعها لمواصلة العمل على هذا النحو؟ وماذا عن دورها في الفيلم الجديد «الغرفة المجاورة»، الذي شهد عرضه العالمي الأول في مسابقة المهرجان الحالي؟

لديكِ تاريخٌ بعيد على ما أعتقد مع مهرجان «ڤينيسيا». أظنّ أنه يعود إلى سنة 1993 عندما عرض المخرج روبرت ألتمان فيلمه الجيد «طريق مختصر» (Short Cuts)؟

- نعم. أول مرّة لي في «ڤينيسيا» كان هذا الفيلم.

مجموعة ممثليه، وبينهم أنت طبعاً، فازوا بجائزة تمثيل جَمَعية.

- صحيح.

بعد ذلك؟ كنت هنا سنة 2002، عندما عرضنا «بعيداً عن الجنة» (Far From Heaven). ثم عدت بفيلم آخر سنة 2009 على ما أعتقد، وبعد ذلك في سنة 2017 مع جورج كلوني... وطبعاً كنتِ رئيسة لجنة التحكيم قبل عامين.

- نعم.

ما الذي يعنيه لكِ أن تكوني رئيسة لجنة تحكيم في مهرجان كبير؟

- دعني أَقُلْ لك إنه عمل مرهق. كل تلك الأفلام التي على أعضاء اللجنة مشاهدتها ومقارنتها في نقاشات متواصلة قبل الوصول إلى الحكم النهائي، لكنني كذلك، أعتقد أننا جميعاً كنا سعداء بالفرصة المتاحة لمشاهدة جميع هذه الأفلام على اختلافاتها الفنية واختلافات موضوعاتها أيضاً.

والآن نجدك في أحد الأفلام المتسابقة «الغرفة المجاورة». كيف تلخّصين تجربتك مع كل من تيلدا سوينتون وبيدرو ألمودوڤار؟

- من دون مبالغة، كانت تجربة رائعة. أولاً أنت تتعامل مع ممثلة كنتَ تحلم بالتمثيل معها في فيلم واحد ومع مخرج في مرتبة ألمودوڤار، الذي يدرس كل تفصيلة في فيلمه، ويتعاطى مع كل شيء خلال العمل. يصرف الوقت في متابعة تفاصيل عدّة تعني له كثيراً، مثل التصاميم المختلفة، الديكورات، نوع الكراسي، الإضاءة. لاحظت أنه يريد لكلّ شيء أن يكون نظيفاً ولامعاً. كانت تجربة مهمّة جداً بالنسبة لي.

في الفيلم تؤدين دور مؤلفة روائية ناجحة تُقرّر أن تَهِب صديقتها المريضة وقتها. صديقتها على مشارف الموت وهذا يجعلك تعيشين لحظات صعبة معها. هل مررت بحالة مماثلة في حياتك الخاصّة؟

- ليس على هذا النحو. لم تطلب مني صديقة أو قريبة أن أكون بجانبها وهي تعيش آخر أيامها، لكنني بالطبع وككل الناس فقدت أعزاء في حياتي وحزنت جداً لذلك. دوري هنا أراه تجميعاً لتلك الذكريات أو... (تصمت لنحو دقيقة) أو بالأحرى إعادة إحياء لأحاسيس دفينة.

حسب تعداد أفلامك لا يبدو أنك تكترثين كثيراً للراحة؟

- راحتي وسعادتي هي أن أعمل. لا أهتم للوقت الذي سأقضيه في عملي. لا أشعر بالتعب منه، وموقنة بأن الحياة هي أفضل إذا ما كان المرء سعيداً في عمله، وأنا فعلاً كذلك.

على ماذا تعتمدين حين تنتقلين من شخصية إلى أخرى... على تحليل ما تقومين به أم تكتفين بالسيناريو؟

- هناك أيضاً المخرج. أعتمد عليه لكي أستنتج إذا كانت رؤيتي للدّور هي نفسها التي يريدها. طبعاً السيناريو الذي أقرأه، عليه أن يلتقي وما أبحث عنه. دوري هو ترجمته على أفضل وجه.

إذا كان العمل هو الدافع، ماذا عن الاختيارات؟ إلى أي مدى تهتمين بالعمل مع مخرجين محدّدين مثل ألتمان في زمانه، وتود هاينز الذي أخرج لك فيلمك السابق «ماي ديسمبر» أو ألمودوڤار؟

- العمل مع مخرجين موهوبين مثل الأسماء التي ذكرتها، كان دوماً أمراً بالغ الأهمية بالنسبة لي. لا أتصوّر نفسي بعيدة عن هذه الأسماء أو سواها في الواقع. التمثيل في أفلام تحت إدارة مخرج موهوب ضروري جداً لي.

أعتقد أن الأمر أكثر من مجرد رغبتك. فالمخرجون يطلبونك أنت تحديداً، وهذا أمر مهم جداً. أليس كذلك؟

- شكراً، هذا من حسن حظي. أنا محظوظة لأنني خلال كل سنوات مهنتي حافظت على هذه الثقة. كل ما يطلبه الأمر هو إجادة العمل والاستمتاع به.

 

####

 

جوليان مور لـ«الشرق الأوسط»: أجد راحتي وسعادتي في العمل

ڤينيسيامحمد رُضا

على هامش مهرجان «ڤينيسيا» وقبل يوم من ساعاته الحاسمة، كان لـ«الشرق الأوسط» لقاء خاص مع الممثلة الأميركية جوليان مور تحدّثت فيه عن مشاركتها في فيلم «الغرفة المجاورة»، مع كلٍّ من تيلدا سوينتون وبيدرو ألمودوڤار. قالت: «كانت تجربة رائعة أن أتعامل مع ممثلة كنت أحلم بالتمثيل معها في فيلم واحد ومع مخرج في مرتبة بيدرو ألمودوڤار».

تجد مور راحتها وسعادتها في العمل. ولا تهتم بالوقت الذي تقضيه فيه، كما أنها لا تشعر بالتعب منه، لأنها على إدراك بأن الحياة أفضل إذا ما كان المرء سعيداً في عمله، بحسب ما قالت.

وهي تعتمد لدى انتقالها من شخصية إلى أخرى على تحليل ما تقوم به وعلى ما تستنتجه إذا كانت رؤيتها للدور هي نفسها التي يريدها المخرج. وتتابع أن العمل مع مخرجين موهوبين لطالما شكّل أمراً بالغ الأهمية بالنسبة لها.

 

الشرق الأوسط في

06.09.2024

 
 
 
 
 

«ينعاد عليكو».. حكايات اسكندر قبطي العادية المُدهشة

محمد طارق

بعد غياب استمر 15 عامًا، يعود المخرج الفلسطيني اسكندر قبطي لصناعة الأفلام الطويلة بفيلمه الأحدث «ينعاد عليكو» Happy holidays ليشارك في مسابقة «آفاق» المقامة ضمن فعاليات الدورة الحادية والثمانين لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي

قبل 15 عامًا، قدم قبطي فيلمه الأول «عجمي» الذي رُشح لجائزة الأوسكار، وفاز عنه بجائزة الكاميرا الذهبية (أفضل عمل أول) في مهرجان كان عام 2009. بعدها انسحب قبطي من السينما، واكتفى بإخراج فيديوهات تجارية قصيرة، قبل أن يعود اخيرًا هذا العام إلى السينما والمهرجانات بفيلمه الروائي الطويل الثاني الذي يحمل روح الوثائقي بين جنباته، ويحكي حكايات يومية تُعبر عن واقع معقد.

يتتبع الفيلم حكايات أربع شخصيات تعيش صراعات درامية مختلفة، بسبب ما بينها من اختلافات دينية وجيلية وثقافية واقتصادية

أولهم رامي؛ شاب فلسطيني يعيش في حيفا وتجمعه علاقة بصديقته اليهودية، وتحمل منه لكن علاقتهما تتعقد عندما تخبره أنها تريد الاحتفاظ بالطفل، بينما تواجه حنان أمه أزمة اقتصادية تأبى الاعتراف بها وتصمم أن تقيم لابنتها فيفي أفضل عُرس ممكن لكيلا تهتز صورتها الاجتماعية أمام أقرانها، وتتشابك حكاية الأم مع ابنتها الصغرى التي تتعرض لحادث وتود أمها استخدام التقرير الطبي للحصول على مال التأمين. على الناحية الأخرى هناك حكاية ميري أخت صديقة رامي، اليهودية المتشددة والتي لا تبدي ارتياحا لعلاقة أختها بشاب عربي، وتحاول إقناعها بالتخلص من الطفل، بينما تواجه اكتئاب ابنتها على الناحية الأخرى. أخيرًا هناك حكاية فيفي التي تعيش في القدس وتخفي سرًا عن عائلتها ويهدد علاقتها بهم وبالدكتور وليد الذي يود التقرب منها

لكل حكاية في فيلم قبطي اسم مختلف ولا تترتب تلك الحكايات زمنيًا، وإنما تتكشف رويدًا رويدًا مع كل حكاية تفصيلة في حكاية أخرى. هذه الطريقة من الحكي ربما تكون معقدة (وليست صعبة الفهم) بقدر تعقيد الحكايات والواقع الذي تعيشه الشخصيات، وهنا يأتي الشكل متماشيًا مع المضمون ما يجعل الفيلم مثاليًا في نقل مشاعر الارتباك الموجودة في طيات حواديته

الملاحظة الثانية المتعلقة بالفيلم هي أن المخرج يستخدم أسلوبًا سينمائيًا يقارب أسلوب الأفلام الوثائقية/التسجيلية، إذ يصور دون جماليات زائدة ويعتمد على ممثلين غير محترفين يتكلمون في معظم الأحيان وكأنهم في لقاء مصور بشكل ما، خاصة في حالة رامي أو ميري، بينما تتكسر تلك الحالة نوعًا ما في حالة الأم التي تتقن تمثيل دورها أو ربما ترتاح للكاميرا بشكل يجعل من أدائها للشخصية أخاذًا مُقنعًا

يقول قبطي أنه استوحى الفيلم عندما سمع محادثة كمراهق، تُقول فيها امرأة لابنها: «لا تقبل أن تخبرك امرأة بما عليك فعله» وتقصد بالمرأة زوجته. هذا التناقض جعل المخرج يدرك – على حد قوله – كم القيم الأبوية التي تعيش وتتنقل بداخل النساء أنفسهن. لاحقًا وخلال سنواته الجامعية، بدأ قبطي في ملاحظة الأنماط ذاتها في المجتمع الإسرائيلي، حيث يتم استغلال العديد من السرديات والطقوس لدعم واستدامة كلا من النظام الأبوي والمجتمع العسكري

ينجح قبطي في رسم تعقيد المجتمع الفلسطيني الذي يعيش بالداخل المُحتل، خاصة على مستوى التعقيدات المتعلقة بالعادات والتقاليد المجتمعية، كما ينجح في هدم الأساطير المتعلقة بـ«مدنية» أو «ديمقراطية» دولة إسرائيل سواء من ناحية المجتمع أو الجيش أو التجنيد، أو حتى أفكار مثل مساواة المواطنين العرب واليهود في الدولة، وأخيرًا ينجح في تصوير المجتمع ليس بتصور عن واقع واحد تعيشه كل الشخصيات وإنما عن وقائع مختلفة متعددة متقاطعة يعيشون جميعهم فيها، فتخلق لهم أنواعًا مختلفة من الصراعات وتجعل الحلول التوافقية بينهم شبه مستحيلة، لكنها كلها تصل إلى نهايات، ربما لا ترضينا ولكنها بالتأكيد تثير في أدمغتنا العديد من الأسئلة المختلفة

 

موقع "فاصلة" السعودي في

06.09.2024

 
 
 
 
 

«لا أزال هنا»… سينما تقاوم النسيان

محمد طارق

لا أتذكر فيلمًا شاهدته وأثر في إلى الدرجة التي أحدثها فيلم «محطة البرازيل» الذي حمل بالإنجليزية اسم Central station للمخرج البرازيلي والتر ساليس، الذي نال عنه جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي الدولي عام 1998. وأثناء تحضيري لرحلة مهرجان فينيسيا هذا العام، قرأت اسم فيلمه الأحدث «لا أزال هنا» I’m still here والمبني على كتاب بذات الاسم لمارسيلو روبنز بايفا، فأصبح هذا الفيلم على قائمة أولوياتي في المشاهدة، فاحتمال مشاهدة فيلم كـ«محطة البرازيل» في عرضه العالمي الأول، هو شيء يُشد إليه الرحال بكل تأكيد

شاهدت الفيلم في «سالا جراندي» أو القاعة الكبرى في مهرجان فينيسيا في دورته الـ81، ورغم أن الفيلم لا يوازي في قوته ولا لغته البصرية فيلمي المفضل له، إلا أن به بعض من الروح الإنسانية الخالصة التي يحكي بها أفلامه. تبدأ أحداث الفيلم في البرازيل، عام 1971، حيث البلد تقبع في الظل القاتم للديكتاتورية، وتنحدر نحو هاوية سحيقة وسط قبضة عسكرية عنيفة. الأسرة هي أسرة كاتب الرواية والحكاية مروية من ناحية الأم لا الأب، حيث تحاول جبر أثر اختفاء زوجها القسري على أطفالها الستة

في بداية الفيلم، والتي شابها بعض من التطويل في عملية التقديم، نرى العائلة البرازيلية السعيدة تعيش في منزل يقع على البحر، أب وأم يعملان في وظائف مرموقة وستة أطفال من أعمار مختلفة يلعبون على البحر. لا يعكر صفو تلك اللحظات في البداية سوى بعض من توترات سياسية نراها على التلفاز أو توقيفات أمنية للابنة الكبرى في كمين أمني. تبدو الحياة هنا كأجمل حياة على الأرض، مليئة بالأصدقاء والطعام الجميل والجو البديع

بعد مرور تلك المقدمة، تبدأ الأحداث في التحرك بتوتر سريع، إذ يقبض على الأب والأم وابنتهما. نرى التحقيقات مع الأم والابنة، ثم نتابع رحلة الأم وهي تحاول العثور على زوجها الذي اعتقلته الشرطة. كفانا سردًا للأحداث، ولنتحدث عما يميز الفيلم فعليًا، فالأحداث سيكتشفها المشاهد للفيلم عند الفرجة عليه، لكن ساليس ليس مجرد حكاء لرواية وإنما سينمائي مخضرم، يستعمل كل أدواته البصرية والسمعية لنقل تجارب شخصياته إلى الجمهور.

اختيار وتوجيه الممثلين هو أول ما يلفت الانتباه في فيلم ساليس الجديد، إذ يعمل المخرج مع فرناندا توريس، ابنة بطلة «محطة البرازيل» فرناندا مونتينغرو، يأتي التشابه بين الأم والابنة في صالح الفيلم، فكل من شاهد الفيلم الأول سيشعر وكأنه يشاهد نسخة من بطلته، بكل تعبيراتها، كما أن الابنة لا تشبه الأم فقط شكليًا وإنما في قوة أدائها التمثيلي المتمكن لتقديم شخصية حساسة ومرحة وقوية في الوقت ذاته، تأتي تعبيراتها مقتصدة بشدة في الفيلم، وهو ما يلائم شخصية أم تبحث عن زوجها لكنها لا تود إدخال الخوف في نفسيات أطفالها في ذات الوقت

العنصر الثاني الجاذب للانتباه هو تلك اللحظات الإنسانية التي يخلقها ساليس بين شخصيات فيلمه حتى وإن اختلفت في مواقعها السياسية، إذ ينشأ شيء من تواطؤ أو تضامن خفي بين عسكري في السجن والأم يعبر بشكل ما عن الأحاسيس المعقدة في فترة زمنية شابها التوتر والغموض. ذلك التضامن يجعلك تدمع للحظة أو للحظتين ويدفعك للإيمان بقوة الحب والإنسانية حتى في أحلك لحظات التاريخ، لحظات يسرقها الضعفاء من الأقوياء ليبقوا أحياء، وليحافظوا بها على إنسانيتهم وعلى عقولهم أيضًا من أن تصدق أن العالم مخزن مُكرس للشرور. الكتابة هنا هي بطل بكل تأكيد، إذ أن الشخصيات لا تنهزم أمام أي من الأحداث، تضعف لبعض الوقت، ثم تقاوم، وتنكسر ثم تكمل الطريق لتستمر الحياة رغم كل المصاعب

يجب التنويه أيضًا إلى عنصر آخر يستخدمه ساليس في صناعة فيلمه وهو شكل الكادر المصور بشرائط الخام المحمولة (سوبر 8) والتي شاع استخدامها في الفترة الزمنية التي تدور فيها أحداث الفيلم، إضافة إلى طرق التواصل بين الابنة المهاجرة إلى لندن مع الأسرة البرازيلية تتحول في حد ذاتها إلى فيلم داخل الفيلم، إذ تُخلط في تلك اللحظات الرسائل المكتوبة – والمنطوقة على لسان الشخصيات – مع شرائط خام صامتة ليخلق نوعًا من مذكرات بصرية استعملها البشر للتواصل قبل عصور مكالمات الفيديو والرسائل الصوتية

صنع ساليس الفيلم في السنوات السبع الأخيرة في البرازيل، تأثرًا بسنوات قضاها مع أطفال عائلة بايفا، وبناء على كتاب كتبه صديقه، أثر فيه البيت القديم للعائلة فجاء تقديمه له مطولًا، لكنه أيضًا ينوه إلى أن خلال تلك السنوات التي قضاها في صناعة الفيلم، انحدرت بلاده إلى هاوية مشابهة، ما يجعل من فيلمه، وإن لم يكن أكثر أفلامه سينمائية، بمثابة جرس إنذار لكيلا ننحدر إلى ذات الهاوية التي ما زالت أجيال تعاني من صدماتها

 

موقع "فاصلة" السعودي في

07.09.2024

 
 
 
 
 

الاسرائيليون لديهم قدرة على تقديم أنفسهم للعالم في صورة مبهرة

أولسون لـ"إيلاف": رصدت تغيرات موقف السويد من إسرائيل في فيلمي الوثائقي

 أحمد العياد

إيلاف من البندقيةاحتضنت الدورة الـ81 من مهرجان البندقية السينمائي الدولي العرض العالمي الأول للفيلم الوثائقي "إسرائيل فلسطين على التليفزيون السويدي 1958-1989" للمخرج غوران هوغو أولسون، وهو أحد الأفلام المهمة التي تناولت القضية الفلسطينية وعرضها المهرجان في نسخته الحالية.

وفي مقابلة خاصة مع "إيلاف"، تحدث أولسون عن الفيلم الذي قضى نحو 5 سنوات يعمل عليه عبر مراجعة حوالي خمسة آلاف ساعة من المواد الأرشيفية التي صورها التليفزيون السويدي على مدار الفترة التي حددها للفيلم، معتبراً أن الأمر كان مرهقاً بالنسبة إليه وبالنسبة لفريق العمل الذي خاض العديد من التحديات كي يخرج الفيلم للنور.

توظيف المواد في سياق مفيد

وأضاف أنهم عملوا على مراجعة الكثير من الملفات واللقطات التي صُورت وتواجدت بالأرشيف، وكانت المشكلة الرئيسية التي تواجههم هي كيفية الاختزال من المادة المصورة والاستفادة منها وتوظيفها في سياق العمل، مع صعوبة الاختيار بين ما يتم الإبقاء عليه وما يتم حذفه.

الصورة كما نقلت

ووضع صناع الفيلم عبارة في بداية العمل تشير إلى أنه لا يروي بالضبط ما حدث، ولكن كيف تم الإبلاغ عنه، الأمر الذي يجعل الفيلم انعكاساً للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي من منظور التليفزيون السويدي خلال الفترة التي يرصدها، علماً بأن الفيلم ليس التجربة الأولى لمخرجه الذي قدم تجارب وثائقية من الأرشيف سابقاً.

فكرة الفيلم نفسها بدأت من عبارة سمعها أولسون في تقرير ضمن فيلم أعده عن أحداث مايو 1968 لصالح التليفزيون السويدي بمناسبة الذكرى الخمسين لهذه الأحداث، الأمر الذي جعله يبدأ في العمل على الفيلم من أرشيف التليفزيون السويدي. ورغم أن العمل بدأ في 2018، إلا أن الدعم الذي تلقاه تغير بشكل كامل بعد "طوفان الأقصى".

ضم الفيلم مشاهد لمقابلات مع شخصيات عدة وقادة مرتبطين بالصراع، منهم رئيسة وزراء إسرائيل غولدا مائير وزعيم منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات على مدار أكثر من 200 دقيقة، تضمنت تباينات وتصريحات مختلفة من شخصيات لم يعد أغلبها على قيد الحياة.

تحولات المواقف

ورغم أن أولسون لم يجرِ تعديلات على الفيلم الذي انتهى منه قبل "طوفان الأقصى"، إلا أن التركيز على إسرائيل وتبني منظورها كان واضحاً خلال مشاهدة الفيلم، الأمر الذي يبرره في حواره بأن المواد عن إسرائيل كانت أكثر من فلسطين لأسباب لها علاقة بالانبهار السويدي بإسرائيل وثقافتها وعملها على تعزيز ثقافتها وبناء دولتها.

وهو مرتبط بالموسيقى السياسية للسويد التي أيدت إسرائيل بقوة كدولة ديمقراطية، لكن بعد ذلك دعمت فلسطين وحقها بعد تراجع إسرائيل عن وعودها، وهو ما يمكن رصده عبر الأحداث.

لا موضوعية مطلقة

يشير أولسون إلى محاولته تقديم فيلم بطريقة "موضوعية"، لكنه في الوقت نفسه يتحدث عن قناعته بعدم وجود "موضوعية" بشكل مطلق، معرباً عن أمله في أن يذكر الفيلم الناس بمصطلح "السلام" وأهميته وضرورة العمل على تحقيقه من أجل أن يعيش الناس حياة هادئة بعيداً عن الحروب.

من فيلم إلى لمسلسل

لا يبدو المخرج راضياً عن العمل بشكل كامل، خصوصاً من ناحية الموسيقى التصويرية التي يرى أنه كان يمكنه العمل عليها بشكل أكبر، لكن ضيق الوقت وابلاغه بعرض الفيلم في البندقية لم يمنحه مزيداً من الوقت للعمل بشكل أكبر، لافتاً إلى أنهم بصدد إعادة تقديم المشروع ليكون في مسلسل مكون من 12 حلقة مدة الحلقة حوالي 30 دقيقة.

زيارات المخرج السويدي إلى عدد من البلدان العربية، من بينها مصر وتونس والإمارات، جعلت لديه اهتماماً بتقديم فكرة لفيلم وثائقي في المنطقة قد يكون عن مصر، لكن من دون تحديد لفكرة محددة يرغب في تقديمها.

 

موقع "إيلاف" السعودي في

07.09.2024

 
 
 
 
 

شاهدت لكم: الجزء الجديد من Beetlejuice Beetlejuice

البلاد/ طارق البحار

يعتبر المخرج القدير تيم بيرتون بالفعل خريجًا من مدرسة ديزني للرسوم المتحركة، وهو مخرج سينمائي كبير مع عدد من الأعمال السينمائية الناجحة منذ الثمانينيات، وأبدع عندما بدأ العمل على فيلمه الكوميدي والرعب في عام 1988 Beetlejuice مع مايكل كيتون.

العمل كان مخيفًا وغريبًا ومليئًا بالألوان والكوميديا، وكان بيرتون يصنع أفلامًا أكثر قتامة (Sleepy Hollow) وأفلامًا أكثر ذكاءً (Mars Attacks) وأفلامًا أكثر رومانسية (Edward Scissorhands)) وأفلامًا شخصية أكثر (Ed Wood) وأفلامًا أكثر شهرة (Batman)، ومع ذلك، يظل Beetlejuice أول فيلم يتبادر إلى الذهن عندما يقول أحدهم مصطلح Burtonesque.

الآن بعد 36 عامًا، يعود مع جزء جديد من فيلمه الناجح Beetlejuice Beetlejuice الذي عرض أولا في مهرجان البندقية، وهو التكملة الوحيدة التي كنت تأمل دائمًا أن يتمكن تيم بيرتون من صنعه، بالنظر إلى كيف أن فرضية تعامل الموتى والبيروقراطية كانت خصبة للغاية.

من المفيد عودة معظم الفنانين الرئيسيين في الفيلم الذي شاهدته لكم في سينيكو مؤخرا، ولا سيما كيتون ووينونا رايدر، وبالنظر إلى الفجوة الزمنية، فهذا ليس نوع التكملة التي تعاني من الالتزام بالقصة؛ فقد قام المخرج بعمل خيال "واسع" جدا للأحداث بصورة ذكية، فما الذي يمكن أن يعيد عائلة "ديتز" إلى ذلك المنزل المسكون الذي يلوح في الأفق في بلدة "وينتر ريفر" الجذابة بولاية كونيتيكت، الجواب الأكثر وضوحًا هو الموت.

لا تزال حياة ليديا تطاردها بيتلجويس، وتنقلب رأسًا على عقب عندما تكتشف ابنتها المراهقة المتمردة، أستريد، النموذج الغامض للمدينة في العلية ويتم فتح بوابة Afterlife عن طريق الخطأ، ومع وجود مشكلة في كلا العالمين، نشاهد إنها مسألة وقت فقط حتى يقول أحدهم اسم "بيتلجويس" ثلاث مرات ويعود الشيطان لإطلاق العنان لعلامته التجارية الخاصة من الفوضى.

فيلم Beetlejuice Beetlejuice، من بطولة كل من مايكل كيتون، واينونا رايدر، كاثرين أوهارا، جاستن ثيرو، ومونيكا بيلوتشي، وجينا أورتيجا، ويليام دافو وغيرهم.

أصبحت جينا أورتيجا اسما مميزا في عالم أفلام الرعب، بعد نجاحها في شخصية البطلة بمسلسل نتفليكس الناجح Wednesday ولها شعبية وجماهيرية عالية.

 

البلاد البحرينية في

07.09.2024

 
 
 
 
 

"عائشة لا تستطيع الطيران" لكنها تطير في "البندقية"

السعودية تعزز حضورها السينمائي في المهرجان الدولي عبر أفلام عدة دعماً من "البحر الأحمر"

غادة الجبيري 

أصبح فيلم "عائشة لا تستطيع الطيران" للمخرج المصري مراد مصطفى المدعوم من مؤسسة البحر الأحمر السينمائي أول فيلم مصري يفوز بجائزة بينالي البندقية في مهرجان "فاينال كات".

حققت المنصة السعودية للسينما "مهرجان البحر الأحمر" نتائج سريعة قياساً بعمرها الزمني في صناعة تتسم فيها الخبرات بالحاجة إلى التراكم والتكامل. ففي غضون عامين حققت صدى لافتاً في أعراس الصناعة الرئيسة في "كان" و"البندقية".

وفي هذا السياق طار فيلم "عائشة لا تستطيع الطيران" للمخرج المصري مراد مصطفى المدعوم من مؤسسة البحر الأحمر السينمائي إلى موقع متقدم بين عناوين الأفلام العربية المقبلة إلى مدينة الفنون والجواهر السينمائية في القديم والحديث. وهكذا أصبحت "عائشة" أول فيلم مصري يفوز بجائزة بينالي البندقية في مهرجان "فاينال كات".

ويحكي الفيلم الذي حصد إجمالي خمس جوائز خلال المهرجان قصة امرأة صومالية تعتني بوالديها المسنين في القاهرة، بينما تشهد التوترات بين الجماعات العرقية المختلفة التي يتألف منها مجتمع المدينة.

وضمت لجنة التحكيم لهذا العام واين بورج من "نيوم" ومونيكا سيارلي من "مينيرفا بيكتشرز" ودينيس روه المدير السابق لسوق الفيلم الأوروبي.

وفي بيانها وصفت لجنة التحكيم قصة مصطفى بأنها "قوية وأصيلة"، فهي على رغم كونها أول فيلم روائي طويل، فإنها "أظهرت إخراجاً واثقاً وصوتاً سينمائياً مميزاً، إذ تركت واقعية الفيلم الجريئة والاهتمام بالتفاصيل والسرد المؤثر انطباعاً قوياً علينا".

لكن "عائشة" ليس منفرداً، إذ فازت ثلاثة أفلام أخرى مدعومة من مؤسسة البحر الأحمر السينمائية في المملكة العربية السعودية بجوائز في "فاينال كت" وهي "رائحة أبي" للمخرج المصري محمد صيام و"في هذا الظلام أراك" للمخرج اللبناني نديم تابت و"رؤى أسلاف المستقبل" للمخرج السينمائي وكاتب السيناريو من موسوتو ليموهانج جيرميا موسيس.

يأتي ذلك بعد أن شاركت المؤسسة بستة أفلام من دعمها واُختير أربعة منها لعرضها.

ويعد مهرجان البندقية أول المهرجانات السينمائية عبر التاريخ وأحد أهم ثلاثة مهرجانات سينمائية دولية في الوقت الحالي حيث يلتقي فيه أهم صناع الأفلام الدوليين إلى جانب ما يعرضه من أفلام تمثل الاتجاهات الفنية المؤثرة في السينما العالمية فضلاً عن تكريمه شخصيات بارزة في الصناعة السينمائية.

كوكبة من الأفلام المدعومة للعرض

وكان "البحر الأحمر" قدم دعمه لستة أفلام مشاركة في المهرجان، وهي فيلم "عايشة" للمخرج التونسي مهدي البرصاوي الذي عرض ضمن قسم "أوريزونتي" المرموق، وكان الفيلم حصد جائزة سوق البحر الأحمر في الدورة الثانية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي. أما فيلم "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" لمخرجه المصري خالد منصور فعرض ضمن "أوريزونتي إكسترا" في إنجاز جديد للسينما المصرية التي تعود اليوم إلى منافسات مهرجان البندقية بعد 10 أعوام من الانقطاع، وفيلم "عائشة لا تستطيع الطيران" للمخرج المصري مراد مصطفى و"حتى بالعتمة بشوفك" للمخرج اللبناني نديم تابت، وعرضا ضمن مبادرة "فاينل كت" التي تدعمها المؤسسة للعام الثالث على التوالي، وكذلك فيلم "سودان يا غالي" للمخرجة التونسية الفرنسية هند المدب، ومن شمال شرقي آسيا فيلم "قتل حصان منغولي" للمخرجة الصينية شياوشوان جيانغ، ضمن قسم "جورنات دجلي أوتوري".

واُختير أربعة منها لعرضها ومنهم فيلم "عائشة" و"البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" و"سودان يا غالي" و"لقتل حصان منغولي".

السعودية توسع دعمها للأفلام الآسيوية

وتعليقاً على هذه المشاركة الواسعة، قالت رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي جمانا راشد الراشد، "إن المؤسسة فخورة بدعمها ستة أفلام استطاعت الوصول إلى مهرجان دولي عريق مثل مهرجان البندقية السينمائي، مما يجسد قوة وأهمية السينما التي تنتجها منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا"، مشيرة إلى حرص المؤسسة على الاستمرار في دورها الداعم للإبداع والتنوع الفكري والثقافي، لا سيما أنها توسعت هذا العام نحو آسيا عبر الدعم الذي قدمته للمخرجة الصينية شياوشوان جيانغ. من جهة أخرى نوهت الراشد إلى أهمية استمرار الشراكة مع برنامج "فاينل كت" التي أثمرت حتى الآن عن مشروعين سينمائيين مبدعين لصناع أفلام موهوبين من جميع أنحاء المنطقة.

مقتطفات من حفل صناع الأفلام الذي استضافته #مؤسسة البحر الأحمر السينمائي على هامش الدورة الـ81 من مهرجان البندقية السينمائي الدولي، والذي أقيم احتفاء بالأفلام التي حصلت على دعم من #صندوق البحر الأحمر و #سوق البحر الأحمر و #معامل البحر الأحمر وتم اختيارها للعرض في البندقية. pic.twitter.com/cOH8TjqbuS

تجدر الإشارة إلى أن صندوق البحر الأحمر السينمائي دعم منذ تأسيسه عام 2021 أكثر من 250 مشروعاً سينمائياً من العالم العربي وأفريقيا وآسيا، إضافة إلى إطلاقه عدداً من المبادرات لدعم رواية القصص وصناعة السينما في المنطقة.

مشاركات البحر الأحمر بالمشاريع السينمائية

وعلى هامش مهرجان البندقية السينمائي، تواصل مؤسسة البحر الأحمر للعام الرابع على التوالي دعمها حفل "أمفار" الخيري، بقيادة جمانا راشد الراشد إلى جانب شخصيات أخرى بارزة في الصناعة السينمائية، من بينهم أكيلي بوريولي ويليم دافو وماتيو فانتاشيوتي وأليخاندرا غيري وأندريه جيلوت وهاري غوودوينز وتي رايان غرينوالت ولوسيان لافيسكونت وجوليان لينون وتوني مانسيلا وكيفين مكلاتشي وكاثرين أوهارا وفين روبرتي وكارولين شوفيله وديفيد تايت وأمير أوريار، وجون واتس.

يذكر أن "فاينل كت" التي تدعمها مؤسسة البحر الأحمر على هامش مهرجان البندقية السينمائي هي مبادرة تطويرية تقدم منذ عام 2013 دعماً ملموساً للأفلام من قارة أفريقيا، ومن خمس دول من الشرق الأوسط هي العراق ولبنان وفلسطين وسوريا. وتأتي هذه المبادرة ضمن برنامج "جسر البندقية للإنتاج"، أحد برامج مهرجان البندقية السينمائي بإشراف ألبرتو باربيرا وتنظيم لا بينالي دي فينيسيا. يتيح البرنامج الفرصة لتقديم الأفلام التي لا تزال قيد الإنتاج إلى محترفي السينما الدوليين لتسهيل مرحلة ما بعد الإنتاج والوصول إلى أسواق الأفلام الدولية بسلاسة.

امتد البرنامج ثلاثة أيام من الأنشطة والفعاليات بين الأول والثالث من سبتمبر (أيلول) الجاري في ليدو البندقية خلال الدورة الـ81 من مهرجان البندقية السينمائي، إذ تعرض مجموعة من الأفلام أمام نخبة من المنتجين والموزعين ومبرمجي المهرجانات السينمائية.

يذكر أن الدورة الرابعة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي ستنطلق في جدة بين الخامس والـ14 من ديسمبر 2024.

محررة نصوص وسائط @ghadasaud15

 

الـ The Independent  في

07.09.2024

 
 
 
 
 

The Room Next Door يفوز بجائزة أفضل فيلم في مهرجان فينيسيا

نيكول كيدمان وفينسون ليندون يفوزان بجائزتي أفضل ممثلين

فينيسيا-رويترز

فاز أول فيلم للمخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار باللغة الإنجليزية بعنوان The Room Next Door (الغرفة المجاورة) الذي يتناول موضوعات القتل الرحيم وتغير المناخ بجائزة الأسد الذهبي المرموقة في مهرجان فينيسيا السينمائي، السبت.

الفيلم من بطولة تيلدا سوينتون وجوليان مور، وتلقى تصفيقاً حاراً لمدة 18 دقيقة عندما عرض لأول مرة في فينيسيا في وقت سابق من الأسبوع - وهو واحد من أطول الأفلام في الذاكرة الحديثة.

ويحظى ألمودوفار بحب وتقدير المهرجانات الفنية، إذ حصل على جائزة الإنجاز مدى الحياة في فينيسيا في عام 2019، كما فاز بجائزة الأوسكار في فئة أفضل لغة أجنبية عن فيلمه All About My Mother عام 1999.

الآن يبلغ من العمر 74 عاماً، وقرر تجربة حظه في اللغة الإنجليزية، مع تركيز عدسته على أسئلة الحياة والموت والصداقة. وقال بعد استلام جائزته إن القتل الرحيم يجب ألا تعرقله السياسة أو الدين.

وأضاف متحدثاً باللغة الإسبانية: "أعتقد أن توديع هذا العالم بنظافة وكرامة هو حق أساسي لكل إنسان".

كما شكر نجمتيه على أدائهما، وقال: "هذه الجائزة تخصهما حقاً، إنه فيلم عن امرأتين والمرأتان هما جوليان وتيلدا".

مفاجأة الأسد الفضي

وفي حين أن فيلم The Room Next Door كان مرشحاً للفوز على نطاق واسع، إلا أن جائزة الأسد الفضي الوصيف كانت مفاجأة، حيث ذهبت إلى المخرجة الإيطالية مورا ديلبيرو عن دراما بطيئة الإيقاع تدور أحداثها في جبال الألب الإيطالية خلال الحرب العالمية الثانية -  VERMIGLIO (فيرميليو).

وفازت الأسترالية نيكول كيدمان بجائزة أفضل ممثلة عن دورها المزعج في فيلم Babygirl المثير، حيث تلعب دور رئيسة تنفيذية عنيدة تعرض حياتها المهنية وعائلتها للخطر من خلال إقامة علاقة سامة مع متدرب شاب لعوب.

وكانت كيدمان في فينيسيا، السبت، لكنها لم تحضر حفل توزيع الجوائز بعد أن علمت أن والدتها توفيت بشكل غير متوقع.

واختير الفرنسي فنسنت ليندون أفضل ممثل عن فيلم The Quiet Son (الابن الهادئ)، وهو دراما موضوعية باللغة الفرنسية عن عائلة مزقها التطرف اليميني.

الطريق إلى جوائز الأوسكار

وذهبت جائزة أفضل مخرج إلى الأميركي برادي كوربيت عن فيلمه The Brutalist الذي مدته 3 ساعات ونصف، ويروي القصة الملحمية لأحد الناجين المجريين من الهولوكوست، والذي يلعب دوره أدريان برودي، الذي يسعى إلى إعادة بناء حياته في الولايات المتحدة.

ويمثل المهرجان بداية موسم الجوائز، ويطرح بانتظام مرشحين كبار لجوائز الأوسكار، حيث ذهبت 8 من جوائز أفضل مخرج طوال 12 دور ماضية في حفل توزيع جوائز الأوسكار إلى الأفلام التي ظهرت لأول مرة في البندقية.

وذهبت جائزة أفضل سيناريو إلى موريلو هاوزر وهيتور لوريجا عن فيلم I'm Still Here (أنا ما زلت هنا)، وهو فيلم عن الديكتاتورية العسكرية في البرازيل.

في حين ذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة إلى دراما الإجهاض April (أبريل)، للمخرج الجورجي ديا كولومبيجاشفيلي.

ومن بين الأفلام التي غادرت جزيرة ليدو في فينيسيا خالية الوفاض فيلم تود فيليبس Joker: Folie à Deux، بطولة خواكين فينيكس وليدي جاجا، تكملة لفيلمه الأصلي "الجوكر" الذي حصل على الجائزة الأولى هنا في عام 2019.

كما حاز فيلم "Queer" للمخرج لوكا جوادانيينو ، حيث لعب دانيال كريج دور مدمن مخدرات مثلي الجنس، وفيلم السيرة الذاتية Maria (ماريا) لبابلو لارين ماريا كالاس، بطولة أنجلينا جولي في دور السوبرانو اليونانية الشهيرة، على استحسان النقاد لكنهما لم يحصلا على أي جوائز.

ترأست لجنة تحكيم البندقية هذا العام الممثلة الفرنسية إيزابيل هوبيرت.

 

الشرق نيوز السعودية في

07.09.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004