ملفات خاصة

 
 
 

عن رحيل

عبداللطيف عبدالحميد

   
 
 
 
 
 
 

Abdellilah Eljaouhary

9h 

 

- عبد اللطيف عبد الحميد رحل عن دنيانا....

- لا يمكن...

-كيف لا يمكن؟.

- الكبار لا يموتون، وخبر موت عبد اللطيف عبد الحميد كذبة من أكاذيب شهر أبريل.

- عفوا يا أستاذ نحن في شهر ماي.

- إذن هي كذبة من أكاذيب الصحافة الصفراء.

- أؤكد لك أن الخبر صحيح، وأن لا علاقة البتة للصحافة الصفراء بالخبر.

- اذا صح الخبر، وانا لازلت غير مصدق له، فجزء كبير من ابداعية السينما السورية والعربية فقدت ومن الصعب تعويضها.

- صحيح، لكن يجب أن تعلم أن البلد الذي انجب مثل هذا المخرج الكبير قادر على انجاب أمثاله. لأن سوريا ولادة.

- صح، سوريا ولادة، لكن عبد اللطيف سيبقى مخرجا رمزا متفردا، بأفلامه التي لن يبدع اي مبدع آخر ما أبدع على كل المستويات: رؤى فنية متفردة، وخلفية ثقافية عميقة، وطبعا سخرية لاذعة قاتلة.

- نعم، كان عبد اللطيف عبد الحميد وسيظل معلمة شامخة في ذاكرتنا العربية السينمائية، ورحيله فاجعة تنضاف للفواجع التي نعيش اليوم في هذا التابوت المسمى عالما عربيا.

 

الـ FaceBook في

16.05.2024

 
 
 
 
 

Ziad Abdullah

5h 

 

أتذكر الجمهور الغفير الذي احتشد أمام صالة الكندي في اللاذقية حين عُرض فيلم عبد اللطيف عبد الحميد الأول "ليالي ابن آوى"، وكيف أنني ألغيت أمر حضوره جراء تدافع الناس أمام شباك التذاكر، لا بل كان من المتعذر مرور أي سيارة من "نقطة البوليس" نزولاً إلى شارع 8 آذار. كان ذلك في عام 1988 ربما! وبعد أسبوع أو أسبوعين وجدت نفسي في حلب في بيت جدتي في الجميلية، في رحلتين محتمتين واحدة في الربيع والثانية في الصيف لأمضي إجازتي في أحضان الجدة العظيمة اكتمال سكّري رحمها الله. أستعيد الآن كيف قادتني رجلاي من الجميلية باتجاه ما يعرف بشارع السينمات الممتد إلى ساحة باب الفرج، فإذا بي أمام صالة الكندي، وهي شبه خاوية و"ليالي ابن آوى" معروض فيها، يا لسعادتي، دخلت الصالة ولم يكن فيها سوى ثلاثين مشاهداً أو أقل، وكنت المشاهد الوحيد الذي يضحك في الصالة وكلما ضحكت وقهقهت استشعر عيوناً متسائلة في العتمة عن الذي يضحكني! وسرعان ما تبينت سبب ذلك، أي أنهم عرفوا بأنني اللاذقاني الوحيد في الصالة القادر على فهم اللهجة، وصولاً إلى الحزن الشديد الذي حل بي مع الجزء الأخير من الفيلم حين يبقى أسعد فضة وحيداً يقلب في محطات الراديو عاجزاً عن التصفير وعواء ابن آوى يعلو ويعلو.

أتذكر الفيلم لقطة لقطة، لا بل وأنا أكتب ما أكتب أتذكّر أن أغنية فهد بلان "تحت التفاحة وما يشوف الراحة..." ما تطالع فضة وهو يقلّب المحطات قبل أن يركض في البراري، فقد عدت حينها وشاهدته لثلاث مرات، لكن كنت أخبر جدتي بأنني ذاهب إلى السينما، فهي في المرة الأولى أعلنت حالة طوارئ في حلب، فأصغر أحفادها اختفى لأكثر من خمس ساعات ولا تعرف أين هو!

تعرفت على عبد اللطيف عبد الحميد في عام 2007 حين عرض "خارج التغطية" في مهرجان دبي السينمائي (الصورة من ذلك اللقاء)، حكيت له ما أسلفت، وتوالت اللقاءات، ويا لها من نوادر عجيبة وكثيرة تعاودني الآن، سأذكر واحدة منها، متصلة بمقال كتبته عن أحد أفلامه، لم يعجبه المقال أبداً، وأوصل لي امتعاضه عبر أكثر من صديق مشترك! على كل ليست هذه هي الحكاية، فبعد سنة أو سنتين سمعت أن "ما يطلبة المستمعون" يعرض في الجامعة الأميركية في الشارقة، وقد كان هو الفيلم الوحيد من أفلامه الذي لم أشاهده، فقصدته، فإذا العرض بحضور مخرجه، وحين دخلت الصالة رمقني بطرف عينه.

قادتني نهاية الفيلم إلى نوبة بكاء عارمة، بذلت جهداً جهيداً في السيطرة عليها لئلا يملأ صوت نحيبي الصالة. حين خرجت وجدته واقفاً قرب الباب، فصافحته وما زالت آثار محاولات السيطرة على البكاء حاضرة، فلازمت الصمت، فقال لي ساخراً: "شو يا أستاذ يا عظيم شو رأيك بالفيلم؟"، فأجبت: "والله بكّيتني "، فقال: "خرجك بتستاهل"، فانتقلت من البكاء إلى الضحك، الضحك العارم، كما هو الحال في أفلامه الكثيرة حيث يجاور الضحك البكاء، كما في الحياة التي فارقتها بالأمس، عسى يحيط بك الضحك وتظللك البهجة في عالم آخر له "نسيم الروح".

 

الـ FaceBook في

16.05.2024

 
 
 
 
 

Nidal Qushha

5h 

 

وداعا يا صديقي..

يعز علي أن أقف بين يدي عبد اللطيف عبد الحميد، فقيدنا الغالي باسمه الكبير، موقف الراثي ومعدد المناقب وأنا من كان يتبادل معه النكات والأغاني والأسرار، ويستمع إلى أحاديثه الشيقة. ولكن تلك هي سنة الكون ودورة الفصول التي بها تستمر الحياة وتتجدد، ولا عزاء لنا سوى أن يترك المرء منا بيتا بناه وشجرة زرعها وأبناء أطلقهم إلى العالم كي يواصلوا ما بدأه، وذكرا عطرا في أفئدة من حوله وعلى ألسنتهم. وقد ترك عبد اللطيف كل هذا وأكثر.. ترك لنا أعمالا فنية جميلة ونظيفة تنم عن وعي عميق وثقافة واسعة، وتشف عن صفاء قلب ونقاء سريرة.

سأظل أعتز دائما بأن علاقتي بعبد اللطيف لم تكن علاقة مدير بمخرج يعمل في المؤسسة التي يديرها، وإنما علاقة صداقة عميقة، رغم فارق السن الكبير بيننا، ملؤها المحبة والاحترام والرغبة في فعل الأفضل لهذه المؤسسة.

يموت المغني ولا تموت أغانيه، ويموت الشاعر ولا تموت قصائده، ويموت الرسام ولا تموت لوحاته، ستظل مثل صدى روحه تتردد عبر كل العصور حاملة ذوب قلبه وحبه للناس.

هذا الخلود ليس مكافأة للمبدع على إبداعه، تمنحه إياها الحياة فحسب، وإنما هو أمر لا غنى عنه، بالنسبة لنا نحن، الفانين، كي نراكم المعرفة والخبرة والحكمة البشرية.

كل إنسان هو عالم قائم بذاته ولا يمكن، في حال فقده، أن يعوض. ومع ذلك، ورغم الألم، فإننا نبتسم عندما نرى إرثه يعيش ويتنفس بيننا.

ثمة أناس في هذا الكون، وعلى هذه الأرض، يتمتعون بقدرة مدهشة على فتح شهية الآخرين للعيش والاستمتاع بالحياة، بفضل ما يحملونه من طاقة على العمل، والبهجة، والتفاؤل الذي يشع منهم في أحلك اللحظات.

إن مهمة إسعاد الناس وإدخال البهجة إلى قلوبهم ليست من المهمات السهلة على الإطلاق. ومهمة إسعاد الناس عبر إضحاكهم وإمتاعهم وانتزاع الآهات من أفواههم وإغناء أرواحهم هي من أصعب الأعمال على الإطلاق، لأنها من أنبل المهمات التي يمكن أن يأخذها امرؤ على عاتقه.

(ما يخرج من القلب يصل إلى القلب) بهذه العبارة المقتضبة والعميقة يمكن أن نلخص إبداع عبد اللطيف عبد الحميد ومنهجه الفني.

إن للقلوب لغة خاصة تتواصل بها، لغة كونية شاملة تتعدى لغات اللسان ولهجاته، لتصل بين البشر على اختلاف انتماءاتهم العرقية والدينية والقومية وتخاطب فيهم جوهر الإنسان وخلاصة وجوده. أعتقد أن عبد اللطيف كان واحدا من هؤلاء.وهو لم يكن يصنع أفلامه ويخاطب جمهوره بلغة القلب وحدها، وإنما بكل عصب من أعصابه، المشدودة دائما، وهو يسعى لتقديم أفضل ما لديه.

أذكر أنني قرأت رده في إحدى المقابلات الصحفية على سؤال محاوره: قضية الحب «مركزية» في كل الأفلام التي قدمتها.. كيف الحب، ولماذا هو الآن؟!

فأجاب عبد اللطيف قائلا: ليس لدي تفسير لهذا الموضوع، لأنني حقيقة لا أملك تفسيراً مباشراً لمعنى الحب أو لكلمة الحب، لأن كل الكلمات ستقف عائقاً ـ ستكون مقصرة في التعبير عنها. لم يكن هناك عمل بلا حب ـ أنا مجنون حب. والحب يتملكني دائماً، وتستطيع أن تقول أنه يُسَيّرني. باختصار ودون (فبركات).

لم يكن الفن بالنسبة لعبد اللطيف عبد الحميد مهنة ولا هواية وإنما نمط حياة. لقد كانت السينما بالنسبة له الهواء الذي يتنفسه، والماء الذي يشربه، والخبز الذي يقتات به.

إن عبد اللطيف مجبول من نسيج أولئك الناس الذين مهما علت أسهمهم في الحياة، ومهما ارتفعت مراتبهم، يظلون على بساطتهم الأولى، وعلى انتمائهم الأصلي إلى الحارة أو القرية التي أخرجتهم إلى العالم. هذا الحنين إلى الموطن الأول، والوفاء العميق له هو صفة أساسية من صفات المبدعين الحقيقيين. ولقد ظل عبد اللطيف أمينا لمسقط رأسه وموطن أهله وقريته التي خرّجته ومنحته نسغها وعلامتها الفارقة. أكتفي بالقول إن الفنان العبقري، بخلافنا، نحن البشر الفانين العاديين، عندما يقضي نحبه، ويفنى جسده، فإن روحه وصورته تظلان مع الجماهير إلى الأبد.

لقد توقف عن الخفقان قلب واحد من عشاق الفن و صانعي بسمته. ولكن الفن سيظل حياً بوجود من يمنحه قلبه.

مراد شاهين

المدير العام للمؤسسة العامة للسينما

 

الـ FaceBook في

16.05.2024

 
 
 
 
 

محمد اشتر

4h

 

عبد اللطيف عبد الحميد

دخل كمخرج ومؤلف بقوة في فيلمه الأول “ليالي ابن آوى”. بينما أعاد فيلمه الثاني “رسائل شفهية وحقق نجاحا جماهيريًا كبيرًا سيبقى في ذاكرة السوريين طويلًا. ثم دخل في ميدان السينما التجريبية مبتعدًا عن عوالم الريف السوري في فيلم “صعود المطر” عام 1994. كما كان فيلم “نسيم الروح” في عام 1998 من العلامات الفارقة في مسيرة المخرج السوري الراحل. ومن أفلامه التي حققت نجاحًا كبيرًا أيضًا فيلم “قمران وزيتونة”، وفيلم “ما يطلبه المستمعون”. واختتم عبد اللطيف عبد الحميد مسيرته الحافلة بالجوائز المرموقة بفيلم “الطريق”.

 

الـ FaceBook في

16.05.2024

 
 
 
 
 

Noor Hisham Alsaif

34m

 

أنا و الفحم والأنف و عبداللطيف

في عمر الثامنة، شاهدت فيلمه الطازج حينها "ليالي ابن آوى" فور عرضه، كانت لهجة الساحل السوري طريفة جداً ووعرة جداً، وكان علي تفكيك مصطلحاتها حتى وإن فهمت المعنى العام لها سلفاً

"كان هذا العنصر بالنسبة إلى عمل متواضع بصرياً هو مغناطيس الفرجة" .

في العام التالي كانت رسائله الشفهية بذات اللهجة وذات الطرافة،

إذ يرمز عبد اللطيف عبد الحميد إلى المناطق الريفية التي تتلاشى في الذاكرة، كونها فريسة استهتار بمدلول هذه الأماكن العتيقة.

المنازل العارية من الشبابيك

الملابس المنثورة على صعيد بؤس قاطنيها

الأودية المذهلة الجمال..

وجوهر القصة حب ثلاثي الأطراف! البطل العاشق صاحب الأنف الكبير، أنف كاريكاتوري. ولأول مرة أقرأ على التتر: تصميم الأنف!!

ولا موسيقى، بل هواء ساكن...

في سينما عبد اللطيف عبد الحميد (التسعينات فقط)، نرى شاعريته ورهافته وسوداويته، وكيف كان يمد لسانه ساخراً على السأم، وكيف مارس التجريب في الوصلة بين الواقع والخيال، بسينما قاتمة اللون جنائزية المبسم.

هذه السينما، هذة السينما تحديداً "رغم نفوري منها اليوم "

قادتني للتعرف على أقلام الفحم. والفحم متدرج في السواد، متباين في الكثافة. اخترت حينها أعلى الدرجات حدة، وجعلت خلفية كل مخطوطة من الليل الداكن، أطمس سوادها في الفراغات الصغيرة، وأسد فوهتها من قزحَة ضوء هاربة

كنت أبدأ بالخلفية قبل التكوين، وكأنه استعراض صريح وصارخ بأني أرفع من رسمي على أساسات ثقيلة.

وعندما تقدمت قليلاً، تزاحمت المخطوطات الصغيرة في الكراسة. كنت أرسم الوجوه، أسقط الأعين، وأبقي الأنف. 🤍

عبد اللطيف عبد الحميد .. وداعاً

نور

 

الـ FaceBook في

16.05.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004