ملفات خاصة

 
 
 

"العُمدة" صلاح السعدني...

فنّ التحدّي في الأداء الجمالي

نديم جرجوره

عن رحيل العمدة

صلاح السعدني

   
 
 
 
 
 
 

إظهارالملخص

تطغى شخصية العُمدة سليمان غانم، في الأجزاء الخمسة الأولى من "ليالي الحلمية" (1988 ـ 1995)، على السيرة المهنية للممثل المصري صلاح السعدني، في كتاباتٍ عدّة غداة إعلان وفاته (19 إبريل/نيسان 2024). فالشخصية تلفزيونية، وثمانينيات القرن الـ20، بامتدادها في بعض تسعينيات القرن نفسه، معقودةٌ على أعمال درامية مصرية تستقطب مُشاهدين ومشاهدات عرباً كثيرين، و"ليالي الحلمية" (كتابة أسامة أنور عكاشة، إخراج إسماعيل عبد الحافظ) تحديداً يصنع إحدى معجزات الإبداع التلفزيوني، قبل سقوط النصّ البصري العربي للشاشة الصغيرة في استهلاك مملّ ومخادع في مقاربة أحوال بيئة وأناس.

يُضاف إلى ذلك أنّ صلاح السعدني (مواليد 23 أكتوبر/تشرين الأول 1943)، في تأديته هذه الشخصية (وأخرى قليلة أيضاً في فترات متفرّقة)، يتألّق في إبراز معنى التحدّي في التمثيل، إزاء ممثلين وممثلات آخرين يُتقنون، هم أيضاً، فنّ التحدّي في إخراج ما في الذات من طاقة وحيوية واحترافٍ ووعي معرفي وجمالي بالشخصية، وبتفاصيلها وموقعها في السياق الدرامي. تحدٍّ يتقدّم المشهد برمّته لحظة مواجهةٍ بين سليمان غانم وغريمه سليم باشا البدري (يحيى الفخراني)، كما في لقائه نازك هانم السلحدار (صفية العمري)، التي يُغرَم بها حدّ الجنون، وغرامه هذا يكاد يكون أقوى من عشقه لسلطةٍ، ومن هيامه في تحطيم غريمه. ولعلّ الدافع الأساسي لهذين العشق والهيام كامنٌ في غرامه هذا بها. كأنّ الثلاثي يصنع من التمثيل مبارزة راقية لإظهار الأجمل والأفضل والأعمق، من دون تغييب الحضور متنوّع الأشكال والمستويات والضرورات لشخصيات أخرى، تُشكِّل ركائز متفرّقة للنصّ وفضاءاته ومساراته.

لكنْ، رغم طغيانٍ كهذا، يصعب تناسي أدوارٍ سينمائية لممثلٍ، ترتبط شهرته بالشاشة الصغيرة، الأقدر على منح أي ممثل وممثلة جماهيرية أكبر من تلك التي يُمكن لفيلمٍ عربي أنْ يمنحه لهما، من دون توقّف نقدي عند مستوى الأداء لممثل أو ممثلة، لهما جماهيرية كبيرة. فالسعدني، بالجماهيرية الكبيرة التي يُحقّقها له سليمان غانم، يتفنّن أحياناً في إبراز خفايا شخصية وتعقيدات تركيبتها البشرية والأخلاقية والحسّية، وهذا غير محصور بالتقلّبات النفسية والانفعالية للعُمدة، وبسيرته اليومية فقط، فشخصيات أخرى له تعاني أهوالاً وانكسارات وخيبات، وتمتلئ حبّاً واندفاعاً وهوساً بالمغامرات، والسعدني يكاد يكون الأقدر على تلبية هذا في كلّ شخصية.

أمّا حضوره السينمائي فدافعٌ إلى محاولة فهم مكانته في أفلامٍ، بعضها يُفكّك مسائل فردية وعامة، في اجتماعٍ وسياسة وتاريخ وعلاقات وتحوّلات. يؤدّي شخصيةً، لكنّ الدور غير مُصنّف "بطولة" أولى أو مطلقة. في المقابل، يصعب وسم أدوارٍ كثيرة له بالثانية، فمشاركته منبثقةٌ من ملاءمته، غالباً، شخصيات تترافق وأخرى في امتلاك واجهة المشهد. كأنّ البطولةَ الجماعية مناسبةٌ له أكثر، من دون التقليل من براعة أدائه، وحُسن امتلاكه هاتين الطاقة والحيوية اللتين تُخرجان ما فيه من أداوتٍ، تمنح الشخصية واقعية أعمق وأسلس، ومصداقية أجمل وأكثر تأثيراً.
أمْ أنّ قولَ هذا انفعاليّ أكثر منه نقدي؟ استعادة سيرته السينمائية كفيلةٌ بتبيان إجابة أصدق، مع أنْ لا ضرر من انفعال يغذّي كتابةً في رحيلٍ
.

الأفلام تلك غير متساوية كلّها، فالعاديّ والتجاري والانفعالي ـ الوطني نتاجٌ يوافق صلاح السعدني على المشاركة فيه، فكلّ ممثل يحتاج إلى عمل يُتيح له تواصلاً غير منقطع مع جمهوره، إنْ يكن الجمهور مصرياً أو عربياً، ولا بأس من تنازلات فنية أحياناً. بطولات الجيش المصري مثلاً مادة درامية لأفلامٍ، تبقى انعكاساً لحساسية لحظة، أو لشغفٍ في استعادة "مجدٍ" زائل في راهنٍ موغلٍ في خراب، أو مُنحدرٍ إلى خراب: "أغنية على الممر" (1972) لعلي عبد الخالق و"الرصاصة لا تزال في جيبي" (1974) لحسام الدين مصطفى مَثَلان اثنان على انمحاءٍ للسينما، غير كامل لكنّه موجود، لإبراز مسائل مرتبطة بالنكسة (1967). "زمن حاتم زهران" (1988)، أول روائي طويل يُخرجه محمد النجار، يعاين أحوال بلدٍ يخوض معركة الانفتاح الاقتصادي، عبر تنقيبٍ درامي وجمالي في تأثيراتها المختلفة، بين مكاسب يجنيها فردٌ (أيكون انعكاساً لآخرين، أمْ لجماعات؟)، وخسائر تُصيبه في مَقتل. "اليوم السادس" (1987) يعود إلى زمن الملك فاروق بأسلوب مخرجه يوسف شاهين، الذي يمزج بين تفاصيل شخصية لأفرادٍ، وحالة جماعية تكاد تكون مقارنة سينمائية بين ماضٍ وحاضر. وهذا تفسير مجتزأ لاشتغال أكبر وأهمّ، فهذا الفيلم، الذي يُصبح الأخير لداليدا (1933 ـ 1987)، يتمثّل (الاشتغال) بتفكيك ذواتٍ ومشاعر وعلاقات، وفي الفضاء العام تفكيكٌ لزمن وسلطة.

هناك مثلاً "الزمار" (1985) لعاطف الطيب، عن نزاع بين فنان وسلطة، بعد مطاردة الأخيرة للأول، لأنّ عملاً له يُثير حقد نظام. أمّا مشاركته محمود الجندي وعبد العزيز مخيون بطولة "شحاتين ونبلاء" (1991) لأسماء البكري، المقتَبَس عن رواية بالعنوان نفسه (1955، الطبعة الأصلية الأولى باللغة الفرنسية)، فدليلٌ على أنّ التمثيل الجماعي، بالنسبة إلى السعدني، أقدر على تحريض جمالية أدائه، كأنّه هنا أيضاً يضع تمثيلاً كهذا في خانة التحدّي الإبداعي.

بعد 10 أعوامٍ على إطلالةٍ فنية أخيرة له، يغادر صلاح السعدني حاملاً في ذاته 81 عاماً، وعناوين كثيرة. رغم هذا، سيظلّ الصوت الصاخب للعُمدة سليمان غانم، كما عفويته البديعة وحماسته القوية وصراعاته غير المنتهية، الأكثر حضوراً في وعي جماعي عربي.

 

العربي الجديد اللندنية في

20.04.2024

 
 
 
 
 

صلاح السعدني... إخفاقات ونجاحات توجته عمدة للدراما المصرية

القاهرة/ مروة عبد الفضيل

إظهارالملخص

رحل، صباح الجمعة، الفنان المصري صلاح السعدني عن عمر 81 عاماً، بعد صراع مع أمراض الشيخوخة بدأ منذ انتهائه من تصوير آخر مسلسلاته "القاصرات" عام 2013، وبسبب تساؤلات الكثيرين من جمهوره عنه وانطلاق شائعات تفيد بمرضه ووفاته، لم يجد ابنه الممثل أحمد صلاح السعدني، سوى أن ينشر صورة برفقته قبل أعوام ليؤكد أن والده بخير.

واجه الفنان الراحل، إحباطاً كبيراً في أولى خطوات مشواره الفني الذي امتد لأكثر من خمسين عاماً، فبعد انتهائه من دراسته في كلية الزراعة في جامعة القاهرة، تعرف إلى المخرج محمد فاضل، الذي رشحه لدور في مسلسل "الضياع" عام 1960، ولكنّه لم يحقق أيّ نجاح يذكر، ولم يشر أحد إليه ولم يلفت الأنظار كما كان يتوقع، خاصةً وأنه يمثل مع أحد أهم مخرجي الدراما المصرية محمد فاضل. نتيجة خيبة أمله قرر ترك الفن لعدة سنوات، حتى تعرف عن طريق الصدفة إلى المخرج نور الدمرداش الذي قدمه في مسلسل "الضحية" عام 1964، ليحقق نجاحاً كبيراً.

وقدم بعدها عدة أعمال لاقت استقبالاً متفاوتاً، حتى جاء مسلسل "أبنائي الأعزاء شكرا" عام 1979 الذي حقق نجاحاً كبيرا للغاية، بمشاركة يحيى الفخراني وفاروق الفيشاوي وعبد المنعم مدبولي وفردوس عبد الحميد وآثار الحكيم، حيث جسد السعدني شخصية عاطف الابن البار بوالده المختلف عن باقي أشقائه ممن يبحثون عن إرضاء زوجاتهم على حساب أبيهم، فلاقى تعاطفا وحبا من الجمهور، وكان المسلسل من إخراج محمد فاضل ليشهد السعدني معه نجاحاً ينسيه إخفاق بدايته معه في مسلسل "الضياع".

ومع انتهاء فترة السبعينيات بسلسلة تخبطات للسعدني، بين نجاحات وإخفاقات، أتت فترة الثمانينيات ليقدم في مسلسل "ليالي الحلمية"، عن قصة أسامة أنور عكاشة، وإخراج إسماعيل عبد الحافظ، شخصية العمدة سليمان غانم. توهج السعدني، وحقق نجاحاً وشهرةً وحضوراً وحباً من خلال هذه الشخصية التي قدمها على مدار خمسة أجزاء ليطلق الجمهور عليه لقب "العمدة صلاح السعدني".

بعدها، توالت أعماله على الشاشة الصغيرة وقدم أعمالاً ناجحة مثل مسلسلات "أرابيسك" و"عمارة يعقوبيان" و"عدى النهار" و"الباطنية" و"الإخوة الأعداء" و"رجل في زمن العولمة" و"حلم الجنوبي" وغيرها من المسلسلات. أمّا سينمائياً فقد قدم السعدني، عددا من الأفلام مثل "أغنية على الممر" و"لية يا دنيا" و"اليوم السادس" و"زمن حاتم زهران" و"ملف في الآداب" وغيرها.

كان للسعدني، أيضاً حضور كبير على خشبة المسرح، هو الذي تدرب وعمل لسنوات على خشبة مسرح كلية الزراعة، ومن العروض المسرحية التي قدمها كل من "الدخان" و"ثورة الموتى" و"الناصر صلاح الدين" و"الملك هو الملك" و"بالو بالو" و"زهرة الصبار".

ووصفت الناقدة ماجدة خير الله الراحل بالفنان المثقف، وكتبت عبر "فيسبوك": "رغم أنه اختار في سنواته الأخيرة، أن يعيش في هدوء بعيداً عن الأضواء إلا أنه بقي في ذاكرة عشاقه ومحبيه، صلاح السعدني أحد أهم نجوم الدراما التلفزيونية خلال الثلاثين عاما الأخيرة". أضافت: "عرفته عن قرب عندما لعب بطولة مسلسل سنوات الشقاء والحب، الذي كتبت له السيناريو والحوار والمأخوذ عن قصة تاريخ حياة أحد اللصوص للأديب إحسان عبد القدوس، وهو المسلسل الوحيد الذي أخرجه أشرف فهمي، وشاركت في بطولته نيللي، وليلي فوزي، وفكري أباظة، وخيرية أحمد، ومادلين طبر، وتم إنتاجه 1998". تابعت: "كان السعدني مثالاً للفنان الراقي المثقف، شديد الالتزام والاحترام، وداعاً صلاح السعدني، العمدة سليمان غانم، ورجل في زمن العولمة، وعشرات الأدوار التي تركت أثرا لن يمحى في مسيرة الدراما التليفزيونية".

ونعاه الناقد طارق الشناوي، عبر "فيسبوك" وكتب: "البقاء لله في رحيل العمدة عمدة الدراما صلاح السعدني، كان عملاقاً في ذروة عطائه منذ مطلع الستينيات وعندما اختار الصمت في سنواته الأخيرة ظل عملاقاً صلاح السعدني قامة وقيمة، كانت وستظل. كان بيننا الكثير من اللقاءات والأحاديث حان الآن وقت البوح بها".

من ناحيته قال المخرج المصري محمد فاضل في تصريحات لـ "العربي الجديد" إنه كان مقرباً من صلاح السعدني نتيجة عملهما معاً في أكثر من مسلسل، موضحاً أن الراحل، كان "فناناً مختلفاً في اختياراته، ولا يقبل التواجد في أي عمل لمجرد جني الأموال أو طمعاً بالشهرة، بل على النقيض تماماً كان يختار أدواره بعناية شديدة واضعاً الجمهور نصب عينه"، ووصفه بأنّ "فنان المثقف وقارئ جيد".

ووصفته الفنانة داليا البحيري، التي عملت معه في آخر مشاركاته التلفزيونية "القاصرات"، بأنّه "الفنان الذي لم يكن يكبر"، أضافت لـ"العربي الجديد" إنها "كانت منبهرة بشغفه للتمثيل رغم عمره"، مشيرةً إلى أنه كان "محباً للتفاصيل بشكل كبير وكانت علاقته بكل العاملين في موقع التصوير جميلة وكان مثل الأب مع الجميع، وكان خفيف الظل للغاية وتعلمت منه الكثير فكان لديه القدرة بشكل كبير على أن يخطف الكاميرا من الجميع".

أما المخرج محمد النقلي، الذي أخرج للسعدني مسلسل "الإخوة الأعداء"، فقال لـ "العربي الجديد" إنه يعرف السعدني، منذ الستينيات أثناء تقديمه مسلسل "الضحية" مع خاله المخرج نور الدمرداش، الذي كان يؤكد له أن السعدني سيكون له مستقبل كبير في الفن. لاحقاً، لعب السعدني دور بطولة مسلسل "الباطنية"، وبعده "الإخوة الأعداء" إخراج محمد النقلي، وتوطدت العلاقة بشكل كبير بينهما.

يذكر أن موعد عزاء الفنان الراحل صلاح السعدني، قد حدّد بالتنسيق بين نقيب المهن التمثيلية، أشرف زكي، ونجل الراحل الفنان أحمد صلاح السعدني، مساء يوم الأحد المقبل، في مسجد الشرطة في حي الشيخ زايد.

 

العربي الجديد اللندنية في

19.04.2024

 
 
 
 
 

العمدة صلاح السعدني يختم مشواره في الدراما المصرية

رحل عن عمر 81 سنة وقدم للسينما والتلفزيون كثيراً من الأعمال المميزة على مدى 50 سنة

نجلاء أبو النجا 

ملخص

عرف الفنان الراحل صلاح السعدني بعمدة الدراما المصرية إذ قدم أشهر شخصية عمدة بالفن العربي من خلال مسلسل "ليالي الحلمية"، وقدم فيه دور سليمان غانم الذي صارع غريمه سليم البدري على مدار سنوات طويلة في أجزاء متعددة

بعد رحلة فنية اقتربت من نصف قرن رحل عن عالمنا منذ ساعات الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 سنة صباح اليوم الجمعة.

وفي تصريحات خاصة لـ"اندبندنت عربية" قال نقيب الممثلين المصريين أشرف زكي "ببالغ الحزن والأسى رحل الفنان الكبير عمدة الفن المصري صلاح السعدني صاحب التاريخ الطويل والبصمة المميزة في الدراما والسينما والمسرح والإذاعة، وشكل الراحل حالة فنية خاصة جعلته من عمالقة الفن وأبرز مبدعي الوطن العربي".

وأشار النقيب إلى أن الراحل فارق الحياة في هدوء شديد وستشيع جنازته اليوم الجمعة من مسجد الشرطة بالشيخ زايد، وسيدفن بمقابر الأسرة بمدافن الواحات الواقعة بمنطقة السادس من أكتوبر في الجيزة".

ونعاه نجوم الفن الراحل منذ إعلان خبر وفاته، وشارك طارق لطفي وإيهاب فهمي وأيمن بهجت قمر وأمير كرارة وكريم عبدالعزيز، وكذلك داليا مصطفى وإسعاد يونس وعمرو يوسف وغيرهم من النجوم الراحل بكلمات مؤثرة عبر منشوراتهم على صفحاتهم الرسمية.

وكانت آخر أعمال الفنان صلاح السعدني عام 2013، وهو مسلسل بعنوان "القاصرات" مع داليا البحيري ولقاء سويدان ومنة عرفة ونهال عنبر، وكذلك ملك أحمد زاهر ومي الغيطي، وناقش العمل قضية زواج الفتيات القاصرات وما يترتب عليه خصوصاً في الريف المصري.

وبعد نجاح مدوي للعمل تغيب صلاح السعدني عن الساحة الفنية تماماً سواء بالظهور في أعمال فنية مميزة أم بحضور التكريمات والمهرجانات التي احتفى عدد منها بمسيرته الفنية مثل مهرجان القاهرة للدراما وبعض مهرجانات السينما.

وعلى رغم العروض الفنية المتوالية الا أنه فضل من دون أسباب أن يبتعد عن الساحة تماماً، وتردد أنه عانى صحياً في السنوات الأخيرة وكان يفضل الاستجمام والراحة بعيداً من أعين الصحافة والإعلام ليقضي حياته الخاصة وسط أبنائه وأحفاده فقط.

ومع أن ابنه أحمد نفى أكثر من مرة أية مشكلات صحية لوالده، لكن ظلت الجماهير مترقبة لأي ظهور له لينفي ما سبق، ونشر أحمد صوراً عدة للظهور الأخير مع والده وكان في صحة جيدة.

عرف صلاح السعدني بعمدة الدراما المصرية إذ قدم أشهر شخصية عمدة بالفن العربي من خلال مسلسل "ليالي الحلمية"، إذ جسد دور سليمان غانم الذي صارع غريمه سليم البدري على مدار سنوات طويلة في أجزاء متعددة من عمر المسلسل الذي شكل ذاكرة أجيال من الجمهور بسبب تأثيره الفني والاجتماعي، وشاركه العمل يحيي الفخراني وصفية العمري وحسن يوسف وفردوس عبدالحميد، وكذلك ممدوح عبدالعليم وسيد عبدالكريم وهشام سليم وآثار الحكيم وإلهام شاهين وغيرهم، وكتبه الراحل أسامة أنور عكاشة وأخرجه إسماعيل عبدالحافظ .

وتعاون السعدني مجدداً في محطة فارقة من حياته الفنية مع المؤلف المخضرم أسامة أنور عكاشة في مسلسل "أرابيسك"، ولعب شخصية حسن ارابيسك الذي جسد الأصالة في وجه تغيرات الحياة والمجتمع وسيطرة انعدام المعايير، وحقق العمل نجاحاً لا يقل عن شخصية سليمان غانم في "ليالي الحلمية".

وكان مسلسل "حلم الجنوبي" من الأعمال المهمة جداً في حياة صلاح السعدني الفنية، التي أكدت تفرده في مساحات فنية وإبداعية خاصة جداً تركت بصماتها بوجدان الشعب المصري والعربي.

بداية المشوار

ولد صلاح السعدني عام 1943 بمحافظة المنوفية، وبعد حصوله على الثانوية العامة التحق بكلية الزراعة، واكتشف حبه للتمثيل أثناء دراسته فشجعه زملاؤه على البدء في الرحلة من خلال تقديم عروض مسرحية على خشبة مسرح الجامعة، وكان الفنان عادل إمام أقرب زملائه له في الدراسة وشاركه بهذه العروض، وبعد تخرجهما انطلقا في رحلة الفن، كل في طريق مختلف ومميز.

برزت موهبة السعدني في تقمص شخصيات معقدة ومتنوعة ولهجات، ونجح في إضفاء سمات منفردة على كل شخصية بشكل لا يتشابه مع أي ممثل آخر، وميزه النقاد بالإشادة الدائمة وذهب معظمهم مثل الناقد طارق الشناوي بأن السعدني يتمتع بموهبة كبيرة وقدرة على تقمص شخصيات التي تحمل تركيبة نفسية مختلفة.

ومن الأعمال المميزة للفنان الراحل في التليفزيون مسلسلات مثل "ولسه بحلم بيوم" و"وقال البحر" و"يوميات جاب الله" و"في قافلة الزمان"، وكذلك "يوميات نائب في الأرياف " و"ينابيع النهر" و"هذا الرجل " و"قصر الشوق"، إضافة إلى "سنوات الشقاء والحب" و"أهل الدنيا" و"شعاع من الأمل" و"الناس في كفر عسكر" و"للثروة حسابات أخرى"، إلى جانب "حارة الزعفراني" و"نقطة نظام" و"الباطنية" و"بيت الباشا" و"الإخوة الأعداء".

وفي السينما قدم كثيراً من الأعمال المميزة، لكنه كان أكثر وهجاً في الدراما التليفزيونية، و صرح خلال لقاء نادر له "أن أول عمل سينمائي لي كان فيلم اسمه ’شياطين الليل‘، وشاركت في الدور بسبب اعتذار الفنان حسن يوسف عن الفيلم، وكنت متوتراً للغاية، لأنني كنت أقف أمام عمالقة الفن وقتها الفنان فريد شوقي والسيدة أمينة رزق".

وقدم السعدني في السينما نحو 50 فيلماً منها "ليل وخونة" و"أغنية على الممر" و"كراكيب"، وكذلك "الأرض" و"شياطين الليل" و"الرصاصة لا تزال في جيبي".

 

الـ The Independent  في

19.04.2024

 
 
 
 
 

صلاح السعدني .. رحيل "عمدة الفن المصري"

أميمة الشاذلي - بي بي سي عربي - القاهرة

في ستينيات القرن الماضي، ظهر على الشاشة الصغيرة، شاب عشريني نحيف خمري البشرة، ينادونه باسم «أبو المكارم»، بملامح بريئة، وثياب مُهلهلة وطاقية فلاحي، يتكلم بلغة الإشارة، ويتمايل هائماً مع قول الذاكرين "الله حي" يمنة ويسرة.

كانت هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها الجمهور هذا الفنان المصري بالأبيض والأسود، من خلال مسلسل "الضحية" الذي كان الجزء الأول من خُماسية «الساقية» التي لم تكتمل للأديب الكبير عبد المنعم الصاوي.

ولم يدر بخَلَد المشاهد آنذاك، أن همهمات الشاب الأبكم ستتحول إلى صوت خشن رصين، يرتبط باسم صلاح الدين عثمان السعدني، الذي امتزج اسمه الذي يحمل عبق التاريخ، بخطوط الحقول التي ولِد في رحابها بمحافظة المنوفية جنوبي دلتا النيل عام 1943.

تخرج السعدني في كلية الزراعة بجامعة القاهرة، التي وقف على خشبة مسرحها بجانب زميل الدراسة عادل إمام، الذي اصطحبه إلى عالم الفن وربطت بينهما صداقة امتدت طوال حياتهما.

نشأ صلاح السعدني في كنف أخيه الأكبر الصحفي الكبير محمود السعدني، الذي أثْرى شخصيته ثقافياً، وأثر عليها في ظل الآراء التي سُجن محمود بسببها في عهد الرئيسين جمال عبد الناصر وأنور السادات، وهو ما أثر على أدوار صلاح الفنية، لاسيما مع آرائه السياسية هو أيضاً.

وبعد تزكية من الأديب يوسف السباعي حين كان وزيراً للثقافة، عاد صلاح السعدني للوقوف على خشبة المسرح عام 1974 في دور بارز أمام الفنانة سميحة أيوب في مسرحية "العمر لحظة".

التعليق على الصورة،الفنان صلاح السعدني أمام الفنانة سميحة أيوب في مسرحية "العمر لحظة" 1974

بصبر الفلاح، حفر السعدني اسمه في ذاكرة المسرح والإذاعة والتلفزيون والسينما، كما حفر المصريون الترع لسُقيا أراضيهم، وطرحت شجرته أطيب الثمر في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي.

التعليق على الصورة،الفنان صلاح السعدني في دور "سليمان غانم" بمسلسل "ليالي الحلمية" 1987

قدم صلاح السعدني عشرات المسلسلات التلفزيونية، من أشهرها "أبنائي الأعزاء شكرا"، "صيام صيام"، "الزوجة أول من يعلم"، "ليالي الحلمية"، "النوة"، "أرابيسك"، "حلم الجنوبي"، "الناس في كفر عسكر"، و"رجل في زمن العولمة"، و"أوراق مصرية"، و"الأصدقاء".

التعليق على الصورة،صلاح السعدني في دور "الدكتور عزيز محفوظ" بمسلسل "الأصدقاء" 2002

ولعب السعدني أدواراً سينمائية مختلفة في نحو خمسين فيلما، من أهمها: "أغنية على الممر"، "الأرض"، "المراكبي"، "طائر الليل الحزين"، "الرصاصة لا تزال في جيبي"، و"شحاتين ونبلاء".

التعليق على الصورة،صلاح السعدني في دور "أحمد السيد عليش" في فيلم "المراكبي" 1995

كما قاده صوته الخشن المميز إلى تقديم عدد من المسلسلات الإذاعية، منها "رحلة في الزمن القديم"، "عشاق لا يعرفون الحب"، "أحلام أحلام"، "قبض الريح"، "المغتربون"، و"فارس عصره وأوانه".

ورغم أن المسرح كانت بداية ميلاده الفنية، إلا أن ما عُرف من مسرحيات صلاح السعدني، لم يكن بشهرة ما قدمه على الشاشتين الصغيرة والكبيرة، وكان من بين ما قدمه "حارة السقا" و"الجيل الطالع" و"الملك هو الملك"، و"قصة الحي الغربي" التي قال عنها الفنان الراحل سعيد صالح في لقاء تلفزيوني إنها فاقت في نجاحها مسرحية "مدرسة المشاغبين"، لكن لم تُعرض على الشاشات فيما بعد لأنها كانت "تهاجم الحكومة".

وكان آخر أعماله مسلسل "القاصرات" في عام 2013، ليبتعد السعدني تماماً عن الساحة الفنية، حتى وفاته في 19 أبريل/نيسان 2024.

أكثر من 200 من الأعمال الفنية قدمها صلاح السعدني للجمهور العربي، في مشوار امتد لنصف قرن، اختلطت فيها لغته الرصينة ذات المخارج العربية السليمة، باختياراته الفلسفية لأدوار تتناول هموم المجتمع، قدمها تارة بأداء جاد، وأحياناً أخرى بحسه الفكاهي.

التعليق على الصورة،الفنان صلاح السعدني في دور "حسن النعماني" بمسلسل "أرابيسك"

ومع ذلك، يبقى "سليمان غانم" في الملحمة الدرامية "ليالي الحلمية"، و"حسن النعماني" في مسلسل "أرابيسك" كفرعي "دمياط" و"رشيد" لابن النيل صلاح السعدني، الذي سيظل في وجدان الجمهور العربي "ابن البلد" و"عمدة الفن المصري".

التعليق على الصورة،الفنان المصري صلاح السعدني يحصل على جائزة "إنجاز العمر" في مهرجان المركز الكاثوليكي السينمائي الخامس والثمانين في القاهرة في 19 فبراير/شباط 2010

 

الـ BBC العربية في

19.04.2024

 
 
 
 
 

وفاة صلاح السعدني..

العمدة الغائب ذو المذاق اللاذع

محمد صلاح

صلاح السعدني شارك في 65 فيلما و40 مسرحية وأكثر من 100 عمل تلفزيوني (مواقع التواصل الإجتماعي)

توفي اليوم الجمعة الفنان المصري صلاح السعدني عن عمر ناهز (81 عاما).

وأعلن نقيب المهن التمثيلية المصرية أشرف زكي عن رحيل السعدني، من خلال منشور عبر حسابه الرسمي على منصة إنستغرام حيث نشر صورة للفنان الراحل، وكتب "البقاء لله الفنان صلاح السعدني ربنا يرحمه".

وذكرت نقابة المهن التمثيلية في بيان عبر حسابها على فيسبوك أن صلاة الجنازة سوف تشيع عقب صلاة العصر في مسجد الشرطة الشيخ زايد.

وكان الفنان الراحل قد ابتعد عن الساحة الفنية قبل أكثر من 10 أعوام بعد معاناة من أمراض الشيخوخة. وكانت آخر أدواره بطولة مسلسل "القاصرات في 2013. وقدم السعدني أشهر أدواره العمدة سليمان غانم في مسلسل "ليالي الحلمية" وحسن أرابيسك في مسلسل "أرابيسك".

فتى الجيل الذهبي

صلاح السعدني صاحب "المذاق اللاذع" في جيل الفن الذهبي الذي ولد في الأربعينيات وبزغ وتألق في ستينيات القرن الماضي. بصوته الخشن وخفة ظله وصراحته التلقائية، وملامحه وتكوينه الجسدي المصري الصميم الذي يجسد شخصية "ابن الحتة" الشهم "الدوغري" الذي لا يخشى أحدا.

لم يكن "عمدة" بعد، عندما دخل بيوت المصريين مع الاختراع الجديد المسمى بالتلفزيون، من خلال تمثيلية "الرحيل" 1960، فقد كان عمره آنذاك 17 ربيعا، وكانت البيوت القادرة على اقتناء هذا الجهاز تعد على أصابع اليد الواحدة في كل حي.

ليعود في 1964 ويدخل إلى مزيد من البيوت مع تمثيلية "الضحية" في دور "أبو المكارم"، الأخرس بلا صوت ولا أرض ولا بيت، لكنه يملك قلبا يفيض رحمة على الضعفاء، ولا يخلو من جرأة على المستبدين.

ومنذ ذلك الحين لم يخرج أبو المكارم من ذاكرة المصريين، ولا خرج صلاح السعدني من بيوتهم. وظل يدهشهم ويضحكهم ويبكيهم، حتى كبر وأصبح "عمدة" قرية ميت أبو غانم، الفلاح الجبار الذي يدفعه جموحه إلى تحدي الكبار والترشح للبرلمان والزواج من نازك هانم السلحدار في "ليالي الحلمية".

"أرابيسك" الضحك والدموع

حجز السعدني مكانه بين الكبار مبكرا، وتربع على قمة الدراما التلفزيونية مرارا لما يتمتع به من قدرة على تجسيد الملامح النفسية لمختلف الشخصيات، ولتحاشيه النمطية والتكرار، ورهانه على المحتوى الهادف. إلى جانب موهبته الكبيرة في تقديم التراجيدي والكوميدي.

فقد شارك في السينما والمسرح والتلفزيون بأدوار رئيسية وأخرى ثانوية هامة بما يقرب من 65 فيلما، و40 مسرحية، وأكثر من 100 عمل تلفزيوني، شكلت لوحة من الأرابيسك يتعاشق فيها الضحك والبكاء.

من "الواد علواني" الفلاح المسحوق في فيلم "الأرض" 1970، إلى الجندي مسعد في "أغنية على الممر" 1973، ورؤوف في "الرصاصة لا تزال في جيبي" 1974، والشاب الواعد حمدي في "شقة في وسط البلد" 1975، وجلال في "حكمتك يا رب" 1976، وسعيد أبو الهدى الضابط المفتري في "ملف في الآداب" 1985، وسمير الشاب المُفترى عليه في "طائر الليل الحزين" 1977، وهشام في "الأشقياء"، و د. محيي في "الشيطان يغني" 1984، والأب المطحون في "المراكبي 1995، وعزوز عبد التواب في "كونشرتو درب سعادة" 1998، وغيرها كثير.

أيضا رأيناه على المسرح في شخصية الأمير المفلس في "اثنين في قفة"، والموظف المطحون الذي وقع في فخ الإدمان في "الدخان" 1991. واللص المحتال في "البحر بيضحك ليه؟" 1990.

كما تألق في شخصيتي الصعلوك الفقير والحاكم الطاغية في "الملك هو الملك"، والصحفي الذي يسعى لكشف الفساد بإحدى المؤسسات في "حالة طوارئ" 1988. والحلاق الذي قبل العمل في معسكرات الإنجليز إرضاء للفتاة التي يحبها في "زقاق المدق" 1984. والضابط الذي يرتبط عاطفيا بفتاة نزيلة إحدى الملاجئ في "الدنيا مزيكا" 1976.

وشاهدناه كذلك في دور الإنسان الشريف الذي ينتكس ويتخلى عن مبادئه في "نحن لا نحب الكوسة" 1975. والشاب الذي يتطلع للحرية والانطلاق في "الجيل الطالع" 1971. والأمير في مسرحية "الملوك يدخلون القرية" 1970، وهي أول بطولة مسرحية مطلقة بالنسبة له. والعاشق في "ابتسامة بمليون دولار" 1970. والجندي الذي يحارب لإزالة آثار نكسة 1967 في "أغنية على الممر" 1968، والشاب المستهتر الذي ينضج ويتحول لمناضل وطني في مسرحية "حارة السقا" 1966. بالإضافة إلى كثير من الشخصيات المتنوعة في حوالي 25 مسرحية أخرى.

أما في التلفزيون فبعد بداياته في "الضحية"، و"الساقية"، و"الرحيل"، تألق في رائعة "لا تطفئ الشمس" 1965، وحقق بعدها نجاحا مدويا بصحبة صديق عمره الفنان نور الشريف في "القاهرة والناس"، و"عادات وتقاليد" 1972. ليسرع الخطى نحو مزيد من النجاح في "الشوارع الخلفية"، و"أبنائي الأعزاء شكرا" 1979، و"صيام صيام" 1980، و"لسه بحلم بيوم" 1981. ثم "بين القصرين" 1987، و"قصر الشوق" 1988. ليصل بنا إلى "شارع المواردي" في جزءين (1990 و1995)، و"أرابيسك" 1994. ثم "حلم الجنوبي" 1997، وسنوات "الشقاء والحب" 1998.

حتى تربع على عرش الدراما التلفزيونية العربية بأيقونتها الأسطورية "ليالي الحلمية"، أبرز دراما مصرية كتبها أسامة أنور عكاشة وأخرجها إسماعيل عبد الحافظ، لتصور التاريخ المصري من الحقبة الملكية إلى مطلع التسعينيات، في عدّة أجزاء (من 1987 إلى 1995). والتي مثلت علامة فارقة في الأداء التمثيلي لشخصية "سليمان غانم" العمدة الذي لا يوقفه شيء، ولا يسلم من لسانه ولا يده أحدا. حتى كاد يتفوق على رمز "العُمودية" التقليدي في السينما المصرية، الفنان صلاح منصور.

أيضا في مسلسل "أوراق مصرية" المكون من 3 أجزاء (1998، 2002، 2004)، تحكي الأحداث السياسية في مصر بداية من عهد الملك فؤاد، مرورا بالملك فاروق وأحداث الحرب العالمية الأولى وحركة المقاومة الشعبية ضد المستعمر البريطاني حتى وفاة عبد الناصر، فقد أبدع فيها صلاح السعدني مع ما يزيد عن 350 ممثل وممثلة. قبل أن يبهرنا بـ"رجل في زمن العولمة" (جزءين 2002، 2003)، ثم "الناس في كفر عسكر" 2003، و"للثروة حسابات أخرى" 2005. وأخيرا، بشخصية تاجر المخدرات الذي فقد نجله وحفيده في "الباطنية" 2009.

لم يكن النجم المتفرد صلاح السعدني يعلم -وهو منهمك في تصوير مسلسل "القاصرات" 2013- أن هذا سيكون آخر أعماله الدرامية الرمضانية، بعد 5 عقود من التألق غير القابل للمنافسة. لكن المرض أبى إلا أن يوصله إلى خط النهاية مبكرا، كما بدأ من نقطة البداية مبكرا أيضا، ويحرم جمهوره العريض من إطلالته المشاغبة المبهجة.

المصدر الجزيرة

 

الجزيرة نت القطرية في

19.04.2024

 
 
 
 
 

صلاح السعدنى.. بصمة وطلة وحضور لا يعرف الغياب!

طارق الشناوي

أتم قبل ساعات الفنان الكبير صلاح السعدنى رحلته فى الحياة، لينعم بحياة أخرى، لا يوجد فيها أحقاد ولا شائعات، اختار السعدنى فى سنواته الأخيرة أن يطل علينا من بعيد لبعيد، مكتفيًا بأن يتأمل الحياة، بعد أن كان هو بطل الحياة.

واكب الحضور الطاغى لصلاح السعدنى فى حياتنا، تواجد جهاز التليفزيون فى البيت المصرى، وكانت الدولة حريصة على أن تقتنيه الطبقة المتوسطة، من خلال نظام الأقساط الذى كانت تطرحه فى العديد من الشركات، حتى تصل الرسالة لأكبر شريحة للمصريين.

السعدنى يعتبر فى هذا المجال من البنائين، بالمعنى الأدبى والحرفى، لكلمة بنائين، هؤلاء البناءون كانوا يصعدون إلى الاستديو عن طريق سقالات خشبية، لأن مبنى ماسبيرو الذى افتتح رسميًّا 21 يوليو 1960، كان فى سنوات البث البرامجى الأولى لا يزال تحت الإنشاء، ويحتاج إلى لياقة بدنية فائقة لمجرد الدخول للاستديو، ناهيك عن ذاكرة حديدية للحفظ، وأيضًا السرعة فى تغيير الملابس من مشهد إلى آخر، مع امتلاك سرعة بديهة وموهبة استثنائية للتغلب على أى هفوة فى التصوير أو الأداء، صلاح كان مؤهلًا ذهنيًّا وبدنيًّا لكل ذلك.

لم نكن وقتها نتعامل بفن المونتاج، لم يكن كتقنية يتم استخدامه، وفى حالة الخطأ يتم إعادة المشهد كاملًا، قال لى صلاح السعدنى: كل المخرجين القدامى كانوا يحرصون على أن تتوجه واحدة من الكاميرات الثلاث التى كانوا يصورون بها المشهد، إلى أعلى خاصة فى المسلسلات التى تجرى أحداثها فى الريف، وهناك نافذة، فى الديكور، قد تطيل تلك اللقطة، لو كان الدافع لها هو إصلاح خطأ أو تغيير ملابس أو إضافة قطعة من الديكور، ويعتقد المتفرج أن المخرج يقصد أن هناك شيئًا قادمًا من النافذة، ولا يأتى أى شىء عادة من النافذة.

ما حققه السعدنى فى بداية انطلاقه، مطلع الستينيات، لم يحظ به فنان آخر، صارت مصر كلها سرادق عزاء عند عرض مسلسل «لا تطفئ الشمس» إخراج نور الدمرداش عام 1965، والذى أعيد تقديمه قبل نحو 7 سنوات، برؤية محمد شاكر خضير، عندما رحل صلاح السعدنى ضمن أحداث المسلسل الأول، من فرط حب الجمهور لصلاح، أصبح ابنًا للبيت المصرى، وكان الحزن عليه عميقًا، بعد أن مس قلوب الناس، وخرجت الصحف فى صباح اليوم التالى وهى تعزى المصريين وتنقل ما حدث لهم.

كانت شركات الإنتاج تنتظره ليصبح هو فتى الشاشة القادم سابقًا الجميع، تفاصيل عديدة تداخلت لتبعده عن الصدارة السينمائية، ليتوافق مع مكانته كنجم تليفزيونى، إلا أنه بعد دورة سليمان الغانم نهاية الثمانينيات، فى «ليالى الحلمية» أصبح بعدها هو عمدة الدراما التليفزيونية وبلا منازع.

حكى لى صلاح السعدنى أن المخرج الراحل عاطف الطيب، وكان أكثر أبناء جيله إيمانًا بموهبة صلاح، أشركه فى بطولة فيلم «ملف فى الآداب»، ومن بين الأفلام التى رشح لها «الهروب» إخراج عاطف الطيب، قرأ صلاح السيناريو وكان سعيدًا به، خاصة أنه أول من قدم أحمد زكى هو وسعيد صالح للمنتج سمير خفاجة ليسند له أول أدواره فى «هالو شلبى»، كما أنه أقصد صلاح عندما اعتذر عن عدم المشاركة فى بطولة مسرحية «مدرسة المشاغبين»، رشح كبديل له أحمد زكى فى دور «أحمد الشاعر»، حيث كان صلاح وقتها يجرى بروفات بطولة مسرحية عالمية للمسرح القومى وضحك صلاح قائلًا لى: «لا أحد الآن يتذكر تلك المسرحية بمن فيهم أنا، بينما (المشاغبين) دخلت التاريخ».

وعندما سألته: لماذا اعتذر عن فيلم «الهروب» إخراج عاطف الطيب؟ أجابنى: تدخل أحمد زكى وطلب إعادة كتابة السيناريو، وعندما قرأته لم أجد نفسى فى الدور، الذى لعبه بعد ذلك عبدالعزيز مخيون. صلاح أحد كبار الحكائين فى عالمنا العربى، أخذ هذه الصفة من شقيقه الكاتب الكبير «محمود السعدنى»، عدت لأرشيفى، لأجد أمامى حوارًا أتصوره الأطول لصلاح أجريته معه قبل نحو 15 عامًا، فى هذه المساحة طبعًا من المستحيل أن أنقله لكم، ولكن لا بأس أن نأخذ بعض الشذرات. تستطيع ببساطة أن ترى فى ثنايا آرائه توجه «صلاح» الناصرى الذى لم يغادره أبدًا، ومهما كانت هناك انتقادات لزمن عبد الناصر، وما عايشناه من كبت للحريات، هو شخصيًّا عانى منه، إلا أن كل ذلك لم يؤثر أبدًا على توجه صلاح السياسى.

لا يخجل أبدًا من ذكر سنوات المعاناة، ذكر لى مثلًا أنه استعار قميصًا، لأنه ليس لديه واحد جديد وعلى الموضة، ليرتديه وهو ذاهب للتليفزيون للقاء أحد المخرجين، وأنقذت الموقف الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشى وأعارته قميص أحد أشقائها، قناعته الراسخة بأن أعمدة التليفزيون الكبار فى الإخراج هم نور الدمرداش ومحمد فاضل ويحيى العلمى وإسماعيل عبدالحافظ وإبراهيم الصحن، والكتاب الكبار وحيد حامد وأسامة أنور عكاشة ومحفوظ عبدالرحمن، والمبدعون فى التمثيل سناء جميل وسعاد حسنى ومحسنة توفيق وعادل إمام وأحمد زكى والضيف أحمد وسهير البابلى، وشريهان، ولكن ما حققه عادل إمام من نجاح لم يصل إليه أحد سواء يوسف وهبى أو نجيب الريحانى أو إسماعيل يس أو فريد شوقى.

عادل هو صديق العمر وظل بالنسبة له صديق العمر، بعد أن تعارفا فى كلية الزراعة، حيث كان عادل يسبقه بعامين أو ثلاثة، واجتمعا فى فريق التمثيل، وحمل هو الراية بعد تخرج عادل إمام.

سألته عما يجرى فى الدراما بعد الانتشار الفضائى، قال لى: «ده اسمه (قانون البقالة)، المسألة ليست فلوس فقط، الكل صار خاضعًا للنجم بسبب الإعلانات، قبل بداية الفضائيات كنا أدمنا العبقرية التى أنجزها أسامة عكاشة وإسماعيل عبدالحافظ (ليالى الحلمية) وكان يحيى العلمى أنجز مع صالح مرسى ثلاثية «رأفت الهجان» العظيمة.. وهذه الأعمال هى الأعلى قامة وقيمة فى تاريخ التليفزيون فى الأمة العربية».

سألته عن الموقف الذى أغضبه فى حياته وحفر جرحًا غائرًا؟ قال لى: «ليس جرحًا ولكن معنى ظل معى حتى الآن، وكثيرًا ما أتأمله، وهو أننا جميعًا ندفع الثمن، وعلينا ألا نغضب عندما يحين وقت دفع الحساب»، وأضاف: «حذفوا اسمى من تترات فيلم (الأرض) لأنهم كانوا غاضبين من شقيقى الكبير محمود السعدنى»، وتابع أن محمود السعدنى كان يشعر بأنه قد تسبب فى إلحاق الضرر به، بينما صلاح كان دائمًا فخورًا بأنه شقيق محمود السعدنى، ولم يشعر ولو للحظة واحدة أنه يعاقب أدبيًّا بسبب شقيقه، حيث إنهم وضعوه فى القائمة السوداء فى بداية زمن أنور السادات، وكان من المستحيل ترشيحه لأى عمل فنى، استعان به سمير خفاجة فقط فى العمل كإدارى فى فرقة «الفنانين المتحدين»، حتى يوفر له راتبًا يعيش به، بينما صلاح لا يكره شيئًا فى الدنيا قدر كراهيته للإدارة.

سألته: كيف تختار أعمالك؟ أجابنى: أقرأ 30 مسلسلًا لأختار واحدًا، ورغم ذلك كثيرًا ما أضطر لإعادة كتابة دورى بنفسى.

وأضاف: «نحن أمة عربية واحدة، نعم أنا مصرى لكن جمهورى هو الأمة العربية، مصر بابها مفتوح لكل الناس، يا رب العرب كلهم وجميع الممثلين والمخرجين العرب يشتغلوا هنا فى مصر، اللى يخاف من تواجد الفنان العربى يُضرب بالرصاص».

لم يبق لنا من بقايا الوحدة العربية سوى اتحاد المحامين العرب، اتحاد الصحفيين العرب، اتحاد الفنانين العرب، اتحاد بياعين الطرشى العرب، اتحاد الخايبين العرب!.

صلاح السعدنى يجرى فى دمائه جينات أصيلة، يحركه أساسًا الموقف الفكرى الذى يتبناه العمل قبل أن يوقع على المشاركه فيه.

لم تنته رحلة صلاح على الدنيا بسنواته الواحدة والثمانين، إنها رحلة ممتدة بعطائه القادر على اختراق كل الحواجز حتى حاجز الموت!.

 

المصري اليوم في

20.04.2024

 
 
 
 
 

انهيار نجله أحمد وانفعال مني زكي وهنا الزاهد..

أبرز مشاهد جنازة صلاح السعدني (صور)

كتب: عبد الله خالد

رحل عن عالمنا الفنان صلاح السعدني في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة 19 أبريل، عن عمرًا يناهز الـ81 عامًا بعد صراع مع المرض، وأُقيمت جنازته في مسجد الشرطة بالشيخ زايد عقب صلاة العصر اليوم.

ترصد المصري اليوم أهم اللقطات التي حدثت في الجنازة

رامي إمام يطمئن الجمهور على صحة الزعيم عادل إمام

حضر المخرج رامي إمام، جنازة الفنان الراحل صلاح السعدني، وعند سؤاله عن الحالة الصحية لوالده الزعيم عادل إمام، قال: «الحمدلله».

عائلة سمير غانم حاضره في جنازة الراحل صلاح السعدني

حضر الإعلامي رامي رضوان، برفقة زوجته الفنانة دنيا سمير غانم، جنازة الفنان الراحل صلاح السعدني.

حضور أبطال مسرح مصر جنازة صلاح السعدني

حضر كلًا من الفنان على ربيع ومحمد عبدالرحمن «توتا» ومحمد أسامة أوس أوس، جنازة الفنان الراحل صلاح السعدني.

الظهور الأول للفنان سامح الصريطي بعد أزمته الصحية الأخيرة

حرص الفنان سامح الصريطي، على حضور جنازة الفنان صلاح السعدني، بعد تعرضه الأيام الماضية لأزمة صحية شديدة نُقل على أثرها المستشفي.

حضور محمود الخطيب جنازة الفنان الراحل صلاح السعدني

حضر الكابتن محمود الخطيب رئيس النادي الأهلي، الفنان الراحل صلاح السعدني.

انفعال هنا الزاهد ومني زكي في جنازة الفنان الراحل صلاح السعدني

انفعلت كلًا من الفناناتين مني زكي وهنا الزاهد، خلال جنازة الفنان الراحل صلاح السعدني بسبب اجتماع المصورين حولهما.

 

####

 

ماجدة موريس ناعيه صلاح السعدني:

«وداعا حسن آرابيسك لن ننساه»

كتب: إيمان عليعلوي أبو العلا

حرصت الناقدة الفنية ماجدة موريس، على نعى الفنان صلاح السعدني، الذي رحل عن عالمنا ماء الجمعة الماضية 19 أبريل.

ماجدة موريس صلاح السعدني «كاريزما لا تقهر»

وكتبت «موريس» عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الإجتماعى «فيس بوك»: «لم نري له اعمالا جد.يدة منذ سنوات.. لكننا لم نتوقف أبدا عن رؤيته والاستمتاع بأعمال مبهرة قدمها لنا في سنوات سابقة واصبحت جزء من ذاكرتنا الجميلة نسعي اليها كلما عرضت ..وفي أي قناة ..صلاح السعدني كان داثما واحد ممن أراهن عليهم في مواسم رمضان الدرامية.. وفي غيرها».

وأضاف: «كاريزما لا تقهر مهما كان الدور والشخصية التي يقدمها ..وآخرها كان(حسن )آرابيسك الذي عرض على شاشتين في نفس الوقت ..وداعا حسن آرابيسك ..وداعا صلاح السعدني الذي لن ننساه أبدا».

نجوم الفن والإعلام والرياضة في جنازة صلاح السعدني

وشُيعت اليوم جنازة الفنان صلاح السعدني من مسجد الشرطة بالشيخ زايد، وحرص عدد كبير من نجوم الفن والإعلام والرياضة من أجيال مختلفة على حضور الجنازة، ومن بينهم: محمود الخطيب، إنجي على، أحمد حلمي، منى زكي، محمد عادل إمام، رامي عادل إمام، سليمان عيد، صلاح عبدلله، ريهام عبدالغفور، أحمد السقا، أحمد رزق، أشرف زكي، هنا الزاهد، والمنتج تامر حبيب، رامي رضوان، ودنيا سمير غانم، هنادي مهنا، وأوس أوس، محمد رياض، عمرو محمود ياسين، كريم محمود عبدالعزيز، ومحمد محمود عبدالعزيز، مجدي كامل، وفاء عامر، سامح الصريطي، أوس أوس، عبدالرحمن توتا، حمزة العيلي.

 

####

 

نبيل الحلفاوي متأثرًا بوفاة صديقه الفنان صلاح السعدني:

«اليوم ودعت جزءًا كبيرًا وجميلًا وعزيزًا من عمري»

كتب: أمنية فوزي

ودع الفنان نبيل الحلفاوي صديقه الفنان الكبير صلاح السعدني الذي رحل عن عالمنا صباح الجمعة عن عمر يناهز 81 عامًا.

نبيل الحلفاوي وصلاح السعدني

ونشر «الحلفاوي» صورة أرشيفية للراحل صلاح السعدني عبر حسابه الرسمي على تطبيق «X» ونعاه برسالة مؤثرة قائلا: «اليوم ودعت جزءًا كبيرًا وجميلًا وعزيزًا من عمري، العمر يتآكل إن طال بنا العمر».

وفاة صلاح السعدني

وشيع جثمان الراحل صلاح السعدني مساء أمس من مسجد الشرطة بمدينة الشيخ زايد وسط حضور عدد كبير من نجوم الفن والإعلام الذين حرصوا على الحضور وتقديم واجب العزاء ووداعه لمثواه الأخير.

 

####

 

بصور قديمة.. شيريهان تنعي الفنان الراحل صلاح السعدني

كتب: أمنية فوزي

نعت الفنانة شريهان وفاة الراحل صلاح السعدني، الذي وافته المنية صباح أمس الجمعة عن عمر ناهز 81 عاما، بعد صراع طويل مع المرض.

شيريهان تنعي صلاح السعدني

وشاركت «شريهان» صورا تذكارية لها برفقة الفنان الراحل صلاح السعدني عبر حسابها الرسمي على انستجرام، وعلقت قائلة: «بسم الله الرحمن الرحيم (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي). صدق الله العظيم، يا رب الجنّة، وبراد الجنّة، ولباس الجنّة وطعام الجنّة، وشراب الجنّة، وبيوت الجنّة، وضياء الجنّة، وصحبة الجنّة، ورؤية خالق الجنّة».

وأضافت شريهان: «إنّا لله وإنّا إليهِ رَاجعُون في قامَةٌ وقيمة فنّيَّة مصريّة محترمة، كبيرة وعظيمة، صلاح السعدني وخالص عزائي إلى أسرته الكريمة.. البقاء لله».

وفاة الفنان صلاح السعدني

جدير بالذكر أن أسرة الفنان الراحل صلاح السعدني، تتلقى عزاء فقيدهم يوم الأحد المقبل في مسجد الشرطة بالشيخ زايد عقب صلاة المغرب.

 

####

 

دقيقة حداد على روح صلاح السعدني في عرض يوم عاصم جدا (صور)

مخرج العرض: فقدنا قيمة فنية كبيرة ستظل أعماله خالدة

كتب: هالة نور

شهد العرض المسرحي «يوم عاصم جدا»، أمس، الوقوف دقيقة حدادا على روح الفنان القدير صلاح السعدني، والذي رحل بعد مسيرة طويلة من العطاء، وذلك خلال تقديم فرقة المسرح الكوميدي والفنانين العرض، وكذلك الحضور من الجمهور.

من جانبه، أوضح مخرج العرض عمرو حسان، أن خلال تقديم العرض تم الوقوف دقيقة حداد على روح الفنان القدير صلاح السعدني.

وأضاف المخرج في تصريحات خاصة لـ «المصري اليوم»، أننا فقدنا قيمة فنية كبيرة تركت لنا تاريخ كبير من الأعمال الفنية التي ستظل خالدة، وداعا عمدة الدراما المصرية الفنان صلاح السعدني.

وحول العرض أشار المخرج عمرو حسان، أنه مستمر بنجاح على مسرح السلام، محققا إيرادات كبيرة خلال عيد الفطر المبارك.

يأتي العرض تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، والمخرج خالد جلال، رئيس البيت الفني للمسرح، والفنان ياسر الطوبجي، مدير فرقة المسرح الكوميدي، والفنان محسن منصور، مدير فرقة المسرح الحديث.

«يوم عاصم جدا» يتناول تأثير «السوشيال ميديا» على المجتمع حول شخصية «عاصم السرياقوسي» الذي يعيش مع أحفاده، مما يترتب عليه الكثير من الأحداث مع فارق الزمن بين الجد والأحفاد بشكل كوميدي فانتازي.

«يوم عاصم جدا» من بطولة مصطفى منصور، هايدي رفعت، مجدي البحيري، كتابة وأشعار أيمن النمر، مخرج منفذ نور سمير، فكرة وإخراج عمرو حسان.

 

####

 

في حوار سابق.. صلاح السعدني يكشف كيف أنقذه عادل إمام من الاعتقال (فيديو)

كتب: أمنية فوزي

حكى الفنان صلاح السعدني في لقاء سابق، مع الكاتب الراحل مفيد فوزي، أن الزعيم عادل إمام، أنقذه من السجن والاعتقال، وذلك من خلال نصيحة الزعيم له، بالدخول إلى عالم الفن، والابتعاد عن السياسة، حيث رأى الزعيم في السعدني أنه فنان موهوب منذ الوهلة الأولى، لذلك كان يصطحبه معه إلى المسرح، وينصحه بالمشاركة في الأعمال الفنية، حتى تمكن من إقناعه يومًا، وعرف السعدني طريقه، ودخل عالم الفن.

صلاح السعدني عن عاد إمام

وقال «السعدني» في لقائه مع مفيد فوزي: «الحقيقة التي لا يمكن إنكارها أنه لولا عادل إمام، ربما كنت حاليًا في السجن أو زعيمًا سياسيًا.. لا أعلم.. ولكن الغالب أنني كنت سأكون في السجن».

وعندما دخل مجال التمثيل لم يلبث كثيرًا، إلا وأن تم اعتقال شقيقه الكاتب الساخر محمود السعدني، ووقتها أجبرت السلطات المصرية صلاح السعدني على عدم التمثيل، فالتزم بيته لمدة عامين.

في هذه الفترة، حاول عادل إمام أن ينقذه كما كان بجانبه من البداية، فرشحه لمسرحية مدرسة المشاغبين، لكن حتى هذه المحاولة لم تنجح، وانتقل الدور لأحمد زكي.

بدايات العمدة صلاح السعدني

يذكر أن الراحل صلاح السعدني ولد في أكتوبر 1943، وهو حاصل على شهادة بكالوريوس زراعة، وهو من أصول ريفية، وبالتحديد من محافظة المنوفية، كما أنه شقيق الكاتب الصحفى الساخر محمود السعدني، ودخل الراحل المجال الفني مع زميل الدراسة الفنان عادل إمام، ومثلا سويًا بمسرح الكلية، ثم عمل في العديد من الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية والمسرح.

وقدم في بداياته أدوارا صغيرة على المسرح وواكب انطلاق التلفزيون في مصر فشارك في مسلسلات (الضحية) و(الرحيل) و(لا تطفئ الشمس) و(القاهرة والناس) واستمر لاحقا في تقديم المسلسلات التي شكلت الجزء الأبرز من رصيده الفني.

صلاح السعدني

واستمر نجاحه التلفزيوني في حقبتي السبعينيات والثمانينيات بمسلسلات (أم العروسة)، و(قطار منتصف الليل)، و(أبنائي الأعزاء.. شكرًا)، و(الزوجة أول من يعلم)، لكن يظل مسلسل (ليالي الحلمية) بأجزائه المتتالية للمؤلف أسامة أنور عكاشة والمخرج إسماعيل عبدالحافظ هو أيقونة مشواره الفني، إذ قدم فيه دور «العمدة سليمان غانم» ليطلق عليه النقاد لاحقا لقب «عمدة الدراما المصرية».

 

####

 

رامي إمام ناعيًا الراحل صلاح السعدني:

«فقدنا قامة وقيمة كبيرة في مصر والعالم العربي»

كتب: أمنية فوزي

نعي المخرج رامي إمام، الفنان الكبير صلاح السعدني الذي رحل عن عالمنا صباح أمس، الجمعة 19 أبريل 2024، بعد صراع مع المرض.

رامي إمام ينعي صلاح السعدني

وكتب رامي إمام، عبر حسابه على«إنستجرام»، رسالة ودع بها «السعدني»، قائلًا: «يا عم صلاح.. هتوحشنا أوي.. البقاء لله الفنان الكبير صلاح السعدني.. فقدنا قامة وقيمة كبيرة في مصر والعالم العربي.. ربنا يرحمه ويغفرله ويدخله فسيح جناته ويصبر الاسرة الكريمة ويصبرنا».

ميلاد صلاح السعدني

يُذكر أن صلاح السعدني من مواليد 23 أكتوبر 1943 وحصل على بكالوريوس زراعة، وهو صديق الفنان عادل إمام، حيث تخرج معه وعمل معه في مسرح الكلية، وهو أيضًا شقيق الكاتب الساخر محمود السعدني.

وتعد أول أعماله مسلسل (الرحيل) عام 1960، وغاب عن التمثيل أربع سنوات ليعود عام 1964 في مسلسل (الضحية)، بينما في سبعينيات القرن العشرين كان نشاطه السينمائي أكثر.

وشارك في عدة أفلام منها (الأرض، الرصاصة لا تزال في جيبي، مدرستي الحسناء)، وتميز في الأعمال الدرامية بشكل ملحوظ، ومن أبرز المسلسلات التي قام ببطولتها (أرابيسك، حلم الجنوبي، ليالي الحلمية، عمارة يعقوبيان، رجل في زمن العولمة).

 

####

 

السبت 20-04-2024 14:25 | 

بطل فيلم «بوحة» يكشف عن أول رسالة تلقاها من صلاح السعدني.. ماذا قال له؟

كتب: علوي أبو العلا

رحل أمس عن عالمنا الفنان الكبير صلاح السعدني عن عمر يناهز ٨١ عاما بعد صراع مع المرض استمر لسنوات، حيث قدم آخر أعماله مسلسل «القاصرات» في عام 2013.

ونعى الفنان هشام المليجي الراحل صلاح السعدني مؤكدا أنه مدرسة إنسانية وفنية خاصة جدا.

وقال هشام المليجي عبر «فيس بوك»: «اتصل بي بعد فيلم بوحة بدون سابق تعارف أو عمل معه أو صدفة جمعتنا وقال لي يا ابني شايفك بتحاول تمثل وسام وشهادة من مدرسة إنسانية وفنية خاصة جدا، صلاح السعدني بلغ حبي وسلامي للجدعان».

يذكر أن جنازة الراحل صلاح السعدني شيعت أمس من مسجد الشرطة بالشيخ زايد وستتم إقامة العزاء الأحد في نفس المسجد عقب صلاة المغرب.

 

####

 

«إنقاذ موقف».. كيف دخل صلاح السعدني إلى عالم التمثيل؟

كتب: علي الشوكي

حكى الكاتب الصحفى أكرم السعدني، نجل شقيق الفنان الراحل صلاح السعدني ونجل الكاتب الساخر محمود السعدني، عن سبب دخول الراحل صلاح السعدني إلى بوابة التمثيل، وذلك حينما غاب أحد الممثلين في الرواية المسرحية التي كتبها الراحل الساخر محمود السعدني بعنوان «عزبة بنايوتي»، وكانت من إخراج الراحل عبدالرحمن الخميسي على أحد مسارح القاهرة، وكان وقتها الراحل صلاح السعدني في المرحلة الثانوية، وكان يعشق التمثيل ويذهب مع شقيقه كل يوم لحضور بروفات مسرحية «عزبة بنايوتي» مع الممثلين وحفظ المسرحية عن ظهر قلب.

ويحكى أكرم السعدنى في قناته على اليوتيوب «سعدنيات» التي يؤرخ فيها لحياة والده محمود السعدنى، أن أحد الممثلين غاب عن حضور المسرحية لعذر ما وكانت قد قد بدأت المسرحية عروضها ووجد عبدالرحمن الخميسى أنه هناك موقف محرج للمسرحية يمكن أن يتوقف عرضها بسبب غيابه ولا بديل عن وقف المسرحية إلا أن يكون هناك من يحفظ الدور ووجد الشاب وقتها صلاح السعدنى فرصة في التمثيل بديلا عن الفنان الراحل أبوالفتوح عمارة الذي غاب عن العرض، وكان قد أذهل الجميع بحفظه للمسرحية كلها بكل أدوارها، وأكد الشاب صلاح السعدنى وقتها للراحل عبدالرحمن الخميسى أنه يستطيع القيام بدور أبوالفتوح عمارة وليس فقط الدور ولكنه أدهشه بحفظه لحركة الممثل أيضا على خشبة المسرح فقام بإعطائه الدور لإنقاذ الموقف.

ويكمل الكاتب الصحفى أكرم السعدنى حكايته قائلا إن الراحل عبدالرحمن الخميسى فوجىء بآداء عبقرى للفنان الراحل صلاح السعدنى أبهره مما جعله يطلب من شقيقه الأكبر ومؤلق الرواية المسرحية «محمود السعدنى» أن يترك شقيقه صلاح يستمر في آداء دور أبوالفتوح عمارة نظرا لبرلاعته في تمثيل دور الممثل الغائب لكن وجد رفض شديد من من الكاتب الساخر محمود السعدنى أن يقوم شقيقه بالتمثيل وقتها لإن التمثيل سليهيه عن استكمال دراسته.

وعن رحلة صلاح السعدنى في عالم التمثيل، يحكى نجل شقيقه «أكرم» أن الراحل بدأ عالم التمثيل في مدرسة السعيدية الثانوية وأكمل حبه للمسرح في كلية الزراعة بعد أن تعرف على الفنان عادل إمام والراحل سعيد صالح وكونوا صداقة فنية امتدت سنينا.

يذكر أن الفنان صلاح السعدنى توفى صباح الجمعة بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز الواحد والثمانون من عمره تاركا كم كبير من الأعمال الدرامية في المسرح والسينما والتلفزيون تظل باقية في ذاكرة كل من أحب الراحل صلاح السعدنى.

 

####

 

دقيقة حداد على روح صلاح السعدني

فى مهرجان «بؤرة» لمسرح المدرج بجامعة دمنهور

كتب: حمدي قاسم

بدأ مهرجان بؤرة المسرحي لمسرح المدرج في جامعة دمنهور، فاعلياته اليوم بالوقوف دقيقة حداد على روح الفنان صلاح السعدني الذي رحل عن عالمنا أمس الجمعة 19 أبريل.

ويذكر أن بداياته الفنان الراحل صلاح السعدني الفنية في المسرح الجامعي، وبدأ مهرجان بؤرة لمسرح المدرج تحت رعاية الدكتور إلهامي ترابيس، رئيس جامعة دمنهور، السبت 20 أبريل 2024، ويستمر حتى يوم 24 أبريل، وبحضور أساتذة ووكلاء الكليات وأعضاء هيئة التدريس وطلاب الجامعة فعاليات المهرجان بالوقوف دقيقة حداد على روح الفنان صلاح السعدني الذي رحل عن عالمنا أمس وكانت بداياته في المسرح الجامعي.

وقدمت الطالبة شاهندا عبدالحميد سيف الدين والطالب محمد محسن، نبذه عن تاريخ الفنان الراحل صلاح السعدني وبداياته في المسرح الجامعي مع كثير من الفنانين الكبار وأعماله التي كان لها أثر كبير في وجدان المشاهد المصري والعربي وأهمها شخصية العمدة سليمان غانم، والتى كانت سببًا في إطلاق عليه اسم العمدة.

وشدد الدكتور محمد العشري مدير عام الإدارة العامة لرعاية الطلاب بالجامعة على أهمية المهرجان في تنمية المواهب وصقل خبرات الطلاب وخلق طالب سوي يتفاعل مع المجتمع وينمي خبراته ومواهبه.

ورحب الدكتور السيد ابراهيم، عميد كلية العلوم، بضيوف المهرجان الذي تنظمه الجامعة في كلية العلوم بحضور قامات علمية وثقافية وفنية .

وأكد الدكتور ماجد شعلة، نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، على أهمية المزج بين النشاط الطلابي والعملية التعليمية مشيرًا إلى أن المهرجان في دورته الاولي يأتي بعد المهرجان الرياضي الضخم وعددا من الأنشطة الطلابية الرياضية والثقافية والجوالة يختتمها النشاط الفني بعروضه ومواهبه مشيدًا بالتمثيل الكبير للكليات والتنظيم الجيد خلال المهرجان.

وبدأت فعاليات المهرجان السبت بورشة الاخراج للفنان المخرج محمد البياع باشراف الدكتورة تيسير ابو شادي، منسق محور الورش بالمهرجان ثم عرضًا مسرحيًا بعنوان «احمر على بويا وامي بطيخ» لطلاب كلية الزراعة، وهو من تأليف وإخراج احمد الحرفة، ثم العرض المسرحي «تماثيل بتتحرك» لطلاب كلية الآداب تأليف إيهاب يونس وإخراج عبدالله الحكيم .

وتتكون لجنة التحكيم من الفنان محمد البياع، رئيسا للجنة وعضوية المخرج والشاعر سامح رخا والمخرج والممثل محمد الحداد، ويشهد المهرجات تقديم 3 ورش أخرى خلال الأيام القادمة وهي ورشة التمثيل للفنان أحمد القسطاوي يوم الأحد 21 ابريل وورشة النقد المسرحي للدكتور بهلول سالم، أستاذ الأدب والنقد، وكيل كلية التربية لشؤون التعليم والطلاب يوم الثلاثاء 23 ابريل، ورشة التاليف المسرحي للدكتور طارق عمار الكاتب والناقد المسرحي يوم الأربعاء 24 ابريل.

ويتضمن جدول جدول عروض مسرحيات مهرجان بؤرة في جامعة دمنهور يوم الأحد 21 أبريل، عرض «في انتظار الحقيقية» عن نص غرفة بلا نوافذ ليوسف عز الدين عيسي، ويقدمه طلاب كلية الآداب وهو من إخراج محمد ناصف، ويليه عرض «حلمي ليلة صيف» عن نص مرة واحد حلمي، تأليف أحمد القسطاوى ويقدمه طلاب كلية التجارة وهو من إخراج حسن الشاعر.

ويوم الثلاثاء 23ابريل العرض المسرحي «سلم طالع الشمس» تأليف ابراهيم الحسيني، وتقدمه كلية التربية إخراج مهند أبوالسعد، ويليه مسرحية «القطة العميا» تأليف سامح عثمان وتقدمها كلية التربية للطفولة المبكرة وهو من إخراج ثريا نعيم.

ويوم الأربعاء 24 ابريل، مسرحية «مرة واحد حلمي» تأليف أحمد القسطاوى، ويقدمه طلاب كلية الآداب وهو إخراج ايمن رزق، يليه عرض «نزهة في الجليد» وهو من تأليف لي بليسينج وتقدمه كلية الطب البيطري إخراج عبدالرحمن عصام، وتختم العروض بمسرحية «فن إيه» عن نص مسرحية بابا تأليف شريف صلاح الدين وتقدمه كلية العلوم، وهو من إخراج مصطفي كفافي.

 

المصري اليوم في

20.04.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004