ملفات خاصة

 
 
 

خيري بشارة مُكرّماً في "مالمو": صانع مرايا ذاتٍ وبيئة واجتماع

نديم جرجوره

مالمو للسينما العربية

الدورة الـ 14

   
 
 
 
 
 
 

إظهارالملخص

أنْ يُكرَّم خيري بشارة مراراً، في فترات غير متباعدة كثيراً، يعني أنّ حضورَ السينمائي المصري في المشهد العربي فاعلٌ، رغم قلّة اشتغالاته السينمائية، وغير السينمائية، في الأعوام القليلة الفائتة. فخيري بشارة (30 يونيو/حزيران 1947) مؤثّر في مسار السينما المصرية أولاً، وتأثيرات نتاجاتٍ عدّة له ماثلةٌ في السينما العربية أيضاً، بفضل أفلامٍ له، كـ"العوّامة رقم 70" (1982) و"الطوق والإسورة" (1986) و"يوم مرّ يوم حلو" (1988)، من دون تناسي تنويعات أخرى، تعاين وقائع وحالات وانفعالات، بلغةٍ تصبو إلى كشف مستور في ذاتٍ فردية أساساً، كما في بيئة اجتماعية ومكانية، كـ"حرب الفراولة" (1993) و"إشارة مرور" (1994).

تعداد أفلامه، وبينها وثائقيّات، غير نافع في مقالة، تبغي تحيةً لمخرج ـ له رواية أولى بعنوان "الكبرياء الصيني" ("دار الشروق"، القاهرة، الطبعة الأولى، 2023) ـ بمناسبة تكريمه في الدورة 14 (22 ـ 28 إبريل/نيسان 2024) لـ"مهرجان مالمو للسينما العربية"، بعد إهداء الدورة 13 (9 ـ 15 فبراير/شباط 2024) لـ"مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية" إليه.

تحيةٌ متنبّهة إلى سماتٍ تشترك أفلامٌ عدّة له بها: انغماسٌ في بنى نفسية وروحية واجتماعية لفردٍ ولجماعة، ولعلاقاتٍ بينهما؛ دفعُ فردٍ إلى بوحٍ منبثق من انفعالٍ، متأتٍّ غالباً من انكسار وقهر وشقاء، من دون فقدان رغبة عيشٍ، ومعاينة تحدّيات؛ إيجاد معنى للصورة في مقاربة تشقّقات حاصلة في نَفْسِ فردٍ وروحه واجتماعه، بجعل الصورة مرآة، حادّة (غالباً) في تعريتها، لكنْ من دون تناسي البُعد السينمائي الأساسي في كيفية التعرية، وقاسية في فضحها مخبّأ (أو أكثر) في لا وعي أحياناً، من دون أدنى تلميح إلى إدانة أو حُكم، لانشغالٍ أعمق وأهمّ وأجمل بتفاصيل تصنع الفرد وبنيانه، وتروي شيئاً من علاقاته (المرتبكة إجمالاً) بمحيطٍ، إنْ يكن المحيطُ فرداً أو جماعة، وإنْ تكن العلاقة حبّاً أو صداقةً أو أهلاً، أو ارتباطاتٍ أخرى.

في نصٍّ، له وعنه، منشور في صفحته الفيسبوكية في 19 يناير/كانون الثاني 2024، يبوح خيري بشارة بمسائل ومشاعر مرتبطة بسيرته ومهنته ومدينته وبلده. في النصّ (المكتوب بمزيج أدبٍ واعتراف، وبسلاسةٍ وعمق، وبرغبةٍ في قول ترتبط بإرادة في تأكيدٍ أو تنبيهٍ) ألمٌ، بقدر ما فيه من طاقةٍ على تحصين كلّ جميل ومفيد في حياته من أي نسيان أو تغييب. نصّ يختزل سيرةً، لكنّه يكشف تفكيراً نابعاً من اختبار ومواجهة، وفيه اشتياق إلى بلدٍ وحياة، دافعه (الاشتياق) قلقٌ إزاء راهنٍ مخيف.

هذا منبثقٌ من قراءة شخصية للنصّ، لا من تفسيرٍ له أو إسقاطات. تماماً كقراءة أول رواية ("العربي الجديد"، 10 إبريل/نيسان 2023) يكتبها إمّا بشغف من يحنّ إلى المفقود في الراهن، وإمّا بقلق المرتبك أمام راهنٍ يُراد له تغييب جمال وحيوية وغليان في زمن سابق. قولٌ كهذا غير حائل دون عيش راهنٍ، وإنْ باختلافٍ عن عيش حياة سابقة. رواية تقول تحوّلات تكاد تكون مدمِّرة، لشدّة سطوتها المؤدّية إلى إلغاء جمال زمن سابق، وحيويته وغليانه. أو ربما تقول إنّ الكلمة مطلوبة، فالصورة السينمائية عاجزةٌ، أقلّه في الفترة الآنيّة، عن أنْ تعكس شيئاً من ذات وتفكير وتأمّل، مع أنّ في الكلمة/الرواية كمّاً رائعاً من السينمائيّ/البصريّ.

روايته الأولى غير جاذبةٍ اهتماماً نقدياً تستحقّه. فيها نَفسٌ سينمائي، وهذا معتاد في الرواية، عامةً. فيها سردٌ، مبسّطٌ من دون تسطيح وسلس من دون ثرثرة، يكشف تاريخاً مرتبطاً ببلدٍ وعلاقاتٍ تتجاوز المحليّ والإقليمي. فمصر (القاهرة والإسكندرية تحديداً) مساحة تتّسع لثقافاتٍ تتحاور، ولأناسٍ يُقيمون فيها دهوراً، قبل تحوّلات تُصيبها بأعطابٍ قاتلة.

في نصّه الفيسبوكيّ، يكتب خيري بشارة الآتي: "علاقتي الآن بالقاهرة مُعقّدة. تعني كلمة القاهرة الهازِمَة بِشِدَّة". يستعيد زمناً، فيقول إنّه يمكث في شبرا بين عامي 1953 و1992: "(شبرا) حيٌّ يتّسم بالتعّددية، إذْ يعيش المسيحيون والمسلمون فيه جنباً إلى جنب"، قبل أنْ يذكر أنّه شاهدٌ على "الانحدار الثقافي لمصر بدءاً من سياسة "الانفتاح" لأنور السادات، وانتهاءً بالدولة البوليسية الفاسدة لحسني مبارك (...)".

في النصّ الفيسبوكي حنينٌ ورغبةٌ في إخراج شيءٍ من الذاكرة إلى عَلَنٍ. يكتب بشارة أنّه، حين يودّ تجديد علاقته بالمدينة (القاهرة)، يذهب إلى "كافيه ريش" ("مقهى ريش، عينٌ على مصر" لميسون صقر، الصادر عن "دار نهضة مصر" عام 2021، أحدث نصٍّ عنه)، ذاك الحيّز الذي يبدأ بمكانٍ ملموس، وينفتح على مسارات ومصائر، وتواريخ وفترات وأناسٍ، وتفكير ونقاش وصدامات. حيّزٌ يؤسَّس عام 1908، ويعيش الآن انهياراً تلو آخر: "(كافيه ريش) يحمل ذكرياتي مع زوجتي لدى عودتنا من بولندا، مطلع السبعينيات (الماضية)". هناك، يُكوِّن صداقات كثيرة، مع كتّاب ومؤلّفين موسيقيين: "أحبّ رؤية فلفل ومجدي. يعمل فلفل هناك منذ ولادتي، أمّا مجدي، فعاشق للكتب". و"ريش" سابقاً "مقرّ تجمّع النخبة الثقافية، يُذكّرني بالعصر الذهبي لمصر، وبتاريخي الشخصي، وكيف أصبحتُ ما أنا عليه الآن". وأيضاً كيفية تنمية وعيه، و"ما أحِبّ في مصر". فالمكان "مستودع ذكريات"، و"رمزٌ لليسارية وجيل الستينيات والحَمِيَّة الثوريّة". ذكرياته المفضّلة تعود إلى الأوقات التي يُمضيها هناك في أعوام الثقافة والتمرّد: "في رأيي، يمكن تلخيص مصر الحديثة" في هذا الـ"كافيه".

إنْ يكن محمد خان "أفضل مُصوِّر للقاهرة"، كما يكتب بشارة، فإنّ مخرج "كابوريا" (1990) و"يوم مرّ.. يوم حلو" (أفضل أفلامه كما يُحدِّد هو نفسه هذا الاختيار) يكاد يكون أفضل ممزِّق لأقنعةٍ يريدها الفرد أو تُفرَض عليه، قبل أنْ يحين موعد تمزيقها، إرادياً أو فرضاً. غالبية شخصيات أفلامه متألمةٌ، وألمها دافعٌ إلى بحثٍ عن منفذٍ وخلاصٍ.

في "كابوريا" مثلاً، يواجِه حسن هدهد (أحمد زكي) موانع تحول دون تحقيق حلمه، المتمثّل بالمشاركة في مباريات دولية في الملاكمة، التي يُتقنها في حيّه الشعبيّ. مساره مليء بخضّات لاحقة على بلوغ أمجادٍ ستكون عابرة، فالصراع بين طبقتين اجتماعيتين (أثرياء وفقراء) ـ رغم عدم كونه (الصراع) ركيزة أساسية للنصّ الدرامي، بل جزءاً منه، وإنْ مواربة ـ يدفع حسن إلى مواجهة ذاته أمام مرآة نفسه. الحيّ الشعبيّ للمدينة (أتكون القاهرة، أم القاهرة وغيرها معاً؟) يلتقطه بشارة كمن يُفكِّك بعض ما فيه من أنماط حياة ومسالك وعلاقات، قبل الانتقال إلى مكانٍ آخر، يُفكّكه المخرج بحنكةِ مُتبصّر في أحوالٍ وانفعالات.

هذا حاصلٌ، وإنْ باختلافٍ في المعاينة ـ المقاربة ـ التبصّر، في "يوم مرّ.. يوم حلو". التقاط بشارة الحيّ الشعبي لحسن هدهد يحضر، بطريقة ما، في التقاط عائشة محمد (فاتن حمامة) عالماً متكاملاً، بتفاصيله ومناخاته ومتاهاته وزواريبه، يُجسّده حيّ شُبرا، الذي لفاتن حمامة، كما لخيري بشارة، علاقة وثيقة به، مع اختلاف شكل العلاقة طبعاً، وانفعالاتها وذكرياتها. التماس نبضٍ أو مخفيّ أو مُوَارَب، في ذاتِ فردٍ (أو أكثر) كما في تفاصيل الحيّ، يُبهر بشارة بكيفية تقديمه سينمائياً.

ألن يكون التماسٌ كهذا سمة، أو إحدى أبرز سمات "الطوق والإسورة" أيضاً؟ ماذا عن "إشارة مرور" و"حرب الفراولة"، مثلاً؟ أو "العوامة رقم 70"، وفيه تداخلٌ بين السينما والحياة، إلى جانب "كشف مستور" في بيئة عمّال يشتغلون في "محلج للقطن"؟

كلّ فيلمٍ لخيري بشارة يستحق نقاشاً مستقلّاً، وأفلامه كلّها غير متساويةٍ في جمالياتها، وهذا عاديّ وطبيعي. كلّ فكرة وكلّ تقديمٍ لحالة أو شعور أو تأمّل أو سلوك، يستحقّ قراءة أو أكثر، ومُشاهدة وأكثر. التفاوت غير حاجبٍ متعة مُشاهدة، وهذا جزءٌ من سيرة فردٍ ومهنة.

فهل يُحرِّض تكريمُه في "مالمو 14" على إعادة مُشاهدة/قراءة نتاجاته؟

 

####

 

"مهرجان مالمو للسينما العربية 14":

استقطاب أفضل الأفلام وأحدثها

مالمو/ العربي الجديد

إظهارالملخص

دورة جديدة يُنظّمها "مهرجان مالمو للسينما العربية" في خطوة إضافية باتجاه تفعيل أكبر وأعمق للحضور السينمائي العربي في تلك المدينة السويدية. فالمستشار والمدير الفني للمهرجان، محمد قبلاوي، يجهد في انتقاء بعض أفضل الإنتاج العربي راهناً، موزعاً إياه على مسابقتين اثنتين: الأفلام الطويلة (روائية ووثائقية) والأفلام القصيرة. أما الدورة الجديدة، التي تحمل الرقم 14، فتُقام بين 22 و28 إبريل/نيسان 2024، وتعرض 26 فيلماً (12 فيلماً طويلاً، و14 فيلماً قصيراً)، مُنتجة من 13 دولة عربية، إلى جانب شراكات إنتاجية مع 10 دول أجنبية.

العناوين المختارة، أقلّه في مسابقة الأفلام الطويلة، تضمّ نتاجاتٍ لها حضور فاعل ولافت للانتباه في دورات العام الفائت لمهرجانات دولية مختلفة، كـ"وداعاً جوليا" للسوداني محمد كردفاني، الذي يفتتح الدورة هذه. في المسابقة ـ التي يترأس خيري بشارة (مخرج مصري) لجنة تحكيمها (كما يُكرَّم في حفلة الافتتاح)، وأعضاؤها هم: مي عودة (منتجة ومخرجة فلسطينية) ومحمد البشير (ناقد سعودي) وسهير بن عمارة (ممثلة تونسية) ونهلة الفهد (منتجة إماراتية) ـ الأفلام التالية: "المرهقون" لليمني عمرو جمال، و"وراء الجبل" للتونسي محمد بن عطية، و"إن شاء الله ولد" للأردني أمجد الرشيد، و"مندوب الليل" للسعودي علي الكلثمي، و"الأستاذ" للفلسطينية البريطانية فرح نابلسي، و"أنف وثلاث عيون" للمصري أمير رمسيس، و"ميسي بغداد" للعراقي عمر خليفة، و"كذب أبيض" للمغربية أسماء المدير، و"بنات ألفة" للتونسية كوثر بن هنية، و"تحت سماء دمشق" للسوريين هبة خالد وطلال ديركي وعلي وجيه، و"باي باي طبريا" للجزائرية الفرنسية لينا سويلم.

أما مسابقة الأفلام القصيرة، التي تتألّف لجنة تحكيمها من أشرف برهوم (ممثل فلسطيني) وفاطمة النوالي آزر (صحافية مغربية) وعلي كريم (مخرج عراقي)، فتضمّ: "عيسى" للمصري مراد مصطفى، و"براكاج" للتونسي بلال بالي، و"ترياق" للسعودي حسان سيد، و"رافقتكم السلامة" للسوري إبراهيم ملحم، و"قارئ البريد" للعراقي ذو الفقار المطيري، و"المقاتل" للإماراتية إيمان سيد، و"أنا يا بحر منك" للّبنانية فيروز سرحال، و"ربيع يوم عادي" للمصرية منة إكرام، و"بتتذكّري" للبنانية الفرنسية داليا نملش، و"عقبالك يا قلبي" للمصرية شيرين مجدي دياب، و"سليق" للسعودي أفنان باويان، و "ترانزيت" للعراقي باقر الربيعي، و"البحر الأحمر يبكي" للأردني فارس الرجوب، و"صبحية" للإماراتية أمل العقروبي.

في هذا الإطار، عبّر القبلاوي عن سروره في "تمكّن المهرجان، كعادته، من استقطاب أفضل إنتاجات السينما العربية وأحدثها، (متمثّلة بـ) أفلامٍ لم يشاهدها الجمهور السويدي عامة، وجمهور مالمو ومقاطعة "سْكونة" خاصة"، متمنّياً أنْ تنال إعجاب جمهور المدينة "المتنوّع، الذي يعكس نسيجها". أضاف أنّ الاختيارات تمتاز، بمعظمها، بإنتاجات مشتركة بين دول عدّة، بينها السويد، من خلال "أيام صناعة السينما" في "مهرجان مالمو".

 

العربي الجديد اللندنية في

25.03.2024

 
 
 
 
 

مهرجان الفيلم الفلسطيني للدول الإسكندنافية ينتقل إلى مالمو

رام الله/ بديعة زيدان

إظهارالملخص

يواصل مهرجان الفيلم الفلسطيني للدول الإسكندنافية (NPFF)، التنقل بين مختلف مدن السويد، وقد حط أخيراً في مالمو، على أن يغادرها اليوم الاثنين، نحو وجهة سويدية جديدة.

بدأت فعاليات المهرجان في 16 مارس/ آذار الحالي في ستوكهولم، ثم بدأ رحلته نحو المدن المختلفة، وهي الرحلة التي تستمر حتى 27 إبريل/ نيسان المقبل، ويحط في مالمو، وويتبوري، وهاريسونبورغ، وأوبسالا، وغيرها. في حين تتواصل التحضيرات لنقل فعالياته أيضاً باتجاه مدن في الدنمارك والنرويج، بالتعاون مع فنانين وناشطين متضامنين مع القضية الفلسطينية.

المهرجان هو أحد مشاريع شركة سرد فلمز أب (Sard Film AB)، برعاية السفارة الفلسطينية في السويد، وبالتعاون مع كل من فيلم سنترم (Filmcentrum Risk)، ومؤسسة "أ ب ف" (APF)، و"رو فلمز" (RåFILM)، واتحاد المرأة الفلسطينية في السويد، وهيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية، وسينما زيتا الشعبية (Zeta Folkets Bio)، وبيت التضامن (Solidaritetshuset)، ومشروع باسل زايد للموسيقى.

وأشارت المخرجة الفلسطينية وفاء جميل، مُؤسِّسة المهرجان ومديرته، في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أن "المهرجان الأول من نوعه في الدول الإسكندنافية، يهدف إلى رفع مستوى الوعي عند السويديين عن تاريخ فلسطين وثقافتها، وذلك من الأفلام، والموسيقى المرافقة، والأعمال الفنية الأخرى، كما يسعى المهرجان أيضاً إلى تعزيز التبادل الثقافي بين السويديين والفلسطينيين والمجتمعات المهاجرة الأخرى".

وشددت جميل المقيمة في السويد: "لدى الثقافة الفلسطينية العديد من القواسم المشتركة مع الثقافة السويدية، والثقافات الأخرى في السويد، ورغم ذلك لم تُمنح سوى مساحة ضئيلة في المشهد الثقافي السويدي".

ويعرض مهرجان الفيلم الفلسطيني للدول الإسكندنافية عدداً من الأفلام التي تسلط الضوء على الهوية والواقع الفلسطينيين، وتتناول حيوات الفلسطينيين اليومية، مثل: مواجهة الاستيطان، وتهويد القدس، وجدار الفصل العنصري، وحصار غزة، والعدوان الإسرائيلي تلو الآخر عليها، وغيرها، مشيرة إلى أن إدارة المهرجان ستعمل على ترجمة الأفلام الفلسطينية إلى اللغات الإسكندنافية.

ويعرض في المهرجان 15 فيلماً، ما بين قصيرة وطويلة، أبرزها: "غزّتي" (My Gaza) للمخرج السويدي بيو هولمكفيست، والفيلم القصير "أحلام وطموحات" للمخرج الفلسطيني رشدي السراج الذي استشهد في حرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة، وفيلم "الحياة حلوة" للمخرج الفلسطيني محمد الجبالي، وفاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان أمستردام الدولي للأفلام الوثائقية (إدفا)، في دورته الأخيرة، وفيلم "هوامش طاردة" للمخرج الفلسطيني خالد جرّار، وفيلم "إسرائيليزم" (Israelism) للمخرجين الأميركيّين إرين أكيلسمان، وسام إليترسين، ويتناول حكاية شابّين أميركيّيْن ينشآن على حب إسرائيل، ولكن مع الوقت، وحين يلمسان الطريقة التي تتعامل فيها إسرائيل مع الشعب الفلسطيني، تأخذ حياتهما منعطفات جديدة، بحيث تكشف قصصهما عن انقسام عميق بين الأجيال في الولايات المتحدة حول العلاقة مع إسرائيل، وما يمكن تسميته بـ"الهوية اليهودية الحديثة"، التي تصطبغ بالتطرف بوصفه محوراً أساسياً لها. ويُكرّم المهرجان المخرج السويدي بيو هولمكفيست، وكان قد أخرج فيلم "غيتو غزة" عام 1984.

وفي حديثها لـ"العربي الجميل" أشارت المخرجة الفلسطينية إلى أنه يجري العمل على مهرجان الفيلم الفلسطيني للدول الإسكندنافية منذ ثلاث سنوات، "الصعوبة الأكبر تمثّلت في الحصول على التمويل الكافي لإطلاق الدورة الأولى للمهرجان بصورة لائقة، إذ كان من المفترض إطلاقها في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، لكن أُجّل بسبب حرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، وكانت الأولوية هي المشاركة في المسيرات التضامنية الرافضة للعدوان".

وأكدت جميل لـ"العربي الجديد": "تذهب عائدات المهرجان إلى العائلات الفلسطينية في غزة عامة، ولصانعي الأفلام الشباب خاصة".

 

العربي الجديد اللندنية في

24.03.2024

 
 
 
 
 

السعودي "هجّان" يختتم مهرجان مالمو للسينما العربية

البلاد/ مسافات

أعلن مهرجان مالمو للسينما العربية عن اختيار الفيلم السعودي "هجّان" ليكون فيلم اختتام الدورة الرابعة عشر، والمقرر إقامتها في الفترة بين ما بين 22 – 28 نيسان أبريل

هجّان فيلم روائي طويل إنتاج المملكة العربية السعودية، مصر، الأردن عام 2023، تأليف وإخراج المخرج المصري أبو بكر شوقي، وتمثيل الطفل عمر العطاوي والذي يظهر للمرة الأولى أمام الكاميرا، عزام النمري، تولين بربود، عبد المحسن النمر، شيماء الطيب، إبراهيم الحساوي، محمد هلال

العرض العالمي الأول كان في الدورة الأخيرة لمهرجان تورنتو، وعرضه الاسكندافي الأول في ختام مهرجان مالمو

علاوة عن قصة الفيلم المؤثرة لقي الفيلم صدى كبيراً بعد عرضه الأول في الدورة الأخيرة لمهرجان تورتنو السينمائي، وهو من انتاج مركز الملك عبد العزيز العالمي الثقافي "إثراء" والمنتج المصري محمد حفظي، ويتمتع مركز إثراء اليوم بدور أساسي في صناعة السينما السعودية كماً ونوعاً

الفيلم يروي قصة مغامرة مؤثرة تتناول العلاقة العميقة التي يمكن أن تتطور بين الإنسان والحيوان. مطر هو أصغر طفل في عائلة سعودية من فرسان الهجن. عندما يسقط شقيقه أثناء السباق ويقتل، من المفترض أن ينتقل مطر للعيش مع عائلته في المدينة لبيع ناقته، حفيرة، من أجل اللحم. بدلاً من ذلك، يصبح هو نفسه فارساً، ويعمل لدى مالك سباق الهجن الذي لا يرحم حتى يضطر هو وناقته حفيرا إلى الهروب معاً، للقيام برحلة تهدد حياتهم عبر الصحراء بحثاً عن الحرية وحياة أفضل

قال رئيس الفنون الأدائية والسينما في إثراء ماجد زهير سمان نسعد باختيار (هجان) ليكون فيلم ختام مهرجان مالمو للسينما العربية في دورته الرابعة عشر، وهو مهرجان يهم صناع الأفلام العرب. وأضاف "مهمتنا في إثراء هي دعم صناعة السينما المتنامية في المملكة من خلال رعاية المواهب المحلية وتعزيز انشاء المحتوى السينمائي، وفي فيلم هجان حرصنا على ذلك، كما حاولنا إظهار ما تتمتع به المملكة العربية السعودية من إرث ثقافي عميق، يرتبط بالإبل والصحراء​

صرح المخرج أبو بكرشوقى يسعدني جدًا أن أكون جزءًا من مهرجان رائع مثل مالمو مع روائي الثاني هجّان، خاصة أنها مشاركتي الثانية بعد روائي الطويل الأول يوم الدين. أود أن أشكر المهرجان على دعوته الكريمة وأتطلع لزيارة مدينة مالمو الجميلة مرة أخرى، وأتمنى أن يستمتع الجمهور بالفيلم

كما صرح المستشار الإداري والفني لمهرجان مالمو المخرج محمد قبلاوي اختيار فيلم سعودي ليكون فيلم اختتام مهرجان مالمو للسينما العربية يعكس تطور وتنوع السينما السعودية, ويسلط الضوء على جوانب جديدة لا يعرفها الكثير من الجمهور العالمي. كما يعزز التبادل الثقافي والتفاهم بين الشعوب والثقافات
تميز 'هجان' بقصته المؤثرة والملهمة، التي تتناول علاقة متميزة بين الإنسان والإبل من جهة وعلاقته بالصحراء من جهة أُخرى، وتستعرض رحلة مليئة بالمغامرات والتحديات. يجمع الفيلم بين جودة الإخراج وأداء الممثلين الرائع مستندين على نص جيد وبيئة إنتاجية ممتازة، مما يجعله عملًا فنيًا يستحق الاحترام والتقدير
هذا ويعتبر مهرجان مالمو المهرجان السينمائي العربي الأكبر والأكثر شهرة في أوروبا، حيث قطع منذ تأسيسه عام 2011 خطوات واسعة نحو تشكيل إطلالة على الأوضاع الاجتماعية والسياسية العربية، وإدارة حوارات بناءة تهم الجمهور والمختصين بحكم موقع المهرجان في السويد التي تضم العديد من الثقافات المتنوعة والمتعايشة على أرضها، لتصبح وظيفة المهرجان بناء الجسور بين تلك الثقافات اعتمادًا على الفيلم بصفته لغة بصرية عالمية، قادرة على محاكاة البعد الإنساني على تنوعه

 

البلاد البحرينية في

04.04.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004