ملفات خاصة

 
 
 

فطين عبد الوهاب: عرّاب السينما الكوميدية

ترميم فيلمه "عفريت مراتي" ضمن "البحر الأحمر السينمائي"

نور هشام السيف

البحر الأحمر السينمائي الدولي

الدورة الثالثة

   
 
 
 
 
 
 

بعد النجاح الذي حققه مهرجان البحر الأحمر في الدورة الماضية في ترميم فيلمين من كلاسيكيات السينما العربية هما "غرام في الكرنك" و"خلي بالك من زوزو" بإدارة مدير البرنامج العربي الكلاسيكي أنطوان خليفة، يستمر المهرجان هذا العام في هذا المسار، وذلك بعقد اتفاق تعاون مع الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي، التي أثمرت عن ترميم اثنين من الأفلام العربية الكلاسيكية في إطار برنامج "كنوز البحر الأحمر" المهتم بعرض روائع الأفلام الكلاسيكية، هما "انتصار الشباب" للمخرج أحمد بدرخان (1941) غنائي استعراضي، والثاني "عفريت مراتي" (1968) للمخرج فطين عبد الوهاب.

نقف في ما يأتي عند مسيرة المخرج فطين عبد الوهاب، لمناسبة ترميم أحد أبرز أفلامه، وأيضا لمناسبة مرور ذكرى مرور 110 سنوات على ولادته. يعدّ فطين حالة فريدة وأصيلة في التراث السينمائي العربي الكلاسيكي، وتشكّل إعادة أحد أفلامه ضمن فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان البحر الأحمر اليوم مساهمة فاعلة في الحفاظ على هذا التراث الثري. من خلال تلك التجربة، يعزّز فهم الجمهور من الأجيال الصاعدة نحو مقاييس النجاح في سينما الأبيض والأسود، ويقرّبهم من فهم الآليات الدقيقة لصناعة الفيلم، بمراعاة السياق الزمني والظروف التاريخية والاجتماعية والاقتصادية التي سادت آنذاك، ويسلط الضوء على الدور المهم الذي يؤدّيه كل مخرج تجاه ريادة اللغة السينمائية.

يعتبر الفيلم المرمّم، "عفريت مراتي"، وهو من تأليف الفرنسي لوسيان لامبير، الذي عرض قبل 55 عاما، أيقونة الأعمال السينمائية المبهجة التي تحدّت الزمن، وهو يتناول الفراغ العاطفي لسيدة منزل تدعى عايدة (شادية) في ظل انشغال زوجها الدائم (صلاح ذو الفقار). تتقمّص عايدة شخصيات الأفلام التي تشاهدها دون وعي حتى تقع في مشاكل ومواقف محرجة مع زوجها ودائرة معارفهما المشتركة.

يعتبر الفيلم المرمّم "عفريت مراتي"، وهو من تأليف الفرنسي لوسيان لامبير، الذي عرض قبل 55 عاما، أيقونة الأعمال السينمائية المبهجة التي تحدّت الزمن

كان هذا التعاون الثالث بين الثلاثي (فطين وشادية وصلاح) بعد تجربتي "مراتي مدير عام" (1966) و"كرامة زوجتي" (1967)، وبخلاف الفيلمين السابقين، جاءت تجربة "عفريت مراتي" مختلفة، كونها غنائية هذة المرة، وأعدّ حينها الموسيقار منير مراد الأغنيات لتعزيز فكرة التقمّص بأشكاله المتعدّدة مثل تقمّص عايدة لدور الغانية في أغنية "إيرما لادوس" وفي جزء آخر لحن أغنية "فارس أحلامي" التي تختزل في تنقلاتها الشخصيات التي تتمنّى البطلة أن تتمثل في شريك حياتها وتتوق إليها مثلما تراها في أفلام السينما. استطاع فطين عبد الوهاب دمج كل هذا بعيدا من استجداء العاطفة لبطلة يفترض أنها مريضة نفسيا، وحافظ على الإيقاع الكوميدي الذي تطلب من شادية المحاكاة البارعة للشخصيات المتنوعة، وهو ما جعل "عفريت مراتي" مجموعة أفلام داخل فيلم، ليترجم فرادة فطين عبد الوهاب في إبداع نسيج قوي في سرد الفيلم وحبكته من دون أن يشعر المشاهد بالتشتت.

كيف وصل فطين عبد الوهاب إلى هذه الليونة الفنية في إنجاز الفيلم الكوميدي، حتى بات عرّابه الأبرز في العالم العربي؟

بدايات

ولد فطين عبد الوهاب في دمياط عام 1919 ونشأ بين شقيقين سبقاه إلى عالم السينما، هما الممثل سراج منير والناقد والمخرج حسن عبد الوهاب. تخبرنا سيرته اللاحقة إلى أي مدى كان الشقيق الأصغر متأملا ومراقبا لما ينجز في الوسط السينمائي في محيط مليء بالثراء والغنىى، من قارئ نهم في مكتبة شقيقه المتعدّدة اللغات، إلى مساعد إنتاج، ثم مساعد إخراج، مرورا بالإشراف على كتابة السيناريو، ثم رحلته الاستكشافية إلى استديوهات هوليوود في مطلع الخمسينات والتعمق في صناعة الأفلام.وأخيرا، أصبح فطين عبد الوهاب خليطا ساحرا من الذكاء والفطنة من خلال تناوله الفكاهي للقضايا الاجتماعية بمقادير فنية مضبوطة.عندما نلقي نظرة عامة على مسيرة فطين عبد الوهاب وتطورها، نلاحظ منذ البداية أن التفكير خارج الصندوق من سماته الأساسية. فبعد تجربة ميلودرامية في فيلمه الأول، "نادية" (1949)، قدّم أولى تجاربه الكوميدية في فيلمه الثاني، "جوز الأربعة"، عام 1950، مع ممثلين لا ينتمون إلى عالم الكوميديا، في مقدمهم كمال الشناوى ومديحة يسري، ولانعلم على وجه التحديد إن كانت هذا التركيبة مقصودة أم أنها نتجت من ظروف إنتاجية معينة، لكن ما كان جليا بعد ذلك هو استمرار هذه المغامرة عبر مسافات زمنية متباينة مع أكثر من نجم لكسر قوالب التأطير في نهاية الخمسينات وعقد الستينات. فهل نجحت هذه المغامرة مع الجميع؟

الجواب بنسبة كبيرة: نعم. بداية من فتاة الدراما المنكوبة فاتن حمامة، التي كانت تعاني دوما من المظلومية في أعمالها آنذاك، إلى أن حوّلها فطين إلى ممثلة خفيفة الظل في فيلم "الأستاذة فاطمة" كما ظهر معها في الفيلم الممثل عبد الوارث عسر على القدر نفسه من الحس الكوميدي.

ولكي يختلف فطين عن النماذج النمطية المرتبطة بفتى الشاشة، نفض عن عمر الشريف صورة الدونجوان الصارخة وحولها إلى شخصية براغماتية وانطوائية تفتقر إلى الحد الأدنى من التواصل مع الجنس اللطيف، كما أنقذ رشدي أباظة من أدوار الفتى الشرير المفتول العضلات إلى بطل رومانسي معشوق النساء في أعمال تتسيدها كوميديا الموقف. لكن المفاجأة الكبرى تمثّلت في تغيير جلد فنان المسرح يوسف وهبي من الجدية الصارمة إلى ممثل في قمة الطرافة والتلقائية، حمل ثقل فيلم "إشاعة حب" (1961) على كتفيه، وهو العمل الذي صنّف في 2022 في المرتبة الأولى ضمن قائمة 100 أفضل فيلم كوميدي في السينما المصرية. وتستمر المغامرة مع خلطة ثنائية كوميدية للممثلين يحيى شاهين وعماد حمدي في فيلم  "تفاحة آدم"(1966).

من هذا المنطلق، تكشف أعمال فطين التي نالت نجاحا شعبيا، أن جميع الأدوار المساندة التي شاركت في تلك الأعمال أو ما تسمى بشخصيات الظل، يوجد في رصيدها ما يخلد في الذاكرة. وإن قدّم بعضهم دورا واحدا تحت قيادته، فهو الدور الأطول عمرا ولا يقل جدارة عن الشخصيات الرئيسة، ومن أبرز هؤلاء الفنانين: جمال رمسيس، سعاد أحمد، إحسان شريف، عقيلة راتب، حسين إسماعيل إلخ.

شراكة ذهبية

لا يمكن الحديث عن تجربة فطين عبد الوهاب الإخراجية دون التأمل في مرحلة إسماعيل ياسين التي وصلت إلى ذروة النجاح الجماهيري بعد تعاونهما المميز في الفيلم الجريء، "الآنسة حنفي"، تأليف جليل البنداري، الذي يسرد قصة حول التحول الجنسي، لكنه أيضا يحمل في طياته نقدا اجتماعيا ساخرا عن الفروقات بين حقوق المرأة والرجل.قبل ذلك، كان إسماعيل ياسين ينتمي إلى مجموعة عبد السلام النابلسي وسعيد أبو بكر وشكوكو، حتى أخرجه فطين باكرا من دائرة أصدقاء البطل ليصبح بطلا في حد ذاته في سلسلة أفلام تحمل اسمه، استقطبت هذه قاعدة عريضة من الجمهور، خاصة منها التي تحمل عنوانا عسكريا، وتتميز تلك الأفلام بالتناقضات والصراعات الكوميدية في سيناريوهات محكمة لا تخلو من تمرير رسائل توجيهية مناصرة للقوات المسلحة بعد ثورة يوليو 1952، ومنها "إسماعيل ياسين في الجيش" و"إسماعيل ياسين في الطيران" و"إسماعيل ياسين في البوليس السري".

قلب هذا الاستقطاب المعادلة حينها في تحويل فتيان الشاشة إلى شخصيات مساندة، ومنهم كمال الشناوي في "إسماعيل ياسين في بيت الأشباح" (1951)، وأحمد رمزي في "ابن حميدو" (1957). كذلك ظهور عبد الحليم حافظ وأحمد مظهر ضيفي شرف في "إسماعيل ياسين بوليس حربي" (1958).

خفّ وهج الشراكة بين إسماعيل وفطين في مطلع الستينات بعد تعاونهما الأخير في فيلمي "حايجننوني"  و"الفرسان الثلاثة"، اللذين وعلى عكس ما ذكر سابقا، يفتقران إلى الخلطة السحرية في أسلوب فطين عبد الوهاب الفني.

أنقذ فاتن حمامة من نمطية الفتاة الحزينة، وعمر الشريف من الدونجوان ورشدي أباظة من الشرير وفجّر طاقة يوسف وهبي الكوميدية 

ابتكارات سردية

في قاموس السينما، يوجد معجم خاص لجمل سينمائية فريدة يعود معظمها إلى إنتاجات فطين عبد الوهاب، ويحفظها كل بيت مصري. فلا يخلو فيلم كوميدي له من جملة شهيرة تحفر في الذاكرة الانفعالية وتصلح للإسقاطات الحياتية في كل زمان ومكان، وتمثل استمرارية خلود تلك "الإفيهات" إحدى سمات أسلوبه في التلاعب باللغة والرموز المحلية في مظهرها الشكلي والبيئة الطبقية والعبارات المبتكرة العامية بشكل متقن لتحقيق أثر ساخر، مثل العبارة التي تأتي على لسان السيدة بهيجة في فيلم " إشاعة حب":"وراس سلطح بابا الكبير سميحة مش هتتجوز غير لوسي". وشخصية الشيخ عبد البر عبد الواحد الضليع في اللغة في فيلم "اسماعيل ياسين في الأسطول": "يا لك من شنقيط!". كذلك شخصية مُراد زير النساء في صورته العصرية لشهريار وانقلاب الحال ليصبح الزوج هو من يحكي حكاية "ألف ليلة وليلة" قبل النوم في دلالة على هزيمة نرجسيته وقلة حيلته من خلال سرد المقطع: "وقال الملك هاموشير لعبدوس الوزير: آتني بألف بعير، أيها الملك، يا عالم الفلك، البعير هلك!".

فضلا عن فن الحوارات في أفلامه، استطاع أيضا استخدام الطرافة البصرية دون الحاجة إلى الكلام، مثل مشهد كامل من الفيلم الملون، "عروس النيل" (1963) حين تتحرك الأشياء من تلقاء نفسها بشكل غرائبي وتحولها البطلة إلى اللون الأخضر. كما أنه يجيد أيضا الاعتماد على شخصيات قوية لكنها في السياق نفسه لا تعزف عزفا منفردا في الجدية والصرامة الحادة وسط طاقم كوميدي كامل، بل تساهم في إعلاء الحوار الفكاهي، مثل شخصية "الباز أفندي" في فيلم "ابن حميدو".

في العودة إلى فكرة الليونة التي لا نستطيع عزلها عن فن المونتاج والحركة، يرجع أسلوب فطين في الأصل إلى الدقة الزمنية في تسريب أحداث متتالية داخل اللقطة نفسها من خلال ضبط الإيقاع. فنلحظ في الثلث الأخير من أعمال فطين الكوميدية أن هناك مهمة ما يجب أن تنجز بأسرع وقت وهنا ما يعرف في اللغة السينمائية بـ"المهلة" التي تورط المشاهد بالترقب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

الموسيقى التصويرية

ثمة صعوبة في الحفاظ على وتر مشدود من الكوميديا دون توظيف الاستخدامات الإبداعية للموسيقى، لذا يجب التوقف عند هذه الخاصية التي تبرز في اشتغالات فطين،خاصة أنها توجه انتباه المشاهد إلى الأحداث ببناء متين للمؤثرات الصوتية وشريط الصوت التزامني. وقد تحقق هذا من خلال تعاونه مع مجموعة من الموسيقيين في مقدمتهم علي اسماعيل ويوسف شوقي وفؤاد الظاهري وغيرهم. ولا نبالغ إذا قلنا إن فطين عبد الوهاب رائد في توظيف الموسيقى بشكل متقن ومواكب للحالة الأدائية، إذ تنطلق اللقطة الخاطفة وتنتهي بصياغة لحنية ناطقة عن التعبير الحركي للممثل سواء كان ذلك من دهشة أو غضب أو امتعاض أو تأهب أو فرح أو ارتباك. وهذا بالتحديد ما كان ينقص، على سبيل المثل، يوسف شاهين في تجربته الكوميدية العاطفية الواضحة، "انت حبيبي" (1957) كونها تحمل التوليفة والأسلوب نفسيهما في أفلام فطين عبد الوهاب.

أخرج فطين إسماعيل ياسين باكرا من دائرة أصدقاء البطل ليصبح بطلا في حد ذاته في سلسلة أفلام تحمل اسمه، استقطبت هذه قاعدة عريضة من الجمهور

التورية العاطفية

تأتي إرهاصات الحب والكبرياء في الأفلام الميلودرامية بتحولات ونتائج مؤلمة ومحزنة للمتلقي، وقد خاض فطين عبد الوهاب هذه التجربة في أفلام مثل فيلم "الغريب" (1956) المقتبس من رواية "مرتفعات ويذرنغ"، و"الأخ الكبير" (1957) و"عندما نحب" (1967). إلا أن إدراك فطين لهذه المعادلة يعمق الشكل التقليدي لهذه الأفلام، ومن خلال العالم الذي يصنعه اتخذ خطا جديدا ومستقلا بالتعاون مع كتّاب مثل علي الزرقاني والسيد بدير وعباس كامل وأبو السعود الإبياري. فقد استطاع  في هذه التجارب تنفيذ حوارات كوميدية ذكية آسرة في المحادثات المباشرة بين البطل والبطلة، تمكننا من التقاط العاطفة الخفية والمتصاعدة التي تبدو في ظاهرها شديدة النفور والجفاء.

أدرك عبد الوهاب أن "التورية الشاعرية" هي الأكثر جاذبية في الطرح الكوميدي، بحيث يتعين عليه البدء برسم القصة والشخصيات من هذه النقطة، مع وعي تام بكيفية التصعيد وإدارة الصراعات والمناكفات، ثم يختمها بنهايات مرضية باستعانته بالشخصيات المساندة في حبكة الفيلم. ومن أعماله التي تحمل هذه المشاكسة والمكابرة الرومانسية، "ابن حميدو" و"العتبة الخضراء"و"آه من حواء" و"العائلة الكريمة" و"نص ساعة جواز" و"أضواء المدينة"، وجميعها تقريبا أنجزت في عقد الستينات.

في النهاية يظهر تنوع تجربة فطين عبد الوهاب صاحب الـ 57 فيلما الذي كانت مغامرته في الاتجاهات الفنية مفتوحة بين الأعمال الوعظية والأعمال الاجتماعية الساخرة، والنسبية فيها أمر محتوم إذ تميل بشكل كبير لصالح الكوميديا على الرغم من بعض الهنّات.

 

####

 

"البحر الأحمر السينمائي" ينطلق اليوم: عروض عالمية و36 فيلما سعوديا

برامج متنوعة ودعم للمواهب الشابة

عبد الرحمن فاروق

جدّةعلى مدار دورتين أثبت مهرجان البحر الأحمر السينمائي أنه لا يمثل حدثا عاديا في مجال صناعة السينما على المستوى العالمي، بل يمثل نبضا حيويا لها، بما تتضمّنه فئاته المختلفة من أفضل الأفلام السينمائية الطويلة والقصيرة، إلى جانب الأفلام الكلاسيكيّة، وأفلام التحريك، التي يستقطبها من جميع أرجاء العالم، وبما يوفره من فرص للمواهب والمبتدئين، باحتضانه مشاريع أفلام، وبإتاحته الفرص لصُنّاع الأفلام السعوديين والعالميين للالتقاء بمحترفي الصناعة ومُنتجيها الكبار في العالم.

تمكن مهرجان البحر الأحمر السينمائي، في ظل ما تمثله مدينة جدة ومنطقة البحر الأحمر من قيمة ثقافية مميزة ترتبط فيها الثقافات العربية والأفريقية مع ثقافات العالم، من التعبير عن هذه الرمزية الثقافية بتقديم نفسه كمنصة فريدة وراسخة للاحتفاء بمختلف أبعاد صناعة السينما في أجواء من التواصل والتنوع والتبادل الثقافي، يعززها شعار الدورة الحالية الثالثة للمهرجان "قصتك، بمهرجانك"، التي تنطلق اليوم الخميس، وتستمر لعشرة أيام في فندق "ريتز كارلتون" وصالة "فوكس سينما" في "ردسي مول".

مما يبدو واضحا، فقد عززت الإمكانات المادية والدعم اللذان يحظى بهما المهرجان من قدرته على منافسة المهرجانات السينمائية العالمية العريقة، وذلك ربما ما دفع العديد من تلك المهرجانات والمؤسسات المعنية بالسينما إلى المشاركة في الدورة الحالية، مثل: مهرجان تريبيكا للأفلام (نيويورك)، وأيام عمّان لصُنّاع الأفلام، ومهرجان البندقية السينمائي الدولي، ومؤسسة الدوحة للأفلام، إلى جانب مشاركة العديد من المؤسسات الإعلامية ومنصات إنتاج الأفلام مثل "بلومبيرغ" و"نتفليكس".

يقدّم مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الثالثة برنامج "رؤى البحر الأحمر"، الذي صُمم ليكون منبرا لعرض الأفلام التي تَطرح رؤية سينمائية جديدة من الإخراج الإبداعي في السينما العربية والعالمية

عروض الأفلام

قسم منظمو مهرجان البحر الأحمر السينمائي عروض الأفلام برامج وتصنيفات عدة، تتيح للزوار الاستمتاع بالعروض وفقا لأذواقهم المتنوعة، وبما يلبي شغفهم الخاص بالسينما.

يقدم مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الثالثة برنامج "رؤى البحر الأحمر"، الذي صُمم ليكون منبرا لعرض الأفلام التي تَطرح رؤية سينمائية جديدة من الإخراج الإبداعي في السينما العربية والعالمية. ستة أفلام جديدة يعرضها على شاشات المهرجان، من ضمنها العرض العالمي الأول للفيلم الوثائقي "جمال العراق الخفي"، وفيلم "في ظلال بيروت"، الذي رشحته أيرلندا لتمثيلها في حفل جوائز الأوسكار، كما سيقدم المهرجان برنامج "مسلسلات البحر الأحمر" الذي سيطرح أربعة من أهم المسلسلات العالمية لمشاهدتها على الشاشة الصغيرة، من بينها العرض العالمي الأول للمسلسل الوثائقي "مأكولات جنوب أفريقيا"، والمسلسل الكوري "الصفقة"، ومسلسل "الممثّل"، وسيقدم المهرجان كذلك باقة متنوعة من الأفلام العائلية ضمن برنامج "السينما العائلية"، وهو برنامج يسعى إلى إشراك جماهير الجيل الناشئ وتحفيز مخيلاتهم، مما يُعدّ استثمارا في رواد سينما المستقبل، وذلك من خلال خمسة أفلام، من ضمنها فيلم "بعد انتظار الأمطار" في عرضه العالمي الأول، وفيلم "سليم" في عرضه الأول عربيا، وفيلم الرسوم المتحركة، "ثلاثة ماعز كونغبو الصغيرة".

فيلم العلا راع إستراتيجي لمهرجان البحر الأحمر السينمائي

وتتضمّن تصنيفات العروض في المهرجان كذلك برنامج "اختيارات عالمية"، الذي يسلّط النور على بعض الأفلام التي لاقت استحسان النقاد وحققت نجاحا تجاريا لهذا العام، وتتضمن القائمة المختارة مجموعة من المخرجين والممثلين الحاصلين على جوائز، منهم آنا كندريك وفيلمها "امرأة الساعة"، وديفيد أويلوو، منتج فيلم "جميعنا معا: قصّة دالكورد"، والممثلة إلين بورستين والممثل إيوان ماكغريغور في فيلم "أريكة الأمّ"، ويترافق ذلك مع برنامج "كنوز البحر الأحمر"، الذي سيضم أيضا مجموعة من الأفلام المختارة لكنها ستخصص لروائع الأفلام الكلاسيكية التي ألهمت أجيالا من صُنّاع الأفلام، من ضمنها نسخ رمّمت حديثا. فقد أثمر اتفاق تعاون بين مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي والشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي عن ترميم فيلمين هما: "انتصار الشباب" إخراج أحمد بدرخان، بطولة فريد الأطرش وأسمهان، و"عفريت مراتي" إخراج فطين عبد الوهاب، بطولة شادية والفنان صلاح ذو الفقار.

كما يُقدم المهرجان فئة "الروائع العربية"، التي ستضم 11 فيلما تتميز جميعها بتنوع مواضيعها الملهمة وتعدد أنواعها، من بينها فيلم "وحشتيني" وهو أول أفلام المخرج تامر رغلي، وفيلم التشويق الكوميدي "ناقة"، وفيلم "أحلام العصر". 

مسابقة البحر الأحمر وجوائز المهرجان

تعرض "مسابقة البحر الأحمر" خلال الدورة الثالثة 17 فيلما متنوعا، منها أفلام روائية ووثائقية وأفلام التحريك من جميع أنحاء آسيا وأفريقيا والعالم العربي، حيث تقدم هذه الأفلام مواهب مبتكرة في مجال صناعة السينما والسرد القصصي، وتمنح الجوائزَ لجنةُ تحكيم دولية يرأسها المخرج باز لورمان، صاحب الفيلمين الشهيرين، "إلفيس"، و"مولان روج"، وينضم إلى لجنة التحكيم الممثل السويدي الأميركي جويل كينمان والممثلة المرشحة لجائزة "بافتا"، فريدا بينتو، والممثلة المصرية أمينة خليل، والممثلة الإسبانية باز فيغا.

ويُقدّم المهرجان جائزة اليسر الفخرية التي تكرّم شخصيات وأيقونات سينمائية بارزة ساهمت في تشكيل تاريخ السينما وتخليدها في قلوب الجماهير، وتجسّد هذه الجائزة مقدار الاحترام والتقدير اللذين يحملهما المهرجان لكل شخص ساهم في إثراء صناعة السينما من جميع أنحاء العالم.

تتضمن قائمة التكريم لهذا العام الممثل في بوليوود رانفير سينغ، والممثلة ديان كروغر، والفنان عبد الله السدحان.

يشهد المهرجان عرض فيلمين كلاسيكيين مرمّمين هما "انتصار الشباب" إخراج أحمد بدرخان، و"عفريت مراتي" إخراج فطين عبد الوهاب

عروض الأفلام القصيرة

يخصّص مهرجان البحر الأحمر برامج عدة للأفلام القصيرة، من خلال مسابقة البحر الأحمر للأفلام الدولية القصيرة، التي ستحتضن أعمال محترفي صناعة الأفلام من قارتي آسيا وأفريقيا، وستضم 14 فيلما قصيرا، في عرضها العالمي أو الإقليمي الأول، لتشكل إضافة مميزة للبرنامج السينمائي للمهرجان ضمن دورته الثالثة، ومن بين تلك الأفلام الفيلم الكازاخستاني، "أواخر الريح"، وفيلم "الانتظار" الجنوب أفريقي، والفيلم الأرميني "الساعي"، والفيلم السنغالي "الغَسَق".

الرئيس التنفيذي لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، محمد التركي خلال حفل توزيع جوائز الليلة الختامية في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في 08 ديسمبر 2022 في جدة، المملكة العربية السعودية.

كما يشهد المهرجان مسابقة الأفلام القصيرة، التي تضم مجموعة مختارة من الأفلام العربية القصيرة، المخصصة لرواية قصص نادرة عن حياة الناس والمدن في أنحاء العالم العربي، وستعرض المسابقة مجموعة استثنائية من 11 فيلما عربيا قصيرا، من بينها فيلم "سموكي أيز"، وفيلم "موسم"، وفيلم "المفتاح"، وفيلم "سكون".

وترأس لجنة تحكيم مسابقة البحر الأحمر للأفلام القصيرة، المخرجة والناقدة السينمائية السعودية هناء العُمير، التي أنتجت المسلسل الأصلي لــ"نتفليكس"، "وساوس"، ويشارك معها الفرنسي المغربي أسعد بو آب والمخرج السينمائي التركي فاتح أكين.

أفلام سعودية

تُعرض الأفلام السعودية المشاركة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في دورته الثالثة في إطار من التميز، يعبّر عن المدى الذي وصلت إليه صناعة الأفلام في المملكة، فالمهرجان سيفتتح عروضه بالفيلم السعودي "حوجن" للمخرج ياسر الياسري في عرضه العالمي الأول، وهو مقتبس من رواية الفانتازيا للكاتب السعودي إبراهيم عباس، وتتميز قصته بنسيج يمزج بين عناصر الخيال المستمدة من الفولكلور العربي والمواضيع المعاصرة.

يشارك في المهرجان هذا العام 36 فيلما سعوديا طويلا وقصيرا، وتُعرض الأفلام السعودية القصيرة ضمن برنامج خاص تحت مسمى "سينما السعودية الجديدة"، احتفاء بالمواهب السعودية وإبداعاتها، وتتراوح مدة الأفلام الـ 19 المختارة للمشاركة في البرنامج بين 5 دقائق و44 دقيقة، وتطرح مجموعة واسعة من المواضيع المتعلقة بمواجهة التطرف والتكيف الاجتماعي وصولا الى التغلب على الصراعات الشخصية. وقد أنتجت جميع الأفلام كوادر سعودية قامت بمعظم عمليات الإنتاج والتصوير داخل المملكة.

مع هذا العدد من المشاركات للأفلام السعودية في المهرجان، ينوه الناقد السينمائي والمسرحي رجا العتيبي في حديثه لـ"المجلة"، بأن الأفلام السعودية "لا تزال بحاجة إلى التطوير والدعم، فالفيلم السعودي بحاجة لأن يصل إلى المعايير العالمية على مستوى التمثيل، والصورة البصرية، والخدمات الإنتاجية".

بدورها، أشارت الناقدة السينمائية عهود حجازي في حديث لـ"المجلة"، إلى أن بعض الأفلام السعودية التي ستعرض في المهرجان، "تحمل طموحا عاليا ورغبة في المنافسة، مع ملاحظة تجدد الأفكار، والإبداع في التصوير، ومنح الفرصة لممثلين واعدين، ما يُبيّن أن لا يزال هناك الكثير في جعبة صنّاع الأفلام السعوديين".

القيمة الفنية للمهرجان أعطت ثقة كبيرة للمنتجين العالميين، بصدق التوجه الذي تقوده دولة فتية في مجال السينما

رعاية المواهب

يخصص مهرجان البحر الأحمر السينمائي هذا العام برامج متنوعة خاصة بتنمية المواهب ودعم المشاريع السينمائية في العالم العربي وأفريقيا خلال مراحلها المختلفة، وذلك من خلال حزمة من البرامج تقدمها مبادرة "سوق البحر الأحمر"، وستتيح البرامج عرض المزيد من الإنتاجات السينمائية الجديدة، وتشجيع المحترفين السينمائيين الدوليين على تبادل الخبرات والأفكار مع صنّاع الأفلام السعوديين والعالميين، في سلسلة من ورش العمل تحت مسمى "أيام المواهب"، بمشاركة مجموعة من المؤسسات، مثل: مهرجان تريبيكا للأفلام (نيويورك)، وأيام عمّان لصُناع الأفلام، ومهرجان البندقية السينمائي الدولي، و"نتفيلكس"، ونيوم، وصندوق البحر الأحمر، ومؤسسة الدوحة للأفلام.

ويقدم سوق البحر الأحمر وسوق المشاريع وبرنامج "عروض الأفلام قيد التطوير" فرصة لمشاهدة مجموعة مختارة من 26 فيلما روائيا لمخرجين من العالم العربي وأفريقيا، كما سُتعرض ستة مشاريع في مرحلة "قيد الإنجاز" مع لمحة عن قصصها أمام مختصين بارزين في القطاع، لتسليط الضوء عليهم ومساعدتهم في إنجازها بنجاح.

في غضون ذلك، عقدت مؤسسة البحر الأحمر السينمائية شراكة مع "فيلم العلا"، وهي وكالة سينمائية أسستها الهيئة الملكية لمحافظة العلا في مطلع عام 2020، وبموجب هذه الشراكة ستكون "فيلم العلا" راعيا استراتيجيا للمهرجان على أن تَمنح جائزتين خلال المهرجان، الأولى جائزة "الجمهور من فيلم العلا"، وستُمنح للفائز بناء على أصوات الجمهور، والثانية جائزة "فيلم العلا لأفضل فيلم سعودي".

ولكون وكالة "فيلم العلا" الشريك الاستراتيجي للمرحلة الثالثة من دورة الإنتاج الخاصة بصندوق البحر الأحمر، تقتضي هذه الشراكة تقديم منحة إنتاج لصُنّاع الأفلام الذين يخططون لتصوير مشاريعهم في محافظة العلا، وكجزء من هذا التعاون سترعى الوكالة برنامج "اللودج"، الخاص بمعامل البحر الأحمر، والمعني بتقديم منحة إقامة فنية تمتد على فترة 10 أشهر بالتعاون مع مختبر تورينو للأفلام، لاختيار 12 مشروعا من المواهب الصاعدة في عالم صناعة الأفلام، ليحظوا بفرصة الاستفادة من الموارد التعليمية الموسعة، التي تتناول أسرار صناعة الأفلام، إلى جانب الدعم المقدم من خبراء في عالم السينما.

خلال حفل توزيع جوائز الليلة الختامية في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في 08 ديسمبر 2022 في جدة، المملكة العربية السعودية.

في أثناء المهرجان، يحصل صُنّاع الأفلام على مساعدة في التقديم لمنحة "صندوق سوق البحر الأحمر"، الذي يختار أحد المشاريع للحصول على منحة قدرها 200 ألف دولار، كي تدعم الفائز في بدء مشروعه. يأتي ذلك بالتزامن مع شراكة أخرى عقدتها مؤسسة البحر الأحمر السينمائية مع "نيوم"، راعية مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الثالثة، وتشمل الشراكة دعم "نيوم" جميع الفعاليات الرئيسة في المهرجان، بما في ذلك مبادرة "سوق البحر الأحمر" وبرنامج "أيام المواهب".

تُعلق الناقدة السينمائية عهود حجازي على المبادرات الخاصة بدعم صناعة السينما من خلال مهرجان البحر الأحمر السينمائي بقولها إن "الاهتمام الكبير والدعم غير المحدود للمشاريع الثقافية بالمملكة، التي تتضمن إقامة المهرجانات السينمائية ومؤتمرات النقد السينمائي، لها دور مؤثر في دعم صناعة الأفلام على الصعيدين الوطني والعالمي، إذ تتيح مثل هذه المناسبات الجمع بين المهتمين في المجال الواحد، وتفسح لهم إمكان تبادل المنافع المشتركة والنهوض بمشاريعهم المرتقبة، مما ينعكس إيجابا على قطاع السينما، الذي بات فتيا بفضل الرؤى الداعمة ذات الأثر الواضح على أرض الواقع".

قيمة فنية

منذ دورته الأولى عام 2021 حدد مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي أهدافه، واضعا على عاتقه مسؤوليات عدة، أهمها وضع السينما العربية في مراكز الصدارة العالمية، وفي هذا السياق قدم المهرجان نفسه باعتباره سوقا سينمائية، وملتقى لعرض الأفلام والإنتاجات والمحتوى الفني أمام المهتمين من العاملين في صناعة السينما، وتقديم المشاريع السينمائية لهم، وبكونه منصة تسعى لإطلاق ودعم المبادرات الاستراتيجية الرامية لتطوير صناعة السينما وتسريع نموها، وبكونه أيضا مركزا ثقافيا لعرض الإبداعات السينمائية من جميع أنحاء العالم، فإلى أي مدى استطاع المهرجان، وفق هذه الرؤية، خلق مكانة له بين المهرجانات السينمائية العالمية؟ 

يقول رجا العتيبي: "عشت تفاصيل مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في الموسمين الماضيين، وكنت قريبا من همومه وشجونه، فلا أحد يتخيل مقدار ما يحظى به من تقدير واحترام من الضيوف والمشاركين من مختلف دول العالم"، ويضيف: "كان الموسم الأول يمثل انطلاقة، لإعلان مهرجان قادم بقوة، وفي الموسم الثاني، بدأت الأوساط السينمائية تكتشف ملامح هذا المهرجان، من فكرته وهويته، أما في الموسم الثالث الحالي، فإن هذا الحدث سيكون له شأن وقوة تنافسية كبيران"، لافتا أن المهرجان "ولدا مستقلا، ليكون أيقونة سينمائية، واسما لامعا في عالم مليء بالزخم السينمائي، وهو كذلك فعلا، في ظل الدعم الكبير الذي يحظى به من الدولة، ومن قطاع الأعمال، وسط بيئة آمنة منظمة ومنتظمة، تقودها وزارة الثقافة والهيئات المعنية بالثقافة والفنون والقطاع الخاص"، مؤكدا أن القيمة الفنية للمهرجان "أعطت ثقة كبيرة للمنتجين العالميين، أثناء حضورهم لفعاليات مهرجان البحر الأحمر، بصدق التوجه الذي تقوده دولة فتية في مجال السينما، دولة محبة للسلام والتعايش، دولة محبة للجمال والفن".

ليختم أن المهرجان "بات بمثابة نافذة لمنتجي العالم، ومكانا تسويقيا مهما لألف موقع للتصوير السينمائي في المملكة، حيث يمكن أن تقدم هذه المواقع قيمة فنية مضافة للأفلام العالمية، ساعد على ذلك أنظمة محفزة للتصوير داخل المملكة، مثل استرجاع 40 % من قيمة تكاليف تصوير الفيلم في السعودية، وخير مثل على ذلك فيلم 'قندهار' الذي صُور بالكامل في منطقة العلا، قبل أشهر".

تتفق مع هذه النظرة الناقدة عهود حجازي، إذ ترى أن المهرجان "بات يفرض مكانته بين المهرجانات السينمائية العالمية بخطى ثابتة"، مشيرة إلى ما يحظى به المهرجان من احتفاء واهتمام بموعده السنوي، من خلال الكتابات عنه، والتقارير المشيدة بنجاحه في الصحف العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي.

 

مجلة المجلة السعودية في

30.11.2023

 
 
 
 
 

المخرج السينمائي السعودي منصور البدران..

ما نشهده اليوم هو امتداد للموجة الجديدة من الأعمال الوثائقية التي توظّف الأدوات الدرامية.

سينما - كتبت رنا خير الدين

يقدّم المخرج السعودي الشاب منصور البدران تجربةً يحتذى بها في مجال صناعة الأفلام السينمائية والأفلام الوثائقية، اذا استطاع أن يخطو خطوات نحو العالمية بحنكته الإخراجية وأسلوبه السلس في تقديم المشاهد وإيصال الفكرة.

«اليمامة» كان لها حديث خاص مع المخرج والمنتج منصور البدران ننقله إليكم فيما يلي.

كيف ترى أفق الدراما الوثائقية في المملكة؟

الأعمال الوثائقية يتم إنتاجها منذ فترة طويلة بالمملكة لا تخطو خطواتها الأولى. ما يحدث الآن في هذا المجال هو امتداد للموجة الجديدة من الأعمال الوثائقية التي توظّف الأدوات السينمائية الدرامية في العمل الوثائقي البحت وهو ما زاد شعبيتها محلياً على الأقل. ولا بد من الإشارة إلى أن أرض المملكة وامتدادها التاريخي يكسبها ميزة خاصة في عالم صناعة الأفلام الوثائقية!

إخراج الأفلام الوثائقية يتطلب كفاءة فكرية، ودراية بالشكل الفني إضافة إلى الحيادية، كيف تحافظ على هذه العناصر بأعمالك؟

أحافظ على هذه العناصر من خلال قولبة الفكرة ومنهجتها بما يخدم الرسالة الأساسية، فتحقيق الحيادية التامة أمر بالغ الصعوبة، وباعتقادي أنها تعتمد على طرح مواضيع تحتاج لهذا الأسلوب. حتى الآن جميع الأفلام التي قمت بإخراجها لم تتطلّب ذلك.

كيف اتجهت إلى إخراج الأفلام؟

اتجهت إلى عالم الأفلام فعلياً من الثانوية العامة، حيث قمت بإخراج أول أفلامي القصيرة، و التي شاركت بها بمهرجان سينمائي بجدة، وهو ما يعرف آنذاك بـ “مهرجان جدة للعروض المرئية”.

أخبرنا عن فيلمك الوثائقي شمس 89.

شمس 89 هو فيلم وثائقي قمت بإخراجه بالتعاون مع مجموعة من الشباب في مؤسسة استدامة، وهم مجموعة من المبدعين الذين قاموا ببناء سيارة تعمل بالطاقة الشمسية والمشاركة بها في سباق للسيارات بالطاقة الشمسية في أستراليا.

الفيلم شارك في عدة مهرجانات حول الخليج بما فيها مهرجان أفلام السعودية، منصة الشارقة للأفلام ومهرجان العين السينمائي. الفيلم متاح للمشاهدة في موقعي الشخصي.

جمعت فيه المنظور الوظيفي والإبداعي، وبين الرياضة والطاقة الشمسية في أجواء التحدي. ما هي الصعوبات التي واجهتها خلال العمل؟

الصعوبة كانت تكمن في ربط جميع المواد التي تم تصويرها سابقاً مع مواد جديدة وصناعة فيلم وثائقي، لكن بالنسبة لي هذه صعوبات ممتعة تحثني على التقدم والعمل حتى على انجاز العمل بأفضل صورة. فالصعوبات هي تحديات يمكنها أن تحسّن من الأداء الوظيفي بطريقة ممتعة.

برأيك ما هي أنواع الأفلام الوثائقية التي تجذب المشاهد اليوم؟

الفيلم الوثائقي في أحيان كثيرة أشبه بسبق صحفي، ما يجذب المشاهد هو ذاته ما يجذب القرّاء، وأحياناً الخبر نفسه جذّاب، وأحيانا أخرى الكاتب نفسه متمكن، وفي حالة الوثائقي هو المخرج. فلا يقع فعل الجذب على عامل واحد، فكلّ عمل يقوم على فكرة قريبة للواقع محبوكة بطريقة جذابة، عقلية وعاطفية وكلما جرى تصوير الفكرة من واقع المشاهد كلّما زادت أهميتها بالنسبة له.

غالباً، يكون محور الرسالة هو الأهم في الفيلم الوثائقي، هل هو كذلك بالنسبة إليك؟

لا أعتقد أن الرسالة أمراً جوهرياً في صناعة الأفلام، نعم قد تكون هناك رسائل مخفية أو مبطنة، و لكن بالمقام الأول صناعة عمل ممتع وذي جودة وقيمة فنية وبصرية سينمائية عالية أهم بكثير.

في عام 2010 منحتك الأمم المتحدة لقب المواطنين عقب فوزك بمسابقة السفراء المواطنين للأفلام، ما هي المسؤولية التي تقع على عاتقك بهذا اللقب؟

في عام 2010 تم اختيار فيديو قصير قمت بالمشاركة به في مسابقة للأفلام نظمتها الأمم المتحدة وتم اختياري لتمثيل قارة آسيا والمملكة حينذاك. تضمّنت مراسم الفوز الذهاب لمقر الأمم المتحدة في نيويورك والالتقاء بالأمين العام وقتها بان كي مون مع الفائزين. وهذا اللقب يضبف إلى مسيرتي الكثير من الثقة والثبات، والمضي قدماً نحو مستقبل ناجح، ويقع علي مسؤولية في اظهار جوهر الأفلام الوثائقية ومدى أهميتها في التنمية الاجتماعية للأفراد.

كم تستغرق الأعمال الوثائقية حتى تجهز؟

تعتمد مدة إنتاج الفيلم الوثائقي بطبيعة الحال على القصة وكمية المواد المتعلقة بها. يحتمل عدة إجابات.

في فيلمك القصيرthe foreign patriot تبرز مفاهيم القيم وتعلم المبادئ. ماذا أضاف هذا العمل لمسيرتك؟

فيلم الوطني والأجنبي «The Foreign Patriot» هو فيلم روائي قصير قمت بإخراجه ضمن برنامج الماجستير في الإخراج السينمائي في الجامعة التي تخرجت منها قبل 5 شهور تقريباً School of Visual Arts في نيويورك. وهو فيلم كوميدي درامي يتحدث عن قصة مهاجر باكستاني مهووس بالمصارعة، يجد المصارع الذي يحبه بالصدفة وهو يواجه مشكلة ثم ينقذه، وبالنهاية يتعلم درساً عن حقيقة “الحلم الأمريكي”. الفيلم من تأليف المخرج الصديق حمزة جمجوم وبطولة الممثل المبدع نتن مادان. الفيلم حاز على المركز الأول في الدفعة بالبرنامج وتم عرضه في مسرح Linwood Dunn بلوس انجلوس التابع لأكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة المعروفة بالأوسكار.

صعوبات عديدة واجهناها بالعمل لا يمكنني حصرها في مقابلة واحدة، لكن أبرزها كان إيجاد ممثلين من أصول باكستانية في نيويورك وكذلك الاتفاق مع بعض مواقع التصوير التي كانت تتطلب تنسيق وميزانية عالية، بالطبع كل ذلك مع ميزانية متواضعة في عالم الأفلام القصيرة.

إضافة إلى الإخراج انت منتج، بما يختلفان؟

تختلف مسؤوليات المنتج عن المخرج، فعمل المنتج أشبه بعمل مدير المشروع project manager وفي أحيان كثيرة يقع على رأس الهرم بالإنتاج السينمائي والتلفزيوني. اعمل كمنتج حينما يتطلب المشروع ذلك، هي مسؤولية كبيرة بلا شك، أهم مسؤولية تكمن في عدم المساومة على جودة العمل والجدول الزمني المرتبط بالمشروع.

تخصّصت بالسينما الرقمية والإنتاج السينمائي من جامعة ديبول في شيكاغو. كيف تساهم الرقمنة اليوم في صناعة الأفلام؟

الرقمنة بلا شك هي ما أحدث ثورة تقنية بالمجال السينمائي، على سبيل المثال لا الحصر في مجال التصوير حلّت كاميرات الديجيتال مكان كاميرات الفيلم الكلاسيكية، والأمثلة على قضايا مشابهة كثيرة.

هل من مشاريع مستقبلية؟

بالنسبة للمشاريع المستقبلية، لدي فيلم طويل أسعى إنتاجه وإخراجه عمّا قريب بمشيئة الله.

------
منصور البدران بأسطر

بدأ منصور مسيرته المهنية في عام 2008، ومنذ ذلك الحين قام بإخراج أفلام قصيرة وأفلام وثائقية ومسلسلات عبر الإنترنت وإعلانات تجارية داخل المملكة. وفي عام 2016، حصل على شهادة في الإنتاج السينمائي من جامعة ديبول في الولايات المتحدة مع مرتبة الشرف.

شارك منصور في العديد من المهرجانات السينمائية حول العالم، مثل مهرجان أبوظبي السينمائي، ومهرجان ديوا السينمائي الفلبيني، ومهرجان الفيلم السعودي، حيث حصل على جائزتين مثل أفضل فيلم طلابي في مهرجان أبوظبي السينمائي (2011) والمركز الثاني.

في مسابقة الأفلام الوثائقية بمهرجان الأحساء للسينما الاجتماعية (2018).

إلى جانب الإخراج، يعمل منصور كمنتج سينمائي ومنسق سينمائي ضمن فريق السينما في مركز الملك عبد العزيز للثقافات العالمية (إثراء) في الظهران بالمملكة العربية السعودية.

 

اليمامة السعودية في

30.11.2023

 
 
 
 
 

شاهدت لكم:

الفيلم السوداني ”وداعًا جوليا“ في السعودية

البلاد/ طارق البحار

في عرض سعودي خاص شاهدت لكم بجدة فيلم ”وداعًا جوليا“ للمخرج محمد كردفاني الذي تدور أحداثه في الخرطوم قبيل انفصال الجنوب، حيث تتسبب منى، المرأة الشمالية التي تعيش مع زوجها أكرم، بمقتل رجل جنوبي، ثم تقوم بتعيين زوجته جوليا التي تبحث عنه كخادمة في منزلها ومساعدتها سعيا للتطهر من الإحساس بالذنب.

الفيلم من بطولة إيمان يوسف وسيران رياك ونزار جمعة وقير دويني، ومن إنتاج أمجد أبو العلاء الذي مثل السودان في ترشيحات الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي عام 2020 لأول مرة في التاريخ بفيلم ستموت في العشرين.

يبدأ الفيلم في عام 2005 ويركز على امرأتين من العاصمة الخرطوم: منى (إيمان يوسف) وجوليا (سيران رياك). منى مغنية سابقة تخلت عن شغفها الأكبر لتتوافق مع زوجها الصارم والثري أكرم (نزار جمعة). كلاهما جزء من النخبة الشمالية الناطقة بالعربية، وعلى هذا النحو، يمتلكان منزلًا كبيرًا ويستمتعان بأسلوب حياة أعلى بكثير من إمكانيات المجتمع. وعلى النقيض من ذلك، تعيش جوليا الصغيرة وزوجها، اللذان يكافحان من أجل تدبر أمورهما وإيجاد طرق لإطعام ابنهما دانيال. إنهم لا يملكون حتى منزلاً، لكنهم يعيشون في ما يشبه الأكواخ المتاخمة لإحدى المناطق السكنية في الخرطوم.

في الدقائق القليلة الأولى من الفيلم، نرى منى وأكرم يتقاسمان وجبة طعام في قصرهما، وعلى الرغم من ”التلميع" اللطيف، إلا أننا نلاحظ وجود تسرب على السطح حيث يتساقط الماء في دلو تم وضعه بعناية. إنها واحدة من الاستعارات العديدة التي يستخدمها الفيلم لتوضيح انهيار البلاد. في وقت لاحق، تتم إزالة لوحة قديمة ويتم إطلاق سراح طائر كناري محبوس، وهي خيارات مسرحية رمزية واضحة ولكنها فعالة تشير إلى شوق الشخصيات إلى الحرية.

بالعودة إلى القصر، يتصاعد التوتر ببطء، ثم فجأة، عندما يسمع الزوجان طلقات نارية وصراخًا خارج المنزل. الجنوبيون في حالة هياج عنيف والشماليون لا يترددون في الرد. واحدة من أولى نقاط التحول العديدة التي ربطت منى بجوليا هي نقطة تحول مأساوية؛ حادث قيادة أدى إلى اصطدام منى بجوليا وابنها بسيارتها. وبدلاً من الاعتراف بخطئها، تهرب منى خائفة، لكن زوج جوليا يطاردها. منى تتصل بأكرم وتخبره فقط أن "جنوبيًا" يلاحقها، وليس كثيرًا آخر. عندما وصلوا إلى منزل منى المسور، استقبلهم أكرم بمسدس. يطلب من زوج جوليا عدم التحرك. يبقى الزوج صامتًا لكنه يخطو خطوة إلى الأمام، فيطلق أكرم النار عليه ويقتله.

منى تشعر بالذنب، وتطارد جوليا. ثم قامت بتعيينها كخادمة جديدة لها، ودعت جوليا وابنها للانتقال للعيش في منزلها. تتشكل رابطة غير متوقعة ومعقدة، مليئة بالحب والأكاذيب. نجح نص كردفاني وإخراجه في بناء رابطة تعاطفية قوية مع جميع الشخصيات المشاركة. إنهم جميعًا ضحايا لأحكام مسبقة لبعضهم البعض، ويعيشون مع الأكاذيب والأسرار، ويرفضون في الغالب أن يكونوا في مكان الآخر. لقد اختفت براءتهم منذ فترة طويلة، ولكن هناك سذاجة لديهم أيضًا؛ بالكاد يستطيعون فهم الضرر الذي يسببونه لبعضهم البعض.

ولعل أفضل ما يجسد هذا التعقيد هو أكرم، الرجل المجتهد الذي لا يعتقد أن المرأة يجب أن يكون لها دور خارج إطار الزواج، ولكنه يريد أيضًا الأفضل لزوجته الطموحة. على الرغم من بذل قصارى جهده، إلا أنه نادرًا ما يدرك مقدار الألم والإحباط الذي يسببه عمىه، هذا إن كان يدرك ذلك على الإطلاق. ربما يرتكز الفيلم على الواقع السوداني، حيث تكثر الانقسامات الثقافية والدينية والجنسية، لكن كردفاني يتطرق أيضًا إلى موضوعات عالمية، كما يفعل مع شخصية أكرم. يتم استكشاف الأسرة والحزن وعدم المساواة الاجتماعية بعمق كاف.

يستكشف وداعا جوليا الاضطرابات الطبقية والعرقية والدينية في السودان قبل انفصاله عام 2011، وهو ما يعكس للأسف الأحداث المفجعة في السودان اليوم. يبدأ الفيلم عام 2005 ويركز على عاصمة البلاد الخرطوم. يستكشف المخرج والكاتب محمد كردفاني المواضيع السياسية بالتعاطف والصلاح والتواضع من خلال تأطيرها من خلال الصداقة النسائية. رغم كل الانقسامات، تكوّن رابطة بين منى وجوليا، وهي تتخطى الشاشة وتلامس قلوب الجمهور والذين يعرفون واقع الثقافة السودانية، ويعطي الفيلم لمحة عن الثقافة والدين والتقسيم بين الجنسين والأيديولوجية الطبقية للكثيرين.

من الناحية الفنية، فإن التصوير السينمائي للفيلم مبدع وواضح تأثير المخرج المبدع أمجد ابوالعلا، وهو شيء مميز وجذاب يبشر بالخير لمستقبل كردفان الذي تبنى سردًا تقليديًا إلى حد ما وخيارات جمالية جميلة وسهلة تخبر الجمهور عن الآلام والصراعات المحددة لأمة ممزقة.

وتخلق كاميرا بيير دي فيلييه رابطًا بين الشخصيات والجمهور من خلال لقطات مقربة ساحرة. كل إطار هو حقًا لوحة فنية رائعة، حيث يستخدم الخلفية والأرضية الوسطى والمقدمة بذكاء. تتميز ألوان فيلم "وداعا جوليا" بأنها ملفتة للنظر، حيث أن الألوان المتباينة هي السمة الرئيسية في كل مكان. يتم ذلك للإشارة إلى الانقسامات في المجتمع السوداني. يستخدم صانعو الفيلم التماثل البصري والسمعي للانتقال بين أحداث القصة والمشاهد.

يعد الفيلم مثالًا رئيسيًا على السبب الذي يجعل الأفلام لديها واجب سياسي ومجتمعي وإنساني تجاه مجتمعها لأنها تمتلك القدرة على تجاوز أي شكل فني آخر، ويعد الفيلم أول أفلام محمد كردفاني، وهو بمثابة شهادة على موهبته كمخرج وكاتب سيناريو، وسيكون من المثير متابعة مسيرته واكتشاف مشاريعه المستقبلية في عالم السينما.

 

####

 

افتتاح مهرجان البحر الاحمر السينمائي الثالث بجدة

البلاد/ طارق البحار

جلب ويل سميث وجوني ديب كل الانتباه في افتتاح الدورة الثالثة من مهرجان البحر الاحمر السينمائي الدولي في جدة المملكة العربية السعودية.

وبدأ العرض العالمي الأول لفيلم الجن السعودي الرومانسي "حوجن" للمخرج العراقي ياسر الياسري، وهو فيلم رومانسي خيالي تدور أحداثه في جدة الحديثة، ليصبح أول فيلم سعودي محلي يمنح شرف رفع الستار بالمهرجان.

الفيلم السعودي الكبير مقتبس من رواية الخيال الأكثر مبيعا للشباب من تأليف إبراهيم عباس، ويجمع بين الفولكلور العربي والموضوعات الحديثة، ويتبع الجن طيب القلب ، الذي يصوره النجم براء عالم، الذي يذهب في رحلة ملحمية لاستعادة حقه الطبيعي.

على طول الطريق يلتقي بطالبة الطب الشابة سوسن (نور الخضراء) ويطور علاقة رومانسية معها، ولكن يجب عليه أيضا محاربة الشرور القديمة "للحفاظ على التوازن المتناغم بين عالمه وعالمنا" ، وفقا لوصف المؤامرة.

وفي الحفل أثار المخرج الكبير باز لورمان، الذي يرأس لجنة تحكيم المهرجان، ضجة على السجادة الحمراء، بينما كان من بين الضيوف البارزين الآخرين شارون ستون، في ظهورها الثاني في المهرجان بعد حضورها في عام 2022. ديان كروجر صوفيا فيرغارا نجم بوليوود رانفير سينغ ؛ إد ويستويك والعديد من الأسماء السعودية مثل المكرم عبدالله السدحان ونجوم مصر بالطبع مثل نبيلة عبيد وغيرها.

تم تكريم النجم الهندي رانبير سينغ ، الذي ظهر في وقت سابق من اليوم في حدث "في محادثة" كجزء من المهرجان ، النجمة ديان كروجر والممثل والكاتب السعودي عبد الله السدحان في حفل الافتتاح بجائزة البحر الأحمر  للشخصيات والرموز السينمائية البارزة التي ساهمت في تشكيل تاريخ السينما كما نعرفها اليوم في قلوب الجماهير وهي جائزة اليسر الفخرية.

حفلة انطلاق مهرجان البحر الاحمر كان بتقديم المذيعة الجميلة رايا ابي راشد والفنان السعودي الكوميدي إبراهيم حجاج.

يذكر أن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي سيقام في الفترة من 30 نوفمبر إلى 9 ديسمبر، وسيتم اختتام المهرجان بالعرض الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لفيلم "فيراري" (2023)، فيلم السيرة الذاتية المرشح لجائزة الأوسكار للمخرج مايكل مان وبطولة كل من آدم درايفر وبينيلوبي كروز، وسيُسدل الستار على المهرجان وبرامجه مع عرض خاص لفيلم "الصبي ومالك الحزين" (2023) للعبقري هاياو ميازاكي ومن إنتاج استوديو غيبلي.

 

البلاد البحرينية في

01.12.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004