ملفات خاصة

 
 
 

مهرجانات السينما في السعودية بين المحلية والإقليمية

هدى جعفر

البحر الأحمر السينمائي الدولي

الدورة الثالثة

   
 
 
 
 
 
 

في 1932، جاء للعالم أول مهرجان للسينما، كان ذلك في مدينة البندقية، في نفس القارة التي شهدت أول عرض سينمائي، ثم لحقت بمهرجان فينيسا أو البندقية، مهرجانات أخرى في أوروبا وغيرها، ولكل مهرجان دوره، وألقه، وتاريخه، وأحيانًا أجندته وسياسته.

لاشك أن للمهرجانات السينمائية قيمة عظمى للصناعة، هي ليست تظاهرة ثقافية ووجه حضاري فقط، بل هي السوق الأهم لعرض الأفلام، وتبادل الخبرات، ومد سلالم المعرفة والتواصل بين أبناء الصناعة، وكذلك دعم القطاعين السياحي والثقافي للبلد المضيف، وغير ذلك.

وبالنسبة لمنطقتنا، فإنّ أهم مهرجان سينمائي هو مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي يُقام في خريف كل عام، وهناك أيضًا أيام قرطاج السينمائية، ومهرجان مراكش السينمائي الدولي، ومهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، وغيرهم، وفي منطقة الخليج هناك تظاهرتان سينمائيتان بدأتا بلفت النظر، وهما مهرجان أفلام السعودية، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.

كيف بدأت المهرجانات السعودية؟

من السهل ملاحظة أنّ الحركة السينمائية السعودية بدأت بقرار وعزيمة سياسية بالدرجة الأولى، لكن، في نفس الوقت، فقد اهتم صناع الأفلام السعوديين بالمهرجانات السينمائية من قبل ذلك، إذ بدأ مهرجان أفلام السعودية في 2008 بمبادرة من الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في الدمام والنادي الأدبي في الدمام أيضًا.

وقد حضر النسخة الأولى من المهرجان وزير الثقافة والإعلام شخصيًا آنذاك إياد بن أمين مدني، وخُصصت الدورة لتكريم المخرج السعودي عبد الله المحيسن، وعرض المهرجان 44 فيلمًا وهو عدد كبير بالنظر إلى الظروف في ذلك الوقت، وأتت الدورة الثانية في 2015 وكانت أكثر مهنية واحترافية من سابقتها، ومن يومها فقد أصبح المهرجان قبلة للمخرجين السعوديين من شتى المناطق، ومن مختلف الخبرات المهنية والأكاديمية.

دعم السينما السعودية

ولعل أهم ما قد يفعله المهرجان السينمائي هو دعم صناعة الأفلام المحلية، وهذا هو الهدف الأوّل الذي يجب أن يحققه المهرجان خصوصًا في بلدٍ مثل السعودية حيث لم تزل السينما في بداياتها المبكرة جدًا.

بلغ عدد الأفلام التي عرضت في دورة العام الماضي من مهرجان أفلام السعودية 88 فيلمًا سعوديًا، ومن ناحية أخرى أعلن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في سبتمبر الماضي عن برنامج “سينما السعودية الجديدة” ضمن فئة الأفلام القصيرة، تزامنًا مع اليوم الوطني السعودي، وتم اختيار 19 فيلمًا يتراوح طولها بين 5 دقائق و 44 دقيقة.

وصرّح محمد التركي الرئيس التنفيذي لمؤسسة البحر الأحمر السينمائية بأنّ هذا البرنامج يعكس: “التزامنا الدائم بدعم المواهب السعودية السينمائيّة، فهو برنامج مكرّس لصنّاع الأفلام الحالمين الذي يطمحون لتشكيل مستقبل السينما السعودية”. وتنوّعت الأفلام بين الوثائقي والروائي والـ”أنيميشن” مثل فيلم “سليق” للمخرجة أفنان باويّان، و”خالد الشيخ: بين أشواك الفن والسياسية” لجمال كتبي، و”أنا بخير” لفيصل الزهراني.

إلى جانب عرض الأفلام، تضم المهرجانات في السعودية المسابقات التي تهتم بتطوير هيكل الأفلام والسيناريوهات، وتقديم حزمة من البرامج الشاملة للندوات والورش التدريبية، وإصدار كتب وترجمة أخرى من أجل تكوين حصيلة معرفية أكاديمية وخبراتية فيما يخص صناعة السينما.

سينما مختلفة للجمهور السعودي

عند الحديث عن تقديم سينما للجمهور السعودي، يجب التوقف عند التجربة اللافتة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.

هذا المهرجان هو أول مهرجان سينمائي دولي في السعودية، أُطلقت النسخة الأولى منه في ديسمبر 2020، وعرض في دورته السابقة التي أقيمت من 1 وحتى 10 ديسمبر، 131 فيلمًا من الأفلام الطويلة والقصيرة من 61 دولة وبـ 41 لغة، واستضاف 34 فيلمًا في عرض عالمي أول، و17 فيلمًا في أول عرض عربي، و47 عرضًا لأفلام من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وبدوره يشمل مهرجان البحر الأحمر عددا من الفعاليات والبرامج التي تعزز من فرص التواصل بين صانع الفيلم السعودي ونظيره من كل قارات العالم تقريبا، فهناك، على سبيل المثال، سوق البحر الأحمر، وهو سوق المهرجان النشط، ويرد في موقع المهرجان أنّه يحتوي “على برامج مكرّسة لصناعة السينما؛ ويشمل سوق المشاريع وعروض الأعمال قيد الإنجاز، وينطلق من هدف مدّ جسور التواصل مع قطاع صناعة السينما في كلٍّ من العالم العربي وأفريقيا” 

كما يوفّر السوق نظرةً غير مسبوقة على أفضل “إنتاجات ومشاريع السوق الأفريقي والعربي التي يحتضنها السوق ويستقطب صنّاعها، جنبًا إلى جلسات التواصل المنسّقة خصيصًا لتشجيع ورعاية المواهب الجديدة وصانعي الأفلام الواعدين

وفي الحقيقة فإن التركيز على أفريقيا نقطة هامة جدًا ليس فقط لأسباب فنية، بل أيضًا لأسباب اجتماعية وتاريخية وثقافية، إذ تربط علاقة وثيقة بين أفريقيا والمنطقة الغربية السعودية، بحكم التقارب الجغرافي، وكذلك بالنظر إلى كون جدة ميناءً إسلامياً استقبل ملايين الحجاج من أفريقيا على مدار قرون طويلة، وقد أثّر هؤلاء في نواحً كثيرة خصوصًا في الجوانب الفنيّة، مثل المطربة عتاب وهي أشهر فنانة سعودية من أصول أفريقية، وأول مطربة سعودية قدّمت الفن الاستعراضي على المسرح، وأوّل مطربة سعودية تلتقط صورة مع الراحل عبد الحليم حافظ!

الترويج للسياحة

منذ إطلاق فيلم “The Hobbit” ارتفع عدد السُيّاح حتى بلغ 2.83 مليون، وزاد الإنفاق من قبل الزوار بنسبة 10% ليصل إلى 7,2 مليار دولار مع نهاية عام 2014. كما يؤكد المختصون بالسياحة العالمية أن واحدًا من أصل خمسة أشخاص تؤثر السينما في قرار سفره السياحي، وأن السينما السياحية سببًا رئيسيًا في توافد السُيّاح على ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية.“

وقد ردت الفقرة السابقة في موقع مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي “إثراء”، وهو أحد الجهات السعودية الضالعة بقوة في صناعة السينما في السعودية، وما يذكره الموقع أن السعودية تسعى بقوة ضمن خطتها لتنفيذ رؤية 2030، والمقصود إسهام السينما في الجذب السياحي.  

يذكر الكاتب هاني بشر في مقالٍ له بعنوان “كيف تنعش السينما صناعة السياحة في العالم؟ ” أنّ تونس أعلنت في العام الماضي عن تدشين “تونس وجهتنا” والذي يشمل جولة تقتفي أثر المواقع التي تم فيها تصوير أفلام عالمية شهيرة مثل أفلام “حرب النجوم” (Star Wars) و”لي” (Le) وغيرها من الأفلام، ويشمل المسار 12 موقعا موزعا على 9 جهات من شمال البلاد إلى جنوبها”.

ولكن، هل يمكن لمهرجانات السينما أن تُساهم في ذلك؟ بالطبع!

لقد اختار القائمون على مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي مدينة جدة التاريخية لإقامة المهرجان عليها، وهي منطقة تعود إلى مئات السنين، كما أُدرجت في قائمة التراث العالمي في 2014، وتتميّز بمبانيها البيضاء، وأزقتها المرصوفة بعناية، والدكاكين ذات الطراز القديم.

كما نظم مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي العام الماضي، بالشراكة مع الدورة الثانية من مهرجان فنون العُلا، عروض أفلام متنوعة في المدينة التاريخية ضمن فعاليات “أسبوع العُلا السينمائي”، وتُعتبر هذه المنطقة إحدى الوجهات السياحية التي تكرّس رؤية 2030 لها الكثير من الدعم والترويج.

وكل هذا يُساهم، عامًا بعد آخر، في جذب السياح، وبالتالي المساهمة في القطاع الاقتصادي، وكذلك تغيير الصورة النمطية عن السعودية لدى الدول الأخرى.

الدعم المالي للأفلام غير السعودية

هنا مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي ينجح بشكلٍ واضح، ويُمكن التركيز على نقطتين اثنتين، أولهما الميزانية المرصودة للدعم، والثانية الفائدة التي يجنيها صانع الفيلم من كون الدولة المانحة، وهي السعودية، تقع في قلب المنطقة.

يقدم المهرجان ما يسمى بـ”دعم صندوق البحر الأحمر” الذي يغطي كافية مراحلة صناعة الفيلم مقسمة على أربعة مراحل، تبدأ بمرحلة التطوير، وتنتهي بمرحلة ما بعد الإنتاج.

وقد دعم المهرجان منذ 2021 أكثر من 200 فيلم من حول العالم، وبميزانيةٍ وصلت في بعض الأحيان إلى نصف مليون دولار للفيلم الواحد.

من جهة أخرى، موّل المهرجان عددًا من الأفلام التي عُرضت و/ أو فازت في أهمّ المهرجانات الدولية، مثل المغربي “كذب أبيض”، والسوداني “وداعًا جوليا”، واليمني “المُرهقون”، والتونسي “بنات ألفة”، والمصري “هاملت من عزبة الصفيح”، والفلسطينيّ “عزيزي السيد تاركوفسكي” والعراقي “جنائن معلقة”.

النقطة الأخرى أو الميزة التي يمنحها المهرجان لهذه الأفلام إلى جانب الميزانية، ونعتبرها الأهم، هي عدم اشتراط أجندة معينة تفرضها وجهة النظر الاستشراقية التي يتميّز بها المانح الأجنبي، فليس بالضرورة أن يكون الفيلم عن الختان، والثأر، وتعداد الزوجات كي يحظى بالدعم، كما أنّ السعودية، مثل الدول العربية الأخرى أكثر بعدًا عن تطبيق معايير الصوابية السياسية في الأفلام، وهي المعايير التي أثرت سلبًا على صناعة الأفلام على مستوىً عالمي.

وإن أمرًا كهذا لابد أن ينعكس إيجابيًا بشكل كبير على جدّة المواضيع، وتنوعها، وملامستها للواقع، وجعلها أكثر ذاتية، وواقعية، وبالتالي أكثر جمالية وفنية، لا تحبس أفلام الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في أجواءٍ أكل عليها الدهر وشرب وقضى حاجته.

من ناحية أخرى يرى البعض أن الميزانيات المرصودة لقطاع السينما في السعودية لا زالت غير متكافئة مع حجم الأهداف الكبيرة التي وضعتها المملكة.

ويذكر تقرير في صحيفة “العرب” بعنوان “صندوق السينما السعودية: طموحات كبيرة بميزانية محدودة”: “في حال أرادت المملكة الاستثمار في إنتاج أفلام “عالمية” فلن يكون مبلغ الدعم كافيا لإنجاز فيلمين في السنة بالنظر إلى متوسط ميزانية الأفلام المنتجة عالميًا”، ويذكر التقرير في موضعٍ آخر: “بالإضافة إلى ذلك يبدي العالم وكبرى المهرجانات السينمائية العالمية اتجاها نحو السينما العربية “باهظة الثمن”، ولم تعد أسواق السينما تبدي تعاطفا مع السينما القادمة من العالم الثالث بميزانيات ضعيفة وتقنيات إنتاج محدودة، بل هي توازن بين مواضيع الأفلام ومستواها الإنتاجي. ومن المتوقع أن تكون النظرة أكثر تشددا للسينما القادمة من السعودية، البلد الثري والذي وضع نصب عينيه الانتشار والمنافسة العالمية“.

ماذا أيضًا؟

الحديث عن تأثير المهرجانات السينمائية يطول، وله آثار يصعب حصرها في مقالٍ أو اثنين، لكن إذ استمر مستوى المهرجانات السينمائية في السعودية في النمو، فإن الأثر الذي ستخلفه، محليًا وإقليميًا، سيصبح قويًا، ودائمًا، ومتعدد المستويات، خصوصا في الجانب التمويلي، الذي نأمل أن تستمر المهرجانات السعودية في ملئه باحترافية ودون تمييز.

 

عين على السينما في

20.11.2023

 
 
 
 
 

معلومات عن: حوجن.. فيلم افتتاح مهرجان البحر الأحمر السينمائي

سيدتي - سيد أحمد

أعلن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي عن العرض العالمي الأول للفيلم السعودي "حوجن"، للمخرج ياسر الياسري، في حفل افتتاح عروض الدورة الثالثة للمهرجان، والتي سوف تنطلق فعاليتها في الفترة من 30 نوفمبر إلى 9 ديسمبر.. ومن خلال السطور التالية، سوف نعرض أبرز المعلومات التي تتعلق بهذا الفيلم.

"حوجن" تجربة سعودية تحققت على أرض الواقع

يُعتبر فيلم "حوجنهو أول فيلم سعودي يتم عرضه في افتتاح دورات مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي؛ حيث أعلن الحساب الرسمي للمهرجان عبْر "إنستغرام"، من خلال منشور له، عن أن فيلم "حوجن" سوف يفتتح الدورة الثالثة للمهرجان، في بيان جاء فيه: "يسرّ مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي أن يزيح الستار ويُعلن عن فيلم حوجن للمخرج ياسر الياسري كفيلم افتتاح الدورة الثالثة، ضمن عرضه العالمي الأوّل".
ولكن، نريد التنويه لأمرٍ ما، وهو وجود تجارب سعودية أخرى، ولكن لم يحالفها التوفيق أو الحظ؛ لكي تكون لها بصمة في افتتاح المهرجان، وهنا نريد الإشارة إلى الفيلم الروائي السعودي "شمس المعارف"، للأخوين قدس حي، كان من المفترض عرضه في افتتاح الدورة الأولى من المهرجان، إلا أن ظروف جائحة كورونا وقتها، حالت دون هذا الأمر؛ خاصةً بعد أن تم تأجيل موعدها؛ ليقع الاختيار فيما بعد على الفيلم الموسيقي Cyrano للمخرج الإيطالي سيرانو؛ ليكون هو فيلم افتتاح الدورة الأولى من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي
.

"حوجن" مقتبس عن عمل روائي مهم

فكرة فيلم "حوجن" مقتبسة من رواية هامة تحمل نفس اسم الفيلم، للكاتب السعودي إبراهيم عباسولكن ما يميز هذه الرواية، هو الانتشار الواسع الذي حظيت به داخل المملكة العربية السعودية؛ مما ساهم في دخولها لقائمة أكثر الأعمال الأدبية مبيعاً.

ويأتي فيلم "حوجن" نتيجة تعاون عدد من الأطراف التي تساهم في تطوير السينما السعودية؛ فقد شارك في إنتاج الفيلم، عدد من كُبرى شركات الإنتاج السينمائي، وهي كلٌ من: "إيمج نيشن أبوظبي"، "إم بي سي ستوديوز"، "فوكس ستوديوز".

أحداث فيلم "حوجن".. عالم الفانتازيا

تدور أحداث فيلم "حوجنفي عالم من الفانتازيا، حول جني لطيف يعيش في مدينة جدة، وفي أحد الأيام يكتشف حقيقة نسبه الملكي؛ لتبدأ رحلة الجن حوجن، والذي يجسّد شخصيته الفنان براء عالم؛ لاستعادة حقه الشرعي، كما يحارب أيضاً قوى الشر في سبيل الحفاظ على التوازن بين عالمه وعالم البشر، وتستمر أحداث الفيلم بمغامرات الجني حوجن، والذي يتعرّف على طالبة بكلية الطب تُدعى سوسن، والتي تجسّد شخصيتها الفنانة نور الخضراء؛ لتنشأ بينهما علاقة رومانسية بشكل غير متوقَّع.. ويشارك في الفيلم عددٌ من النجوم، وهم: نور الخضراء، براء عالم، نايف الظفيري، العنود سعود، محسن منصور، وشيماء الطيب.
تعليق على مشاركة "حوجن" بافتتاح مهرجان البحر الأحمر السينمائي

علق مدير البرامج العربية وكلاسيكيات الأفلام في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، أنطوان خليفة، على مشاركة الفيلم السعودي "حوجن" بحفل الافتتاح؛ قائلاً: "يسعدنا افتتاح مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بالعرض العالمي الأول للفيلم المترقب "حوجن"، وهو حدث بالغ الأهمية؛ فالفيلم يتميز بكونه ثمرة تعاون مجموعة من الأستوديوهات الكبرى، كما أن أحداث الفيلم مقتبسة عن رواية ناجحة، ويجمع الفيلم أيضاً عدداً من الممثلين السعوديين في قصة مبتكرة ستأسر جمهورنا بلا شك، ومن خلاله، ستثبت السينما السعودية قدرتها على جذب المواهب من جميع أنحاء الوطن العربي، على المستويين الإنتاجي والفني.
وأضاف أنطوان خليفة، أن اختيار مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي لعرض هذا الفيلم، يُعَد تكريماً للسينما السعودية والمواهب العربية، إلى جانب تسليطه الضوء على التقدّم الملحوظ الذي تشهده المملكة في مجال صناعة السينما
.

 

مجلة هي السعودية في

21.11.2023

 
 
 
 
 

"فيلم العلا" تقدم جائزتين في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي

البلاد/ مسافات

أعلنت مؤسسة البحر الأحمر السينمائي اليوم، عن عقد شراكة مع "فيلم العلا" لتكون راعياً إستراتيجياً للمهرجان في دورته الثالثة، وبموجب هذه الاتفاقية سيتم منح جائزتين، الأولى هي "جائزة الجمهور من فيلم العلا"، وستمنح للفائز بناءً على أصوات الجمهور، والثانية جائزة "فيلم العلا لأفضل فيلم سعودي" وذلك بهدف الاحتفاء بالمواهب وصُنّاع الأفلام في السعودية، ودعم صناعة السينما المحلية وزيادة الوعي بمحافظة العلا كوجهة سينمائية ومركز لصناعة الأفلام المحتضنة للمواهب الإبداعية.

تُعد "فيلم العلا" وكالة سينمائية تم تأسيسها على يد الهيئة الملكية لمحافظة العلا في مطلع عام 2020 بهدف تعزيز تطوير الصناعات الإبداعية في منطقة العلا. وتبعًا لذلك، تُقدم "فيلم العلا" حاليًا دعمًا مخصصًا لإنتاج الأفلام بدءًا من مرحلة تطويرها ووصولاً لتسليمها. وقد تمكنت المنطقة منذٌ افتتاح أبوابها من استضافة أكثر من 700 يوم من التصوير، حيث رُحّب بالإنتاجات الإقليمية والدولية.

وبصفتها الشريك الإستراتيجي للمرحلة الثالثة من دورة الإنتاج الخاصة بصندوق البحر الأحمر، تقتضي الشراكة تقديم منحة إنتاج لصُنّاع الأفلام الذين يخططون لتصوير مشاريعهم في محافظة العلا شمال غرب المملكة العربية السعودية.

ستكون المنحة مفتوحة لصُنّاع الأفلام الجدد والمتمرسين من المملكة العربية السعودية والعالم العربي وأفريقيا، وستهدف إلى دعم وتطوير أفكارهم الإبداعية. ستساهم هذه الشراكة في مواصلة الترويج لصناعة السينما في المملكة من خلال توظيف عدسة منطقة العلا ومناظرها الطبيعية الخلابة والمتنوعة، إلى جانب مرافقها واستديوهاتها الحديثة.

بالإضافة إلى المنحة، سيتلقى المستفيدون الدعم من فريق الخبراء في "فيلم العلا"، الذين يوفرون المساعدة الميدانية ويتعاملون مع كافة التحديات خلال مختلف مراحل الإنتاج. يملك صنَّاع الأفلام حرية التحكم في المفهوم الإبداعي، وسترتكز معايير تقييمهم بناءً على جودة الإنتاج وطاقم العمل، بالإضافة إلى السيناريو الخاص بهم. ومقابل ذلك، سيتعين عليهم تصوير جزء من العمل في منطقة العلا.

وكجزء من تعاون "فيلم العلا" المتواصل مع مؤسسة البحر الأحمر السينمائي، ترعى الإدارة برنامج "اللودج" وهو أحد مبادرات معامل البحر الأحمر الذي يقدم من خلاله برنامج إقامة فني يمتد على فترة 10 أشهر بالتعاون مع مختبر تورينو للأفلام. ويُذكر أنه من خلال برنامج "اللودج" سيتم اختيار 12 مشروعًا من المواهب الصاعدة في عالم صناعة الأفلام، ليحظوا بفرصة الاستفادة من الموارد التعليمية المُوسعة التي يتيحها البرنامج، والمتناولة لأسرار صناعة الأفلام. إلى جانب الدعم الذي سيقدَّم لهم على أيدي خبراء في عالم السينما. وفي أثناء المهرجان ستتم مساعدة صُنّاع الأفلام في التقديم على صندوق وسوق البحر الأحمر وسيتم اختيار أحد المشاريع للحصول على جائزة قدرها 200,000 دولار لتدعم الفائز في بدء مشروعه.

وبهذه المناسبة صرح الرئيس التنفيذي لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي، محمد التركي قائلاً: يأتي التعاون بين فيلم العلا ومؤسسة البحر الأحمر السينمائي، كنتيجة لسلسلة من الشراكات الناجحة التي عقدت خلال السنوات الماضية، والهادفة لتمكين صُنّاع الأفلام على مستوى المنطقة، إلى جانب الترويج للمملكة العربية السعودية كوجهة عالمية لتصوير الأفلام؛ الذي يعد ركيزة أساسية تسعى لها كلتا المنظمتين. وأضاف: تقدم المملكة الكثير من الفرص لصنّاع الأفلام والأصوات السينمائية الجديدة، كما يسعدنا أن تستفيد جميع المواهب المحلية المُشاركة من الدعم الذي يقدمه الصندوق.

وعن مساهمة فيلم العلا في نسخة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي لهذه السنة، تابع التركي قائلاً: تواصل فيلم العلا دعم المواهب المحلية من خلال تقديمها لجائزتين، الأولى لأفضل فيلم سعودي، والثانية لفيلم من تصويت الجمهور، ونتطلع إلى الاحتفال بالفائزين بهاتين الجائزتين المرموقتين في المهرجان.

ومن جهتها، صرحت المديرة التنفيذية لفيلم العلا، شارلين ديلون جونز: " هناك عدد من المبادرات الرائدة في المملكة العربية السعودية التي تركز على توفير منصة لتطوير ودعم المواهب السينمائية، ومن خلال شراكتنا مع مؤسسة البحر الأحمر السينمائي سنلعب سوياً دورًا مركزيًا في الوصول بصناعة السينما السعودية لمستويات عالمية وإتاحة الفرصة للتعاون الدولي. وأضافت: "يعد مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي منصة ديناميكية لتعزيز العلاقات والمساهمة في تبادل الخبرات العالمية، إلى جانب دعمه للمواهب المتألقة في السعودية والشرق الأوسط وأفريقيا. كما أننا نطمح من خلال تقديمنا للجائزتين في الاحتفال بالتأثير الذي تحدثه سرد القصص في نفوس الجماهير".

الجدير بالذكر، بأنه من المقرر انعقاد مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بنسخته الثالثة في الفترة الواقعة بين 30 نوفمبر إلى 9 ديسمبر 2023 في جدة، المملكة العربية السعودية.

 

البلاد البحرينية في

21.11.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004