ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان كانّ 76:

جوستين ترييه أعادت "السعفة" إلى فرنسا

هوفيك حبشيان

كان السينمائي الدولي

السادس والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

 12 يوماً من مطاردة أفلام وبحث عن آخر الصيحات في عالم #السينما، انتهت مساء السبت الماضي بتوزيع جوائز الدورة السادسة والسبعين من #مهرجان كانّ السينمائي (16 - 27 أيار) التي ترأس لجنة تحكيمها المخرج السويدي روبن أوستلوند بعد عام على نيله "السعفة الذهب" عن "مثلث الحزن".

كان هناك هذا العام في المسابقة، نصف دزينة في الأقل من الأفلام الممتازة التي تستحق الجائزة الأسمى. تراوح مستوى الأعمال المعروضة بين جيد وجيد جداً وبعض القليل جداً من الذي يمكن وصفه بـ"دون المستوى". الا ان القرار النهائي في ما يتعلّق بالجوائز، يعود إلى لجنة التحكيم وليس إلى النقّاد كما قال أوستلوند في المؤتمر الصحافي الذي عُقد لشرح خيارات لجنته، فكان ان أُسنِدت "السعفة" إلى "تشريح سقوط" للمخرجة الفرنسية #جوستين ترييه، بعد عامين على فوز زميلتها الفرنسية جولي دوكورنو بـ"السعفة" عن فيلمها "تيتان".

هكذا أصبحت ترييه، ابنة الـ44 عاماً، بين ليلة وضحاها، ثالث امرأة عبر التاريخ تفوز بأعظم جائزة سينمائية، وعاشر سينمائي(ة) من فرنسا، الدولة التي تستضيف هذا الحدث الضخم. شاركت ترييه في كانّ مراراً، بدايةً في قسم "أسيد" الهامشي الذي تتابعه قلّة، فعرضت فيه "معركة سولفيرينو"، عبوراً بـ"اسبوع النقّاد" حيث شاركت بأول أفلامها المهمة "فيكتوريا"، وصولاً إلى "سيبيل" و"تشريح سقوط" اللذين شاركا في المسابقة، بدعم من ادارة المهرجان ولجنة الاختيار التي آمنت بضرورة اعطاء فرصة لهذه الموهبة السينمائية الشابة. وكانت الرؤية صائبة، لأن ترييه اشتغلت على نفسها وتطوّرت وها انها تصبح اسماً كبيراً في عالم الفنّ السابع مع فوزها بـ"السعفة".

الفيلم نال اعجاباً كبيراً لدى عرضه في منتصف المهرجان، ورشّحته جريدة "ليبيراسيون" لـ"السعفة" منذ لحظة اطلاعها على تفاصيل العمل. يروي "تشريح سقوط" وفاة زوج (سامويل تييس) سقوطاً من أعلى نافذة الشاليه الواقع في منطقة جبلية، وكان انتقل اليه قبل سنة مع زوجته (ساندرا هوللر المدهشة في دور الزوجة المكلومة والقوية والواضحة في الآن نفسه) وابنه البالغ من العمر 11 عاماً. صحيح ان الحادثة (الموت المفاجئ والصادم) مهمّة لما تصنعه من غياب مفاجئ في العائلة، لكنها ليست بأهمية الأحداث التي ستتوالى بعد ذلك. في غياب أي دلائل ملموسة، تفشل التحقيقات في التوصّل إلى معرفة ما اذا كانت جريمة متعمدة أو انتحاراً، لكن القضاء يقرر توجيه الاتهام إلى الزوجة، وهي كاتبة ألمانية اختارت العيش في فرنسا حبّاً لزوجها. التهمة لا تأتي من فراغ، اذ ثمة تفاصيل تدينها.

المحكمة التي ستفجّر الكثير من الأسئلة المعلّقة والريبة والشكوك، ستكشف تخبّط هذا الثنائي الأربعيني بكل تفاصيله، وذلك طوال ساعتين ونصف الساعة من سينما رشيقة ومثيرة وعميقة لا تشعرنا بأي ملل، كون تطور الأحداث والتوق إلى مشاهدة الخاتمة يسمراننا إلى الكرسي. نحن، كمشاهدين، لا نعرف أكثر من المحكّمين، ونجهل تماماً ما اذا كانت الزوجة مذنبة أو بريئة، فكلّ شيء ممكن، كون الفيلم يسلّم نفسه لكلّ الاحتمالات. من هنا تأتي أهميته، اذ يضعنا في قلب المعمعة، ويجعلنا طرفاً فعّالاً في القضية، نتفاعل معها على مدار اللحظة. ترييه لا تبحث عن مُشاهد سلبي، كما انها لا تبحث عن فيلم يلفت الأنظار بتقنيات جذب زائفة ومفتعلة. لا تذعن إلى صناعة تشويق رخيص، بل تحاول فهم الأشياء من الداخل، بتعداد الأسباب النفسية والاجتماعية والعاطفية التي قد تجعل رجلاً مملوءاً بالحياة يختار الرحيل انتحاراً.

"تشريح سقوط" فيلم نفسي معقّد، ينظر في عمق العلاقات العاطفية والزوجية المتداخلة، بعيداً من ثنائيات الظالم والمظلوم والمستغِل والمستغَل والقاتل والمقتول، بأسلوب متفحص غير مهتم بصغائر الأمور، بل بالتفاصيل التي تعطي فكرة عن الفرق بين الظاهر والباطن، وهي الفكرة التي لطالما انكب عليها السينمائيون الكبار.

خلال تسلّمها الجائزة من يدي جاين فوندا، استفادت ترييه من وجودها على منبر كانّ، لتسجل موقفاً سياسياً من قضية اصلاح نظام التقاعد التي تغرق الشارع الفرنسي في الاحتجاجات منذ بضعة أشهر، وكان من المتوقّع ان تصل أصداؤها إلى كانّ. أما الكلمة التي نالت عليها ترييه تصفيقاً حاراً فكانت ما قالته عن "تسليع الثقافة" على يد حكومة نيوليبيرالية لا تقيم وزناً الا للمال والربح، وهذا ما يشكّل ضربة لـ"الاستثناء الثقافي الفرنسي" الذي لطالما كان مفخرة عند الفرنسيين منذ زمن وزير الثقافة أندره مالرو. وتلقّت ترييه جواباً سريعاً على خطابها عبر "تويتر"، جاء على لسان وزيرة الثقافة ريما عبد الملك، واصفةً كلامها بـ"الظالم": "هذا الفيلم ما كان ليرى النور من دون نموذجنا التمويلي الفرنسي الذي يتيح تنوعاً غير موجود في العالم".

ثاني الجوائز من حيث الأهمية، أي "الجائزة الكبرى"، ذهبت إلى أحد الأفلام التي أحبّها كثيراً عدد من النقّاد، وسمعنا تصفيقاً حاراً عند دخول مخرجه إلى المؤتمر الصحافي. الفيلم هو "منطقة اهتمام" للبريطاني جوناثان غلايزر الذي يعاين موضوع الشر من خلال عائلة أحد القادة العسكريين الضالعين في المحرقة النازية ويُدعى رودولف هوس. تقيم العائلة على مقربة من معسكري أوشفيتز بركناو اللذين شهدا أفظع الجرائم في حق اليهود الأوروبيين في أواخر الحرب العالمية الثانية. الفيلم ذكي ولمّاح ويطرح اشكاليات كثيرة، بعضها غير محسوم البتة، وكان محل جدالات كثيرة عبر الماضي، يتعلّق بكيفية تجسيد الشر على الشاشة. سلسلة من اللقطات الثابتة ترينا يوميات العائلة، حيث الزوجة (ساندرا هوللر - مرة ثانية) تبقى في المنزل وتهتم بتفاصيله، فيما الزوج يحاول ابقاء العائلة خارج الأضرار الجانبية لأفعاله، وفي المساءات يقرأ القصص لأطفاله كي يخلدوا إلى النوم. لن نرى الفظائع، بل فكرة النص الأساسي هي ألا نراها.

الفنلندي آكي كوريسماكي نال جائزة لجنة التحكيم ولم يحضر ليتسلّمها، كونه عاد إلى بلاده فنلندا كما تردد. جديده، "أرواق ميتة"، يعزف على أوتار عوّدنا عليها منذ بداياته. يكفي ان نطرق الباب لندخل إلى عالمه الجاهز، ذي الخطوط الواضحة والأشكال الحادة. عالم يتوقّع من المُشاهد ان ينظر في اتجاهه، مثلما تنتظر الشخصيات عند كوريسماكي السؤال لتأتي بالجواب. يهتم كوريسماكي بمصير رجل وامرأة (جوسي فاتانين وألما بويستي) لا يملك أي منهما مقومات ومعايير تؤهلهما للوقوف أمام الكاميرا، وذلك في بلد تصفه وسائل الإعلام بالأسعد والأكثر رفاهيةً بين الأمم.

المخرج الفرنسي الفيتنامي تران أن هونغ، نال جائزة الإخراج عن "شغف دودان بوفان". بونوا ماجيميل الذي كان يستحق جائزة التمثيل لولا قانون كانّ الذي لا يسمح بإعطاء أكثر من جائزة لفيلم واحد، يلعب هنا دور دودان بوفان، الطبّاخ ومتذوّق الطعام الذي يمضي أيامه في بيته الريفي الجميل وهو يحضر ما لذّ وطاب من مأكولات تنتمي إلى المطبخ الرفيع. برفقة أوجيني (جولييت بينوش) الطبّاخة الماهرة التي تعيش تحت سقفه منذ عقدين، يستسلم لشغفه في إيجاد وصفات جديدة ومناقشتها مع أربعة من أصدقائهالدائمين. المطبخ في نظره فنّ وفلسفة وشعر ونمط حياة وثقافة تغذّي الذاكرة وترفع الروح.

عدم القدرة على اعطاء ساندرا هوللر وبونوا ماجيميل جائزة التمثيل فتح المجال للنظر في احتمالات أخرى، فنال الممثّل الياباني كوجي ياكوشو جائزة التمثيل الرجالي عن "أيام مثالية" للمخرج الألماني فيم فندرز، حيث نتابع يوميات رجل ينظّف المراحيض العامة في طوكيو، في حين استحقت الممثّلة التركية مروى ديزدار التي اكتشفناها في "فوق الأعشاب الجافة" لنوري بيلغي جيلان، جائزة التمثيل النسائي، عن دور المدرّسة المبتورة الساق الذي لعبته.

جائزة السيناريو كانت من نصيب يوجي ساكاموتو الذي ألّف "وحش" للمخرج الياباني هيروكازو كوريه إيدا. تجري الأحداث في قرية يابانية صغيرة تشهد ملابسات غامضة، كحرائق أو انزلاقات للتربة. كلّ شيء يدور على الصبي ميناتو (سويا كوروكاوا) الذي يعيش مع أمّه (ساكورا أندو) بعد وفاة والده. يعتقد ميناتو ان عقله استُبدل بعقل خنزير وانه نوع من وحش. يحرص على الهرب من المدرسة ويلقي بنفسه من السيارة خلال سيرها. تحاول الأم الاستفسار عن وضعه، فتكتشف انه يخضع لسوء معاملة في المدرسة يحمل آثاره الواضحة. يبدو ان أحد الأساتذة هو المسؤول، الا انه سيتبين لاحقاً أن الحقيقة أعقد من ذلك، فاتحاً المجال للمخرج ان يروي الواقعة من وجهات نظر مختلفة، على نسق "راشومون" لأكيرا كوروساوا.

تبقى جائزة "الكاميرا الذهبية" التي أُسنِدت إلى المخرج الفيتنامي تيان أن فام عن "داخل الشرنقة الصفراء"، وهو رحلة إلى الجبال الفيتنامية تمتد على ثلاث ساعات، برفقة شاب مكلّف إيصال جثمان اخت زوجته إلى مسقطها. عمل نال ثناء كبير ويطرح مخرجه الثلاثيني كأحد أهم اكتشافات هذه الدورة المليئة بالإيجابيات. 

 

النهار اللبنانية في

29.05.2023

 
 
 
 
 

مخرج "عيسى" لـ"الشرق": الأفلام القصيرة لا تلقى الاهتمام الذي تستحقه

القاهرة- خيري الكمار

أعرب المخرج المصري الشاب مراد مصطفى، عن سعادته البالغة لفوز فيلمه القصير "عيسى" بجائزة "رايل الذهبية" كأفضل فيلم قصير في مسابقة أسبوع النقاد بمهرجان كان السينمائي الدولى في دورته الـ76.

وقال مراد لـ"الشرق"، إنّ: "هذه الجائزة مهمة جداً في مشواري الفني، خاصة وأنني حصلت عليها في أول مشاركة لي بالمهرجان، الذي يُعد أهم حدث سينمائي عالمي، وشرف لأي مخرج أن يشارك به".

وتدور أحداث الفيلم، حول مهاجر إفريقي في مصر يبلغ من العمر 17 عاماً، يحاول أن يسابق الوقت بعد حادث عنيف لإنقاذ أحباءه مهما كلفه الأمر، وهو بطولة كيني مارسيلينو وكنزي محمد، وسيناريو مراد مصطفى وسوسن يوسف، والعمل إنتاج مصري فرنسي.

رحلة شاقة

وكشف مراد مصطفى، كواليس صناعة فيلم "عيسى"، موضحاً أن المشروع استغرق نحو 3 سنوات، حيث بدأت الرحلة بعقد جلسات عمل مع المنتجة سوسن يوسف، كونها صاحبة الفكرة، ليتعاونا بعد ذلك سوياً في كتابة السيناريو.

وأوضح أنه جرى تطوير المشروع في معامل مختلفة لعدة مهرجانات سينمائية، مثل "معمل مواهب مهرجان برلين"، ليحصل على دعم مادي يساعده في تنفيذ الفيلم، مضيفاً أن هناك بعض المؤسسات تحمست للمشروع، وقررت دعمه مادياً والمشاركة في إنتاجه، لاسيما وأن ميزانية الفيلم التي تجاوزت المليون ونصف المليون جنيه تعد ضخمة بالنسبة لفيلم مصري قصير.

وأكد أن أبرز الصعوبات التي واجهته، كانت تكمن في توفير ميزانية الفيلم وآلية تنفيذه، إذ بذل فريق العمل جهوداً ضخمة طوال فترة التصوير بما يضمن خروجه بشكلٍ مميز، واصفاً رحلته مع المشروع بـ"الطويلة والشاقة، لكن فخور بها بالطبع".

حياة الأفارقة 

وأرجع أسباب اختياره تقديم فيلم "عيسى" عن أحد الأفارقة، إلى رغبته في الحكي عن غير المصريين وتحديداً الأفارقة الذين يعيشون في مصر، متابعاً "أعيش في منطقة عين شمس بالقاهرة، وتعد أكبر تجمع للأفارقة، فأرى أننا بحاجة لسرد حكايات تدور داخل مصر، لكن بعيون أبطال مختلفين".

ولفت إلى طريقة اختياره لأبطال العمل، قائلاً: "بحثت  لشهور طويلة في بعض المناطق الشعبية التي يقطنها المهاجرين الأفارقة بالقاهرة، فضلاً عن البحث داخل مسارح مدارس اللاجئين، إلى أن قابلت كيني، وأعجبت به وحضوره وقوة ملامحه التي تعبر عن كل شيء حتى وهو صامت".

الأفلام القصيرة 

وقال مراد مصطفى، أن "صناعة الأفلام القصيرة لا تلقى اهتماماً، رغم أنها تُعبر دوماً عن الأجيال الجديدة، وتُعد مصنع اكتشاف المواهب، فضلاً عن نجاحها مؤخراً في جذب فئة من جمهور منصات البث الرقمي، وصار لديهم حالة حماس لمشاهدة هذا النوع من الأفلام".

وأوضح أنه صنع 3 أفلام قصيرة قبل "عيسى"، وعُرضوا في مهرجان "كليرمون فيران" أحد أهم المهرجانات المعنية بالأفلام القصيرة في فرنسا.

وأشار إلى مشاركة "عيسى" في الدورة المقبلة من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في شهر نوفمبر 2023، ليشهد عرضه الأول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، معتبراً أن "هذا المهرجان هو  الأهم في الوطن العربي، ولدى علاقة عاطفية معه منذ فترة المراهقة، فكنت أداوم على حضور فعالياته ومشاهدة أفلامه المختارة بعناية شديدة".

وكشف عن تفاصيل مشروعه السينمائي الجديد، موضحاً أنه يعمل حالياً على تطوير مشروع فيلم روائي طويل، تمهيداً لتنفيذه خلال الفترة المقبلة.

 

####

 

منتج "وداعاً جوليا" لـ"الشرق":

الفيلم خطوة مهمة للسينما السودانية

دبي- محمد العجمي

أعرب المخرج السوداني أمجد أبو العلا، منتج فيلم "وداعاً جوليا"، الفائز بجائزة "الحرية" خلال مهرجان كان السينمائي، عن سعادته بكون هذا العمل هو أول فيلم سوداني يُشارك في المهرجان الدولي المرموق الذي أسدل الستار، السبت، عن نسخته الـ76.

وأشار أبو العلا في حديث لـ"الشرق"، إلى أن العرض العربي الأول للفيلم سيكون خلال مهرجان الجونة السينمائي في مصر، أكتوبر المقبل.

واعتبر أبو العلا أن الفيلم "خطوة مهمة جداً" في صناعة السينما السودانية، لتثبيت ما تم اعتباره حالة استثنائية، على غرار ما حدث سابقاً مع فيلمي "الحديث عن الأشجار" لصهيب عبد الباري، و"ستموت في العشرين" لأمجد أبو العلاء. والفيلمان فازا بعدد من الجوائز في مهرجانات عربية وعالمية.

وحاز "وداعاً جوليا"، الذي أخرجه محمد كردفاني، جائزة "الحرية" في مسابقة "نظرة ما" ضمن مهرجان كان السينمائي.

وأضاف أمجد أن "فيلم وداعاً جوليا، جاء لتثبيت الفكرة أن هناك شيئاً سينمائياً مهماً يحدث في السودان، وهذه المنطقة من العالم".

جائزة "ملهمة"

وتابع أبو العلا حديثه قائلاً: "نحن سعيدون بردة الفعل، واستقبال الناس من كل مكان، وتلقيهم لقصة الفيلم وموضوعه وتفاعلهم مع شخصياته، وسعيدون بتغيير مهرجان كان لجائزة (نظرة ما) إلى جائزة (الحرية)".

وتابع: "نتساءل هل حقاً من الممكن أن تلهم الأفلام المشرفين على المهرجان؟".

وأشار أمجد إلى أن المحطات المقبلة لـ"وداعاً جوليا" ستعلن في وقتها من قبل شركة التوزيع العالمية "ماد سوليوشن"، وشركات التوزيع في فرنسا والولايات المتحدة، وأضاف أن "لكل من الشركات خطة للفيلم، ستتبلور أكثر بعد مهرجان كان".

نداء للحفاظ على السودان

مخرج الفيلم محمد كردفاني وصف رسالة الفيلم أنها "نداء للحفاظ على وحدة ما تبقى من السودان".

ورأى في تصريحات لمهرجان كان، أن "من أهم المشكلات التي يجب علاجها، هي المشكلات على المستوى الاجتماعي، وضرورة المصالحة بين المواطنين".

واعتبرت شركة "ستايشن فيلمز"، المشاركة في إنتاج الفيلم، أن ما حدث إنجاز "تاريخي".

وسابقاً اختير منتجا الفيلم، أمجد أبو العلا ومحمد العمدة، من ضمن أهم 101 من صناع السينما، في القائمة الذهبية للمجلة العربية للسينما.

أحداث "وداعاً جوليا"

تدور أحداث فيلم "وداعاً جوليا" في الخرطوم قبيل انفصال السودان عن جنوب السودان، حيث تتسبب منى، المرأة الشمالية التي تعيش مع زوجها أكرم، بمصرع رجل جنوبي ثم تقوم بتعيين زوجته جوليا، التي تبحث عنه، كخادمة في منزلها ومساعدتها، سعياً للتطهر من الإحساس بالذنب.

وشارك في بطولة الفيلم الممثلة المسرحية والمغنية إيمان يوسف، وعارضة الأزياء الشهيرة وملكة جمال السودان السابقة سيران رياك، والممثل نزار جمعة وقير دويني، وهو من تصوير بيير دي فيليرز، ومونتاج هبة عثمان، وهندسة صوت رنا عيد، وتصميم أزياء محمد المر.

وشارك مشروع الفيلم في ورش وأسواق إنتاج مشترك عالمية، من بينها "EAVE" في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، و"Ciniphilia Bound" في مهرجان كان السينمائي، وورشة "Follow the Nile" لروبرت بوش، وسوق مهرجان ديربان السينمائي بجنوب إفريقيا.

وتلقى الفيلم دعماً من مهرجان البحر الأحمر ومؤسسة "آفاق".

وفاز مشروع الفيلم بالعديد من الجوائز في منصة مهرجان الجونة السينمائي، ومنتدى "سوق مالمو"، وبرنامج "Global Media Makers" الذي تنظمه "Film independent" في لوس أنجلوس، كما فاز بمسابقة الترويج في مهرجان "إسبينهو" للمخرجين الجدد والأفلام الجدد.

 

الشرق نيوز السعودية في

29.05.2023

 
 
 
 
 

جوستين ترييت ثالث امرأة تفوز بالسعفة الذهبية لمهرجان كان

ترييت سبق ترشيحها في 2019 لكنها تفوقت هذه المرة على مخرجين مخضرمين يملك كل منهم سعفة واحدة على الأقل.

كان (فرنسا) – أصبحت المخرجة الفرنسية جوستين ترييت ثالث امرأة تفوز بالسعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي عن فيلم “أناتومي أوف إيه فول” (تشريح سقطة) بعدما انتزعت الجائزة من بين 20 فيلما في المسابقة الرسمية للدورة السادسة والسبعين.

وتم اتخاذ القرار من قبل لجنة تحكيم برئاسة الفائز العام الماضي المخرج السويدي روبن أوستلوند. وكان الفيلم الكوميدي السويدي “مثلث الحزن” قد فاز بهذه الجائزة المرموقة العام الماضي.

جوستين ترييت هي مؤلفة ومخرجة وكاتبة سيناريو ومونتيرة فرنسية ولدت في العام 1978، تخرجت في المدرسة الفرنسية للفنون الجميلة. عُرض فيلمها الروائي الطويل الأول “مرحلة هلع” في برنامج مؤسسة الأفلام المستقلة بمهرجان كان السينمائي الدولي عام 2013. فاز فيلمها القصير الروائي الأول «سفينتان» إنتاج عام 2010 بالعديد من الجوائز من مهرجانات فرنسية وعالمية؛ من بينها أحد الجوائز المستقلة بمهرجان برلين السينمائي الدولي كأفضل فيلم أوروبي عام 2012

الجائزة الكبرى، وهي ثاني جائزة بعد السعفة الذهبية، ذهبت للمخرج البريطاني جوناثان جلازر عن فيلم "ذا زون أوف إنترست"

في عام 2016، عادت إلى مهرجان كان مرة أخرى عند عرض فيلمها الطويل الثاني «في السرير مع فيكتوريا» في افتتاح قسم أسبوع النقاد.

وتبرز من خلال أحداث فيلمها الفائز هذا العام “تشريح سقطة” قاعة لمحكمة فرنسية تمثل أمامها للمحاكمة كاتبة تدعى ”ساندرا هولر ” بعد وفاة زوجها، حيث تواجه اتهامات بقتله ولكن القضية غير واضحة ولا يوجد شهود على الجريمة. وتتردد مزاعم بأن الابن الكفيف للزوجين لم يكن في المنزل وقت وقوع  الحادث.

ولا يتمحور فيلم الإثارة النفسية بالضرورة حول حل الجريمة، ولكنه عوضا عن ذلك يلقي الضوء على الخطوط غير الواضحة بين الخيال والواقع وفشل الزواج.

وقالت ترييت إنها “متفاجئة” من كونها ثالث امرأة فقط تفوز بالجائزة، مشيرة إلى أن القرار مشجع فيما يتعلق بالمستقبل. وقالت بعد إعلان فوزها “نشهد فجر تغييرات جذرية عميقة في هذا الصدد”.

ترييت سبق ترشيحها للجائزة في 2019 عن فيلم “سيبل” لكنها تفوقت هذه المرة على مخرجين مخضرمين يملك كل منهم سعفة واحدة على الأقل في رصيده أمثال هيروكازو كوري – إيدا وكين لوتش وفيم فيندرز. وأصبحت ثالث امرأة تفوز بالجائزة بعد النيوزيلندية جين كامبيون والفرنسية جوليا دوكورناو. وضمت مسابقة هذا العام رقما قياسيا بمشاركة سبع مخرجات.

وقالت الممثلة الأميركية جين فوندا التي سلمت لها الجائزة إن يوما ما سيصبح أمرا عاديا أن تفوز امرأة، وليس شيئا تاريخيا. وأضافت “أمامنا طريق طويل. لكن علينا أن نحتفل بالتغيير عند حدوثه”.

وذهبت الجائزة الكبرى، وهي ثاني جائزة بعد السعفة الذهبية، للمخرج البريطاني جوناثان جلازر عن فيلم “ذا زون أوف إنترست“ (منطقة الاهتمام) الذي يتناول قصة عائلة تعيش بالقرب من معسكر أوشفيتس.

وفاز بجائزة أفضل ممثل الياباني كوجي ياكوشو الذي أدى دور عامل تنظيف مراحيض في طوكيو يهوى قراءة الكتب والاستماع إلى الموسيقى في فيلم “بيرفكت دايز“ (أيام مثالية) للمخرج فيم فيندرز.

وذهبت جائزة لجنة التحكيم إلى “فولن ليفز“ (أوراق متساقطة) للمخرج الفنلندي أكي كاوريسمكي الذي عاد للمشاركة في المسابقة بعد غياب عشر سنوات. وتسلم الجائزة بالإنابة عنه بطلا الفيلم الذي يتناول قصة حب في مهدها بين شابة وعامل سكير. وحصل على جائزة أفضل مخرج الفرنسي من أصل فيتنامي تران آن هانغ عن فيلم “ذا بوت- او- فيو“ (شغف دودين بوفون) من بطولة جوليت بينوش وبينواه ماجيميل.

 

####

 

"عيسى".. فيلم مصري يسرد قصة معاناة المهاجرين الأفارقة

مراد مصطفى يصور مصر انطلاقا من حياة غير المصريين.

يعمل المخرج المصري مراد مصطفى على إيصال صوت الأفارقة، دون الابتعاد عن مصريته والحكايات النابعة من الحارة المصرية، وهو في آخر أفلامه “عيسى” يحكي قصة مهاجر أفريقي ومعاناته لعيش حياة كريمة في القاهرة، قصة منحته جائزة مهمة في مهرجان كان السينمائي الدولي.

القاهرة – تركت السينما المصرية بصمة في الدورة السادسة والسبعين من مهرجان كان السينمائي الدولي، إذ فاز فيلم “عيسى” القصير، بجائزة “رايل” الذهبية.

وحصد الفيلم المصري الجائزة، في إطار منافسته بمسابقة أسبوع النقاد، وتمنح هذه الجائزة لأفضل فيلم قصير، وتضم لجنة التحكيم المكلفة باختيار أفضل فيلم قصير من 100 ناقد سينمائي.

ومن أشهر المخرجين الذين حصلوا على هذه الجائزة في مواسم سابقة من مهرجان كان السينمائي، الفرنسية جوليا دوكورنو، والمكسيكي أليخاندرو جونزاليس إناريتو.

أحداث فيلم "عيسى" تدور حول مهاجر أفريقي في مصر، عمره 17 عاما، ويتعرض للعديد من المشاكل والأزمات

فيلم “عيسى” القصير من إخراج مراد مصطفى، ويشارك في بطولته كنزي محمد، وكيني مارسيلينو، وسيناريو العمل لسوسن يوسف، ومونتاج محمد ممدوح، وإنتاج مشترك، حيث تعاون في إنتاجه “ريد ستار، وبونانزا، وسي سينما، وشيفت برودكشن، وفيلم كيلينك، وقاع 23”.

تدور أحداث فيلم “عيسى” حول مهاجر أفريقي في مصر، عمره 17 عاما، ويتعرض للعديد من المشاكل والأزمات، وتتعقد الأحداث بعد تعرضه ومجموعة من أصدقائه لحادث صادم، ويحاول طوال أحداث الفيلم إنقاذهم، لإحساسه بالمسؤولية.

ويقول مصطفى عن منافسة الفيلم بمهرجان كان “’عيسى‛ هو فيلمي القصير الرابع الذي أواصل فيه الهدف الذي بدأته في الأعمال السابقة التي عُرضت كلها في مهرجان كليرمون فيران، وهو الحكي عن غير المصريين وتحديدًا الأفارقة الذين يعيشون في مصر؛ فأنا ابن منطقة شعبية تعتبر حتى الآن أكبر تجمع للأفارقة في مصر، وأرى أننا في حاجة إلى أن نحكي حكايات تدور في مصر من عيون أبطال مختلفين”.

وتحدث مراد مصطفى، عقب الفوز بالجائزة، وعبّر عن سعادته بالفوز بجائزة “رايل” الذهبية، قائلا “فخور بالانتماء إلى حركة السينما المستقلة التي سادت بمصر مؤخرا، وتعيش أزهى فتراتها، أصبحنا قادرين على التواجد في المحافل الدولية، وحصد جوائز عالمية”.

ووجه مراد الشكر لكل الداعمين لفيلم “عيسى” قائلا “شكرا لكل من ساهم في التجربة، وساعد على خروجها إلى النور، فقد استغرق إنتاج الفيلم 3 سنوات”.

مراد مصطفى، مخرج مصري، من مواليد القاهرة عام 1988. درس الإخراج في العديد من الورش السينمائية، وعمل مساعد مخرج لمدة عشر سنوات منذ عام 2009 مع المخرجين محمد دياب وشريف البنداري. من أعماله مساعد مخرج مسلسل “لدينا أقوال أخرى” ويعتبر أول فيلم من إخراجه فيلم القصيرة “حنة ورد” عام 2019.

قدم مصطفى أفلام “حنة ورد”، و”خديجة”، و”ما لا تعرفه عن مريم”، وشاركت الأفلام الثلاثة في مهرجانات دولية عديدة، ونالت عدة جوائز.

مراد مصطفىنحن في حاجة إلى سرد حكايات مصرية بعيون أبطال آخرين

واختار المخرج تسليط الضوء على واقع المهاجرين الأفارقة في مصر، لما له من أهمية على الجانب الإنساني والحقوقي، حيث تشير العديد من الدراسات المستندة إلى شهادات حية أن اللاجئين المنحدرين من أفريقيا يواجهون خطورة أكبر للتعرض لأحداث تسبب لهم صدمات نفسية خلال فرارهم إلى أوروبا عبر مصر والدول العربية مقارنة بأقرانهم من السوريين أو العراقيين.

ويرى مصطفى أن المهرجانات العالمية تضع السينما العربية بأكملها على خارطة العالم لأن السينما لغة تواصل هامة بين الشعوب المختلفة”.

وجراء النجاح الذي حققه الفيلم في مهرجان كان، أعلن مدير مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أمير رمسيس عن اختياره ليكون بين أفلام المسابقة الرسمية، وقال “فخور باختيار ’عيسى‛ لمهرجان القاهرة لهذا العام بعد سنوات من متابعة مشوار المخرج المتميز مراد مصطفى ووصوله إلى مسابقة أسبوع النقاد في كان، سعيد بأننا نحتفي بهذا الفيلم المتميز”.

وقال مراد مصطفى “أنا سعيد للغاية بمشاركة ’عيسى‛ في الدورة القادمة لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، والتي سأعود إليها مرة أخرى هذا العام بعد ثلاث سنوات على عرض فيلمي الأول ’حنة ورد‛ في نسخته الثانية والأربعين. يحظى مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بأهمية عزيزة وحيوية بالنسبة إليّ، كونه أول مهرجان حضرته في حياتي عندما كنت مراهقًا لمشاهدة الأفلام العالمية. إنه لشرف كبير بالتأكيد لأيّ مخرج أن يتم اختيار فيلمه ليتم عرضه بين هذا الجمهور المتميز الذي يزدحم على قاعات السينما بشغف كبير لمشاهدة أفلام مذهلة إلى حد ما”.

يذكر أن فعاليات الدورة السادسة والسبعين من مهرجان كان السينمائي استمرت حتى السابع والعشرين من مايو الجاري، وترأست هذه الدورة الألمانية إيريس كنوبلوك، وهي أول امرأة تتولى إدارة هذا الحدث منذ انطلاق فعالياته للمرة الأولى سنة 1939، فيما ترأس المخرج السويدي روبن أوستلند لجنة تحكيم المسابقة الرسمية.

 

العرب اللندنية في

29.05.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004