ملفات خاصة

 
 

علا الشافعى تكتب:

على عبد الخالق تعيشى يا ضحكة مصر

عن رحيل المخرج

علي عبدالخالق

   
 
 
 
 
 
 

يصعب على أن أراه فى فراش المرض.. ذهبت إليه محملة بالكثير من المشاعر لكنه فاجأنى بنفس الابتسامة الهادئة والرائقة.. يتحدث بحيوية ويروى تفاصيل عايشها وعاصرها

فى كل مرة كنا نلتقى ولو صدفة، أشعر بالامتنان، ليس لشخصه اللطيف والمرحب أو لروحه الصافية الرائقة، ولكن لسينماه الممتعة، فهو واحد ممن منحونا متعة المشاهدة، وكثير من الأفلام التى لا تنسى، والمشاهد المحفورة فى ذاكرتنا ووجداننا، وكثير من «الإفيهات واللزمات» التى لا نزال نستخدمها ونرددها فى الكثير من المواقف الحياتية.

كلما شاهدت واحدا من أفلامه، اكتشف فيها شيئا جديدا، نفس المتعة لم تتغير رغم مرور السنوات وتعدد المشاهدات، المخرج على عبدالخالق، الذى لم تتح الفرصة يوما ما للتعبير عن حبى وامتنانى لشخصه وتجربته السينمائية الثرية والممتعة.

يصعب على أن أراه فى فراش المرض، ذهبت إليه وأنا محملة بالكثير من المشاعر التى أرغب فى التعبير عنها، ولكنه فاجأنى بعد أن انتهى من الصلاة، بنفس الابتسامة الهادئة والرائقة، يتحدث بحيوية ويروى تفاصيل عايشها وعاصرها، ويطرح تساؤلات عن المهرجانات السينمائية المقبلة، جلست بجواره وزائرين آخرين نستمع بانتباه شديد لكل ما يقوله بذهن يقظ، ولكن طوال وقت الزيارة، لم تفارق الابتسامة وجهى وأنا أتأمل تلك القوة فى مواجهة محنة المرض، والرضا المرسوم على ملامحه، وأقول لنفسى «إنه على عبدالخالق القادر على منحنا المتعة أيا كانت الظروف».

على عبدالخالق ليس مجرد اسم فى تاريخ السينما المصرية، بل هو واحد من المخرجين أصحاب البصمات، قدم سينما تشبهه، لا تحمل تعاليا على الجمهور، وبعيدة عن الذهنية وطرح التساؤلات، ولكنها فى الوقت نفسه تحمل تشريحا للمجتمع، وتقدم نماذج حية يتصارع كل منها لإثبات وجهة نظره.. الخرافة أم الوعى والفلسفة «البيضة والحجر، وعتبة الستات»، العلم والدين «جرى الوحوش»، الوطنية والخيانة «بئر الخيانة، وإعدام ميت»، الصورة التى نرغب فى تصديرها للآخرين، والوجه الآخر الذى يملكه كل منا «العار»، عدم العدالة المجتمعية وقهر الظروف، الذى قد يحول متخصص فى الكيمياء لـ «صانع مخدرات» «الكيف».

تلك المفاهيم وثنائيات كثيرة قدمها المخرج المبدع والمخضرم على عبدالخالق فى سينماه، كشف وشرح فيها التناقضات التى نحيا فى ظلها، أو تعشش داخل رؤوسنا وأرواحنا، بسينما حقيقية حاضرة طوال الوقت ونستدعيها متى شئنا، لذلك وجب التعبير له عن مدى حبنا وتقديرنا لواحد من أهم صناع السينما الممتعة، صاحب «أبكى أنزف أموت وتعيشى يا ضحكة مصر».. واحدة من أجمل ما تغنى به فيلمه «أغنية على الممر».

أيضا هو واحد من أهم المخرجين، الذين استطاعوا أن يجمعوا أكثر من نجم فى أعمالهم، وأدارهم بحرفية ومهارة.

بداية واعدة.. وتحولات مدروسة.. على عبدالخالق تخرج فى المعهد العالى للسينما، فى توقيت وظرف سياسى مربك عام 1966، حيث كان يعمل مساعدا للإخراج، ولكن بعدما وقعت هزيمة يونيو، وجد نفسه فى نفس الخندق مع العديد من زملائه وأصدقائه السينمائيين، يتساءلون عما حدث، ولكنهم لم يتوقفوا، بل قرروا تشكيل جبهة دفاع وطنية من خلال الفن، وقدم العديد من الأفلام الوثائقية، منها «أنشودة الوداع»، و«السويس مدينتى»، وهى الأفلام التى حصدت العديد من الجوائز المحلية والدولية.

فى هذه الفترة، كان عبدالخالق يملك هو وأصدقاؤه من السينمائيين أصحاب مدرسة الواقعية الجديد، العديد من الأفكار والأحلام، حيث كانوا يرغبون فى صناعة سينما حقيقية مهمتها كشف الواقع وطرح التساؤلات، فجاء فيلمه الروائى الطويل الأول الملهم «أغنية على الممر»، عام 1972، عن مسرحية بنفس الاسم للأديب على سالم، وحقق الفيلم نجاحا فنيا هائلا، وحصل على الجائزة الثانية من «مهرجان كارلو فيفارى السينمائى الدولى»، وجائزة من مهرجان «طشقند» السينمائى فى نهاية فترة السبعينيات، ومن بعدها قدم «مسافر بلا طريق» 1978، و«الأبالسة» 1980.

بعد تلك الفترة، حدث تحول فى مشوار مخرجنا الكبير، والتقى بشريكه الكاتب محمود أبوزيد، وشكلا معا ثنائيا سينمائيا، قدم لنا العديد من التجارب المهمة فنيا وتجاريا، «العار» 1982، و«الكيف» 1985، و«جرى الوحوش 1987، و«البيضة والحجر» 1990، وهى الأفلام التى لا نزال نعيش فى سحرها وتركيبة شخصياتها المميزة ويصعب تكرارها، وجمال أداء نجومها ومنهم «نور الشريف، ومحمود عبدالعزيز، وأحمد زكى، ويحيى الفخرانى»، الذين قدمهم على عبدالخالق فى صورة غير نمطية، ومغايرة لأى توقعات.

من منا يستطيع أن ينسى شخصية كمال «جسدها نور الشريف» فى فيلم «العار»، أو محمود عبدالعزيز فى «العار والكيف»، وأحمد زكى «الدكتور مستطاع»، أو أنور فى «4 فى مهمة رسمية»، وأيضا نورا فى دور «روقة»، والفنانة نبيلة عبيد فى العديد من الأعمال المهمة، التى قدمتها مع مخرجنا الكبير، منها «شادر السمك، وعتبة الستات»، محمود مرسى وأحمد مرعى وصلاح السعدنى وصلاح قابيل ومحمود ياسين فى «أغنية على الممر».

كل ذلك بالإضافة إلى الكثير من الإفيهات والجمل واللزمات الكوميدية منها «لو حلال أدينا بنشربه، لو حرام أدينا بنحرقه»، و«الملاحة… الملاحة… وحبيبتى ملو الطراحة… حسرة علينا يا حسرة علينا»، و«حق روقة ولا مش حقها»، و«بحبك يا ستمونى مهما الناس لامونى» وغيرها.

47 عملا قدمها مخرجنا القدير، خلال مشواره الفنى الذى امتد لـ37 عاما منذ 1972 حتى 2009 قبل اعتزاله، حملت معها التنوع والمتعة.

 

####

 

جمال عبد الناصر يكتب:

الجاسوسية بصمة خاصة فى سينما على عبد الخالق

خلال حياته المهنية، التى امتدت أكثر من نصف القرن، أسس المخرج على عبدالخالق لنفسه أسلوبا إخراجيا مميزا فى كل أعماله، ولكنه فى سينما الجاسوسية كان له طعم وبصمة مختلفة، فقد عرفت السينما المصرية أفلام الجاسوسية منذ الستينيات، عندما قدم فريد شوقى فيلم «الجاسوس» للمخرج نيازى مصطفى، وبعدها كانت هناك محاولات لتقديم أفلام من هذه النوعية أو شبيهة لها، قدمت بحرفية أكثر وإحكام واهتمام بالتفاصيل.

كان على عبدالخالق، أحد نجوم الإخراج فى سينما الجاسوسية مع كمال الشيخ ونادر جلال، حيث قدم سلسلة من الأفلام فى هذا الإطار منها «إعدام ميت» عام 1985 تأليف إبراهيم مسعود، ثم «بئر الخيانة» عام 1987، وفيلم «الكافير» عام 1999، للمؤلف نفسه.

سينما الجاسوسية تتطلب دائما بناء دراميا متماسكا، ودوافع ومبررات واضحة وحقيقية بعيدا عن الاستسهال، بالإضافة لإيقاع منضبط، وعدم الاندفاع وراء مشاهد الإثارة أو «الأكشن »، وهذا ما نجح فيه المخرج على عبدالخالق، فهو مخرج واع لما يقدمه فى كل فيلم، من موضوع بمفرداته وصيغه، ففى أفلام الجاسوسية التى قدمها، كان يدرك جيدا معنى أن يقدم فيلما يدور فى عالم خفى عن عيون العامة، فاستطاع أن يقدم لنا نموذجا مصريا لأفلام الجاسوسية جيدة الصنع، وفيلميه «إعدام ميت » و «بئر الخيانة » أهم ما يميزهما أنهما حققا المعادلة الصعبة للغاية فى تقديم فيلم جاسوسية مقنع.

«بإيدى أطهرك من الخيانة يا ولدى»

فى الفيلم الأول «إعدام ميت »، ركز على الجانب البطولى لأبناء مصر قبل حرب أكتوبر، وعمليات الخداع الاستراتيجى وحرب المعلومات، من خلال إرسال ضابط مخابرات «محمود عبدالعزيز » تتشابه ملامحه مع عميل خائن لوطنه، فيتم تجنيد الضابط وإرساله للتأكد من المعلومات، التى وصلت جهاز المخابرات المصرية، وبرغم أن الفيلم يصنف من أفلام الجاسوسية ومن ملفات المخابرات المصرية، فإن أغلب أفلام على عبدالخالق تلمح فيها الحس الكوميدى ولا تخلو من الفكاهة، وهو ما نراه هنا فى عدة مشاهد تجمع محمود عبدالعزيز وفريد شوقى، ثم فى مشاهد أخرى تجمع محمود عبدالعزيز ويحيى الفخرانى، وفى هذا الفيلم جملة لا تنسى، جميعنا يحفظها عن ظهر قلب، يقولها الممثل الكبير إبراهيم الشامى «الشيخ مساعد الطوبى » لولده الخائن محمود عبدالعزيز «منصور مساعد الطوبى »: بإيدى أطهرك من الخيانة يا ولدى.

«عاش خاين ومات كافر»

أما الفيلم الثانى وهو «بئر الخيانة»، الذى قام ببطولته نور الشريف وعزت العلايلى، قدم خلاله على عبدالخالق صراع الأجهزة المخابراتية وانتصار العقيدة المصرية، من خلال الجاسوس «جابر»، الذى قرر خيانة وطنه مقابل المال، لكن رجال المخابرات المصرية كانوا له بالمرصاد، وحاولوا إبعاده عن تجنيد الموساد له، لكنه كان مصرا على الخيانة، والفيلم يدور فى فترة ما بعد هزيمة 67، وتدور بعض الأحداث فى ميناء الإسكندرية، الذى كان يعمل فيه «جابر» الذى اعتاد سرقة بعض الأغراض من الشحنات الموجودة فى الميناء، حتى تم القبض عليه وترحيله إلى الجيش، فهرب منه إلى إيطاليا، وبالمصادفة يخرج «جابر» باحثًا عن عمل، فيكتشف أنه فى مكتب السفارة الإسرائيلية دون قصد، لكنها كانت بداية تجنيده لصالح المخابرات الإسرائيلية.

فى هذا الفيلم، أظهر على عبدالخالق الصراع بين عبدالعزيز مخيون، رجل الموساد، وعزت العلايلى، رجل المخابرات المصرية، حيث دائما ما تنتصر لعقيدة المصرية، وأيضا فى هذا الفيلم جملة شهيرة أصبحت محفورة فى أذهاننا، جاءت على لسان رجل المخابرات المصرية عزت العلايلى بعد انتحار نور الشريف: «عاش خاين ومات كافر».

قدم أيضا على عبدالخالق فيلم «الكافير»، بطولة طارق علام وعزت العلايلى وعبير صبرى، الذى يحكى كيفية الحصول على حقيقة الطائرة الإسرائيلية «الكافير»، ومدى قدرتها على القتال أثناء الحرب، وحقيقة الضابط المهندس المصرى الذى ذهب إلى هناك، وحاولت إسرائيل تجنيده لتطوير عيوب تلك الطائرة، ولكن هذا الفيلم لم يحقق نفس نجاح الفيلمين السابقين، وفى عام 2004 قدم على عبدالخالق فيلم «يوم الكرامة»، وهو فيلم حربى عن قصة بطولية للقوات البحرية المصرية فى الفترة التى أعقبت حرب 1967، فعقب حرب الأيام الستة فى يونيو 1967 كانت الروح المعنوية فى أقل معدلاتها تماما، لكن بعد أسابيع قليلة، كانت معركة رأس العش، التى أعادت الأمل وروح البطولة لأبناء القوات المسلحة.

 

####

 

الأمير أباظة: على عبد الخالق أحدث تغييرا جذريا فى السينما المصرية بعد 67

كتب بهاء نبيل

تحدث الناقد الأمير أباظة رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائى، عن دور المخرج على عبد الخالق في السينما المصرية وكيف أثرى السينما بأعماله كمخرج وكعضو رئيسى ضمن أعضاء جامعة السينما الجديدة، قائلاً: "في الفترة من عام 1963 إلى عام 1968 اتخرج خمس دفعات من معهد السينما ووقتها لم يكن السوق يعترف بهم كخريجين وكانوا يتعاملون مع الخبرات الموجودين في مهنة الفن وكانت عائلات بشكل أكثر، فغذا كان الخريج من العائلات بيحصل على عمله في السينما فقط".

وتابع الأمير أباظة: "فأجتمع بعد ذلك محمود من النقاد والصحفيين من ضمنهم سامى السلامونى ومحمد راضى وعلى عبد الخالق وسعيد الشيمى كان الوحيد الذى يعمل وقتها لأن السوق عرفوا في وقت بدرى، وكانت وقتها أزمة غير عادية في الوسط السينمائى عشان كل هؤلاء الخريجين يتم توفير عمل لهم".

وأضاف الأمير أباظة: "وكان هذا الاجتماع في عام 1968 بعد الهزيمة، وضم الصحفيين والنقاد والمخرجين والسينمائيين الذين تخرجوا ولم يعملوا بالمجال، وقاموا بعمل (جامعة السينما الجديدة) وحددوا لها أهداف وأقاموا إجتماعات ووقتها الناقد رجاء النقاش قام بعمل صفحتين في الكواكب وعمل لهم صفحتين وأطلقوا عليها (مجلة الغاضبين) وكان كل شخص فيهم يعبر عن نفسه وعن السينما التي يتخيلها وأحلامه وطموحاته".

وأشار الأمير أباظة إلى أن الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة وقتها، اجتمع معهم وأخبرهم بأنه على استعداد بتوجيه مؤسسة السينما لدعمهم، وبالفعل اتعمل وقتها فيلم (أبناء الصمت) للمخرج محمد راضى، وفيلم (أغنية على الممر" للمخرج على عبد الخالق، والحقيقة كانت هذه السينما مختلفة وبعيدة عن سينما الترفيه والفرح والمرح، فالمخرج على عبد الخالق كان من أهم رواد هذه الجامعة، وانطلق بعدها وعمل مجموعة من الأفلام المهمة في تاريخ السينما المصرية، وبدأ هذا الجيل في العمل ونسيوا الجامعة من بعد ما اشتغلوا في السوق خاصة بعدما أصبح جيل المخرجين الكبار في الرحيل ليدخل جيل على عبد الخالق في اكتساح السوق".

وأستكمل الأمير أباظة: "على عبد الخالق من أهم أضلاع جامعة السينما الجديدة التي أحدثت تغيير جذرى في السينما المصرية بعد هزيمة 1967، ويحسب للمخرج على عبد الخالق أفلامه الوطنية مثل (بئر الخيانة) و(أغنية على الممر) و (اعدام ميت)  وغيرها وهى ركيزة تاريخه السينمائى بجانب تقديمه لعدد كبير من الأفلام الاجتماعية المهمة في تاريخ السينما المصرية وحصد عشرات الجوائز في المهرجانات الفنية بمصر ومن الدول العربية والأوروبية".

وأختتم الأمير أباظة حديثه قائلاً: "احتفينا بمرور 50 عاما على جماعة السينما الجديدة عام 2018، وأصدرنا 3 كتب منها كتاب عن شهادة المخرج على عبد الخالق ومدير التصوير سعيد الشيمى، وقمت أنا بتجميع ما كتب عن جامعة السينما الجديدة أثناء تأسيسها ونشاطها وأعادت طباعته، وحاولنا احياء جامعة السينما الجديدة وعملنا اجتماع بحيث أن الناس تشتغل بأقل أجر وبتشتغل في ظروف مختلفة عشان نبدا حركة نشاط جديد، وأعتقد أنه كان من نتيجته فيلم "2 طلعت حرب" ولكن التجربة توقفت ولم تستمر.

 

اليوم السابع المصرية في

01.09.2022

 
 
 
 
 

السينما المصرية تودّع المخرج علي عبد الخالق: أغنية على الممر

القاهرة/ مروة عبد الفضيل

رحل مساء الجمعة عن  78 عاماً المخرج المصري علي عبد الخالق، بعد صراع مع مرض السرطان. وأعلن أحمد ابن شقيقه عن وفاة عمه عبر فيسبوك: "إنا لله وإنا إليه راجعون، توفي إلى رحمة الله تعالى يوم الجمعة عمي الحبيب الغالي الأستاذ علي عبدالخالق.. توفاه الله وهو يصارع الوحش القاتل السرطان.. ماتت القدوة ومات الخلق".

وعلى الرغم من أن المخرج الراحل بدأ مسيرته مع الإخراج في حقبة السبعينيات تحديداً عام 1972 من خلال إخراج فيلم "أغنية على الممر" عن مسرحية بنفس الاسم للأديب علي سالم، إلا أن فترة ازدهاره سينمائياً كانت في الثمانينيات التي قدم فيها أفلام عديدة جرى تأريخها في أرشيف أهم أفلام السينما المصرية، ومن هذه الأعمال "جري الوحوش"، و"العار"، و"بئر الخيانة"، و"إعدام ميت"، و"الكيف"، و"أربعة في مهمة رسمية"، و"الوحل"، و"اغتصاب".

وحصل عبد الخالق على العديد من الجوائز، خاصة أنه في معظم أفلامه تميز برصد أجواء الجاسوسية بشكل مشوق سينمائياً.

ولم يكن عبد الخالق مخرجاً فقط، إذ شارك في تأليف أربعة أفلام أولها عام 1982 حيث قام بكتابة وإخراج فيلم "وضاع حبى هناك" بطولة حسين فهمى، والفيلم الثاني قدمه في العام نفسه وهو "إنهم يسرقون عمري" لمحمود المليجى وأبو بكر عزت، وعام 1983 قدم فيلم "السادة المرتشون" بطولة محمود ياسين ومحمود عبد العزيز وسعيد صالح، أما الفيلم الرابع والأخير عام 1987 وهو فيلم "أربعة في مهمة رسمية" بطولة أحمد زكى ونورا.

وخاض علي أيضاً تجربة التمثيل في الأعمال السينمائية أو الدرامية، من خلال فيلم واحد "الكافير"، والذى جسد خلاله دور "كمال عبد العزيز" سفير مصر في فرنسا.

واتجه عبد الخالق إلى عالم الدراما التلفزيونية، وقدم بعض الأعمال مثل "نجمة الجماهير"، و"أحلامنا الحلوة"، و"صاحب المقام الرفيع"، و"أولاد عزام"، إلا أنه لم يحظ بالنجاح نفسه الذي كان حليفاً له في السينما وبدأ علي في الاختفاء عن الساحة السينمائية والتلفزيونية حتى ظهر منذ شهور معلناً عن إصابته بمرض السرطان، مناشداً الدولة بالتدخل في علاجه على نفقتها، نظراً لتكاليفه الباهظة، وبالفعل استجابت الدولة لمطلبه، لكنه وبعد فترة قصيرة بعد أن بدأ جلسات الإشعاع رحل عبد الخالق تاركاً إرثاً فنياً كبيراً.

درس المخرج الراحل في المعهد العالي للسينما قسم إخراج، وعقب تخرجه عام 1966 عمل مساعداً للإخراج لفترة، ثم أخرج أفلاماً تسجيلية، ومن أشهرها: "أنشودة الوداع" الذي حصل على العديد من الجوائز الدولية من مهرجانات الأفلام التسجيلية والقصيرة، ومنها الجائزة الثانية من مهرجان "ليبزج" السينمائي بألمانيا، كما حصل فيلمه "السويس مدينتي" على الجائزة الأولى من مهرجان وزارة الثقافة الأول للأفلام التسجيلية عام 1970.
قدم عبد الخالق، أول أفلامه الروائية الطويلة عام 1972 بعنوان "أغنية على الممر" عن مسرحية بنفس الاسم للأديب علي سالم، وحقق الفيلم نجاحاً فنياً هائلاً، وحصل على الجائزة الثانية من (مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي)، وجائزة من مهرجان (طشقند) السينمائي. في نهاية فترة السبعينيات أخرج مثل (مسافر بلا طريق) 1978، و(فريد شوقي) في (الأبالسة) 1980
.

شكّل خلال فترة الثمانينيات ثنائياً مع المؤلف محمود أبو زيد في عدة أفلام سينمائية ناجحة مثل: (العار) 1982، (الكيف) 1985، (جري الوحوش) 1987، (البيضة والحجر) 1990. بداية من التسعينيات قل عدد الأفلام التي قام بإخراجها عبد الخالق ليتجه مع بداية الألفينات للدراما التلفزيونية، ويقدم عدة مسلسلات منها: (نجمة الجماهير) 2003، (البوابة الثانية) 2009.

 

العربي الجديد اللندنية في

02.09.2022

 
 
 
 
 

بعد رحلته مع السرطان.. تفاصيل الأيام الأخيرة في حياة عبد الخالق

 نبيلة صبيح

على ممر الألم والمعاناة مع مرض السرطان عاش المخرج الكبير علي عبد الخالق أيامه الأخيرة وهو يصارع وحش كاسر  منذ شهر يوليو الماضي، لا تنتهي هذه المعاناة ويلفظ صاحب ملحمة "اغنية على الممر" أنفاسه الأخيرة يوم الجمعة الموافق ٢ سبتمبر.

تحدث المخرج الكبير قبل وفاته عن تطورات حالته الصحية خلال  أحد البرامج التلفزيونية  قائلا "بدأت في وحدة المركز الطبي العالمي جلسات إشعاع تستمر خمسة أيام، بمعدل جلسة كل يوم، وفي انتظار نتيجة تحاليل لعينة أخذت مني لتحديد نوع السرطان، والأدوية المناسبة ".

وأضاف عبد الخالق: "من المنتظر أن تظهر نتيجة التحاليل خلال أيام، وهي تحاليل كثيرة تكلفتها 30 ألف جنيه قابلة للزيادة”.

كان على عبد الخالق قد  اكتشف إصابته بمرض السرطان منذ فترة عندما شعر بألم في الذراع الأيسر وتوجه بعدها إلى دكتور العظام.

وقام   بعمل أشعة للاطمئنان على ذراعه وكتب له أدوية، وبعدها أصيب بكورونا واستمر لفترة في العلاج منها، وبعد أن تعافى قام  بإعادة  الفحوصات التي طلبها الدكتور هذه المرة وكانت مختلفة،حيث تضمنت  عمل أشعة رنين، ولكنها لم تُظهر شيء، فطلب منه عمل مسحة ذرية، فعلم حينها أنه  مصاب بمرض السرطان
ثم  تدهورت حالته

ويشاء القدر ان يكتشف عبدالخالق هذا المرض  بالصدفة منذ حوالي  60 يومًا، ففي منتصف يوليو الماضي، أعلن الناقد السينمائي الأمير أباظة، رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي، تعرض المخرج علي عبدالخالق لأزمة صحية شديدة، وكتب تدوينة عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" ،: "المخرج الكبير الذي أمتعنا بأفلامه الوطنية والاجتماعية الرائعة، يمر بأزمة صحية اجعلوا له نصيبا من دعائكم، شفاه الله وعافاه" .

وأضاف قائلا: "علي عبد الخالق، مخرج الأفلام الوطنية، منها أغنية على الممر، إعدام ميت، بئر الخيانة، يوم الكرامة» يستحق العلاج على نفقة الدولة".

من جانبه قال المخرج الراحل علي عبد الخالق أن حالته الصحية متدهورة، حيث اكتشف إصابته بسرطان في الكتف واليد اليسرى، ليبدأ رحلة علاج بجلسات إشعاع، مؤكدًا أنه يحتاج لحقنة ثمنها 100 ألف جنيه في الشهر لكن علاج هذا المرض مكلف جدًا بالنسبة له.

وعقب ذلك تواصل المتحدث الرسمي لوزارة الصحة بالمخرج الراحل علي عبدالخالق، لتتحمل الوزارة تكاليف المرحلة الأولى لعلاجه، ثم أكد على عبد الخالق أنه يعالج على نفقة الدولة بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وبدأ يتلقى العلاج داخل مستشفى المعادي العسكري حتى هزمه المرض ولفظ أنفاسه الأخيرة ليرحل عن عمر ناهز ٧٨ عاما تاركا إرث فنى كبير واعمال سينمائية و تليفزيونية خالدة تعاون فيها مع كبار النجوم

 

البوابة نيوز المصرية في

02.09.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004