تقدم 430 فيلماً عربياً وعالمياً للمشاركة في مهرجان
البحرين السينمائي 2022 في نسخته الثانية، تم اختيار 49 منها للتنافس ضمن 4
فئات رئيسة هي: فئة الأفلام الروائية القصيرة، الأفلام الوثائقية، أفلام
التحريك، والأفلام البحرينية، خلال المهرجان الذي استمر أربعة أيام 15-19
تشرين الأول/أكتوبر الحالي.
افتُتح المهرجان بالفيلم السعودي الروائي الطويل "كيان"
للمخرج حكيم جمعة، بالشراكة مع مهرجان "أفلام السعودية"، وبالتعاون مع شركة
سينيويفز للتوزيع، كما يعرض الفيلم الروسي "أبن الغني" وفيلم بولشوي
بالتعاون مع مؤسسة "روسكينو" التي تمثل مهرجان روسيا الدولي للأفلام.
ورغم أن علاقة البحرينيين بالسينما تمتد لعشرينيات القرن
الماضي، إلا أن المحاولات لإقامة مهرجان سينمائي توالت من عدة جهات، ولكنها
لم تنجح في الاستمرارية. عن ذلك يقول رئيس المهرجان يوسف فولاذ في حديث
لرصيف22: "حتى الآن كل المهرجانات أو المسابقات السينمائية في البحرين هي
نتيجة جهد مجموعة من محبي السينما. كان نادي البحرين للسينما أحدها منذ
التسعينيات، وهناك مسارح وأندية ثقافية كان لها تجارب تنظيم مهرجانات فيديو
للشباب، ويظل نادي البحرين للسينما الأكثر (مغامرة) بتنظيمه مهرجان السينما
العربية وعلينا أن نذكر أن هذا الحدث تحقق بسبب دعم وزارة الإعلام".
تحدي التمويل
وأضاف فولاذ: "تنظيم مهرجان سينمائي كان ولا يزال مكلف، وقد
يكون هذا أحد أهم الأسباب معوقات الاستمرارية".
ويتفق معه الناقد السينمائي البحريني طارق البحار: "على
الرغم من الحماس لتجربة المهرجان السينمائي، لا تزال الاعتبارات المالية
تحدياً لهذه الأحداث صعبة، والعمل مع طاقم قليل من الموظفين بدوام كامل
-غالباً برواتب منخفضة أو بدون، فلا يزال التمويل الحكومي نادراً في العديد
من المهرجانات، وبالطبع هذا الأمر غير متوفر في الخليج بسبب أن المهرجانات
الخليجية تعتمد أساساً على التمويل الحكومي، خصوصاً وأن رعاية الشركات
أصبحت أكثر صعوبة، وشخصياً أعتقد أن هذا هو التحدي الأكبر لمهرجانات
الأفلام الآن في كل مكان".
المسابقات السينمائية في البحرين هي نتيجة جهد مجموعة من
محبي السينما... مهرجان البحرين السينمائي 2022 الذي تقدم للمنافسة فيه 430
فيلماً عربياً وعالمياً
ويضيف البحار: "مثل العديد من المهرجانات السينمائية، فإن
الرعاة الأساسيين محليون، والعديد من مهرجانات الأفلام تعتمد على علاقاتها
بالشركات الكبيرة كداعمين رئيسيين لها، لكن مهرجانات الأفلام الصغيرة التي
تتطلع إلى النمو خارج مجتمعاتها تواجه صعوبة في توسيع قاعدة دعمها، والتحدي
الأكبر الذي يواجهه هذه المهرجانات في المستقبل هو كيفية العثور على المال
للدعم التنظيمي".
وبين فولاذ أن هذا المهرجان موجه "من وإلى الجيل الجديد من
صناع السينما العربية القصيرة بأقسامها الروائي، الوثائقي، التحريك، وإعطاء
الفيلم البحريني القصير مساحةً للوصول للجمهور".
وعن حال السينما البحرينية قال فولاذ: "السينما البحرينية
شأنها شأن السينما العربية؛ فهناك من سعى وتخصص في فنونها وواصل بجهوده
الخاصة مثل المخرج البحريني بسام الذوادي من جيل الرواد، على قلتهم، وهناك
وأكثرهم من الجيل الجديد من استفاد من توفر أدوات التكنولوجية الحديثة في
إعطاء رؤيته سينمائية".
فيما يقول البحار: "لا تزال المهرجانات السينمائية مهمةً
للمجتمع ولصانعي الأفلام، ولعل إقامة مهرجان البحرين السينمائي جاء بعد
إصرار كبير من أشخاص (يعشقون) السينما في البحرين، وبالرغم من أنه في نسخته
الثانية والذي هو أكثر تنظيماً من النسخة الأولى من ناحية الإدارة واختيار
الأفلام ولجان التحكيم والندوات، لكنه مهم جداً بحجم الاهتمام الكبير
للسينما في البحرين التي هي رائدة في هذا المجال".
مشاركات كبيرة
يشارك في المهرجات أفلام من 25 دولة، "شارك أكثر من 400
فيلم في مختلف الأقسام، وهو إنجاز عربي نفتخر فيه، فهي فرصة لتقديم الفيلم
العربي القصير إلى الجمهور وإعطائهم فرصةَ لقاء صانعيه ومتعة مناقشة الفكرة
والعمل"، قال يوسف فولاذ.
رغم أن علاقة البحرينيين بالسينما تمتد لعشرينيات القرن
الماضي، إلا أن المحاولات لإقامة مهرجان سينمائي توالت من عدة جهات، ولكنها
لم تنجح في الاستمرارية
شارك البحار ضمن لجنة اختيار الأفلام بالمهرجان التي قال
عنها: "أغلب الأفلام المشاركة من السعودية ومصر، وهناك 8 أفلام بحرينية.
ومن خلال مشاهدة الأفلام، نرى أن هناك تذبذباً في المستويات العامة، وهذا
ربما بسبب قلة ثقافة صناع الأفلام والمخرجين الشباب الذين يحتاجون إلى صقل
مواهبهم أكثر بالدراسة والقراءة، ومتابعة جميع الأفلام المتوافرة".
وبيّن: "تم اختيار الأفلام على قواعد تتعلق بالحبكة
السينمائية، والكتابة السينمائية، ومتابعة قصة الفيلم بالتسلسل الصحيح،
وغيرها، وبالطبع إلى مراعاة عدة جوانب فنية تتعلق بدقة الصوت والصورة،
وقوانين المهرجانات الدولية، وبالنظر إلى العدد الكبير من الأفلام
المشاركة، لم تكن عملية الاختيار سهلة، خصوصاً وأن هناك أفلاماً دخلت
المهرجان فور المشاهدة بسبب اكتمال جميع النواحي الفنية فيها، خصوصاً من
ناحية التصوير والقصة، لكن التقييم العام كان مرضياً جداً هذا العام مع
توافق كامل في لجنة اختيار الأفلام وإدارة المهرجان".
وقالت المخرجة البحرينية مريم عبدالغفار التي شاركت في
المهرجان بفيلم "صوت الريشة" الذي يتحدث عن الموسيقى البحرينية: "الفيلم
وثائقي قصير عن الفنان محمد بن فارس الذي قاد فن الصوت، والذي انتشر في
الخليج كامل منذ بداياته في القرن العشرين، يتضمن مقابلاتٍ مع باحث تاريخي،
وفنان بحريني، وأحد أعضاء فرقة محمد بن فارس، بالإضافة لمقاطع تمثيلية".
وترى عبدالغفار أن المشاركة في المهرجانات تساعدها "في
توصيل رسالتها للعالم، من خلال نقل التجربة البحرينية لمستوى عربي أو حتى
عالمي"، وتضيف: "هذا الفيلم يوثق لمرحلة تاريخية وتراثية من تاريخ البحرين،
وانتشاره ومشاركته في مختلف المهرجانات يساعد في توصيل فكرته والمعلومات
التي يحتويها، كما أن المشاركة تضيف لي شخصياً من خلال التعرف على أعمال
مخرجين/ات آخرين، وتوسيع شبكة المعارف في الحقل الذي أعمل فيه، بالإضافة
للفوز بالجوائز". |