ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان البحرين السينمائي...

وكأنه مغامرة

نزيهة سعيد

مهرجان البحرين السينمائي

الدورة الثانية

   
 
 
 
 
 
 

تقدم 430 فيلماً عربياً وعالمياً للمشاركة في مهرجان البحرين السينمائي 2022 في نسخته الثانية، تم اختيار 49 منها للتنافس ضمن 4 فئات رئيسة هي: فئة الأفلام الروائية القصيرة، الأفلام الوثائقية، أفلام التحريك، والأفلام البحرينية، خلال المهرجان الذي استمر أربعة أيام 15-19 تشرين الأول/أكتوبر الحالي.

افتُتح المهرجان بالفيلم السعودي الروائي الطويل "كيان" للمخرج حكيم جمعة، بالشراكة مع مهرجان "أفلام السعودية"، وبالتعاون مع شركة سينيويفز للتوزيع، كما يعرض الفيلم الروسي "أبن الغني" وفيلم بولشوي بالتعاون مع مؤسسة "روسكينو" التي تمثل مهرجان روسيا الدولي للأفلام.

ورغم أن علاقة البحرينيين بالسينما تمتد لعشرينيات القرن الماضي، إلا أن المحاولات لإقامة مهرجان سينمائي توالت من عدة جهات، ولكنها لم تنجح في الاستمرارية. عن ذلك يقول رئيس المهرجان يوسف فولاذ في حديث لرصيف22: "حتى الآن كل المهرجانات أو المسابقات السينمائية في البحرين هي نتيجة جهد مجموعة من محبي السينما. كان نادي البحرين للسينما أحدها منذ التسعينيات، وهناك مسارح وأندية ثقافية كان لها تجارب تنظيم مهرجانات فيديو للشباب، ويظل نادي البحرين للسينما الأكثر (مغامرة) بتنظيمه مهرجان السينما العربية وعلينا أن نذكر أن هذا الحدث تحقق بسبب دعم وزارة الإعلام".

تحدي التمويل

وأضاف فولاذ: "تنظيم مهرجان سينمائي كان ولا يزال مكلف، وقد يكون هذا أحد أهم الأسباب معوقات الاستمرارية".

ويتفق معه الناقد السينمائي البحريني طارق البحار: "على الرغم من الحماس لتجربة المهرجان السينمائي، لا تزال الاعتبارات المالية تحدياً لهذه الأحداث صعبة، والعمل مع طاقم قليل من الموظفين بدوام كامل -غالباً برواتب منخفضة أو بدون، فلا يزال التمويل الحكومي نادراً في العديد من المهرجانات، وبالطبع هذا الأمر غير متوفر في الخليج بسبب أن المهرجانات الخليجية تعتمد أساساً على التمويل الحكومي، خصوصاً وأن رعاية الشركات أصبحت أكثر صعوبة، وشخصياً أعتقد أن هذا هو التحدي الأكبر لمهرجانات الأفلام الآن في كل مكان".

المسابقات السينمائية في البحرين هي نتيجة جهد مجموعة من محبي السينما... مهرجان البحرين السينمائي 2022 الذي تقدم للمنافسة فيه 430 فيلماً عربياً وعالمياً

ويضيف البحار: "مثل العديد من المهرجانات السينمائية، فإن الرعاة الأساسيين محليون، والعديد من مهرجانات الأفلام تعتمد على علاقاتها بالشركات الكبيرة كداعمين رئيسيين لها، لكن مهرجانات الأفلام الصغيرة التي تتطلع إلى النمو خارج مجتمعاتها تواجه صعوبة في توسيع قاعدة دعمها، والتحدي الأكبر الذي يواجهه هذه المهرجانات في المستقبل هو كيفية العثور على المال للدعم التنظيمي".

وبين فولاذ أن هذا المهرجان موجه "من وإلى الجيل الجديد من صناع السينما العربية القصيرة بأقسامها الروائي، الوثائقي، التحريك، وإعطاء الفيلم البحريني القصير مساحةً للوصول للجمهور".

وعن حال السينما البحرينية قال فولاذ: "السينما البحرينية شأنها شأن السينما العربية؛ فهناك من سعى وتخصص في فنونها وواصل بجهوده الخاصة مثل المخرج البحريني بسام الذوادي من جيل الرواد، على قلتهم، وهناك وأكثرهم من الجيل الجديد من استفاد من توفر أدوات التكنولوجية الحديثة في إعطاء رؤيته سينمائية".

فيما يقول البحار: "لا تزال المهرجانات السينمائية مهمةً للمجتمع ولصانعي الأفلام، ولعل إقامة مهرجان البحرين السينمائي جاء بعد إصرار كبير من أشخاص (يعشقون) السينما في البحرين، وبالرغم من أنه في نسخته الثانية والذي هو أكثر تنظيماً من النسخة الأولى من ناحية الإدارة واختيار الأفلام ولجان التحكيم والندوات، لكنه مهم جداً بحجم الاهتمام الكبير للسينما في البحرين التي هي رائدة في هذا المجال".

مشاركات كبيرة

يشارك في المهرجات أفلام من 25 دولة، "شارك أكثر من 400 فيلم في مختلف الأقسام، وهو إنجاز عربي نفتخر فيه، فهي فرصة لتقديم الفيلم العربي القصير إلى الجمهور وإعطائهم فرصةَ لقاء صانعيه ومتعة مناقشة الفكرة والعمل"، قال يوسف فولاذ.

رغم أن علاقة البحرينيين بالسينما تمتد لعشرينيات القرن الماضي، إلا أن المحاولات لإقامة مهرجان سينمائي توالت من عدة جهات، ولكنها لم تنجح في الاستمرارية

شارك البحار ضمن لجنة اختيار الأفلام بالمهرجان التي قال عنها: "أغلب الأفلام المشاركة من السعودية ومصر، وهناك 8 أفلام بحرينية. ومن خلال مشاهدة الأفلام، نرى أن هناك تذبذباً في المستويات العامة، وهذا ربما بسبب قلة ثقافة صناع الأفلام والمخرجين الشباب الذين يحتاجون إلى صقل مواهبهم أكثر بالدراسة والقراءة، ومتابعة جميع الأفلام المتوافرة".

وبيّن: "تم اختيار الأفلام على قواعد تتعلق بالحبكة السينمائية، والكتابة السينمائية، ومتابعة قصة الفيلم بالتسلسل الصحيح، وغيرها، وبالطبع إلى مراعاة عدة جوانب فنية تتعلق بدقة الصوت والصورة، وقوانين المهرجانات الدولية، وبالنظر إلى العدد الكبير من الأفلام المشاركة، لم تكن عملية الاختيار سهلة، خصوصاً وأن هناك أفلاماً دخلت المهرجان فور المشاهدة بسبب اكتمال جميع النواحي الفنية فيها، خصوصاً من ناحية التصوير والقصة، لكن التقييم العام كان مرضياً جداً هذا العام مع توافق كامل في لجنة اختيار الأفلام وإدارة المهرجان".

وقالت المخرجة البحرينية مريم عبدالغفار التي شاركت في المهرجان بفيلم "صوت الريشة" الذي يتحدث عن الموسيقى البحرينية: "الفيلم وثائقي قصير عن الفنان محمد بن فارس الذي قاد فن الصوت، والذي انتشر في الخليج كامل منذ بداياته في القرن العشرين، يتضمن مقابلاتٍ مع باحث تاريخي، وفنان بحريني، وأحد أعضاء فرقة محمد بن فارس، بالإضافة لمقاطع تمثيلية".

وترى عبدالغفار أن المشاركة في المهرجانات تساعدها "في توصيل رسالتها للعالم، من خلال نقل التجربة البحرينية لمستوى عربي أو حتى عالمي"، وتضيف: "هذا الفيلم يوثق لمرحلة تاريخية وتراثية من تاريخ البحرين، وانتشاره ومشاركته في مختلف المهرجانات يساعد في توصيل فكرته والمعلومات التي يحتويها، كما أن المشاركة تضيف لي شخصياً من خلال التعرف على أعمال مخرجين/ات آخرين، وتوسيع شبكة المعارف في الحقل الذي أعمل فيه، بالإضافة للفوز بالجوائز".

 

موقع "رصيف 22" في

24.10.2022

 
 
 
 
 

جائزة فريد رمضان تذهب «سلام البحريني» للمخرج أحمد أكبر

الفيلم المصري «بوتيتو» بفوز بجائزة مهرجان البحرين السينمائي

المصدر: منصور شاكر:

أسدل مهرجان البحرين السينمائي الستار على فعالياته، الأربعاء، إذ استمرت على مدى 5 أيام تحت شعار «سينما لأجلك»، وسط حضور مميزة من نجوم بحرينيين وخليجيين وعرب، وبدعم ورعاية من هيئة البحرين للثقافة والآثار في مجمع السيف.

وخلال الحفل، كرّمت إدارة المهرجان الفنان الراحل ابراهيم بحر لإسهاماته الفنية البارزة، والمصوّر السينمائي القدير فريد قمبر، كما أصدر المهرجان كتيبًا من إعداد الكاتب الصحافي محمد فاضل العبيدلي حول الشخصيتين الاستثنائيتين وإسهاماتهما الفنية. وصرح مدير المهرجان يوسف فولاذ أن تسمية جوائز هذه الدورة تأتي تكريمًا ووفاءً لجيل من السينمائيين والفنانين الذين قدموا الكثير للثقافة والفنون والسينما في مملكة البحرين، إذ سُميت جائزة الفيلم الروائي القصير باسم «خليفة شاهين»، وجائزة الفيلم الوثائقي باسم «عبدالرحمن الرويعي»، وجائزة الفيلم البحريني باسم «فريد رمضان»، وجائزة أفلام التحريم باسم «بدر أبوخمسين».

وفي ختام الحفل، أعلن منظمو المهرجان الأفلام التي نالت الجوائز من 4 فئات.

وفاز الفيلم الروائي القصير «بوتيتو» للمخرج المصري محمد البدري بجائزة المهرجان، وفي مسابقة الأفلام البحرينية فاز بجائزة فريد رمضان فيلم «سلام» للمخرج أحمد أكبر، وفي مسابقة أفلام التحريك فاز بالجائزة الفيلم المصري «بكرة خيط» إخراج آية مدني.

كما منحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة للمخرج السعودي خالد زيدان عن فيلم«عثمان»، من تأليف عبدالعزيز العيسى وبطولة أحمد يعقوب وشجاع نشاط.

كذلك منحت شهادة تقدير للمخرجين محمود أبوشمسية وثائر متولي عن الفيلم الفلسطيني «ستة أيام لا تكفي»، وشهادة تقدير لمدير التصوير ريكاردو براتس عن الفيلم الإماراتي «مكان في الزمن»، وشهادة تقدير للمخرج المصري محسن عبدالغني عن فيلم «خط في دائرة».

أما في مسابقة الفيلم الوثائقي، ففاز بالجائزة الفيلم السعودي «جوي» للمخرجة فايزة أمبة، كما منحت لجنة التحكيم شهادة تقدير للمخرج السوري فراس محمد عن فيلم «الناس اللي فوق», ونال الممثل جمعان الرويعي شهادة تقدير عن دوره في فيلم «تيه الحمام»، إلى جانب شهادة تقدير للمخرجة تقوى محمود جواد عن فيلم «الحذاء الذي يصغر كل ليلة».

جدير بالذكر أن المهرجان في دورته الثانية من تنظيم نادي البحرين للسينما، وقد انطلق في 15 أكتوبر ولغاية 19 من الشهر ذاته، بشعار «سينما لأجلك»، بمشاركة 49 فيلمًا.

وإلى جانب عروض الأفلام المشاركة والعروض المصاحبة، قدّم المهرجان عددًا من ورش العمل والندوات التخصصية المتعلقة بصناعة السينما، إذ قدّم المخرج البحريني بسام الذوادي ورشة حول كتابة السيناريو للمبتدئين لمدة 3 أيام، وقدّمت مدير تجارب الأداء في مؤسسة (MBC Talent) عتاب نعيم ورشة متقدّمة حول كيفية اختيار الممثلين،

وندوة حول أهمية تجارب الأداء وخفاياها، بينما قدّمت المحامية فاتن الحداد ندوة حول حقوق الملكية الفكرية في السينما، وبالتعاون مع السفارة الأمريكية لدى مملكة البحرين قدّم البروفيسور جاكلين ميلر ورشة عمل لمدة 3 أيام حول التخطيط المالي لصناعة الأفلام.

 

الأيام البحرينية في

21.10.2022

 
 
 
 
 

مهرجان البحرين للسينما يُكرم صُناع فيلم «خط فى دائرة»

 محمد مجدي

حصل فيلم "خط في دائرة"، للمخرج محسن عبدالغني شقيق الفنانة هبة عبدالغني على شهادة تقدير من لجنة تحكيم مهرجان البحرين السينمائي الدولي للأفلام، ويقيمه نادي سينما البحرين تحت إشراف هيئة الثقافة والآثار البحرينية.

وتتكون لجنة تحكيم الأفلام الروائية القصيرة من الناقدة والكاتبة ناهد صلاح، والمخرج البحريني محمد راشد بوعلي، والكاتب الفرنسي فيليب جلادو، المهرجان يترأسه يوسف فولاذ.

يشار إلى أن فيلم "خط في دائرة"،  بطولة كريم قاسم ومنى هلا، كان قد حصل الفيلم على جائزة لجنة التحكيم لأفضل فيلم روائي قصير في المهرجان القومي للسينما المصرية في دورته الـ24 هذا العام 2022، كما حصل على جائزتي أفضل إخراج وأفضل تصوير في مهرجان رؤى القاهرة.

وعرض الفيلم في افتتاح مهرجان الأردن الدولي للأفلام قبل شهر، ممثلًا لمصر في المسابقة الرسمية، كما شارك في المسابقة الرسمية في مهرجان روتردام العربي في هولندا منذ شهور قليلة.

الفيلم مستوحى من كتاب أحلام فترة النقاهة تأليف الكاتب المصري العالمي نجيب محفوظ، سيناريو محسن عبدالغني ومن إنتاج مكتبة الإسكندرية - مركز الفنون، بدعم من استوديو (سيل the cell) واستديو (فيج ليف) .

 

الدستور المصرية في

21.10.2022

 
 
 
 
 

جوائز البحرين السينمائي.. أفق جديد لشباب السينما

ناهد صلاح

فوز الأفلام البحرينية بمهرجان البحرين السينمائي في دورته الثانية: "سلام" إخراج أحمد أكبر (جائزة فريد رمضان)، شهادة تقدير من لجنة التحكيم للممثل جمعان الرويعي عن دوره في فيلم "تيه الحمام"، وشهادة تقدير للمخرجة تقوى محمود جواد عن فيلمها "الحذاء الذي يصغر كل ليلة"، بقدر ما هو محاولة لدعم وترسيخ مكانة الفيلم البحريني، فإنه يمكن اعتباره أيضًا انعكاسًا فعليًا لنبض الإنتاج والإبداع، والتواصل الثقافي الفني الجاد.

هذه الجدية كانت من أبرز من أبرز ملامح جوائز مهرجان البحرين السينمائي،  التي تنافس عليها نحو 49 فيلمًا، فغير أنها توافقت إلى حد كبير مع شعاره "سينما لأجلك، فكرة الاحتفاء بالمواهب السينمائية الشابة (بحرينيًا وعربيًا)، والمساهمة في إبراز إبداعات جديدة، فإنها أيضًا عززت الدور الثقافي للمهرجان، كحدث سينمائي مهم وضروري، أقامه نادي البحرين للسينما برعاية من هيئة البحرين للثقافة والآثار، في مناخ عابق بالسينما وعوالمها المفتوحة على الجمال والحرية والأسئلة والانفعالات المتنوعة.

صحيح أن المشهد السينمائي البحريني مازال محتاج إلى مزيد من النشاطات الثقافية والفنية المتنوعة، وأن الصناعة السينمائية في البحرين تقتضي توافر رأس المال والتمويل والاستثمار، وخطط للإنتاج المنتظم والوافر، إضافة إلى المعامل والكوادر الفنية المحترفة، لكن المهرجان يعد خطوة لازمة لتفعيل الإنجاز المطلوب.

على أية حال، فإن الجوائز الأخرى خارج المشهد البحريني، تآلفت  مع التأسيس الجدي للفعالية وللصناعة السينمائية، فلما كان الحضور المصري واضحًا بعدد كبير من الأفلام وتُوج بثلاث جوائز، فإنه يلخص بقدر ما تغير في الخريطة السينمائية والمنافسة العربية، وإن ظل المصري سابق بمسافة بحكم كم الإنتاج والخبرة، وعمومًا فالجوائز التي فازت بها الأفلام المصرية، تعبر عن تيارات جديدة ومتباينة، تنحاز جميعها للقطات الإنسانية والميل إلى الاختيارات الفنية شديدة الخصوصية، فهناك ما يشد المتلقي لمتابعة "خط في دائرة" إخراج محسن عبد الغني، الفائز بشهادة تقدير، هدوء قوي في التقاط النبض الإنساني في لقطة سينمائية واحدة، تكشف الوجوه وما تخفيه، والانفعالات وما تظهره، والتفاصيل الصغيرة بمجرد تركيز الكاميرا على وجه البطل الذي جسده كريم قاسم، هنا يغوص المخرج مع بطله في هواجس فنية يمتزج فيها الخيالي بالواقعي، وهو بالأساس مستوحى من (أحلام فترة النقاهة) لنجيب محفوظ، مزيج استثنائي بلغة بسيطة دمجت بين الحالة السينمائية والعمق الإنساني في سيناريو محكم.

التقاط الانفعالات الإنسانية للشخصيات الغارقة في ارتباكها الظاهر والمبطن وتعبها المزمن، نحسه كذلك في (potato) للمخرج محمد البدري، الفائز بجائزة أفضل فيلم روائي قصير، لتكون بذلك الجائزة الـ 50 بعد مشاركته في مهرجانات دولية أخرى، تجربة فنية مختلفة وممتعة، حيث تمكن المخرج من تحويل لوحة (آكلو البطاطا) لفان جوخ إلى دراما منطوقة تحكي عن معاناة إنسانية عميقة، إنطلق من اللوحة ليصيغ الحكاية ويتخيل شخوصها ويضع لها نهاية ملائمة، صياغة مثيرة إستخدم فيها عناصر فنية عدة بمهارة، الماكياج، الديكور، الإضاءة التي تمزج الرمادي بالغامق، وتصنع من المزيج لونًا يضع المتلقي أمام التباس الحقائق الإنسانية.

هذا الخيال المثير نراه بدرجة أخرى في فيلم التحريك الفائز بجئزة أفضل فيلم "بكرة خيط" إخراج أية فؤاد مدني، فيه نرى التحريك مثيرًا للانتباه، جزءً أساسيًا من صناعة الصورة الفنية الجديدة، وله سطوة جمالية مؤثرة في بنية الصورة.

هذا ما نلمسه بوضوح في الفيلم السعودي (جوي) إخراج فائزة أمبا، الفائز بجائزة أفضل فيلم وثائقي، فيلم يتبنى تيمة فنية حرة، تتوغل في عمق مجتمعه، وتتلمس وجدان مهمشيه، وخلال هذا التوغل يطرح السينما كشكل تعبيري للتحرر من الانغلاق والصرامة، بما يصنع أفقا للأمل والبهجة من خلاله انطلاقه في عالم المهمشين، بين أطفال ومراهقي الحارة ومحاولة تأسيس علاقتهم بالسينما.

كذلك فوز الفيلم السعودي (عثمان) إخراج خالد زيدان بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، وفيه تتماس الكوميديا والسخرية من واقع نمطي ورتيب لموظف أمن بسيط، يحمل تفاصيل ولمحات واقعية، مطروحة بصريًا بأسلوب جمالي يعبر عن التحولات التي عاشها بطل الفيلم.

هنا نجد أنفسنا أمام إنجاز يغوص في تشعبات الحالات الإنسانية بحثًا عن معنى العلاقة بين الصورة والواقع والحياة، تجارب لشباب سعودي، لديهم قدرة على إنجاز أفلام نابعة من حماسة واضحة في امتلاك لغة تعبير بصرية، وفي تطوير أدوات العمل الفني، وفي السعي الجاد إلى اللحاق بالعصر السينمائي، الذي سبقهم سنين طويلة جدًا

هذا التنوع البصري نلحظه في أفلام أخرى مثل"مكان في الزمن" إخراج نواف الجناحي، حيث فاز مدير تصويره (ريكاردو براتس) بشهادة تقدير، قدم الفيلم معالجة درامية ذهبت بصريًا نحو مناطق كاشفة، وناقلة للعلاقات الإنسانية، حيث تبرز الصورة كعنصر أساسي في الحكاية، بحساسية مرهفة

بينما يتجلى الصنيع البصري أيضًا في الوثائقي السوري ( الناس اللي فوق) إخراج فراس محمد، الفائز بشهادة تقدير في مسابقة الأفلام الوثائقية، إذ يصنع الفيلم الجميل نوعًا من الدهشة السينمائية، بجميع عناصره الفنية، حيث يغوص في ليل دمشق ويتتبع مساراتها من خلال شخوصه: راقصة تعمل حتى لا تكون عبئا على أحد، وناس متعبون في السوق والشارع، حافظ في مساره على مسافة واحدة من الجميع وقدم رؤية سينمائية نابضة وبناء سينمائي صلب في سرده وبنيته الفنية الكاشفة لحياة توثق للمدينة وناسها، صورًا للمعاناة الفردية والوجع الإنسانيّ، في مشاهد متتالية من اللقطات الحية التي عكست قسوة الحياة في امتحان البشر قدرتهم على المواجهة والتحدي

بمزاج آخر تناول الروائي الفلسطيني القصير، الفائز بشهادة تقدير "ستة أيام لا تكفي" إخراج محمود أبو شمسية وثائر متولي، لغة سينمائية مباشرة، اشتغل فيها على لحظة محورية في تاريخ النضال الفلسطيني، لحظة تثير التأمل في هذا النضال وجغرافيته، وتنطلق من الذاتي إلى العام، لتكشف ما هو أبعد وأعمق

وبهذا التنوع والتباين في التجارب المختلفة التي شاهدناها، يبقى السؤال المطروح: إلى أي مدى يمكن القول إن هناك أفقًا جديدًا لسينما عربية شابة؟.. هذا ما ستكشفه الأيام والسنوات المقبلة.

 

اليوم السابع المصرية في

22.10.2022

 
 
 
 
 

المخرج السعودي خالد زيدان... الوجه الجديد للسينما الواقعية

فاز بجائزة مهرجان البحرين السينمائي... واختير فيلمان له من «البحر الأحمر»

الدمام: إيمان الخطاف

كثيراً ما تنحاز السينما الواقعية للمهمشين والمنسيين من البسطاء الذين تداعبهم الأحلام الصغيرة، وهو خط ميّز المخرج السعودي خالد زيدان، الذي على الرغم من حداثة تجربته السينمائية، وكونه ما زال طالباً جامعياً لم يتجاوز عمره الـ21 عاماً، فإنه تمكن من اقتناص عدة جوائز، آخرها جائزة لجنة التحكيم في مهرجان البحرين السينمائي، عن فيلمه «عثمان»، الأسبوع الماضي.

زيدان الذي يقول: «أحب السينما الواقعية»، اختصر سنوات عدة في وقت قصير، حيث فاز بجائزة «النخلة الذهبية» لأفضل فيلم وثائقي ثانٍ عن فيلم «حواس» عام 2020، وجائزة «جازان للإبداع» لفرع الفيلم السينمائي عن فيلم «طوق نجاة» عام 2020، وجائزة «الشراع الفضي» لأفضل فيلم قصير في مهرجان الخليج عن فيلم «عثمان» لعام 2022، إلى جانب جائزة أفضل فيلم في تحدي «24HR» بمهرجان البحر الأحمر السينمائي عن فيلم «الطفل في خزانة ملابسه».

يشير زيدان خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إلى تأثره بالمخرج الأميركي مارتن سكورسيزي، وتحديداً فيلمه «سائق التاكسي»، الذي عُرض عام 1976، ويتناول الفيلم قصة رجل مضطرب، يعاني من الوحدة والأرق، ويعمل سائق تاكسي ليلاً في مدينة نيويورك، ليشهد على فساد المجتمع الضائع بين الحانات وأوكار الدعارة، بما يجعله ناقماً وراغباً في العنف.

هذه الحالة السينمائية المنحازة للمهمشين، شكّلت الوقود بالنسبة لخالد زيدان، حيث اعتبر «سائق التاكسي» بمثابة المرجع لفيلمه «عثمان»، قائلاً: «من يشاهد الفيلم سيلحظ تشابه الروح بينهما، أو على الأقل سيلمح إعجابي بفيلم مارتن سكورسيزي، حيث تناول في فيلمه قصة واقعية من حياة شخصية مهمشة». ويتابع: «أقرب الأفلام إلى قلبي هي التي تدور حول الأشياء البسيطة والناس الاعتياديين، كما تبدو الأمور في الحقيقة»، مشيراً إلى أن كثيراً من المخرجين يحاولون إظهار ذلك، لكنهم يفشلون؛ لأنهم يظهرونه بشكل مزيّف، كما يصف. ويردف: «أعتقد أن السينما وُجدت للقصص الحقيقية، الشفافة، التي تُظهر الأشياء على حقيقتها، كما تحدث في الواقع».

فيلم «عثمان» الذي جاء عرضه الأول في الدورة الأخيرة لمهرجان أفلام السعودية 2022، يتناول قصة رجل أمن في مستشفى حكومي، يعيش حياة هادئة برفقة قريبه، ولكن سرعان ما تأخذ الأمور منحنى آخر معه، ليصحو «عثمان» من رتابته ويواجه حقائق الأمور، وهو فيلم كتبه عبد العزيز العيسى، وأخرجه خالد زيدان، وجاء من بطولة الممثل أحمد يعقوب.

وفي الأسبوع الماضي، أعلن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، عن 11 فيلماً تعرض للمرة الأولى ضمن فئة «سينما السعودية الجديدة»، في دورته الثانية، المقررة مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وكان زيدان هو المخرج الوحيد الذي تم اختيار فيلمين له، هما «عثمان» و«الطفل في خزانة ملابسه».

ويعتبر زيدان فيلم «عثمان»، هو «بطاقة التعريف له كمخرج»، قائلاً: «كنت واثقاً من نجاح الفيلم، لكن لم أتوقع أن ينال كل هذه الشهرة، وما زلت لا أعرف السر الذي جعل الجمهور يرتبط بهذا الشكل القوي بالفيلم والشخصية». ويشير إلى أن تطوير سيناريو الفيلم استغرق نحو 8 أشهر، وهي مدة تعد طويلة جداً لفيلم قصير، حيث من المتعارف عليه أن الأفلام القصيرة لا تتطلب كل هذا الوقت، ويضيف: «حاولنا خلق معادلة صعبة، بأن يحظى الفيلم بإعجاب النقاد والجمهور في آن واحد».

- «الطفل في خزانة ملابسه»

وعن فيلمه الآخر الذي اختير، «الطفل في خزانة ملابسه»، فهو يتناول ذكريات الطفولة وكيفية تفسير الإنسان لتجاربه الأولى في الحياة، وبماذا يشعر نحوها. ويوضح زيدان أنه فيلم قصير جداً، في حدود الـ4 دقائق، إلا أنه يصفه أيضاً بالتجربة المختلفة، ويتابع: «ربما من يشاهد الفيلمين لا يتوقع أنهما لنفس المخرج، لاختلاف نوعية كل واحد منهما»، مبيناً أن هذا الفيلم جاء خلاصة تحدي إنتاج فيلم متكامل في أقل من يومين، من لحظة بداية التصوير إلى حين تسليم العمل.

جدير بالذكر، أن المخرج خالد زيدان هو طالب جامعي يدرس في جيزان (جنوب السعودية)، وبدأ في اكتشاف مواهبه في سن مبكرة، حيث كان لاعب خفة في طفولته، ما بين عمر 8 و14 عاماً، وكان حينها يصوّر نفسه بشكل تلقائي، ثم وجد نفسه يتجه بصورة أكثر كثافة ناحية التصوير والمونتاج، ليتعلم الإخراج ذاتياً، من خلال الدورات الإلكترونية والحضورية، والبحث والتطبيق بأدوات بسيطة آنذاك، واستمر على مدى 7 سنوات يعمل في الأفلام المستقلة، وفق ما سماه «فريق الرجل الواحد».

 

الشرق الأوسط في

22.10.2022

 
 
 
 
 

عندما يريد أب شاب مستهتر تعليمه دَرْسَ حياتِه في فيلم روسي

عرض SON OF A RICH ضمن العروض المصاحبة للبحرين السينمائي

البلاد/ طارق البحار:

كيف هي الحياة بالنسبة إلى شاب متغطرس مثلاً؟ هل هو متواضع ويحترم كل من حوله؟ خصائص لا يدري عنها ”جريشا“ بطل فيلم "Son of a Rich" والذي عرض أخيراً في "سينما مكتا" بتنظيم من نادي البحرين للسينما بحضور أعضائه وعدد كبير من عشاق الأفلام في البحرين من الإعلام والسوشال ميديا والجمهور وذلك ضمن العروض الخاصة للسينما الروسية التي كانت مجدولة في مهرجان البحرين السينمائي في نسخته الثانية أخيراً.

وفي تصريح خاص لـ"البلاد"، قال المدير الفني للمهرجان عمار زينل: ”كان من المفترض أن يعرض هذا الفيلم الروسي ضمن أيام مهرجان البحرين في دورته الثانية، ولكن بسبب خلل تقني من طرفهم لم نستطع تحقيق ذلك وعرضنا فيلماً آخر، ولذلك خصصنا هذه الليلة بحضور عدد من السينمائيين البحرينيين والضيوف، وبالتعاون مع شركة مورسكينو التابعة لوزارة الثقافة الروسية الشركة المسؤولة عن أفلام مهرجان روسيا، وأيضاً بالتعاون مع السفارة الروسية بالبلاد عبر الملحق الثقافي لعرض هذا الفيلم الممتع في البحرين بتاريخ 25 ديسمبر“.
وأكد زينل أنه تم اختيار الأفلام الروسية في المهرجان بعناية كبيرة، مثل: ”بولشوي“ و“صن أوف ريج“ اللذين كانا من الأعمال السينمائية التي يحبها الجمهور.

"SON OF A RICH"

بطل الفيلم الروسي والذي يقدمه (ميلوس بيكوفيتش) لديه ما يكفي من المال لشراء كل شيء وكل شخص، فالناس ليسوا سوى سلعة بالنسبة له، وعندما يدخل في مشاكل مع الشرطة وينتهي به الأمر إلى السجن، يظن والده (ألكسندر سامويلينكو) بطريقة ما أن يكون ذلك بمثابة تعليم لابنه المدلل. ووسط ذلك صديقته أناستاسيا (ماريا ميرونوفا) وبسبب معرفتها بطبيبة نفسية (إيفان أوكلوبيستين) تريد إعادة تثقيف الناس بطرق غير تقليدية. 

بعد وقت قصير تورط ”جريشا“ في حادث، و عندما يعود إلى نفسه بالكاد يصدق عينيه، حيث يجد نفسه فجأة في العام 1890 وعليه أن يعمل كمالك أرض طينية بعيداً عن الدلع في العصور الوسطى!

الفيلم الذي حقق نجاحاً كبيراً في شباك التذاكر في روسيا، هو في الواقع ممتع للغاية. لكن الأمر يستغرق بعض الوقت للوصول إلى هذه النقطة، الممثل الجيد ميلوس بيكوفيتش، الذي يجسد دور الابن المدلل هنا يعتقد أنه يستطيع شراء كل شيء بأموال والده، إنه لا يجمع نقاط التعاطف بهذه الطريقة. لكن في رحلته التعليمية للسفر عبر الزمن نشاهد معه بعض التغييرات.

الفيلم هو أعظم نجاح تجاري للمخرج الروسي الشاب، في العام 2019 وحده، أصدر فيلمين عزز بهما مكانته كواحد من أكثر الممثلين إثارة للاهتمام للجيل الجديد من مؤلفي هذه السينما الروسية مثل فيلم "TEXT"، الذي يحمله على أكتافه التمثيلية ألكسندر بتروف، استناداً إلى رواية ديمتري جلوخوفسكي، ويعد "TEXT" إنجازاً استثنائياً للسينما الروسية، والإنجاز الأكثر إبداعاً.

اللحظة الرومانسية هي واحدة من اللحظات الحاسمة في تغيير الشخصية للشخصية الرئيسية والذي، بسبب سلوكه الذي لا يطاق ووقاحته، يكره والده الذي يريد أن يجد طريقة لتغييره، حتى يتحول إلى شاب عادي يعرف النبل والتعاطف، الدور الحاسم في ذلك تلعبه جميل القرية ”ليزا“ التي سيقع في حبها ”جريشا“ خارج سياق "كتابة السيناريو" المخطط له مع سيدة مختلفة تماماً.

يعتبر الفيلم "Son of a Rich" ثمرة سيناريو معقد من تأليف دارجي جراسيفيتش، والذي يتضمن رسالة ذكية نوعاً ما حول إعادة الابن الضال إلى المسار الصحيح، سلسلة من الآثار الجانبية المنفصلة وقوة النص الفرعي، (بمعنى فكرة الحياة بسرعتها وتطورها التكنولوجي، وحتى الراحة تجعلنا عمياء عن القيم والجمال التي نتمتع بها بسهولة والوصول بسرعة، مما يؤدي إلى انهيار السحر والتقليل من قيمة العلاقات الإنسانية الأكثر نبلاً)، وهو أمر ضروري للإنسان الحديث حول العودة إلى نفسه والطبيعة، والبساطة والفروسية.

أفضل ما في الموارد الكوميدية للفيلم هي روح كوميديا الارتباك لنجمه والمواقف التي يحتاج فيها فريق كامل من الناس إلى شخصية واحدة لاستحضار بعد زمني آخر بكل خصائص روح العصر، وأتباع هذه الكوميديا الناجحة والمسلية، والتي مهدت الطريق لميلوش بيكوفيتش ليصبح أكبر نجوم السينما الروسية اليوم.

 

البلاد البحرينية في

28.12.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004