أكد الأمير أباظة، رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائى، ورئيس
جمعية كتاب ونقاد السينما، أن المهرجان أعاد العلاقات المصرية- السورية من
خلال السينما، وعرض أفلامًا بعيدًا عن المؤسسة العامة للسينما، في أعوام
2011، و2012، و2013، وتحدث «أباظة»، في حواره لـ«المصرى اليوم»، عن تفاصيل
وعقبات خروج الدورة الـ38 للنور، والتى تفتتح اليوم، في مكتبة الإسكندرية،
وكشف عن تفاصيل حفل الافتتاح وتقديمه بـ3 لغات، وأشار إلى منصة دعم مشاريع
الأفلام بقيمة 150 ألف جنيه، ولفت إلى تنوع في الأفلام والمسابقات، مسابقة
أفلام الطلبة يتم عرض أفلامها للمرة الأولى بالجامعة المصرية- اليابانية،
جامعة فاروس، المركز السينمائى الإسبانى ببرنامج «قبل الثورة»، وكشف
«أباظة» لـ«المصرى اليوم» عن أنه فوجئ بأن ميزانية المهرجان هذا العام
تقلصت إلى 1.5 مليون جنيه، ورفعتها الدكتورة نيفين الكيلانى، وزيرة
الثقافة، إلى 2 مليون، وعبر عن مخاوفه من تراجع إقامة المهرجانات الفنية
خلال الأعوام المقبلة بسبب ضعف الميزانيات المخصصة وإلى نص الحوار:
■ لنبدأ
من أهم فعاليات الدورة 38 من مهرجان الإسكندرية؟
- نحتفى
هذا العام بعام الثقافة المصرية- التونسية، و100 عام ميلاد السينما
التونسية التي أطلقت أول أفلامها عام 1922، وأطلقنا استفتاء اختيار أهم 100
فيلم كوميدى في تاريخ السينما المصرية، وهناك أيضًا منصة لدعم مشاريع
الأفلام بقيمة 150 ألف جنيه، وهناك تنوع في الأفلام والمسابقات، مسابقة
أفلام الطلبة يتم عرض أفلامها للمرة الأولى بالجامعة المصرية- اليابانية،
جمعة فاروس، المركز السينمائى الإسبانى ببرنامج قبل الثورة.
■ ماذا
عن أهم الصعوبات التي واجهتها إدارة المهرجان أثناء التحضير للدورة؟
- الميزانية
بدون شك ولك أن تتخيل أن ميزانية 2022 أقل من الميزانية المخصصة للمهرجان
في عام 2018، ففى العامين الماضيين تم تقليصها بقيمة 30% نظرًا لظروف
كورونا وعدم وجود ضيوف أجانب، وكان من المفترض عودة تلك القيمة هذا العام
مع رفع الإجراءات الاحترازية.
■ ما
هي قيمة الميزانية الفعلية للمهرجان؟
- المفترض
أن تكون 5 ملايين جنيه، فهذا ما حصلت عليه من وزارة الثقافة هذا العام،
فوجئت أن المخصص للمهرجان مليون و600 ألف جنيه من جانب د. إيناس عبدالدايم،
وبعدما تولت د.نيفين الكيلانى وزارة الثقافة جمعنا لقاء وتفهمت الأمر ورفعت
الميزانية إلى 2 مليون جنيه، وهو رقم قليل جدًا مقارنة بارتفاع الأسعار
داخل الفنادق والجوائز والانتقالات، وطلب منى عصام زكريا، المدير الفنى
بالمهرجان، زيادة لبعض العاملين معه في المهرجان رفضتها، «هجيب منين
المسألة بقت صعبة، أنا خايف بعد دورة والا إتنين تلاقى مفيش مهرجانات»،
وبشكل عام وليس بمهرجان إسكندرية فقط، وإن كان الأخير مر على انطلاقه 43
عامًا شهد تنظيم 38 دورة، وإلغاءه يعتبر «هزار»، وبالفعل في الفترة الأخيرة
فكرت وأخبرت اللجنة العليا للمهرجانات أننى أفكر في إلغاء الدورة 38 لإنى
تعبت، الميزانية لا تفى بالغرض.
■ ماذا
عن مشكلة المهرجان مع اللجنة العليا للمهرجانات بوزارة الثقافة؟
- اللجنة
للأسف وافقت على مهرجان الإسكندرية رغم تاريخه الطويل منذ أسبوعين فقط، حتى
وإن كان لديهم ملاحظات تحتاج التوضيح من جانبى، كان من المفترض أن يكون
اللقاء المباشر كفيلا بإنهائها، خاطبتهم من مايو الماضى، ويتم التأجيل، ثم
التأجيل، ثم يأتى الرد بأننى لم أرسل أسماء الضيوف، واجهت تعنتا مع مهرجان
عمره 38 دورة، وهناك نقاد وصحفيون داخل اللجنة يتعنتون ويتسببون في مشاكل
لمهرجان الإسكندرية، وكان في إيديهم سيف وتقطع الرقاب، وأقول لهم «لو
معملناش مهرجانات مش هتلاقى شغلانة تشتغلها».
■ وكيف
توفر باقى المصاريف التي يتطلبها المهرجان؟
- للأسف
الفنادق على سبيل المثال بدأت تقليص الخصومات من 70 إلى 30 %، وكنا نحصل
على الانتقالات مجانًا، المطبوعات ارتفعت بصورة ضخمة، ونهتم في مهرجان
الإسكندرية بالمطبوعات كونها تدعم أحد أهم أهداف ومبادئ جمعية كتاب ونقاد
السينما دعم الثقافة السينمائية، قدمنا 154 كتابا على مدار الـ 10 سنوات
الماضية، وهو أمر ليس سهلًا على الإطلاق، ونحصل على خدمات لوجيستية من
وزارة السياحة، وميزانية المهرجان 10 % من الميزانية المخصصة لمهرجان
القاهرة السينمائية من خزينة الدولة، وطلبت من د.إيناس عبدالدايم، على سبيل
المثال، مسرح سيد درويش ليشهد الافتتاح والختام، مع عدم تحميل الجمعية أي
نفقات، جاء الرد بـ 50 ألفا للافتتاح، ومثلها في الختام، ومثلها للتأمين،
و20 ألفا للإضاءة، 170 ألف جنيه، وهو ليس عدلا، وهذا العام حدث تعاون مع
د.أحمد زايد ليكون الافتتاح والختام بمكتبة الإسكندرية بخصم 50 %، ووفرنا
قرابة 83 ألف جنيه، وكان د.إسماعيل سراج الدين يمنحنا المسرح مجانًا في وقت
ما، د.مصطفى الفقى هو من فرض قيمة لتأجير المكتبة.
■ ماذا
عن أهم إصدارات الكتب في الدورة المقبلة؟
- لدينا
11 كتابا هذا العام أهمها أهم 100 فيلم كوميدى، يعد توثيقا للاستفتاء الذي
أعلنا عنه قبل أيام، بمشاركة مجموعة من النقاد والسينمائيين، وقام بالرصد
لجنة تضم 5 شخصيات بينهم الناقد أحمد شوقى، واللغط الذي حدث على عدم وجود
بعض الأعمال أو عدم استحقاق البعض الآخر طبيعى وحدث من قبل مع استفتاء
مهرجان القاهرة السينمائى عام 96، هناك أفلام لا خلاف عليها مثل «إشاعة حب»
و«مراتى مدير عام»، والبعض قال إن «إحنا بتوع الأتوبيس» و«بحب السيما» ليس
لهما علاقة بالكوميديا، وأرد عليهم بأن كلا من الفيلمين ينتمى للكوميديا
السوداء التي تولد الضحك من رحم المعاناة.
■ المهرجان
احتفى بمئوية ميلاد بعض النجوم، وهذا العام يحتفل بالذكرى الـ 50 لوفاة
البعض لماذا؟
- بالفعل
هذا العام نحتفى بـ50 سنة على وفاة إسماعيل ياسين، والأستاذ فطين
عبدالوهاب، ولأن الدورة 38 تخص الكوميديا، والمهرجان هو صاحب المبادرة في
هذا الأمر، مصر بها المئات من النجوم التي لم يتم تكريمهم قبل وفاتهم،
واخترنا تكريمهم، ولكن مع وجود مناسبة وبعيدًا عن العشوائية.
■ الدورة
38 دورة الكوميديا، لماذا لم يتم إطلاق اسم أحد نجوم الكوميديا عليها بدلًا
من محمود حميدة الذي تحمل الدورة اسمه وهو رئيس شرفى لمهرجان آخر؟
- محمود
حميدة فنان كبير، قدم 63 فيلما، معظمها أعمال مهمة، أنتج للسينما، مهتم
بالثقافة السينمائية، يستحق بدون شك أن تكون الدورة باسمه، لماذا في دورة
الكوميديا أبرر لك، العام الماضى كان من المقرر أن نحتفى بـ 125 سنة على
السينما أن تكون دورة كوميدية ونقوم بالاستفتاء، لكن أحمد شوقى كان مشغولا
وقتها، وأجلناها إلى العام المقبل، ومع بداية 2022 تواصلنا مع محمود حميدة
لتكون الدورة 38 باسمه، قبل التفكير أن تكون دورة للكوميديا، ومع خروج
الفكرة لم أجد تعارضا بين الأمرين، «مينفعش أرجع في كلامى»، وليس هناك
تعارض من كونه رئيسا شرفيا لمهرجان الأقصر، مفيش أزمة بالنسبة لى، لأن هدفى
هو تكريمه.
■ كم
عدد الأفلام المشاركة؟ وعدد المسابقات؟
- لدينا
29 دولة مشاركة، 90 فيلما، 4 مسابقات، مسابقة الفيلم المتوسطى الطويل،
المتوسطى القصير، الفيلم العربى الطويل تحمل اسم نور الشريف، أفلام الطلبة،
مسابقة السيناريو تحمل اسم ممدوح الليثى، ومنحة الفنان حسين عبدالرضا
للأفلام المصرية القصيرة 100 ألف جنيه، وهناك اتفاق مع منار حسنى، رئيس
المركز القومى للسينما، لتقديم دعم لوجيستى للأفلام الفائزة.
■ ماذا
عن أبرز الضيوف في الدور وعددهم محليًا ودوليًا؟
- المطربة
اليونانية العالمية من أبناء الإسكندرية ألكيستيس بروتوبسالتى، وتونس هذا
العام ذكرى مئوية أفلامها ونحتفى بها من خلال ندوة، معرض أفيشات الكوميديا،
معرض للأفلام المصرية- التونسية، ونور أرمانى، الفرنسية ماريان بورجو،
وكلهن عاشوا في الإسكندرية، أيمن زيدان، دريد لحام أحد أهم النجوم العرب من
نجوم الكوميديا، سعيد حامد، دنيا سمير غانم.
■ «أسوان»
السينمائى كرم دنيا سمير غانم، مؤخرًا، رغم أن مشاركاتها السينمائية قليلة،
لماذا لم تفكر في تكريم فنانة كوميدية مثل ياسمين عبدالعزيز؟
- دنيا
سمير غانم قدمت 12 فيلما سينمائيا، ودراما تلفزيونية كوميدية مهمة، لا
أكرمها من أجل والدها، وتم الاحتفاء بوالدها ومنحه وساما، وتكريمها في
مهرجان الدراما جاء مؤخرًا، وأثناء تحضير التكريمات ما كان هناك مهرجان
للدراما، وإحدى المخرجات تكرم في مهرجان كبير ورصيدها 3 أفلام فقط.
■ لماذا
يواجه مهرجان الإسكندرية أزمة في مشاركة الفيلم المصرى بمسابقاته؟
- التمثيل
المصرى مرتبط بالإنتاج المصرى، في وقت من الأوقات كان يعرض المهرجان من 10
لـ 15 فيلما عرضا أول، المهرجان شاشة عرض وليس منتجا، وهو ما قامت به لجنة
الأوسكار حينما فضلت عدم ترشيح فيلم مصرى، ولدينا في الدورة 38 فيلما تنافس
ضمن مسابقة المتوسطى الطويل يعرض للمرة الأولى يحمل عنوان «الباب الأخضر»
بطولة إياد نصار، سهر الصايغ، خالد الصاوى، محمود عبدالمغنى، بيومى فؤاد،
أحمد فؤاد سليم، حمزة العيلى، رشدى الشامى، عابد عنانى، إسلام حافظ، حنان
سليمان، إخراج رؤوف عبدالعزيز.
■ بروتوكولات
التعاون والرعاة.. ما هي أوجه استفادة ميزانية المهرجان منها؟
- دائمًا
البحث عن الدعم، سواء ماديًا أو لوجيستيًا، يكون مقابله دعاية لا توازى
القيمة المادية التي نحصل عليها، منها مثل حفل عشاء وحفل ساهر لـ 100 شخص،
وآخر يتكفل بمصاريف السجادة الحمراء، شاشات عرض وغيره، وهذا العام نحصل على
دعم من جهتين مصريتين.
■ مهرجان
الإسكندرية لدول البحر المتوسط.. كيف يحصل على منصة دعم من الكويت بقارة
آسيا.. وهل سيكون هناك شرط لتنفيذ تلك الأعمال؟
- أي
دعم للسينما المصرية يقدمه شقيق أو صديق هي مسألة مطلوبة، وتوجيه الدعم
للأفلام المصرية القصيرة، وليس لأفلام البحر المتوسط، لدعم الشباب الجدد
كمنحة، وتواصلت مع منار حسنى للحصول على دعم لوجيستى للشباب من المركز
القومى للسينما، وهناك شروط وقيود وعقد لتنفيذ تلك المشاريع، ويشترط عرض
تلك المشاريع في مهرجان الإسكندرية أولا.
■ ماذا
عن تفاصيل حفل الافتتاح الليلة الأربعاء؟
- الحفل
سيكون بمكتبة الإسكندرية، إخراج محمد مرسى، يضم في البداية «أوبريت» لفرقة
شباب الإسكندرية، يقدمه 3 مذيعين بـ 3 لغات، كريم كوجاح بالإنجليزية، شيرين
الشايب العربية، غادة شاهين بالفرنسية، نستعرض أفلام المسابقات ولجان
التحكيم، وكلمات المحافظ ووزيرة الثقافة ورئيس المهرجان، التكريمات في
الافتتاح، 5 مصريين، 3 أجانب، وندوات تكريم تحت عنوان واحة الخالدين.
■ لماذا
مع كل دورة من المهرجان تسن الأقلام للهجوم عليه؟
- «لو
أنت عاوز حاجة من مهرجان الإسكندرية مأخدتهاش هتشتم في المهرجان»، هذا ما
يحدث معنا دائمًا، المهرجان لا يستطيع الوفاء بطلبات الجميع، إذا كان
المهرجان غير جاذب ما كان كبار النجوم حرصوا على التواجد فيه، ومن كثرة
الطلبات «زهقت»، ومن خرج بدون رضاء يريد أن يهاجم المهرجان ليحصل على حقه
من وجهة نظره.
■ ألم
تفكر في تقديم المهرجان جائزة للنقد السينمائى وتكريم كبار النقاد؟
- إمام
عمر، نعمة الله حسين، ماجدة موريس، خيرية البشلاوى، تم تكريمهن في
المهرجان، وهن من كبار النقاد، منذ أن توليت رئاسة الجمعية في 2013، تزامن
مع العيد الـ 40 للجمعية، احتفلت به، وكرمت كل أعضاء الجمعية ممن رحلوا
والموجودين على قيد الحياة، وفى العيد الـ 45 كرمت بعضهم أيضًا، وأعلنت قبل
يومين الاحتفال بـ 50 سنة على تأسيس الجمعية، وسوف تستمر سنة كاملة وسنكرم
رموزها، وهناك جائزة في المهرجان باسم كمال الملاخ العمل الأول في المسابقة
الدولية، وأحمد الحضرى العمل الأول للفيلم العربى.
■ ماذا
عن فيلم الافتتاح؟
- نحتفى
هذا العام بمرور 100 سنة على عرض أول فيلم كوميدى، ونعرضه في حفل الافتتاح
فيلم برسوم يبحث عن وظيفة.
■ متى
تعود مسابقة بانوراما السينما المصرية التي كانت تتم بالتعاون مع اتحاد
الإذاعة والتليفزيون بقيمة 250 ألف جنيه؟
- كانت
موجودة وقت ما كان هناك إنتاج وستعود بمجرد عودة الإنتاج كما كان، وسنويًا
ننظم مسابقة الفيلم المصرى في القاهرة بجوائز وتكريمات خاصة.
■ متى
سيتم الإعلان عن المشاريع الفائزة بمنصة الدعم؟
- اللجنة
تسلمت المشاريع بالفعل، وبدأت عملية التقييم، وسيتم الإعلان عن الفائزين في
حفل ختام الدورة 10 أكتوبر الجارى.
■ ضغط
برنامج الفعاليات كيف واجهتم هذا الأمر؟
- هو
أمر طبيعى، لدينا 6 مسابقات، وورشتان، وأى مهرجان انتقاء واختيار، ويجب أن
يضم عددا كبيرا من الأفلام التي تحقق التنوع، في إحدى المرات اللجنة العليا
للمهرجانات انتقدت كثافة البرنامج وكانت ماجدة موريس عضو اللجنة، وكتبت أن
المهرجان مائدة شهية، واكتشفت أنها التي علقت بأن الأنشطة متعددة، التعددية
مطلوبة.
■ ردك
أن المهرجان هو الشاشة العربية لأفلام النظام السورى؟
- مهرجان
الإسكندرية هو الذي أعاد العلاقات المصرية- السورية من خلال السينما،
وعرضنا أفلامًا بعيدًا عن المؤسسة العامة للسينما، في 2011، 12، 13، إن ما
شهدته سوريا ثورة، حاليًا هناك كم كبير من الجيوش الحرة في سوريا، تتعرض
لمؤامرة وليس ثورة، وانحاز المهرجان للشرعية، ونختار الأفلام التي تتناسب
مع أخلاقنا وتوجهاتنا السياسية، وإذا استضفت شخصا غير مرفوض فيه من الدولة
فلن يتواجد.
■ أخيرًا..
ماذا عن انتخابات جمعية كتاب ونقاد السينما وإعادة هيكلتها؟، ومتى يتم
تشكيل مجلس جديد؟
- لست
مخلدًا كرئيس للجمعية، وهناك هيكلة بالفعل، وسيتم عقد انتخابات لمجلس جديد
مع بداية عام 2023، أمير أباظة يكمل مسيرة بدأها قبله عظماء وأسماء كبيرة،
سواء كرئيس للجمعية أو لمهرجان الإسكندرية. |