ملفات خاصة

 
 

سهير البابلي...

مدرسة للمشاغبين وأخرى للارتجال

نديم جرجوره

عن رحيل بهجة الكوميديا

سهير البابلي

   
 
 
 
 
 
 

يتذكّر كثيرون فقرات عدّة من مسرحياتها، وبعض أعمالها التلفزيونية، وشيئاً متواضعاً من سيرتها السينمائية، فالمسرح، بالنسبة إليهم، أكثر طغياناً. رحيل سهير البابلي (1937 ـ 2021) دافعٌ إلى استعادة المُضحِك في تأديتها أدواراً مختلفة، والمُضحك وفيرٌ وممتع، وصناعته العفوية على خشبة المسرح انعكاسٌ لبديهةٍ سريعة لديها، ولوعي معرفي واختباراتٍ شتّى، تُتيح لها ارتجالاً يصعب على آخرين معها التفوّق عليه، أو مجاراته. والارتجال، إذْ يجد في المسرح مساحة واسعة لكشف ما تمتلكه سهير البابلي من براعةٍ وعفويةٍ وبهاء حضور، يُصبح أسلوباً يعثر على شبيهٍ له لدى ممثلين وممثلات كوميديين قلائل، لكنّه يُتقن ـ في الوقت نفسه ـ تحويل مفرداته معها إلى سمةٍ، ترتكز على رغبة في المغامرة، وشوقٍ إلى تملّك فضاء المسرح، ولو للحظاتٍ قليلة.

هذا غير حاضرٍ في أعمالٍ تلفزيونية وأفلامٍ سينمائية. الارتجال المسرحيّ، وإثارة ضحكٍ منبثقٍ منه ومن فقرات أخرى في كلّ مسرحية، يغيبان في "مدرسة المشاغبين" (1973) لجلال الشرقاوي (إخراج) وعلي سالم (تأليف، اقتباساً عن فيلم To Sir, With Love للأوسترالي جيمس كْلِفال، 1967)، رغم كوميديتها. جدّية المُدرِّسة (البابلي) أمام طلبةٍ، يؤدّي أدوارهم ممثلون كوميديون، تضعها أمام تحدٍّ مزدوج، إذْ ستكون الممثلة الوحيدة بين ممثلين عديدين، وستُطالَب بجدِّية فاقعة أمام مُثيري شغبٍ ضاحكٍ، فالدراسة أهمّ، وإخراج الطلبة من فوضاهم وكسلهم ـ ومن عيشهم خارج كلّ "منطق" حياتي ـ أولوية قصوى.

المواجهة بين سهير البابلي وعادل إمام ـ سعيد صالح، تحديداً، درسٌ في الأداء، يصعب اختزاله أو وصفه. إمام وصالح يخطوان خطوات كوميدية تأسيسية جديدة في مسارٍ مهنيّ، في "مدرسة المشاغبين"؛ ورغم هذا، يبرعان في ارتجالات تتكرّر بوفرة، كأنّ الارتجال أصل العمل لا النصّ والحكاية والشخصيات. براعة، يُشاركهما فيها يونس شلبي وهادي الجيّار وأحمد زكي (مع أنّ شخصيته غير كوميدية)، تعجز عن استدراج البابلي إلى الجهة المقابلة للمُدرِّسة، وعن كسر الجدّية في شخصيةٍ، تصمد طويلاً أمام كلّ شيءٍ، لتحقيق المُراد من وظيفتها.

لكنّ الإمعان في قراءة "مدرسة المشاغبين"، غداة رحيل سهير البابلي، إساءة إلى ممثلةٍ، تخوض تلك المهنة بعد دراسة المسرح والموسيقى، والتدرّب على عزف البيانو. إساءةٌ إلى تجربة كوميدية متكاملة، تُتقن الراحلة تفعيل نبضها من شخصية إلى أخرى، كمن يبحث عن المختلف في مسام تلك الشخصيات، وفي ما يحتويه كلّ نصٍّ من معطيات، تبدو لسهير البابلي تحريضاً على اختراق جمودٍ فيها، فيكون الارتجال درساً آخر في كيفية الخروج بالشخصية من سماتها إلى راهنٍ يوميّ أو موقف أو تعبير من زميل لها، يدفع البابلي إلى تعليقٍ عليه من داخل النص والحبكة. ارتجالٌ يُصبح متنفَّساً، فحتّى الكوميديا تكون حادةً ومُتعِبة، باحتفاظها المتشدّد على المكتوب فقط.

أفلامٌ لها تشهد على سحرٍ يشعّ من جسدها وعينيها وصوتها ونبرتها، أمام كاميرا تُنصفها مراراً، كأنّ بينهما رابطا خفيا يُدركه مخرجون قلائل، فيبنون عليه ما يرغبون في التقاطه. "فجر يوم جديد" (1965) و"حدوتة مصرية" (1982) ليوسف شاهين مثالان مهمّان.

القصة الثالثة في "البنات والصيف" (1960) لفطين عبد الوهاب، و"صائدة الرجال" (1960) لحسن الإمام أيضاً. هذا تنويع يترافق واشتغالاتٍ كوميدية، لها امتدادٌ في المسرح والتلفزيون: "ليلة القبض على بكيزة وزغلول" (1988) لمحمد عبد العزيز، الذي يستكمل حكاية الثنائي النسائي في مسلسل "بكيزة وزغلول" (1986) لأحمد بدر الدين.

أما البطولة السينمائية فأقلّ من أفلامها، رغم أنّ الدور الثاني معها يمنح للشخصية قوة أداء، يصحّ معها (قوة الأداء) اعتباره دوراً أوّل. هذه ميزة قلّة من ممثلي الدور الثاني وممثلاته، في تاريخ السينما المصرية. البطولة النسائية السينمائية للبابلي قليلةٌ، لكنّ اشتغالها مع سينمائيين ـ يتمتّعون بحيوية التجريب الدائم لأدواتهم الفنية والجمالية والدرامية ـ أعمق من أنْ تُختزل بدور أول أو بدور ثانٍ. التنويع السينمائي، الذي تخوضه مراراً، يُعلن انتماءها إلى فنّ الأداء، لا إلى نوعٍ يحاصرها، أو إلى نمطٍ يُقيّد غليانها الداخلي، الذي يبدو، في أفلام أو مسرحيات أو مسلسلات (لا كلّها)، كأنّ لا نهاية له.

 

العربي الجديد اللندنية في

22.11.2021

 
 
 
 
 

"قانون سوسكا"... عمل سهير البابلي الذي لن يراه الجمهور

القاهرة/ مروة عبد الفضيل

أسدلت وفاة الفنانة القديرة سهير البابلي مساء أمس الأحد، الستار نهائيا على ظهور مسلسلها "قانون سوسكا" إلى النور، حيث ألغي العمل تماما ولن تتم الاستعانة بأية فنانة أخرى لاستكماله، ليكون مسلسل" قلب حبيبة" الذي قدمته عام 2005 هو الأخير لها.

مصدر في المسلسل قال في تصريحات لـ "العربي الجديد"، إن العمل كان قد بدأ تصويره عام 2013 وتعرض لبعض التوقفات، إما بسبب الإنتاج، أو بسبب عدم القدرة على التصوير في بعض الأحياء نظرًا لحوادث أمنية وقتها، كانت تعرض حياة فريق العمل للخطر، لذا تم إيقاف التصوير لحين عودة الأمور إلى مسارها الطبيعي.

وأضاف المصدر أنه في كل حوالي الشهر، كانت تصور مشاهد قليلة للغاية حتى تم تصوير 12 حلقة كاملة وتوقف العمل لأزمات إنتاجية لحقت به، حتى نسي الجميع أمر المسلسل، ثم حدث التراجع عن إيقافه، وتقرر أن يستأنف بعد سنوات، ولكن ما حدث أن أحد أبطال العمل الرئيسيين، وهو الفنان عزت أبو عوف، دخل في أزمة صحية عنيفة ثم توفي، وتوقف العمل.

ومع التفكير في استئنافه، دخلت الفنانة سهير البابلي في أزمة صحية وعدم القدرة على التركيز ثم توفيت، وهو ما أدى إلى إسدال الستار على العمل بشكل نهائي ونسيانه، خاصة أنه لن يجدي أن تتم الاستعانة بممثلة أخرى بديلة لـ سهير لأن كل العمل قائم عليها، ووجود ممثلة أخرى يعنى أن العمل سيتم تصويره من البداية، وهذا صعب.

تدور أحداث مسلسل "قانون سوسكا" حول رقية التي تعود من كندا بعد وفاة زوجها، وتشعر بحالة ملل فتقرر تحويل قصرها الكبير إلي بيت للمغتربات، لتكتشف مدى تشتت الشابات، بسبب التكنولوجيا والعولمة، وافتقادهن الهوية العربية والشرقية.

يشارك في بطولة المسلسل شيرين، وليندا فهمي، ورشا نور الدين، ورامي غيط، وإنجي أباظة، وبسمة محيي زايد، وإخراج مازن الجبلي.

 

####

 

سهير البابلي... ضحكات كثيرة ما زالت على الخشبة

القاهرة/ العربي الجديد

في إحدى ليالي عرض مسرحية "مدرسة المشاغبين"، اتفق عادل إمام وسعيد صالح ويونس شلبي وأحمد زكي وهادي الجيار على تدبير مؤامرة لإضحاكها عند اعتلائها خشبة المسرح، لكنها عرفت، وحضرت مقلباً. ارتدت نظارات كبيرة ذات عدسات سميكة جداً، وفاجأتهم على خشبة المسرح بهيئتها، فانفجروا كلهم بالضحك.

لا أحد يتحدى سهير البابلي في القدرة على الإضحاك، فهي ملكة هذه المنطقة عن جدارة. كل من عرفها يعلم ذلك جيداً. هي من القلائل الذين يمسكون جيداً بجوهر الكوميديا.

سهير البابلي ممثلة مسرحية من الطراز الرفيع. لا أحد ينكر أنها من أهم من وقفوا على الخشبة. كان المسرح ساحتها الأثيرة ومملكتها الخاصة، ولولا الذكورية المنتشرة في الوسط الفني ــ شأنه شأن المجالات الأخرى ــ لأطلق عليها لقب "الزعيمة"، كما أطلق على النجم عادل إمام.

لمعت سهير البابلي في مسرحية "مدرسة المشاغبين" التي تعد من أشهر أعمالها

لمعت البابلي في مسرحية "مدرسة المشاغبين" (1973)، وتعد من أشهر أعمالها، علماً أنها شاركت فيها بمحض الصدفة، فالممثلة ليلى طاهر كانت مرشحة للدور قبلها، ولكنها جاءت بدلاً منها، كما أدّت نيللي هذا الدور أيضاً، ثم استقر الرأي على البابلي. إلا أنها غابت عن المسرح بسبب سفرها إلى باريس لإجراء عملية جراحية، فقدمت الدور بدلاً منها الممثلة ميمي جمال، زوجة الممثل حسن مصطفى بطل المسرحية.

كانت البابلي من القلائل الذين يستطيعون بسهولة شديدة خلق كيمياء بينها وبين أي ممثل يقف أمامها، فمن ينسى الدويتو الشهير بينها وبين الفنانة الكبيرة الراحلة شادية في مسرحية "ريا وسكينة" (1982)، والثنائي الرائع الذي شكلته مع أحمد بدير (الشاويش عبد العال) في المسرحية نفسها؟ ومن منا لم يضحك على شخصيتها الغريبة "بكيزة هانم الدراملي" وعلاقتها العجيبة بـ"زغلول العشماوي" التي جسدتها إسعاد يونس في المسلسل الشهير "بكيزة وزغلول" (1987)؟ حتى أنها دفعت الراحل عزت العلايلي الذي اشتهر بالأدوار الدرامية، في فيلم "ليلة عسل" (1990)، إلى مناطق كوميدية كانت جديدة عليه.
ولدت سهير حلمي إبراهيم البابلي في 14 فبراير/شباط 1937، في مركز فارسكور في محافظة دمياط، ولكن نشأتها كانت في المنصورة. كان والدها مُدرساً للرياضيات وناظراً لـ"مدرسة المنصورة الثانوية العسكرية بنين"، ووالدتها كانت ربة منزل
.

بدت على سهير البابلي الموهبة في سن مبكرة، فالتحقت بـ"المعهد العالي للفنون المسرحية" و"المعهد العالي للموسيقى" في الوقت نفسه، الأمر الذي رفضته والدتها على الرغم من تشجيع والدها.

وحكت البابلي، في إحدى إطلالاتها التلفزيونية، إن والدتها قصدت المسرح القومي حيث كانت تؤدي دور "الغازية" في مسرحية "الصفقة" للكاتب توفيق الحكيم. وعندما جاء دور البابلي لتخرج إلى خشبة المسرح، بملابس الراقصة وهي ممسكة بالصاجات، صدمت والدتها التي أطلقت صرخة سمعها الحاضرين؛ ففزعت، وغادرت المسرح ركضاً حتى وصلت إلى دار الأوبرا، واختبأت هناك من والدتها.

لسهير البابلي رصيد مسرحي وسينمائي وتلفزيوني هائل، ومن أهم أعمالها المسرحية "ريا وسكينة" مع شادية، و"مدرسة المشاغبين"، و"عايزة أتكلم" (2010)، و"عطية الإرهابية (1992)، و"ع الرصيف" (1987)، و"يا حلوة ما تلعبيش بالكبريت" (1977)، و"جوزين وفرد" (1966)، و"الفرافير" (1964)، و"العالمة باشا" (1991)، و"الدخول بالملابس الرسمية" (1979)، و"نص أنا... نص إنتي" (1988).
ومن أشهر أعمالها السينمائية فيلم "ليلة القبض على بكيزة وزغلول" (1988)، و"يا ناس يا هووه" (1991)، و"ليلة عسل" (1990)، و"القلب وما يعشق" (1996)، و"الأونطجية" (1987)، و"وعد ومكتوب" (1986)، و"دقة زار" (1986)، و"السيد قشطة" (1985)، و"حدوتة مصرية" (1982)، و"انتخبوا الدكتور عبد الباسط" (1981)، و"استقالة عالمة ذرة" (1980)، و"الوليد والعذراء" (1977)، و"أميرة حبي أنا" (1975)، و"العاطفة والجسد" (1972)، و"الشجعان الثلاثة" (1969). كما شاركت عبد الحليم حافظ في فيلم "يوم من عمري" (1961)، و"البنات والصيف" (1960)، وشاركت النجمين عمر الشريف وفاتن حمامة في فيلم "نهر الحب" (1960)، وشاركت كمال الشناوي وشادية في فيلم "المرأة المجهولة
" (1959).

اعتزلت البابلي التمثيل بعد ارتدائها الحجاب عام 1992

اعتزلت البابلي التمثيل بعد ارتدائها الحجاب عام 1992، وكان ذلك كما قالت في تصريحات سابقة لها لسببين: الأول هو تأثرها بارتداء ابنتها الحجاب، إذ قالت: "بنتي تحجبت وأنا لا، لازم أعمل زيها عشان أرضي ربنا". أما السبب الثاني فهو علاقتها بالشيخ محمد متولي الشعراوي الذي شجعها على انتقاء أدوارها.

وعادت للفن عام 2005 بمسلسل "قلب حبيبة". وكانت عودتها أيضاً بسبب الشيخ الشعراوي الذي شجعها على العودة قائلاً "مفيش ما يمنع إنك تمثلي وأنت محجبة ووقورة بهذا الشكل الملتزم، الناس بتتفرج على التلفزيون أكتر ما بتروح الجوامع". وابتعدت مجدداً، قبل عودتها بمسلسل "قانون سوسكا" في 2016.

تزوجت سهير البابلي خمس مرات، كان أولها قبل أن تتم السادسة عشرة، من محمود الناقوري الذي أنجبت منه ابنتها الوحيدة نيفين، ثم تزوجت في سن الثامنة عشرة من المطرب والملحن منير مراد الذي كان يكبرها بخمسة عشر عاماً، والذي قيل إنه أسلم ليستطيع الزواج منها إذ كان يهودياً. تزوجت البابلي أيضاً من تاجر المجوهرات المعروف أشرف السرجاني الذي توفي، لتتزوج بعده من رجل الأعمال محمود غنيم، كما تزوجت من الممثل الراحل أحمد خليل.

وفي لقاء معه حكى خليل عن تفاصيل زواجه منها حيث قال إنه تعرف إليها في أثناء تصويرهما سهرة تلفزيونية أثناء فترة شبابهما، وأشار إلى أنها كانت تتعامل معه بشدة في البداية، ووصل الأمر إلى مشادة بينهما، وقال مبتسماً إن "الخناقة انتهت بالزواج عند انتهاء التصوير".

 

####

 

سهير البابلي مع جلال شرقاوي على خشبة المسرح السياسي

القاهرة/ العربي الجديد

ظلت الفنانة سهير البابلي محتكرة لأدوار البطولة بلا منازع، على المسرح السياسي الذي أسسه المخرج جلال الشرقاوي، في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، فقدمت على هذا المسرح عدداً من الأعمال التي تنتمي إلى الكوميديا السياسية الساخرة، انتقدت خلالها الأوضاع السياسية في ذلك الوقت، مثل: "ع الرصيف"، و"عطية الإرهابية"، و"العالمة باشا"، و"القضية"، وغيرها من المسرحيات التي نافست البابلي من خلالها نجمات المسرح آنذاك مثل: سميحة أيوب، وسناء جميل، وسهير المرشدي، وقدمت عدداً من الروائع على خشبته.

أنشأ الشرقاوي ما عرف بـ"الكباريه السياسي" المباشر، وهو، كما يقول الناقد المسرحي جرجس شكري، عبارة عن مجموعة من اللوحات التي تجمع بين النقد الشديد لما يحدث في المجتمع، مع الغناء والاستعراض، وهذا يساعد في توحيد الصالة وخشبة المسرح، من خلال القواسم المشتركة بينها، وهي الأحداث الجارية والشخصيات المعروفة التي يتناولها العرض، أو إشارات التراث والتاريخ، وهي الصيغة الأكثر شيوعاً للمسرح السياسي في مصر، خاصة في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين. وفي ظل المسرح السياسي، الذي أسسه الشرقاوي، كان للفنانة سهير البابلي صولات وجولات بدأت بعد مسرحية "مدرسة المشاغبين"، تحديداً في عام 1985.

تألقت سهير البابلي على "المسرح السياسي"، خاصة بمسرحية "ع الرصيف"، وهي عمل سياسي ساخر، من تأليف نهاد جاد وإخراج جلال الشرقاوي. كان أول عرض للمسرحية في 28 مايو/أيار 1987، وشاركها البطولة حسن عابدين وأحمد بدير وحسن حسني وفؤاد خليل ومها عطية ووفاء مكي وعايدة فهمي وسلوى محمد علي.

حضرت سهير البابلي في أعمال مسرحية ساخرة تنتقد الوضع السياسي في التسعينيات

وخلال مشوارها المسرحي، نجحت البابلي من خلال الأدوار التي قدمتها، في تجسيد نبض الشارع المصري على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي بطريقة الكوميديا السوداء، كأدوارها في مسرحيات "ع الرصيف"، و"عطية الإرهابية"، و"عايزة أتكلم".

يقول الشرقاوي في لقاء تلفزيوني سابق: "تاريخ حياتي مع سهير البابلي يرجع إلى زمن بعيد، كانت هي إحدى ممثلات المسرح القومي، وأنا كنت مدير مسرح الحكيم، والحقيقة أنها كانت محاصرة في المسرح القومي بمجموعة من الممثلات العظيمات، فكانت فرصها قليلة، حيث كانت تمر سنة أو سنتان لكي تخطف دور بطولة".

يضيف: "كنت أخرج مسرحية "آه يا ليل يا قمر"، واستدعى الدراما والشخصية إني أبص لسهير. بالنسبة لها كانت الفرصة لأن تصبح البطلة الوحيدة لمسرح الحكيم، وبالنسبة لي كانت فرصة حيث كانت مناسبة جدًا لهذا الدور. واستمرت الصداقة إلى أن أتت القفزة الكبرى لمدرسة المشاغبين".

يتابع: "سنة 1985، جاء إلي سمير سرحان وزوجته نهاد جاد لزيارتي، مع سهير البابلي، وعرضوا علي إخراج مسرحية كتبتها نهاد جاد اسمها "ع الرصيف"، وهذا كان بداية عمل سهير البابلي السياسي معي.. كانت مناسبة جدا، وكانت متفانية وجادة وصادقة، وكانت خشبة المسرح بالنسبة لها هي بيتها الثاني إن لم يكن الأول".

يكمل: "على خشبة المسرح، تنسى العالم وتصبح إنسانة قادرة على أن تجعل الجمهور يتفاعل معها، قادرة على أن تقول ما تشاء، قادرة على أن تؤدي رسالة النص. كانت كتلة من الحياة والحيوية والنضج والفن. الحقيقة أن سهير البابلي كمملثة مسرحية نادرة الوجود".

ولقبت الفنانة سهير البابلي بنجمة المسرح السياسي لفترة غير قليلة، وكانت حالة نادرة من الفنانات اللاتي استطعن تقديم شكل مختلف من أشكال المسرح.

وتحكي الفنانة سلوى محمد علي عن ذكرياتها مع سهير البابلي: "الشغل مع سهير البابلي كان حلماً بعيد المنال، حققه لي أستاذي جلال الشرقاوي في مسرحية "ع الرصيف".. كانت لسه مخلصة "ريا وسكينة" ودي علامة كبيرة قوي في المسرح يمكن أكتر مسرحيتين بحبهم هي و"سيدتي الجميلة". وتضيف: "طبعًا هي مسرحجية من العيار الثقيل، موضوع لا ينتظر رأيي.. هي دمها خفيف ولا تفوت مناسبة للإفيه".

 

####

 

الفنانون في الوداع الأخير لسهير البابلي

القاهرة/ مروة عبد الفضيل

انتهت مراسم جنازة الفنانة المصرية سهير البابلي في مسجد الشرطة في حي الشيخ زايد بالقاهرة، وهو نفس المكان الذي من المقرر إقامة مراسم العزاء فيه مساء غد الثلاثاء. وتحركت أسرة الراحلة برفقة جثمانها لدفنه في مدافن الأسرة بحي السادس من أكتوبر.

حضرت الجنازة ابنتها الوحيدة نيفين وزوجها، وكل من الفنانين رجاء حسين، والسورية جومانا مراد، ونقيب الممثلين الفنان أشرف زكي، ودنيا سمير غانم وزوجها المذيع رامي رضوان، وحلا شيحة وزوجها معز مسعود، وأحمد سلامة، وأحمد بدير، وغيرهم، كما حضر الكثير من جمهور الفنانة لوداعها الأخير.

وكانت الفنانة يسرا، التي تربطها صداقة قوية بالفنانة الراحلة، قد أعلنت عدم استطاعتها حضور الجنازة، وكتبت في تغريدة "مع السلامة يا أغلى الناس هتوحشيني. إحنا خسرنا فنانة عظيمة وصديقة من أوفى وأعز الناس على قلبي. كان نفسي أكون موجودة في مصر عشان أودعك.. مع السلامة يا أعز الناس".

ورحلت سهير البابلي عن عمر 86 عاماً بعد صراع مع المرض، وكان آخر ظهور فني لها من خلال مسلسل" قلب حبيبة" الذي قدمته عام 2005.

 

####

 

رحيل سهير البابلي: انتهى العرض وأُسدل الستار الأخير

القاهرة/ مروة عبد الفضيل

فنانة مصرية، خفيفة الظل، صاحبة حضور، وإطلالة خاصة كانت تبعث السعادة بمجرد خروجها لتحية جمهورها على خشبة المسرح، تصفيق لا ينتهي... لكن العرض انتهى، وأسدل الستار، برحيل الفنانة سهير البابلي، بعد أسابيع قضتها تحت أجهزة التنفس الصناعي، لمعاناتها من وجود مياه في الرئة، ما أعاق التنفس بشكل طبيعي.

مشوار سهير البابلي لم يبدأ بحلمها أن تكون ممثلة، بل كانت تحلم دائماً أن تكون مطربة، لاعتقادها أنها تمتلك صوتاً جميلاً، وكانت ترى أن صوتها يؤهلها لذلك، حتى أن بعض أقاربها كانوا يشجعونها، خاصة ممن هم في مثل عمرها.. وكانت تغني لهم الأغنية الواحدة مقابل خمسة قروش، على سبيل المزاح.

لم تكن الفنانة الراحلة طالبة مجتهدة في دراستها. ولكن قرّرت أن تدرس، عقب إنهائها الثانوية، في معهد الموسيقى العالي. وبالفعل، توجهت البابلي وقدمت أوراقها والتحقت بالمعهد. كانت تدرس البيانو على يد رتيبة الحفني، كما كانت تدرس أيضا الكمان، وكانت موهوبة جدا في العزف. ورغم ذلك، لم تدرس في المعهد سوى ثلاث سنوات. كانت تدرس بجوار معهد الموسيقى، في معهد التمثيل أيضاً؛ إذ قام الممثل اللبناني جورج أبيض (أول نقيب للممثلين في مصر)، بإجراء اختبار لها، لكنها تركت المعهد أيضا قبل أن تنهي دراستها به بعام واحد، وذلك بسبب رفض والدتها العمل في أي من مجالات الفن خاصة التمثيل والغناء، على النقيض من والدها وعائلته حيث كانوا مساندين لها لتكون ممثلة او مطربة. لاحقاً، أصرت البابلي على موقفها بالعمل في الفن.

كانت البداية الأولى للفنانة الراحلة من خلال مسرحية "الصفقة"، مع الفنانة سميحة أيوب. عمل مأخوذ عن رواية لتوفيق الحكيم. واللافت أن هذه البداية لم تكن تمثيلية، بل كان دورها يتطلب أن ترقص وتغني أعمالاً للمطرب الراحل سيد المكاوي.

أول مسرحية من بطولتها كانت "بيت من زجاج"، مع الفنانتين الراحلتين أمينة رزق وسناء جميل، وقدمت فيها شخصية "رئيفة". نجح العمل، وطاف للعرض في العديد من البلدان العربية، ما ساهم إلى حد كبير في معرفة الكثيرين من الجمهور بها، ثم قدمت عرض "آه يا ليل يا قمر"، وقدمت مشهد لـ الرقص الجنائزي في العرض لمدة خمس دقائق بطريقة لافتة، لتثبت سهير البابلي أنها فنانة مسرحية من الطراز الأول. وكان هذا العرض بمثابة الأرض الصلبة التي تقف عليها حتى تكمل مسيرتها في عالم الفن.

تتالت بعد ذلك أعمالها المسرحية، وقدمت "على الرصيف"، و"نص أنا ونص أنت"، و"الدخول بالملابس الرسمية"، و"عطية الإرهابية". ومن أكثر الأعمال التي حققت نجاحا جماهيريا وانتشارا حتى الآن، حينما يعاد عرضها، هي مسرحية "ريا وسكينة"، مع الفنانة الراحلة شادية والراحل عبد المنعم مدبولي، ومسرحية "مدرسة المشاغبين"، مع الفنانين أحمد زكي وعادل إمام وهادي الجيار وسعيد صالح.

في أحد لقاءات سهير البابلي، تم سؤالها عن نجاح عرضها المسرحي "مدرسة المشاغبين". وكانت التوقعات بالتأكيد تشير إلى إنها ستتحدث بفخر عن النجاح، لكنها لم تفعل، بل تحدثت وهي حزينة، وقالت عن نجاح شخصية "أبلة عفت"، في المسرحية، إنه لم يسعدها، وإن كان علامة فارقة في شهرتها، وتحسن أحوالها المادية.

اتجهت سهير إلى العمل في المسلسلات التلفزيونية، وقدمت العديد منها. وكانت، كما صرحت من قبل، غير راضية بشكل تام عما تقدمه؛ إذ أرادت فقط تحقيق الانتشار والحضور، حتى بدأت تنتقي اختياراتها، وقدمت "جراح عميقة"، و"عواصف" و"لا شيء يهم"، و"بكيزة وزغلول". ويعد هذا الأخير الأهم جماهيريا. ورغم تقديم سهير لبعض الأدوار السينمائية، مثل "يوم من عمري"، و"ليلة عسل"، و"استقالة عالمة ذرة"، و"أخطر رجل في العالم"، و"الشاهد الوحيد"، و"توالت الأحداث عاصفة"، إلا أنها لم تر نفسها قط ممثلة سينمائية، بل ممثلة مسرحية وتلفزيونية.

وبعد مشوار فني طويل، قررت البابلي، عام 1992، اعتزال الفن وارتداء الحجاب، وذلك أثناء عرض مسرحية "عطية الإرهابية"، والابتعاد عن الحلم الذي سعت إليه لسنوات. هكذا، حتى عادت إلى التمثيل بالحجاب، وقدمت مسلسل "قلب حبيبة" عام 2015، وابتعدت مرة أخرى لتعود من خلال مسلسل "قانون سوسكا" من إخراج مازن الجبلي عام 2019 ولكن بعد ما انتهت من تصوير ما يزيد عن نصف مشاهدها، توقف المسلسل بسبب أزمات إنتاجية.

 

العربي الجديد اللندنية في

22.11.2021

 
 
 
 
 

حلم سهير البابلي

جمال عبد الناصر

كنت كلما أقابلها في مكان أسألها ما الشخصية التي تود سهير البابلي تقديمها علي خشبة المسرح وتحلم بتجسيدها، فكانت تقول لي شخصيتين: الأولى بعيدة عن الكوميديا وهي شخصية رابعة العدوية مؤكدة أنها من أكثر الشخصيات صعوبة في تجسيدها وكانت تتمني تقديمها مسرحيا في شكل غنائي استعراضي .

أما الشخصية الثانية فكانت "بكيزة الدرملي" التي قدمتها في التليفزيون كمسلسل وحققت نجاحًا كبيرًا مع الفنانة اسعاد يونس، ثم في السينما كفيلم سينمائي بعنوان "ليلة القبض علي بكيزة وزغلول" شارك في بطولته يوسف شعبان ووحيد سيف، فكانت تحلم بتقديمها مسرحيا في فترة ما ولكن لم يخرج المشروع للنور ولم يتحمس لإنتاجه سمير خفاجة وقتها نتيجة تقديمه كفيلم سينمائي ولم يحقق الإيرادات المتوقعة منه وقت عرضه.  

حالفني الحظ مرة أخرى في تكريمها في اليوم العالمي للمرأة بإحدى الاحتفاليات وهو "مهرجان آخر موضة" الذي اختارها كأيقونة من أيقونات المسرح ونموذج للمرأة الناجحة في مجالها، وكانت سعيدة جدا باختيارها وحضرت التكريم وتحدثت معها أيضا عن عودتها لكنها في هذه المرة لم تكن لديها رغبة في العودة وقالت أنها تشبعت بالفن والعبادة والأحفاد لديها أولوية من أي شيء .

كانت بداية سهير البابلي من المسرح، حيث قدمها المُخرج فتوح نشاطي لاحتراف الفن، وساعدها على الانضمام للمسرح القومي، وقالت عنه إنه أستاذها الذي ساعدها في الاحتراف، وكانت هي الوحيدة التي لمع نجمها من دفعتها في معهد الفنون المسرحية، التي درست فيه على يد كبار النجوم منهم حمدي غيث، وعلى خشبة المسرح القومي التقت سهير البابلي بكبار النجوم منهم أمينة رزق وهو ما أهّلها فيما بعد للعب دور البطولة ، وشاركت اعلى المسرح القومي في عروض شهيرة أبرزها : «بيت برنارد ألبا» و«الناس اللي فوق» و«ليلى والمجنون» و«الخال فانيا» ، كما قدمت في مسرح القطاع الخاص عدد لا بأس به من المسرحيات منها : ريا وسكينة ، العالمة باشا ، عطية الإرهابية .

 

اليوم السابع المصرية في

22.11.2021

 
 
 
 
 

سهير البابلي تشرح في لقاء نادر لماذا كانت تفضل قلة الظهور الفني

ياسمين سعد

توفيت اليوم الخميس، الفنانة الكبيرة سهير البابلي، عن عمر يناهز 84 عاما، وذلك بعد تعرضها لوعكة صحية شديدة، نقلت على إثرها للعناية المركزة بأحد المستشفيات أمس الأربعاء.

وفي لقاء سابق بأحد البرامج المذاعة على شاشة التليفزيون المصري مع الإعلامية كاميليا، تحدثت سهير البابلي، عن سبب قلة أعمالها الفنية، مبررة ذلك بأنها تريد أن تكون لامعة في عيون الجمهور، ولا تكون "مرطرطة" بحسب قولها، مثل بعض الأشخاص الذين من الممكن أن يقدموا 3 أعمال فنية خلال العام الواحد.

وقالت سهير خلال الحوار: "الزهرة الجميلة عندما نشمها لفترة طويلة سيذهب عطرها، وكذلك التمثيل، فالتواجد طوال الوقت على الشاشة أمر خاطئ، وأعلم أنني مقلة في تقديم أعمالي الفنية، ولكن أفعل ذلك حتى تظهر بشكل جيد للجمهور، فتجهيز المسرحية الواحدة يستغرق 4 سنوات، بدءا من إيجاد الفكرة والعمل على الكتابة ثم تحضير البروفات".

وضحكت البابلي، عندما تم سؤالها إذا ما كانت تنوي الغناء في المستقبل، مؤكدة أنها أدت خلال أكثر من عقدين من الزمان العديد من الأغنيات خلال أعمالها الفنية وليس غناؤها بالمرادف الحرفي للكلمة، موضحة أنها ليست مطربة، ولكن ربما أعجب الجمهور بصوتها بسبب البحة المميزة التي تمتلكها.

وأشارت إلى أنها تنتقي كلمات أغنياتها وألحانها بعناية، ولذلك تعلق في ذاكرة الجمهور، موضحة أنها غنت من كلمات كبار الكتاب، مثل توفيق الحكيم، وصلاح جاهين، وسيد مكاوي، كما أنها تؤكد على الملحن أن يعطيها نغمات سهلة، تكون متوافقة مع طبقة صوتها كمؤدية، وذلك بدلا من إعطاؤها ألحانا قوية وصعبة لن تستطيع غناؤها، فيصبح صوتها نشازا.

وعن كونها أصبحت جدة في سن صغيرة قالت سهير: "بعض الفنانات يخفين بناتهن عن الصحافة حتى لا يعرف الجمهور عمرهن الحقيقي، ولكنني لا أخاف من القول بأنني جدة، هل الأفضل أن أكون جدة في عمر الـ60؟ أم الأفضل أن أصبح جدة في سن صغيرة؟ فلماذا سأخشى الناس؟ أنا جدة وسعيدة بأحفادي وبابنتي، وهم معي دائما في حواراتي الصحفية وعلى غلاف المجلات، هم عندي بالدنيا كلها".

يذكر أن الفنانة سهير البابلي وُلدت في 14 فبراير 1937 في مركز فارسكور بمحافظة دمياط، ولكنها نشأت في مدينة المنصورة المدينة الأصلية للعائلة، بمحافظة الدقهلية، وكان والدها مُعلم رياضيات وناظر مدرسة المنصورة الثانوية العسكرية بنين، ووالدتها ربة منزل.

وظهرت على الفنانة سهير البابلي، الموهبة في سن مبكرة، فالتحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية ومعهد الموسيقى في نفس الوقت، الأمر الذي كانت ترفضه والدتها على الرغم من تشجيع والدها والذي تنبأ منذ صغرها بأن تكون فنانة مشهورة لأنها كانت تجيد تقليد الممثلين. والفنانة لها رصيد مسرحي وسينمائي وتليفزيوني كبير.

https://www.youtube.com/watch?v=aFKL0zgffhs

 

الشروق المصرية في

22.11.2021

 
 
 
 
 

سهير البابلي: كنت عارفة ان بكيزة وزغلول مش هينجح والناس كانت بتخطفنى في الشارع

كتب بهاء نبيل

أعادت قناة Dmc، عرض حلقة الفنانة الراحلة سهير البابلي في برنامج "صاحبة السعادة" مع الفنانة إسعاد يونس والذى تم تسجيلها منذ 7 سنوات، وتحدثت سهير البابلى عن بدايتها وعن كواليس مسلسل "بكيزة وزغلول"، قائلة: "فتوح نشاطى هو اللى خلانى أمثل جابنى من المعهد، وكل زملائى في الدفعة كانوا بيحبونى، وكنت مؤدبة معاهم وعمرى ما اتخانقت مع حد ودايما بضحك صحابى، وبكون في قمة السعادة لما أضحّك الناس وأنا على المسرح".

وعن مسلسل بكيزة وزغلول قالت سهير البابلي: "كنت مخضوضة أوى وعارفة إنه مش هينجح وكنت طبيعية زيادة عن اللزوم وانتى كمان يا إسعاد، لأن وقتها قلت أكيد الناس عاوزة تمثيل باللغة عربية، لأن دى كانت اول مرة في التليفزيون يتعمل حاجة بالشكل ده، والناس في الشارع كانوا بيخطفونى.

وقالت إسعاد يونس: "أثناء عرض الحلقة التالتة من بكيزة وزغلول وكنت بتفرج أنا وزوجى وجرس الباب خبط وطلع المنتصر بالله راح داخل بصوت عالى وقال المسلسل نجح قلناله اشمعنا قال الشارع فاضى".

وتابعت سهير البابلي: "المسلسل كان كبير وكل عناصر العمل حلوة وكان مُتعب؛ لأننا لازم نضحك الناس وإحنا نفسنا كنا بنموت على نفسنا من الضحك، وأنا مشوفتش اتنين جم زينا يقولوا الكلام اللى يجى في بالهم مش في النص".

 

####

 

سهير البابلى: ضربات قلبى زادت لما عرفت ان شادية معايا في "ريا وسكينة"

كتب بهاء نبيل

أعادت قناة Dmc، عرض حلقة الفنانة الراحلة سهير البابلي في برنامج "صاحبة السعادة" مع الفنانة إسعاد يونس والذى تم تسجيلها منذ 7 سنوات، وتحدثت سهير البابلى عن مسرحية "ريا وسكينة" قائلة: "ضربات قلبى زادت لما سمير خفاجى قالى ايه رايك نجيبلك شادية في المسرحية، وأنا بقوله بس ومش مصدقة لأن هي كانت سوبر ستار سينما، وجابها وكنا اخوات حلوين اوى".

وأضافت سهير البابلى: "أحمد بدير في المسرحية دى كان لسه جديد عامل رواية أو اتنين، بس أحمد بدير انسان كوميدى حلو اوى وبيساعد جدا الممثل اللى معاه وعارف بيقول ايه، والمشهد اللى اتعمل على المسرح كان ارتجال، والكوميديا بتطلع من الحاجات زى اللى حصل بينا في المشهد ده".

وتوفيت الفنانة الكبيرة سهير البابلي داخل أحد المستشفيات الذي كانت تُعالَج بداخله منذ عدة أيام، عن عمر يناهز 86 عامًا، بعد تعرضها لوعكة صحية نتيجة إصابتها بغيبوبة سكر نتج عنها حدوث مضاعفات، مما استلزم احتجازها بالرعاية المركزة.

 

####

 

صور نادرة من مسرحيات سهير البابلى يهديها المؤرخ عمرو دوارة لليوم السابع

كتب : جمال عبد الناصر

عمرو دوارة : السينما لم تستفد من سهير البابلى كما استفاد منها المسرح

قال الناقد والمؤرخ الفنى الدكتور عمرو دوارة، لـ"اليوم السابع"، إن السينما لم تستطع الاستفادة من الطاقات الفنية الكبيرة للنجمة الراحلة سهير البابلى وتوظيفها في تقديم البطولات المطلقة - كما قدمتها بالمسرح - إلا بعدد قليل جدا من الأفلام، ومع ذلك فقد نجحت فى تقديم عدة أدوار رئيسة ومهمة بعدد من الأفلام التى اتسمت أغلبها بطابع الكوميديا، ومن أهمها: يوم من عمرى، جناب السفير، أخطر رجل فى العالم، أيام الحب، أميرة حبى أنا، استقالة عالمة ذرة، دقة زار، ليلة القبض على بكيزة وزغلول، ليلة عسل.

وأضاف: سهير البابلى فنانة قديرة جديرة بكل التكريم، خاصة بعدما نجحت فى حفر مكانة خاصة لإسمها وحظيت بحب وإعجاب الجمهور العربى بجميع الأقطار العربية الشقيقة، ويكفى أن نسجل لها أنها وبرغم غيابها عن الساحة الفنية، إلا أن مكانتها موجودة ويستقبلها جمهورها بكل الحب والترحاب.

وقال دوارة أيضا: الحقيقة أنها وبرغم نجاحها وتحقيقها للتميز فى جميع المجالات إلا أن المسرح ظل مجال تألقها الفنى، حيث تألقت فى مسرحيات: سليمان الحلبى، بلدى يا بلدى، نرجس، ليلى والمجنون كما لمعت بفرق القطاع الخاص في مسرحيات: مدرسة المشاغبين، وريا وسكينة، على الرصيف، والعالمة باشا، والدخول بالملابس الرسمية.

أما عن بداياتها فى المسرح فقال دوارة: بدأت حياتها الفنية بمدرسة "المسرح القومى" وعملت بجوار العمالقة: أمينة رزق، سميحة أيوب، سناء جميل، محسنة توفيق، عايدة عبد العزيز، رجاء حسين، مديحة حمدى، سهير المرشدى، ثم كان تحولها إلى الأدوار الكوميدية من خلال فرقة المسرح الكوميدى وبالتحديد مسرحيات: جوزين وفرد (1966)، لتنطلق بعد ذلك من خلال فرق القطاع الخاص وبالتحديد من خلال فرقة "الفنانين المتحدين" لتحقق جماهيريتها من خلال مسرحية "مدرسة المشاغبين" عام (1971)، ولتصبح واحدة من أهم نجمات المسرح الكوميدي بفرق القطاع الخاص الذي ضم النجمات: نجوى سالم، شويكار، خيرية أحمد، ميمي جمال، خيرية أحمد، نبيلة السيد، هالة فاخر، إسعاد يونس.

ويهدى الدكتور عمرو دوارة "اليوم السابع" صورا نادرة للنجمة الراحلة سهير البابلى وهى تجسد عدة شخصيات قدمتها فى المسرح من بينها : منيرة فى مسرحية "الناس اللى فوق"، هيلانة في مسرحية "مصرع كليوباترة"، بهية بمسرحية "آه ياليل يا قمر"، نرجس بالنص المعد بعنوان "نرجس" عن رائعة الكاتب الفرنسي جان أنوي "المتوحشة"، نبيلة الطالبة الجامعية في مسرحية "القضية"، زوجة السيد في مسرحية "الفرافير"، الفتاة ابنة حداية الأعرج قاطع الطريق بمسرحية "سليمان الحلبي"، الغانية فاطمة بنت بري التي حاولت إغواء السيد البدوي بمسرحية "بلدي يا بلدي"، الصحفية ليلى التي أحبها بجنون زميلها الشاعر سعيد برائعة الشاعر المبدع صلاح عبد الصبور "ليلى والمجنون"، فوزية الزوجة الشكاكة المرتابة في "جوزين وفرد"، وبفرق القطاع الخاص: المدرسة عفت عبد الكريم مدرسة الفلسفة بمسرحية "مدرسة المشاغبين"، السفاحة سكينة بمسرحية "ريا وسكينة"، المدرسة صفية العائدة من إحدى دول الخليج في مسرحية "ع الرصيف"، العالمة الراقصة سوسكا بمسرحية "العالمة باشا"، وذلك بخلاف تألقها فى تجسيد عدة شخصيات من المسرح العالمي باللغة العربية الفصحى وفي مقدمتها: "ماريان في مسرحية "الوارثة"، الفتاة يرما برائعة الكاتب الأسباني جارسيا لوركا "يرما"، فتاة الطريق العاشقة رئيفة في مسرحية "بيت من زجاج"، أديل في مسرحية "بيت برنارد ألبا".

وقال أيضا: أخيرا لا يسعنى إلا التوجه لله بالدعاء بأن يمن على هذه الفنانة القديرة بالرحمة والمغفرة وجنة الخلد جزاء ما أسعدتنا بقدراتها الإبداعية بمختلف القنوات الفنية، وبتفوقها وتألقها في تقديم مختلف الشخصيات التراجيدية أو الكوميدية، سواء كانت باللغة العربية الفصحى أو باللهجة العامية الدراجة، وسواء كانت لشخصيات من البيئة الشعبية أو من الطبقات الأرستقراطية.

يذكر أن الفنانة سهير البابلى من مواليد 14 فبراير عام 1935 بمركز "فارسكور بمحافظة دمياط، ووالدها هو أول من اكتشف موهبتها وتنبأ بمستقبلها الفني، خاصة وقد بدت عليها الموهبة في سن مبكرة وهى تقوم بتقليد الفنانين وبعض أفراد الأسرة.

اقتنعت بضرورة صقل موهبتها بالدراسة فالتحقت بـ"المعهد العالي للفنون المسرحية" و"المعهد العالي للموسيقى" في نفس الوقت، لكن للأسف لم تتح لها فرصة استكمال دراستها فى أى منهما نظرا لمواجهتها ضغوطا عائلية كبيرة خاصة من قبل والدتها التى كانت ترفض احترافها الفن.

ويذكر أنها قد استفادت من التحاقها بالمعهد في التعرف ببعض الأساتذة (وفي مقدمتهم كل من الفنانين: فتوح نشاطي، حمدي غيث، وعبد الرحيم الزرقاني)، وكان لحماس الفنان فتوح نشاطي لموهبتها وإيمانه بقدراتها الفنية أكبر الأثر في تشجيعها وتوجيهها للالتحاق بفرقة "المسرح القومي"، التي انضمت إليها بعد ذلك وبالتحديد عام 1958، ويحسب لها نجاحها منذ أول أدوارها بالفرقة فى لفت الأنظار إلى موهبتها وذلك من خلال تجسيدها لدور "الغازية" بمسرحية "الصفقة" للكاتب القدير توفيق الحكيم.

 

####

 

كانت حب حياته .. هل دخل منير مراد الإسلام بهدف الزواج من سهير البابلى؟

كتبت زينب عبداللاه

رحلت الفنانة الكبيرة سهير البابلى بعد حياة ثرية ومشوار فنى وإنسانى جعلها رمزاً للبهجة والحب والسعادة والابتسام ، ورغم رحيلها ستبقى دائماً بفنها وسيرتها العطرة فى قلوب الملايين الذين أسعدتهم ورسمت البسمة على وجوههم.

كانت سهير البابلى شخصية جميلة يحبها الجميع ويتعلقون بها حيث كانت تمتلك جاذبية وحضوراً لا ينافسها فيه أحد ، ووقع فى غرامها عدد من الرجال الذين ارتبطوا بها ، حيث تزوجت الفنانة الراحلة فى حياتها 5 زيجات ، وأجمع أزواج سهير البابلى على حبها واحترامها وتقديرها حتى بعد طلاقها منهم وكانوا لا يذكرونها ولا تذكرهم إلا بكل خير، حيث كانت نموذجاً فى الرقى والأخلاق فى كل تعاملاتها حتى فى فراق من جمعها بهم ميثاق الزواج.

وكان أول زواج للفنانة الكبيرة سهير البابلى في بداية حياتها وهى فى سن 16 سنة من رجل الأعمال محمود الناقوري، وهو والد ابنتها الوحيدة نيفين، ولكنهما إنفصلا لرفضه أن تكمل مشوارها الفني، الذي أصرت عليه بينما كان يرغب أن تتفرغ لمنزلها وابنتها.

أما الزيجة الثانية للفنانة الكبيرة فكانت من الملحن الكبير العبقرى خفيف الظل منير مراد، شقيق الفنانة الكبيرة ليلى مراد والذي أشار البعض إلى أنه  أشهرإسلامه من أجل أن يتزوجها لأنه كان يحبها كثيراً، وكان منير مراد تزوج قبل ارتباطه بسهير البابلى من فتاة يهودية إيطالية ، ثم انفصل عنها، وكانت سهير البابلى من عشاق شقيقته القيثارة ليلى مراد والتقته فى أحد الحفلات التى كانت تحرص على حضورها، وتعلق بها منير مراد  بشدة وتزوجها واستمرت الزيجة 9 سنوات كاملة من عام 1958 وحتى 1967، وتعتبر "سهير" الحب الحقيقي في حياته، ولكن نتيجة تعدد الخلافات، وغيرة "منير" الشديدة، انتهت الزيجة بالطلاق، ليظل عدة سنوات بلا زواج، حتى تزوج للمرة الثالثة ، واستمرت تلك الزيجة حتى وفاته .

وحكت الفنانة سهير البابلي في أحد حوارتها التلفزيونية قصة زواجها من الفنان الراحل منير مراد بعد قصة حب، مؤكدة أنه أسلم عن اقتناع قبل زواجهما، وكانت شقيقته ليلى مراد قد أشهرت إسلامه

وأكدت الفنانة الكبيرة سهير البابلى  فى  أحد حواراتها أنها أحبت منير مراد وأنه كان صادقًا في إسلامه، ولم يكن تغيير ديانته بغرض الزواج منها فقط مشيرة الي أن الغيرة كانت السبب وراء قرار الانفصال .

وكانت البابلى دائماً تتحدث عن دور منير مراد فى حياتها الفنية  وتؤكد أنه استفادت منه  على المستوى الفني والشخصي، حيث علمها كيفية التعامل مع الناس خاصة الفنانين، فكانت تقابل عمالقة الفن، وكان يوجهها كيف تتعامل ، قائلة:" كنت صغيرة وكنت لسه بتعلم إزاي أتكلم في الحفلات والمجتمعات الراقية"، كما كشفت أن منير مراد هو الذى علمها الغناء، حيث كان يجعلها تدندن الألحان التي يؤلفها لكي يسمعها منها ، كما تحدثت الفنانة الراحلة عن علاقتها بالقيثارة ليلى مراد مؤكدة أنها كانت دائما ً تفتح بيتها لإخوتها وتلتقيها دائما وجمعتها بها علاقة قوية، مؤكدة أنها تعلمت منها الضحك وخفة الروح والرقى فى الكوميديا وأن القيثارة كانت تتمتع بخفة ظل كبيرة.

وكان منير مراد نجما فى التمثيل والاستعراض والغناء والتلحين والتقليد ، كما لحن لأكبر نجوم الغناء ووصل عدد ألحانه إلى أكثر من 3 آلاف أغنية ودويتو.

وفى عام 1981 قبل أن يكمل منير مراد عامه الستين، توفى بأزمة قلبية.

وتزوجت الفنانة الكبير سهير البابلى بعد طلاقها من منير مراد  للمرة الثالثة من "الجواهرجي" أشرف السرجاني، وبعد وفاته تزوجت للمرة الرابعة من رجل الأعمال محمود غنيم، أما الزيجة الخامسة والأخيرة كانت من الفنان الكبير أحمد خليل، الذى كان فى بداية حياته الفنية وكانت تسبقه فى الشهرة، وحدثت خلافات بينهما ووقع الطلاق ولكن ظل الفنان الراحل يذكرها بالخير حتى وفاته.

 

اليوم السابع المصرية في

23.11.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004