ملفات خاصة

 
 
 

سمير غانم أسطورة الكوميديا.. وزعيم الارتجال والخروج عن النص

إيناس عبدالله

عن رحيل الفنان

سمير غانم

   
 
 
 
 
 
 

كسب رهانه في إبكاء الناس في "شربات لوز" وودع التراجيديا لأن الجمهور:" مش ناقص" جائزة فاتن حمامة للتميز الأقرب للقلبه.

.واسعد لحظات حياته حينما حلت صورته خلف صور بناته علي الأفيشات

كثيرون من أهل الفن تحتاج للاستعانة بمراجع سواء من خلال مجلات أوجرائد أو مواقع الكترونية، حتى تستطيع الكتابة عنهم، ولمعرفة بدايتهم، وأهم اعمالهم، ومحطاتهم الفنية، ولكن قليلين من أهل الفن، من يحفظ الجميع سيرتهم عن ظهر قلب، وتعرف جيدا كيف كان مشوارهم، وكانهم ذوو قربى لك، من بين هذه الفئة القليلة الفنان الكبير سمير غانم، أحد أفراد كل الأسر المصرية والعربية، فبدايته الفنية وقصة حياته المهنية والشخصية يعرفها الصغار والكبار، ويحفظها الاجيال المتتالية، فهو كما يعرفه الكبار هو "أيقونة الكوميديا" و"زعيم الارتجال" و"ملك الخروج علي النص"، صاحب مدرسة لا تقبل تلاميذ، ولا تحتاج لمعلمين، فهو مدرسة بذاتها، هو المعلم والتلميذ وناظر المدرسة، بشهادة زملاءه الفنانين صغار وكبارا، فحينما يطلب من أحدهم الاختيار من بين الأفضل بين نجوم الكوميديا، يستثنون سمير غانم، باعتباره فنانا غير قابل للمقارنة، لا شبيه له، أو "مقلد"، وهو كما يعرفه الصغار والد فنانتين من أقرب النجوم لجيل الأطفال والشباب دنيا وايمي سمير غانم، وزوج الفنانة الكبيرة دلال عبدالعزيز.

ومن هنا فالحديث عن الفنان الكبير سمير غانم لا تكفيه سطور، فأي سطور تكفي للحديث عن مشوار رجل بدأ حياته الفنية في بداية الستينات من القرن الماضي، أي قضى أكثر من 60 عاما في مجال الفن، حقق خلالها نجاحات كبيرة، آخرها الحملة الدعائية الكبيرة التي قام بها في موسم رمضان لهذا العام بمشاركة كريمته ايمي، وحققت ردود فعل كبيرة، قطعتها إصابته بفيروس كورونا وتدهورت حالته الصحية.

بداية "سمير غانم" او "سمورة" كانت بمسرح الجامعة حيث كان طالبا بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية"، بعد أن نقل أوراقه إليها قادما من كلية الشرطة التي تم فصله منها بعد رسوبه لعامين متتالين، لينضم للفرق الفنية بجامعة الإسكندرية، ومنها يلتقي بالفنان وحيد سيف وعادل نصيف ليكونوا معا فرقة اسكتشات غنائية، ولكنها لم تستمر، ليتعرف علي الفنانين الراحلين جورج سيدهم والضيف أحمد، وتتشكل أشهر فرقة فنية في تاريخ مصر فرقة "ثلاثي أضواء المسرح، الذي قدموا من خلالها مجموعة من أشهر الاسكتشات، وشاركوا معا في إحياء حفلات غنائية، وفي بطولة أفلام، وحققوا نجاحا مدويا.

هذه الفرقة تعد أول تحد يواجهه سمير غانم في بداية مشواره الفني، فكما حكى بنفسه، وجد صعوبة في لفت الأنظار إليه خاصة أنه مع نجمين كبيرين لديهما قدرة كبيرة في لفت الانظار لأداءهما، وكل واحد منهما يتمتع بصفات تؤهله لإضحاك الناس، فجورج يتمتع بجسد بدين، ولديه قدرة فائقة على تقليد السيدات ببراعة، وكذلك الضيف أحمد ذو الحجم الصغير، أما هو فكان يفتقد لمثل هذه العناصر التي تلفت الانتباه اليه، فكان عليه أن يبذل جهدا كبيرا حتى يقول للمشاهد "أنا هنا"، فابتكر طريقة في المشي والكلام تميزه عن غيره، كما انه لم يلتزم مرة بالسيناريو المكتوب أو كما قال في حواره مع "الشروق": صعب أن ألتزم بالسيناريو التزاما كاملا، فلابد ان أصبغه بلونى، وأضع بصمتى الخاصة على كل كلمة أقولها، فهى تعبر عن شخصيتى التى ميزتنى عن غيرى.

توالت نجاحات "الثلاثي" إلى أن انحلت الفرقة بوفاة الفنان الضيف أحمد عام 1970، ليكون سمير وجورج ثنائيا في بطولة أكثر من مسرحية منها "المتزوجون"، و"موسيكا في الحي الشرقي" و"أهلا يا دكتور" اخر مسرحية جمعتهما سويا.

وفي الثمانينات حقق سمير غانم نجاحا مدويا حينما اتجه لتقديم فوزاير رمضان، من خلال ابتكاره لشخصيتين هما "سمورة" و"فطوطة" اللتين استمرتا لأكثر من موسم محققا تفاعلا كبيرا من الكبار والصغار.
ويعد الفنان سمير غانم ملك أفلام المقاولات" تلك الموجه التي انتشرت في فترة الثمانينات ايضا، وفيها لعب بطولة عدد هائل من الأفلام، لم يكن يستطيع ذكره، أو كما صرح في اكثر من برنامج تليفزيوني إنه كثيرا يشاهد لنفسه فيلما يذاع بالقنوات الفضائية ويتساءل، متى وأين وكيف مثلا في هذا الفيلم؟

ورغم أنه يحب الضحك، ويرفض الحزن بكل أشكاله، لكن أبى الحزن ان يبعد عن طريقه، وعرف سمير غانم طريقه للاطباء النفسيين بعد ان اصيب بحالة اكتئاب شديدة بعد وفاة شقيقه "سيد غانم" الذي كان مديرا لأعماله ايضا، وتغير نمط حياته، ولم يعد سمير لطبيعته إلا بعد زواجه من الفنانة دلال عبد العزيز وانجابه لابنتيه دنيا وايمي.

وقصة زواج دلال وسمير من أشهر قصص الزواج المعروفة بالوسط الفني، فلا تخجل الفنانة دلال عبد العزيز ان تحكي كيف لعبت دورا كبيرا حتي يرتبط بها "سمورة" أشهر عازب في الوسط الفني في هذا الوقت، ومنذ ان تعاونا سويا في مسرحية "اهلا يا دكتور" وقد أثار إعجابها، وأحبته، وبادلها الحب، لكن خوفه من الأرتباط والزواج كان عائقا أمامها، لكنها سرعان من تغلبت علي العقبه وتزوجته، لتكون أشهر ثنائي فني متزوج في الوسط الفني، فنادرا ما نجد قصة زواج ناجحة ومستمرة وطويلة بهذا الشكل.

قدم الفنان سمير غانم أكثر من 400 عملا فنيا سواء بالسينما او المسرح والتليفزيون والاذاعة، لم يقدم خلالها سوي عملين فقط ابتعد فيهما عن الكوميديا، هما فيلم "الرجل الذي عطس" للمؤلف لينين الرملي، ورغم ان هذا الفيلم يعد من افلامه الناجحة علي مستوي النقدي، لكنه لم يشأ تكرار التجربة مرة اخري، ففي هذا الفيلم لعب سمير شخصية درامية اجتماعية تتمتع بحس ساخر لرجل يصاب بمرض نادر، تجعله ينتظر الموت خلال اشهر قليلة، لتنقلب حياته رأسا علي عقب، ويري استغلال الجميع لمرضه، وهو يسايرهم انتظارا منه للموت، وحينما لا يموت كما قررت الاطباء يقرر الانتحار، تاركا خطابا لابنه ينصحه كيف يواجه الحياة.
أما العمل الثاني فكان من خلال دوره في مسلسل "شربات لوز" هذا الدور الذي كان بمثابة رهان منه لمن حوله انه كيفما نجح في اضحاك الناس فهو قادر علي ابكاءهم، وبالفعل ربح رهانه أو كما حكي في حوار له مع "الشروق": انا ممثل كوميدى، فمعظم اعمالى كوميدية، ولكن حينما قدمت دورا تراجيديا، راهنت الجميع أنني قادر على إبكاء الناس بنفس قدرتى على إضحاكهم، وكسبت الرهان فى مسلسل «شربات لوز» الذى قدمت فيه شخصية «حكيمو» وكان بطولة يسرا ومجموعة من الشباب الرائعين وهو من تأليف تامر حبيب، وكان الدور مختلفا تماما عما قدمته من قبل، ومن خلاله نجحت فى إبكاء الناس، خاصة فى مشهد وفاة الشخصية، لكن رغم هذا النجاح، تراجعت عن تقديم الميلودراما، وتمسكت بالكوميديا فقط.

وعن السبب قال:" بصراحة لأن الناس «مش ناقصة» فالأحداث اليومية تدعو للبكاء، وبرامج التوك شو تقدم يوميا جرعات حزن ودموع لا ينافسها أى عمل درامى، وأنا محب للضحك بطبعى، والناس بحاجة لضحكة من القلب فى هذه الظروف القاسية.

ويعد الفنان سمير غانم من أكثر الفنانين ترحيبا بالظهور كضيف شرف لدعم المواهب الجديدة والنجوم الشابه، ولكن هناك شرط واحد لابد ان يتوفر بالفعل حتي يتحمس "سمورة" للاشتراك فيه وهو كما قال في حواره لـ"الشروق" أيضا :أنا احب مساندة زملائى والاجيال الجديدة، وتقديم كل الدعم لهم، لكن لى شروط، فأنا لا اقبل ان اظهر ضيف شرف لمجرد الظهور، فلابد ان يكون ظهورى بالعمل كالقنبلة، تحقق دويا كبيرا حين تنفجر، وهذا هو شرطى، فلابد ان «أقلب الدنيا» بظهورى، وعليه لا يوجد عمل شاركت فيه بمشهد واحد إلا وكان له صدى كبير وحقق ردود افعال طيبة للغاية.

ومنذ سنوات قليلة انتشرت صورة لسمير غانم تجمعه بالفنان الكبير عادل امام من كواليس مسلسل "عوالم خفية" هذه الصورة التي اثارت ضجة كبيرة علي مواقع التواصل الاجتماعي، واستقبلها رواد المواقع بفرحة عارمة، ظنا منه ان العمل يعيد التعاون مرة اخري بين نجمين كبيرين قدما معا من قبل اكثر من تجربة كوميدية منها فيلم "اذكياء لكن اغبياء"، لكن فاجأ سمير غانم انه مجرد ضيف شرف بالمسلسل وحكي تفاصيل عودة لقاءه بالزعيم من خلال حديثه لـ"الشروق" وقال: حينما عرض علي الظهور كضيف شرف مع عادل سعدت جدا، فهذه اول مرة اتعامل فيها مع ابنه المخرج رامى إمام، فهو ولد رائع وخلوق وعلى قدر كبير من الكفاءة، الي جانب ان عادل كان «وحشنى» فمنذ سنوات طويلة جدا لم أقابله، خاصة ان اخر عمل اشتركنا فيه معا كان فى منتصف الثمانينيات تقريبا مع فيلم «رمضان فوق البركان»، وقبله قدمنا معا أعمالا لا يمكن نسيانها منها "مغامرون حول العالم"، ورائعة «أذكياء لكن أغبياء» وهو من أحب الأفلام على قلبى، ورغم أننى شاركت فى العديد من الأفلام والمسلسلات، لم أشاهد معظمها، إلا أن هذا الفيلم أحب مشاهدته دائما.
ولم يرفض سمير غانم أن يعترف بزعامة "عادل امام" وشهد بأن "عادل" استحق لقب «الزعيم بجدارة»، فهو نجم تميز فى كل الادوار التى لعبها سواء على مستوى الكوميديا أو الميلودراما، ونجح ان يتصدر شباك الايرادات لسنوات طويلة.

لكن يبقى أن سمير غانم زعيما هو الآخر أو كما قال عنه الفنان احمد فهمي في احد البرامج التلفزيونية، والذي يعد واحد من اكثر معجبي سمورة، أنه قد يحلم ان يكون في نفس مكانة الفنان عادل إمام، وان يقدم مثله ادوارا متنوعة ومختلفة ولا تقتصر علي الكوميديا فحسب، ورغم أن الوصول لمكانة الزعيم صعب لكنه يظل حلم قابلا للتحقيق رغم صعوبته، لكن الحلم أن اكون في مكانة سمير غانم فهو مستحيل، فسمير في مكانة لا يستطيع احد الاقتراب منها، فالرجل قادر علي إضحاك الناس مهما كان الوضع مأساويا.

من أسعد اللحظات التي مرت على حياة الفنان سمير غانم حينما تصدرت صور بناته أفيشات اعمالهما وتراجعت صورته خلفهما، وكذلك تراجع اسمه بعدهما علي تيترات اعمالهما الفنية، وفي هذا قال "سمورة " لـ"الشروق": أكون فى قمة سعادتى حينما اشاهد صورتي خلف صور بناتي علي افيش اعمالهما، فهم ميراثى الحقيقى فى هذه الدنيا، وأشعر بنجاحهما بشكل أكبر بكثير من شعورى بنجاحى الشخصى، وربما أشعر معهم بقلقهما وتوترهما أثناء العمل رغبة منهما فى تحقيق النجاح، بشكل لم يحدث معى وأنا فى قمة انشغالى بأعمالى الخاصة، فهما فنانتان رائعتان نجحتا فى اثبات ذاتهما بعيدا عنى وعن أمهما، وأنا فخور بهما بشدة.

ومن لحظات السعادة في حياته ايضا، لحظة وقوفه علي مسرح دار الاوبرا المصرية في حفل افتتاح الدورة ال39 ليستلم جائزة فاتن حمامة للتميز، تكريما وتقديرا لمشواره الفني، وعن هذه اللحظة قال لـ"الشروق" : كان يوما رائعا بكل تفاصيله، فكنت سعيدا للغاية وأنا أستلم تلك الجائزة التى لها مكانة كبيرة فى قلبى، وقلب كل ممثل يحصل عليها، أو يتمنى الحصول عليها يوما ما، وكم كانت فرحتى باستقبال الناس وكان معظمهم من الفنانين التى اهتزت القاعة بتصفيقهم وهم يعبرون عن حبهم وتقديرهم لى، أما فيما يخص دنيا وايمى، فهما ميراثى الحقيقى انا ودلال عبدالعزيز، متعهما الله بالصحة والعافية، وكل يوم ندعوا لهما من القلب بدوام نجاحهما، وأن يكسبا حب الناس واحترامهم، وكل أب يريد ان يتذوق طعم نجاحه مع ابنائه، وان يرى نظرات الفخر والاعتزاز فى عيونهم، وهم يشاهدون ويحضرون بأنفسهم لحظة تكريمه احتفاء وتقديرا لمشواره المهنى الذى أفنى فيه عمره، وبأعماله الراسخة فى أذهان الناس.

ورفض سمير غانم ان يلعب دور الوصي علي الاجيال الجديدة، رغم تاريخه الفني الطويل والممتد الذي يؤهله لذلك وقال في لقائه مع "الشروق": هذا الجيل لا يحتاج لمن ينصحه أو يوجهه، فهذا هو زمانهم، الذى يختلف تماما عن زماننا وأسلوب حياتنا، وهو ما يجعل جيلى بحاجة لنصيحة من هذا الجيل.

تضم قائمة أعمال الفنان سمير غانم العديد من الاعمال التي لا يمكن نسيانها ففي الدراما التليفزيونية لعب بطولة مسلسل "حكاية ميزو" و"الكابتن جودة" و" ابو ضحكة جنان" و"شربات لوز"، و" الكبير اوي" و" يوميات زوجة مفروسة" و"لهفة" و" في الالاند".

أما في السينما فشارك في بطولة افلام" المشاغبون" و"صغيرة علي الحب" و"خلي بالك من زوزو" و" 30 يوم في السجن" و"شباب مجنون جدا" و"شاطيء المرح" و" يا رب ولد" و"احنا بتوع الاتوبيس" و"محطة الانس" ومؤخرا حماتي بتحبني" و" عقدة الخواجة.

وفي المسرح لعب بطولة مسرحيات" موسيقي في الحي الشرقي" وجوليو ورمييت" و"المتزوجون" و"الأستاذ مزيكا" و" فارس بني خيبان" و" اخويا هايص وانا لايص" وانا والنظام وهواك" وبهلول في اسطنبول" .
خاض سمير غانم تجربة تقديم البرامج التليفزيونية من خلال برنامج "سمير شو" و"ساعة مع سمير غانم" وحقق نجاحا كبيرا أيضا.

 

####

 

الثلاثي وفطوطة وميزو.. حكايات سمير غانم المبهجة لعالم الفن

الشيماء أحمد فاروق

توفي مساء اليوم، الفنان القدير سمير غانم، عن عمر ناهز 84 عاما، بعد مسيرة فنية كبيرة أثرى خلالها العمل السينمائي والمسرحي والتليفزيوني في مصر والعالم العربي، وأمتع الملايين من المشاهدين بأعماله التي لا تنسى وبكوميديا من نوع خاص، لم يسبقه إليها أحد، خطت اسمه بين عظماء الكوميديا المصريين والعرب.

يُعد الفنان سمير غانم أحد رموز الكوميديا في مصر، هو تاريخ طويل من الأعمال الفنية التي كانت تهدف بشكل أساسي إلى إضحاك الجمهور، وفي خلال هذه المسيرة التي بدأت من ستينيات القرن الماضي، تعاون غانم مع كبار الكتاب والمخرجين والفنانين، وشارك في عدد ضخم من الأدوار ، سواء كانت بطولة مطلقة أو مشهد يترك به بصمة في العمل ككل.

وفي السطور التالية نرصد محطات محورية في حياة الفنان سمير غانم..

- الثلاثي وبداية أضواء الشهرة

أثناء تقديم سمير عروض في مسرح الجامعة، التقى بجورج سيدهم، اجتمعا معاً وعملا كهواة في البداية، ثم تعرفا على الضيف أحمد، وبدأت مرحلة الاحتراف من خلال فرق مسرح التلفزيون، الذي اشتهر عنه أنه يسعى إلى "الضحك من أجل الضحك"، دون هدف أو قضية مهمة يطرحها، لذلك كان يُهاجم بشدة، ورغم ذلك استمرت الفرقة وحققت نجاحا كبيرا، بعد تبني المخرج محمد سالم لهم وتقديمهم من خلال سكتش "كوتو موتو".

كانت أولى مسرحياتهم، "مطلوب لمونة"، والتي لم تكتمل وألغيت بسبب اعتراض جهات أمنية على اسمها، ثم قدموا مسرحية "حديث في عزبة الورد" للكاتب المسرحي علي سالم، وفق ما ذكره غانم في أحد اللقاءات التلفزيونية.

شارك الثلاثي في أفلام كثيرة بعد نجاحهم في مسرح التلفزيون، مثل "30 يوم في السجن" مع فريد شوقي، و"شاطيء المرح" مع نجاة وحسن يوسف، و"الزواج على الطريقة الحديثة" مع سعاد حسني، ومسرحيات مثل "طبيخ الملايكة" للمخرج حسن عبدالسلام، و"فندق الأشغال الشاقة" للمخرج نور الدمرداش.

توفى الضيف أحمد في مطلع السبعينيات، واستمر سمير وجورج في الفرقة، وتقديم مسرحيات مثل "جوليو وروميت" و"موسيقى في الحي الشرقي"، و"المتزوجون"، وحاول الاثنان استبدال الضيف بنجمة شابة، انضمت لهم وهي صفاء أبو السعود، ثم بوسي، ثم شيرين، ولكن لم تمكنهم الظروف، وكان آخر أعمالهما سوياً "أهلا يا دكتور" بمشاركة دلال عبدالعزيز.

- فطوطة.. أن يحبك الأطفال والكبار

في بداية الثمانينيات ظهرت شخصية "فطوطة" من خلال فوازير حملت نفس الاسم، كانت فكرة الفوازير من تأليف عبدالرحمن شوقي، بالتعاون مع المخرج فهمي عبدالحميد، اللذان لم يكونا وضعا تصورا كاملا لشكل الشخصية، وقد ساهم سمير غانم في وضع هذا التصور، ونال إعجابهم.

قال سمير غانم في لقاء نادر عبر شاشة تلفزيون الكويت: "صوت فطوطة جه صدفة واحنا بنسجل في الاستوديو، سمعت صوتي والشريط بيدور بسرعة عجبني، وقولت ليه ميبقاش ده صوت فطوطة، ولما سمعه الموجودين وضحكوا اتأكدنا إنها هتكون مضحكة، وبعدين الشكل الجزمة الكبيرة والبدلة الواسعة والشعر المنعكش، كل دي أدوات عشان تكون الشخصية مضحكة وتبين حجمها أصغر".

فطوطة هو قزم يرتدي بدلة خضراء وحذاء أصفر كبير، وله شعر كثيف، صممت ملابس الشخصية المصممة وداد عطية، ظهر لأول مرة في الفوازير التي حملت اسم فطوطة، وعاد للظهور مرة أخرى في فوازير مختلفة بعنوان فطوطة حول العالم، ثم فطوطة فوازير الأفلام، والمعلومات العامة فيما بعد، وكان آخر ظهور له في مسلسل الرسوم المتحركة فطوطة وتيتا مظبوطة والذي عرض في رمضان 2010.

إلى جوار ذلك، استمر غانم في تقديم الكثير من المسرحيات، مثل "أخويا هياص وأنا لايص" و"فارس بني خيبان" مع دلال عبدالعزيز، و"بهلول في إسطنبول" مع إلهام شاهين، و"دو ري مي فاصوليا" مع شعبان عبدالرحيم وطلعت زكريا.

كما قدم عدد من المسلسلات التلفزيونية، ومن أشهرها "حكاية ميزو" مع فردوس عبدالحميد وإسعاد يونس، والذي حقق نجاحاً كبيراً، بالإضافة إلى عشرات الأفلام السينمائية، مع عادل إمام وحسين فهمي ومحمود عبدالعزيز وسهير رمزي ودلال عبدالعزيز وفريد شوقي وميرفت أمين، كما عمل مع النجوم الشباب مثل حمادة هلال ومي عزالدين وإيمان العاصي وأشرف عبدالباقي وسامح حسين وغيرهم.

 

####

 

كيف وظف سمير غانم أدواته التمثيلية لرسم الابتسامة على وجوه الملايين؟

الشيماء أحمد فاروق

توفي مساء اليوم، الفنان القدير سمير غانم، عن عمر ناهز 84 عاما، بعد مسيرة فنية كبيرة أثرى خلالها العمل السينمائي والمسرحي والتليفزيوني في مصر والعالم العربي، وأمتع الملايين بأعماله التي لا تنسى وبكوميديا من نوع خاص، لم يسبقه إليها أحد، خطت اسمه بين عظماء الكوميديا المصريين والعرب.

تواجد الفنان سمير غانم، منذ بداية مسيرته الفنية الكوميدية، بين نجوم على القمة وآخرون كانوا يصعدون سلم النجومية إلى جواره، وآخرون سبقوه في فترة زمنية ما، ولكنه استطاع سواء من خلال فرقة ثلاثي أضواء المسرح أو بمفرده، فيما بعد أن يفرض نفسه ويبرز بأسلوبه الضاحك، الذي استهدف به رسم الابتسامة على وجوه الناس وإسعادهم.

إن ما يميز الفنان أن يكون مختلفاً عن غيره فيقدم ما يجعل الجمهور مقبل عليه لا غيره، وأدوات الفنان في ذلك هي جسده، حيث تقول ماري إلين براون في كتاب "التمثيل السينمائي": "إذا كنا نود أن نفهم ما الذي يستطيع ممثل السينما فعله فإن علينا أن نفهم أولاً شيئاً يتعلق بطبيعة السينما ذاتها، وأولها إدراك أنها جسدية بشكل مبهر، إن تجميع الصور الجسدية هو ما يستحوذ على الجمهور، والعنصر البشري يعلو جميع الاهتمامات الأخرى لخلق صورة الشخصية".

من هذا المنطلق استغل الفنان سمير غانم حركاته الجسدية كأداة فعالة في التمثيل الكوميدي، الذي اعتمد في الأساس على المبالغة في الأداء، كأحد وسائل الإضحاك، وغانم خريج كلية الزراعة، لم يكتسب ذلك من دراسته المتخصصة في فن التمثيل، بل بالعمل والتطور مع الوقت، واعتماده في الأساس على نوع كوميديا "الفارص /farce" القائمة على المبالغة والافتعال في الحركات الجسدية والسخرية، وتهدف إلى إضحاك الجمهور وتسليته وليس شرط أن تقدم فكرة أو مضمون هادف بعينه.

يقول ملفن هيلترز في كتابه "أسرار الكوميديا": "تعد الخصائص البدنية من أكثر موضوعات الإضحاك التي يثور من حولها جدل كثير، فهي تستخدم الإساءة كوسيلة لتحقيق إحساس بالتفوق عن طريق السخرية من خصائص آخرين وبخاصة تلك الخصائص التي تبدو غير عادية للجمهور... كما أن الإضحاك يوظف الخطايا الصارخة والعيوب للسخرية منها".

كما أن المبالغة أحد أدوات الإضحاك الأساسية، فإن الإضحاك الجيد ما هو إلا شكل من أشكال التناقض الظاهري، أو المعقول إلى جوار غير المعقول وهو ما يخلق المفاجأة للمشاهد، على حد قول هيلترز.

ووظف غانم أدواته الجسدية للإضحاك من خلال السخرية من الآخرين، والمبالغة في الظهور بشخصية ما، على مستوى الشكل والحركات المستخدمة، فنراه ذو بنطال قصير، رابطة عنق ترتفع لأعلى من تلقاء نفسها -وهي لزمة شكلية متكررة عنده- عند مرور الشخصية بورطة ما، بذلة ذات مقاس أصغر من حجمه، عند تقديمه على سبيل المثال شخصية المدرس في فيلم "ممنوع في ليلة الدخلة"، أو "أذكياء لكن أغبياء"، ويعتمد في أسلوب آخر على خلق المفارقات في شكل الشخصية إلى جوار المبالغة، مثل ارتداء باروكة وفستان –شخصية امرأة- ولكن يترك شاربه، ويتسبب ذلك في موجة من الضحك على خشبة المسرح في مسرحية "أخويا هايص وأنا لايص".

ومن أبرز الشخصيات التي اعتمد فيها سمير غانم على المبالغة الشكلية، شخصية "فطوطة"، التي كانت عنواناً لمجموعة من الفوازير التي حققت نجاحاً واسعاً، في وسط نجاح فوازير نيللي السابقة له وشيريهان فيما بعد.

يذكر أن غانم هو من رسم الشكل الخارجي لشخصية فطوطة، وفق ما ورد في لقاء نادر عبر شاشة تلفزيون الكويت على لسانه: "صوت فطوطة جه صدفة واحنا بنسجل في الاستوديو، سمعت صوتي والشريط بيدور بسرعة عجبني، وقولت ليه ميبقاش ده صوت فطوطة، ولما سمعه الموجودين وضحكوا اتأكدنا إنها هتكون مضحكة، وبعدين الشكل الجزمة الكبيرة والبدلة الواسعة والشعر المنعكش، كل دي أدوات عشان تكون الشخصية مضحكة وتبين حجمها أصغر، أنا من اقترحها".

قال طارق الشناوي الناقد الفني، في حديث سابق خلال برنامج صباح مصري، إن سر بقاء شخصية فطوطة وعلاقتها القوية بسمير غانم، هو أنه أضاف الكثير لهذه الشخصية فأصبحت مقترنة به، من الصعب أن يقوم ممثل آخر بأداء دور فطوطة غيره، لأنه أصبح أيقونة للأطفال والكبار.

كما كان لغانم أسلوب في الشكل، وإضافات للشخصية، تؤدي إلى الضحك عند رؤيتها، فإن أسلوبه في الكلام كان يطوعه أيضاً ليصبح مادة للضحك، مثل صوت شخصية فطوطة المميز، أو استخدام كلمات من اللغة الأجنبية في سياق كوميدي، كما حدث في مسرحية "المتزوجون" والحوار الشهير بينه وبين الفنانة شيرين وهي تطلب منه مأكولات، لا يعرفها بسبب الفرق الاجتماعي الشاسع بين الشخصيتين.

ونتذكر هنا قول هيلترز: "يبحث المؤدي/ الممثل عن الطابع المميز له، إذ بدون هذا الطابع المميز يتحول المؤدي إلى مجرد شخص يلقي النكات وتلاوتها، وفي وجود الطابع المميز يتمكن الممثل الكوميدي من استطلاق الضحك من جمهوره حتى عن طريق الأخطاء التي قد تصدر عنه، والناجح في الكوميديا نجد أنه ابتكر لنفسه شخصية مميزة واحدة على الأقل يعرفه الناس بها".

 

####

 

سمير غانم وُصف بـ«كداب الزفة».. وخالف التوقعات ليصبح أيقونة الكوميديا

الشيماء أحمد فاروق

توفي مساء اليوم، الفنان القدير سمير غانم، عن عمر ناهز 84 عاما، بعد مسيرة فنية كبيرة أثرى خلالها العمل السينمائي والمسرحي والتليفزيوني في مصر والعالم العربي، وأمتع الملايين من المشاهدين بأعماله التي لا تنسى وبكوميديا من نوع خاص، لم يسبقه إليها أحد، خطت اسمه بين عظماء الكوميديا المصريين والعرب.

في بدايات مسيرته الفنية ظهر الفنان سمير غانم في بداية حياته الفنية من خلال فرقة "ثلاثي أضواء المسرح"، بالمشاركة مع جورج سيدهم والضيف أحمد، وقدموا عددا من الاسكتشات والمشاركات السينمائية وأيضاً المسرحيات، حتى وفاة الضيف أحمد في مطلع السبعينيات من القرن الماضي، في ظل توهج الثلاثي وتحقيقهم نجاح ملفت.

جذب ظهور الثلاثي الأنظار وكان لكل من الفنانين الثلاثة مميزاته وطبيعته الفنية، وهذا التنوع أثرى الفرقة وجعل منها نموذج فني، ولكن بدأت المقارنات بين جورج وسمير والضيف عن إمكانياتهم ومن الأفضل، وقد أفرد لهم الناقد محمود السعدني فصلاً في كتابه المضحكون، والمعروف عنه لسانه الحاد واستخدامه مصطلحات عامية في وصف الفنانين في نقده لهم، مثل "العبيط والأرجوز والأوحد وكداب الزفة"، وكان الفنانون يخشون نقده اللاذع.

في حديث السعدني عن الثلاثي، وصف جورج بالممثل قائلا: "هذا الولد السمين موهبة في هذا المجال وهو نوع نادر بين الممثلين عينة لطراز عظيم ونموذج للمثل الجيد جزء من شارلز لوتون وعبدالغني قمر وصلاح منصور وهو يستطيع الآن أن يغير مساره وأن يتجه بموهبته وبمفرده نحو ميدان أفضل إذا صادفه مخرج فاهم ورواية حقيقية وحظ حسن لشق طريقه إلى القمة بسهولة، إنه يؤدي دوره بسهولة، إنه نهر لا يجد مجرى أو قطار فقد القضبان ويا خسارة يا جورج لو ضل هذا الطريق سوف ينطفيء".

أما عن الضيف فقد وصفه بالمضحك، نتيجة لسماته الشكلية، التي يوظفها على الشاشة أو المسرح لإضحاك الجمهور، وقال عنه: "كانت الطبيعة سخيفة معه فأعطته كل ما يجعل الرجل العادي منفرا، ويجعل الرجل المضحك محبوباً، والحجم السفروت والظهر المحدب والسيقان التي تشبه الماعز، ولكنه الأرجوز المضحك في الفرقة".

بينما هاجم السعدني، سمير غانم ووصفه بكداب الزفة، ولخص دوره في جذب انتباه الناس واضحاكهم لفترة وجيزة حتى بداية القصة واندماج الفنانين في التمثيل، وقال عنه: "هو بين الثلاثي مجرد كداب زفة فلا هو مضحك ولا هو ممثل ولكنه ضرورة، والهدف منه هو جمع المتفرجين، ومن أدواته الرقص والزمر والصراخ والتطبيل، وهو يستطيع فعل كل هذه الأشياء ولكنه ليس علماً على أي منهم... ولكن مصيبة سمير أنه ليس الجورج وليس الضيف ولكنه معهما ولكي يستمر لا بد أن يكون مع أحد".

لكن الفنان سمير غانم خالف توقعات ما كُتب عنه، والهجوم الذي لاقاه، وبعد وفاة الضيف وانفصاله عن جورج سيدهم قدم الكثير من المسرحيات، كما شارك في عدد ضخم من الأفلام، سواء كانت بطولته أو مشاركة كضيف شرف، وكانت له بصمة في هذه المشاركات، من ينسى أفلام مثل "يارب ولد" و"عالم عيال عيال" و"ممنوع في ليلة الدخلة" و"الرجل الذي عطس" وإفيهاته ومواقفه وحواراته في "المتزوجون" و"فارس بني خيبان" و"دو ري مي فاصوليا".

كما أن غانم استطاع من خلال استخدام أدواته الجسدية كـ"ممثل" أن يخلق شخصيات كوميدية مثل "فطوطة"، الشخصية التي حققت نجاحا كبيرا في الفوازير، رغم وجود نيلي وشيريهان، وشخصية ميزو في مسلسل "حكاية ميزو".

وصنع لنفسه طابع خاص، فإن أسلوبه في الكلام – على سبيل المثال- كان يطوعه أيضاً ليصبح مادة للضحك، مثل صوت شخصية فطوطة المميز، أو استخدام كلمات من اللغة الأجنبية في سياق كوميدي، كما حدث في مسرحية "المتزوجون" والحوار الشهير بينه وبين الفنانة شيرين وهي تطلب منه مأكولات، لا يعرفها بسبب الفرق الاجتماعي الشاسع بين الشخصيتين.

نتذكر هنا قول ملفن هيلترز في كتابه "أسرار كتابة الكوميديا": "يبحث المؤدي/ الممثل عن الطابق المميز له، إذ بدون هذا الطابع المميز يتحول المؤدي إلى مجرد شخص يلقي النكات وتلاوتها، وفي وجود الطابع المميز يتمكن الممثل الكوميدي من استطلاق الضحك من جمهوره حتى عن طريق الأخطاء التي قد تصدر عنه، والناجح في الكوميديا نجد أنه ابتكر لنفسه شخصية مميزة واحدة على الأقل يعرفه الناس بها".

 

الشروق المصرية في

20.05.2021

 
 
 
 
 

أبرز 10 مقاطع ضاحكة لـ سمير غانم

نورا مجدي

بعد مشواره الفني الطويل الذي يُقدر بنحو 58 عامًا، من العطاء في المجال الفني سينمائيًا ودراميًا ومسرحيًا، رحل الكوميديان الكبير سمير غانم الذي ترك بصمته الخاصة في كل عمل قدمه، ففي عالم المسرح نجد له بصمة مختلفة عن غيره من فناني الكوميديا فهو صاحب شخصية متفردة ونبرة صوت مميزة وآداء منفرد.

كذلك قدم العديد من الأفلام والإسكتشات الناجحة، فلا أحد ينسى فرقة “ثلاثي أضواء المسرح” التي كونها مع الكوميديّين جورج سيدهم والضيف أحمد، مرورًا بفترة السبعينات التي تألق فيها بعدد من الأعمال الدرامية والتليفزيونية، بل والمسرحية أيضا فمن ينسى دوره في مسرحية “المتزوجون”؟، تلاها بعد عدة سنوات بتجربة كانت من أنجح التجارب التي خاضها في حياته وهي شخصية “فطوطة” التي قدمها في الفوازير وعاشت الشخصية في أذهان الجمهور حتى الآن.

فيما يلي يرصد إعلام دوت كوم بعض المشاهد الكوميدية البارزة من أعمال الكوميديان القدير:

1 – فيلم “عالم عيال عيال

واحد من أروع المشاهد التي قدمها سمير غانم حينما أدى دور “الدكتور” في فيلم عالم عيال عيال مع الفنان الراحل رشدي أباظة والفنانة سميرة أحمد، الفيلم من إنتاج عام 1976.

2 – مسرحية “المتزوجون

رغم أن مشاهد تلك المسرحية التي قام ببطولتها سمير غانم تندرج جميعها تحت قائمة المشاهد التي لا تُنسى إلا أن واحدًا من تلك المشاهد “العريس متين والعروسة متينة” التي تحولت إلى مقطع شهير بعد عرض المسرحية.

3 – مسرحية “أهلا يا دكتور

من المشاهد التي يفضلها الجمهور في مسرحية “أهلا يا دكتور” التي قدمها الفنانان سمير غانم وجورج سيدهم، مشهد كشف الطبيب نادر (سمير غانم) على أحد المرضى وتقديمهم دويتو ممتعاً. المسرحية من إنتاج عام 1981.

4 – مسلسل “يوميات زوجة مفروسة

قدم سمير غانم دور طبيب النساء والتوليد جار “إنجي” التي أدت دورها داليا البحيري في مسلسل يوميات زوجة مفروسة بأجزائه الثلاثة، وكان هناك العديد من المواقف الكوميدية التي جمعته بجيرانه وزوجته في المسلسل الفنانة رجاء الجداوي.

5 – فيلم “البنات عايزة إيه

من المشاهد الكوميدية في فيلم “البنات عايزة إيه” حينما قام سمير غانم بغناء عم يا صاحب الجمال ليستكمل “عدوية” غناء الأغنية ويتمكن سمير غانم من الهرب منهم بعد إلهائهم عنه. الفيلم من إنتاج عام 1980.

6 – فيلم “أذكياء لكن أغبياء

تجسيد سمير غانم وعادل إمام لدور فتاتين في الفيلم حيث تنكر الطالبان “زغلول وحسونة” لكي يوافق “حمدي” بتأجير غرفة لهما في الفيلا التي لا يؤجرها إلا للفتيات. الفيلم إنتاج عام 1980.

7 – فيلم “صغيرة على الحب

جسد الفنان سمير غانم دور مساعد المخرج الذي يبحث عن الطفلة المعجزة في الغناء وكان يقوم بآداء حركات تثير الضحك حينما كانت تغني سعاد حسني أغنية “لسة صغيرة” الفيلم إنتاج عام 1966.

8 – فيلم “المجانين الثلاثة

كان من المشاهد المميزة في أعمال ثلاثي أضواء المسرح مشهد “قلل الفولت زود الفولت” في فيلم “المجانين الثلاثة” إنتاج عام 1970.

9 – فيلم “30 يوم في السجن

من الأغاني الكوميدية المميزة التي قدمها ثلاثي أضواء المسرح كانت أغنية “بص شوف مين” من فيلم “30 يوم في السجن” إنتاج عام 1966.

10 – مسرحية “الانفجار الجميل

مشهد “ضربني بوشه في إيدي” كان من المشاهد الكوميدية التي لا تنسى للكوميديان سمير غانم في مسرحية “الانفجار الجميل” عام 1983 مع الفنانة هالة فاخر.

 

####

 

سمير غانم .. “أستاذ الضحك” الذي يكره السياسة

أحمد شعبان

يرى كثيرون أن كوميديا سمير غانم، تعتبر خالية من العمق ومناقشة القضايا الكبرى ذات الأبعاد السياسية، ففي الفترة خلال سبعينات وثمانينات القرن الماضي وما تلاها، كان أبناء جيله، أمثال عادل إمام، سعيد صالح، ومحمد صبحي وغيرهم، يقدمون مسرحًا كوميديًا يناقشون فيه قضايا ذات أبعاد مختلفة سياسية أحيانًا وتربوية أحيانًا أخرى؛ إلا أن سمير غانم كان له رأيًا آخر.

كان همّ سمير غانم الأول والأخير هو إضحاك الجمهور، وعهده مع جمهوره هو أن يقول “إيفيه”هنا أو “قلشة” هناك، فينزل على مسامعه صوت ضحكات الجمهور، ليشعر بأنه أدّى ما عليه محاولًا التفريج عن همّ جمهوره.

في حديثه عن الفنان القدير سمير غانم، خلال إحدى حلقات برنامجه “الموهوبون في الأرض”، يرى الكاتب والسيناريست بلال فضل، أن ابتعاد الفنان القدير عن السياسة يُحسب له لا عليه، حيث كان متصالحًا مع نفسه، ولم يدعي أنه مهتمًا بتقديم أعمال ذات أبعادٍ سياسية، بالرغم من أنه وأبناء جيله نشأوا في فترة كانت الناس مُسيسة بالفطرة، ولكنه اختار أن يقدم الضحكة المجردة وغير المحملة بأي رسائل.

يتفق هذا مع رأي الكاتب والناقد محمود عبد الشكور، الذي اعتبر في تصريحات لـإعلام دوت كوم، أن عدم اتجاه سمير غانم للكوميديا السياسية ليس عيبًا، فهو ليس ضد الكوميديا السياسية، ولكن ربما لم يجد نفسه فيها، مؤكدًا على أن :”الكوميديان مش بالضرورة يعمل كل أنواع الكوميديا، وربما أحس بأنه لن يضيف شيئًا في هذا المجال، وأن هناك من هم أفضل منه في هذا النوع من الكوميديا”.

ويرى “عبد الشكور” أن اتجاه سمير غانم للكوميديا الاجتماعية الخفيفة هو شيء مطلوب أيضًا، فالضحك للضحك مطلوب، ويضيف :”ما اظنش إن احنا عندنا كوميديانات سياسية عظيمة أوي يعني، ممكن يكون في نموذج أو اثنين أو ثلاثة، كمان اللي بيكتبوا النوع ده قليلين جدًا.. ويمكن سمير يكون تنبأ لده مبكرًا، وقال ليه أبقا 20% لو عملت سياسة، في حين إني ممكن أبقا 90% في اتجاه آخر”.

ويعتبر “فضل” أن سمير غانم طل لفترةٍ طويلة “أقل من الاحتفاء به”، ولم يُنظر إليه باحتفاء مثل عادل إمام الذي قدم الكوميديا السياسية، ومحمد صبحي الذي قدم الكوميديا الأخلاقية الوعاظية، وإنما كان يُنظر إليه على أنه “الهلّاس اللي ممكن تضحك ليه لكن لا يتم الاحتفاء به نقديًا وفنيًا”. ومع ذلك ظل “سمير” مخلصًا للكوميدية الهزلية العبثية التي يقدمها، والتي تعتمد على تناقض في موقفٍ ما ليس عميقًا أو مُركبًا، وإنما مشهدًا بسيطًا يعتمد فيه على المبالغة الشكلية والحركات البدنية الهزلية من أجل إضحاك جمهوره.

جحا يحكم المدينة”.. السياسة أولًا وأخيرًا

في حوارٍ له مع جريدة الشرق الأوسط اللندنية في عام 2005، أكد سمير غانم على أنه ليس سياسيًا ولا يحب تقديم المسرح السياسي، أضاف :”قدمت المسرح السياسي مرة واحدة في مسرحية وحيد حامد «جحا يحكم المدينة» ولن أعاود تقديمها مرة أخرى لان السياسة لها ناسها، والمسرحية واجهت مشاكل كثيرة جدا مع الرقابة بل وأغلقت لمدة ثلاثة أيام”، تابع :”والى جانب ذلك فأنا شخصيا لا أميل الى المسرح السياسي، وهذا اعتراف مني بذلك.. فقط أميل لعرض المشاكل الاجتماعية والإنسانية لان الناس أصيبوا بالملل من كثرة الحديث

في السياسة وعنها وأصبحوا يبحثون الآن عن الابتسامة التي تنسيهم همومهم”.

ومسرحية “جحا يحكم المدينة” التي عرضت عام 1985، من تأليف وحيد حامد وإخراج شاكر خضير، وشارك فيها أحمد راتب وإسعاد يونس وآخرين. لهذه المسرحية قصة مع الرقابة حكاها “سمير” خلال استضافته ببرنامج “العاشرة مساءًا” منذ ما يقرب من عام، حيث ذكر :”كانت مسرحية سياسية صريحة، والرقابة كانت عندنا كل يوم، كنت بمثل وألاقي بتاع الرقابة قاعد ماسك الإسكريبت ويبصلي ويبص عليه”.

يضيف أنه ذات مرة توقف عن التمثيل وقال للرقيب :”أنت بتقرا إيه قدام الناس، هو سعدتك بتشوف أنا بقرا العربي صح ولا إيه، اقفل ده لأن الناس مبسوطة وبعدين نطلع نتكلم”. وتسبب خروج “سمير” المعتاد عن النص في حيرة الرقيب :”كله كان بره النص، وهو قاعد يبص ويدور، قلتله بتدور على إيه، مش هتلاقيها عندك”.

ويعتبر بلال فضل أن مسرحية “جحا يحكم المدينة”، ساهمت في تكوين “عقدة” الفنان الكبير من السياسة، حيث يوضح :”سمير غانم اتعلم من التجربة والممارسة إنه يبعد عن السياسة، وكانت أقل مسرحياته نجاحًا، ومعلقش مع الجمهور غير الحتت اللي ارتجلها”، ويعتبر أيضًا أن هذا كان سببًا رئسيًا في مقاطعة الكاتب الكبير وحيد حامد للمسرحية، ومقاطعته لكتابة المسرح بشكلٍ عام، “لأنه أدرك أنه مش هيبقا متحكم في اللي يتقال على المسرح”.

2000 جنيه تعويضًا

إلى جانب ما حدث في مسرحية “جحا يحكم المدينة”، هناك قصة أخرى اعتبرها “فضل” سببًا رئيسيًا من أسباب ابتعاد الفنان الكبير عن تناول السياسة في أعماله، حيث يحكي :”سنة 1976 كان سمير بيقدم فوازير رمضان مع جورج سيدهم، بعد وفاة الضيف أحمد، وكان النص فيه كلام عن رئيس وزراء سابق في فترة الثلاثينيات وكان اسمه حسين رشدي باشا، وكان مكتوب في الاسكربت أنه كان بيعقد جلسات مجلس الوزراء في عوامة المطربة منيرة المهدية”، تابع :”جسّد جورج دور رئيس الورزاء، بينما جسد سمير غانم دور المطربة منيرة المهدية، وحدث ولا حرج عن المسخرة اللي حصلت لما سمير مثل دور منيرة المهدية”.

واستطرد :”بعد عرض الفوازير، فوجئوا بقضية مرفوعة عليهم من ابن رئيس الوزراء والذي كان سفيرًا سابقًا، وطالب بتعويض قدره 15 ألف جنيه، ردًا على الإساءة لوالده، ومحكمة جنوب القاهرة حكمت بتغريم “سمير وجورج” مبلغ ألفين جنيه، وهو مبلغ كبير وقتها”.

خوفًا من حدوث صدام مباشر مع السلطة، والرقابة التي دأبت على التدخل والتصدي للأعمال الفنية، تجنب الفنان الكبير سمير غانم تناول السياسة في أعماله. ويروي “فضل” أنه عندما قدم مسرحية “أخويا هايص وأنا لايص”، ومسرحية “فارس وبني خيبان”، كان الفنان الكبير يقوم بتحويل الجمل والعبارات التي تحتوي على كلام سياسة، إلى ضحك وهزل.

مالوش أيديولوجيا

يعتقد “عبد الشكور” أن من أسباب ابتعاد سمير غانم عن الكوميديا السياسية، طبيعة شخصيته، فهو “شخص غير مُسيس، مالوش أيديولوجيا”، ويهتم فقط بالحياة اليومية وتفاصيلها، ربما يستوقفه مشهد هنا أو واقعة هناك. حيث كان يعتبر أن دوره هو إضحاك الناس وليس الحديث في السياسة. ويظهر هذا في الظهور الإعلامي للفنان سمير غانم بعد ثورة يناير، وتحديدًا أيام حكم جماعة الإخوان المسلمين، فمثلًا ظهر ببرنامج “آسفين يا ريس” مع الإعلامي طوني خليفة، وقال :”السياسة لها ناسها، الفنانين ربنا اداهم موهبة عشان يسعدوا الناس”.

لكن “طوني” بدأ يسأله عن رؤساء مصر، وعن رأيه في الأوضاع السياسية وقتها، والملاحظ هنا هو أن تصريحات سمير غانم السياسية لا تنبع من انحيازه لأيديولوجية معينة على حساب أخرى، وكانت دائمًا محملة بإفيهات وضحك، فكما انحاز إلى تقديم المسرح الهزلي من أجل إسعاد جمهوره، كان يؤكد دائمًا على الانحياز للشعب ومطالب الجمهور. فمثلًا قال :”السياسة بُمبة كبيرة، ولو كنت رئيس جمهورية والملايين قالولي ارحل همشي”، وعن رأيه في رؤساء مصر قال :”عبد النتصر رائع، السادات هايل، مبارك جميل، مرسي فلة”.

وفي لقاءه مع باسم يوسف في برنامجه الشهير “البرنامج”، تحدث الفنان الكبير عن أزمة الكوميديا في مصر، وأضاف أنه يعتبر نفسه “خبير المسخرة والهلس”، ثم قام بالتعليق على بعض الأحداث السياسية قائلًا :”المسئولين في البلد والناس الكبار بيقطعوا علينا عيشنا، الوضع اتلخبطت، زمان لما كان يتعرض عليك سيناريو حلو تقعد تضحك وتتكيف، لكن دالوقتي كفاية إنك تقرأ مسودة قانون وأنت تتكيف”.

مفتي ديار الضحك المصرية

ربما كان سبب ابتعاد سمير غانم عن الكوميديا السياسية، هو خوفه من مواجهة نفس مصير الفنان سعيد صالح، الذي تعرض للسجن خلال ثمانينات القرن الماضي وما بعدها “لخروجه عن النص”، فكوميديان بحجم وطبيعة سمير غانم، يعتبر أستاذًا في الارتجال، وأحد كبار المرتجلين في تاريخ المسرح المصري، بحسب تعبير “عبد الشكور”، كان لابد له أن يرتجل، ويغير في النص، لكنه ربما اختار أن ينأى بنفسه عن ملاحقات الرقابة المتعددة. يوضح “عبد الشكور” :”المسألة كانت محفوفة بالمخاطر، في ظل مجتمعات منغلقة في ذلك الفترة في الثمانينات”.

وبعيدًا عن السياسة بكل ما فيها من كآبة، وإيقاع الحياة اليومية بكل ما فيه من رتابة، وجد مستخدمو مواقع التواصل الإجتماعي، أن استعادة “إيفيهات” الفنان الكبير، بكل ما فيها من “هلس عبثي”، على شكل “كوميكس”، وصور وفيديوهات يتم تدوالها، ربما تكون أعمق وأهم من الواقع العبثي الذي نعيش فيه. ولذلك يظل سمير غانم حاضرًا دائمًا وبقوة، فهو “رجل الارتجال الأول”، و”المفتي الفني لديار الضحك المصرية”.

 

####

 

من ملوخية شيرين إلى الآنسة فوزي.. 6 مَشاهِد لا تُنسى لـ سمير غانم

أسماء شكري

رحل الفنان الكبير سمير غانم، قبل قليل، عن عمر يناهز 84 عامًا، متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا المستجد.

سمير غانم، من مواليد يناير 1937، رُفد من كلية الشرطة، بعدما كانت أمنيته أن يكون ضابطًا شرطيًا، حتى التحق بكلية الزراعة، وحصل على بكالوريوس زراعة من جامعة الإسكندرية، إلا أنه كان مُحبًا للفن واتجه للعمل في ذلك المجال.

ملك الارتجال على المسرح، احترف كوميديا السهل الممتنع، فنان يمتلك أدواته جيدًا ويستغل موهبته وقدراته الفنية أفضل استغلال، لم يسع لحصد الألقاب؛ فـ لقب “الكوميديان” سمير غانم يكفي.

يُعد من نجوم المسرح المصري الحديث بجانب عادل إمام ومحمد صبحي ومحمد نجم، لا يتقيد بالنص المكتوب ويفضّل دائمًا أن يصبغه بإفيهاته الخاصة التي لا ينافسه فيها أحد، بدأ طريق النجومية من الصفر وصعد سلم النجاح درجة درجة، حتى وصل إلى مكانته الكبيرة وسط نجوم الكوميديا في المسرح والسينما والتلفزيون.

سمير غانم أو “سمورة” الذي رحل عن عالمنا اليوم، مر بمراحل كثيرة ومختلفة في حياته الفنية بدءًا بتمثيله على مسرح كلية الزراعة جامعة الإسكندرية، مرورًا بتكوينه فرقة “ثلاثي أضواء المسرح” مع جورج سيدهم والضيف أحمد وصعود نجم الثلاثة سويًا، ونهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات التي شهدت فترة ازدهار مسرحياته الشهيرة كـ “الأستاذ مزيكا” و”أهلًا يا دكتور” و”المتزوجون” و”جحا يحكم المدينة”، ونهاية بأدائه لشخصية “فطوطة” الشهيرة في عدد من الفوازير الرمضانية الناجحة، بالإضافة إلى عدد من المسلسلات التي أحبها الجمهور مثل “حكاية ميزو” و”الكابتن جودة”.

ما يقرب من 60 عامًا حتى الآن، أبدع فيها “سمورة” وأضحك المشاهدين بعفويته وخفة ظله؛ وذكائه في صناعة وإلقاء الإفيهات، حتى أن الجمهور بات يحفظ له مقاطع بعينها من أعماله المسرحية والسينمائية، وتعلّق بعدد من المَشاهِد داخلها، التي انتزعت الضحكات من القلوب.

يرصد إعلام دوت كوم 6 مَشاهِد لا تُنسى لـ سمير غانم:

1- تعيش إنت يا حاج

في مشهد شهير من فيلم “يارب ولد”، أبدع سمير غانم بخفة ظله وأدائه السلس أمام الراحل فريد شوقي، حتى أن الجملة التي ظل يرددها داخل المشهد أصبحت إفيه محفوظًا ومحبوبًا حتى الآن، حينما رد على سؤال والد حبيبته عن أهله، قائلًا: “تعيش إنت يا حاج.. إنت تعيش يا حاج”.

2- ملوخية شيرين

مَن منا لا يتذكر مشهد الملوخية الشهير، التي حضّرتها الفنانة شيرين في مسرحية “المتزوجون“؟ بأداء “سمورة” له واختياره للبدلة الغريبة والملعقة والشوكة الخشب الكبار الحجم، وهذا المشهد تضمن عددًا من إفيهاته التي يحفظها الجمهور حتى اليوم، مثل “دي صفحة الوفيات يا لينا” و”خدتي من اللي تحت الحوض؟”.

3- عبسميع اللميع

قدّم شخصية عبد السميع اللميع “ماسح الأحذية” في مسرحية “الأستاذ مزيكا“، واستخدم في هذا المشهد ذكائه كعادته في اختيار أدوات غريبة للشخصية؛ مثل الصندوق المركّب به “زمارة” وفرشاة كبيرة الحجم، وجسّد دور شخص بسيط يحب التمثيل ويحلم بأن يصبح فنانًا مشهورًا.

4- الدكتور سمير

ظهر سمير غانم في مشهد وحيد كضيف شرف في فيلم “عالم عيال عيال“، أدى فيه دور طبيب يكشف على أحد الأبناء، ويفاجأ بعدد الأطفال الهائل في منزل زوجين ارتبطا حديثًا، ليقول في دهشة: “مين دول؟ الهكسوس!”.

يحكي سمير أن الفنان الراحل رشدي أباظة سقط على الأرض ضاحكًا، عندما سمع منه كلمة الهكسوس.

5- الآنسة فوزي

مشهد رائع من مسرحية “حواديت” لجورج سيدهم “صبحي”، الذي يجبره والده على الزواج بفتاة أدى دورها سمير غانم بخفة ظله المعهودة، ويضحك الجمهور من قلبه عندما تُسال الفتاة عن اسمها، فتجيب: “اسمي سوسن وبيدلعوني يقولولي يا فوزي”.

6- أخويا هايص وأنا لايص

نسج سمير غانم تفاصيل ظهوره في هذا المشهد داخل مسرحية “أخويا هايص وأنا لايص” بعناية واقتدار، من أول ملابس وشكل الشخصية “آمال جُرَس”، حتى إفيهاتها الغريبة وحركاتها التي يضحك لها الجمهور بشدة، في مشهد مدته 10 دقائق تولى فيه “سمورة” مهمة إضحاك الجمهور وحده.

 

####

 

أحلى أيام العمر”.. رحلة سمير غانم وجورج سيدهم

رحل الفنان الكبير سمير غانم، قبل قليل، عن عمر يناهز 84 عامًا، متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا المستجد.
سمير غانم، من مواليد يناير 1937، رُفد من كلية الشرطة، بعدما كانت أمنيته أن يكون ضابطًا شرطيًا، حتى التحق بكلية الزراعة، وحصل على بكالوريوس زراعة من جامعة الإسكندرية، إلا أنه كان مُحبًا للفن واتجه للعمل في ذلك المجال.

جورج سيدهم، من مواليد مايو 1938، حصل على بكالوريوس زراعة من جامعة عين شمس 1961، وعمل بعدها مُهندسًا زراعيًا في إحدى مزارع الإسكندرية، لكنه في تلك الفترة كان عاشقًا للفن، وقدّم فقرات كوميدية في برنامج مع “الناس” على التليفزيون المصري، حتى تقدم باستقالته من العمل في المزرعة واتجه إلى الفن.

يرصد “إعلام دوت كوم” أبرز المحطات التي جمعت بين سمير غانم وجورج سيدهم، بداية من دخولهما فرقة “ثلاثي أضواء المسرح”، وهم كالآتي:

الصعود

كانت الفرقة في بداية الأمر تحمل اسم “أضواء المسرح”، وتضم سمير غانم، وجورج سيدهم وعادل نصيف، ومُخرجها محمد سالم، وقدموا أعمالًا في الإذاعة والتليفزيون، حتى قرر “نصيف” الهجرة إلى أوروبا، حتى حل مكانه الضيف أحمد، وتحول اسم الفرقة إلى “ثلاثي أضواء المسرح”.

كانت العلاقة بين ثلاثي الفرقة متناغمة وقوية للغاية، حيث استطاعوا تقديم اسكتشات كوميدية وأعمال مسرحية، ساهمت في نجوميتهم وبات لهم قاعدة جماهيرية كبيرة.

يقول “غانم” إنه لم يتمالك نفسه من الضحك بسبب التزام جورج في العمل، حيث يكون جاد جدًا، ويكشف أن الأخير سقط ذات مرة على خشبة المسرح خلال مسرحية “موسيقى في الحي الشرقي” وباتت أصوات الضحك تسيطر على المكان حينها بسبب الموقف.

في وصف نقدي بسيط، نصح “جورج” صديقه سمير بقوله: “عيبك وسواس.. وكلام الناس خلاك محتاس.. وبعد كده حصلك ماس.. اخلص للمسرح لأن هو الأساس”.

طريقنا واحد؟

بعد وفاة الضيف أحمد، تلقى سمير غانم عروضًا كثيرًا من أشخاص يشبهون لـ”الضيف”، بهدف انضماهم لفرقة “ثلاثي أضواء المسرح” وتعويض غياب الراحل، إلا أنه رفض تلك العروض، حيث يرى أنه لا يمكن تعويضه بأي شخص آخر، وقرر الاستمرار مع جورج سيدهم، وتحوّل اسم الفرقة إلى رمز، وتعاونا في أعمال مسرحية كثيرة.
يقول “غانم” ذات مرة، إنه كان في مدينة الإسكندرية مع صديقه جورج، وتفاجئ بأن الأخير سوف يقوم بعملية “اللوزتين”، فقرر أن يتوجه معه إلى الطبيب رمزي جبرة، لإجراء العمليه معه أيضًا، دون التعرض لمشاكل منها سلفًا، لكنه قرر ذلك كتعبيرًا للوفاء والصداقة، ويروي سمير أنه كان يجلس على السرير المجاور لجورج، ودخل عليهما الطبيب بـ”برطمانين” فيهما لوز كل منهما.

فقدان
كان “غانم” مُرتبطًا بشقيقه “سيد”، الذي كان مسئولًا عن الحسابات المالية للفرقة، إلا أنه توفي بسبب الفشل الكلوي، الأمر الذي تأثر به سمير، وقرر أن ينفصل عن الفرقة، واعتذر لجورج عن اتخاذه ذلك القرار، حيث قال له: “أنا مش هقدر ادخل المسرح تاني من غير سيد أخويا”.

جورج سيدهم في برنامج “اثنين على الهواء”، أبدى استعداده التام عن الاستغناء عن صديقه سمير غانم، والعمل منفردًا، لكن سمير في نفس الحوار، قال إنه ضد الانفصال، ولم يعتقد يومًا أن يعمل منفردًا بعيدًا عن “سيدهم”، وعلى الرغم من إن مجال الفن ليس له قيودًا، ومن الممكن أن يُشارك في عمل من دونه، إلا أن سيعود إليه في النهاية، لاسيما أن المسرح يمُثل لهما البيت الكبير.

سمير غانم وشقيقه سيد وجورج سيدهم

تقول “ليندا” في حوار صحفي عام 2009،: “جورج لا يمتلك فلوس فى الحياة نهائيًا لا قبل المرض ولا بعده.. جورج كفنان اتظلم جدًا لأن كل اللى وصله أيام مسرح الهوسابير ضاع مع حريق المسرح في فبراير 1986، كما ضاع ما تبقى من أمواله فى صفقة الأجهزة التى استوردها من الخارج وتقدر بـ ١٥٠ ألف جنيه، وهى نفس الفترة اللى تركه فيها سمير غانم وطلب حسابه.. كل ذلك قضى على جورج وعلى كل ما يملكه حتى أصبح ع الحديدة.. جورج حاول أن يعيد بناء المسرح، لكنه فشل ولم تساعده الدولة على ذلك رغم أن المسرح صرح ثقافى فتعرض لصدمة نفسية عنيفة من كل النواحى”.

بعد رحلة مرض جورج وافتقاده الحركة وغيابه عن الأضواء، يقول سمير غانم إنه فقد صديقه “سيدهم” على خشبة المسرح، ويتمنى أن يكون موجودًا معه، حيث وصف الكوميديا الذي قدماه سويًا بالفن الذي يعيش، كما أن مسرحيتي “أهلًا يا دكتور” و”المتزوجون” حققا نجاحًا كبيرًا ولازال يتم عرضهما على شاشة التليفزيون حتى الآن في المناسبات والأعياد.

رسالة محبة

أبدى سمير غانم انزعاجه الشديد، من اتهامه المتواصل بالتقصير مع صديق رحلة الكفاح جورج سيدهم، وأنه لم يطمئن على صحته من حينٍ لآخر، ولم يزوره، لكنه أوضح الحقيقة في حواراتٍ تليفزيونية له، بأن ذلك الكلام غير حقيقي، وتلك الاتهامات باتت مُملة، حيث إنه حريصًا على زيارته والتواصل معه، فضلًا عن زوجته الفنانة دلال عبد العزيز التي تزور أسرته في كل مناسبة.

روى “غانم” تفاصيل إعلان إحدى شركات المشروبات الغازية، والذي جمعه بـ”سيدهم” بعد غياب 20 عامًا، حيث قال إنه تواصل مع الدكتور ليندا زوجة جورج كثيرًا لإقناعها بفكرة الإعلان حتى وافقت في نهاية الأمر، مضيفًا أن زوجها كان في غاية السعادة وقت التصوير، نظرًا لغيابه عن الكاميرات لسنواتٍ طويلة.

من جانبها، أوضحت الدكتور ليندا، تفاصيل كواليس الإعلان، خلال حوارها مع إحدى الصحف عام 2014، وقالت: “الشركة طلبت منى ظهور جورج فى الإعلان أكثر من مرة، وحاولت معى كثيرًا وقام أكثر من شخص بعمل وساطة بينى وبينهم حتى أبونا بطرس دانيال من المركز الكاثوليكى تدخل وقال لى إن هذه رسالة للناس جميعًا تُقدم فى شهر كريم للناس، وسوف يتم تقديمها بصورة مُبهجة وجميلة، وأنا شعرت بذلك بعد أن قرأت اسكريبت التصوير وشعرت بالفعل أن الرسالة مهمة بحق”.

تابعت: “كنت أتابع أنا الديكورات ومكان التصوير وكل شىء قبل أن يذهب جورج إلى مسرح الهوسابير ليقوم يتصوير دوره فى الإعلان والذى لم يستغرق كثير من الوقت، وكان مُخرج الإعلان مُستعد لكل شىء وانتهينا من التصوير بسرعة، وكشفت عن شعور “سيدهم” وقتها بقولها: “كان سعيدًا للغاية ولعلمك هو من أقنعنى بالظهور فى الإعلان وأنا كنت مُندهشة من ذلك خاصة وأنه رفض الظهور فى أشياء كثيرة لكنى فوجئت بموافقته على الظهور وهو كان دائما يقول لى إذا قام أحد بتحليل دمى سوف يجد من مكوناته المسرح نفسه”.

 

موقع "إعلام دوت كوم" في

20.05.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004