ملفات خاصة

 
 
 

أبداً .. «الحلم الأفريقي» لا يموت

بقلم: مجدي الطيب

مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية

الدورة العاشرة

   
 
 
 
 
 
 

* فيلم الافتتاح «هذه ليست جنازة.. بل قيامة» حصد جائزة في «صندانس» وقادم من مملكة يعيش 40 % من سكانها تحت خط الفقر وتخلو من دار عرض واحدة !

* بمشاركة 32 دولة من دول القارة الأفريقية و10 دول من خارج القارة وقرابة 50 فيلماً تنطلق الدورة التي كان ميئوساً من إقامتها !

* السودان ضيف شرف وإهداء الدورة إلى روح الممثل السوداني الهادي الصديق ومذيعة سودانية تُقدم حفل الافتتاح وأفلام سودانية في جميع التظاهرات واحتفاء بالتراث وندوة بحضور وفد رفيع المستوي

أكثر الناس تفاؤلاً لم يكن ليصدق أن مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية سيتجاوز أزمته، ويصل إلى دورته العاشرة ( 26 مارس - أول أبريل 2021)؛ بعد أن تراكمت عليه غيوم الإلغاء، وواجه الكثير من تحديات الوباء، التي كادت توقف انطلاقته، وتعطل مسيرته، لولا دأب، ومثابرة إدارته، وقوة إرادتها، فضلاً عن إصرارها على مواجهة الظروف، غير المواتية، التي فرضت نفسها عليها، وإيمانها بأن ثمة شعاع سيجد طريقه وسط الغيوم الداكنة، لينفض عن سماء المهرجان السحب المُلبدة بالتشاؤم، مصداقاً لمقولة شكسبير : «تفاءلوا، فالهموم كالغيوم ما تراكمت إلا لتمطر» .

هذا ماحدث بالفعل؛ إذ انقشعت الغيوم، مع موافقة د.مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، على الطلب الذي تقدمت به د.إيناس عبد الدايم، وزير الثقافة، باستثناء إقامة معارض الكتاب، والمهرجانات، والعروض المسرحية، في الساحات والمناطق المفتوحة، بنسبة حضور 50% من الطاقة الاستيعابية، مع اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية، بالتنسيق مع وزارة الصحة والسكان وكافة الجهات المعنية. ودعمت الوزيرة موقفها بأن إقامة هذه الفعاليات في الأماكن المفتوحة يُسهم في صناعة الثقافة والفنون، ويدعم الكتاب والنشر، كما يخلق فرص جيدة لتسويق المنتج الثقافي والفني، والوصول بهما إلى مختلف ربوع الوطن، تحقيقا لمبدأ العدالة الثقافية. وخصت بالذكر المهرجانات، التي قالت إن عودتها يساعد على التواصل مع العالم بالقوى الناعمة، وتحديداً مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، الذي يلعب دوراً كبيراً في توطيد التفاعل، والتواصل، مع الأشقاء من أبناء القارة الإفريقية.

الحلم لا يموت

في أعقاب قرار «عودة الحياة للمهرجانات»، جرى الدم في شرايين مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، الذي كاد أن يُصاب بما أصطلح على تسميته «تصلب الشرايين»، وعادت عجلة العمل للدوران، بعد ما أصابها العطب، وعلى الفور أعلنت عزة الحسيني، مدير المهرجان، أن الدورة الجديدة، التي تحمل اسم مديحة يسري، بمناسبة مرور 100 عاماً على ميلادها، ستُهدى إلى اسم محمود المليجي، والمغربي نور الدين الصايل، وستحمل الكثير من المفاجآت، كما تشهد تنظيم الكثير من الفعاليات، احتفالاً بمرور 10 دورات على انطلاق المهرجان، ونوهت إلى ملصق الدورة، الذي روعي فيه المزج بين الحضارة الفرعونية، والنيل، والشباب الأفريقي، عبر شاب أفريقي يُبحر على متن قارب صغير آتياً من بلده، في حوض النيل، ليصل إلي مدينة الأقصر، في تعبير، كما قال مصممه محمود اسماعيل، عن هوية المهرجان؛ عبر محورين؛ أولهما المحور البصري من حيث استخدام ألوان تعبر عن الهوية الأفريقية، ومدينة الأقصر معًا، والثاني المحور المعنوي الذي يُعبر عن العناصر المشتركة بين مدينة الأقصر (مدينة الشمس)، المدينة المصرية الأفريقية والفرعونية، التي يجسدها الشاب أسمر اللون، الذي يُبحر في نهر النيل، بينما تلوح في الآفق، وعلى مرمى البصر، من قاربه، فنون العصر القديم (معابد الأقصر)، وقبلة السينما في العصر الحديث (مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية. وبدوره أكد سيد فؤاد، رئيس المهرجان، التزام المهرجان، الذي يُعد أول مهرجان يقام بعد قرارات رئيس الوزراء بعودة الأنشطة والفعاليات، بما يضمن سلامة ضيوفه، واتباع الإجراءات الاحترازية الواجبة، ومن هذا المنطلق يُقام ، يوم الجمعة المقبل، حفل افتتاح الدورة العاشرة للمهرجان في رحاب معبد الكرنك، ويتضمن، في فقراته، أغنية خاصة عن المهرجان تقدمها رولا زكي، مطربة الأوبرا، بينما سيُقام حفل الختام في نادي التجديف لأول مرة في تاريخ المهرجان، كما تقرر إقامة لجان التحكيم، والضيوف، في مكان منفصل، والعروض الخاصة بالجمهور في نادي التجديف .

وكانت إدارة المهرجان قد نجحت في الاستحواذ على ما يزيد عن خمسين فيلماً لعرضها في المسابقات المختلفة للمهرجان، ومشاركة 32 دولة من دول القارة الأفريقية، و10 دول من خارج القارة، تُشارك في مسابقة الدياسبورا (سينما الشتات)، بالإضافة إلى البرنامج الخاص، الذي سيُعنى برصد بعض من تراث المهرجان، في دوراته التسعة الماضية. وكذلك الندوات وورش العمل وبقية الفعاليات المصاحبة، التي تُعيد صناع السينما المصرية والأفريقية والعالمية؛ مثل : المالي سليمان سيسيه، التونسي رضا الباهي، والأمريكي جيمي جان لوي، إلى الأقصر، أكبر متحف مفتوح في العالم. واستمراراً للتقليد الذي سار عليه المهرجان، منذ انطلاقه، في ما يتعلق بإلقاء الضوء على مسيرة نجوم صنعوا مجد السينما في القارة السمراء، وتقديم سيرهم للأجيال الجديد من فناني وصناع السينما الشباب، في محاولة دائمة للربط بين الأجيال، ونقل التجارب والخبرات والرؤي من جيل إلى جيل يُكرم المهرجان، في دورته العاشرة : هند صبري، محيي إسماعيل، سمير صبري والمخرج علي عبد الخالق، بالإضافة إلى تكريم 10 أسماء لشخصيات مصرية أسهم أصحابها في دعم المهرجان، وتطويره، واستمراره؛ يأتي على رأسهم : د.عماد أبوغازي، وزير الثقافة الأسبق، الذي وافق على خروج المهرجان للنور منذ تأسيسه، السفير عزت سعد، محافظ الأقصر الأسبق، الذي انطلق المهرجان، بقوة، خلال توليه منصب محافظ الأقصر، الممثل الكبير محمود حميدة، رئيس شرف المهرجان لمدة ثلاث دورات، المخرج مسعد فودة، نقيب المهن السينمائية، د.مدحت العدل، رئيس شرف المهرجان في دورته السابعة، المنتج د.محمد العدل، الناقد فاروق عبد الخالق، الناقد مجدي الطيب، الخبير السياحي، محمد عثمان، ونرمين شهاب الدين ممثلة عن البنك الأهلي، راعي المهرجان.

دفء .. وقيامة فيلم الافتتاح

في هذا السياق يأتي فيلم افتتاح الدورة العاشرة، بمثابة تحية تقدير للسينما الأفريقية، القادرة، دائماً، على أن تُبهرك، وتُفاجئك؛ فالأمر المؤكد أن فيلم «هذه ليست جنازة.. بل قيامة» This Is Not a Burial, It's a Resurrection، سيُحدث دوياً هائلاً في أروقة المهرجان؛ ليس فقط بسبب حصوله على جائزة لجنة التحكيم الخاصة للسينما العالمية، عن صناعة الأفلام الخيالية، في مهرجان «صندانس السينمائي» 2020، بل لأنه قادم من مملكة ليسوتو، في الجنوب الأفريقي، التي يبلغ عدد سكانها حوالي مليوني نسمة، يعيش 40 % منهم تحت خط الفقر، و«لا تعرف ما يُشبه الثقافة السينمائية، حسبما قال ليموهانج جيريميا موسيس، مخرج الفيلم»، الذي أضاف :«حيث نشأت، لم يكن هناك أحد يصنع أفلامًا، ومن ثم لم يكن لدي مرجع لشخص يمكنه أن يجعلني أحلم بصنع الأفلام». وبعد ترشيح فيلمه؛ كأول تمثيل رسمي لبلده، في فئة أفضل فيلم روائي طويل للفوز بجائزة أوسكار أفضل فيلم دولي، اضطر المخرج، لتلبية شروط العرض التجاري المؤهل للترشح، إلى عرضه لمدة أسبوع في جنوب إفريقيا، نظراً لعدم وجود دار سينما واحدة في ليسوتو (!) ومع هذا حقق الإنجاز، وأبدع فيلماً أخاذاً، على الصعيدين الإنساني والبصري؛ لأرملة في الثمانين من عمرها تُدعى «مانتوا» (الممثلة المخضرمة ماري توالا ملونجو، التي رحلت بعد تصوير الفيلم)، تخوض آخر معاركها في الحياة؛ فبينما تنتظر الموت، في جبال ليسوتو، وتأمل في عودة ابنها، الذي يعمل في مناجم جنوب إفريقيا، يهزها خبر وفاته، ولا تجد بداً من اتخاذ ترتيبات دفنها، في المقبرة المحلية، تصدمها الأخبار التي تفيد بشروع المسؤولين المحليين في بناء خزان، ما يستوجب إغراق المنطقة، و«تهجير الأهالي»، بحجة «إعادة التوطين القسري»، وتنتفض غاضبة، وتستغنى عن خطط «الدفن»، وتتقمصها روح إرادة جديدة في الحياة، وتبدأ «القيامة»، بأن تُشعل روح الصمود داخل مجتمعها، وتتصدي، بكل قواها، كونها على يقين أن المشروع يستهدف تكريس حياة تُدمر التراث الروحي للمجتمع، باسم الحضارة والتقدم .

السباق الشرس

التأكيد أن الدورة العاشرة لللمهرجان ستكون بمثابة إحتفالية، لا ينبغي، مُطلقاً، أن يُفهم منه أنها ستقف عند الشكل «الكرنفالي» فحسب؛ إذ أنها تشمل خمس مسابقات، ستشهد منافسات شرسة للغاية؛ ففي مسابقة الفيلم الروائي الطويل تُشارك ثمانية أفلام هي : «زنقة كونتاكت» (المغرب)، « هذه ليست جنازة، بل قيامة» (ليسوتو)، «المزارعة» (نيجيريا)، «يوميات الصياد» (الكاميرون)، «جرانما 19 وسر السوفيتي» (البرتغال)، ، « دوجا، نابشي الموتى» (بوركينا فاسو، «مكيف هواء» (أنجولا) والفيلم المصري «للإيجار»، إخراج إسلام السيد بلال. وفي مسابقة الأفلام القصيرة يُعرض 14 فيلماً، من بينها أربعة أفلام مصرية هي : «شيفت مسائي»، إخراج كريم شعبان، «موعد حياة»، إخراج عمرو البهيدي، «كحل غامق»، إخراج شيماء طلبة و«600 كيلو»، إخراج محمد صلاح، بالإضافة إلى أفلام : «معتقدات حمقاء» (أثيوبيا)، «تحقيق تقدم» (رواندا)، «آثار الأقدام» (جنوب أفريقيا)، «إلى اللقاء» (غانا)، «ماندا» (تونس)، «سنوات الأوهام» (الجزائر)، «مداد أخير» (المغرب)، «أنت» (توجو)، ومن السودان «هذه رقصتي فأسمعوا» ، إخراج علياء سر الختم. وفي مسابقة أفلام الدياسبورا (سينما الشتات)، تتنافس سبعة أفلام هي : " أن تكون صاحب بشرة سمراء" (ألمانيا)، "وداعاً أيها الحب" (تنزانيا / الولايات المتحدة الأمريكية)، "السيدة. ف" (نيجيريا / هولندا)، "سجن للتربح" (هولندا)، "توقف عن تصويرنا"(هولندا)، "تيلو كوتو: تحت الشمس" ( فرنسا)، "ثورة" (ألمانيا / البرتغال) و"زاهو زاي" (مدعشقر/ النمسا / فرنسا). وفي مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة تتنافس ثمانية أفلام هي : «بعد العبور» ( بوركينا فاسو / فرنسا/ بلجيكا)، «أمغار» (المغرب)، «مع التيار نحو كينشاسا» (الكونغو / فرنسا/ بلجيكا)، «فاريترا» (مدغشقر)، «نفوذ» (جنوب أفريقيا / كندا)، «لا تحكوا لتا المزيد من القصص» (الجزائر / فرنسا)، «الخطاب» (كينيا)، «قلبان متحابان حتى يُفرقنا الموت» (زيمبابوي). وفي قسم الاختيار الرسمي خارج المسابقة 4 افلام هي : «هرج» (الجزائر / فرنسا)، «وساطة» (نيجيريا / السنغال / الرأس الأخضر)، «حفنة تمر» (السودان)، بالإضافة إلى الفيلم القصير «ستاشر» (مصر / فرنسا / بلجيكا)، الذي حصد سعفية مهرجان كان في دورته الأخيرة التي تم إلغاؤها . أما قسم بانوراما السينما المصرية، الذي يستهدف إطلاع مواطني الأقصر على أحدث نتاجات السينما المصرية؛ فيعرض خمسة أفلام هي : «قابل للكسر»، «الصندوق الأسود»، «الغسالة»، «توأم روحي» و«حظر تجول» وثلاثة أفلام عن كرة القدم، وفيلمان للكاتب والروائي الروسي الشهير فيودور ميخايلوفيتش دوستويفسكي.

الشقيق ضيف شرف

الاحتفاء الكبير بالسينما السودانية، التي اختيرت لتكون ضيف شرف المهرجان، في دورته العاشرة، لن يكون مقصوراً على إهداء الدورة إلى روح الممثل السوداني الراحل الهادي الصديق (1948 – 2020)، الذي مات في حادث سير، ويُعد واحداً من أبرز المُبدعين السودانيين، أو اختيار المذيعة السودانية تسنيم رابح لتُقدم حفل الافتتاح، لكن الاحتفالية ستتضمن عرض ثلاثة أفلام ترصد مراحل تطور السينما السودانية؛ مثل : «النجوم الزرقاء»، إخراج الصادق محمد، «ستموت في العشرين»، إخراج أمجد أبو العلا و«على إيقاع الأنتونوف»، الذي سيشارك مخرجه حجوج كوكا، في إحدى لجان التحكيم، مع السينمائي طلال عفيفي، وسيتم الاحتفاء بالتراث السوداني، في حفلي الافتتاح والختام، كما يشارك اثنان من الشباب السوداني في ورشة صناعة الفيلم، التي يُشرف عليها المخرج سعد هنداوي، كما تُنظم ندوة عن السينما السودانية في السنوات الأخيرة، بحضور الوفد رفيع المستوي، من كبار صناع الأفلام، الذي يُمثل السودان في المهرجان، وستصدر نشرة، ضمن نشرات المهرجان، تؤرخ للسينما السودانية، التي بررت المخرجة عزة الحسيني، مدير المهرجان، اختيارها كضيف شرف، بأنه : «جاء نتيجة الصحوة الكبيرة في الإنتاج السينمائي السوداني، في الأعوام القليلة الماضية، من حيث الكم والكيف، والجهود الملموسة لجيل الشباب من السينمائيين السودانيين، وتمثيلهم المُشرف للسينما السودانية في المهرجانات العالمية الكبرى؛ كمهرجان برلين وفينيسيا وتورونتو» .

ومن المعروف أن مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية أسسته وتقيمه مؤسسة شباب الفنانين المستقلين بدعم ورعاية وزارات : الثقافة، الخارجية، الشباب والرياضة والسياحة والآثار (هيئة تنشيط السياحة) بالتعاون مع محافظة الأقصر ونقابة المهن السينمائية والبنك الأهلي المصري .

 

####

 

"الأقصر الأفريقي".. دورة تحد جديدة

بقلم: أسامة عبدالفتاح

** يدخل التاريخ باعتباره المهرجان السينمائي الوحيد في العالم الذي ينجح في إقامة دورتين منه في ظل انتشار فيروس كورونا بموجتيه

"عشر سنوات من الخيال" هو الشعار الذي رفعته إدارة مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية احتفالا بإقامة دورته العاشرة التي تُفتتح يوم الجمعة المقبل وتستمر حتى الأول من أبريل المقبل، وهي مناسبة تستحق الاحتفال بلا جدال، ولكن ما أظنه يستحق الاحتفال أكثر هو دأب ومثابرة وإصرار تلك الإدارة على الاستمرار رغم الإمكانيات المحدودة والصعوبات الكثيرة.

يمكننا دون مبالغة أن نطلق عليه اسم "مهرجان التحدي"، حيث يواجه تحديات مستمرة، سواء "ثابتة" مثل الميزانية الصغيرة وقلة قاعات العرض في الأقصر، أو طارئة مثل فيروس "كورونا"، الذي تحدته إدارة المهرجان العام الماضي وأصرت على استكمال الدورة التاسعةرغم الإعلان، في يوم افتتاحها وفي مدينة إقامتها، عن اكتشاف أول ١٢ حالة إيجابية حاملة للفيروس في مصر على متن إحدى البواخر النيلية القادمة من أسوان إلىالأقصر، وصدور قرار رئيس الوزراء بإيقاف جميع الفعاليات والعروض الجماهيرية لمنع انتشار الفيروس، ليتقرر إيقاف عروض مركز المؤتمرات وقصر الثقافة والمكتبة العامة مع استمرار لجان التحكيم في عملها ومشاهدة ما كان متبقيا من أفلام (حوالي 30%) في قاعات مجهزة داخل الفنادق لإصدار النتائج التي أُعلنت في مؤتمر صحفي قبل يوم واحد من التاريخ المحدد للختام.

وبعد تجاوز "صدمة كورونا" الأولى، فوجئ مسئولو المهرجان بأنباء العواصف الرعدية والأمطار الشديدة التي تعرضت لها مصر في منتصف مارس من العام الماضي، مما أدى إلى تعطيل سفر بعض الضيوف وأعضاء لجان التحكيم المصريين والأجانب ليومين أو ثلاثة بعد الختام، وسط ارتباك شديد في مواعيد وظروف رحلات الطيران الداخلية والخارجية تمكنت إدارة المهرجان من التعامل معه باحترافية شديدة.

وعاد "كورونا" ليتحدى المهرجان هذا العام، ويهدد إقامة دورته الاحتفالية العاشرة، أو على الأقل تأجيلها إلى أواخر الربيع أو إلى أجل غير مسمى كما حدث مع عدد من المهرجانات المصرية الأخرى، وفي المقابل، عاد مسئولوه، وعلى رأسهم السيناريست سيد فؤاد، رئيس المهرجان، والفنانة عزة الحسيني، مديرته، إلى رفع لواء التحدي لإقامة الدورة العاشرة في الموعد المنشود أواخر مارس.

وفي الحقيقة كنت من الذين توقعوا تأجيل الدورة في ضوء انتشار الموجة الثانية من الفيروس، واستمرار قرار مجلس الوزراء بحظر إقامة المهرجانات الفنية إلى ما قبل الموعد المحدد لمهرجان الأقصر 2021، وهو 26 مارس الجاري، بأيام قليلة، ووحدهما سيد فؤاد وعزة الحسيني، تمسكا بالأمل، واستمرا في العمل ومعهما فريقهما المخلص المجتهد، حتى وافق الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، على العودة لإقامة معارض الكتاب والمهرجانات الفنية والعروض المسرحية في الساحات والمناطق المفتوحة بنسبة حضور 50% من الطاقة الاستيعابية مع اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية والوقائية بالتنسيق مع وزارة الصحة والسكان وكل الجهات المعنية.

وصدر القرار في 14 مارس الجاري، أي قبل الموعد المحدد للدورة بـ12 يوما فقط، ولولا إيمان إدارتها بأنه لا يوجد مستحيل، ولولا استمرارها في العمل بيقين منها أن القرار سيصدر، لما أمكن الالتزام بذلك الموعد وإنهاء الإجراءات المطلوبة – وهي كثيرة جدا كما يعرف أهل المهرجانات السينمائية –في وقت قياسي.

وفي الوقت الذي اُضطرت فيه معظم دول العالم إلى إلغاء أو تأجيل مهرجاناتها السينمائية أو إقامتها إلكترونيا، يدخل مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية التاريخ باعتباره المهرجان السينمائي الوحيد حول العالم الذي ينجح في إقامة دورتين منه في ظل انتشار فيروس كورونا بموجتيه.

وكان السيناريست سيد فؤاد، رئيس المهرجان، قد كشف – في تصريحات صحفية –عن مشاركة 58 فيلماً في الدورة العاشرة، منها 38 مقسمة على 4 مسابقات رسمية، و20 فيلماً خارج المسابقة. كما يقدم البرنامج الخاصبعض تراث المهرجان في نسخه التسع الماضية.

وأوضح أن برنامج العروض يتضمن 5 أفلام سودانيةفي إطار تكريم المهرجان هذا العام للسينماالسودانية، بمشاركة وحضور وفد رفيع المستوى من الفنانين وصناع السينما ومسئولي الثقافة في السودان.

وأضاف أن هناك ورشة رئيسية هي "مدرسة صناعة الفيلم الأفريقي" التي يديرها هذا العام المخرج سعد هنداوي، بجانب 5 ورش فنية محلية لشباب المبدعين المصريين.وكشف عن تكريمبعض الشخصيات السينمائية المصرية من الراحلين والأحياء، ووجوه سينمائية مغاربية وأفريقية.

وتواصل إدارة المهرجان هذا العام الانفتاح على العالم وتجاوز حدود القارة السمراء من خلال الاستمرار في إقامة مسابقة أعمال "الدياسبورا"، أو أفلام الأفارقة في الشتات، بعد التوسع فيها لتشمل أيضا الأفلام المصنوعة عن القضايا الأفريقية المهمة بتوقيع مخرجين من خارج القارة.

 

جريدة القاهرة في

23.03.2021

 
 
 
 
 

«الأقصر الإفريقى» يُكرم نجمة الجماهير فى أحضان معبد الكرنك

إنجى سمير

- «الأقصر الإفريقى» يُكرم نجمة الجماهير فى أحضان معبد الكرنك

- نادية الجندي: التكريم مهم للفنان ويمنحه دفعة للاستمرار..

- سيد فؤاد: مفاجأة الدورة العاشرة.. واستطاعت منافسة الرجال فى دور العرض

أعلنت إدارة مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية عن تكريم الفنانة نادية الجندى فى الدورة العاشرة التى تحمل شعار «10 سنوات من الخيال»، وتنعقد فى الفترة من 26 مارس الجارى إلى 1 أبريل المقبل، وذلك بمعبد الكرنك الذى سيحتضن حفل الافتتاح بحضور وزيرة الثقافة الفنانة الدكتورة إيناس عبدالدايم. من جانبها، أعربت الفنانة نادية الجندى عن سعادتها بتكريمها فى مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، مؤكدة أن التكريم مهم لأى فنان ليمنحه شعورًا بأنه ما زال يلقى تقدير على ما قدمه، ويعطيه دفعة ليقدم المزيد من الأعمال الفنية المميزة.

بينما قال رئيس المهرجان السيناريست سيد فؤاد: إن تكريم النجمة الكبيرة نادية الجندى هو مفاجأة المهرجان فى دورته العاشرة، حيث يأتى هذا التكريم لمسيرتها السينمائية الزاخرة التى قدمت فيها قضايا مهمة، وكانت نجمة الشباك الوحيدة فى دور العرض السينمائى ونافست النجوم الرجال.

وقالت المخرجة عزة الحسينى مدير المهرجان: إن نادية الجندى تتمتع بحب الجمهور وهو نفحة ربانية، إلى جانب الحضور والجاذبية الشخصية، لتحتفظ بلقب نجمة الجماهير على مدى خمسة وعشرين عامًا، مؤكدة أن هذا اللقب إن دل فهو يدل على اختيار واعٍ من الجماهير وعلى فنانة ذكية وقوية استطاعت أن تخلق حالة من التواصل مع الجمهور وكأن هناك ميثاقًا يلتزم به الطرفان فتلتزم بحسن الاختيار لموضوعات تعكس اهتمامات الشارع العربي، وعلى الجانب الآخر يلتزم الجمهور بمعايشة أحداث أفلامها فيتأثر بالشخصيات التى تقدمها، ليبعث فيها إحساسًا يحفزها على البحث وتقديم أفلامًا أخرى، مشيرًا إلى أنها أيضًا النجمة الأعلى فى التوزيع والبيع فى السينما المصرية والعربية وما زالت أعمالها تقدم عبر القنوات الفضائية ويستمتع ويتابع محبوها ما قدمته فى مسيرتها ولهذا فهى احتفظت بلقب نجمة الجماهير على مدى خمسة وعشرين عامًا.

يشار إلى أن الفنانة نادية الجندى قدمت عبر مشوارها السينمائى أفلامًا طرحت خلالها وبجرأة شديدة السلبيات المختلفة فى المجتمع ويظهر ذلك بوضوح فى أفلامها «وكالة البلح»، «عالم وعالمة»، «المدبح»، «خمسة باب»، «شهد الملكة»، «وداد الغازية»، كما قدمت أفلامًا استعراضية، واجتماعية وسياسية، فقدمت «شبكة الموت»، «الإرهاب»، «ملف سامية شعراوى»، «حكمت فهمى»، «امرأة هزت عرش مصر»، «عصر القوة»، «اغتيال»، «الشطار»، «رغبة متوحشة»، «الإمبراطورة»، ولم تكن نادية الجندى بعيدة عن الأحداث المهمة والقضية الفلسطينية حيث ترى أن الفن رسالة وأن الفنان يجب أن يتناول قضايا الساعة فقدمت أفلامًا فى هذا الإطار منها «مهمة فى تل أبيب» و«48 ساعة فى إسرائيل» و«أمن دولة».

وفى مرحلة النضج الفنى قدمت أدوارًا متنوعة ومركبة سيكولوجية فلم تخش الظهور كمشوهة فى فيلم «الضائعة» أو كمريضة نفسية فى فيلم «الرغبة» وحصلت على تقدير نقدى وعدد كبير من الجوائز، كما كرمت عبر تاريخها السينمائى الطويل فى الكثير من المهرجانات وكرمتها منظمة الصحة العالمية عن دورها فى أفلام «الباطنية» و«الضائعة» و«شبكة الموت».

مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية يرأسه شرفيًا الفنان محمود حميدة، ومن المقرر أن يكرم 10 شخصيات مصرية دعمت المهرجان وساهمت فى نجاحه منذ دورته الأولي، وهم د.عماد أبو غازى وزير الثقافة الأسبق الذى وافق على خروج المهرجان للنور منذ تأسيسه، والسفير عزت سعد محافظ الأقصر الأسبق الذى خرج المهرجان خلال فترة توليه مهام المحافظة، كما يُكرم الفنان محمود حميدة رئيس شرف المهرجان لمدة ثلاث دورات، والمخرج مسعد فوده نقيب المهن السينمائية، د.مدحت العدل رئيس شرف المهرجان فى دورته السابعة، والمنتج محمد العدل، والناقدان فاروق عبد الخالق ومجدى الطيب، محمد عثمان الخبير السياحى وعضو اللجنة العليا للمهرجان ونرمين شهاب الدين.

 

بوابة الأهرام المصرية في

23.03.2020

 
 
 
 
 

تفاصيل فيلم افتتاح الدورة العاشرة لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية

كتب: سعيد خالد

تنطلق فعاليات الدورة العاشرة من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، الجمعة، 26 مارس الجاري بمعبدالكرنك وتستمر فعالياته حتى 1 أبريل المقبل، برئاسة السيناريست سيد فؤاد وتحت رعاية وزارة الثقافة برئاسة د. إيناس عبدالدايم.

يفتتح المهرجان بعرض فيلم «هذه ليست جنازة .. هذه قيامة» من دولة ليسوتو للمخرج ليمو هانج جريمايا موسيسي، السبت 27 مارس، تدور أحداثه في ساعتين، عن سيناريو كتبه ليموهانج جريمايا موسيسي، وشارك في بطولته طاولا ميهلونجو، جيري موفمكينج وا، ماخنولا نديبيلي، تيسكو مونهانينج، سيبهيوي، نظيما-نتشكي، انتاج 2019، تصوير بيير دي فيليرس، مونتاج ليموهانج جريمايا موسيسي.

تدور أحداث الفيلم في جبال ليسوتو، حيث تنتظر أرملة تبلغ من العمر 80 عامًا تُدعى «مانتوا» بفارغ الصبر عودة ابنها من العمل في مناجم جنوب إفريقيا، لتعلم وفاته بدلاً من رؤيته، لتنقلب حياتها رأسًا على عقب، بعد فقدان آخر فرد من أفراد عائلتها، وتقرر مانتوا ترتيب جنازتها وانهاء حياتها وتتخذ الترتيبات لدفن جثمانها، حتى تفاجىء بتعثر خططها حين تعلم ان الحكومة تعتزم إعادة توطين سكان القرية، وإغراق المنطقة بأكملها، وبناء سد خزان، وتتحول وتقرر الدفاع عن التراث الروحي للمجتمع والوقوف ضد تلك الإجراءات.

مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية يرأسه شرفيا الممثل المصري الكبير محمود حميدة وتقيمه مؤسسة شباب الفنانين المستقلين برعاية ودعم من وزارة الثقافة وودعم من وزارة السياحة والاثار «د.خالد عناني» ووزارة الخارجية «السفير حمدي لوزه» ومحافظة الأقصر ونقابة السينمائيين وبرعاية البنك الأهلي وهيئة تنشيط السياحة، وكان قد أعلن المهرجان في وقت سابق عن تكريم الفنانة هند صبري والمخرج على عبدالخالق، والفنان القدير سمير صبري والنجم محي إسماعيل.

 

####

 

«الأقصر للسينما الإفريقية» يكرم نادية الجندى

كتب: سعيد خالدمحمد السمكوري

يكرم مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية فى دورته العاشرة نجمة الجماهير الفنانة الكبيرة نادية الجندى فى معبد الكرنك خلال حفل الافتتاح، بحضور وزيرة الثقافة الفنانة الدكتورة إيناس عبدالدايم، والتى تقام دورة هذا العام برعايتها تحت شعار «10 سنوات من الخيال».

وصرح رئيس المهرجان السيناريست سيد فؤاد قائلا: تكريم النجمة الكبيرة نادية الجندى هو مفاجأة المهرجان فى دورته العاشرة ونكرمها لمسيرتها السينمائية الزاخرة التى قدمت فيها قضايا مهمة وكانت نجمة الشباك الوحيدة فى دور العرض السينمائى ونافست النجوم الرجالوقالت المخرجة عزة الحسينى مدير المهرجان: الفنانة نادية الجندى تتمتع بحب الجمهور وهو نفحة ربانية، إلى جانب الحضور والجاذبية الشخصية، واحتفظت بلقب نجمة الجماهير على مدى خمسة وعشرين عاما، وهذا اللقب وإن دل فهو يدل على اختيار واع من الجماهير وعلى فنانة ذكية وقوية استطاعت أن تخلق حالة من التواصل مع الجمهور وكأن هناك ميثاقا يلتزم به الطرفان وكان عليها أن تلتزم بحسن الاختيار لموضوعات تعكس اهتمامات الشارع العربى، وعلى الجانب الآخر يلتزم الجمهور بمعايشة أحداث أفلامها فيتأثر بالشخصيات التى تقدمها ويبادلها نبضا بنبض ليبعث فيها إحساسا يحفزها على البحث وتقديم أفلام أخرى وهى أيضا النجمة الأعلى فى التوزيع والبيع فى السينما المصرية والعربية ومازالت أعمالها تقدم عبر القنوات الفضائية ويستمتع ويتابع محبوها ما قدمته فى مسيرتها ولهذا فهى احتفظت بلقب نجمة الجماهير على مدى 25 عاما.

 

المصري اليوم في

23.03.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004