ملفات خاصة

 
 

حنان أبوالضياء تكتب:

يوسف شعبان... رمانة ميزان المشاهد

عن رحيل الفنان

يوسف شعبان

   
 
 
 
 
 
 

فى عالم الإبداع الفنى هناك دومًا من له القدرة على الارتفاع بمستوى أى مشهد يتواجد فيه؛ إنه بمثابة رمانة الميزان فى العمل الفنى؛ وعلى رأس هؤلاء المبدعين يأتى اسم يوسف شعبان صاحب التوليفة المبهرة، والمميزة من الأدوار المهمة؛ مالك العلامات فى تاريخ الإبداع الدرامى، لكل شخصية فى هذا المشوار رحيقها الفنى الخاص، فمن ينسى يوسف شعبان وشخصية «وهبى السوالمى»، فى مسلسل «الضوء الشارد»، ومن لم يضحك من قلبه مع العقيد «مدحت الهمشرى» فى فيلم «ليلة القبض على بكيزة وزغلول»، ولكن تبقى هناك مكانة خاصة لشخصية «محسن ممتاز» رجل المخابرات المسئول عن تدريب «الهجان»، وظهر بتوهجه الخاص فى شخصية شقيق فاتن حمامة الطيار «أمجد هاشم»، فى ضمير أبلة حكمت، وسيظل يأثرنا بشخصية «الحاج درويش» فى مسلسل «الوتد»، الابن الأكبر لفاطمة تعلبة ومباراة الأداء الرائعة مع هدى سلطان، ويدخلك مع القصة الشعبية مع «رزق الهلالي»، والد أبوزيد الهلالى فى الجزء الأول من مسلسل «السيرة الهلالية». ومن المستحيل تصور دور «حافظ رضوان»، فى مسلسل «الشهد والدموع» بدون يوسف شعبان. وسنظل نلعن «عباس» وأمثاله فى فيلم «الرصاصة لا تزال فى جيبي»؛ ومن كان سيصل إلى مرحلة أقناعك بشره فى دور عاصم فى فيلم «معبودة الجماهير»، ولا شخصية البلطجى فرج فى «زقاق المدق».

من يصدق أن بطل مسرحية «سالومي» الطالب بالمعهد العالى للمسرح سينطلق بعد منح الفرصة فى فى عام 1961 ليشارك بدور صغير فى فيلم «فى بيتنا رجل» أمام عمر الشريف وزبيدة ثروت، ثم اختياره فى عام 1962 ليشارك فاتن حمامة وشادية بطولة فيلم «المعجزة» وفى فيلم «أنا الهارب»، وفى عام 1963 قدم البطولة أمام شادية فى فيلم «زقاق المدق»، ليشارك بعد ذلك فى أكثر من 110 أفلام مثل «بائعة الجرائد» ​أمام ماجدة​ و​نعيمة عاكف​، و«الثلاثة يحبونها» مع ​سعاد حسنى​، و«للرجال فقط» مع نادية لطفى، و«مراتى مدير عام» أمام شادية و«أيام ضائعة» و«الطريد» و«المساجين الثلاثة» و«أم العروسة» و«لو كنت رجلا» و«فاتنة الجماهير» أمام صباح، و«مطلوب أرملة» و«الراهبة» مع هند رستم، و«الخائنة» و«مبكى العشاق» و«باريس والحب»، ووردة الجزائرية​ فى فيلم «آه يا ليل يا زمن».

يوسف شعبان كان دومًا قادرًا لى تقديم الدور المختلف الذى يقلب الموازين ففى عام 1973 قدم واحداً من أجرأ أدواره فى فيلم «حمام الملاطيلى» مع المخرج ​صلاح أبو سيف​، حيث جسد شخصية مثلى الجنسية بشكل واضح وصريح من خلال رؤوف الشاب الذى يعمل رساماً ويقوم باصطياد الرجال من داخل حمام الملاطيلى، وقد منع عرض الفيلم سينمائياً وقتها لجرأة مشاهده وتعرض لهجوم كبير، ومن ثم تم عرضه سينمائياً بعد أن حذفت الرقابة العديد من مشاهده إلا أنه منع من العرض تليفزيونياً، يوسف شعبان أكد أنه غير نادم على هذا الفيلم وبأنه كان يحمل إسقاطات سياسية على أوضاع مصر فى هذا الوقت وبأنه قدم العمل لأنه اقتنع به، بل إن فيلم «حمام الملاطيلى» هو من أعظم الأفلام التى أخرجها الراحل صلاح أبوسيف وشخصية الشاذ التى جسدها من أفضل أدواره، لأن الفيلم يحمل رسالة سامية ويوضح تأثير غياب الوالدين عن أبنائهما الذكور وأنه من بين الأدوار التى لا يمثلها إلا العباقرة.

معظم أعماله كانت للرقابة لها كلمة فيها ففى فيلم «ميرامار» كادت تتسبب كلمة فى منع الفيلم بشكل نهائى، وهى الكلمة التى وردت فى الفيلم على لسان الفنان يوسف وهبى يقول فيها: «طظ» تعليقًا على تقديم يوسف شعبان نفسه بصفته (عضو باللجنة السياسية بالاتحاد الاشتراكى).

وقامت السيدة اعتدال ممتاز برفض الفيلم بالكامل، فأرسلت نسخة من الفيلم لمنزل الرئيس عبدالناصر بمنشية البكرى. وشاهد عبدالناصر الفيلم وأقره ووافق عليه، وكلف رئيس مجلس الأمة وقتها محمد أنور السادات أن يشاهد الفيلم. وأُعجب به، لكنه اعترض على جملة مختلفة تمامًا عن جملة «طظ فى الاتحاد الاشتراكى» وقال: «أنا أعترض على شىء واحد، وهى جملة «تضربوا الستات زى الحيوانات»، وهذه إهانة للمرأة ولا تصلح فى الفيلم... وبالفعل تم حذف هذه الجملة فقط من الفيلم، فيلم «ميرامار» عرض لأول مرة فى 13 أكتوبر 1969، بأوامر من رئيس الجمهورية، وهو من بطولة شادية، ويوسف وهبى، بالإضافة يوسف شعبان، ونادية الجندى، وعماد حمدى، عن قصة بنفس الاسم لنجيب محفوظ، كتب لها السيناريو ممدوح الليثى، وأخرجه كمال الشيخ.

تعرض فيلمه «زائر الفجر» إلى المنع للإسقاطات السياسية التى عرضها الفيلم ومنع من استكمال عرضه بدور السينما مما أصاب منتجته ماجدة الخطيب بالإحباط وحاولت مقابلة الرئيس السادات فى تلك الفترة فى محاولة منها لطلب إجازة العرض إلا أن طلبها قبول بالرفض. كان الفيلم أحد الأفلام «الثورية» السياسية النادرة فى تاريخ السينما المصرية، وكان منطقه من القوة بحيث جعل السلطات تخشى من تأثيره الكبير المحتمل على الجماهير. وقصة الفيلم عن التحقيق فى موت الصحفية نادية الشريف رغم أن التقرير الجنائى يثبت أنها ماتت بسبب هبوط مفاجئ فى القلب، ولكن التحريات تؤكد أن نادية كانت ضمن جماعة ثورية وسبق اعتقالها لتمردها ومقالاتها الجريئة؛ ولعب يوسف شعبان دور السابق لها.

رشحه المخرج حلمى رفلة لدور مهم فى فيلم معبودة الجماهير إنتاج عام 1967 أمام عبدالحليم حافظ وشادية وأثناء جلسات التحضير وقبل التصوير بأسبوع، فوجئ بأن هناك خلافًا بين عبدالحليم حافظ ومؤلف العمل يوسف جوهر، حيث طالب عبدالحليم المؤلف بتقليل مساحة دور يوسف، وعندما رفض المؤلف الأمر، أصر عبدالحليم حافظ على استبعاده من الفيلم نهائيًا والاستعانة بممثل آخر. فتدخلت شادية، مؤكدة أنه إذا تم استبعاد يوسف فسوف تعتذر عن الفيلم، فتراجع عبدالحليم حافظ وحقق الفيلم نجاحًا كبيرًا، يوسف شعبان عندما علم بمرض عبدالحليم الأخير زاره فى منزله وطلب منه العندليب أن يسامحه.

أما شخصية محسن ممتاز فقد طلب من المخرج يحيى العلمى والمؤلف صالح مرسى رؤية ضابط مخابرات حتى يتمكن من أداء شخصية اللواء عبدالمحسن فايق، الذى كان قد توفى، فقابل اللواء عبدالعزيز الطودى أو عزيز الجبالى فى المسلسل التى أدى شخصيته محمد وفيق. وبسبب دور اللواء محسن ممتاز نال وسام من الرئيس عباس أبو مازن ومنحه وسام النجمة الكبرى للثقافة والفنون عن مسيرته الفنية.

قدم يوسف شعبان خلال مشواره حوالى 85 عملاً درامياً، منها «الشهد والدموع» و»العائلة والناس» و«الوتد» و«عيلة الدوغري» و«رأفت الهجان» و«التوأم» و«أميرة فى عابدين» و«امرأة من زمن الحب» و«الضوء الشارد» و«المال والبنون» و«الحقيقة والسراب» وفى المسرح «الطريق المسدود» و«أرض النفاق» و«شىء فى صدرى» و«مطار الحب».

عاش قصة حب مع ليلى طاهر، أثناء تصوير مسلسل «الحب الكبير»، ولكن تم الطلاق ثلاث مرات ليتم بعدها الانفصال نهائياً، بعد زواج دام لأربع سنوات ثم عاش قصة حب مع ​نادية إسماعيل​ ابنة الأميرة فوزية امبراطورة إيران السابقة وابنة فؤاد الأول شقيقة الملك فاروق، التى التقى بها فى حفل عيد ميلاد وبالطبع رفضت أسرتها الزواج منه، كان والدا نادية يخشيان على حياة ابنتهما مع شخص يمتهن التمثيل ويعيش حياة لم يألفاها؛ لكن الفتاة أصرت بشكل شديد حتى سمح لشعبان بمقابلة والدها إسماعيل شيرين؛ الذى وافق على الزواج وتمت الخطبة ثم الزفاف. وعاش الثنائى فى شقة بحى الزمالك، ولكنهما انفصلا سريعاً أثناء حملها بابنتها التى أطلقت عليها اسم «سيناء» التى تخرجت فى كلية الآداب، جامعة الإسكندرية، وتزوجت من رجل أعمال، وحضر والدها حفل زفافها. الزيجة الثالثة كانت لإمرأة كويتية «إيمان» التى أنجب منها ابنته زينب وابنه مراد.

تعرض لأزمة فنية فى عام 2014، بعد تصريحاته بأن حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين أصوله مغربية وتدين باليهودية، مما أغضب منه الجمهور المغربى لكنه عاد ليوضح بأن الديانة اليهودية ليست أمراً سيئاً. التقى بالرئيس مبارك وداعبه وقتها، حيث قال له (أنت مزعل زينب ليه يا حافظ.. إلا زينب.. محدش يزعلها أبدًا)»؛ قاصدًا دوره فى مسلسل «الشهد والدموع»..وكان يوسف شعبان معجبا بالرئيس أنور السادات ويراه أسدًا ورجلًا فى قراراته والدولة كانت تحتاجه وقتها.

يوسف شعبان كان من المفروض أن يشارك فى مسلسل «خالد بن الوليد» بتقديم شخصية «الوليد بن المغيرة» مع الفنان عمرو يوسف، إلا أن العمل تم تأجيله، وللأسف جاء وقت الرحيل قبل أن يستكمل تصوير دوره فى مسلسل «ملوك الجدعنة» المقرر عرضه فى رمضان عام 2021.

 

####

 

60 سنة من الفن الرفيع

يوسف شعبان صاحب المائة وجه فى السينما والدراما

كتب- أحمد عثمان:

·        وصف الإخوان بالفئة الضالة وتجار الدين

·        أعلن اعتزاله الفن بسبب صنّاع الدراما.. ورفض المسلسلات بشكلها الحالى

·        أنصفته «شادية» أمام «حليم»

نجح الفنان الراحل الكبير يوسف شعبان أن يصنع لنفسه مكانة فنية مميزة على مدار رحلة طويلة من الفن استمرت لأكثر من 60عامًا. كان صاحب طلة خاصة وموهبة تتسم بالفطرة والتلقائية والبساطة والأداء بطريقة السهل الممتنع. صنع من بأدواره الفنية تاريخًا سيظل محفورًا فى الوجدان واستطاع خلال هذه المسيرة الحافلة أن يقدم فنًا يجسد الشخصية المصرية الأصيلة التى غابت عن الدراما الآن بداية من مسلسل: «عيلة الدوغرى، المال والبنون، الشهد والدموع، ليالى الحلمية، الضوء الشارد، العائلة والناس، جنة ونار»، وغيرها من بين نحو 130 مسلسلًا وفيلمًا سينمائيًا بداية من فيلم «زقاق المدق، الدنيا على جناح يمامة، معبودة الجماهير، للرجال فقط، ليلة القبض على فاطمة».

كان صاحب شخصية ورأى خاصة فى الإخوان وكيف وصفهم بأنهم انتهازيون وفئة ضلال فى مصر، عانى فى آخر سنوات عمره من الإبعاد القسرى عن شاشة الدراما مثل الكثير من نجوم جيله وطالب بضرورة عودة إنتاج الدولة فى الدراما حتى يتمكن جيل الكبار من العمل لأنه كان يعتبر أن الكاميرا هى العشق الأول والأخير للفنان وأن العطاء ليس له عمر وأعلن اعتزاله أكثر من مره بسبب الإبعاد القسرى عن الشاشة.

عندما تشاهده فى عدد من أدواره تظن أنه يبالغ فى الأداء ويلفت الأنظار بصوته وشكله المختلف. لكن كانت هو طبيعته الأداء بالفطرة والتمثيل بطريقة السهل الممتنع ونبرة صوته ماهى إلا ترجمة لحماسه وعشقه للفن والتمثيل حتى أصبح غول تمثيل وسارق الأنظار فى كل مشهد يقدمه ويفرض نفسه بأدائه المختلف ليكون فى الصف الأول مهما كانت مساحة الدور الذى يؤديه.. شهدت بدايته السينمائية تميزًا واضحًا في فيلم «معبودة الجماهير» أمام الراحلين شادية وعبدالحليم حافظ، الذى حكى لى الفنان الكبير عن كواليس ترشحه لهذا الدور وكيف آمنت شادية بقدراته كممثل وأصرت على وجوده بالفيلم وكيف كانت علاقته بالعندليب ومحاولته تطفيشه حتى نجح الفيلم وكانت بداية صداقة قوية بين الثلاثى شعبان وشادية وحليم.

تغلبت «كورونا» اللعينة على جسده وأودت بحياته فى أيام قليلة. رحل يوسف شعبان فى عمر الـ90 عامًا قضى منها أكثر من 60 عامًا من النجاح والنجومية. وترك فنًا يخلد مدى الحياة التى عاشها بكل تفاصيلها واكتسب الشهرة لكنه أعطى المتعة والفن الراقى حتى تخلت عنه الدراما وعن عدد كبير من جيله وحرمته الاستمرار فى عشقه الأول والأخير وهو التمثيل والعطاء حتى أعلن الاعتزال أكثر من مرة. كرمه الجمهور ونسيته المهرجانات ليبقى جمهوره وحده الذى يعرف قيمته وتاريخه وفنه.

وعندما سألته رغم كل هذه القدرة الكوميدية لماذا لا نراك فى عمل كوميدى فضحك قائلًا صوتى الجهورى كان يجعلنى أخاف من تجربة الكوميديا وقال معظم أدوارى فيها جانب من الكوميديا ولا أعترف إلا بكوميديا الموقف مثل دورى فى مسلسل «الوتد»، ومسلسل «الضوء الشارد» و«عيلة الدوغرى» وقال اعتبر القدرة الحقيقية على تقديم الكوميديا هو أن تجعل الجمهور يضحك وأنت فى قمة الأداء الجاد.

وعندما تقف أمام أعمال يوسف شعبان فى السينما والدراما تجد شخصيته المصرية الأصيلة طاغية الحضور وبرع فى تحويل الحوار على الورق إلى واقع يعايشه الجمهور. ففى السينما استمتع بأدائه أمام شادية فى فيلم «زقاق المدق»، وأفلام «ميرامار»، «بائعة الحرايد»، «فى بيتنا رجل»، «للرجال فقط»، «ضربة شمس»، «حمام الملاطيلى»، و«الدنيا على جناح يمامة»، وغيرها من الأفلام التى كانت تحمل عمقًا فى أداء «شعبان».

كانت أدواره فى الدراما تحمل جوانب الشخصية المصرية الأصيلة التى تؤكد موهبته وكونه فنانًا بالفطرة. لا يفوتنا من هذه الأعمال بداية من روائع مسلسلاته «الشهد والدموع» ودور حافظ الانتهازى «ليالى الحلمية»، «المال والبنون» فى دور «سلامة فراويلا» ورائعة «الوتد» فى دور الحاج درويش، ودوره المتميز فى مسلسل عائلة الدوغرى ومسلسل «رأفت الهجان» فى الدور الوطنى لرجل المخابرات محسن ممتاز الذى سيظل محفورًا فى وجدان المشاهد، «الضوء الشارد»، «وهبى السوالمى». ومسلسل «العائلة والناس»، و«جنة ونار»، و«دموع فى حضن الجبل»، و«امرأة من زمن الحب»، و«ضمير أبلة حكمت»، وكان يرى أن الدراما التى قدمها جيله تختلف شكلًا ومضمونًا عن الدراما الحالية التى ابتعدت كثيرًا عن الواقع الحالى وتحمل جوانب العنف والقتل والفساد وبعيدًا عن الشخصية المصرية الأصيلة والعادات والتقاليد العظيمة فى المجتمع المصرى.

مسيرة يوسف شعبان الفنية الممتدة على مدار 60 عامًا تجد نفسك أمام مدرسة فنية حقيقية سواء فى السينما التى كان فيها أحد نجوم الزمن الجميل والدراما المتنوعة تؤكد أنه فنان يعتمد على الكيف وليس الكم له طابع خاص وشخصية فنية مؤثرة ومختلفة.

يوسف شعبان ظل لفترة طويلة نقيبًا للممثلين ساند خلالها عمل الممثلين المصريين ودعم حل مشكلاتهم وقدم دورًا إيجابيًا فى دعم الفن ومساندة الممثل من خلال رحلته كنقيب الممثلين فترة طويلة ولم يجد من يدعمه وكثيرين من نجوم جيله بعد أن ابتعدوا عن الفن قسرًا.

الراحل الكبير أعلن على الملأ ودون خوف أو مواربة رأيه فى الإخوان وهم فى السلطة ووصفهم بأنهم فئة ضالة وانتهازيون ومرضى سلطة وأفسدوا الحياة السياسية فى مصر وتاجروا بالدين لتحقيق أطماعهم. وكان يرى أن قوة مصر فى قوة جيشها وشعبها وأن الله منحها الحماية والستر بفضل وجود مخلصين من أبنائها نجحوا أن ينقذوها من الإخوان وفكرهم المتطرف الانتهازى مثل الرئيس السيسى الذى كان يعتبره هبة من الله. وأيضاً كان يريد قوة مصر فى مكانتها الفنية والإبداعية وتاريخها العريق فى الثقافة والفن والإبداع وهذا سر قوتها الناعمة.

 

الوفد المصرية في

03.03.2021

 
 
 
 
 

يوسف شعبان والرحيل الغاضب

*بقلم ماجدة موريس

حين تراه علي الشاشة وهو يقوم بدور «سرحان البحيري» ذو الوجوه العديدة،الوجه الثوري التقدمي في الشركة التي يعمل بها رافعا لواء الثورة، ثم الوجه الثاني للانتهازي الذي يسعي للاقتراب من امرأة ليرتفع طبقيا، أما الوجه الثالث فهو للذكر الذي تقوده غريزته إلي المرأة الجميلة التي حلت عليه في مكان إقامته ورآها صيدا سهلا لأنها خادمة، سوف تحتفظ بأدائه مع تفرد الفيلم نفسه «ميرامار» المأخوذ عن رواية نجيب محفوظ التي كتبها للسينما ممدوح الليثي واخرجها كمال الشيخ عام١٩٦٩ ومناسبة الحديث عن هذا الفيلم المهم والممتع هو هذه المجموعة من أبطاله المختلفين في السن، ولكن الموهبة جمعتهم من يوسف وهبي إلي عماد حمدي وابو بكر عزت وعبد الرحمن علي وشادية وعبد المنعم ابراهيم الي يوسف شعبان، احد الممثلين الصاعدين وقتها، والذي أقتسم البطولة مع الجميع ليفاجئنا بهذا الأداء المتلون والمنسجم مع الشخصية التي قدمها، بوجوهها المتعددة والتي استدعت منه اجتهادا كبيرا في الأداء، وربما كان «ميرامار» العمل الذي فتح الابواب لموهبة شعبان كممثل قادر علي أداء كل الادوار بالرغم من وسامته التي رشحته وترشح الممثل عادة ليكون البطل الطيب المحبوب، لكنه خرج عن هذا القيد ليقدم عشرات الافلام، ثم المسلسلات، التي تراوحت أدواره فيها بين الطيب والشرير، وتلك المساحات الواسعة من المشاعر والسلوكيات التي يعيشها البشر في حياتهم، ومن هنا فلم يترك يوسف شعبان شخصية في الحياة إلا وقدمها علي الشاشة، وكانت لديه شجاعة تقديم أدوار قد يرفضها ممثلون غيره مثل أدواره في افلام «معبودة الجماهير »اخراج حلمي رفلة عام ١٩٦٧وفيلم «حمام الملاطيلي» إخراج صلاح ابو سيف عام ١٩٧٣، .كانت بداية يوسف شعبان في زمن جيل الستينات الذي قدم لنا عددا من اهم واقدر الممثلين في تاريخ السينما المصرية مثل كمال الشناوي، وعمر الشريف ورشدي اباظة وشكري سرحان وصلاح ذو الفقار وحسن يوسف، واستمر هو مع الجيل التالي وأن وزع جهده بين السينما والتليفزيون في العصر الذهبي للدراما التليفزيونية،ليحافظ فيها ايضا علي تنوع الشخصيات التي يقوم بها من العم الظالم الذي يستولي علي ارث اخيه الراحل في«الشهد والدموع »، الي العم الصعيدي الطيب في«الوتد» إلي الرجل الطامع في التقارب مع عائلة اكبر في «المال والبنون». الي الرجل اللامنتمي الذي يحب امرأة شديدة الانتماء لاسرتها في«امرأة من زمن الحب » إلي الرجل الذي يحمل عقدة عائلته في«الضوء الشارد» الي الباحث عن السلام في مجتمعه في«العائلة والناس» وغيرها مائة وثلاثين عملا دراميا، كان الاهم فيها في تقديري هو دوره في «رأفت الهجان» عام١٩٨٨وحيث قام بدور ضابط المخابرات محسن ممتاز الذي أكتشف قدرات الشاب رأفت الهجان،وتبناه وعلمه ودربه ليكون جاسوسا لمصر وعينا علي ما يحدث في اسرائيل في هذا الدور، استطاع أداء يوسف شعبان ومحمود عبد العزيز معا ان يصل لدرجة عالية من التفاعل الخلاق بين ممثلين كبيرين يديرهما مخرج قدير هو يحيي العلمي وللدرجة التي اعطت لمشاهدهما معا مصداقية عالية.

البكاء وقت التكريم

في عام ١٩٩٧اصبح يوسف شعبان نقيبا للممثلين بالانتخاب، واعيد انتخابه لفترة اخري عام٢٠٠٠ واستطاع وقتها تسديد ديون النقابة وانجز عدة أمور مهمة مثل. علاج العاملين من زملائه وترك العمل النقابي عام ٢٠٠٣ بانتخابات لم ينجح فيها ليعود الي العمل الفني الذي تقلص،والادوار التي لم تعد لها نفس القيمة كثيرا، والفرص النادرة وفي ٢١سبتمبر عام ٢٠١٦ وقف علي خشبة المسرح الكبير بمكتبة الاسكندرية وعلامات الحزن والاسي علي وجهه علي الرغم انه كان مكرما من مهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي لدول البحر المتوسط، وقال وهو يلقي كلمته «أنا كنت نسيت أني بشتغل إيه من سنين لم يطرق أحد بابي حتي نسيت المهنة التي أفنيت عمري في محرابها» وأنسابت دمعات حزن من عيناه وسط التصفيق الحار من الجمهور الذي ملأ القاعة وبعد عام – في ٢٨يوليو ٢٠١٧ أعلن يوسف شعبان إعتزاله الفن وفي النهاية فإن رحيل هذا الممثل الكبير يترافق مع رحيل العديد من زملائه، وزميلاته، من نفس الجيل، وكأن زمننا هذا أصبح طاردا لهم صحيح ان رحيله كان بفعل الكورونا، ولكنها إرادة الله، وليبقى وجوده كفنان بقدر ما قدم لنا من اعمال ستظل دائما جزءا من الجانب الجميل في حياتنا.

 

الأهالي المصرية في

03.03.2021

 
 
 
 
 

يوسف شعبان: «دونجوان» السينما المصرية ونجمها الملكي!

كمال القاضي

عُرف الفنان يوسف شعبان بوسامته وقوة شخصيته وغرامه بالفنون والمجالات الإبداعية، وهو لا يزال طالباً في كلية الحقوق، تلك الكلية التي التحق بها رغماً عنه، إرضاء لرغبة الأهل، ولكنه سرعان ما تركها وهو في السنة الثالثة، ليلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، بعد أن رفضت أسرته التحاقه بكلية الفنون الجميلة، ولم تعد لديه فرصة للتنفيس عن مواهبه الفنية، إلا بالاقتراب من عالم الفنانين والمبدعين، والبحث عن ذاته الفنية بين كبار النجوم.

وبالفعل وطد يوسف شعبان علاقته بكرم مطاوع وسعيد عبد الغني والكاتب الصحافي إبراهيم نافع، زملاء كلية الحقوق، وأصبح في زمن قياسي معروفاً داخل الوسط الفني، ولم يفوت الفرصة التي منحها إياه المخرج بركات في فيلم «في بيتنا رجل» ليكون صديق البطل المناضل إبراهيم حمدي (عمر الشريف) ورغم قصر الدور والمساحة المتاحة له إلا أنه ترك أثراً إيجابياً، وبات واحداً من الوجوه الجديدة المتميزة. ويبدو أن ظهور يوسف شعبان المفاجئ ولمعانه في زمن قياسي، أقلق النجوم المنافسين في ذلك الوقت، رشدي أباظة وشكري سرحان وصلاح ذو الفقار وحسن يوسف، فعمدوا إلى عرقلة مسيرته وفق ما ذكر هو شخصياً في بعض أحاديثه الصحافية، حيث أكد أن زملاءه المذكورين كانوا يخطفون منه الأدوار بإغراء المنتجين بحصولهم على أجر أقل، وهي الحيلة التي أفلحت في كثير من الأحيان، وتسببت في تقليل فرص النجم الصاعد فظل سجين الأدوار الثانوية الصغيرة رغم موهبته الكبيرة.

اجتهاد شخصي

وباجتهاده الشخصي حصل الفنان الراحل على فرصة ثمينة في فيلم «ميرامار» أمام شادية، فقدم دوراً مهماً، حيث جسد شخصية أحد قيادات الاتحاد الاشتراكي، بشكل حمل كثيرا من أوجه النقد لفترة الستينيات وحكم الرئيس جمال عبد الناصر، ولأن يوسف شعبان ملكي لا يُخفي ملكيته، استطاع تأدية دورة بإقناع شديد، وتكررت النبرة الهجومية نفسها في فيلم «الرصاصة لا تزال في جيبي» إذ جسد الدور ذاته بكثير من المرارة، كون النقد في هذه المرة كان على خلفية نكسة يونيو/حزيران، التي

وقعت في عام 1967 وكان لها أثر بالغ في نفوس الجماهير المصرية والعربية، وهي الحالة التي بدأت بها الأحداث في الفيلم الحربي الشهير «قبل إدراك النصر» في عام 1973. ويمكن القول إن يوسف شعبان كان يتعمد قبول هذه الأدوار ليُصرح برأيه السياسي المناهض لثورة يوليو/تموز، وربما زواجه من ابنة الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق كان دليلاً قاطعاً على انتمائه المُعلن للعصر الملكي ورفضه لقيام الجمهورية في 23 يوليو، ولعل ذلك أيضاً كان أحد الأسباب التي أبعدته عن الجو السينمائي المليء بالمؤيدين للنظام الناصري، فآثر الابتعاد بإرادته عن المنافسة والمنافسين في وسط لم يستطع التكيف معه.

بيد أنه لم يشأ أن يترك لغيره الساحة شاغرة، فقبل القيام بالدور الأصعب في حياته الفنية على الإطلاق إزاء اشتراكه في فيلم «حمام الملاطيلي» للمخرج صلاح أبو سيف مع شمس البارودي ومحمد العربي في السبعينيات من القرن الماضي، قبل اعتزالهما الفن نهائياً، مُتحمساً للشخصية المُثيرة للقلق والجدل والاشمئزاز، غير عابئ بما يوجه إليه من نقد لاذع لتجسيده شخصية رجل مثلي، وقد أرجع البعض قبوله بالدور إلى رغبته في توجيه نقد مضاد بأثر رجعي للنظام الحاكم حينئذ، عن هزيمته في حرب 67، حيث ينطوي الدور على معنى باطني مفاده الانحراف وانعدام الثقة وفقدان أهم ما يُمكن أن يتحلى به الرجال إبان الهزيمة أو النكسة.

وقد أوصل يوسف شعبان هذه القناعة بالفعل للجمهور كتبرير لقيامة بالدور المهم من وجهة نظرة، مُعتبراً الجوائز التي حصل عليها في حينه عن الفيلم دليلاً قاطعاً على تميزه، وبلوغه مستوى النضج الكامل في التعامل مع الأدوار الشائكة والشخصيات المُثيرة، بعيداً عن الأحكام الأخلاقية الساذجة. لم يستمر الفنان الراحل كثيراً في علاقته بالسينما، ولم يحقق ما كان يحلم به، وظل يتراوح ما بين أدوار قوية وأخرى ضعيفة، فما يُمكن أن يُذكر له في هذا الصدد دوره مع عبد الحليم حافظ وشادية في فيلم «معبودة الجماهير» وهو الفيلم الذي كان سبباً في خلاف بين عبد الحليم الرافض لوجوده في الفيلم، وشادية المُتحمسة له، كأن قدر الممثل الكبير أن يكون مُثيراً للجدل والخلاف في كل محطاته الفنية.

ويمكن القطع بأن ما نجح فيه الرجل، الذي تأخرت نجوميته سنوات طويلة كان اتجاهه للدراما التلفزيونية في النصف الأخير من حياته، الأمر الذي عوضه ما فاته من فرص، حيث تضاعفت أدوارة وإسهاماته، وكان له من أوجه التميز والإتقان ما هو جدير بالذكر، كدوره في مسلسل «رأفت الهجان» وقدرته الفائقة على تجسيد شخصية محسن ممتاز رجل المخابرات المصرية، وكذلك دور السيد الدوغري مع معالي زايد ومحمود الجندي ويسري مصطفى ومديحه حمدي في مسلسل «عائلة الدوغري» وكذلك دورة الأكثر تميزاً في «الشهد والدموع» ومن بعده أدوار عديدة، من أهمها «الضوء الشارد» مع ممدوح عبد العليم وسميحة أيوب و«الوتد» مع هدى سلطان و«المال والبنون» و«أميرة من عابدين» ونماذج أخرى أثبتت جدارته الفنية والإبداعية بلا جدل أو خلاف على موهبته الإبداعية الكبيرة.

تميزه واختلافه في الأداء

ولم تكن الأعمال التي قدمها يوسف شعبان في المسرح أقل أهمية، بل كانت دالة على تميزه واختلافه في الأداء، فهناك مسرحيات مثل «مطار الحب» مع عبد المنعم مدبولي وميرفت أمين و«أرض النفاق» و«شيء في صدري» وهي نماذج لأداء الفنان الواعي صاحب وجهة النظر في الكوميديا الراقية الخارجة عن المتكرر والمألوف.
لعب الفنان دوراً مهماً في دعم الحركة الفنية المصرية والمحافظة على مصالح الممثلين ومستقبلهم، من خلال وجودة في نقابة المهن التمثيلية كنقيب لدورتين كاملتين، حيث عمل بكفاءة وادخر كل جهوده لتحسين مستوى المهنة وأصحابها، والارتقاء بالمُصنف الفني ليُصبح مكوناً ثقافياً يُعول عليه في ترسيخ مبادئ التطوير والتغير الاجتماعي المنشود.

كاتب مصري

 

القدس العربي اللندنية في

03.03.2021

 
 
 
 
 

طارق الشناوي يحكي كواليس «معبودة الجماهير»:

العندليب كان بيغير من يوسف شعبان

كتب: أحمد حامد دياب

علق الناقد الفني طارق الشناوي على خبر وفاة الفنان الراحل يوسف شعبان والفنانة الراحلة إنعام الجراتيلي وذلك خلال لقائه مع الإعلامية ريهام إبراهيم في برنامج «من مصر» المذاع عبر فضائية «cbc»، أن هناك فنانين موجودين على الساحة ولكنهم أموات فنيًا، وهناك فنانون آخرون لحظة وفاتهم تمثل لحظة استعادتهم لأمجادهم «ساعات بنحس بالذنب تجاه أشخاص لأننا مدينهومش حقهم وهما بيننا»، وأن ذلك يشمل شعور بعض الصحفيين والنقاد أيضًا، مشيرًا إلى أننا فقدنا عددا ضخما من الفنانين منذ 2019 حتى الآن.

وحكى الشناوي كواليس فيلم «معبودة الجماهير» الذي قدمته الفنانة الراحلة شادية مع العندليب الأسمر الراحل عبدالحليم حافظ والفنان الراحل يوسف شعبان، مضيفًا «عبدالحليم حافظ كان بيغير من يوسف شعبان»، لافتًا إلى أنه شارك في الفيلم رغم رفض ومعارضة العندليب الأسمر الراحل وتأييد الفنانة شادية له نظرًا لأنه قدم معها عددا من الأفلام الناجحة.

وأوضح الشناوي أن الفنان الراحل يوسف شعبان كان محط أنظار المخرجين على اختلاف مشاربهم وأن الجميع كان يشاهد عنده نغمة مختلفة وحضور مختلفة ضاربًا المثل بصلاح أبوسيف وكمال الشيخ وعاطف سالم.

وأثنى الشناوي على موهبة الفنان الراحل يوسف شعبان وقدرته على الظهور بين النجوم في مطلع الستينيات وقت توهج أحمد مظهر وأحمد رمزي وكمال الشناوي وشكري سرحان، مشيدًا بوجود لمحة له بين هؤلاء العمالقة وأن هذه هي عبقرية الفنان الراحل يوسف شعبان.

وأكد أن الوسامة ليست كافية لتحقيق النجومية، مشيدًا بدوره في فيلم «حمام الملاطيلي» والتي أنكرها يوسف شعبان من فرط نجاحها، مشيرًا إلى أن النجاح له أشواك وأن البعض يستطيع القفز فوق هذه الأشواك والبعض الآخر يصطدم بها، مشيرًا إلى أن يوسف شعبان تبرأ في بعض أحاديثه من دوره في فيلم «حمام الملاطيلي».

 

الوطن المصرية في

03.03.2021

 
 
 
 
 

«مصطفى» يكرم يوسف شعبان بـ«بورتريه شخبطة» في 6 ساعات: لسة عايش وسطنا

لسه عايش وسطنا..شاب يخلد ذكري الفنان «يوسف شعبان» بـ بورترية شخبطه: بحبه

كتب:أحمد ماهر أبوالنصر

فن «الشخبطة» يمارسه عدد قليل من الفنانين داخل مصر، بسبب صعوبة الوصول إلى دقة تفاصيل تشبه الشخصية التي يجسدها الفنان، ومن بين ذلك العدد القليل الشاب  مصطفى الشحات، 25 سنة من منطقة الهرم، الذي استغل موهبته وقدرته على تكريم الفنان الراحل يوسف شعبا برسم «بورتريه» له بفن «الشخبطة».

يقول الشاب عن هذا النوع من الفن، إنه لا يستهوي الكثير من الشباب، وذلك لأنه يعتمد على الحالة المزاجية للفنان عند الرسم، حيث لا يمكن تكرار رسم الشخصية مرتين بشكل متطابق: «مستحيل حد يعمل شخصية مرتين زي بعض، لكن بتكون نفس الملامح، لأن النوع ده من الفن، بيعتمد على الشخبطة بشكل عشوائي».

خطوات الرسم

تحديد الملامح هي أولى الخطوات التي يتبعها «مصطفي» قبل البدء في «الشخبطة»: «بختار الأول الشخص اللي هرسمه، وبعد كدة ببدأ أحدد حجم الفرشة اللي هستخدمها، وكل ده بالموبايل، لأني معنديش لاب توب اشتغل عليه، فبستغل كل حاجة متاحة علشان أقدم شغل يعجب الناس».

بعد ما علم الشاب العشريني بوفاة الفنان يوسف شعبان، قرر عمل «بورتريه» يجسد ملامح الراحل بشكل كبير، وذلك تقديرا لما قدمه من أعمال درامية لا زالت حاضرة حتى الآن، بحسب «مصطفى» الذي يشير إلى أنه كان يتابع بشغف كبير، الأعمال التي كان يشارك بها الراحل: «أنا بحب المسرح جدا، وكنت دايما حريص إني أتابع الفنان يوسف شعبان لأني كنت بحبه، ولما مات كان لازم أكرمه وأخلد ذكراه، والبورتريه عجب ناس كتير جدا، خصوصا لأنه اتعمل شخبطة ورغم كدة إلا إنه طلع بنفس ملامح الفنان».

تمكن «مصطفى» خلال 4 سنوات فقط من رسم 900 بورترية بطريقة الشخبطة، وعلي الرغم من ذلك إلا أنه لم يعرضها حتى الآن خوفا من السرقة: «هييجي وقت وهعرض كل شغلي، دلوقتي أنا بعرض صور المشاهير بس، علشان يعتبر من طرق الشخبطة القديمة» .

يعتمد «مصطفى» على هاتفه في إخراج الشكل النهائي لـ«البورتريه»، ويستخدمه أيضا الطباعة: «مفيش إمكانية إني أجيب لاب توب، ومينفعش أبطل أرسم».

 

الوطن المصرية في

05.03.2021

 
 
 
 
 

بعد رحيله.. نعيد قراءة شخصياته فى السينما والدراما:

وداعًا بطل القلوب.. يوسف شعبان

كتب آلاء شوقى

«محسن ممتاز، حافظ رضوان، سلامة فراويلة، وهبى السوالمى، الحنش، رؤوف الرسام، سرحان البحيرى، أحمد حسنين باشا، بطليموس، أبوالحكم، عكرمة»، وغيرها من الشخصيات التى اختلفت أفكارها، أعمارها، وزمن وجودها، جسَّدها ببراعة النجم الراحل «يوسف شعبان»، فى أكثر من 308 أعمال درامية، وسينمائية

لقد رفض «شعبان» أن يُقيّد إبداعه فى أدوار محددة مع جماعة (الخير، أو الشر)، ففى الوقت الذى لعب فيه دور المجرم والكائد والخبيث، استطاع فى المقابل، أن يجسد دور الرجل الطيب، والبطل القومى، والشخصية التاريخية، بجانب الأب والابن والأخ بمختلف ظروفهم.

ورغم عدم حصوله على البطولة المطلقة فى أى عمل، فإنه استطاع - بمهارة شديدة- أن يظهر حضوره فى أى عمل فنى، بل وصل الأمر - فى بعض الأحيان - أن ينافس ويتساوى مع أبطال تلك الأعمال، كما تمتع أيضًا بالقدرة أن يتحول فى العمل الواحد من البرىء إلى الدنىء، ومن الصغير إلى الكبير، من المضطرب إلى المستقيم، وتوصيل كل هذه المشاعر والأفكار إلى المشاهدين دون مغالاة.

لذلك، خيّم الحزن على العديد من محبيه إثر رحيله، باعتباره أحد نجوم (زمن الفن الجميل)، الذى ترك بصمته أيضًا فى الأجيال الحديثة. وهذا ما جعله فريدًا، إذ حاكى أجيالًا منذ زمن الملكية، إلى أجيال الألفية.

رحل (الأستاذ)، ولكنه ترك أرشيفًا كبيرًا من الأعمال التى تصلح أن تدرس للأجيال القادمة، أعمالاً حاولنا أن نجعل نقادًا من مختلف الأعمار أن يختاروا الأفضل بينها، لكنهم اختاروا العديد، لأن أغلبها على قدر كبير من الإبداع، مما يجعل من الصعب اختيار الأفضل.

الناقد الكبير «كمال رمزى» يتحدث عن الفنان الراحل قائلًًا: «أنا من محبى «يوسف شعبان»، وأحب كل أدواره، لأن أداءه يتسم بالعمق والهدوء، إذ قلما نراه يعلى من شأن الحنجرة، وبدلاً من ذلك، يعمق من انفعاله وتفهمه لمشاعره التى يظهرها باقتصاد، وهو ما يعد أهم سمة فى تمثيله».

ثم أوضح أن أفضل عمل درامى للنجم الراحل، هو دوره فى مسلسل (عيلة الدوغرى)، إذ قام بدور قوى جدًا فى تجسيد الأخ الكبير، وكانت مساحة الانفعالات فيه متنوعة، مثل إحساسه بأنه سوف يتوفى، ومن ثم تتوفى تلك التى أحبها وكان سيتزوجها.

أما أفضل فيلم، فكان (ميرامار) إذ جسد دور الإنسان الذى بدأ حياته وهو على قدر كبير من النقاء، ثم تورط فى عشرات الأعمال المتدنية، ثم صار متآمرًا ووصوليًا، مؤكدًا أنه استطاع أن يقوم بهذا الدور بشكل متقن جدًا، كما ابتعد تمامًا عن المغالاة، وهذا ما يميزه أيضًا، بجانب حضوره القوى الطاغى، حتى وإن كان يجسد شخصية ضعيفة أو هزيلة

اتفقت مع «رمزى» فى اختيار فيلم (ميرامار)، الناقدة الكبيرة «ماجدة موريس»، إذ أعربت أن فيلم (ميرامار) كان أكثر من رائع، حيث أظهر «يوسف شعبان» للمشاهدين مشاعر الشاب الثورى، الذى جاء من عائلة متواضعة فى فترة ما بعد ثورة يوليو، ومحاولاته الانتهازية للوصول إلى بنت أرستقراطية، وفى الوقت ذاته، عندما رأى «الشغالة زهرة» فى الفندق، قام بمغازلتها رغم عدم استجابتها له، مما أثار تصميمه على الاستحواذ عليها، مثيرًا للمشاكل فى الفندق.

وأضافت أنه تمتع بالجرأة والشجاعة أيضًا حين قدم شخصية المثلى «رؤوف الرسام» فى (حمام الملاطيلى)، قائلةً: «قلما يستطيع أى ممثل تجسيد شخصية مثيرة للجدل، ويقدمها لجمهور تتنوع عقلياته، بعضهم يتعامل مع الفن بنظرة الحلال والحرام».

ثم أشادت بشجاعته أيضًا فى فيلم (معبودة الجماهير)، إذ رأت أن غيره من الممثلين قد يرفضون هذا الدور، لأنه يقدم شخصية غير محبوبة، ناهيك عن إيمان النجم الراحل بموهبته، بأنه يستطيع الدخول فى منافسة مع اثنين من كبار الشاشة فى هذا الوقت، وهما: «عبدالحليم حافظ، وشادية».

وفيما يخص أعماله الدرامية، فقد أكدت أنها تفضل الكثير، وعلى رأسها مسلسل (رأفت الهجان) لقدرته فى تجسيد ضابط مكلف بتهيئة مواطن ليصبح رسولاً للمخابرات، قائلة: «لا أعتقد أن هناك أحدًا كان يستطيع القيام بهذا الدور، وبهذا القدر من الإبداع، مثل «يوسف شعبان» ».. أيضًا دوره فى مسلسل (الشهد والدموع)، إذ تمتع بقدره كبيرة على توصيل مشاعره وصراعه الداخلى للمشاهد، كذلك الإبداع الفنى فى شخصية «فراويلة» فى (المال والبنون).

ومن جانبه، أوضح الناقد «رامى عبد الرازق» أنه يفضل مسلسل (المال والبنون)، لأن شخصية «سلامة فراويلة» من الشخصيات التى أداؤها يحتاج إلى توازن كبير جدًا، وذلك لأن «فراويلة» لم يكن شريرًا، وفى الوقت ذاته ليس مثاليًا مثل نده «عباس الضو»، أى بداخله طمع الإنسان فى الوقت الذى يتمسك بعقيدة الأصل بداخله، وهذا النوع من الشخصيات إن لم يستطع الممثل أن يوازن بين هذه المشاعر فستظهر شريرة ومنفرة. مضيفًا أن «يوسف شعبان» استطاع أن يجعل المشاهدين يحبون شخصية «فراويلة» حتى الآن، بل هناك البعض يحب «فراويلة» أكثر من «الضو»، لأن الأخير يمثل المثالية المطلقة، والحق المطلق، الإفراط فى الصدق والإخلاص الشديد، وهذا النوع من الشخصيات يكون قاسيًا. فنرى أن «فراويلة» أطيب من «الضو»، رغم أن «الضو» على حق أكثر من «فراويلة».

وكان (حمام الملاطيلى) هو المفضل أيضًا بالنسبة له، موضحًا مدى حساسية الدور الذى تقمصه النجم الراحل بشكل جيد جدًا، لدرجة أن الناس لم تعرفه حينما كان يمشى فى منطقة وسط البلد بالضفائر والملابس الملونة، وكانت الناس تسبّه باعتباره شخصًا مخنسًا، بالإضافة إلى تقديمه الدور دون ابتذال بنظرات عين ولغة جسد منضبطة جداً، تجعل البعض يتعاطف معه، باعتباره شخصًا يعانى من حالة خاصة، وليس مجرد شاذ يستدرج الشاب

أما الناقدة «علا الشافعى»، فقد أكدت أنه من الصعب اختيار عمل واحد للنجم الراحل «يوسف شعبان»، نظراً لأدواره المؤثرة الكثيرة، فى كل من (رأفت الهجان)، (المال والبنون)، (الوتد)، (الشهد والدموع)، وغيرها من الأعمال المميزة جدًا فى الدراما المصرية. والأمر نفسه فى السينما، إذ رأت أنه حظى بمشوار طويل وحافل، يكفى أنه أوائل الدفعات التى تخرجت فى فنون مسرحية، وقد فضلت أيضًا أدواره فى (ميرامار)، و(زقاق المدق)، و(حمام الملاطيلى).

لم يختلف رأى الناقد «رامى المتولى» عن سابقيه، مشيرًا إلى تاريخ «يوسف شعبان» الدرامى باعتباره أكبر من السينمائى، وبالتالى فإن عدد الأدوار التليفزيونية التى قدمها فى المسلسلات – من وجهة نظره - أكثر وأفضل من حيث الجودة، خاصة أدواره المؤثرة فى كل من مسلسلات: (رأفت الهجان)، (الوتد)، (عيلة الدوغرى)، وغيرها

ومع ذلك، أكد «المتولى» أن أفضل عمل درامى، هو دوره فى مسلسل (الشهد والدموع)، لعدة أسباب، منها: شخصية «حافظ» فى النص والتى تكبر بالعمر، ورؤيتنا فى البداية للغيرة والصراع مع أخيه، وطمع «حافظ» الذى يتحول لشخص متجبر يأكل حق أولاد أخيه فيما بعد، وصولاً لدخوله مرحلة (الدروشة) مع نهاية الأحداث، وهذا يجعلنا نرى الشخصية بشكل بانورامى، ونتابع التحولات الكبيرة التى حدثت لها، والتى استطاع تقديمها «يوسف شعبان» بمهارة شديدة جدًا.

ثم أضاف أنه رغم قلة أعماله السينمائية نسبيًا، إلا أنه أدى أدوارًا مهمة فى أفلام، مثل: (للرجال فقط)، و(أم العروسة)، وغيرهما، حتى وإن لم تكن أدوارًا رئيسية، ومع ذلك فإن الفيلمين الأفضل، هما: (ميرامار)، و(حمام الملاطيلى)، فالأول استطاع إبراز شخصية الانتهازى بكل تفاصيلها، من خلال إظهار كيف يبيع الشخص حبه، فى مقابل الوصول إلى مناصب، أما الثانى فكانت الشخصية جريئة جدًا فى الطرح والتناول، لأنها كانت مثلية، وفيها تفاصيل لها علاقة بالعواطف والحب بشكل غير مطروق فى السينما المصرية، فكانت جرأة منه أن يختار تلك الشخصية، وتأدية هذا الدور.

 

مجلة روز اليوسف في

07.03.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004