كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

محمود ياسين...

نجم السبعينيات الأوحد

عصام زكريا

عن رحيل الأيقونة الفنية

محمود ياسين

   
 
 
 
 
 
 

شكّل ظاهرة استثنائية في تاريخ السينما المصرية خلال حقبة السبعينيات التي حفلت بالتناقضات والـ«اكسترافاغنزا» في كلّ شيء! بعد مشاركته في حوالى 140 فيلماً، غير المسلسلات التلفزيونية والمسرحيات والأعمال الإذاعية، رحل محمود يس بالأمس. أغمض عينيه بعدما شكّل ظاهرة طبعت حقبة كاملة في هوليوود الشرق، بلونه الأسمر المميز، وتصفيفة شعره، وسوالفه العريضة، وأدائه المتنوّع

القاهرة | بعد معاناة لسنوات من مرض الألزهايمر، وتدهور عام في صحته خلال الأشهر الماضية، رحل بالأمس واحد من أشهر الممثلين في تاريخ السينما المصرية وأكثرهم إنتاجاً، وهو النجم محمود ياسين (1941- 2020). شكل محمود يس ظاهرة استثنائية في تاريخ السينما المصرية خلال سبعينيات القرن الماضي، التي كان نجمها الأول بلا منازع. عندما يستدعي المرء سينما السبعينيات في مصر، بل عندما يفكر في فترة السبعينيات بشكل عام، لا بدّ من أن يطل وجه محمود ياسين بين صور هذه الفترة، بلونه الأسمر المميز، وتصفيفة شعر رأسه الطويل، وسوالفه العريضة، وتلك السراويل «الشارلستون» الضيقة عند الخصر، الواسعة عند القدم، التي تغطي الحذاء وتكاد تلامس الأرض، وتلك القمصان الضيقة ذات الياقات العملاقة، المفتوحة دائماً لتبرز شعر صدره الغزير.

لا أعتقد أن هناك ممثلاً عبّر عن حقبة كاملة مثلما عبّر محمود ياسين عن سنوات السبعينيات، كما لو أنه خُلق من أجلها، أو كأنه التجسيد البشري لهذه الحقبة التي حفلت بالتناقضات والـ«اكسترافاغنزا» (الغرابة والمبالغة) في كلّ شيء!

من قلب العاصفة، وُلدت ظاهرة محمود ياسين في النصف الثاني من ستينيات القرن الماضي، ليتحوّل خلال سنوات معدودة إلى نجم الشباك الأول، ومعبود الفتيات الأول، ونموذج الفحولة الأول، ونموذج البطل الوطني الأول، في عشرات وعشرات الأفلام التي أغرقت حقبة السبعينيات.

من قلب قرار تأميم قناة السويس الذي أعلنه عبد الناصر في عام 1956 والعدوان الثلاثي الذي أعقبه، والانتصار الرمزي الذي انتهى به العدوان، ومن قلب الهزيمة المدوية التي جاءت بعد عشر سنوات في عام 1967 وأجبرت سكان مدينته على تركها والهجرة إلى القاهرة وبعض المدن الأخرى... هذه السنوات العصيبة التي عاش خلالها طفولته وصباه، أسهمت في تكوين شخصيّته وذاكرته كممثل.

ولد ياسين عام 1941 في مدينة بور سعيد أكبر وأجمل مدن قناة السويس آنذاك. تأثّر ببيئة كوسموبوليتانية تمتزج فيها الأعراق والجنسيات واللغات، وبأسرة تحبّ الفن والثقافة والتمثيل، وقد عشق القراءة والتمثيل منذ صغره، وشارك في عدد من أعمال الهواة، قبل أن يذهب إلى القاهرة ليدرس القانون في «جامعة عين شمس» في نهاية الخمسينيات. قاده شغفه بالتمثيل الذي بدت بوادره في بور سعيد إلى عالم المسرح، فتقدّم لاختبارات التمثيل في المسرح القومي، حيث لفت الأنظار بصوته الرخيم وقوامه الفارع وملامحه المصرية. وسرعان ما عُهد إليه بأدوار وبطولات في أعمال مسرحية بارزة لكبار كتاب ومخرجي هذه الفترة. وترك مهنة المحاماة ليتفرّغ للمسرح، ومن المسرح التقطه عدد من مخرجي السينما ومنهم صلاح أبو سيف الذي عهد إليه بدور في فيلمه «القضية 68»، الذي عُرض في العام التالي مباشرة لهزيمة 1967، وحمل نقداً لاذعاً للنظام المسؤول عن انهيار بنية مصر. ومن «القضية 68»، التقطه المنتج رمسيس نجيب ليُعهد إليه بأول بطولة أمام النجمة شادية في فيلم «نحن لا نزرع الشوك» (1970)، ويعقبه ببطولة «الخيط الرفيع» (1971) أمام «سيدة الشاشة» فاتن حمامة التي عادت به إلى السينما بعد انقطاع دام سبع سنوات، لأسباب معروفة، ذات دلالة، على التغيّر السياسي الذي أعقب نهاية نظام عبد الناصر وتولّي السادات، وما أعقبه من تحوّلات وانقلابات وتناقضات هائلة.

ربما ليس من قبيل المصادفة أن تلتقي موهبة محمود ياسين مع أفلام «المقاومة» والنقد السياسي التي أعقبت الهزيمة، ولا أن يلعب ياسين بطولة اثنين من أصل ثلاثة أفلام صنعها شباب «جماعة السينما الجديدة» التي تأسّست عام 1968، وهما «أغنية على الممر» لعلي عبد الخالق، و«الظلال في الجانب الآخر» للفلسطيني غالب شعث. وهي ليست مصادفة بالتأكيد أن تتم الاستعانة بمحمود ياسين كممثل يعبّر عن سينما جديدة، وجيل جديد، وشكل جديد للنجم السينمائي، في فترة كثُر فيها الحديث عن «الجديد».

حتى نهاية السبعينيات، كان محمود يس قد شارك في بطولة ما يقرب من ثمانين فيلماً. في بعض السنوات، كان يُعرض له اثنا عشر، أو عشرة، أو ثمانية أفلام مرة واحدة. في الأفلام الثلاثة التي أُنتجت عن حرب أكتوبر مثلاً، عام 1974، قام ياسين ببطولتها كلها: «الرصاصة لا تزال في جيبي»، و«بدور»، و«الوفاء العظيم»!

بالرغم من الانتقادات التي يُمكن توجيهها إلى معظم أفلام السبعينيات وإلى أداء محمود ياسين المسرحي في معظمها، إلّا أنه كممثل كان صاحب «قماشة عريضة» جداً، يلعب أدوار العاشق الرومانتيكي في ميلودرامات بركات وحسن الإمام وحلمي رفلة، مثل «أختي»، و«حبيبتي»، و«الزائرة»، و«جفت الدموع» و«انتهى الحب». كما يلعب أدوار العشق الجنسي الجريئة في أعمال مثل «الحب الذي كان»، و«غابة من السيقان»، و«قاع المدينة»، و«امرأة سيئة السمعة» و«عندما يسقط الجسد»!

بالرغم من كثرة الأدوار والأفلام الخفيفة التي شارك فيها، لم يصنّف محمود ياسين كممثل «خفيف»، مثل حسين فهمي، بل عُهد إليه دائماً بلعب الأدوار الجادّة والمركبة في أعمال مثل «الكداب» لصلاح أبو سيف، و«على من نطلق الرصاص» لكمال الشيخ، و«أفواه وأرانب» لهنري بركات، و«سونيا والمجنون» لحسام الدين مصطفى المقتبس من «الجريمة والعقاب» لدوستويفسكي، و«قاهر الظلام» لعاطف سالم الذي جسد فيه شخصية طه حسين.

ورغم الجدية التي تفيض من ملامحه وطريقة أدائه، إلا أنه لعب أيضاً بعض الأدوار الكوميدية البارزة مثل دوره في «انتبهوا أيها السادة» لمحمد عبد العزيز، الذي لعب فيه دور جامع قمامة يتحوّل إلى مليونير في عهد الانفتاح، عدا عشرات أعمال «الأكشن» التي قام فيها بلعب أدوار البطل المغوار مفتول العضلات، مثل «الحرافيش» و«التوت والنبوت» و«وكالة البلح».

لم يترك دوراً لم يلعبه تقريباً، من ضابط المخابرات الهادئ إلى سائق العربة

لم يترك محمود يس دوراً لم يلعبه تقريباً، من ضابط المخابرات الهادئ في «الصعود إلى الهاوية»، إلى سائق العربة التي يجرّها حمار في «العربجي»، إلى الطيار في «الطائرة المفقودة»، وعشرات غيرها.

شارك محمود ياسين إجمالاً في ما يقرب من 140 فيلماً سينمائياً، غير المسلسلات التلفزيونية والمسرحيات والأعمال الإذاعية، وهو واحد من أغزر الممثلين. بالرغم من انحسار نجوميته الكاسحة في السبعينيات، ظلّ يعمل مع كل الأجيال، ويترك من حين إلى آخر بصمات تمثيلية مميزة، مثل دوره في فيلم «الجزيرة» (إخراج شريف عرفة)، وكان آخر أعماله للسينما دوراً كوميدياً في فيلم «جدو حبيبي» عام 2012.

في استفتاء «أفضل مئة فيلم» في تاريخ السينما المصرية الذي أجراه «مهرجان القاهرة السينمائي» عام 1996 ضمّت القائمة خمسة أعمال من بطولة محمود ياسين هي: «أغنية على الممر»، و«ليل وقضبان»، و«على من نطلق الرصاص»، و«الصعود إلى الهاوية» و«انتبهوا أيها السادة» (الذي احتل المركز 101!)، وهو رقم قد يبدو ضئيلاً مقارنة بعدد الأفلام التي شارك فيها محمود ياسين... لكن هذا لا يقلّل من التأثير الذي تركته ظاهرة محمود ياسين على السينما المصرية. ظاهرة تتجاوز كثيراً هذه القوائم والتقييمات.

 

الأخبار اللبنانية في

15.10.2020

 
 
 
 
 

محمود ياسين يغادر «مسرح الحياة» وسط حزن في مصر

رحل عن 79 عاماً بعد مسيرة إبداعية متنوعة

القاهرة: عبد الفتاح فرج

سيطرت أجواء الحزن على الوسط الفني المصري، عقب الإعلان عن وفاة الفنان الكبير محمود ياسين صباح أمس، عن عمر ناهز 79 عاماً بعد صراع قاسٍ مع المرض خلال سنواته الأخيرة.

وتألق محمود ياسين، خريج كلية الحقوق، والمحامي السابق، في أنواع وسائل الفن كافة... (المسرح، الإذاعة، السينما، والتلفزيون)، وترك بصمة مميزة في كل منها، بفضل صوته الرخيم الآثر، الذي كان يميزه الجمهور من أول وهلة، لا سيما مع إجادته التحدث باللغة العربية الفصحى والنطق بها بشكل سليم، وبرع في تقديم التراجيديا والكوميديا وأدوار الشر، بالإضافة إلى أدواره الرومانسية المميزة.

ونعى نجوم الفن المصري والعربي ياسين، ووصفوا رحيله بأنه «خسارة كبيرة للفن المصري يصعب تعويضها»، وتحولت حسابات الفنانين على «السوشيال ميديا» إلى منصات للعزاء في النجم الراحل، من بينهم الفنانة نادية الجندي، التي شاركها ياسين في بطولة عدد من أبرز أفلامها، وقالت عبر حسابها على «إنستغرام»، «فقدت مصر والعالم العربي قيمة وقامة كبيرة، وفناناً لا يُعوض ولن يتكرر، فأنجح أفلامي كانت معه، وقدم كل الأدوار والشخصيات ببراعة على الشاشة، وكان نموذجاً للفنان الراقي الخلوق المحترم».

في حين استرجعت الفنانة هالة صدقي ذكرياتها معه في مسلسل «الأفيال» قائلة عبر حسابها على «إنستغرام»، «وأنا طفلة كان حلم حياتي أن أراه على الحقيقة، ولما جاءت الفرصة للتصوير معه في مسلسل (الأفيال) لم أصدق أنني أقف أمام (غول التمثيل)... رحل فتى أحلام جيل كامل من البنات... فقدنا رمزاً فنياً مهماً».

ونعته الدكتورة إيناس عبد الدايم، زيرة الثقافة المصرية، قائلة عبر بيان صحافي، إن «ساحة الإبداع فقدت أحد رموزها ونجماً ذهبياً عبّر بصدق عن قضايا المجتمع في أعماله التي ستبقى علامات بارزة في تاريخ الأداء التمثيلي».

ونشرت الفنانة رانيا محمود ياسين، نجلة الفنان الراحل، صورة لها مع والدها وهي طفلة على حسابها بتطبيق «إنستغرام»، وعلّقت عليها قائلة «أبويا في ذمة الله... وداعاً حبيبي». بدأ محمود فؤاد محمود ياسين، المولود في مدينة بورسعيد عام 1941 مشواره الفني في نهاية ستينات القرن الماضي عبر خشبة المسرح القومي، وقدم أعمالاً مسرحية مميزة، من بينها «ليلى والمجنون»، و«الخديوي»، و«حدث في أكتوبر»، و«عودة الغائب»، و«الزيارة انتهت»، و«بداية ونهاية»، و«البهلوان».

ثم اتجه إلى السينما وقدم أدواراً صغيرة في البداية، حتى جاءته فرصته الكبيرة في فيلم «نحن لا نزرع الشوك» مع الفنانة الراحلة شادية عام 1970، ثم شارك فاتن حمامة في فيلم «الخيط الرفيع»، والذي تعده الدكتورة سامية حبيب، رئيس قسم النقد بأكاديمية الفنون المصرية، بأنه البداية الحقيقية لشهرة وانتشار ياسين الذي أجاد الوقوف أمام نجمات السينما بعد ذلك.

وأثبت ياسين جدارته كممثل موهوب منذ بداية سبعينات القرن الماضي، مستغلاً بذكاء ملامحه المصرية الأصيلة، وقوامه الرشيق، ووسامته مع موهبته التمثيلية المميزة التي أصقلها المسرح في تصدر أفيشات الأفلام لمدة تزيد على 30 سنة، بحسب الدكتورة سامية حبيب، التي تقول لـ«الشرق الأوسط»، «فيلم (الخيط الرفيع) ثبّت أقدام ياسين في عالم السينما المصرية، وجعله مطلوباً للوقوف أمام جميلات السينما المصرية، فقدم (أنف وثلاث عيون) أمام ماجدة الصباحي، و(قاع المدينة) أمام نادية لطفي، ثم شارك نجمات الجيل الثاني في بطولة عدد من الأفلام المميزة على غرار (مولد يا دنيا) أمام المطربة عفاف راضي، و(اذكريني) أمام نجلاء فتحي، و(الباطنية) أمام نادية الجندي، و«الجلسة سرية» أمام يسرا، و«الحرافيش» أمام صفية العمري».

وشهدت حقبتا السبعينات والثمانينات من القرن الماضي توهج الفنان الراحل على شاشة السينما؛ إذ قدم خلالهما عشرات الأفلام الناجحة، وجسد شخصيات مميزة لا تزال أسماؤها محفورة في الأذهان، بداية من سعيد عبد الجواد في «الرجل الذي فقط ظله» عام 1968، وعلي في «شيء من الخوف» 1969، وممدوح في «حكاية من بلدنا» 1969، وحمدي في «نحن لا نزرع الشوك»، 1970، مروراً بعادل في «الخيط الرفيع» 1971، وأحمد في «حكاية بنت اسمها مرمر» 1972، وحسين في «حب وكبرياء»، 1972، والدكتور أحمد في «العاطفة والجسد» 1972، والدكتور هاشم في «أنف وثلاث عيون» 1972، وشوقي في «أغنية على الممر» 1972، وأحمد في «امرأة سيئة السمعة» 1973، والدكتور محمود في «امرأة من القاهرة»، 1973، وسامي في «الحب الذي كان»، وحمدي المحامي في «غابة من السيقان»، وتوفيق في «أين عقلي» 1974، ومصطفى في «العذاب فوق شفاه تبتسم»، ومصطفى حسين في «على من نطلق الرصاص»، وكمال في «شقة في وسط البلد»، وسعيد في «صانع النجوم»، ومحمود بيه في «أفواه وأرانب» عام 1977، وهشام كامل في «ثالثهم الشيطان»، وأحمد في «أسياد وعبيد»، وحسين في «ولا يزال التحقيق مستمراً»، ومحمود حسين في «اذكريني»، وفتحي في «الشريدة»، ومحمود النمرسي، في «الوحش داخل الإنسان»، وعبد الله في «وكالة البلح»، ومحسن في «أسوار المدابغ»، والكابتن برهان في «الطائرة المفقودة»، والدكتور رضوان في «بلاغ ضد امرأة»، وسليمان الناجي في «الحرافيش».

وترى حبيب، أن ياسين كان حلقة وصل مهمة بين فناني جيل الخمسينات والستينات وبين جيل السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، وهذه نقطة ميّزت ياسين، وجعلته أحد أهم ملامح وأعمدة السينما المصرية على مدار 3 عقود، مؤكدة أنه أدار مشواره الفني بنجاح وذكاء، عكس فنانين آخرين، فمن الصعب مشاهدة عمل رديء للفنان الراحل، وكانت كل أدواره لائقة عليه، وساعده في ذلك عمره الطويل الذي قارب الثمانين عاماً، الذي ساعده كذلك في مشاركة الأجيال التالية من النجوم، فشارك في «الجزيرة» مع أحمد السقا، و«الوعد» مع آسر ياسين، و«عزبة آدم» مع أحمد عزمي وماجد الكدواني، و«جدو حبيبي» مع بشرى وأحمد فهمي.

شريط السينما والتلفزيون وثّق شريط حياة ياسين الطويل، منذ أن كان شاباً يافعاً، وحتى ظهور علامات تقدم السن عليه، وتقديمه أدوار الأب والجد، وبرع فيها جميعاً، وفق حبيب التي تؤكد، أن «الفنان الراحل من القامات الفنية التي يصعب نسيانها، خصوصاً مع عرض عدد كبير من أفلامه على القنوات الفضائية المصرية والعربية بشكل مستمر».

وقدم ياسين عشرات المسلسلات التلفزيونية، من بينها «الدوامة»، و«غداً تتفتح الزهور»، و«مذكرات زوج»، و«اللقاء الثاني»، و«أخو البنات»، و«اليقين»، و«العصيان»، و«سوق العصر»، و«وعد ومش مكتوب»، و«ضد التيار»، و«رياح الشرق»، و«أبو حنيفة النعمان».

وتزوج محمود ياسين الفنانة الممثلة المصرية شهيرة، وأنجب منها الممثل عمرو محمود ياسين والممثلة رانيا محمود ياسين، زوجة الممثل المصري محمد رياض. وتشيع جنازة الفنان الراحل من مسجد الشرطة اليوم (الخميس) بمدينة الشيخ زايد.

وتؤكد حبيب أن اسم محمود ياسين يستوعب أي لقب فني مثل «فتى الشاشة الأول»، و«المقاتل»؛ نظراً لما قدمه من عشرات الأعمال الفنية المهمة، وإن كان يكفيه اسمه الذي حفره بمجهوده وموهبته، حيث كان يستقبله الجمهور بحفاوة بالغة في كل مناسبة أو مهرجان محلي أو دولي يظهر بها، وكان هذا أفضل تكريم لمسيرته الفنية.

 

الشرق الأوسط في

15.10.2020

 
 
 
 
 

55 عاماً من العطاء و300 عمل فني.. رحل محمود ياسين والرصاصة لاتزال فى جيبه

كتبت ـ دينا دياب

 نجوم الفن فى وداع فتى الشاشة الأول

جنازة مهيبة وعزاء يليق بقيمة ومكانة النجم الكبير

جنازة مهيبة مليئة بالحب والحزن، فى وداع فتى الشاشة الأول الفنان محمود ياسين، الذى شيعت جنازته، ظهر امس، من مسجد الشرطة بمدينة الشيخ زايد بأكتوبر، ودفن جثمانه بمقابر الأسرة بطريق الفيوم.

جنازة شعبية مهيبة، رغم الاجراءات الاحترازية بسبب انتشار فيروس كورونا، الا ان النجومية والمحبة التى تركها النجم الراحل بجسده والباقى بفنه محمود ياسين فى قلوب جمهوره ومحبيه وابنائه من الفنانين الذين تتلمذوا على يده، وزملائه من ابناء الوسط الفنى الذين ربطتهم معه صداقات وكواليس كانت عنوان مشهد تشييعه الى مثواه الأخير.

اكثر من 300 عمل فني، قدمها النجم الراحل شارك فيها كل الاجيال المختلفة فى مجال الفن منذ الستينات وحتى 2015، خلقت فى قلوبهم جميعا محبة وتقديرا لدوره الرائد فى مجال الفن، ودوره الرائد ايضا فى الوطنية، فرحل فى شهر اكتوبر، الذى اعتبره احلى شهر فى حياته، فهو جندى السينما وجندى معركة اكتوبر وجندى احتفالات اكتوبر، ليرحل وتظل اعماله الوطنية باقية، ويرحل جندى الاعمال الوطنية فى شهر الانتصارات.

كان فى وداعه الفنانون محمود حميدة، وخالد النبوى، وهانى سلامة، وبشرى، وإيهاب فهمى، ودلال عبدالعزيز، ومحمد محمود عبدالعزيز، وعماد رشاد، السيناريست عمرو سمير عاطف، والسيناريست والشاعر أيمن بهجت قمر، ومنير مكرم، والمنتج محسن علم الدين، ورجاء حسين، ودنيا عبدالعزيز، ولقاء سويدان، وبوسى شلبى ،أحمد السقا، وحسين فهمى، سوزان نجم الدين، عزت العلايلى، أشرف زكى، أشرف عبدالغفور، نادية الجندى، المنتج محمد مختار، رشوان توفيق، لبلبة، منة بدر تيسير والمخرج مصطفى فكرى والفنان عبدالله مشرف، ويسرا والهام شاهين وامير شاهين.

وأسرته عمرو محمود ياسين وشهيرة التى حضرت منهارة فى البكاء وظلت تدعو له ويردد خلفها الحضور، ورانيا محمود ياسين وزوجها الفنان محمد رياض ونجلها وعدد كبير جدا من اقاربه.

فى مقدمة الحضور الفنانة نادية الجندى والتى حضرت برفقة المنتج محمد مختار ، و التى رافقت الراحل فى مشواره الفنى، وقدما معا العديد من الأفلام، الجندى دخلت فى نوبة بكاء شديدة فور رؤيتها للجثمان وتذكرت مشوارها الطويل معه.

الجندى اكدت أن الفنان الراحل لن يتكرر، فهو طاقة فنية وانسانية ليس لها مثيل فى الوسط الفنى، وأضافت ان ما يربطها بياسين عشرة سنين طويلة، فهو رفيق كفاح ونجاح .

وأضافت: محمود ياسين عنوان للرقى ونموذج للفنان المثقف، صاحب رؤية واضحة فى حياته الانسانية والفنية، فهو فنان  تعلم منه كل من زامله فى مهنة الفن، وقدمت معه انجح افلامى وافضلها، وجمعتنى به كواليس لا يمكن ان تنسى واتذكره وقت تصوير فيلم الباطنية، فهو فنان يعرف كيف يتلون، ويذاكر ويجبر كل من امامه على المذاكرة، كيف يتحول من انسان ارستقراطى الى ابن بلد، فهو بحق طاقة فنية وابداعية لن تتكرر.

الفنانة سميرة أحمد رافقت محمود ياسين مشوار عمرها، وكانت تربطها به وبأسرته علاقة خاصة، عبرت عن حزنها الشديد لرحيله وقالت: محمود ياسين « الأستاذ» الذى تتلمذ على يديه كل الاجيال، فهو فنان يعى تماما كيف يقدم الفنانين امامه، فهو نجم كل الاجيال لأنه يتيح الفرصة لاى فنان امامه كبيرا كان او صغيرا ان يظهر مواهبه، شاركته فى مسلسل «غدا تتفتح الزهور، وقدمنى لأول مرة على شاشة التليفزيون، وجعلنى اغنى لأول مرة، ساعدنى كيف اكون جريئة امام الكاميرا وبعد 20 عاما، وجدته يطلب منى ان اشاركه مسلسل «ماما فى القسم» قدمنا نفس الدراما الاجتماعية بأسلوب متحضر، وتعلمت منه كيف يكون الممثل معبرا عن واقعه ومجتمعه فى الفترة التى يعمل فيها، والتقيته سينمائيا فى اعمال اعتبرها انجح افلامى «ليل وقضبان» و«امرأة مطلقة».

الفنان محمد رياض - زوج ابنته - قال، فقدنا نجما عظيما اثرى الحياة الفنية فى الوطن العربى، فهو كان خير مثال للنجم المصرى وخير مثال للأب والجد والزوج، فهو كبير العائلة الفنية والانسانية، كان يفضل المشاركة فى اى مناسبة وطنية، جسد كل افلام اكتوبر، وكان الحاضر الغائب فى كل مناسبات اكتوبر، هو نجم وأب وصديق واسطورة لن تتكرر.

ابنه عمرو محمود ياسين علق على الحضور المهيب فى الجنازة قائلا: لم اتوقع اقل من ذلك، ولولا اجراءات الكورونا لزاد العدد، والدى ترك لنا فخرا سنظل طوال العمر نحمله ونتذكره، فهو انسان وفنان وموهبة حقيقية رفعت اسمنا واسم مصر عاليا.

نهال عنبر ، دخلت فى نوبة بكاء واصرت ان تركب السيارة مع الجثمان لتراه وتودعه فى مثواه الأخير، وعبرت عن حزنها الشديد لرحيلة قائله شاركته فى اغلب مسلسلاته ، وكان الحاضر الغائب فى كل مشهد فى اى عمل فنى يشارك فيه ، علمنا كيف نتحدث وكيف نقف امام الكاميرا ، وعلمنا كيف نحترم الجمهور ونراعيه فى كل مانقدمه ولذلك سيظل باقيا بفنه واعماله .

الفنانه لبلبة قالت ان مايربطها بالفنان محمود ياسين عشرة عمر ، وصداقة سنين قائله :اعزى نفسى بصديق عمرى ، فنان عظيم وانسان شديد التميز فى صوته وافلامه ، وهو اسطوره لانه الفنان الوحيد الذى قدم 250 فيلم ، كلها حققت نجاح واثببت للجمهور العربى والمصرى ان النجم يظل باقيا بمستواه الفنى الراقى، يشعر من يشاركه اعماله انه جاره وقريبه ، بالاضافه لاصراره وطموحه وموهبته التى لن تتكرر.

اشرف عبدالغفور كان فى مقدمة الحضور، قائلا ان سنة الحياة هى الفقدان، ولكن يظل وجوده بفنه، فهو فنان وطنى قدم لفنه اعمالاً خالدة، رحل بجسده لكن اعماله ستظل شاهدة على روعة ابداعه وخدم بلده بشكل كبير.

دلال عبدالعزيز بحزن شديد ودعت الفنان القدير قائلة: نجم خلوق وقدم الكثير للفن المصرى افتقدناه قيمة وقامة فنية، تعلمنا منه الأصول، وهو دائما يعتز باللغة العربية فهو دائما يعدل الحوار للغة العربية بهدف تعليم الاولاد والاحفاد، فكان فنانا معجونا بالفن، وكان فخرا لنا ان يكون لدينا فنان فى موهبته، وهو من اكثر النجوم الذين شجعوا الشباب، فقدم دنيا سمير غانم فى عزبة ادم، وانا تربيت على يده لغويا، لتظل نجوميته هى الباقية بالفن.

الهام شاهين: فنان كبير وصديق غالٍ، وانسان لن يتكرر قدمت معه الكثير من الاعمال الفنية وستظل اعماله فى ذاكرة المشاهد الوطنى وهو ارتاح من مرضه لكن ستظل اعماله باقية.

عزت العلايلى: اب واخ وصديق عمر، فنان لن نرى مثله، اعماله اثرت الفن المصرى والعربى، وظلت الصداقة بيننا لعمر طويل.

حسين فهمى الذى حضر وظهر عليه الاجهاد الشديد  قائلا: كانت بيننا منافسة شريفة، دائما كنا نفرح مع بعض، ودعانى للوقوف معه فى مسرحية اهلا يا بكوات كانت المنافسة معه يسيطر عليها السمو والتميز والرقى، فنان لن يتكرر.

ورحل الفنان الكبير محمود ياسين عن عمر ناهز 79 عاماً بعد صراع مع المرض، الذى أبعده عن الحياة الفنية طوال السبع سنوات الماضية التى شهدت انتشار شائعات وفاته بشكل متتالٍ، ودائما ما كانت تتصدى أسرته بقوة لهذه الشائعات إلى أن فارق الحياة اليوم ولم يعد هناك مجال للشائعات مرة أخرى.

قدم محمود ياسين فى السينما أدوارا صغيرة فى نهاية حقبة الستينيات إلى أن جاءت فرصته الكبيرة فى فيلم (نحن لا نزرع الشوك) مع شادية عام 1970 وتوالت الأفلام بعد ذلك فكان من بينها (الخيط الرفيع) أمام فاتن حمامة و(أنف وثلاث عيون) أمام ماجدة الصباحى و(قاع المدينة) أمام نادية لطفى و(مولد يا دنيا) أمام المطربة عفاف راضى و(اذكريني) أمام نجلاء فتحى و(الباطنية) أمام نادية الجندى و(الجلسة سرية) أمام يسرا و(الحرافيش) أمام صفية العمري.

وفى التليفزيون قدم عشرات المسلسلات منها (الدوامة) و(غدا تتفتح الزهور) و(مذكرات زوج) و(اللقاء الثاني) و(أخو البنات) و(اليقين) و(العصيان) و(سوق العصر) و(وعد ومش مكتوب) و(ضد التيار) و(رياح الشرق) و(أبو حنيفة النعمان)، و(ماما فى القسم).

منحه التقدم فى العمر مساحة أكبر للعب أدوار مميزة فى السينما وقف فيها بجانب الأجيال التالية من النجوم فشارك فى (الجزيرة) مع أحمد السقا و(الوعد) مع آسر ياسين و(عزبة آدم) مع أحمد عزمى وماجد الكدوانى و(جدو حبيبي) مع بشرى وأحمد فهمى وإخراج على ادريس.

 

####

 

بالرغم من سنهما الكبير..

صور..حضور مبكر لـ عزت العلايلي ورشوان توفيق لصلاة الجنازة على محمود ياسين

كتبت - تقى عادل

شّيع منذ قليل جثمان الراحل محمود ياسين، من مسجد الشرطة بمدينة الشيخ زايد، بعد اقامة صلاة الجنازة عليه وسط حضور عفير من محبي الفقيد وزملائه في مسيرته الفنية، وسط إجراءات أمنية ووقائية مشددة.

شهدت المراسم حضور مبكر لكبار رموز الفن المصري "عزت العلايلي، رشوان توفيق"، ف بالرغم من تقدم سنهما حرصا على الحضور إلى المسجد مبكراً في انتظار وصول جثمان الفقيد.

تقام مراسم العزاء غداً الجمعة، ف إحدى المناطق السكنية بمدينة الشيخ زايد، بعد إتمام اجراءات دفنه في مقابر الأسرة بالفيوم،وشهدت مراسم الجنازة حضور كوكبة من فناني مصر، أبرزهم محمود حميدة، عزت العلايلي، حسين فهمي، جمال عبد الناصر، نادية الجندي،لبلبة، رشوان توفيق، المخرج أحمد عبد العزيز، مع الالتزام بارتداء الكمامة الواقية وقناع الوجه نظرا للتزاحم الشديد في ساحة المسجد.

رحل الفقيد، صباح أمس الأربعاء، عن عمر يناهز الـ 79 عاماً، بد اصابته بإلتهاب رئوي حاد حسب ما أعلن نجله عمرو عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الإجتماعي الشهير "فيسبوك"، وتقام مراسم العزاء غداً الجمعة في إحدى المناطق السكنية بالشيخ زايد.

 

####

 

بعد وفاته.. شاهد .. أفشات أفلام الراحل محمود ياسين

كتبت - إيمان مجدي:

حالة من الحزن سكنت قلوب الوسط الفني وجماهير الوطن العربي بعد وفاة النجم محمود ياسين صباح  أمس الأربعاء؛ ليفقد الفن العربي أحد مدارسه العريقة من زمن الفن الجميل، عن عمر يناهز 79 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض.

فيما نعاه الملايين من مشاهير والجمهور بمختلف أنحاء الوطن العربي، مؤكدين أنه ترك أعمال فنية تعد مرجعًا مهمًا بتاريخ الفن العربي.

واستطاع محمود ياسين على مدار مسيرته الفنية الزاخرة بمئات الأعمال المميزة، أن يقدم مختلف الأنواع؛ ليصبح عملاقًا بالسينما والتلفزيون والمسرح والإذاعة، وجسد الكثير من الشخصيات التي حفر بها مكانته في ذاكرة جمهوره ومحبيه.

 أبرز أعمال محمود ياسين السينمائية  بدأ محمود ياسين مسيرته الفنية بالسينما في ستينات القرن الماضي وقدم أدوارًا صغيرة، حتى حصل على دوره في فيلم "نحن لا نزرع الشوك" أمام القديرة الراحلة شادية؛ ليلفت بأدائه انتباه الجميع، لتتوالى بعد ذلك الأعمال الفنية ومن أبرزها:"الرصاصة لا تزال في جيبي"، "سؤال في الحب"، "جفت الدموع"، "الخيط الرفيع"، "أفواه وأرانب"، "أنف وثلاث عيون"، "مولد يا دنيا"، "أذكريني"، "الباطنية"، "التعويذة"، "الجلسة سرية"، "الحرافيش"، "وكالة البلح"، "الطائرة المفقودة"، "حب أحلى من حب"، "أختي"، "حب وكبرياء"، "أنف وثلاث عيون"، "حبيبي".

وترك بصمته مع الفنانين الشباب، فمع تقدمه في السن ساند الجيل الجديد في أعمالهم السينمائية ومنها مشاركته المميزة مع أحمد السقا في فيلم "الجزيرة"، وتجسيده لشخصية الجد المليئة بالأحداث الطريفة في فيلم "جدو حبيبي" مع الفنانة بشرى، بجانب ظهوره المميز مع آسر ياسين في فيلم "الوعد".

 

####

 

وداع محمود ياسين يكسر حاجز الكورونا.. بالكمامة.. تجمهر فني كبير في وداع محمود ياسين

كتبت - تقى عادل

بالرغم من استمرار وجود وباء كورونا، وإجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي، امتلأت ساحات مراسم صلاة الجنازة على الفقيد محمود ياسين بعلامات فنية كبيرة بالإضافة إلى جماهيره ومحبيه؛ لمرافقة الراحل في لحظاته الدنيوية الاخيرة.

 وكان لوداع زوجته الفنانة شهيرة شكل مؤثر في جميع الحضور، إذ لم تتوقف عن البكاء منذ اللحظات الأولى لخروج جثمان الراحل من عربة الإسعاف حتى انتهاء مراسم الجنازة، بالإضافة إلى ابنتها الفنانة رانيا، وزوجها الفنان محمد رياض، الذي حمل نعش الفقيد مع عمرو محمود ياسين.

حرص معظم الحضور  على ارتداء الكمامة وقناع الوجه الواقي، التزامًا بالإجراءات الوقائية، وتمت صلاة الجنازة في الساحة الكبيرة للمسجد نظرًا لعدد الحضور الكبير، وتقدم المصلين نجله الفنان عمرو محمود ياسين، والفنان حسين فهمي، وحرص على الحضور مبكرًا مجموعة بارزة من عمالقة الزمن الجميل الذين رافقوا محمود ياسين في مسيرته الفنية، أبرزهم "عزت العلايلي، رشوان توفيق، محمود حميدة، جمال عبدالناصر، المخرج الكبير أحمد عبدالعزيز، نادية الجندي، لبلبة، دلال عبدالعزيز، إلهام شاهين، ميرفت أمين"، بالإضافة إلى "خالد النبوي، هاني سلامة، أحمد العوضي، أمير شاهين، أحمد السقا، دنيا".

ومن المقرر أن يقام العزاء غدًا الجمعة، في إحدى المناطق السكنية بمدينة الشيخ زايد، بعد إتمام مراسم دفنه في مقابر الأسرة بالفيوم.

 رحل الفقيد، صباح أمس الأربعاء، عن عمر يناهز الـ 79 عامًا، بد إصابته بإلتهاب رئوي حاد حسب ما أعلن نجله عمرو عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي الشهير "فيسبوك"، وتقام مراسم العزاء غدًا الجمعة في إحدى المناطق السكنية بالشيخ زايد.

 

####

 

بعد وفاته.. المواقف الإنسانية النادرة لمحمود ياسين

كتبت - سهيلة أبوعوف

رحل عن عالمنا أمس "جان" مصر الأول الفنان القدير محمود ياسين، عن عمر يناهر 79 عاماً بعد صراع مع المرض، والذي أحزن هذا الخبر الكثير من محبيه وأصدقائه الفنانين.

عُرف الراحل بالمواقف الإنسانية المتعددة، ففي عام 1988، تم ترشيحه من فاروق حسني، وزير الثقافة في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، لإدارة المسرح القومي، ولم يتقاض أي مكأفأه أو راتب طوال فترة إدارته للمسرح، بل حول مرتبه لصالح العاملين في الفرقة.

كان حلم التمثيل يراود الفنان الراحل في سنوات دراسته ، فشارك في بطولة عدة مسرحيات من خلال المسرح الجامعي، وتقدم قبل تخرجه مباشرة لمسابقة أعلن عنها بفرقة "المسرح القوم"، وقبل الفنان محمود ياسين، رغم ارتباطه بتصوير الكثير من الأفلام ورغم  نجوميته الساطعة خلال تلك الفترة، الى أنه لم يتقاضي أي مرتب و ضحى بوقته وجهده وماله.

تحدثت زوجته الفنانة القديرة شهيرة في كثير من اللقاءات التلفزيونية عن تواضعه ودعم ومساندة مساعده الخاص، فكان يهتم بأن يرافقه في الفندق الذي يمكث فيه خلال فترة سفره لتصوير بعض الأعمال الفنية، وأكدت شهيرة في تصريحات صحفية سابقة أنّه كان حريصا بألا تختلف نوعية الوجبات التي يتناولها عن باقي أصدقائه داخل استوديو التصوير، وأكدت أنّ الجانب الإنساني للراحل عظيم جدًا، والدليل إنشغاله بحياة البسطاء وقضايا الفقراء، ومحاولة مساعدة الغلابة.

كما كان يخصص الراحل شهر أغسطس لعائلته، ويرفض أي عمل فني خلال تلك الفترة، ليقضيها مع زوجته وأبنائه و أحفاده، لتعويضهم عن فترة انشغاله في تصوير الأعمال الفنية، وأكدت شهيرة، أنّ تلك الفترة كانت مقدسة في حياة العائلة يخصصونها للسفر والجلوس معًا .

كما قالت ابنته الفنانة رانيا محمود ياسين، أن الراحل كان يحب كل الناس، وكان رافضًا في البداية دخولها مجال التمثيل، لكنها استطاعت إقناعه بمساعدة والدتها، مؤكدة أنّه كان يهتم بدراستها ودراسة شقيقها عمرو محمود ياسين، وكان يخصص وقتًا للمذاكرة معهم برفقة والدتهم خلال فترة الامتحانات .

وأضافت قائلة:" أنّ والدها كان يحتويها ويدعمها لتحقيق أحسن ما لديها، وكان صديقها، وأنّه ساندها عندما قررت الزواج من الفنان محمد رياض ولم يعترض على اختيارها، وأكدت أنّ والدها كان شخص حنون ورائع في معاملاته مع أسرتها والجميع .

كما روى الفنان الفنان محمد علي رزق موقع إنساني جمعه بالفنان الراحل، حيث نعى "رزق" بنشر صورة له عبر حسابه الرسمي على موقع "انستجرام"، وعلق عليها قائلاً:"يوم تخرجي من أداب مسرح، كنت بعمل دور رجائي باشا في مسرحية الناس إللي تحت، وأستاذي ومخرج المشروع هشام جمعه عزم الأستاذ محمود يس، والصدفة الحلوة ساعتها إن الأستاذ محمود كان بيعمل بروڤات علي مسرحية الناس االلي تحت، وكان بيعمل دور رجائي باشا مع الأستاذ سمير العصفوري، لكن للأسف العرض مكملش بعد كده".

وأضاف قائلاً: "بعد العرض نزلت علشان أحضن أمي فرحان بعد العرض والدكاترة و الناس كانوا مبسوطين مني أوووي وبيقولوا لي كلام حلو، فأمي من الفرحه بيا عيطت.. جيه الأستاذ محمود يس وقالها بتعيطي ليه ابنك جميل.. وبصلي وقالي أنت حكاية يا رجائي ومدام دي بدايتك أنت قدام هتكون حاجه كبيرة أوي، وسلم عليا ومشي.. الله يرحمك يا أستاذ محمود ويحسن إليك".

أجمع نقاد الفن في تصريحات صحفية سابقة،  أن النجم الراحل استطاع بموهبته وحضوره القوي أن يكون من أهم نجوم الفن، وجزءًا كبيراً ومهماً من تاريخ تطور السينما المصرية، حيث قدم العديد من الأعمال  السينمائية والتلفزيونية الهامة.

وقال الناقد الفني نادر عدلي: "فقدت بشكل شخصي صديقي العزيز محمود ياسين الذي ارتبطت به سنوات طويلًا في وقت كان فيه ياسين النجم الأول على الشاشات التلفزيونية طوال فترة السبعينيات والثمانينيات، فهو على المستوى الإنساني رجل حسن الخلق إلى أبعد الحدود، وقلبه يسع الجميع، ولا أذكر أنه دخل في أي خلافات مع صناع السينما رغم تاريخه الحافل الكبير، وأنه دخل تاريخ السينما من أوسع أبوابها كـ"فتى الشاشة الأول" في فترة السبعينيات والثمانينيات، كما انطلق محمود ياسين بقوة حتى أصبح فتى الشاشة الأول، وكانت من مظاهر النجاح الكبير أنه تعامل في بداية مشواره مع كل من الفنانات شادية وفاتن حمامة وماجدة الصباحي وهن النجمات الأكثر شهرة، وكانت مشاركته معهن أصبح فتى الشاشة الأول ، ثم جاءت حرب أكتوبر ، فقدم محمود ياسين أربعة أعمال سينمائية مميزة من أصل 6 أعمال في منتصف السبعينيات، حيث قام ببطولة فيلم عن حرب الاستنزاف بعنوان "أغنية على الممر" وأفلام "الرصاصة لا تزال في جيبي" و"الوفاء العظيم" و"بدور" وقدم بعد ذلك بفترة فيلم "حائط البطولات".

واتفق الناقد الفني طارق الشناوي في الرأي مع الناقد نادر عدلي، على أن النجم الراحل اقترب أو تجاوز عدد من نجوم الفن سن الخمسين، أمثال فريد شوقي، أحمد مظهر، كمال الشناوي وشكري سرحان،كما بدأت جهات الإنتاج رحلة البحث عن الفتى الأول للسينما المصرية، محمود ياسين ليصبح النجم الأول وتحمس له المخرج حسين كمال في "نحن لا نزرع الشوك".

وأشار إلى أن النجم الراحل ليس فنانًا يمتلك صوتًا مؤثرًا وجذابًا فقط، و قد حسم هذا الأمر عندما حاول البعض في البداية أن يقيد موهبته في أدائه الصوتي فقط، ورأوا أن الكاريزما تكمن في أحباله الصوتيةالذي يتوقف أمامها الرجال بنوع من الغيرة والتي لا تستطيع أن تقاومها النساء، فقام ببطولة فيلم "الأخرس" عام 1980 ليثبت أن الكاريزما أعمق بكثير من أن تصبح مجرد صوت فقط، وأنه ترك بصمة مؤثرة في التليفزيون من خلال عدد من المسلسلات أبرزها: "مذكرات زوج"،غداً تتفتح الزهور"، "اليقين" "العصيان"، "الدوامة"،"اللقاء الثاني"،"أخو البنات" و"اليقين"،"سوق العصر"، .قدم في الوقت نفسه أحد أهم أفلام الجاسوسية في السينما المصرية وهو "الصعود إلى الهاوية"، وتوالت العديد من أفلامه، حيث قام ببطولة ما يقرب من 150 فيلمًا جعلته نجم كبيرفي تاريخ السينما المصرية .

وأضاف الشناوي: "أنه بعد أن شارك الفنانة شادية بطولة فيلم «نحن لا نزرع الشوك»، وقف أمامه كل نجمات السينما الكبار، حيث شارك النجمة الراحلة فاتن حمامة بطولة فيلم «الخيط الرفيع»،و أنه في عام 1980 برع النجم محمود ياسين في فيلم "انتبهوا أيها السادة"، ولا يعلم الكثيرون أن هذا الفيلم كان مرشحا في البداية لكل من الفنانين عادل إمام وسعيد صالح، وعندما اعتذرا قم محمود ياسين وحسين فهمي ببطولته.

وقال طارق الشناوي في أحد البرامج التلفزيونية بعد وفاته:" إن فيلم "أين عقلي" كان لديه مواقف تكشف مدى حب  واحترام الفنان الراحل محمود ياسين لغيره، فكان الفيلم  يضم كلا من الفنان الكبير الراحل رشدي أباظة وسندريلا السينما المصرية الفنانة سعاد حسني، والتتر كان مكتوبا فيه اسم محمود ياسين الأول، لكن محمود ياسين اعترض وقال اسم رشدي أباظة يتحط الأول،وأكد أن محمود ياسين كان عندة استيعاب لما يحدث من تغيرات داخل السينما المصرية، وأكمل قائلاً: فيلم الوعد يعد من أجمل الأدوار التي قدمها الفنان الراحل، وقال: كان نفسي الفيلم يتعرض على المسرح عشان أقوله عيد يا أستاذ، أنه استمتع بأداء في الفيلم وكأنه يستمع إلى أغاني أم كلثوم.

 

####

 

نجل محمود ياسين يكشف لـ"المصري أفندي" وصية والده

كتبت - لمياء نبيل

أعرب الفنان والسيناريست عمرو محمود ياسين، عن فخره بمشهد جنازة والده الفنان الراحل، قائلا: "الوالد أعماله قليلة منذ حوالي 10 سنوات، وهو بعيد عن الساحة ورغم هذا كان في اهتمام كبير من المصريين ودعم ومساندة جبارة وده بسبب ارث الوالد عبر تاريخ طويل في الفن والمسرح والاذاعة".

وأوضح الفنان عمرو محمود ياسين، في مداخلة هاتفية ببرنامج "المصري أفندي"، على قناة القاهرة والناس، مع الإعلامي محمد علي خير، أن حب المصريين لمحمود ياسين يعود إلى أنه كان يختار أعمال تمس المواطن والاسرة المصرية والأعمال الوطنية والدينية، مؤكدا أن والده كان يعي قدرة كلمة فنان وأنه قدوة يحرص على الظهور في أفضل صورة وسلوك.

وردا على سؤال متعلق بوصية الفنان الراحل له قبل وفاته، علق قائلا: "مفيش وصية بالمعنى المفهوم ولكن الوصية بسمعها من وأنا صغير وديمًا كان يوصيني بالأمور المتعلقة بالإخلاص في كل شيء في الدراسة والعمل والعبادة، وإذا كنت جزء من الأسرة تخلص في مشاعرك"، مؤكدًا أن الاخلاص مفتاح نجاحه في حياته كلها ولمن مفيش وصية بالمعنى المفهوم من وصية على فراش الموت.

 

الوفد المصرية في

15.10.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004