ملفات خاصة

 
 
 

وحيد حامد (الفلاح الفصيح)..

و(الهرم الذهبى)!! (1)

طارق الشناوي

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الثانية والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

مساء اليوم، يمنح مهرجان القاهرة السينمائى الدولى جائزة إنجاز العُمر (الهرم الذهبى) لوحيد حامد، حملنى الكاتب الكبير مسؤولية أكبر من طاقتى، ورغم ذلك قبلت التحدى، أتمنى أن أكون جديرًا بتلك الثقة، وهى أن أقدم عنه كتابًا يمنحه قدرًا من الاطمئنان، عندما يسأله أي من الزملاء والمريدين والجماهير، وهم كُثر، عن حياته ومشواره وأفلامه، يمنحهم تلك الوثيقة ليجدوا الإجابة حاضرة وبكل أبعادها بين دفتى هذا الكتاب.

تلك الأوراق التي بين أيديكم لا أعتقد أنها من الممكن أن تحيط بكل جوانب إبداع وحيد، لا أتصور أن أي كتاب ولا أي كاتب قادر على أن يحقق أو حتى يقترب من الإمساك بحالة وحيد الإبداعية المترامية الأطراف، المتعددة الأوجه، من المستحيل الإحاطة بكل جوانبها في إطلالة واحدة، كلما اعتقدت أنك أمسكت بكل جوانبها، اكتشفت أن هناك العديد من ملامح التوهج الأخرى لاتزال بعيدة عنك، توجه لك الدعوة لكى تعيد رسم (البورتريه) مجددا، وهكذا تتعدد جوانب وزوايا الإطلالات، بينما الصورة واحدة.

تلك المقدمة التي بين أيديكم الآن، في كل مرة أراجعها أجدنى أضيف شيئًا يجبرنى على إعادة بنائها ولا أكتفى أبدا بهذا القدر، أكتشف ملمحا ثانيا وثالثا ورابعا.. ولا تنتهى أبدا الاكتشافات ولا زوايا الرؤية، ولهذا قررت في نهاية الأمر أن أدفع بها للمطبعة دون مراجعة أخرى.

قضية وحيد الرئيسية أنه لن يعتبر أن قضيته تبدأ وتنتهى عند كتابة عمل درامى جذاب قادر على تحقيق النجاح الجماهيرى، هو يعرف تماما شفرة مزاج الناس ومشاكلهم وهمومهم ومزاجهم ومزاحهم، ويدرك تماما أين يكمن جسر التواصل، وكيف يمتلك مشاعر الجمهور، إلا أنه لا يبحث عن تلك النقطة الساخنة التي يفضلها عادة كُتاب الدراما، والتى يطلق عليها أساتذة علم اللغة (براعة الاستهلال)، فهى تتيح للكاتب السيطرة الوجدانية على جمهوره، وحيد لديه دائما أهداف ومنطلقات أخرى، يكتب لأن لديه ما يريده أن يصل للجمهور، وحيد لا يكتب السيناريو ولكن السيناريو هو الذي يكتبه، كثيرًا ما يذهب لمكانه المفضل في الكتابة على شاطئ النيل، وهو بالمناسبة لا يزال حتى الآن يتعامل بالقلم والورقة، يضع أمامه أوراقه البيضاء ثم يكتشف أن القلم لا يطاوعه، والأفكار عصيّة على أن تتحول إلى مشاهد درامية، فلا يلوى عنق الإبداع.. وفى النهاية يلملم الأوراق ويعيدها إلى حقيبته، وهى على حالها بيضاء تمامًا، الإلهام لم يسيطر عليه بعد، والشبكة التي ألقاها في بحر الأفكار عادت خاوية إليه.. إنه يرفض نظرية (الفطاطرى)، إنها باختصار حيلة يلجأ إليها الكاتب المحترف، لديه قطعة صغيرة من العجين المفروض أن يصنع منها فطيرة قطرها لا يتجاوز 5 سنتيمترات، إلا أنه وببعض الجهد من الممكن وبنفس كمية الدقيق وبشىء من الصنعة وعلى منضدة الفطاطرى وبقدرته على الفرد أن يحيلها إلى دائرة قطرها 50 سنتيمترًا، وهكذا يملأ المساحة بأى كلمات، ولهذا يطلقون علميًّا على المسلسلات (دراما رغاوى الصابون) لأنها تشغل مجرد مساحة، بينما هي في الحقيقة فقاعات في الهواء، تنقشع بمجرد أن تنفخ فيها.. وحيد يرفض تماما خداع جمهوره، مفضلًا انتظار الغد إذا لم يجد ما يضيفه، لا يلجأ إلى استخدام الحرفة، الفطاطرى هو الصنايعى الذي يعلم أصول الصنعة واللعب مع وعلى الجمهور، بينما وحيد يحمل بداخله شيئًا حميمًا يريده أن يصل للناس في قالب درامى ممتع، إنها الرسالة التي يحملها البعض على كاهله لكى يقدمها للناس.

وحيد على الورق لا يقدم فقط أفكاره، ولكن أحلامه ومخاوفه وكوابيسه في سبيكة واحدة، يجب أن تجبره الفكرة على أن يُمسك بالقلم لتنساب المشاهد الدرامية بعدها دون إرادة منه.. إذا لم يستشعر تلك الحالة، فلن يتصنعها ويعيد مباشرة أوراقه إلى حقيبته.

عندما تستعيد أعماله، تكتشف أنها مزيج من حب الوطن، والالتزام تجاه الوطن، الإيمان المطلق بحرية التعبير، والالتزام المطلق في نفس الوقت بحرية تنير الطريق وتبدد في طريقها كل الظلام.

يبدو وحيد على الورق، وعند تحليل كتاباته- حرصت على أن أقرأ له العديد من أعماله كما كتبها قبل التنفيذ- فأنا أريد أن أراه منفردًا بعيدًا عن الشاشة، ولهذا استعرت بعض (السيناريوهات) التي لا تزال بحوزته.. الشريط الدرامى عندما تراه على الشاشة يعبر مباشرة عن المخرج، بينما السيناريو على الورق هو فقط فكر ونبض ومشاعر الكاتب، وحيد حامد يفكر بالصورة، وإذا لم يحدد بالضبط حجم اللقطة وزاوية الكاميرا، فهو يمنح المخرج توجهًا ما لكى يحدد أيضًا (الديكوباج) على ضوء كلمات السيناريو وظلالها التي ترسم أدق التفاصيل، السيناريو بالنسبة له هو الفيلم على الأوراق، وهذا هو ما حرص على تلقينه لتلاميذه في معهد السينما، حيث يدرّس لهم مادة (حرفية كتابة السيناريو)، إنه يرسم الخطوة وإيقاع الحوار وملامح الوجه، وحيد شخصيًا لم يتعلم فن الكتابة أكاديميًا، اعتمد على قدرته الشخصية على التقاط القاعدة، لا تستطيع مثلًا أن تقول إن وحيد أنفق جزءًا من وقته في القراءة النظرية لفن كتابة السيناريو، وتلك الكتب متوافرة بكثرة ومترجمة أيضًا للعربية، هو لم يؤهل نفسه نظريًا للتأليف، ولكن أنضجته التجربة الإنسانية، لم يحدد تلك الخطوة في بداية المشوار باعتبارها حتمية، البديهى هو قبل أن يشرع في الكتابة كان عليه أن يمتلك أولًا أدواته الحرفية، وحيد هو أيضًا وحيد في هذا التوجه، اعتمد على نداء داخلى تُحرّكه الموهبة الفطرية التي تنضح فيها التلقائية قبل التمكن من امتلاك كل المفردات، إلا أنك عندما تتأمل ما يكتبه على الورق تكتشف أنه (أسطى) عتويل ومخضرم في المهنة، (دراماتورجي) من الطراز الأول كما يقول أهل المهنة، يدرك أين الخلل في لحظة، ومن الممكن أن يعيد البناء مجددًا لكى يعالج هذا القصور الدرامى، ولكن هذه ليست ملامحه الحقيقية ككاتب، ولكنها الشجاعة التي تدفعه لاقتحام كل ما يبدو مجهولًا، يمتلك روح الشغف بكل ما هو جديد، كَتَبَ الدراما الإذاعية رغم أنه لم يدرسها، فقط جاءت له الفرصة فقال إنه قدها وقدود، قرأ نصا فقرر أن يكتب نصًا آخر يحمل ملامحه وأفكاره، ليبدأ الخيط الأول في هذا العالم السحرى، ولا تتوقف الخيوط.. وفجأة، يستمع إلى اسمه يتردد عبر أثير الإذاعة وفى الكواليس، يذكرون أنه الكاتب الموهوب، ويبدأ المخرجون في الإذاعة المصرية يبحثون عنه، وهو بالضبط ما حدث مع الدراما التليفزيونية، ثم السينمائية، يكتب ويتحدى قبل أن يدرس الحرفة نظريًا.. مثلًا عندما نجح له المسلسل الإذاعى (طائر الليل الحزين) وقرر المنتج السينمائى «مخلص شافعى» أن يتعاقد معه فقط ككاتب قصة سينمائية وليس ككاتب سيناريو، وكان هذا هو وقتها القانون السائد، كاتب المسلسل الإذاعى، يحيله فقط إلى قصة، ويسند بعدها المنتج إلى أحد الكتاب المحترفين مهمة السيناريو والحوار، وحيد كعادته تحداه وقال له أنا سأكتب، ليقرأ اسمه «كاتب قصة وسيناريو وحوار»، واستطاع أن يحيل ما هو مسموع إلى صورة، وكان الاتفاق مع المنتج على أنه لو أخفق في تلك المهمة الشاقة فسوف يسند السيناريو لأحد من أساتذة المهنة، ووعده وحيد بأنه لو عجز عن الإنجاز سيتنحى عن طيب خاطر.. المفاجأة أن الجميع أدهشهم الكاتب الشاب، وتعجبوا كيف استوعب في أول أعماله مفردات الكتابة السينمائية!!.. بل حقق أيضًا للمنتج وفرًا في النفقات، فلم يعد بحاجة للتعاقد مع كاتب محترف ليحصل على أجر يصل إلى الثلاثة أصفار لأول مرة، كان أقصى ما تمنحه الإذاعة لمشاهير الكتاب صفرين أمام الرقم.. وبمقياس تلك السنوات، صار من حقه السهر في الفنادق الكبرى.

بدأت الرحلة على الشاشة الفضية عام 1977، لتستمر أكثر من أربعة عقود من الزمان، ولا يزال وحيد يقف في صدارة المشهد، فهو الأعلى والأغلى قيمة وقامة وأيضا أجرًا بين كل الكتاب للشاشتين، الكبيرة والصغيرة. قال لى إن أول شهادة إيجابية جاءته على السيناريو الأول له كان مصدرها «عادل أدهم»، الذي قال له إنه تعود عندما يقرأ السيناريو أن يمسك بورقة وقلم ويكتب ملاحظاته على هوامش السيناريو، بينما هذه المرة لم يكتب حرفًا واحدًا، فلم يجد ملاحظات تستحق.. محمود مرسى كان أكثر إيجابية، لم يكتف بالتهنئة، توجه مباشرة للمنتج وسأله عن الأجر الذي منحه لوحيد، وعندما اكتشف أنه أقل من كبار الكتاب في تلك السنوات، طلب منه أن يعامله في أول أفلامه مثل الكبار، وهو ما فعله بالضبط المنتج مخلص الشافعى، ومنحه الفارق ألف جنيه بالتمام والكمال، وهو رقم ليس أبدا بالهين.. وحيد يتحدى وحيد، من الممكن بالفعل أن يصبح هذا هو المفتاح لقراءة الشفرة (الجينية) الإبداعية لكاتبنا الكبير، فهو يلقى بنفسه أولًا في البحر ثم يبدأ في التعلم، وهكذا كتب الدراما قبل أن يستوعب النظرية، أجاد السباحة بمهارة قبل أن يدرك فن العوم!!.

وفى مرحلة مبكرة جدًا اكتشف أن السيناريو كبناء درامى يتطور، لغة السينما مثل كل شىء في الدنيا لا تتوقف عن النمو والتحرر مما هو سائد، فصارت له رحلة سنوية إلى مهرجان (كان)، وهكذا أطلقنا عليه (عُمدة المصريين) في مهرجان (كان)، بدأ الرحلة مع مطلع الثمانينيات عام 82، بينما أنا بدأت المشوار إلى ( كان) بعده بنحو عشر سنوات، مطلع التسعينيات، وتحديدًا 92، العمدة ليس مجرد منصب شرفى بلا مسؤوليات، فهو منوط به واجبات يصحو كعادته مبكرًا ويسارع بالذهاب إلى قاعة (دى. بى. سى) الكبرى، ويحجز أكثر من صف من المقاعد للوفد المصرى، كان عددنا وقتها يربو على الثلاثين، وهو بروح أولاد البلد يرى أن الجميع من حقهم الجلوس على مقعد يحقق لهم رؤية أفضل، وهذا لا يتوفر إلا إذا سارع هو مبكرًا بحجز المقاعد مقدمًا، ولا يكتفى العمدة بهذا القدر، بل يسأل الجميع إن كان ينقصهم أي شىء، فهو دائما حاضر، وكنا نتفاخر بين كل الوفود العربية بالمهرجان أن لدينا عُمدة نطمئن في وجوده.

اقتربت من وحيد بالقاهرة، واقتربت منه أكثر خارج الحدود، المهرجان يمتد نحو أسبوعين، كما أننا كثيرا ما التقينا في بينالى السينما في باريس مهرجانات (فالنسيا) بإسبانيا ودبى وأبوظبى وغيرها، أفلام وحيد كثيرًا ما تمثلنا في المهرجانات، فهى عابرة للحدود، وهو دائما هدف المهرجانات الكبرى، حضوره يمنح المهرجانات ألقًا.

أستعيد علاقتنا، فأجد أنى ربما كنت في جيلى الوحيد الذي بدأ يتعرف إلى وحيد في زمن الإذاعة، الآخرون عرفوه بعد أن صار نجما في الكتابة السينمائية، الصورة التي لا تزال في ذاكرتى في ردهات الإذاعة ولم تغادرنى هي الكاتب المعتز بكرامته، يحمل حقيبة (سامسونيت) كانت هي الأكثر انتشارا ووقارا في تلك السنوات، بها عادة أوراقه، ولا أدّعى أنه كانت بيننا صداقة بالمعنى المتعارف عليه، أقصد بالصديق الذي تبوح له بتفاصيل حياتك ويحكى لك تفاصيل حياته، تلك المكانة ربما حققها آخرون، لست بالتأكيد واحدا منهم، ولكن بيننا قدر كبير من الاحترام المتبادل، وأحاديثنا في العادة لا تتجاوز الفن والثقافة والسياسة، ولأننى متابع جيد لكل ما تقدمه له الشاشة فأنا بالضرورة متابع أيضًا، ليس فقط لوحيد على الشاشة ولكن أيضا معاركه التي يخوضها ضد الرقابة وضد من يريدون بالوطن العودة للخلف دُر، أنا شاهد إثبات على معارك كان مجبرًا عليها للدفاع عن أفكاره، جزء منها مع الأجهزة الرقابية التي تستشعر أن وحيد يتجاوز الخطوط الحمراء، بينما هو يملك من الأسلحة الكثير الذي يؤهله لكى يدخل في صراع ينتهى في الأغلب لصالحه، ويتم عرض المصنف الفنى دون محذوفات، أو بحذف بعض اللقطات التي كان مدركا منذ البداية أنها من الممكن ألا تمر على الرقيب بسهولة، ولهذا يقدم مشاهد أخرى تحمل الفكرة ومن الممكن أن تعدى على الرقابة وتصرح بها، وحيد من خلال خبرته العريضة يجيد تمرير أفكاره، ويستطيع وهو يتقدم بالسيناريو للرقابة أن يمارس معركته معهم على طريقة لاعب (الشطرنج) المحترف، من الممكن أن يضحى بأكثر من قطعة، (بيدق) أو (فيل) أو حتى (وزير)، على شرط أن ينهى المباراة في نهاية الأمر لصالحه.. و(كش الملك).. ولهذا قد تتعثر أعماله في مشاحنات مع الرقابة، وكثيرا ما تصل للجنة التظلمات بوزارة الثقافة، وقد تصل للقضاء، وأحيانا تصبح مثار تساؤل في مجلس الشعب، إلا أنها في النهاية تجد منفذًا للعرض، وحيد يعلم بالضبط أين هو الخط الأحمر، فلا يتجاوزه، ولكنه يقف بالضبط على الحافة، على أمل أن يصل في النهاية إلى هدفه الأسمى وهو الدفاع عن حق الناس في توافر مظلة آمنة للعدالة لا تفرق بين ابن وزير أو خفير، هو يدرك أن عليه انتزاع حريته، فلن تمنح له عن طواعية.

ربما كان أكثر فيلم تعرض لمأزق رقابى طوال تاريخنا السينمائى هو (البرىء) إخراج عاطف الطيب وبطولة أحمد زكى ومحمود عبدالعزيز، شاهد الفيلم عام 1986 أربع جهات سيادية، نظرًا لحساسية الطرح الفكرى وتوقيته، حتى إن البعض أعده فيلمًا تحريضيًا يحمس الشعب على الثورة، حيث واكب ما أطلقوا عليه وقتها تمرد جزء من (الأمن المركزى)، أقيم عرض سرى في مدينة السينما بالهرم لأربعة وزراء، كل منهم كان ينبغى أن يوافق أولًا على العرض، قبل تداول الشريط سينمائيًا، الأربعة هم: (المشير عبدالحليم أبوغزالة وزير الدفاع، وصفوت الشريف وزير الإعلام، ود. أحمد هيكل وزير الثقافة، وأحمد رشدى وزير الداخلية).. لا أعتقد أن في تاريخنا فيلما شاهده مرة واحدة أربعة من الوزراء.. نعم، بعض الأفلام شاهدها الرؤساء، مثلا عبدالناصر (شىء من الخوف) عام 69 والسادات (الكرنك) 76 حتى تتم الموافقة على عرضهما، ولكنها المرة الأولى التي نرى فيها أربعة وزراء، كل منهم لديه إطلالة مغايرة للآخر، رغم أن العمق الدرامى هو الدفاع عن الحرية، وتم حذف مشهد النهاية، وتفاصيل أخرى داخل الشريط السينمائى.. ومع الزمن، أعادت الفضائيات الاعتبار للفيلم وصار يعرض كاملا، وحظى بمكانة خاصة واستثنائية في تاريخنا الفنى.

وفى سجله العديد من المشكلات الرقابية عاشها وحيد مثل (الراقصة والسياسى) المأخوذ عن قصة لإحسان عبدالقدوس، بسبب الجرأة وتهكم الراقصة على السياسى عندما قالت له (أنا بلعب بوسطى وأنت بتلعب بلسانك) وأيضا (كشف المستور) الذي اعتبروه يتعرض بالنقد لشخصية كانت فاعلة في الحياة السياسية في تلك السنوات، واتهم شخصية (بالقوادة)، وهو نفس الاتهام الذي لاحق فيلم (عمارة يعقوبيان) عندما اتهم شخصية أخرى في دائرة السلطة بتقاضى الرشاوى، وهو الفيلم الوحيد الذي أخرجه مروان حامد لأبيه عن قصة لعلاء الأسوانى ووصل الأمر لاستجواب في مجلس الشعب، بينما (التخشيبة) أثار اعتراض وزارة الداخلية على تقديم شخصية سلبية لضابط الشرطة، كما أن مسلسل (العائلة) واجه غضبًا من مؤسسة الأزهر الشريف، بينما مسلسل (أوان الورد) أغضب البعض في الكنيسة المرقسية المقدسة، ومسلسل (الجماعة) في جزئه الأول قال بعض الرافضين إنه لم يقدم حسن البنا كشخصية منفرة، بل حرص على أن يرسم صورة بها ظلال إيجابية، لأن المفروض أنك تكره الفكر وليس الإنسان، وبالطبع اكتشفوا أن تلك هي رسالة وحيد، فهو لا يقدم شخصيات معلبة ولكن من لحم ودم، وهذا هو بالضبط المطلوب، أن ترفض الأفكار التي يحملها حسن البنا وليس الإنسان، وفى الجزء الثانى من (الجماعة) أثار حفيظة الناصريين والوفديين، ورغم كل تلك المعارك الساخنة التي خاضها بروح المقاتل وغيرها استطاع وحيد في نهاية الأمر أن ينجو بإبداعه ويقدم فكره للناس، وهو يعد حاليا الجزء الثالث من (الجماعة) وطلب ألا يقيده أحد بموعد للعرض.. سيبدأ التصوير مع نهاية كتابة الحلقات، ولن يرهبه أحد بتوقيت العرض الرمضانى.

عرفنا عشرات من كتاب الدراما الذين قامت السينما على أفكارهم، حملوا مشاعل الإبداع، كانوا هم بمثابة البنية التحتية والعمق الاستراتيجى، إلا أننا قلما نتوقف بالتحليل أمام أعمالهم، النجم يسرق الضوء عادة من الجميع، ومع الزمن تنبهوا إلى دور المخرج، وصار لدينا ما يمكن أن نٌطلق عليهم نجوم المخرجين أمثال حسن الإمام ويوسف شاهين وصلاح أبوسيف وعاطف الطيب وداود عبدالسيد وشريف عرفة وغيرهم، ثم جاء وحيد حامد ليتغير المؤشر لأول مرة، إلى صانع الفيلم على الورق، أصبح لدينا الكاتب النجم الذي يتحمل المسؤولية الأدبية أمام الناس ويحاسبوه أيضاً، على مدى أربعة عقود من الزمان، صار اسمه مرادفا للقيمة الإبداعية، البداية محاولات خجولة للكتابة الأدبية والمسرحية، حتى وجد أن (ميديا) الصورة سينمائيا وتليفزيونياً تتوافق معه أكثر، عندما عرض كتاباته الأدبية المبكرة على د. يوسف إدريس، أشار عليه بحتمية تغيير دفة الإبداع، حيث التقيا في كافتيريا بجوار مبنى (ماسبيرو) فقال له يوسف إدريس ضاحكاً: (مستقبلك في ظهرك) وعندما توجه بنظره للخلف وجد مبنى الإذاعة والتليفزيون، وقد كان، رغم أنه لم يقدم أي أعمال أدبية ليوسف إدريس، فعلها مع الكبيرين نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس، كما قدم أحيانا بعض أعمال من الأدب العالمى مثل (جزيرة الماعز) وغيرها، ولكن في كل الأحوال فإن أول عمل درامى يقدمه مروان حامد في فيلمه الروائى القصير أخذه عن قصة يوسف إدريس (أكان ينبغى يا لى لى أن تضيئى النور).

 

####

 

وحيد حامد (الفلاح الفصيح).. و(الهرم الذهبى)!! (2)

طارق الشناوي

تكتشف وأنت تستعيد حياته الفنية، أنه يختار المخرج، جرى العرف أن المخرج يختار الكاتب، بينما مع وحيد حامد باستثناء أفلام البدايات، هو الذي يختار المخرج، ويشارك أيضاً في اختيار النجوم، ليس باعتباره منتجاً، أغلب أفلامه ليست من إنتاجه، ولكن دائما لديه كلمة ورأى ووجهة نظر، إلا أنه مستعد في أي لحظة أن يُنصت للآخرين، لا يتشبث برأيه، لو وجد أن لدى الآخرين منطقا دراميا أو فكريا أو جماليا، فسوف يتوقف ويدرس، وممكن ببساطة متناهية أن يعيد أيضا التفكير، وهذا هو ما منحه مع الزمن القدرة على التجدد، في الأشهر الأخيرة وهو يكتب الجزء الثالث من مسلسل (الجماعة) وكنت جالسا بجواره، وجدته يبتسم وهو يرد على مكالمة عرفت فيما بعد أن على الطرف الآخر المخرج محمد يس، قال لى يعجبنى في محمد أنه (نمكي) يسأل عن كل التفاصيل، ليس فقط ما هو مكتوب على الورق، ولكن ما لم أدونه مثل تاريخ الشخصية والعائلة حتى لو لم يكن لهم أي مشاهد، هذا هو ما ينعشنى، عندما أجد مخرجا حريصا على ظلال الكلمات وليست فقط الكلمات، ولهذا تعددت الأعمال المشتركة بينهما سينمائيا منذ (محامى خُلع)، وهو الذي قدم الجزء الأول من الجماعة.

العديد من المخرجين مهما تعددت توجهاتهم ستجدهم لهم مكانة على خريطة «وحيد حامد» مثل سمير سيف وعاطف الطيب وشريف عرفة وخيرى بشارة ويسرى نصرالله ويحيى العلمى ومحمد عبدالعزيز وعمر عبدالعزيز ونادر جلال، كما تعاون مع عدد من المخرجين في أولى تجاربهم الدرامية محمد ياسين ومروان حامد ومحمد على وتامر محسن وشريف البندارى، وتلمح أيضا من جيل الكبار عاطف سالم وحسين كمال وغيرهم، النجوم الكبار الذين احتلوا مساحة كبيرة على خريطته، عادل إمام وأحمد زكى ونور الشريف ومحمود عبدالعزيز، كما أن يسرا ونبيلة عبيد وليلى علوى وإلهام شاهين ومنى زكى لهم مكانة متميزة.

نعيش في ظل سيطرة وسطوة النجوم على كل مفردات الشريط السينمائى، حتى إن أحد نجومنا الكبار كان يتباهى في الأستوديو أنه لا يكتفى باختيار كل الفنانين والفنيين ولكنه أيضاً يختار عمال (البوفيه) لإعداد الشاى والقهوة، وحيد لا يعترف بمنح النجوم صلاحيات استثنائية، ولكنه يستثمر شعبية النجم لصالح القضية التي يتناولها، وهكذا مثلاً ستلمح حضوراً طاغياً لعادل إمام في القسط الأكبر من أعماله، بالقياس للآخرين، والسبب أن الرسالة التي يريدها وصلت أكثر من خلال نجومية عادل وشعبيته العريضة، عادل يقف في مقدمة النجوم الذين عبروا عن أفكار وحيد، تجده في عام 81 يقدم له فيلمين (انتخبوا الدكتور عبدالباسط) إخراج محمد عبدالعزيز و(الإنسان يعيش مرة واحدة) لسيمون صالح، الفيلم الأول يدشن جماهيرية عادل والثانى أعتبره واحدا من أفضل الأفلام كفن أداء لعادل إمام، وأيضا كحالة درامية وفكرية وإبداعية، وإن كان لم يحقق النجاح الجماهيرى المستحق، بيد أنه على الفضائيات صار مع الزمن لديه مساحة دافئة من الحميمية أظنها ستزداد مع الزمن. أفلام مهمة أخرى مع عادل مثل (الغول) و(الهلفوت) لسمير سيف والأفلام الخمسة التي جمعته مع شريف عرفة بداية من (اللعب مع الكبار)91 مروراً بـ(الإرهاب والكباب) (المنسى) (طيور الظلام) و(النوم في العسل)، وكان ثالثهما عادل، ويتوقف اللقاء عام 96 ليعود مجددا في (عمارة يعقوبيان) 2006 إخراج مروان حامد.

وحيد حامد كان صاحب أول إطلالة تليفزيونية جماهيرية مؤثرة لعادل إمام (أحلام الفتى طائر) عام 78 إخراج محمد فاضل، رغم أنه لم يكن العمل الدرامى الأول لعادل كبطل على الشاشة الصغيرة، إلا أنه ساهم في خلق شعبية طاغية لعادل في البيت المصرى والعربى.

مؤكد عادل إمام هو النجم الجماهيرى الأول ومؤكد أيضاً أن وحيد حامد لعب دوراً في تعميق هذه الجماهيرية تليفزيونياً وسينمائياً، ومنحها زخما فكريا، حتى لو تضاءلت اللقاءات الفنية بينهما في الربع قرن الأخير، ورغم ذلك فإن وحيد لم يضبط متلبسا بالكتابة لعادل، أو لغيره من النجوم والنجمات مثل أحمد زكى ومحمود عبدالعزيز ونبيلة عبيد ونادية الجندى ويسرا، هو يكتب شخصية درامية، تبحث عن بطل يجسدها، والدليل أن (اضحك الصورة تطلع حلوة) لشريف عرفة كان المرشح الأول عادل إمام وعندما اعترض عادل قائلا إنه يذكره بـ«زكى رستم» في (أنا وبناتى)، أسند شريف عرفة ووحيد حامد الدور لأحمد زكى فكان من أحلى وأنضج أدواره، وهو من أقرب أفلام وحيد إلى قلبه، وحصل أيضاً أحمد على أكثر من جائزة عن هذا الدور، بينها (بيناللى السينما العربية في باريس)، لديكم مثلا (معالى الوزير) حتى اللحظات الأخيرة كان دور محمود عبدالعزيز إلا أنه وكعادته يخشى أداء مشاهد الموت والمقابر، طالب بتغيير مشهد الدفن، ولم يقتنع وحيد بوجهة نظر محمود، فتم تغييره بأحمد زكى الذي حصل أيضاً على أكثر من جائزة عن الدور، كما أن (سوق المتعة) تردد اسم عادل إمام في البداية حتى استقر عند محمود عبدالعزيز، فكان أهم أدواره، لم يتعمد استغلال نجومية أي فنان ولكن يستثمرها لصالح الفيلم، حتى لو كان عادل إمام، العمق الذي يراهن عليه هو الفكر الذي سيقدمه للناس وليس فقط تحقيق الرواج الجماهيرى.

وحيد اشتغل على وحيد، قرأ كثيراً وشاهد كثيراً وتأمل كثيراً كثيراً، يقولون إن العبقرية إلهام من السماء لا يتجاوز 1% والباقى جهد مضنٍ على الإنسان أن يبذله لتحقيق هدفه، وهذا هو ما استوعبه تماما ومنذ البداية وحيد حامد، وبقدر ما كان يلتهم الكتب، في نفس الوقت لا يتوقف عن تأمل البشر.

لا يكتب وحيد إلا وسط الناس، وهكذا تعوّد أن يصحو مبكراً ليذهب إلى مكانه المفضل كافتيريا الفندق المطل على النيل.

الفلاح الفصيح ابن الريف محروم من الكتابة خلال الأشهر الأخيرة، الأفكار لا تطاوعه إلا مع الإحساس باقتراب الناس، سن القلم ينساب فقط عندما تصاحبه مؤثرات صوتية، مزيج من همسات وأنفاس ومعاناة البشر، إلا أن (كورونا) قيدت الكثير من انطلاقات وحيد فكان يخرج من منزله يوما ويتراجع يومين أو ثلاثة.

لا يتوقف وحيد عن تأمل الناس، كنا في مهرجان (الجنادرية) بالمملكة العربية السعودية، ننتظر الحصول على (الكارنيه)، بينما هناك من يجادل الموظف المسؤول، شعرت بالضيق بسبب إضاعة وقتنا في انتظار نهاية الجدل الذي كنت أراه عقيما، بينما وحيد بجوارى وجدته منهمكاً في المتابعة، يتأمل المناقشة، سعيدا بهذا الصراع، وعندما سألته عن سر إعجابه بهذا المشهد، قال لى إنه يستلهم من خلاله موقفاً درامياً، ربما يكتبه يوماً.

يتجدد وحيد من خلال قدرته على الاقتراب من هذا الجيل، في العقود الأخيرة سنكتشف على خريطته يبرق عدد من المخرجين الجدد في أولى تجاربهم، كتب سيناريو أول فيلم روائى طويل لمروان حامد (عمارة يعقوبيان) ومن بعدها لم يتعاون وحيد مع ابنه الوحيد، تركه يسبح في مياه درامية بعيدا عن الأب. إنه يضرب مثلا لعلاقة مثالية تجمع الأب بابنه، عندما يعملان في نفس المجال، تراها في أعمق مراحلها، فهو لا يتدخل في اختيارات مروان، ولا يطلب منه أن يقرأ السيناريو الذي يتحمس له، يتركه يقدم أفكاره وإيقاعه وزمنه، بينما وحيد على العكس تماماً، يطلب من ابنه أن يقرأ أي عمل يكتبه منتظرا الرأى، قال لى إنه عندما يجد بالصدفة على مكتبه سيناريو لمروان، لا يمكن أن يفتحه، أما عن رأيه في أي عمل أو ملاحظاته، فهو يترك الحكم للناس، قال لى أنا أنتظر مع مروان رد فعل الجمهور، وإذا أعجبهم فهو بالضرورة يعجبنى، وحيد يرى الجيل الجديد من المخرجين لديهم لغة فنية عصرية، ولهذا يتعاون معهم ويجذبهم إلى ملعبه، ما يمنح وحيد هذا التجدد على الشاشة أنه يستوعب شفرة العصر، وهكذا ترى متابعته للأعمال الفنية وشغفه بالتواصل مع كل ما هو جديد، عندما يبدأ العمل مع أي مخرج في بداية الطريق يزيل حتى فارق العمر بينهما ويطالبه بأن يكسر هذا الحاجز تماما ويناقشه في كل التفاصيل وينصت إليهم، وعندما يقتنع بأى فكرة تحمل منطقا يأخذ بها مباشرة، وقبل كل ذلك يطلب منه أن يُسقط من قاموس التعامل بينهما لقب (أستاذ) ويكتفى فقط بـ(وحيد)، إنه يحطم حائط الرهبة في التعامل مع كبير المهنة، حتى يضمن انسياب الحوار بينهما بلا أي حساسية.

أنشأ جماعة كانت تلتقى في الفندق أسبوعيا ظُهر كل يوم جمعة، على مدى يقترب من ربع قرن أطلقوا عليها «مائدة الشر»، من أشهر أعضائها عاصم حنفى وعمرو خفاجة ووائل الإبراشى وممدوح الليثى.. هؤلاء هم المنتظمون، بينما تسمح المائدة أيضا بالانتساب لعدد آخر، ومن بينهم أحمد زكى وعادل إمام وليلى علوى ويسرا وعادل حمودة وعبدالرحمن الأبنودى وإبراهيم عيسى ومحمود سعد ومحمد هانى، وبين الحين والآخر ينضم إليهم كاتب هذه السطور، تمارس الجماعة شيئا من الشر لتؤكد جدارتها بالاسم، ولكنه شر مغلف بخفة الظل، فقط مداعبة مشروعة.

سألت وحيد، هل الغيرة عرفت طريقها إليك؟ فقال عندما أجد كاتباً يمتلك إحساسا ونفسًا خاصًا أهنئه، أشعر أننا نكمل بعضا، والعمل الذي كتبه مؤلف آخر، وتمنى أن يضع عليه اسمه؟ قال لى الرائع محسن زايد «فى حديث الصباح والمساء» لنجيب محفوظ، سيناريو ينبغى تدريسه، وسألته من هو كاتب السيناريو الموهوب والمظلوم؟ قال لى فراج إسماعيل، سألته بدأت كاتبا مسرحيا ثم هجرت المسرح، ألا تشعر أن بداخلك كاتبا دراميا محبطا؟ أجابنى ابن جيلى الكاتب الموهوب لينين الرملى حقق كل أحلامى وأكثر في المسرح وهذا هو ما جعلنى أتجاوز أي إحباط، كان من الممكن أن أشعر به، وصل لينين إلى مكانة مرموقة وأحدث في الكتابة المسرحية حقا نقلة نوعية، أشعرتنى بالسعادة.

روى لى المخرج شريف عرفة أنه في أول عمل جمعه مع وحيد (اللعب مع الكبار) طلب منه أن يقرأ السيناريو، على مائدة بجواره، وبعدها يحدد موقفه، قال له شريف: (هايل)، ثم أضاف:( وهل يقبل عادل إمام أن أخرج له وأفلامى السابقة (الأقزام قادمون) و(الدرجة التالتة) و(سمع هس) لم تحقق إيرادات)، أجابه وحيد: (ده فيلم شريف عرفة وليس عادل إمام)، أنت صاحب القرار، الفيلم إنتاج وحيد، فقرر أن يمنح شريف أعلى أجر كان يتقاضاه الكبار من المخرجين، وقتها أمثال سمير سيف ونادر جلال وعاطف الطيب، وعندما اندهش شريف من مضاعفة أجره بدون حتى أن يطلب، قال له: (أنت ح تدينى ع الشاشة، ما كان من الممكن أن يقدمه لى سمير أو نادر، فيجب أن تحصل على نفس الرقم)، سألت شريف عن أحلى سيناريو لوحيد، أجابنى: (سوق المتعة) قرأت السيناريو، وقلت لوحيد: (ده أكبر منى مش ح أقدر أخرجه)، شريف بالمناسبة يعتبر نفسه الشقيق الأصغر لوحيد والشقيق الأكبر لمروان، توقف اللقاء الفنى بينه ووحيد على مدى يقترب من ربع قرن، ولكن لا يزال هو الأقرب وجدانياً، وفى كل مرة ألتقى وحيد أجد أن هناك مكالمة يتلقاها من شريف، تنتهى عادة بضحكة من القلب.

هل هو مع الدولة أم المعارضة؟ المتربصون يعتبرونه صوتاً للحكومة، تمرر من خلاله المطلوب ترويجه، فهو يتلقى منهم الأفكار ويعرف بالضبط ما هو المطلوب، هو صوت الدولة الذي تستعين به كلما أرادت أن تتبنى قضية، ولكنك تكتشف مثلاً أن العديد من الوقائع على أرض الواقع تكذب تلك الادعاءات، مسلسل (العائلة) مثلاً الذي واجه مبكرا في منتصف التسعينيات، التطرف الدينى وعنف الجماعات وغسيل المخ لا قى عنتا ورفضاً رقابياً، من الدولة، فيلم (الغول) مطلع الثمانينيات، قالوا إنه يستعيد حادث المنصة واغتيال «أنور السادات» ويحرض على الثورة، ووضعوا العراقيل التي تحول دون عرضه، وحيد يستشرف في (طيور الظلام) الصراع القادم بين المجتمع المدنى الذي نحلم به والحكم الدينى، الذي كان متربصا بنا، وهو ما وجدناه يتحقق على أرض الواقع ويعتلى الإخوان الحكم بعد ثورة 25 يناير 2011، قبل أن تسقطهم، الإرادة الجماهيرية الشعبية بتأييد من القوات المسلحة في 30 يونيو 2013، أراد الإخوان الانتقام من وحيد حامد وقرروا إقامة دعوى قضائية ضده في العام الذي امتلكوا فيه زمام السلطة في أيديهم، فقرر هو ردا عليهم أن يهددهم بكتابة الجزء الثانى من (طيور الظلام)!! ولم يكن في الحقيقة لديه مشروع، لجزء ثان، وهو أساسا ضد مبدأ استثمار النجاح للجزء الأول، ولكنه فقط أراد أن يرد عليهم بطريقته، فهو لم يتراجع عن موقفه مع تغير السلطة، لقد شاهدنا البعض وهو يهادن، بينما وحيد واجه سلطة تستطيع البطش به في أي لحظة، حدث ذلك في عز سيطرتهم على مقدرات الوطن، «وحيد» قرر خوض المعركة حتى النهاية، فهو لم يكتب فقط أفلاما مهمة، ولكنه صاحب فكر قبل أن يكون صاحب فيلم، ولهذا وجهوا إليه سهامهم، لو كان هو صوت السلطة كما يتهمه البعض، ألم يكن من الأفضل له، حتى يضمن حماية السلطة أن يردد أفكارهم، لم يكن أحد يدرى حقا، متى ينتهى الكابوس، بينما وحيد ظل في موقعه مدافعا عن مصر المدنية، مهما كان الثمن الذي سيدفعه، إلا أنه لم ينحن أمام العاصفة الإخوانية، بل وقف شامخا يواجهها بسن قلمه وسن فكره.

كيف يتقبل وحيد النقد؟ سوف أحيلكم إلى موقف في مهرجان الإسكندرية السينمائى، مطلع الثمانينيات، من شهود العيان عليه كل من الإعلامى الشهير محمود سعد وكنا في ذلك الزمن، في بداية المشوار، الصحفى، ومعنا الصحفية الشابة زوجته نجلاء بدير، والأعزاء توماس جورجسييان وسمير شحاتة، والراحلان محمد الدسوقى ومحمد الرفاعى، وعرض فيلم (العربجى) تأليف وحيد حامد وإخراج أحمد فؤاد، قرأ وحيد تواضع مستوى الفيلم في عيوننا، وتوقع عنف الأسئلة، وقبل أن يبدأ المؤتمر الصحفى قال: (أنا أعيب على مهرجان الإسكندرية كيف يقبل أن يشارك في فعالياته فيلم بهذه الرداءة)، ثم قال لن أهاجم المخرج ولكن أعتذر لكم عن سوء المستوى الفنى للشريط، ولا أعفى نفسى من المسؤولية، وهكذا الرجل، لا يدافع عن باطل، ولا يلقى بالتبعة على الآخرين.

وحيد له مواقف عاشها مع بعض الأفلام التي رأى فيها اعتداء صارخ على فكره مثل (قصاقيص العشاق)، بطولة نبيلة عبيد وإخراج سعيد مرزوق، اكتشف وحيد أن مرزوق أضاف الكثير وحذف الكثير، ومراعاة منه لأموال المنتج، وكان من حقه طبقا لقانون حماية الملكية الفكرية إقامة دعوى لمصادرة الشريط، اكتفى فقط بحذف اسمه من (التترات)، وهكذا لم يعد الفيلم من الناحية العلمية منسوبا إليه.

وحيد هو أكثر الكتاب في تاريخنا الدرامى حصولاً على الجوائز، ورغم ذلك تخلص مؤخرا من القسط الأكبر منها، قال لى وجدت مثلا جائزة عام 1991 باعتبارى أفضل كاتب سيناريو باستفتاء الجمهور، قدمتها إذاعة الشرق الأوسط، سألت نفسى هل أنا في ذلك العام قدمت حقاً الأفضل؟ جاءت الإجابة أفضل كاتب سيناريو من وجهة نظرى، في ذلك العام داود عبدالسيد، بفيلم (الكيت كات)، المأخوذ عن رواية إبراهيم أصلان (مالك الحزين) وهو يستحق قطعا وبلا منازع الجائزة، ولكن الاستفتاء من الممكن أن يخضع مثلا لارتباط كلمة (سيناريست) باسمى، فأحصل أنا عليها عن غير حق، كما أن هناك جمعيات تمنح جوائزها، عشوائيا وأحياناً من أجل ضمان حضور النجم، ولهذا تخلصت من القسط الأكبر منها واحتفظت فقط بما أعتقد أننى كنت مستحقا له، هل رأيت صدق مع النفس أكثر من وحيد، تعود الفنانين على التباهى بعدد الجوائز التي يحصلون عليها، بينما وحيد يسأل أولا هل كنت أستحق قطعا تلك الجائزة.

عندما أخبرته بأن اللجنة الاستشارية العليا بإجماع كل الآراء اختارته، للحصول على جائزة الهرم الذهبى (الإنجاز) لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، قال لى إنه قبل أكثر من عشر سنوات نال جائزة تقديرية من المهرجان، قلت له ولكن هذه جائزة أخرى عن إنجاز العمر، وهى أرفع جوائز المهرجان وتم استحداثها لأول مرة هذا العام، فوافق، قائلا إنه يقدر المهرجان والقائمين عليه ولا يمكن سوى أن يشكرهم على هذا التكريم.

وقبل أن أترككم مع صفحات الكتاب أستعيد معكم بعض كلمات من أفلامه التي انتقلت من الشاشة إلى الشارع، لتؤكد على تفرد وحيد.

****

(الإرهاب والكباب).. (الحكومة ملهاش دراع علشان تتلوى منه).

(الإنسان يعيش مرة واحدة).. (أنا عندى حبوب للضحك وحبوب للكلام وحبوب للسعادة بس معنديش حبوب للحزن علشان ده موجود طبيعى).

(طيور الظلام).. (اللى يشوف البلد دى من فوق غير اللى يشوفها من تحت، القانون زى ما بيخدم الحق بيخدم الباطل، واحنا الباطل بتاعنا لازم يكون قانونى).

(اضحك الصورة تطلع حلوة).... (إحنا صغيرين قوى يا سيد، لا يا أمى إحنا كبار بس مش عارفين نشوف نفسنا).

(اللعب مع الكبار).. (لازم كل حاجة في بلدنا تبقى حجارة علشان متتسرقش حتى الحب والروح الحلوة اتسرقوا يا على).

(الغول).. (لما الناس بتموت الدنيا بتمشى، لما بتبعد الدنيا بتقف، غريب أن الموت أرحم من البعد، يمكن لأن الموت حاسم والبعد فيه احتمالات).

(التخشيبة)... (إذا كان القانون لبسنى تهمة، فربنا قادر ينجينى منها، ربنا وحده صاحب القانون اللى مابيظلمش حد أبداً).

(كشف المستور).. (المعارك والبطولات بتاعتنا كانت فوق السراير والملايات الناعمة).

(أنا لسه فاكره كلامك واحنا بنات صغيرين في مدرستك، مش أنت اللى قلت لنا الوطن لما يحتاج يا بنات لازم ندى من غير حساب، وزى ما فيه رجالة بتقدم أرواحها فداء للوطن فيه ستات كمان لازم تقدم أجسادها فداء للوطن وصدقناك).

( المنسى)... (الفيلم ده قصة ولا مناظر).

***

صدفة أن أول أفلامه (طائر الليل الحزين) وأول مسلسلاته يحمل اسم (أحلام الفتى الطائر) الأول صنع علاقة خاصة في السينما والثانى بعدها بعام حقق له نجاحاً طاغياً في التليفزيون، يجمعهما تعبير واحد (الطيران)، وأروع ما في إبداع وحيد أنك تكتشف أنه دائما في حالة طيران ليصل إلى أعلى سماء في دُنيا الإبداع، لا يعتمد سوى على جناحيه في التحليق ويظل يرنو للسماء السابعة.

إنه حفيد الفلاح الفصيح الذي عرفناه على أرضنا قبل نحو خمسة آلاف عام، مدافعا عن العدالة، رافضا الظلم، يواجه كل شرور وأحقاد العالم بالكلمة التي تملك الكثير من الإشعاع الداخلى، يتبنى حقنا في حياة كريمة، بقلمه الذي لا يعرف أبدا أنصاف الحلول وأنصاف المواقف، يقرأ الواقع الذي نعيشه ويستطيع أيضاً أن يتنبأ بالقادم الذي يقف خلف الباب، ولا يزال بظهر الغيب، أفلامه التي وصفها البعض بالمحرضة، أراها تصنف أكثر بأنها أفلام متوهجة بشعاع الضوء، الذي يبدد في لحظات سحب الظلام.

ولا يزال لدى فلاحنا الفصيح الكثير، الذي يقدمه لنا، نعم منحنا الكثير والعميق والمتنوع والممتع، إلا أنه لا يزال ممسكاً بالقلم في يده مدافعاً عن قيم الحق والخير والعدل والجمال، لا يعنيه الثمن الذي سيدفعه، وكثيرا ما سدد ثمن مواقفه، المهم أن تصل رسالته إلى العقول والقلوب، مخترقة حاجز الخوف والصمت، وحيد حقا وحيد!!.

 

المصري اليوم في

02.12.2020

 
 
 
 
 

وحيد حامد بعد تكريمه بمهرجان القاهرة: كان من الصعب أن أقف هنا لولا دعمكم

على الكشوطى

شهد حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائى تكريم السيناريست وحيد حامد، وذلك بمنحه جائزة الهرم الذهبى لإنجاز العمر.

وقال حامد: الحمد لله مرارا وتكرارا أنتم عشاق السينما التى أحببتها بقدر كبير بكل إخلاص، وأعتقد أنه ممكن أن أكون قدمت أفلام أسعدتكم".

وأضاف حامد، "كان من الصعب جدا أن أقف هنا لولا دعمكم للسينما والمخلصين للسينما، وأشكر فرسانا وقفوا بجوارى فى المشوار الطويل، وهناك أسماء عظيمة فى مجال التمثيل والإخراج والنقد، تحية ليوسف شريف رزق الله، أول من اصطحبنى إلى مهرجان كان لسنوات، وكان صاحب فضل، والمخرج الإذاعى مصطفى أبو حطب، من علمنى أكتب كلمة حوار نقية ونظيفة".

وتابع: "حبيت أيامى وزمانى وعشت أجيالا متعددة، ولى صديقى هو المخرج شريف عرفة، شاركنى أغلب أفلامى وكان سندا، بحبكم جدا وحبيت أيامى وأنا عايش فى السينما الجميلة".

ووجه حامد الشكر إلى محمد حفظى رئيس المهرجان ووصفه بالابن والأخ الذى تفضل بتكريمه هذا العام، موجها الشكر لفريق العمل، وتمنى أن تظل مصر منورة بالفن والسينما.

ومن المقرر عرض عرض فيلم "الأب - The Father" إخراج فلوريان زيلر فى الافتتاح، وذلك فى عرضه الأول بالعالم العربى وأفريقيا، وبحضور عدد من صناعه وتستمر فعاليات المهرجان من اليوم الأربعاء إلى 10 ديسمبر المقبل.

الفيلم من إنتاج المملكة المتحدة وفرنسا، ويعد التجربة الأولى فى السينما لمخرجه الكاتب الروائى والمسرحى الفرنسى فلوريان زيلر، والذى تحولت كثير من مسرحياته إلى أفلام سينمائية، ومن بينها "الأب".

 

####

 

كريستوفر هامبتون بمهرجان القاهرة السينمائى: أحب مصر وسعيد بالعودة من جديد

على الكشوطى - بهاء نبيل

شهد حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائى تكريم السيناريست البريطانى كريستوفر هامبتون، وذلك بمنحه جائزة الهرم الذهبى لإنجاز العمر.

وقال كريستوفر إن تكريمه بمهرجان القاهرة شرف كبير، مؤكدا أنه بدأ حياته فى مصر بالإسكندرية عندما كان والده يعمل هناك، وكان والده شغوفا بالسينما، ويدخله دور العرض لمشاهدة الأفلام الرائعة، مشيرا إلى أنه يحب مصر وسعيد بالعودة من جديد، وأن اسم الجائزة إنجاز العمر توحى بأنها النهاية، لكنه يعتبر أنها إعادة لاكتشاف نفسه.

ومن المقرر عرض فيلم "الأب - The Father" إخراج فلوريان زيلر فى الافتتاح، وذلك فى عرضه الأول بالعالم العربى وأفريقيا، وبحضور عدد من صناعه، وتستمر فعاليات المهرجان من اليوم الأربعاء إلى 10 ديسمبر المقبل.

الفيلم من إنتاج المملكة المتحدة وفرنسا، ويعد التجربة الأولى فى السينما لمخرجه الكاتب الروائى والمسرحى الفرنسى فلوريان زيلر، والذى تحولت كثير من مسرحياته إلى أفلام سينمائية، ومن بينها "الأب" الذى كتب له السيناريو كريستوفر هامتون الحاصل على الأوسكار عن فيلمه "Dangerous Liaisons- علاقات خطيرة".

وتدور أحداث الفيلم، حول أب مسن يرفض الاعتراف بتقدمه فى العمر، ولا يقبل المساعدات التى تقدمها له ابنته، وتكون المعضلة الأكبر عندما يبدأ شعوره يهتز بالأشخاص والعالم من حوله.

 

####

 

بعد تكريمها من مهرجان القاهرة السينمائى.. منى زكى: ممتنة لأنى أعمل ممثلة

على الكشوطى - بهاء نبيل

كرم مهرجان القاهرة السينمائى النجمة منى زكى، وقدمت لها التكريم النجمة منة شلبى، وقالت منى إنه شرف كبير أن تُكرَّم فى مهرجان بلدها مهرجان القاهرة، مؤكدة أنه أهم مهرجان فى مصر، وكانت تتمنى أن تقف على مسرح المهرجان.

وأشارت منى زكى أنه شرف كبير، وأنها كانت محظوظة أنها تسمع صوتها فى التليفون، وأشارت منى إلى أن تكريمها فى دورة مع السيناريست الكبير وحيد حامد شرف كبير.

 واختتمت منى أنها ممتنة لأنها تعمل ممثلة، وأن شغلها فى مجال الفن، وسعيدة بأنها عاشت حياة ناس كثيرة من خلال التمثيل.

ومن المقرر عرض فيلم "الأب - The Father" إخراج فلوريان زيلر فى الافتتاح، وذلك فى عرضه الأول بالعالم العربى وأفريقيا، وبحضور عدد من صناعه وتستمر فعاليات المهرجان من اليوم الأربعاء إلى 10 ديسمبر المقبل.

الفيلم من إنتاج المملكة المتحدة وفرنسا، ويعد التجربة الأولى فى السينما لمخرجه الكاتب الروائى والمسرحى الفرنسى فلوريان زيلر، والذى تحولت كثير من مسرحياته إلى أفلام سينمائية، ومن بينها "الأب" الذى كتب له السيناريو كريستوفر هامتون الحاصل على الأوسكار عن فيلمه "Dangerous Liaisons- علاقات خطيرة.

 

####

 

مهرجان القاهرة السينمائى.. يسرى نصر الله: فيديريكو فلينى ملأ حياتنا بأحلى كوابيس

على الكشوطى - بهاء نبيل

صعد المخرج الكبير يسرى نصر الله على مسرح مهرجان القاهرة، وذكر أنه فى عام 68 كان عمره أقل من 16 سنة، وشاهد فيلما للمخرج فيديريكو فلينى واستمتع به جدا، وأضاف نصر الله أن فلينى مخيف لأى سينمائى؛ لأن الجميع يريد أن يكون جزءا منه، ولكن نخاف من الوقوع فى فخ التقليد، لكن الحقيقة أنه لا يقلد.

واختتم حديثه أن فلينى ملأ حياتنا بأحلى أحلام وأحلى كوابيس، ليعرض بعد ذلك فيلما قصيرا عن فلينى احتفالا بمئويته.

ومن المقرر عرض عرض فيلم "الأب - The Father" إخراج فلوريان زيلر فى الافتتاح وذلك فى عرضه الأول بالعالم العربى وأفريقيا، وبحضور عدد من صناعه وتستمر فعاليات المهرجان من اليوم الأربعاء إلى 10 ديسمبر المقبل.

الفيلم من إنتاج المملكة المتحدة وفرنسا، ويعد التجربة الأولى فى السينما لمخرجه الكاتب الروائى والمسرحى الفرنسى فلوريان زيلر، والذى تحولت كثير من مسرحياته إلى أفلام سينمائية، ومن بينها "الأب" الذى كتب له السيناريو كريستوفر هامتون الحاصل على الأوسكار عن فيلمه "Dangerous Liaisons- علاقات خطيرة".

 

####

 

مهرجان القاهرة.. منى زكى: مبسوطة بجائزة فاتن حمامة وحاسة بمسئولية كبيرة

شيماء عبد المنعم

أكدت النجمة منى زكى أن حصولها على جائزة فاتن حمامة فى مهرجان القاهرة السينمائى شرف كبير لها، وأن ما زادها شرفا أن التكريم جاء مع تكريم الكاتب الكبير وحيد حامد، قائلة: "أنا مبسوطة أوى وحاسة بمسئولية كبيرة جدا لأن الجائزة كبيرة أنا حتى ماكنتش عارفة المفروض أكتب إيه فى "الكلمة" اللى هقولها وقت استلام الجائزة.

ويشهد حفل الافتتاح عرض فيلم "الأب - The Father" إخراج فلوريان زيلر، وذلك فى عرضه الأول بالعالم العربى وأفريقيا، وبحضور عدد من صناعه وتستمر فعاليات المهرجان من اليوم الأربعاء إلى 10 ديسمبر المقبل.

الفيلم من إنتاج المملكة المتحدة وفرنسا، ويعد التجربة الأولى فى السينما لمخرجه الكاتب الروائى والمسرحى الفرنسى فلوريان زيلر، والذى تحولت كثير من مسرحياته إلى أفلام سينمائية، ومن بينها "الأب" الذى كتب له السيناريو كريستوفر هامتون الحاصل على الأوسكار عن فيلمه "Dangerous Liaisons- علاقات خطيرة".

وتدور أحداث الفيلم، حول أب مسن يرفض الاعتراف بتقدمه فى العمر، ولا يقبل المساعدات التى تقدمها له ابنته، وتكون المعضلة الأكبر عندما يبدأ شعوره يهتز بالأشخاص والعالم من حوله.

الفيلم الذى يضعه المتابعون للسينما فى صدارة الأعمال التى ستنافس على جوائز الأوسكار المقبلة، يقدم فيه دور الأب، آنتونى هوبكنز الذى يعد أحد أبرز الممثلين فى العالم، والحاصل على أرفع الجوائز، ومنها؛ الأوسكار والبافتا وإيمى وسيسل بى دوميل، وتشاركه البطولة فى دور الابنة الممثلة الإنجليزية الحاصلة على الأوسكار أوليفيا كولمان، كما يشارك أيضا الممثل الإنجليزى روفَس سيوَل فى دور زوج الابنة.

 

المصرية في

04.11.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004