كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 

نادية لطفي: جمالٌ يصنع فنّاً

نديم جرجوره

عن رحيل سيدة الأداء الرفيع

نادية لطفي

   
 
 
 
 
 
 

يستحيل أنْ تُحاصَر نادية لطفي (1937 ـ 2020) في صُور قليلة ومُحدّدة بزمنٍ أو حدثٍ، رغم أهمية الزمن والحدث. حضورها التمثيلي مرتبط بالسينما، فسيرتها المهنية خالية من كلّ اشتغال تلفزيوني ومسرحي، باستثناء عمل هنا وهناك. هذا غير عابر. الارتباط بفنّ يُصبح مهنة، تعبيرٌ عن موقفٍ أحياناً، أو انعكاسٌ لرغبةٍ في منح المهنة الواحدة الطاقة كلّها، النفسية والمعنوية والحِرَفية. الصُور القليلة، المحدّدة بزمنٍ أو حدث، تُختزل بمواقفها السياسية، المنبثقة من حسّ أخلاقي وإنسانيّ، لن يحول دون براعة في تحويل حضورها السينمائي كممثلة جميلة إلى ما يُفيد هذا الحدث، أو ذاك الموقف.

وجودها في قلب بيروت، أيام الحصار الإسرائيلي لها عام 1982، إحدى تلك الصُور الباقية في ذات فرد وذاكرة جماعة، والفرد ــ كما الجماعة ــ معنيّ بالحدث وتفاصيله وتاريخه ومساراته. لكن تواجداً كهذا لن يُلغي مغزى خياراتها التمثيلية، وبعض تلك الخيارات متأتٍ من الحسّ نفسه، ومن انشغالها بهمّ أو مسألة أو أناس: ثورة 25 يناير وتأثيراتها، نكسة 1967 وتداعياتها، النظام الأبوي الذكوريّ عبر سرد مقتطفات من التاريخ الحديث للقاهرة، البؤس الاجتماعي، إلخ.

هذه أمثلة تعكس شيئاً من وقائع تلك السيرة المهنيّة، الغنيّة بأعمالٍ ترتكز على رومانسيةٍ حالمة أو راغبةٍ في علاقة صحّية بحبيبٍ، وعلى غوصٍ سجاليّ في أعماق الاجتماع والتربية والسلوك، وعلى استعادة لحظاتٍ تاريخية قديمة ـ متنوّعة الأشكال ـ لتحقيق مقاربات سينمائية لأحوالٍ راهنة. التنويع مردّه قناعةً، لن تكون حكراً على نادية لطفي، بقدر ما يجتمع فيها عاملون وعاملات في صناعة الفنّ السابع، عربياً وأجنبياً، وإنْ بتفاوت واختلافات. والقناعة نفسها تقول إنّ التنويع يُغذّي الوعي والمتخيّل، ويمنح صاحبته/ صاحبه اختباراتٍ تتيح لها/ له فرصاً عديدة للتعرّف على أنماط وأساليب ومعالجات. كما أنّه أساسيّ في تطوير براعة الفنانة/ الفنان ونهجه الأدائيّ.

مع نادية لطفي تحديداً، يستحيل التغاضي عن تلك التنويعات وجمالياتها، المولودة سينمائياً في زمن تبدّلاتٍ في صناعة الفنّ وإنتاج الثقافة، وفي أحوال السياسة والاجتماع. فالزمن منبثقٌ من نهاية الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945)، ومصر تواجه استعماراً بريطانياً تسعى إلى الخلاص منه، والسينما تبحث عن وجوهٍ جديدة تكون منارةَ صناعةٍ ومهنة وإبداع. يقول البعض إنّ نظام الإنتاج، المُترافق وثقافة صناعة النجم (وإنْ باختلافٍ عن ذاك المعمول به في الغرب، إلى حدّ ما)، دافعٌ إلى بروز ممثلات، أبرزهنّ نادية لطفي وشادية، يمتلكن جمالاً لن يكون عائقاً أمام حاجات الأداء ومتطلّبات الحِرفية، وإنْ تميل المواضيع والحكايات إلى ارتباكات واقع واضطراب علاقات وتفكّك أحوالٍ.

بالتالي، لن يكون مفاجئاً أنْ يُطرح سؤال عن مصير الأولى من دون نجيب رمسيس، وعن قدر الثانية من دون حلمي رفلة. فطيف ديفيد أو. سلزنيك، أحد أبرز المنتجين الهوليووديين في أربعينيات القرن الـ20 وخمسينياته، حاضرٌ في آلية الاشتغال الإنتاجي، وجزءٌ منه معنيّ بصناعة نجم وفن، بدلاً من الاستفادة من فن ونجم على حساب كلّ شيء آخر. وإذْ ينفضّ البعض عن تشبيهٍ كهذا، بين اشتغالات منتج هوليوودي ومنتجين مصريين، بسبب اختلافات جمّة في الثقافة المهنية والعمليّة، وظروف البيئة وأنماط الاشتغال، إلا أنّ استعادة فصول تلك الفترة، ونادية لطفي أحد أبرز وجوهها التمثيلية، خصوصاً في خمسينيات القرن الماضي وستينياته وبعض سبعينياته، تكشف (الاستعادة) تشابهاً يصعب التغاضي عنه.

لنادية لطفي تنويعات تمثيلية عديدة: رومانسية "أبي فوق الشجرة" (1969) لحسين كمال، بمفهومها الغنائي الاستعراضي، المتضمّن شيئاً من رؤية للاجتماع والعلاقات والواقع؛ مزيج السياسة والنضال، كما في "جريمة في الحيّ الهادئ" (1967) لحسام الدين مصطفى، المتعاونة معه في أكثر من فيلمٍ، كما في "السمّان والخريف" (1967)، المأخوذ عن رواية بالعنوان نفسه لنجيب محفوظ. وللطفي مع محفوظ تجربة أخرى، إذْ تحضر في إحدى أهمّ رواياته وأجملها، "بين القصرين"، أول الثلاثية الأشهر، المتحوّلة (الرواية) ـ عام 1964 ـ إلى فيلمٍ سينمائي على يديّ حسن الإمام، مخرج "الخطايا" (1962)، ولها فيه دور بديع.

مع حسن الإمام، تؤدّي دور بديعة مصابني، في فيلمٍ (1975) يحمل اسم الفنانة اللبنانية، ويروي تفاصيل من سيرتها. ومع حسام الدين مصطفى أيضاً، تُشارك في اقتباس سينمائي مصري لرواية "الإخوة كارامازوف"، للروسي تيودور دوستيوفسكي، بعنوان "الإخوة الأعداء" (1974). التزامها العمل مع مخرجين قلائل أكثر من مرة يُشكّل فعلاً أدائياً لتبيان معالم التنويع التمثيلي في أفلامٍ مختلفة، بعضها يستعيد فصلاً من التاريخ، وفي هذا البعض نفسه شيئاً من تاريخِ شخصيةٍ حقيقية. تُوافق على عملٍ مع يوسف شاهين، في مغامرته (اشتغالاً وإنتاجاً ومصاعب) المعروفة بـ"الناصر صلاح الدين" (1963)، تماماً كمغامرتها هي نفسها في الظهور قليلاً في تُحفة شادي عبد السلام، "المومياء" (1969). والفيلمان يستعينان بالتاريخ لقراءة الراهن، بما يحمله الراهن من تخبّط وقلق ومتاهات، وبما يطرحه من أسئلة.

إنّه زمن كبارٍ في الأدب والسينما، وزمن انقلابات وتبدّلات ومغامرات، وهذه وحدها كافيةٌ لإثراء المشهد اليومي بكَمّ هائل من المعطيات، تُشكِّل نادية لطفي أحد وجوهه الساطعة، جمالاً وحِرفية وتواضعاً وعمقاً.

 

####

 

11 عاماً بين بولا شفيق ونادية لطفي

محمد جابر

حتى منتصف الخمسينيات كانت بولا شفيق مجرد مراهقة مصرية بملامح أجنبية شقراء. أحبت الفتاة الجميلة السينما، والموسيقى، والأدب، والرسم من دون أي طموح كبير بدخول عالم الفن، فتزوّجت باكراً في العشرين من عمرها بهدف تكوين أسرة.

الصدفة وحدها جعلتها تقابل المنتج رمسيس نجيب في أحد نوادي القاهرة. انجذب هذا الأخير لملامحها منذ الوهلة الأولى، فعرض عليها أن تشارك في فيلمه الجديد "سلطان" (1958) من بطولة فريد شوقي، ووافقت من باب التجربة. ومع اقتراب عرض الفيلم، رأى نجيب أن اسم بولا شفيق سيكون غريباً على اللسان، فاقترح عليها أن يمنحها اسم بطلة روايتها المفضلة "لا أنام" للكاتب إحسان عبد القدوس، منذ تلك اللحظة خرجت نادية لطفي إلى العالم.

نجح فيلم "سلطان"، ونجحت معه لطفي، التي كانت حينها وجهاً جديداً على الجمهور. ملامحها الشابة والبريئة قادتها إلى أدوار كثيرة أمام وجوه أخرى شابة مثل أحمد رمزي، وعمر الشريف، وشكري سرحان، لتجسد دور الحبيبة أو الابنة في أفلام ناجحة مثل "حب إلى الأبد" مع يوسف شاهين (1958)، و"السبع بنات" أمام زميلتها الشابة سعاد حسني (1961)، و"لا تطفئ الشمس" مع صلاح أبو سيف (1961)، وصولاً لنجاحٍ أكبر في فيلم "الخطايا" (1962) من إخراج حسن الإمام، وأمام عبد الحليم حافظ في ذروة نجاحه السينمائي.

بعد تلك المرحلة بدأت لطفي، الفتاة المثقفة التي تحمل وجهة نظر في الفن والسينما، مرحلة أكثر ثقلاً من مسيرتها. تبنّت في بعضها روايات من أجل تحويلها إلى أعمالٍ سينمائية وأهمها دورها الفارق في فيلم "النظارة السوداء" (1963) عن رواية إحسان عبد القدوس، أو حتى أدوار أصغر في فيلمي "قصر الشوق" (1966)، و"السمان والخريف" (1967) نظراً لإيمانها بأهمية روايتي نجيب محفوظ.

مقابل النجاح الجماهيري، بقيت لطفي مصرة على المشاركة في أفلام آمنت بأهميتها الفنية، رغم عدم شعبيتها عند الجمهور.

نذكر على سبيل المثال فيلم "الناصر صلاح الدين" مع يوسف شاهين من جديد (1963)، أو "الخائنة" مع المخرج الكبير كمال الشيخ (1965)، وفيلم "المستحيل" (1965) للمخرج الشاب حينها حسين كمال.

ومع نهاية الستينيات قدمت لطفي فيلمين مختلفين تماماً عام 1969؛ الأول فيلم هو "أبي فوق الشجرة" أمام عبد الحليم حافظ وإخراج حسين كمال الذي قرر تقديم فيلم جماهيري أصبح الأكثر نجاحاً في تاريخ السينما المصرية وقت عرضه. أما الفيلم الثاني فهو دورها الصغير والأيقوني في فيلم "المومياء"، العمل الوحيد الطويل للمخرج شادي عبد السلام، الذي يوضع دائماً في المراكز الأولى في قوائم أفضل أفلام السينما المصرية أو العربية. ورغم أن دورها فيه كان صامتاً، ولم تظهر إلا في مشاهد قليلة، إلا أنه يعد من أهم أدوارها على الإطلاق.

من الغريب تماماً أن كل تاريخ وأيقونية نادية لطفي وبصمتها الباقية في السينما المصرية صنعت في 11 عاماً فقط، أي منذ أول أدوارها في "سلطان" حتى عام 1969.

بعد ذلك، ومع وفاة الرئيس جمال عبد الناصر، وسحب الدولة يدها من عملية الإنتاج السينمائي، ومرور الصناعة في مصر بتراجع وترنّح حاد أدّيا لسفر أو بطالة أغلب المخرجين والممثلين الكبار، تأثرت أدوار نادية لطفي أيضاً ولم تقدم أي أفلام مهمة أو ناجحة في تلك المرحلة. بل وتغيرت نوعية أدوارها (تأثراً بنجاح "أبي فوق الشجرة" تحديداً) إلى الميل للإغراء كما في "الأخوة الأعداء" (1974) أو "على ورق سيلوفان" (1975)، بشكل أقل كثيراً من إمكانياتها الفنية.

هذا المناخ جعلها تبتعد ببطء عن السينما، وتنشغل في أمور أخرى، بعضها عملي مثل بعض النشاطات السياسية، وبعضها عائلي، لتكتفي بـ4 أفلام فقط خلال الثمانينيات من دون بصمة كبرى تذكر في أي منها، قبل أن يكون آخر أعمالها هو مسلسل "ناس ولاد ناس" (1993)، الذي لم يحقق أي نجاح أو مشاهدة،. وهو ما ساعدها على قرار اعتزال، ظلت عليه حتى رحيلها الهادئ يوم أمس.

 

####

 

حكايات نادية لطفي مع عبد الحليم وسعاد حسني

القاهرة ــ مروة عبد الفضيل

على الرغم من وقوف صاحبة فيلم "النظارة السوداء"، نادية لطفي، أمام عدد كبير من نجوم الفن، فإن تعاونها مع "العندليب الأسمر"، عبد الحليم حافظ، كان نقطة لافتة في مسيرتها. شاركته في فيلمي "أبي فوق الشجرة" (1969) و"الخطايا" (1962)، وغنّى أمامها أغنيات عدة أشهرها "مغرور" و"الحلوة" و"جانا الهوى" و"قولي حاجة".

وحملت أغنية "قولي حاجة" في "الخطايا" تجربة أولى من نوعها لنادية لطفي التي فوجئت أنها ستؤدي مشهداً صامتاً للمرة الأولى. وتطلب تصوير مشهد أداء هذه الأغنية لوحده في الفيلم عشرة أيام، وكأنه فيلم داخل آخر. وكانت نادية لطفي دائمة الحديث عن عبد الحليم حافظ، وكانت تصفه بالصامد الذي رغم مرضه الشديد لم يكن يحب الشكوى لمن حوله ويتعذب وحده في صمت. ولم تخفِ لطفي في أحد حواراتها الإعلامية تمنيها الزواج من "العندليب" واصفة مشاعرها بالحب من طرف واحد.

وفي الوقت الذي كانت علاقة طيبة تربط الاثنين، فإن خلافات عدة نشبت بينهما أثناء تصوير فيلم "أبي فوق الشجرة"، وكان حافظ يصفها بـ"الشقراء الملتهبة" نظرا لعصبيتها أثناء التصوير، لكن لم تظهر الخلافات إطلاقاً على الشاشة. وكانت أجواء الفيلم كلها متوترة، إذ كانت خلافات أيضاً حصلت بين مدير التصوير وحيد فريد ومخرج الفيلم حسين كمال. 

كانت سعاد حسني المرشحة الأولى للوقوف بجوار عبد الحليم حافظ في فيلم "الخطايا"، وبالفعل وقّعت تعاقدها مع المخرج حسن الإمام، لكن انتشرت حينها أخبار عدة عن علاقة حب تجمع بين "السندريلا" و"العندليب". ويقال إن حافظ طلب من حسني تكذيب الأخبار إعلامياً، ما أغضبها، ودفعها إلى الانسحاب من "الخطايا" كنوع من الانتقام للرد على المطرب المصري الذي أراد إنكار علاقتهما. لكن وفقاً لرواية مجلة "الموعد" حينها، فإن عبد الحليم حافظ كان يخاف من الانشغال بقصة حبه الحقيقية مع سعاد حسني عن قصة حبهما الخيالية في الفيلم، فقرر الاستعانة بنادية لطفي التي كانت تتمنى التمثيل أمام "العندليب".

وكانت العلاقة التي جمعت بين نادية لطفي وسعاد حسني لافتة، إذ قدمتا معاً أفلاماً عدة بينها "السبع بنات" (عاطف سالم، 1961) الذي يدور حول رجل مكافح في عمله (حسين رياض) لديه سبع بنات وهو مسؤول عنهن بعد وفاة والدتهن، و"للرجال فقط" (محمود ذو الفقار، 1964) الذي تدور قصته حول "إلهام" (نادية لطفي) و"سلوى" (سعاد حسني)، وهما مهندستان في الكيمياء عينتا في شركة بترول في القاهرة، وتسعيان إلى العمل في الصحراء بهدف استكشاف آبار بترول جديدة، لكن الشركة لا ترسل إلى هناك سوى الرجال فقط. تطلب الشركة مهندسين من الرجال، فتتنكران على أنهما رجلان وتسافران إلى الصحراء حيث تتعرفان على زميلين هما "فوزي" (حسن يوسف) و"أحمد" (إيهاب نافع).

بعد وفاة سعاد حسني المثيرة للجدل، أكدت نادية لطفي في لقاءات إعلامية ثقتها بأن صديقتها لم تنتحر، ورجحت فرضية قتلها.

 

####

 

رحيل نادية لطفي... أخلصت للسينما والقضايا العربية

القاهرة ــ مروة عبد الفضيل

غابت عن عالمنا، اليوم الثلاثاء، الفنانة المصرية نادية لطفي التي سجلت اسمها واحدة من أبرز نجوم السينما المصرية في عقدي الستينيات والسبعينيات.

وعقب تدهور حالتها الصحية، وضعت نادية لطفي تحت العناية المشددة. وكانت قد دخلت المستشفى قبل حوالي أسبوعين، وترددت إشاعة وفاتها، ثم طرأ تحسن على صحتها، إلى أن أعيدت ثانية تحت الرقابة الطبية الحثيثة، لكنها لفظت أنفاسها الأخيرة اليوم.

بولا لطفي شفيق، الشهيرة بنادية لطفي، من مواليد حي عابدين في القاهرة عام 1937، أو 1938 في بيانات أخرى.

أواخر عقد الخمسينيات، دخلت نادية لأول مرة الاستديو لإجراء اختبار كاميرا أمام عدسة كل من المخرجين رمسيس نجيب، ونيازي مصطفى.

اختار رمسيس نادية التي لفتت نظره بملامحها "الأوروبية" وطباعها المصرية، لكنه طلب تغيير اسمها "بولا"، وبعد عدة اختيارات، منحها اسم نادية ليتطابق مع اسم بطلة رواية الأديب إحسان عبد القدوس "لا أنام" (1957)، التي جسدتها فاتن حمامة.

وتمر الأيام وتدخل نادية لطفي تجربة من تأليف إحسان عبد القدوس، وإخراج صلاح أبو سيف، مع فيلم "لا تطفئ الشمس"، (1961)، وكان هذا الفيلم محطة مهمة في حياتها الفنية.

عملت الفنانة الراحلة مع نيازي مصطفى في عدد من الأفلام، منها الوطني والرومانسي والتاريخي، كما سنحت لها الفرصة للوقوف أمام كبار نجوم الفن المصري، مثل عمر الشريف، وعبد الحليم حافظ، وأحمد مظهر، ورشدي أباظة، ومحمود مرسي، وغيرهم.

شكلت محطتها مع الفنان الراحل عبد الحليم حافظ أهمية خاصة في مشوارها الفني، حيث وقفت أمامه في عملين، هما "الخطايا" (1962)، و"أبي فوق الشجرة" (1969).

وأكدت نادية في العديد من لقاءاتها أنها تعلمت الكثير من "العندليب الأسمر"، موضحة أنها كانت واحدة من معجباته بعيداً عن كونهما فنانين.

لم تكن نادية لطفي مولودة لأب أو أم مؤمنين بالفن. كان والدها ذو الجذور الصعيدية لا يحب أن تتعطل ابنته عن دراستها بسبب الفن، فمنعها من الوقوف على خشبة المسرح إلى حين إنهاء دراستها.

ولكن حبها للفن دفعها إلى مخالفة والدها، ووقفت فعلياً على خشبة المسرح المدرسي، وكانت واحدة من أبرز التلميذات الموهوبات.

اشتغلت نادية لطفي بجد، حتى أنها قدمت أحياناً في السينما أربعة أفلام في العام الواحد.

ركّزت الفنانة على الشاشة الكبيرة ونسيت خشبة المسرح والتلفزيون، إذ لم تقدم في كل منهما سوى عمل واحد فقط. على المسرح قدمت خلال السبعينيات مسرحية "بمبة كشر"، وفي التلفزيون قدمت مسلسلاً واحداً هو "ناس ولاد ناس" عام 1993.

تزوجت نادية لطفي ثلاث مرات كلها بعيدة عن الوسط الفني، ولها ابن وحيد من زوجها الأول واسمه أحمد الذي درس في الولايات المتحدة، وفضّل الإقامة مع جدته لوالدته هناك.

على الرغم من اعتزال نادية لطفي الفن، منذ سنوات، إلا أنها لم تعتزل الحياة الفنية، وكانت كثيرة الظهور، وكُرمت، أخيراً، مرات عديدة، ومُنحت عدة جوائز، منها حصولها على جائزة "موريكس دور" في لبنان.

وكرمت الفنانة الراحلة في عيد الفن أيضاً، ومن قبلها حصلت على درع من هيئة الأطباء في مستشفى قصر العيني، ما أعادها إلى تكريم أيام الاستنزاف وحرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، حيث كانت تخدم هناك، وتساهم في مداواة جروح المصابين.

كما عرفت نادية بالتزامها العميق تجاه القضية الفلسطينية، وخلال حصار بيروت عام 1982 على يد العدوان الإسرائيلي، انضمت إلى صفوف المقاومة الفلسطينية، وبقيت مع المقاتلين حتى خروجهم.

واستثمرت هوايتها في التصوير مسجلة 25 فيديو لوقائع حقيقية لها مع الحصار، وسجلت 40 ساعة في القرى والنجوع المصرية، وشهادات أسرى مصريين حول الجرائم الإسرائيلية التي وقعت في 1957 و1967. 

وكانت لطفي تعتبر أنّ إقدامها على دخول المعترك السياسي، هو تعبير عن واجب الفنان في  توسيع أفقه ونشاطه في أكثر من جانب، مستثمراً شهرته ليس أمام الكاميرات فقط، بل على أرض الواقع أيضاً تجاه القضايا التي يؤمن بها.

 

####

 

رحيل نادية لطفي... "برنسيسة" السينما المصرية ورفيقة المقاومين

القاهرة ــ العربي الجديد

يوم أمس الثلاثاء ودّع المصريون والعرب النجمة نادية لطفي عن عمر 83 عاماً، تركت خلالها بصمتها على الساحتين الفنية والوطنية، بأدوار برهنت عن موهبتها ونبلها. وكانت صحتها تدهورت خلال الأسابيع القليلة الماضية، ورقدت في العناية الفائقة في أحد مستشفيات القاهرة.

"الصعيدية" بولا محمد شفيق ظن الكثيرون أنها ولدت لأم بولندية، وهي الشائعة التي نفتها ضاحكة موضحة أنها كانت مجرد مزحة في أحد مهرجانات بولندا. ولدت في حي عابدين في القاهرة، وحصلت على دبلوم "المدرسة الألمانية" في مصر عام 1955، واكتشفها المخرج رمسيس نجيب، وقدمها للسينما مختاراً لها الاسم الفني نادية لطفي، اقتباساً من شخصية فاتن حمامة نادية في فيلم "لا أنام" (صلاح أبو سيف، 1957). وظهرت لأول مرة في السينما عام 1958 في فيلم "سلطان" من إخراج نيازي مصطفى وبطولة فريد شوقي الذي شاركته لاحقاً في عدد من الأعمال السينمائية منها "غراميات مجنون" (زهير بكير، 1967)، و"سكرتير ماما" (حسن الصيفي، 1969).

لقبها الجمهور بـ"برنسيسة السينما"، بعدما قدمت على مدار مشوارها الفني أعظم الأعمال الفنية، منها "المومياء" الذي يعتبر من أشهر إنتاجات السينما المصرية، علماً أنها أطلت فيه ضيفة شرف لم تنطق بكلمة واحدة، بالإضافة إلى ظهورها في فيلم "الخطايا" عندما قدمت دور طالبة في جامعة القاهرة. ملامحها الأوروبية وموهبتها مهدتا لها الطريق لتكون نجمة الستينيات، واستطاع المخرجون توظيف إمكانياتها في أعمال سينمائية متنوعة، ما بين دور "لويزا" قائدة سلاح الهوسبتاليين في "الناصر صلاح الدين" (يوسف شاهين، 1963)، وتغيير ملامحها وأدائها الفني لتظهر بدور الكيميائية في فيلم "للرجال فقط" (محمود ذو الفقار، 1964)، وقبله "مادي" الفتاة الارستقراطية التي تعيش بلا هدف في الحياة من خلال "النظارة السوداء" (حسام الدين مصطفى، 1963).

ولم تتردد في تقديم دور "بسمة" بائعة البرتقال في "الأقمر" (هشام أبو النصر، 1978)، وبائعة الهوى الشعبية في "السمان والخريف" (حسام الدين مصطفى، 1967)، والزوجة الخائنة في فيلم "الخائنة" (كمال الشيخ، 1965). وتميزت بأدائها القوي في فيلم "قصر الشوق" (حسن الإمام، 1967) مع الفنان يحيى شاهين.

كما استطاعت أن تصنع ثنائياً لافتاً مع الفنان الراحل عبد الحليم حافظ (1929 ــ 1977)، من خلال فيلمين هما "الخطايا" (حسن الإمام، 1962) و"أبي فوق الشجرة" (حسين كمال، 1969). وشاركت الفنانة الراحلة سعاد حسني (1942 ــ 2001) في أعمال عدة منها "السبع بنات" (عاطف سالم، 1961)، و"من غير ميعاد" (أحمد ضياء الدين، 1962)، و"للرجال فقط" (محمود ذو الفقار، 1964). وشاركت الفنان شكري سرحان في عدد من الأعمال السينمائية منها "عودي يا أمي" (عبد الرحمن شريف، 1961)، و"رحلة داخل امرأة" (أشرف فهمي، 1978)، و"الأب الشرعي" (ناجي أنجلو، 1988). تعاونها مع الفنان أحمد مظهر كان مميزاً ولافتاً، وأطلا معاً في "مع الذكريات" (سعد عرفة، 1961) و"صراع الجبابرة" (زهير بكير، 1962)، و"النظارة السوداء" (حسام الدين مصطفى، 1963) و"على ورق سيلوفان" (حسين كمال، 1975) وغيرها.

لم تكن النجمة المصرية مجرد ممثلة موهوبة ووجه جميل، لكنها أيضاً مناضلة من الطراز الأول، فإلى جوار أعمالها الفنية الخالدة نجد تاريخها حافلاً بالمواقف التي ارتبطت بقضايا أمتها العربية وفي القلب منها القضية الفلسطينية. وصفها الشاعر زين العابدين فؤاد بـ"أم المعتقلين" متأثراً بمواقفها الإنسانية والسياسية، إذ كانت ترعى أسر المعتقلين السياسيين، ووقفت أيضاً إلى جوار الجنود في حرب الاستنزاف في أغسطس/آب عام 1970 وحرب أكتوبر/تشرين الأول عام 1973. وكانت تنظم زيارات خلال الحرب على الجبهة مع عدد من الفنانين باعتبارها مسؤولة اللجنة الفنية، واتضح دورها هذا في الفيلم التسجيلي "جيوش الشمس" مع المخرج شادي عبد السلام. استغلت نادية لطفي هوايتها القديمة في التصوير، وسجلت 40 ساعة تصوير في القرى والنجوع المصرية لتجمع شهادات الأسرى في حربي 1956 و1967 حول الجرائم الإسرائيلية.

كما كانت ترعى آلافاً من الأسر، وتملك أجندتها الخاصة التي كانت تضم أرقام المسؤولين في الدولة المصرية، وترفع سماعة هاتفها لتتصل بأي منهم لتنجز أعمالها، وتحرك الورق الذي يعطله الروتين الحكومي. تتابع زملاءها وأصدقاء ورفقاء المشوار الذين أكلتهم المهنة، وتسخّر طاقتها لمساعدتهم.

أما عام 1982، فكانت نادية لطفي واحدة من الفنانين المصريين الذين حضروا إلى بيروت لكسر الصحار الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي، ومن بينهم الراحلة محسنة توفيق، وعلي بدرخان، وفتحية العسال، ويوسف شاهين... ذهبت نادية لطفي لزيارة الزعيم الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، أثناء الحصار، وقامت بتسجيل ما ارتكبه الاحتلال وأعوانه من مجازر في مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين بكاميراتها الخاصة، ونقلته لمحطات تلفزيون عالمية، إلى أن كرمها "الختيار" لاحقاً وأهدى لها كوفيته، تقديراً لمواقفها المستمرة في دعم القضية الفلسطينية. واستطاعت أن تحتفظ في مكتبتها الخاصة بـ 25 شريط فيديو لوقائع حقيقية عاشتها بنفسها، ووصفوا كاميرتها بأنها مدفع وجهته إلى صدر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الراحل آرييل شارون.

ورغم علاقاتها بالمسؤولين، إلا أنها قالت في أحد حواراتها "معرفش أحب الرؤساء... الحكام رجال بلا ملامح، ولا أتعامل معهم بمنطق الحب والكره... ماليش دعوة بالحاكم أنا برصده وبشوف أعماله، وعلى أساسها أحط له الأرقام وأقيّمه". وفي تقييمها للرئيس الراحل جمال عبد الناصر قالت: "لم أعطه شيئاً لأن النكسة دمرتني... النكسة كانت مصيبة سودة غيّرت الدنيا".

كان لنادية لطفي أيضاً إسهامات خيرية، فكانت من أوائل المنضمين إلى "جمعية حماية الحمير" التي تأسست في 1930، على يد الفنان زكي طليمات، وكان لانضمامها بالغ الأثر على انضمام عدد كبير من الأدباء والفنانين منهم طه حسين، وعباس محمود العقاد، وتوفيق الحكيم، وأحمد رجب، كما أنها انضمت إلى "جمعية خدمة وحماية المعاقين"، وحصلت بجهودها على 100 فدان لمصلحة نقابة المهن التمثيلية توزع على إسكان الفنانين.

 

العربي الجديد اللندنية في

04.02.2020

 
 
 
 
 

وفاة نادية لطفي عن عمر ناهز 83 عاما

نور رشوان

توفيت اليوم الثلاثاء، الفنانة نادية لطفي، عن عمر ناهز الـ83 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، وذلك حسبما ذكرت فضائية «إكسترا نيوز»، في خبر عاجل، منذ قليل.

وكانت الحالة الصحية للفنانة نادية لطفى قد تدهورت في الفترة الأخيرة، بعد أن بدأت تتحسن إذ استعادت وعيها بشكل طفيف، وتتحدث مع من حولها، مع استمرار وجودها داخل العناية المركزة تحت إشراف فريق من الأطباء، إلا أنها سرعان ما دخلت في غيبوبة مرة أخرى.

 

####

 

وزيرة الثقافة ناعية نادية لطفى:

كانت كلمة السر لنجاح نخبة من أعظم الأعمال الخالدة

نعت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة، وجميع الهيئات والقطاعات، الفنانة الكبيرة نادية لطفى التى غيبها الموت اليوم الثلاثاء عن عمر ناهز 83 بعد أزمة صحية.

وقالت عبد الدايم، في بيان لها، إن الراحلة تربعت على عرش السينما العربية باعتبارها علامة بارزة صنعت جزءا من تاريخ هذا الفن، وكانت كلمة السر لنجاح نخبة من أعظم الأعمال الخالدة، مشيرة إلى مسيرتها الطويلة التى تميزت بالنضال والوطنية والبطولة إلى جانب الإبداع الفنى.

يُذكر أن نادية لطفى ولدت عام 1937، وأدت أول أدوارها التمثيلية في العاشرة من عمرها، وكانت على مسرح المدرسة، وحصلت على دبلوم المدرسة الألمانية عام 1955، واكتشفها المخرج رمسيس نجيب لتقدم فيلم "سلطان" مع النجم فريد شوقي عام 1958.

وتألقت خلال حقبة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وقدمت عددا كبيرا من الأعمال، وعرفت بنشاطها الوطنى والإنساني منذ شبابها فكان لها دور هام في رعاية الجرحى والمصابين والأسرى في الحروب المصرية والعربية بداية من العدوان الثلاثي عام 1956 وما تلاه من حروب.

وكان مسلسل "ناس ولاد ناس" آخر أعمالها عام 1993، لتتوقف بعده عن التمثيل مكتفية بنشاطها الإنساني.

 

####

 

نادية لطفي التي تحولت من أرستقراطية إلى فتاة ليل وراقصة محترفة

الشيماء أحمد فاروق

"نادية لطفي"، ممثلة ذات وجه جميل هادئ الملامح، ظهرت في السينما بالتزامن مع تربع نجمات على عرش البطولة مثل فاتن حمامة وماجدة ومديحة يسري، ولكنها استطاعت أن تكون بطلة أفيش السينما أمام كبار النجوم في أدوار متنوعة، ورغم ملامحها الرقيقة وشكلها الأرستقراطي إلا أنها استطاعت الخروج من نمط الفتاة الشقية أو المنتمية لطبقة ثرية.

قدمت نادية لطفي ما يقرب من 75 فيلما في فترة مهمة من تاريخ السينما، ولها 4 أفلام ضمن أفضل 100 فيلم في السينما المصرية، هم (الخطايا، وأبي فوق الشجرة، والمومياء، والناصر صلاح الدين)، كما عملت مع كبار المخرجين على رأسهم يوسف شاهين وشادي عبدالسلام وحسين كمال وحسن الإمام وغيرهم.

ظلت نادية تقدم شخصيات من مجتمع أرستقراطي أو أدوار تشبهها في أفلام مثل "عدو المرأة" و"للرجال فقط" و"حياة عازب" و"الخطايا" و"السبع بنات" و"حبي الوحيد" وغيرها، حتى قدمت شخصيتها في فيلم "قصر الشوق"، وتوالت بعدها تقديم أدوار من قاع المجتمع.

زوبة العالمة

زبيدة أو "زوبة" العالمة، هي إحدى شخصيات رواية الأديب نجيب محفوظ "قصر الشوق"، وجسدتها على الشاشة نادية لطفي عام 1966 بالمشاركة مع يحيى شاهين وماجدة الخطيب وآمال زايد وعبدالمنعم إبراهيم وهالة فاخر وغيرهم.

وهي شخصية عالمة ومطربة شعبية في الأفراح والملاهي تنجح في الإيقاع بالسيد عبدالجواد بطل الثلاثية في حبها، وتستطيع التلاعب به، ولكنها تقع بعد ذلك في حب ابنه ياسين.

ظهرت نادية في شكل مختلف وبأزياء العوالم الشعبيين، وقامت بأداء أكثر من أغنية من التي كانت تنتشر في هذه الأجواء بمطلع عشرينيات القرن العشرين، مثل "اوعى تكلمني بابا جاي ورايا".

ريري فتاة الليل

في عام 1967، جسدت شخصية أخرى من شخصيات نجيب محفوظ "ريري"، وهي فتاة ليل من رواية "السمان والخريف"، وهي فتاة توفى والدها في سن الثالثة وقامت على تربيتها أمها حتى عمر 12 عاما، جمعتها علاقة بأحد أبناء الأثرياء في القرية، وبعد أن تعدى عليها غادر البلدة، وهربت هي إلى الإسكندرية.

وأخرج الفيلم للسينما حسام الدين مصطفى، وكان من بطولة محمود مرسي وعبدالله غيث وليلى شعير وعادل أدهم، وغيرت نادية من شكلها في هذا الفيلم لتظهر بملامح فتاة ليل فقيرة في شوارع الإسكندرية، مثل لون الشعر الذي غيرته إلى الأسود والمكياج العشوائي.

الراقصة فردوس

لعبت نادية لطفي عام 1969 دور "فردوس"، وهي راقصة في ملهى ليلي بالإسكندرية تقابل شابا جامعيا فتقع في حبه رغم فارق السن والطبقة الاجتماعية، وعندما يأتي الأب لإنقاذ ابنه يقع هو الآخر في فخ الراقصات، وتقع مواجهة بينهما، فتخبره فردوس بالحقيقة وأنه وقع ضحية ألاعيبها لكي تحصل على أموال منه.

الفيلم كان بطولة عبدالحليم حافظ وميرفت أمين وعماد حمدي ونبيلة السيد وسمير صبري، وإخراج حسين كمال، وقصة إحسان عبدالقدوس.

الخادمة شهرت

عن قصة الكاتب يوسف إدريس، قدمت نادية لطفي شخصية "شهرت" في فيلم "قاع المدينة"، وهي إمراة متزوجة من مدمن مخدرات ولها عدة أبناء، تقبل العمل في المنازل لكي تأتي بالمال لتسد جوعهم، ولكنها تقع فريسة للقاضي الذي تعمل في منزله.

شارك في الفيلم محمود يس ونيللي وتوفيق الدقن وميمي شكيب وجورج سيدهم، وإخراج حسام الدين مصطفى.

بديعة مصابني

تعاونت بعد "قصر الشوق" مرة أخرى عام 1975 مع المخرج حسن الإمام؛ لتقديم شخصية راقصة أيضاً، ولكنها أحد الأسماء الشهيرة في شارع عماد الدين، اللبنانية بديعة مصابني، ويروي الفيلم قصة حياتها كاملة منذ الطفولة في لبنان ورحلتها إلى مصر ثم العودة للبنان مرة أخرى.

الفيلم بطولة فؤاد المهندس ونجيب الريحاني ونبيلة عبيد وحسين الإمام وعماد حمدي ونسرين.

قشطة بائعة الكولا

يروي فيلم "أيام الحب" عن مخرج سينمائي يبحث عن وجه جديد ليقوم ببطولة فيلمه بعد أن تخلت البطلة الأساسية عن الفيلم، ويقابل بالصدفة أثناء رحلته إلى الإسكندرية فتاة بسيطة تعمل بائعة كوكاكولا، يعجب بها ويقرر أن تكون هي بطلته القادمة.

يحول المخرج "قشطة" إلى فنانة تسمى "نادية رفعت" ويعرفها على الوسط الفني، ولكنها لا تستطيع إخفاء حقيقتها وطريقة كلامها ويفتضح أمرها أمام الجميع.

الفيلم بطولة أحمد مظهر وسهير البابلي وعبدالمنعم إبراهيم ومحمد رضا وصلاح منصور وعادل أدهم وتوفيق الدقن، وإخراج حلمي حليم.

 

####

 

تطوعت للعمل في فيلم تعثر إنتاجيا..

كيف كانت علاقة نادية لطفي بالمخرج شادي عبدالسلام؟

الشيماء أحمد فاروق

رحلت الفنانة الكبيرة نادية لطفي، اليوم، عن عمر ناهز الـ83 عاما بعد صراع مع المرض، حيث كانت الحالة الصحية لها قد تدهورت في الفترة الأخيرة، وهي مواليد يناير عام 1938، وقد احتفلت بعيد ميلادها الشهر الماضي بصحبة مجموعة من الفنانين.

وكان "سلطان" أول أفلام "لطفي" مع فريد شوقي ورشدي أباظة عام 1958، ومن أشهر أفلامها "الخطايا" و"أبي فوق الشجرة" مع العندليب عبدالحليم حافظ، و"النظارة السوداء" في 1963 مع الفنان أحمد مظهر، و"المومياء" للمخرج شادي عبدالسلام، كما قدمت عملين للأديب نجيب محفوظ وهما "السمان والخريف" و"قصر الشوق" في 1967.

كانت تربط نادية لطفي صداقة وثيقة بالمخرج المصري الشهير شادي عبدالسلام، ويقول الناقد فتحي العشري في كتابه "سينما نعم.. سينما لا.. ثاني مرة"، والذي يضم مجموعة من المقالات: "لأن نادية لطفي تقدر الصداقة، فقد تطوعت للعمل في فيلم (المومياء)، وفي دور صغير؛ حتى يتمكن شادي من تنفيذ الفيلم الذي تعثر إنتاجيا، ولم تكتف بذلك، بل اشتركت في فيلمه التسجيلي (جيوش الشمس)، وأنتجت الفيلم التسجيلي (سانت كاترين)".

ويتضح حب واقتراب نادية من شخص شادي عبدالسلام في مقال منشور في مجلة "القاهرة" في ديسمبر عام 1994 -العدد 145- بعنوان "حكايات منقوشة على حائط القلب"، والتي روت نادية فيها قصة لقائها الأول بشادي في نهاية الخمسينيات أثناء تصوير فيلم "الناصر صلاح الدين" للمخرج يوسف شاهين، وكان وقتها شادي مصمم الأزياء الخاصة بالفيلم، قائلة :"كنت أتابع تصميماته الملونة على الورق لشخصيات الفيلم، فوجدتها تعطي روح العصر وكأنه قد عاش وجوه هذه الشخصيات، وكانت تعبر عما بداخلها رغم صمتها، وكان يهتم أيضاً بالمكياج وشكل الشعر والذقن وتفاصيل الشخصيات كافة، ومنه تعلم الدرس الأول حينما تنبهت لقيمة الأزياء دراميا ولجمالياتها".

وتحكي نادية عن فترة تصوير الفيلم التي استمرت عامين، مشيرة إلى أنها الفترة التي توطدت فيها العلاقة بينها وشادي عبدالسلام، موضحة: "توطدت أواصر الصداقة والمحبة بيننا، وأحسست أنني أمام شاب ممتليء بالكبرياء والمعرفة، ومن خلاله تعمقت علاقتي بالفنون على مر العصور، وازدادت اهتماماتي بمعرفة التاريخ، والتقت شخصيتي وشخصيته في أمر غريب، وهو حبنا لمتابعة الأعمال الفنية الراقية ومناقشاتنا لها والاستمتاع بها بالدرجة نفسها التي نتابع بها الأعمال الرديئة الهابطة من أجل الضحك والسخرية وتدريب ذكاءنا على القفشات السريعة والتلاعب بالألفاظ".

وأكملت حديثها عنه وتعاونهم فيما بعد في فيلم "الخطايا" مع عبدالحليم حافظ، وعبرت عن تقدير حليم لشخص شادي عبدالسلام، مضيفة: "كان شادي بالنسبة لي كالتوأم، ومعاملته كانت تفيض رقة وعذوبة وحناناً وتدليلاً، وكانت هذه المعاملة تسعدني".

وقالت نادية إنها تعلمت من شادي أخلاقيات عدة ومنها "أن تعيش غنياً دون أن تمتلك الأموال"، متابعة: "كان هذا ما أخذته عن شادي، (الغنى يكمن في القيمة وليس المادة) هذا ما أراده شادي بمعنى أن تعيش في بيت جميل وأنيق دون البهرجة التي تكلف الأموال، فما أكثر البيوت التي تحتوي على أثاث غالي الثمن ولكنه قبيح".

وحكت أنها كانت تأخذ رأيه في الأفلام التي تعرض عليها، وتقول: "قليلة هي تلك الأفلام التي كان شادي يرى أنها تناسبني".

وذكرت نادية أنها كان من المقرر أن تقوم بدور الملكة "تي" في فيلم "إخناتون" الذي كان يعد له شادي قبل وفاته، وتقديم دور صحفية في فيلم آخر كان يجهز له.

 

####

 

صفاء أبو السعود ناعية نادية لطفي: «ستظل خالدة بأعمالها»

نعت الفنانة والإعلامية صفاء أبو السعود، الفنانة والنجمة الكبيرة، نادية لطفي، والتي رحلت عن عالمنا، صباح اليوم، قائلة: "إن رحيل نادية لطفي، يمثل خسارة كبيرة للفن المصري والعربي، ولكنها ستظل خالدة بأعمالها في قلوب جمهورها في كل الدنيا".

الفنانة الكبيرة نادية لطفي ولدت بحي عابدين بالقاهرة، لأب من الصعيد وأم من محافظة الشرقية، واختارها المنتج الكبير رمسيس نجيب، للمشاركة في بطولة فيلم "سلطان" سنة 1958 أمام الفنان فريد شوقي، باسم شهرتها الجديد "نادية لطفي" وهو اسم الشخصية التي قدمتها فاتن حمامة في فيلم "لا أنام" للأديب إحسان عبد القدوس سنة 1957.

قدمت الفنانة الراحلة عشرات الأعمال التي تعد من علامات السينما المصرية، منها (الناصر صلاح الدين، وحبي الوحيد، والخطايا، وأبي فوق الشجرة، والسمان والخريف، ولا تطفئ الشمس، وللرجال فقط، والنظارة السوداء، وعدو المرأة، وبديعة مصابني).

 

####

 

الحديدي عن نادية لطفي:

لم تكن فقط الحلوة التي غنها لها حليم.. جابت العالم دعما لفلسطين

نور رشوان

نعت الإعلامية لميس الحديدي، الفنانة نادية لطفي، التي تُوفيت اليوم، مشيدة بمسيرتها الفنية والوطنية.

وقالت عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، اليوم الثلاثاء: «لم تكن فقط الحلوة التي غنى لها حليم، لكنها كانت زمن من الفن والثقافة والوطنية، تترك نجوميتها لتكون بجوار الجرحى في 1956، تهب لتسجيل مذابح صابرا وشاتيلا، وتجوب العالم دعمًا للقضية الفلسطينية».

وأضافت: «رحلت نادية لطفي، وزمن كامل من الفن رحل معها».

وتُوفيت اليوم الثلاثاء، الفنانة نادية لطفي، عن عمر ناهز الـ83 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض.

 

####

 

غدا.. تشييع جثمان الفنانة نادية لطفي

محمد عباس

قال الدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، إن جثمان الفنانة الكبيرة نادية لطفي، سوف يشيع بعد ظهر غدا الأربعاء، من مسجد مستشفى القوات المسلحة بالمعادي، ليستقر بمقابر الأسرة على طريق الواحات بمدينة السادس من أكتوبر، فيما يقام العزاء مساء الخميس المقبل بعد صلاة المغرب، بمسجد الشرطة في مدينة الشيخ زايد.

وتوفيت الفنانة الكبيرة نادية لطفي ظهر اليوم عن عمر ناهز الـ83 عاما، وكانت الحالة الصحية للفنانة الكبيرة تدهورت في الأيام الأخيرة بشدة؛ إثر إصابتها بنزلة شعبية حادة، استدعت دخولها غرفة العناية المركزة ووضعها على جهاز التنفس الصناعي بمستشفى المعادي العسكري.

يذكر أن الفنانة نادية لطفي تعد واحدة من أشهر الممثلات في تاريخ مصر، ولدت في 3 يناير عام 1937.

 

الشروق المصرية في

04.02.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004