كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 

ستموت في العشرين..

فيلم يراهن على الجرأة وخرق التابوهات الدينية

الجونة: عدنان حسين أحمد

عن فيلم «ستموت في العشرين»

   
 
 
 
 
 
 

ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في الدورة الثالثة لمهرجان الجونة السينمائي تم عرض فيلم "ستموت في العشرين" للمخرج السودانى أمجد أبو العلاء، المستوحى من قصة "النوم عند قدميّ الجبل" للقاص والروائى السوداني حمور زيادة. وقد فاز هذا الفيلم بجائزة "أسد المستقبل" في الدورة الـ 76 لمهرجان فينيسيا السينمائي وهو يستحق هذه الجائزة عن جدارة لمعالجته الفنية لعدد من النقاط الجريئة والحساسة في عالمنا العربي من بينها الجنس، والدين، وخرافة الأقدار المرسومة التي يفبركها رجال الدين أو الدراويش أو المتصوفة ومنْ يدور في فلكهم.

يعتمد فيلم "ستموت في العشرين" على قصة بسيطة تخلو من التعقيد مفادها أن الطفل الصغير "مُزمِّل" يولد في قرية سودانية صغيرة تتميز بطابعها الديني الذي يخرج عن الأجواء الصوفية المُتعارف عليها ويسقط في فخ الخرافات والأساطير. فهذا الطفل الصغير الذي يتعلّم القرآن الكريم في الكتاتيب يكتشف أنه ملعون بنبوءة أحد الدراويش الذي قال بأنه سوف يموت حينما يبلغ العشرين من عمره، ولم يكن أمامه من بُدٍ سوى التكيّف مع أجواء هذه الفكرة الخرافية التي هيمنت عليه وجعلته ميتًا في الحياة حتى يعود سليمان، المصور السينمائي إلى قريته الصغيرة التي غادرها شابًا ليكتشف العالم الكبير قبل أن يعود إليها ثانية من دون أن يفرّط بجهاز العرص السينمائي الذي يعدّه مزمل نافذة حقيقية مغرية لرؤية العالم والإطلال عليه بواسطة هذه العين السحرية التي تجلب إلى الأعين والأذهان صور الممثلات والراقصات الجميلات من أصول عربية وأجنبية لم يعتد عليها هذا الشاب الذي يمكن أن نعدّه سجين قريته،وأسير أفكارها التي لا تتجاوز حدود التقاليد الاجتماعية والدينية التي تربي عليها في هذا المحيط القروي الضيّق.

لابد من الإشارة إلى أن قصص الكاتب السوداني حمور زيادة تنتمي إلى تقنية السهل الممتنع التي تُوحي للمتلقي بأنه يستطيع الإتيان بمثلها لكنها في واقع الحال عصيّة على التقليد غير أنّ كاتب السيناريو ومخرج الفيلم أمجد أبو العلاء استطاع أن يلتقط جوهر الثيمة القصصية ويبني عليها رؤيته السينمائية التي تنتصر للصورة البصرية من دون أن يضحّي بالمعنى أو المضمون القصصي الذي انتقى منه أكثر الموضوعات رهافة وحساسية حيث جمع فيه إضافة إلى "لعنة الموت" المُتَخيلَة" التي قوّضت الأسرة برمتها، قصة الحُب التي نشأت بينه وبين نعيمة، الفتاة التي أحبته وانجذبت إليه لكنه لم يلتفت إليها كثيرًا لأنه ذهنه كان مشغولاً بأمور حياتية ودينية من بينها قراءة القرآن الكريم وحفظه عن ظهر قلب، ولعله الشاب الأول الذي يحفظ القرآن الكريم كله في هذه القرية الصغيرة النائية التي لا يفتت عزلتها سوى مشاعر الحُب التي استيقظت في أعماق نعيمة " بونا خالد" وعبّرت عنها بجرأة نادرة في هذه المضارب من الأرض السودانية المترامية الأطراف.

يمكن أن نُعد هذا  الفيلم نوعًا من الميتا سرد البصري إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار شخصية سليمان التي جسّدها ببراعة الفنان "محمود السرجي" وهو يستعيد قصة حياته ويرويها لمزمِّل "مصطفى شحاتة" الذي نتوقع له مستقبلاً سينمائيًا واعدًا إن هو واصل زخم مشواره الفني في السنوات القادمة بهذا القدر من الحماس والتأني في اختيار الأدوار الفنية المركبّة التي تكشف عن قدراته التمثيلية المعبِّرة. فالأشرطة المصورة، والذكريات الماضية التي رواها سليمان هي ميتا سرد واستعادة مقصودة لكي تعمّق رؤية هذا الشاب الممتَحن الذي وثِق بما قاله الدرويش أو رجل الدين المتصوف وصدّقته الأسرة بكاملها فتفرقوا أيدي سبأ.

تنطوي شخصية مُزمِّل على ميل غريزي تغذّيه الثقافة المحلية التي لا يمتلك غيرها لكنّ هذه النزعة سوف تنهار  غبّ لقائه بسليمان الذي يتناول المشروبات الروحية، ويشاهد الأفلام، ويستمع إلى الموسيقى والأغاني العربية الجميلة، ويحرّضه على ممارسة الخطيئة التي لم يسبق له أن مارسها من قبل. فهذا الشخص هو بمثابة المحرّض الذي يشعل فيه شرارة التمرد ولولاه لبقي أسير القرية وما يدور فيها من أفكار خرافية بالية ولكنه إثر وفاة سليمان سيمارس الخطيئة، ويتعرّف على المعنى الحقيقي للذة حينما يغتصب زوجة سليمان ويقرر في خاتمة المطاف أن يختار بين انتظار الموت الذي رسم خطته الدرويش أو أن يلحق بإحدى السيارات التي تنقله نقلة جذرية إلى العالم الجديد الذي صوّره سليمان بطريقة رومانسية مغرية كأن ينساب من النيل إلى مصر ومنها إلى إحدى الدول الأوروبية المليئة بالدهشة والإبهار.

ربما يكون المشهد الأخير قصيرًا جدًا على الرغم من كونه البداية الحقيقية التي ستقلب حياة مُزمِّل رأسًا على عقب لكن المخرج المبدع أمجد أبو العلاء راهن على الداخل السوداني بطبيعته الريفية البريئة التي تعتمد كليًا على الموروثين الديني والشعبي وما يتخللهما من قصص وحكايات لا تخرج عمّا هو متعارف عليه حيث التكايا، وبيوت الله، وقصص الناس البسطاء التي تخلق بالنتيجة ذاكرتهم الجمعية المتصالحة مع أبنائها في الأعم الأغلب، أما المتمردون فهم قلّة على شاكلة سليمان الذي أثرّ بقوة على قناعات مُزمِّل وحرّضه على الرحيل واكتشاف العالم.

يتناول الفيلم في جانب منه متلازمة الخوف من الغرق، والخشية من الخوض في الماء ذلك لأن أقرانه الصبيان كانوا يتنمّرون عليه، ويحشرونه في صندوق مغلق هو أقرب إلى التابوت أو القبر منه إلى أي شيء آخر، كما كانوا يضربونه، ويوبخونه كثيرًا كلما سنحت لهم الفرصة، ومع ذلك فقد كان الفتى الأبرز بينهم، ولعله الأذكى لأنه هو أول من حفظ القرآن، وتلاه على مسامع الآخرين بحضور أمه التي تعلّق بها كثيرًا، وبغياب والده الذي تخلى عنهما بحجة جمع المال وتوفيره لأسرته الفقيرة التي كانت تحتاج إلى حضوره فقط أكثر من أي حاجة مادية أخرى.

يبدو أن الموروث الشعبي السوداني هو الذي أغرى الجهات الأوروبية لأن تموّل هذا الفيلم الذي خرج عن المألوف وطرح بقوة أفكارًا جريئة لم نعهدها في الأفلام السودانية السابقة وهي قليلة تجاوزت بالكاد أصابع اليد الواحدة، فشريط "ستموت قريبًا" هو الفيلم السوداني الطويل السابع بعد توقف دام لعقد أو يزيد من السنوات. ولعل هذه الجرأة متأتية من المخرج نفسه الذي وُلِد وترعرع في دولة الإمارات العربية المتحدة، ودرس الإعلام فيها، ومارس إخراج الأفلام الوثائقية لعدد من القنوات التلفازية المحترِفة. كما أنجز العديد من الأفلام القصيرة التي شاركت في بعض المهرجانات السينمائية المحلية والعربية والعالمية وحصد العديد من الجوائز وشهادات التقدير نذكر منها "تينا" و "ريش الطيور"، و "على رصيف الروح" و "إستوديو" الذي أشرف عليه المخرج الإيراني الراحل عباس كياروستمي ونال هذا الفيلم جائزة التحكيم من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية. وعلى الرغم من مشاركة 15 فيلمًا روائيًا طويلاً في هذه المسابقة بينها أفلام عالمية من العيار الثقيل إلاّ أن هذا الفيلم ستكون حصة من الجوائز سواء في السيناريو أو الأداء أو الرؤية الإخراجية لأمجد أبو العلاء الذي نتوقع منه الكثير في السنوات القادمة.

 

رأي اليوم اللندنية في

01.10.2019

 
 
 
 
 

علي الكشوطي يكتب:

ستموت في العشرين.. أمجد أبو العلاء يعيد الحياة للسينما السودانية

أسئلة حتمية وجدلية وجريئة طرحها الفيلم السودانى "ستموت فى العشرين" بعد غياب لسنوات طويلة للسينما السودانية بعد أن تم تجريف السودان من دور العرض السينمائي وأى منافذ لعرض الأفلام.

المخرج أمجد أبو العلاء، مخرج فيلم "ستموت فى العشرين" الذى ولد وتربى خارج السودان، أثر غيابه عن هذا الوطن فيه بالكثير من الإيجابية، حيث جعل عينيه حساسة لكل ما هو جميل وغنى ويصلح للشاشة وبالتالى أصبح لديه أرض خصبة لإعادة ميلاد السينما السودانية من خلال فيلم "ستموت فى العشرين" الذى كان ليموت لولا الحراك الشعبى في السودان.

يضع أمجد أبو العلاء، فى فيلمه الذى عرض بمهرجان الجونة ونال جائزة نجمة الجونة الذهبية، الموت والحياة في مواجهة بعضهما البعض ضاربًا لكمة قوية في وجه الخرافات والتقاليد والعادات التي يؤمن بها أهل السودان حول العارف بالله الشيخ الأمين الذي يمنح البركات والهبات ويدلو بدلوه مستندًا إلى علاقته بالله ومتدخلاً في شئونه فهو من يمنح الموت والحياة ويتحكم في مصير العباد فقط لأنه العارف بالله والشيخ المختار وطبقًا للعادات هناك فالشيخ لا يكذب وكأنه لسان الله على الأرض أو ربما رسول أو نبي رغم أن محمد آخر الأنبياء.

أسئلة جدلية ومثيرة طرحها أبو العلاء حول علاقة الإنسان بربه وتحكمات الشيوخ في تلك العلاقة وتقبل الوهم والرضا والإيمان به تنفيذًا لكلام المتاجرين بالدين وبائعي المغفرة عن الإيمان بالعقل وتغليب الفكر والحكمة.

فحوي فيلم "ستموت في العشرين" بسيطة رغم عمق الطرح والتنفيذ فشيخ من الشيوخ ممن لديه مريدون وعشاق يتنبأ بأن "مزمل" الطفل الرضيع ابن "سكينة"، سيموت في العشرين من عمره ليقلب حياة سكينة رأسًا على عقب لمدة عشرين سنة كاملة تعاني فيها من انتظار موت ابنها "مزمل" ليعيش "مزمل" جسدًا بلا روح هيئة إنسان ينتظر الموت في سن العشرين وبين مرحلة النبوءة وبلوغ العشرين الكثير والكثير من التفاصيل التي تكشف هيمنة الوهم وتجار الدين على عقول البسطاء من السودانيين، وكيف أفسدت تلك الأمور حياتهم وحولتها إلى الخوف من الحياة.

الفيلم السودانى "ستموت فى العشرين" تأثر كثيرًا بالسينما المصرية ومخرجيها وهو ما يؤكده مخرج العمل فالعمل لولا أنك تعلم جيدًا أن الأحداث تدور فى السودان لاعتقدت أنها ربما تدور في إحدى القرى الريفية فى مصر ليس فقط لتأثر المخرج بمصر والمصريين وإنما لأن هناك تاريخ طويل يجمع الشعبين وبالتالى العديد من المعتقدات والتقاليد تتضافر وتتشابك.

الخوف من الحياة والخوف من الوقوع في الخطأ ربما هو الموت في حد ذاته، فما هو المغزي من حياة بلا أخطاء وما المغزى من العيش كالملائكة في أرض يعيش عليها البشر.. ربما ملخص فيلم "ستموت في العشرين" هو دعوة للحياة والانتصار على الموت ليس الموت الذي يحضر بانقضاء عمر البشر وإنما الموت الإرادي الذي يصنعه الإنسان لنفسه ليعيش جسد بلا روح ربما لنبوءة بموته أو لاختيار ناتج عن فهم خاطئ لمعني الحياة والموت.

 

اليوم السابع المصرية في

29.09.2019

 
 
 
 
 

ستموت في العشرين: قصيدة في محبة الحياة

محمد سيد عبد الرحيم

قيام الثورة في نفس وقت تصوير الفيلم ساعد كثيرًا على تهيئة الجو للأفضل في السودان.
-
المخرج السوداني أمجد أبو العلاء للمنصة

ذاق الإنسان لأول مرة طعم الموت حينما غادر الجنة إلى الأرض، بحسب الرواية التوراتية. ففي الجنة، كان الإنسان خالدًا لا يموت وبسبب خطيئة أكل التفاحة من الشجرة المحرمة، عاقبه الله بأن طرده من الجنة ليعرف طعم المرض والألم وفي النهاية يعرف طعم الموت. ولكن الإنسان عرف أيضًا مع هذه الآلام معنى الحياة نفسها حينما وضع نفسه في خطر فشعر بلذة التجربة والخطأ.

في الفيلم الروائي السابع في تاريخ السينما السودانية ستموت في العشرين نعيش مع بطل الفيلم "المزمّل" إشكالية الحياة والموت وخوف الإنسان الدائم من الموت والذي يجعله في أحيان كثيرة ينسى أن يعيش حياته القصيرة مهما طالت فما بالنا بشاب يقال له منذ أن كان طفلًا أنه سيعيش 20 عاما فقط.

يحكي الفيلم الذي فاز مخرجه بجائزة النجمة الذهبية في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في مهرجان الجونة، وقبلها جائزة أسد المستقبل في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، عن المزمّل الذي أخدته أمه حينما كان رضيعًا إلى أحد شيوخ الصوفية ليباركه، إلا أنه يتنبأ بأنه سيموت حينما يتم العشرين.

ولعشرين عامًا تالية نشهد كيف تؤثر هذه النبؤة على حياة بطل الفيلم. فبدلًا من أن يموت مرة واحدة في نهاية النبؤة، يموت كل يوم بسبب الخوف من كل شيء في الحياة. وبذلك يعيش في وهم رهبة الموت فيتيه في صحراء انتظار الموت الذي يعكر صفو الحياة فلا يستطيع رؤية ذاته على صفحة عالمه الآني فما بالنا بمستقبل حياته.

فيلم ستموت في العشرين من بطولة مصطفى شحاتة وإسلام مبارك ومحمود السراج وبنة خالد وطلال عفيفي وآمال مصطفى ورابحة محمود ومعتصم رشيد وعسجد محمد، وكتب قصته الروائي حمور زيادة، وسيناريو يوسف إبراهيم وأمجد أبو العلاء، وتصوير سباستيان جويفرت، ومونتاج هبة عثمان، وموسيقى أمين بوحافة، وإخراج أمجد أبو العلاء.

قهر يفتك بشبح أمة

ينتقد الفيلم أحد مظاهر المجتمع السوداني من تقديس للموت بدلًا من الحياة. فهذا المجتمع، بحسب الفيلم، الذي يؤمن بالخرافات من نبوءات وفأل سيئ وزار وتقديس للشيوخ والدراويش رغم جهلهم وتجارتهم في البشر؛ يمنعهم من التمتع بالحياة أو حتى الخروج من هذه القرية التي تشبه الكهف الموصد على أهله والذين لا يستطيعون الهروب منه.

كل هذه المظاهر تُطبق على عنق بطل الفيلم فتخنقه منذ الولادة وكأنها تحكم عليه، قبل حتى حكم الشيخ والنبؤة، بالموت مهما طالت حياته.

نشهد في الفيلم حياة المزّمل وهو رضيع ثم وهو طفل وأخيرًا وهو شاب يكاد يبلغ العشرين. وفي هذه السن التي يتفتح فيها وعي الإنسان، يظهر سليمان العائد من الخارج والذي يمثل الجيل القديم الذي حاول من قبل التحرر من هذه القيود عبر السفر والحب والفن ولكنه وبعد عقود طويلة يعود إلى نفس المكان الذي هرب منه.

سليمان كان صديقًا لوالد المزمّل في شبابه. ورغم أن الشخصيتين تختلفان طوال حياتهما حيث هرب الأول من القرية بحثًا عن العمل تاركًا خلفه أسطورة وفاة ابنه في العشرين، بينما غادر الثاني القرية لاكتشاف العالم والحياة، إلا أن مصيرهما كان واحدًا.

الأب وصديقه عادا إلى نفس القرية ليجدا أن الحال بقي على ما هو عليه بلا أي تغيير. فسكان القرية يعيشون كالموتى الأحياء: يعملون ويصلّون ويتزوجون وينجبون، وكأنهم يهربون من الحياة عبر عدم الحياة، حيث يحاصرون أنفسهم بآيات الموت وعذاب القبر والحساب، معتبرين الموت هو الخلاص أو السلوى في هذه الحياة قبل الولوج إلى حياة أخرى في زمان آخر ومكان آخر.

بحركة كاميرا متأملة وشاعرية ومونتاج يعرف كيف يحكي بانسيابية؛ نعيش قصة البطل الذي يحتاج لمن يزمّله مثلما زمّلت السيدة عائشة النبي محمد حتى تبعد عنه الخوف الذي أنتابه بعد هبوط الوحي عليه لأول مرة.

هنا.. بطل فيلم "سوف تموت في العشرين" يحتاج أيضًا إلى امرأة أخرى غير أمه تعيد ولادته مرة أخرى ليتخلص من هذه النبؤة التي حولته إلى ما يشبه الزومبي، ميّت رغم أنه يحيا.

بين "باراديسو" و "الابن الضال"

العلاقة الأبوية بين المزمل وسليمان والمستوحاة من الفيلم الإيطالي الشهير سينما باراديسو (1988)، إخراج جوزيبي تورتاتوري، هي المحرك الأساسي الذي يجعل بطل الفيلم يتأمل وجوده ويأمل في تغييره. هذه العلاقة كانت بمثابة نافذة يطلّ منها المشاهد على التناقض والتقارب بين جيلين في السودان؛ جيل عجوز مُحبط وجيل شاب ورث الإحباط لكنه يحاول التحرر منه.

جيل سليمان المحبط مثل جيل علي مدبولي بطل فيلم عودة الابن الضال (1976)، إخراج يوسف شاهين، والذي يعتبر نموذجًا ومثالًا إيجابيًا وسلبيًا بنفس الوقت لجيل المزمّل، تماما مثل جيل إبراهيم طلبة في فيلم يوسف شاهين.

يشرح الممثل طلال عفيفي الذي قام بدور الأب للمنصة "سفر الأب لم يكن هروبا وتخليًا عن مسؤوليته تجاه ابنه ولكنه كان محاولة لكسب العيش من أجل زوجته وابنه".

هذا الجيل حاول تغيير الواقع في بلاده ولكنه فشل فأصيب بالإحباط ليهرب عبر السفر إلى الخارج أو عبر التقوقع في شرنقة داخل القرية حيث يسمع الموسيقى ويشاهد الأفلام ويشرب الخمر ويمارس الجنس بينما لا يبدي أي اهتمام بالقرية خارج شرنقته. ولكنه وفي نفس الوقت هو الجيل الذي يقود الجيل الجديد ليعرّفه بمظاهر الحياة من حب وثقافة وفن.

يقول الممثل محمود السراج الذي قام بدور سليمان للمنصة "بالفعل تم سحق النوري وسليمان من النظام السوداني حيث استسلم النوري للمجتمع فهرب منه، بينما يحاول سليمان المقاومة عبر المخدرات والخمر والجنس".

الثورة وسط الفيلم

المزمّل في الفيلم ليس رمزًا اجتماعيًا فقط ولكنه أيضا رمز لأمة بأكملها، فالبطل الميت- الحي يحتاج إلى ما يشبه الصدمة من أجل إعادة ولادته مرة أخرى ليعيش حياته، هذه الصدمة التي تعيد الولادة قد يفسرها البعض بأنها الثورة السودانية ونجاحها في الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير وحكومته مطلع هذا العام، لكن الحقيقة تختلف بعض الشيء.

بدأ العمل على الفيلم قبل الثورة التي انطلقت أثناء التصوير، فكيف كان أثر ذلك على طاقم العمل؟

يجيب على هذا السؤال المخرج أمجد أبو العلاء شارحًا للمنصة "قيام الثورة في نفس وقت تصوير الفيلم ساعد كثيرًا على تهيئة الجو للأفضل في السودان عمومًا، كما أثر على عملية تصوير الفيلم نفسه إذ انعكست إيجابًا على العاملين في الفيلم".

فيلم "ستموت في العشرين" يبتعد عن كل ما قد يتوقعه المشاهد الآن من الفنان السوداني من خطابية تعقب الثورات، فهو فيلم ينحو أكثر نحو الأفكار المجردة منه إلى التفاصيل اليومية ولكنه في نفس الوقت يناقشها هذه التفاصيل بعين ناقدة.

عقدة البطل في هذا الفيلم يمكن مدّها لتصبح رمزًا لكثير من شعوب المنطقة العربية التي تعيش كالمومياوات التي حنطها الفراعنة من أجل أن تكون وعاءً لحفظ الروح حتى تصل إلى العالم الآخر وتعيش الحياة الأبدية حيث كل الملذات التي يرغب فيها الإنسان متاحة بلا أي قيود وبلا أي أحكام سلبية على هذه الرغبات الإنسانية.

 

موقع "منصة" في

29.09.2019

 
 
 
 
 

السينما السودانية تحصد جوائز "مهرجان الجونة"

أمجد أبوالعلا وصهيب قسم الباري يفوزان بجائزتي أفضل فيلم طويل وتسجيلي، وتكريم محمد هنيدي بـ"نجمة الإنجاز الإبداعي"

إعداد ناهد نصر

اختتم مهرجان الجونة السينمائي فعالياته على مسرح المارينا المفتوح بمنتجع الجونة السياحي، بحضور فنان أفلام الحركة الأمريكي ستيفن سيجال. وشهد حفل ختام الدورة الثالثة لمهرجان السينما المصري تكريم نجمين عربيين، هما المخرجة الفلسطينية مي المصري، والفنان الكوميدي المصري محمد هنيدي، فيما لم يتم تكريم نجم أجنبي كما جرت العادة في الدورتين السابقتين.

وقال رجل الأعمال المصري سميح ساويرس خلال حفل الختام، أن الدورة الثالثة للمهرجان تواكب الذكي الثلاثين لتأسيس منتجع الجونة السياحي، معلنًا عن الاستعداد لإطلاق مهرجان موسيقي سنوي، على غرار مهرجان السينما، يبدأ فعالياته من العام القادم. من جانبها، قالت الفنانة بشرى، مدير العمليات والشريك في تأسيس المهرجان، إنها تشعر وكأن الليلة هي ليلة الافتتاح وليس الختام، ومهدت لظهور النجم المصري أحمد السقا الذي دعي خصيصًا إلى المسرح لتقديم جائزة الإنجاز الإبداعي لزميله محمد هنيدي الذي شاركه في بداياته من خلال ظهورهما معًا في فيلم "صعيدي في الجامعة الأمريكية"، أواخر التسعينيات. صاحب السقا على المسرح نجيب ساويرس، مؤسس المهرجان، الذي تحدث عن أهمية الكوميديا في السينما وكيف أنها لا تقدر بالشكل الكافي نقديًا.

شكر هنيدي إدارة المهرجان وأشاد بنجاحه المتزايد من دورة إلى أخرى. وقال إنه ليس بحاجة إلى شكر السقا على وجوده على المسرح في هذه اللحظة المهمة لأنه يشعر بما في داخل قلبه من مشاعر أخوة. وفي إشارة إلى الفيلم الذي مثل نقطة تحول في حياة هنيدي وجيله الذي ارتبط بوصف النقاد حينها بـ"جيل الشباب"، مع ما مثله الفيلم من انطلاقة للسينما المصرية بشكل مختلف ودماء جديدة. وتسلم هنيدي درع التكريم "نجمة الجونة للإنجاز الإبداعي"، على خلفية أغنية "كامننا" التي أداها في فيلم "إسماعيلية رايح جاي". وقال هنيدي: "لقد طلبت من خلال هذه الأغنية عدة طلبات لكن ما تحقق بالفعل هو أكبر بكثير من كل أمنياتي، وخاصة حب الجمهور وحب الزملاء ويشرفني أن أكون واحد من الأسرة الفنية المصرية".

وخلال الإعلان عن الأفلام الفائزة بجوائز مهرجان الجونة السينمائي لهذا العام توالى عدد من نجوم السينما والتلفزيون المصريون والعرب على الظهور على خشبة المسرح لتسليم الجوائز، من أبرزهم النجمة ليلى علوى التي تحدثت عن أهمية المهرجانات في دعم صناعة السينما، مشيرة إلى الدور الذي يلعبه مهرجان الجونة في دعم صناع الأفلام من خلال تقديم جوائزه بقيمة تزيد على 250 ألف دولار أمريكي لمشروعات الأفلام في مرحلة الإنتاج وما بعد الإنتاج، تحت مظلة برنامج منصة الجونة السينمائي، المتخصص في دعم مشروعات أفلام السينمائيين العرب والتي أعلن عن نتائجها قبل يوم من ختام المهرجان.

كما صعد إلى المسرح أيضًا الفنان أحمد داود ليقدم جائزة أفضل ممثلة، والتي ذهبت إلى الفنانة التونسية هند صبري عن دورها في فيلم "حلم نورا" للمخرجة التونسية هند بوجمعة. صاحب ظهور هند صبري على المسرح تصفيق حاد من الجمهور فيما عبرت "صبري" عن سعادتها لتسلم الجائزة التي قالت عنها "أنا أحصل على جائزة عن فيلم من بلدي في بلدي" وأهدت الجائزة لفريق الفيلم ولزوجها ووالدتها وابنها قائلة أنها لولا كل هؤلاء لما تمكنت من التفرغ لصنع الأفلام. كما تحدثت أيضًا عن دعم مهرجان الجونة لفيلم "حلم نورا" منذ كان في مرحلة الصناعة بحصوله على منحة منصة الجونة لدعم مشروعات الأفلام.

وتميزت الدورة الثالثة للمهرجان بحضور لافت للأفلام العربية على منصة الجوائز؛ حيث حصدت الأفلام العربية 11 جائزة من بين 18 جائزة يمنحها المهرجان في مسابقاته الرئيسية الثلاثة للفيلم الروائي والتسجيلي والطويل، فضلًا عن جائزة النقاد، وجائزة أفضل فيلم آسيوي، وجائزة الجمهور.

وكانت المفاجأة الكبرى حصول فيلمين سودانيين على أهم جوائز المهرجان، في فئتي أفضل فيلم روائي طويل، وقيمتها 50 ألف دولار أمريكي، وأفضل فيلم تسجيلي طويل وقيمتها 30 ألف دولار إذ حصد المخرج السوداني أمجد أبوالعلا عن فيلمه جائزة أفضل فيلم روائي طويل عن فيلمه "ستموت في العشرين"، وهو الفيلم السوداني الأول الذي يحصد جائزة في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، فيما حصد جائزة أفضل فيلم تسجيلي طويل المخرج صهيب قسم الباري عن فيلمه "حديث عن الأشجار"، والذي كان قد حصد سابقًا جائزتين من مهرجان برلين السينمائي الدولي.

وضجت القاعة بالتصفيق الحاد والزغاريد التي انطلقت من فرق عمل الأفلام والمدعوين احتفاء بفوز الأفلام السودانية بأرفع الجوائز، بعد أن قال المخرج المصري خيري بشارة، رئيس لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الروائي الطويل، قال مازحًا بعد إعلان جائزة فيلم ستموت في العشرين: "عاوزين نسمع زغرودة سودانية حلوة" وهي الدعوة التي استجاب لها جمهور الحفل.

يذكر أن مسابقة الفيلم التسجيلي الطويل يترأس لجنة تحكيمها المخرج والمنتج والممثل السنغالي موسى توريه، بينما ترأس لجنة تحكيم مسابقة الفيلم القصير المخرج المصري مروان حامد. وضمت لجان تحكيم مسابقات المهرجان المختلفة أسماء عالمية وعربية لامعة من بينها النجمة التونسية درة زروق، والمخرج العراقي محمد الدراجي، والمخرجة الفلسطينية مي مصري التي حصلت على جائزة الإنجاز الإبداعي لهذا العام. بالإضافة إلى المخرج والمنتج السوري المرشح للأوسكار 2019 طلال دركي، ومصممة الأزياء ناهد نصر الله. ومن خارج العالم العربي ضمت لجان التحكيم اسم مهندس الصوت العالمي رسول بوكاتي، الحائز على جائزة الأوسكار لأفضل إنجاز في مكساج الصوت عن فيلم "المليونير المتشرد"، وضمت لجنة تحكيم شبكة تعزيز السينما الأسيوية "نيتباك" في عضويتها من الأسماء العربية الناقد والكاتب البحريني حسن حداد.

وانتزعت الأفلام العربية 4 جوائز من أصل 6 جوائز في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة؛ فبالإضافة للفيلم السوداني الحائز على الجائزة الأولى حصل فيلم "آدم" للمخرجة المغربية مريم توزاني على نجمة الجونة البرونزية و 15 ألف دولار. بينما حصد فيلم بابيشا للمخرجة الجزائرية مونية لمدور على جائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم عربي روائي طويل وقيمتها 20 ألف دولار. ومن خارج العالم العربي حصل فيلم عيد القربان للمخرج يان كوماسا على نجمة الجونة الفضية للفيلم الروائي الطويل وقيمتها 25 ألف دولار، وهو الفيلم الذي حصل بطله بارتوش بيلينا على جائزة أفضل ممثل.

وفي مسابقة الفيلم التسجيلي الطويل بالإضافة إلى انتزاع الفيلم السوداني لجائزتها الأولى، حصل الفيلم العربي "143 طريق الصحراء" للمخرج الجزائري حسن فرحاني على جائزة نجمة الجونة الفضية للفيلم الوثائقي الطويل وقيمتها 15 ألف دولار، وحصل فيلم "إبراهيم إلى أجل غير مسمى" للمخرجة الأردنية الفلسطينية لينا العبد، وقيمتها 10 آلاف دولار. فيما ذهبت برونزية الفيلم التسجيلي الطويل وقيمتها 7500 دولار لفيلم "كابل مدينة في الريح" للمخرج الأفغاني أبوزار أميني، الذي حصل أيضًا على جائزة لجنة تحكيم "نيتباك" لأفضل فيلم آسيوي.

وانتزعت الجائزة الأولى لأفضل فيلم قصير المخرجة الإيرانية سونيا حداد عن فيلمها "امتحان" وقيمتها 15 ألف دولار يليها فيلم "أمي" للبناني وسيم جعجع الذي حصل على نجمة الجونة الفضية وقيمتها 7500 دولار وحصلت زين دريعي المخرجة الأردنية على جائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم عربي قصير عن فيلمها "سلام" وقيمتها 4000 دولار.. ومن خارج العالم العربي حصل فيلم "لحم" للمخرجة كاميلا كارتر على برونزية مسابقة الفيلم القصير وقيمتها 5000 دولار. وحصل فيلم السادس عشر من ديسمبر للمخرج ألفارو جاجو دياز على تنويه خاص من لجنة التحكيم.

إعلان

وفيما ذهبت جائزة سينما من أجل الإنسانية التي يمنحها الجمهور لفيلم يعني بالقضايا الإنسانية إلى الفيلم الفرنسي "البؤساء" للمخرج لادج لي، وقيمتها 20 ألف دولار. انتزع الفيلم العربي "1982" للمخرج اللبناني وليد مونس على جائزة لجنة تحكيم فيبريسي التي تمنح للمرة الأولى في مهرجان الجونة.

 

موقع Vice في

30.09.2019

 
 
 
 
 

بعد حصد جائزة "الجونة".."ستموت في العشرين" يشارك في "هامبورج السينمائي"

كتب- مصطفى حمزة:

في رابع مشاركة له بالمهرجانات السينمائية يعرض الفيلم السوداني "ستموت في العشرين" للمخرج أمجد أبو العلاء، بالدورة السابعة والعشرين لمهرجان هامبورج السينمائي بألمانيا، والذي بدأت فعالياته الخميس الماضي.

وغادر المخرج أمجد أبو العلاء، اليوم الثلاثاء، القاهرة، متوجها إلى ألمانيا لعرض الفيلم بالمهرجان، عقب مشاركته بصحبة المنتجين المصري حسام علوان والسوداني محمد العمدة في حلقة خاصة مع الإعلامية منى الشاذلي وبرنامجها "معكم"، للحديث عن العمل.

ومن المقرر- أيضا- عرض الفيلم بمهرجان الفيلم العربي بألمانيا الذي تقام فعالياته من 4 إلى 12 أكتوبر، وكان قد حصل مؤخرًا على جائزة النجمه الذهبية بالدورة الثالثة لمهرجان الجونة السينمائي، ونال جائزة "أسد المستقبل"، كأفضل عمل أول لمخرجه في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، وأقيمت له أربع عروض في مهرجان تورنتو السينمائي.

الفيلم مستوحًي عن رواية للكاتب السوداني حمور زيادة بعنوان "النوم عند قدمي الجبل"، ويشارك في بطولته مصطفى شحاتة، أسما مبارك، محمود السراج، طلال عفيفي، بونا خالد، موسيقى أمين بوحافة، مونتاج هبة عثمان، ديكور رشا خفاجي، إنتاج حسام علوان ومحمد العمدة.

 

موقع "مصراوي" في

01.10.2019

 
 
 
 
 

10 أكتوبر.. عرض "ستموت في العشرين" بمركز الإبداع الفني

علاء عادل

يعرض فيلم "ستموت في العشرين" الساعة السابعة مساء يوم 10 أكتوبر المقبل، بمركز الإبداع الفني بدار الأوبرا المصرية، بحضور أسرة الفيلم ولفيف من النجوم ونقاد السينما.

الفيلم يعرض ضمن عروض نادي السينما الأفريقية بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية، وذلك من خلال مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية "صندوق اتصال" والذي حصل الفيلم على جائزة دعم لإنتاجه من الصندوق عام 2016.

"ستموت في العشرين" هو أول فيلم روائي طويل ينتج في السودان من أكثر من 26 عاما للمخرج أمجد أبوالعلا، الحائز على جائزة "أسد المستقبل" بمهرجان فينيسيا في دورته الـ 76 وجائزة أحسن فيلم من مهرجان الجونة 2019.

 

البوابة نيوز المصرية في

02.10.2019

 
 
 
 
 

رأي محمد فراج في فيلم "ستموت في العشرين"

محمد سلطان محمود

عبر الفنان محمد فراج عن إعجابه الشديد بالفيلم السوداني "ستموت في العشرين" للمخرج أمجد أبو العلاء، والذي حصل على جائزة نجمة الجونة الذهبية لأفضل فيلم في الدورة الثالثة من مهرجان الجونة السينمائي.

أوضح فراج خلال حواره مع شريهان أبو الحسن في سهرة خاصة عرضتها قناة ON E، على هامش مهرجان الجونة، أنه شاهد فيلم "ستموت في العشرين" خلال تواجده في مهرجان تورنتو، قبل أن يشاهده من جديد خلال عرضه في الجونة، موجهَا التحية إلى مخرج الفيلم أمجد أبو العلاء.

كما أشاد محمد فراج بمجهود إدارة مهرجان الجونة السينمائي في اختيار الأفلام المشاركة بالمهرجان، مؤكدًا أنه كفنان يحرص على حضور المهرجانات كونها تتيح له مشاهدة عدد من الأفلام المميزة التي يصعب مشاهدته في دور العرض السينمائي.

 

موقع "في الفن" في

02.10.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004