كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 

رحيل فاروق الفيشاوي مكافح السرطان حتى النفس الأخير

فقد والده في طفولته وغيّر مسار حياته حباً في التمثيل

هيثم عسران

عن رحيل عراف الأداء

فاروق الفيشاوي

   
 
 
 
 
 
 

·        عشقه للسينما الجادة دفعه إلى البقاء بلا عمل 5 سنوات بانتظار مشروع جيد يعود به إلى الجمهور

·        ترك قسم اللغات الشرقية وتوجه إلى معهد الفنون المسرحية

·        أنعام محمد علي منحته فرصة ذهبية بترشيحه لزوجها محمد فاضل لبطولة أحد الأعمال

·        «القومي للمسرح» أعلن تكريمه خلال الدورة المقبلة التي تقام الشهر المقبل

·        الراحل قدم أكثر من 100 فيلم سينمائي في مسيرته الفنية

·        حضور كثيف خلال تشيع الفيشاوي إلى مثواه الأخير

بعد صراع مع مرض السرطان، وجراحة فاشلة أدخلته في غيبوبة، رحل الفنان القدير فاروق الفيشاوي أمس، وشيعت جنازته من مسجد مصطفى محمود، وسط وداع فني وشعبي للراحل الذي قدم العديد من الأدوار المميزة. ولد فاروق الفيشاوي بمحافظة المنوفية، فوالده مهندس زراعي، ووالدته كانت ربة بيت. نزحت الأسرة إلى القاهرة وكان عمره ثلاث سنوات، واستوطنت حي شبرا، حيث أمضى طفولته ومراهقته وشبابه في مدارسها الابتدائية والإعدادية والثانوية، وهو الابن الخامس لأبيه من وسط 6 أبناء. بدأ الفيشاوي هواية التمثيل عندما كان طفلاً، وأول شخصية قدمها على خشبة مسرح المدرسة الابتدائية كانت الزعيم أحمد عرابي، كان وقتئذ في الصف الرابع الابتدائي قصيراً لا يظهر على المسرح، لدرجة أن أسرته جاءت لتشاهده، وحاولت البحث عن أي علامة لكي تراه.

أول صدمة في حياة الفنان فاروق الفيشاوي كانت رحيل والده عندما كان عمره 11 عاماً، رافق والده في زيارة شقيقته الكبرى، وعندما دخل للاستراحة في غرفة النوم قليلاً فوجئوا بوفاته، حينما حاولوا إيقاظه من النوم، وهو ما قال عنه "الواحد لما كبر أدرك كم كان أبي سعيداً. تعمل وتموت بالراحة ولا تتعب ولا تتعب أنت من حولك، ما أجمل ذلك".

التحق الفيشاوي بكلية الآداب في جامعة عين شمس بنية التخصص في اللغة الإنكليزية، لكنه تأخر في التسجيل أسبوعين ليجد القسم أغلق مكتفيا بالعدد، مما اضطره إلى أن يدخل قسم اللغات الشرقية متخصصا في اللغة التركية، وفي السنة الثانية ترك كل هذا وتوجه إلى معهد الفنون المسرحية.

أصبح الفيشاوي عضواً بفريق المسرح بالجامعة، وشارك في تقديم مسرحية "المصيدة" التي كتبتها أغاثا كريستي، وشاهدها الراحل الكبير عبدالرحيم الزرقاني الذي كان أحد المحكمين لمسابقات الجامعات، وبعد انتهاء العرض طلب منه في هدوء شديد الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية.

منذ تلك اللحظة فكّر في الاحتراف، وبدأت تلح عليه الفكرة، وكان يلتقي مع الزرقاني في مناسبات متفرقة، فيذكره كل مرة ويقول له "انت لا تصلح لشيء آخر أنت ممثل"، وهو ما دفعه إلى الالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، وقام بتأجيل امتحاناته بكلية الآداب لخوفه من الفن، إلى أن ترك الجامعة بشكل كامل عقب تخرجه في المعهد.

المواجهة الأولى

أول مواجهة بين الفيشاوي والكاميرا كانت من خلال فيلم "الحساب يا مدموازيل" الذي قامت ببطولته لبلبة ونيللي، حيث رشح من اساتذة المعهد باعتباره أحد الوجوه الجديدة للمخرج أنور الشناوي، وكان هناك مشهد يؤديه بمفرده وهو يمسك بسكين ويرفعها ويهبط بها في منتصف الكادر، وكانت الكاميرا منخفضة، ونظرا لشدة توتره وخوفه من كسرها لو هبطت السكين عليها كانت يده ترتعش، وتسبب الخوف والتوتر في إعادة المشهد 12 مرة.

أما أول عمل قدمه فكان مسلسل سهرة بالتلفزيون بعنوان "قابيل وهابيل" وجسد فيه دور الشيطان، واختاره للدور المخرج محمد عيسى عندما شاهده مع فريق الجامعة، بينما كان أول مبلغ يحصل عليه جنيها واحداً عن كل ليلة عرض، عندما كان يمثل دور كومبارس في مسرحية "أقوى من الزمن" على المسرح القومي، وكان وقتئذ طالبا بمعهد الفنون المسرحية.

فرحة حقيقية

تبنى الزرقاني الفيشاوي فنياً، واستعان به في بطولة مسرحية "طائر البحر" لتشيكوف فور تخرجه من المعهد عام 1975، ولكن تأخر ظهورها حتى 1979، ومع ذلك ظل الزرقاني متمسكا به كبطل للمسرحية طوال هذه الفترة، بعدها انتقل للتلفزيون وقدم مجموعة من المسلسلات في البداية حتى جاءت الفرصة الحقيقية مع المخرجة أنعام محمد علي في مسلسل "حصاد العمر"، الذي كان أول عمر مهم يقدمه الفيشاوي.

منحت انعام محمد علي الفيشاوي فرصة ذهبية بترشيحه لزوجها آنذاك المخرج محمد فاضل، الذي كان يختار ابطال مسلسل "بابا عبده"، حيث رشح لشخصية الدكتور ماجد، والتي رفض فاضل في البداية إسنادها إليه، ليس بسبب عيب في التمثيل ولكن الشخصية التي قدمها في مسلسل "حصاد العمر" تحمل نفس ملامح الدكتور ماجد في مسلسل "بابا عبده"، فكلاهما ابن، وكلاهما طبيب لا يشعر إلا بنفسه، ولكنه في النهاية أصيب باليأس بعد رفض 10 ممثلين للدور، ليس لأنه سيئ، لكن لأنه شرير، وبعض الممثلين يخشون من أداء ادوار الشر، والواقع أن يأس فاضل كان الدافع الوحيد لقبوله مشاركة الفيشاوي في العمل.

فرصته كبرى

استمر التعاون بين الفيشاوي وفاضل أكثر من عمل منها "صيام صيام"، إلى أن جاءت فرصته الكبرى معه ومع واحد من اهم كتاب الدراما في مصر، وهو محسن زايد من خلال مسلسل "ليلة القبض على فاطمة"، ليقدم شخصية أمين المنزلاوي.

لم يضع الفيشاوي خطة محكمة بعد نجاحه كفنان شباب، عندما جاءته فرصة العمل بالسينما قبلها بلا تردد، وانطلق في مجموعة من الأفلام المهمة مثل "المشبوه" مع عادل إمام، و"الباطنية" مع نادية الجندي، وغيرهما، وبدأ تصنيفه كممثل سينمائي.

طبيب شاب

كرر الفيشاوي أدوار الانتهازي الوسيم كثيرا في بداياته الفنية، وهو ما ارتبط بوجود نقص فيمن يقوم بهذه الأدوار من الممثلين الشباب، فبدأ يشعر بالملل من التكرار، وقرر تغيير جلده عدة مرات، وهو ما قال عنه في حوار سابق "معظم أدواري التي اخترتها احببتها ولم يفرض دور بذاته فقدمت دور الطبيب في فيلم "ارجوك اعطني هذا الدواء" ومثلت دور الانتهازي القانوني في فيلم "غدا سأنتقم"، وكذلك مثلت دور طبيب شاب في "الطاغية"، كما مثلت دور ضابط الشرطة من خلال اكثر من فيلم مثل "المشبوه"، وقدمت أدوارا كوميدية جبناً إلى جنب مع أدوار الأكشن".

السينما النظيفة

لم يعرف الفيشاوي ما يسمى بالسينما النظيفة وغير النظيفة، إذ وجدها عبارة مقززة، لأن الفن من وجهة نظره ليس أرضيات أو ملابس للتنظيف، فالسينما لها بريقها، ومهما شاهد الجمهور من مسلسلات تلفزيونية وتطور في التصوير والدراما فلا أحد يضاهي سحر السينما وجمالها، حينما تنطفئ الأضواء، ويسود الظلام وتلمع الشاشة والسينما، فهي للفنان أرشيفة الحقيقي الذي لا يضيع بعكس التلفزيون، فهو جهاز بلا ذاكرة من وجهة نظره.

انتقد الفيشاوي منظومة السينما في السنوات الأخيرة وتحديداً من بداية الالفية، فعشقه للسينما الجادة دفعه للبقاء بدون عمل خمس سنوات قي انتظار مشروع سينمائي جيد يعود به إلى الجمهور، بينما عانى الشائعات التي وصفها بأنها دائما ما تظلمه وهو ما جعله لا يرد عليها.

فرسان آخر الزمان

في مسيرته الفنية، قدم الفيشاوي أكثر من 100 فيلم سينمائي، منها على سبيل المثال "فرسان آخر الزمان"، "الشطار"، "غرام وانتقام بالساطور"، "الجاسوسة حكمت فهمي"، "الشيطان يغني"، "شقة الاستاذ حسن"، "مطاردة في الممنوع"، "ابناء الشيطان"، بينما كانت آخر أعماله السينمائية "ليلة هنا وسرور" مع محمد إمام.

وفي التلفزيون قدم عشرات الأعمال الناجحة منها "ادهم وزينات وثلاث بنات"، "كناريا وشركاه"، "البر الغربي"، "خيال الظل"، "ألف ليلة وليلة : الشاطر حسن"، "الدوائر المغلقة"، "عفريت القرش"، "ثورة الشك" وغيرها من الأعمال التي بقيت خالدة بمكتبة التلفزيون.

3 تكريمات

خلال أقل من عام، اختارت 3 جهات الفنان فاروق الفيشاوي لتكريمه عن مسيرته الفنية بدأت بمهرجان الإسكندرية لدول حوض البحر المتوسط في سبتمبر الماضي، حيث اختار الفيشاوي اعلان اصابته بمرض السرطان على المسرح بعد التكريم وقرر مواجهة المرض.

كما كرمه المركز الكاثوليكي للسينما في مهرجانه السينمائي بنسخته الأخيرة، إذ حرص على تسلم التكريم بنفسه بالتزامن مع بدء العلاج من السرطان، بينما أعلن المهرجان القومي للمسرح تكريمه خلال الدورة الجديدة التي تقام الشهر المقبل، تقديراً لمسيرته المسرحية الكبيرة التي اختتمها بتقديم دور جلوستر في "الملك لير" مع الفنان يحيى الفخراني.

زوج متعب وصديق جميل

المرأة في حياة فاروق الفيشاوي شكلت ركيزة أساسية، بداية من علاقته بوالدته، مرورا بحبه لزميلته في مدرسة البنات، مرورا بالفنانة سمية الألفي.

عن قصة حبه لسمية الألفي، قال الفيشاوي: "كنا زملاء، وبيننا أحلام مشتركة، وزاد الحب بيننا، أنا وسمية كنا ثنائيا ظاهرا وناجحا في منتصف السبعينيات، حققنا خطوات جادة كثيرة، وضحينا وبكينا وغضبنا وفرحنا ونجحنا وفشلنا معاً، سمية إحدى أجمل المصادفات في حياتي، تزوجنا وأنجبنا أحمد وعمر. هي كانت دائما سندي في مواقف صعبة تعرضت لها، وكل هذا جعل علاقتي بها تستمر، رغم الطلاق".

وربط الفيشاوي الزواج بالحب، فتزوج للمرة الثانية من سهير رمزي، وحدثت خلافات بينهما، وانفصلا، واستمرت صداقتهما.

أما زوجته الثالثة، نوران، فتزوجها وانفصل عنها في هدوء، فيما أرجع انفصالاته عن زوجاته الثلاث إلى أنه زوج متعب، لكنه أخ وصديق جميل جدا، لذا احتفظ بعلاقة صداقة معهن بعد الانفصال.

تجارب إنتاجية فاشلة

خاض فاروق الفيشاوي تجربة الإنتاج من خلال فيلمين، هما: "استغاثة من العالم الآخر" و"مشوار عمر"، وهي أفلام وجد أنها لن ترى النور من خلال شركات إنتاج تجارية، فقرر وضع تجربة عدد ممن سبقوه في الإنتاج مثل أحمد رمزي في "لا تطفئ الشمس"، ليقدم أعمالا فنية تبقى باسمه كمنتج أيضاً.

خسر فاروق في كل فيلم قام بإنتاجه نحو 80 ألف جنيه، وهو كل ما كان يملكه تقريباً، لكنه لم يشعر بالضيق، فهو فكر في مشروع مطعم وخسر كل أمواله فيه، ومن ثم وجد أن الخسارة في الإنتاج أفضل من الخسارة في المشاريع الأخرى.

توقف الفيشاوي عن الإنتاج، وهو ما قال عنه: "لا أعرف لغة الأرقام، ولا كيفية التعامل معها، تلك اللغة لها أصحابها الذين يحفظون قواعدها، ويستطعون التعامل معها بمنطق المكسب والخسارة، وعموما الإنتاج ليس مهنتي، ولا يمكن أن أفكر في احترافه أبدا".

هاشتاغ الفنان الراحل التريند الأول عربياً

رثاءات متعددة من الفنانين عبرت عن حالة الحزن على رحيل فاروق الفيشاوي، وكان عشرات الفنانين ومحبي الفنان الراحل بالمستشفى، الذي لفظ أنفاسه الاخيرة به، في وقت ضجت مواقع التواصل بعبارات رثاء للفنان الراحل، حيث أصبح هاشتاغ رحيل الفيشاوي التريند الأول عربيا، بعد ساعات من رحيله.

ونعت صفحة تحمل اسم الفنان عادل إمام، فاروق الفيشاوي، وأصدرت نقابة الممثلين بيان نعي للفنان الراحل، ووصفته بأنه كان وسيظل رمزا فنيا، بينما كتب أحمد السقا: "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم إنا لله وإنا إليه راجعون البقاء والدوام لله... الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته"، وعلق هاني رمزي: "مع السلامة يا روقه مشيت بسرعه قوي الله يرحمك يا غالي وربنا يعزي كل محبيك في كل الدنيا وداعا".

أما الفنان محمود البزاوي فكتب: "مع السلامة يا أستاذ فاروق هاتفضل في قلوبنا جميعا... سلسلة حافلة من الأعمال وتاريخ سينمائي كبير... الحب في طريق مسدود، والمشبوه، والباطنية، وأرجوك اعطني هذا الدواء، ولا تسألني من أنا، والقرداتي... حكاية جميلة اسمها فاروق الفيشاوي انتهت النهاردة... ربنا يرحمك يا أسطورة".

وكتب المخرج عمر زهران، في حسابه على "فيسبوك"، "لم أكن أدري أنها المرة الأخيرة للقائنا. لم أكن أدري أن صوتك حينما هاتفتني لتهنئتي سيكون الأخير. وان ضحكاتنا عبر المكالمة هي آخر الضحكات. لم أكن أدري أن موعدنا باللقاء في بيتك هو لقاء لن يتم. لم أكن أدري حين همست في أذنك وأنا احتضنك وأطلب منك أن تطمئنني عليك أنك فقط تتظاهر بالقوة رغم آلامك وأنك لا ترغب في الشكوى. لم أكن أدري أنك سترحل سريعا هكذا دون أن نمتع عيوننا برؤيتك وأن نصبر قلوبنا بوداعك... أعطيتنا جميعا درسا لن ننساه... حين علمتنا... كيف نواجه الموت... بابتسامة وقوة وشجاعة. وداعا أيها الفارس النبيل وداعا فاروق الفيشاوي".

وكتب أحمد السعدني: "كان من أطيب وأنضف وألذ الناس اللي ممكن الواحد يعرفهم في حياته، الفنان العظيم والإنسان الرائع روقه، الله يرحمك يا حبيبي ويغفر لك أنتم السابقون"، بينما كتب محمد هنيدي عزاء للراحل عبر حسابه على "تويتر".

 

الجريدة الكويتية في

26.07.2019

 
 
 
 
 

فاروق الفيشاوي يرحل تاركا خلفه لغطا سياسيا وإرثا فنياً متنوعا

أحمد جمال

فنان متمرد كانت تجربته الحياتية خارجة عن المألوف فأحبه الشباب.

حظيت الحالة الصحية للفنان الراحل فاروق الفيشاوي باهتمام واسع من الجمهور الذي تابع تطورات إصابته بسرطان العظم منذ أن أفصح عن ذلك بشكل علني أثناء تكريمه في افتتاح مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط العام الماضي، ما انعكس على مشهد رحيله الذي امتلأ برسائل الرثاء من الفنانين والمثقفين، بل والجمهور الذي راقب تحديه للمرض.

القاهرةشيعت جنازة الممثل المصري فاروق الفيشاوي من مسجد مصطفى محمود في القاهرة الخميس، حيث وافته المنيّة عن عمر ناهز 67 عاما، متأثرا بغيبوبة كبدية دخل على إثرها أحد المستشفيات الخاصة قبل ثلاثة أيام من رحيله، تاركا خلفه إرثا فنيا حافلا بالأعمال المتنوعة، في السينما والمسرح والتلفزيون، منذ أن احترف التمثيل في منتصف السبعينات من القرن الماضي.

ونعى عدد كبير من الفنانين رحيل الفيشاوي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، منهم صلاح عبدالله وأحمد السقا ومحمد عادل إمام وعمرو عبدالجليل ورانيا يوسف وإلهام شاهين وفيفي عبده ودنيا سمير غانم وإيمان العاصي.

عشق التمثيل

نشر الفنان عادل إمام على صفحته الرسمية على “فيسبوك” صورة جمعته بالنجم الراحل، مع تعليق “البقاء لله في وفاة الفنان الكبير فاروق الفيشاوي”، فيما نعت نقابة المهن التمثيلية الفنان الراحل في بيان قالت فيه إنه “كان رمزا من رموز الفن المصري.. وسيظل”.

وقالت الفنانة المصرية إلهام شاهين في تصريح لـ”العرب” “كان حريصا على أن يظهر قوته في مواجهة المرض، ورفض فكرة الاستسلام له حتى قبل وفاته بأيام قليلة، كما أن حبه للفن دفعه للاستمرار في تقديم الأعمال بما فيها المسرحية التي تتطلب مجهودا كبيرا”.

وشارك الفيشاوي في بطولة مسرحية “الملك لير” مع الفنان يحيى الفخراني، التي جرى عرضها بالقاهرة في شهر مارس الماضي، قبل أن تجبره حالته الصحية على عدم السفر مع طاقم المسرحية إلى السعودية للمشاركة في عرضها بمدينة جدة منتصف الشهر الجاري.

وكان من المقرر أن يبدأ تصوير مشروع أحد الأفلام التي اتفق على بطولتها مع المخرج عمر عبدالعزيز ويحمل اسم “شاي بالقرنفل”، عن قصة الروائي إبراهيم عبدالمجيد، غير أن طاقم العمل أجل التصوير أكثر من مرة إلى حين استقرار أوضاعه الصحية.

وأضافت شاهين لـ“العرب” “كان الفيشاوي يستطيع أن يقدم الأفضل خلال مشواره الفني، لما يمتلكه من موهبة فنية ومدرسة يتعلم منها العديد من الأجيال، وانضباطه في أثناء عملية التصوير وإعداده الجيد للشخصية منحاه دوما تفوقا عمن يتواجدون معه في العمل، وهو ما ساعدها شخصيا على التناغم معه خلال المشاهد المشتركة بينهما في العديد من الأعمال التي كان آخرها فيلم (يوم للستات)، وحصدا بسببه الكثير من الجوائز المحلية والدولية”.

وأكدت الفنانة نبيلة عبيد أن الفيشاوي عشق التمثيل كهواية، وليس كعمل مفروض عليه، وهو ما انعكس على تعامله بتلقائية مع جميع أفرد العمل، بل كان يسعى لأن تكون هناك مساحات أكبر للشباب، وتعاونت معه في أعمال فنية عديدة، منها “ديك البرابر” الذي أبدع من خلاله في تجسيد شخصية المعاق ذهنيا، وحرص على تقديمها بأفضل شكل مما جعلنا نعيد تصوير المشاهد أكثر من مرة.

بعكس النجوم الذين تركزت أعمالهم على الأوضاع الاجتماعية كان فاروق الفيشاوي أكثر ارتباطا بفئات الشباب

وأشارت في تصريح خاص لـ“العرب” إلى أنه حاول التغلب على المرض كثيرا وامتلك إرادة فولاذية وعزيمة وإصرارا على الشفاء، وعدم المبالاة بالمرض الخبيث، واستئنافا لحياته بشكل طبيعي، حتى خاض تجربته المسرحية “الملك لير” كي لا يشعر بأنه ابتعد عن جمهوره.

وحرص الفيشاوي خلال مشواره الفني على أن تكون حياته الشخصية ممتلئة بالدراما وحاضرة وبقوة بين جمهوره، فخلال توهجه الفني في منتصف الثمانينات اختار أن يفصح عن تجربته مع المخدرات، وصارح الجمهور بتفاصيل رحلته مع الإدمان وطريقة الشفاء عبر حوار صحافي أجراه في ذلك التوقيت معه الكاتب صلاح منتصر ونشر في مجلة “أكتوبر” الحكومية، وجاء بعنوان “كنت عبدا للهروين”.

كما أن تجارب زيجاته المختلفة، ومن أشهرها من الفنانة سمية الألفي وأنجب منها نجله الممثل المعروف ​أحمد الفيشاوي​، وانتهى زواجهما بالانفصال منذ نحو عقدين، وعلاقاته النسائية المتعددة كانت حاضرة في لقاءاته الإعلامية، وانجذب الجمهور إلى مواقفه الصادمة التي رأى فيها مثلا أن “الرجل المخلص خيال علمي، ويجب على النساء أن يقتنعن بأن امرأة واحدة لا تكفي”.

دخول ابنه أحمد مجال الفن ووقوعه في مشكلات عدة أبرزها قضية إثبات نسب الطفلة لينا حفيدته، شغلا حيزا كبيرا من الرأي العام المصري مطلع الألفية الجديدة، وعبر الفيشاوي كثيرا عن ندمه بسبب موقفه الذي نفى فيه علاقة “الفيشاوي الصغير” بالطفلة، وقال في أحد تصريحاته “أشعر بالأسى تجاه كل ما حدث بيننا وبين لينا، فحص الـDNA أثبت أن لينا ابنة أحمد، لكننا أجبرنا في البداية على أن نسلك طريقا كنا غير راضين عنه”.

وفي جميع الأزمات التي مر بها كانت الصراحة والوضوح من السمات الأساسية التي تسود في النهاية، وقد يكون ذلك أحد الأسباب التي أدت إلى دخوله في مشكلات وصراعات كان من الممكن أن يتجنبها، داخل الوسط الفني أو خارجه.

غير أن مقربين منه أكدوا على أن زهده في الحياة وتحوله من شخص فقير كان يعمل كومبارس في المسرح إلى فنان كبير له أعطاه المزيد من شجاعة المواجهة.

وسط خارطة الفن

ولد الفنان الراحل في إحدى قرى مركز سرس الليان بمحافظة المنوفية في شمال القاهرة، والتحق بكلية الآداب جامعة عين شمس، غير أن حبه للفن دفعه لدراسة المسرح بالمعهد العالي للفنون المسرحية، بعد حصوله على درجة الليسانس.

قدم الفيشاوي 230 عملا متنوعا على مدار تاريخه الفني، ولمع في مسلسل (أبنائي الأعزاء.. شكرا) مع الممثل القدير عبدالمنعم مدبولي والمخرج محمد فاضل بداية الثمانينات وكان بمثابة انطلاقته الفنية ليشارك في جملة من الأعمال الدرامية الهامة منها “ليلة القبض على فاطمة” و“على الزيبق” و“زينات والثلاث بنات” و“ألف ليلة وليلة” و“دموع صاحبة الجلالة”.

ومن أبرز أعماله السينمائية “الحب في طريق مسدود” و”الباطنية” و”المشـبوه” و”أرجوك أعطني هذا الدواء” و“لا تسألني من أنا” و“القرداتي” و“الجاسوسة حكمت فهمي”، بالإضافة إلى عدد من المسرحيات الناجحة منها “البرنسيسة” و“أعقل يا دكتور” و“الأيدي الناعمة” و“الناس اللي في التالت” و“شباب امرأة”، و“مسيلمة الكذاب” و“بداية ونهاية”، وأخيرا “الملك لير”.

وأكدت الناقدة الفنية خيرية البشلاوي في تصريح لـ“العرب”، أن الفيشاوي من العناصر البارزة في خارطة الفن المصري، واستطاع أن يلقي الضوء بأعماله على جملة من الأزمات الاجتماعية والسياسية والأمنية خلال الثلاثة عقود الماضية، وأن تكوينه الجسماني والشكلي مكناه من تأدية جميع الأدوار وعدم حصره في منطقة محددة.

وأضافت أنه ظهر في فترة تعد الأكثر تألقا لعدد كبير من النجوم الذين سبقوه، وعلى رأسهم فريد شوقي وعادل إمام ومحمود ياسين ومحمود عبدالعزيز، غير أنه استطاع أن يحجز لنفسه مكانا من خلال شباك التذاكر وعبر متابعة أعماله الدرامية والمسرحية، ونجح في أن تكون له شخصيته الإنسانية والفنية التي تميزه عن غيره.

وبعكس النجوم الذين تركزت أعمالهم على الأوضاع الاجتماعية والغوص فيها كان الفيشاوي أكثر ارتباطا بفئات الشباب الذين انجذبوا إليه بفعل إفصاحه عن تجاربه الحياتية الغريبة عن الكثير منهم، واقتحامه نقاطا لم يكن الاقتراب منها مسموحا، بعد أن تحدث عن تفاصيل علاقاته الغرامية مع النساء، وظهوره في صورة البطل الذي استطاع أن ينتصر على الإدمان.

ولم يكن الفيشاوي نموذجا مقربا من الشباب من أبناء جيله فقط، بل إن مواقفه السياسية المؤيدة لثورة 25 يناير 2011، وحضوره التظاهرات في ميدان التحرير بوسط القاهرة، وإعلانه صراحة عن مواقفه المعارضة من نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، دفعت العديد من شباب هذا الجيل للاقتراب منه، واستطاع أن يصحح الصور المشوشة التي أخذت عنه.

وفي تجربة السرطان الأخيرة حاول أن يغير أفكار الشباب والمجتمع بشأن النظرة السلبية للمريض الذي يخترقه المرض الخبيث، وأكد أن مواجهته للمرض ستكون مثلما يواجه “نزلة برد”، غير أن تجربته الدرامية مع السرطان لم تدم طويلا.

صحافي مصري

 

العرب اللندنية في

26.07.2019

 
 
 
 
 

فاروق الفيشاوي: سيد كناريا يودع القفص

حسام فهمي

عادة ما نطالب الجمهور بالفصل بين الفنان وفنه، وفي حرفة التمثيل بالذات، عادة ما نحاول قدر الإمكان الفصل بين شخصية الفنان وبين الأدوار التي يؤديها، فكم من رجل طيب حسن الخلق والسيرة، كمحمود المليجي مثلًا، عُرف بأدوار الشر وفقط، وكم من شجعان على الشاشة اكتشفنا خستهم وجبنهم في الحقيقة.

لكننا اليوم أمام حالة خاصة لفنان تشابهت شخصيته بشكل كبير مع أشهر أدواره على الشاشة، هو فاروق الفيشاوي الراحل عن عالمنا منذ ساعات، هو علي الزيبق المعارض لفساد السلطة على الشاشة، وهو الرجل الذي لم يخشَ التعبير عن رفضه لسلطة مبارك في حينها، ولحكم العسكر في أوج جبروته، هو اللص الذي أحبه الفقراء على الشاشة، وهو الرجل الذي لم يصطنع الفضيلة أمام جمهوره في الحقيقة، ظل صريحًا وواضحًا حتى رحل عن الدنيا، لهذا سنتذكره بالخير.

اليوم نتتبع معكم لحظات مضيئة في سيرة «فاروق الفيشاوي»، حاوي الدراما المصرية، أو كما يطيب لنا تسميته «روبن هود» الغلابة.

علي الزيبق: بطل الشعب في مواجهة الكلبي ودليلة

ربما يكون مسلسل «أبنائي الأعزاء شكرًا»، من إنتاج عام 1979، هو الفرصة الأولى التي تعرف من خلالها الجمهور المصري بشكل كبير على وجه فاروق الفيشاوي، لكن بطولته لمسلسل «علي الزيبق» المأخوذ من السيرة الشعبية، هو بالتأكيد لحظته الأبرز في مسيرته التلفزيونية التي استمرت عقب ذلك لما يقترب من 40 عامًا.

استلهم الكاتب يسري الجندي سيرة الزيبق من الأساطير الشعبية المصرية، وصاغ حكاية تدور في عصر الخلافة العثمانية، حول الزيبق نجل رأس الغول فارس «كتيبة العياق» التي تحاول فرض العدل. يموت رأس الغول على يد قائد الشرطة سنقر الكلبي، ويهرب علي ووالدته ثم يعود بعد أن أصبح شابًّا، يبدأ في سرقة أعوان الكلبي من الفاسدين ثم يوزع مالهم على الشعب.

سيرة «علي الزيبق» أصبحت جزءًا من الثقافة الشعبية للمشاهدين المصريين منذ ذلك الحين، ونرى هذا جليًّا من خلال استخدام المصريين وحتى يومنا هذا لأوصاف مستوحاة من شخصيات المسلسل، «الزيبق» قد أصبح عنوانًا على الذكاء والدهاء والتخفي، «الشيخ حلاوة» أصبح رمزًا للنفاق، و«الكلبي» بطبيعة الحال أصبح عنوانًا لفساد العسكر وتجبر السلطة.

الفيشاوي ضد التوريث

عقب سنوات عديدة من بطولته لسيرة الزيبق، وفي حين كان غالبية فناني جيله يسبحون بحمد مبارك ويباركون ترشح نجله جمال لخلافة والده، كان الفيشاوي مستعدًّا لخسارة كل شيء من خلال معارضته وبشكل معلن للتوريث. لم يتوقف الفيشاوي عند هذا الحد، ولكنه أيضًا عبر عن مساندته للدكتور محمد البرادعي إذا ما قرر خوض الانتخابات الرئاسية. كان الرجل داعمًا للتغيير دون حسابات، مخاطرًا بكل شيء.

لم يكن الرجل فقط معارضًا للتوريث ولم تكن مجرد لحظة انفعالية، كان في الحقيقة معارضًا باستمرار للعديد من سياسات مبارك، ويذكر له الصحفيون بشكل خاص زيارته لاعتصام جريدة الدستور وقت وقف إصدارها وتهديد رئيس تحريرها في ذلك الوقت «إبراهيم عيسي» بالسجن.

كناريا خارج القفص

في عام 2003 صنع «فاروق الفيشاوي» ما يمكننا وصفه بأنه ثاني أشهر أعماله الدرامية، وهو مسلسل «كناريا وشركاه». يدور المسلسل حول مزور تائب أنهى فترة سجنه حديثًا، ويريد العمل في هدوء كمصمم ورسام، لكنه يفاجأ بأنه مطارد من جديد، مرة أخرى يقدم لنا الفيشاوي دور لص يحبه الجمهور، وكأننا أمام محاكاة جديدة لسيرة الزيبق.

يبدو الرجل في حقيقة الأمر قريبًا جدًّا من هذه الأدوار في حياته الشخصية، فنراه يعترف دون خجل بإدمانه للمخدرات في مرحلة من عمره وكفاحه من أجل الإقلاع عنها، كما نراه أيضًا صريحًا وبشكل دائم في وصف أعماله الفنية وسلوكياته الشخصية. يكره الفيشاوي الأقفاص تمامًا كما يكرهها كناريا.

ضد العسكر .. ضد السرطان

عقب فوز المشير السيسي بانتخابات الرئاسة، وبينما كانت مصر في بداية مرحلة جديدة من تجدد حكم العسكر، ربما بوجهه الأشرس منذ يوليو/تموز 1952، كان الفيشاوي صريحًا أيضًا في تعبيره عن معارضته لاستمرار حكم العسكر، وصف الرجل ما يحدث باسمه، وعبر عن حلمه بأن يصل مدني إلى حكم مصر يومًا ما.

ربما تكون شجاعة الفيشاوي في التعبير عن رأيه هذه المرة قد مثلت تمهيدًا من نوع ما لمصارحته للجمهور بصراعه مع مرض السرطان عقب ذلك ببضع سنوات، خرجت كلمات الفيشاوي عفوية في أكتوبر 2018 ضمن فعاليات مهرجان الأسكندرية، أخبر الجميع أنه بدأ معركته مع السرطان، تمنى أن ينتصر وأن يحضر مهرجان العام التالي.

في الخامس والعشرين من يوليو/ تموز 2019 فارق الفيشاوي دنيانا، يبدو إذن أن موعد طيران الكناريا قد حان، ربما لم يكن أكثر ممثلي جيله موهبة، لكننا بالتأكيد سنتذكره كواحد من أكثر الفنانين المصريين صدقًا ومساندة لثورة يناير.

 

موقع "إضاءات" في

26.07.2019

 
 
 
 
 

على هامش جنازة فاروق الفيشاوي

محمد عبدالرحمن

غادر قبل قليل جثمان الفنان الكبير فاروق الفيشاوي ميدان مصطفي محمود بالمهندسين في طريقه إلى مدافن أسرته بالمنوفية، على هامش الحدث يمكن أن نخرج بالعديد من الملاحظات

- في نفس المكان، مسجد مصطفي محمود غطيت جنازة الراحل أحمد زكي (مارس 2005)، الزحام لم يختلف كثيرا لكن الفوضى زادت عن الحد بسبب السوق الشعبي الذي بات مستقرا أمام الجمعية الخيرية، في رأيي أن المسجد لم يعد صالحا لخروج جنازات المشاهير ويجب عدم اللجوء له مستقبلا إلى حين عودة المكان برمته لما كان عليه قبل 10 سنوات.

- أحمد الفيشاوي ينفعل على الصحفيين والجمهور في الخارج، وينهار بكاءا بجوار جثمان والده داخل المسجد، الفيشاوي الابن لم يخطئ في انفعاله، فكثيرون لا يفرقون بين واجب التواجد وحقوق صاحب الحدث ونتمنى أن يخرج العزاء يوم الأحد المقبل بدون أزمات .

- للفيشاوي الراحل زيجات وعلاقات نسائية هو نفسه كان يعلنها دون خجل، لكن في جنازته اتجهت الأعين للسيدة الأولى والأخيرة في حياته أم ولديه الفنانة سمية الألفى والتي ظلت إلى جواره حتى النفس الأخير

- رغم تقدمه في السن، رغم وفاة زوجته قبل أيام والمجهود الكبير الذي رأيناه في الجنازة ثم العزاء، كان الفنان القدير رشوان توفيق من أوائل الجالسين في صحن المسجد انتظارا لفاروق الفيشاوي، هذا الرجل يجب أن يكون مثلا يحتذى به أي يقول الناس لبعضهم البعض لازم نلتزم بالأصول زي ما اتعلمنا من رشوان توفيق

- نشاهده في الصور موجودا في كل الجنازات بصفته الرسمية، نقيبا للممثلين، لكن الواقع يؤكد أن وجود د.أشرف زكي لا يكن أبدا بروتوكوليا، خصوصا ظهر اليوم الخميس حيث استطاع بأداء حازم السيطرة على الزحام داخل المسجد وردع من تسول له نفسه تصوير الجثمان.

- يعلم الصحفيون جيدا، أن النجوم يقدمون واجب العزاء بكثافة، لكن وجودهم يتراجع في الجنازات بسبب الزحام وكونها تقام عادة في وقت مبكر من اليوم، الأمر يختلف عندما يكون الراحل من الأعزاء بحق، وهو ما تحقق اليوم في جنازة فاروق الفيشاوي، وجود مكثف، ملامح حزينة، دموع لا تتوقف، كلها دلائل على قوة علاقة الراحل بالمشيعين، علاقة نادرا ما تسجلها الكاميرات في حياة المتوفي، مواقف ولفتات يقوم بها النجم الراحل ويردها المشيعون لحظة الرحيل، بالتالي من ذهبوا اليوم لمسجد مصطفي محمود، هذا الكم من النجوم، لم يأتي لأن الفيشاوي فنان كبير ونجله فنان زميل، وإنما لأنه بالفعل عزيز على قلوبهم.

- الفجوة تزداد بين الأجيال الثلاثة من مصوري وصحفيي الفن، الجيل الأكبر لم يعد يحتاج للتغطية ويأتي كمشارك ومعزي بحكم الصداقة، ويمدنا بالمعلومات بشكل مهني ومحترم، الجيل الأوسط لازال يعرف أين يقف ومتى يقترب وأي صورة تصلح للنشر، فيما جيل محرري السوشيال ميديا – مع كل التقدير- يصور أولا ثم يسأل عن أسماء الفنانين !!

البسطاء لازالوا يتعاملون على سجيتهم مع هذه الأحداث، بعضهم يثير الدهشة ومنهم من يثير الغيظ، مثلا، أثناء خروج الفنانين من المسجد ورغم الحر والزحام والحزن، سيدتان بسيطتان تجلسان على الأرض لبيع بعض الأشياء البسيطة، أطلقا ضحكة عالية لأن محمد هنيدي مر من أمامهما (!!) فيما استوقفني آخر ليسألني مستنكرا " شفت الحلق في ودن أحمد الفيشاوي؟" .. لحظتها تمنيت أن يخرج لي من فيلم "عسل أسود" الفنان طارق الأمير ليرد بجملته الشهيرة " وإنت مالك أمك؟". 

 

موقع "في الفن" في

27.07.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004