كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 

الفارس والأميرة..

بعد 20 سنة هذه هي النتيجة

أندرو محسن

الجونة السينمائي

الدورة الثالثة

   
 
 
 
 
 
 

عشرون سنة مضت على مشروع ”الفارس والأميرة“ ليتحول من مجرد فكرة طموحة إلى فيلم تحريك طويل مصري طويل، شهد عرضه الأول في مهرجان الجونة في دورته الثالثة في القسم الرسمي خارج المسابقة. بقدر ما قطعت الكثير من الدول طفرات كبيرة في عالم التحريك منذ ظهور أول فيلم تحريك طويل عام 1937 ”سنووايت والأقزام السبعة“ من إنتاج ديزني، فإن مصر -رغم تاريخها الطويل في السينما- لم تنجح في دخول هذا العالم من الأساس، باستثناء أفلام قصيرة متفرقة.

الفارس والأميرة“ كما يقدمه صناعه هو أول فيلم تحريك طويل مصري، كتب له السيناريو أخرجه بشير الديك، الذي لديه علامات سينمائية لا تنسى خاصة في مجال السيناريو، وشارك في الإخراج إبراهيم موسى، بينما تقاسمت مصر والسعودية إنتاج الفيلم.

البطل العربي

وقع الاختيار على القائد العربي الشاب محمد بن القاسم الذي أدخل الإسلام إلى بلاد السند ليكون هو بطل الفيلم، وهو اختيار جيد بالنسبة لفيلم توجهه الأساسي للأطفال كما سنوضح لاحقًا. يبدأ الفيلم باستيلاء القراصنة على سفن التجار العرب وأخذ النساء كسبايا للملك داهر ملك بلاد السندستان، مما يحرك القادة العرب لمحاولة استردادهن. بعيدًا عن القادة الذين استبعدوه لصغر سنه، يحاول الشاب محمد بن القاسم تحرير الأسيرات وفي أثناء ذلك يقع في حب الأميرة لولا بيني أو لبنى التي يحررها من الأسر من قراصنة آخرين، قبل أن يكتسب ابن القاسم ثقة القادة العرب فيعود بجيش ودعم كبيرين لمحاربة الملك داهر.

تحتوي قصة الفيلم على الكثير من العوامل الجذابة بالنسبة لفيلم رسوم متحركة. فلدينا بطل شاب يحمل هدفًا واضحًا وقصة حب مع أميرة، صحيح أن البطل بدا مثاليًا إلى حد كبير، ولم ينهزم في أي من معاركه، لكنه في الوقت نفسه انهزم أمام إرادة واختيارات المحيطين به ورضخ للارتباط بأميرة أخرى لا يحبها، مما جعل قصة الحب بين الفارس والأميرة تحديًا آخر، وإن كان هناك القليل من التناقض في كون الأمير الذي يخالف أوامر قادته ويذهب لتحرير الأسيرات بمساعدة أصدقائه فقط يرضخ في النهاية لقرار مصيري مثل الزاوج من فتاة لا يحبها.

يجب علينا أيضًا أن نذكر الرسم الجيد لشخصية الأميرة لولا بيني التي لم يتوقف دورها على أن تكون الجميلة التي يحبها البطل بل شاهدناها تشاركه في تحرير الأسيرات وفي الحرب الأخيرة أيضًا، وهو أمر جيد يحسب للسيناريو أيضًا، إذ لم يهمش الشخصية النسائية الرئيسية.

لدينا على الجانب الآخر الملك الشرير داهر الذي يبحث عن بن القاسم ليقتله بناء على نبوءة الكاهن، بالإضافة لوجود شخصيات ثانوية تضفي بعض الكوميديا أبرزها بالطبع الجنيين بختوع وشمهورش، وتأتي تتابعات النهاية لتقدم حربًا مثيرة بين الجيش العربي وجيش داهر.

كل هذه العوامل جعلت سيناريو الفيلم أحد أفضل عناصره بالتأكيد، وهو أمر ليس بغريب على السيناريست بشير الديك. لكن الحوار كان عليه بعض الملاحظات.

اختار صناع الفيلم أن يكون الحوار بالعربية الفصحى، يأتي هذا في الوقت الذي بدأت فيه أفلام ديزني بالعودة تدريجيًا إلى الدبلجة المصرية، ربما هو قرار مفهوم للرغبة في الوصول إلى أنحاء الدول العربية كافة، وإن كانت اللهجة المصرية مفهومة ومقبولة بالنسبة لأغلب الدول العربية بالفعل.

رغم هذا بقيت شخصيتان تتحدثان بالعامية المصرية وهما الجنيين وذلك لاستخدامهما في إضفاء بعض الكوميديا والتعليقات الساخرة، وإن كان الجمع بين العامية والفصحى ليست الطريقة المثلى في الحوار، بالإضافة لأن بعض المفردات المستخدمة كانت خارج زمن الأحداث تمامًا، بل هي مفردات إنجليزية بالأساس مثل ”Zoom“ و“Break“، وهو الأمر الذي بدا مثل النغمة النشاز وسط الحوار المستخدم.

ديزني الحاضرة دائمًا

الملاحظة الأبرز في ما يخص تصميم الشخصيات الذي قام به مصطفى حسين هي الشبه الشديد بين أغلب شخصيات الفيلم وشخصيات مشهورة من أفلام ديزني بوجه عام وفيلم ”علاء الدين“ (1992) بوجه خاص.

فمحمد بن القاسم يشبه علاء الدين، ووالد الأميرة يشبه والد الأميرة ياسمين والملك داهر يشبه قائد الشرطة من الفيلم نفسه، بينما الجنيين يشبهان Pain وPanic أو وجع وهلع في النسخة المدبلجة من فيلم ديزني ”هرقليز“ (1997).

ربما يكون هذا التشابه غير مقصود، إذ أن ديزني هي المصدر الأكبر لأفلام التحريك وبالتالي التأثر بشخصياتها محتمل، ولكن لا يمكن تجاوز الأمر دون الإشارة إلى أن التشابه كان في بعض الأحيان يضع حاجزًا أمام وصف الفيلم بالأصالة. بعيدًا عن هذا التشابه الواضح، بدا تأثرٌ واضح بأفلام ديزني أيضًا في إخراج الأغنيات خاصة أغنيتي ”أبو الرياح“ و“أغمض عيني“. لكننا نجد إخراج الفيلم إجمالًا جيدًا ومناسبًا لطبيعة العمل في الكثير من المشاهد، خاصة في الحرب الأخيرة قبل نهاية الفيلم.

علامات الزمن

بالتأكيد يترك الزمن علاماته على تجربة ”الفارس والأميرة“، فمستوى التحريك ورسم بعض الشخصيات جاء متفاوتًا، فالنظر مثلا إلى شخصية ابن هارون ولحيته التي تبدو مثل مستطيل صغير لا يتناسب مع الرسم الأفضل بالتأكيد لشخصيات أخرى على رأسها ابن القاسم بالطبع، وهذا الأمر قد لا يكون مريحًا بالنسبة لمشهاد معتاد على أفلام التحريك، وتابع طفراتها على مدى السنوات الماضية، وهذا يعيدنا للنقطة التي ذكرناها في البداية، وهي أن الفيلم موجه للأطفال بشكل أساسي، إذ يحتوي على الكثير من القيم التربوية والبطولية بشكل مباشر ومبسط، يناسب الشريحة العمرية الصغيرة، وقد لا يستسيغها بالقدر نفسه الأكبر سنًا، وقد يكون الشكل النهائي للفيلم، من حيث الرسوم تحديدًا، مقبولًا بشكل أكبر بالنسبة للأطفال.

ولا نعني هنا بالتأكيد أي تقليل من الفيلم، فليس التحدي في كونه يخاطب شرائح مختلفة بل في نجاحه في مخاطبة الشريحة التي يود التوجه إليها. في هذا يمكن القول إن ”الفارس والأميرة“ نجح في هدفه للكثير من الأسباب التي ذكرناها سابقًا، ورغم بعض المآخذ التي ذكرناها فإنه يبقى تجربة جيدة في مجملها. لكن هل تكون بمثابة فتحًا لتجارب أخرى مشابهة؟

الأمر سيحدده بالطبع الإقبال الجماهيري على الفيلم قبل أي شيء، وإن كان تنفيذ الفيلم في عشرين سنة ليس بالأمر المطمئن على مستقبل هذا النوع من الأفلام الذي نود بالتأكيد أن نشهد منه المزيد من الأفلام.

 

####

 

حوار FilFan- منتج "الفارس والأميرة":

لهذا السبب تأخر عرض الفيلم... ولا نستطيع حصر ميزانيته

حوار: نهال ناصر

بعد 20 عاما من التحضيرات والتجهيزات، خرج فيلم "الفارس والأميرة" أول فيلم رسوl متحركة مصري إلى النور، ليكون عرضه الأول عربيا وعالميا في الدورة الثالثة من مهرجان الجونة السينمائي.

التقى FilFan.com بمنتج الفيلم عباس أبو العباس والمؤلف الموسيقي هيثم الخميسي، وكان لنا هذا الحوار عن مراحل إنتاج الفيلم والتحديات التي واجهته.

·        لماذا فكرت في إنتاج فيلم رسوم متحركة رغم أنها صناعة جديدة على الوطن العربي؟

كنت أعيش في أمريكا وأدرس هناك وكان ابني معي ويتأثر كثيرا بالرسوم المتحركة الأمريكية، وقتها فكرت أن آتي إلى مصر لاشتري مسلسلات رسوم متحركة مصرية وعربية حتى يشاهدها ابني، وفوجئت أنه لا يوجد أي مسلسل مصري أو عربي، شعرت بالخوف على أولادنا في المستقبل والتأثير على تفكيرهم، لذا قررت أن أغير نشاطي المهني ودراستي إلى عالم الرسوم المتحركة، وبعد انتهاء فترة الدراسة حضرت إلى مصر عام 1992 وأسست شركة "السحر" وبدأت بمسلسلات كارتون، وكانت الشركة هي مركز تعليمي للرسامين والفنانيين إذ دربنا لمدة عامين عددا كبيرا منهم، والآن أغلب من يعمل في هذا المجال تدربوا معنا.

أنا مهندس كمبيوتر لذا التكنولوجيا لم تكن تحديا بالنسبة لي، وأتابع كل جديد في عالم الجرافيك والأنيميشن، سافرت إلى أكثر من مكان في العالم وكنت اشتري أحدث الأجهزة وأجلبها إلى مصر، وقتها كان الرسامين لا يجيدون استخدامها.

·        هل فيلم "الفارس والأميرة" أول إنتاج لشركتك؟

لا، بل كانت البداية في المسلسلات، أنتجنا عددا كبيرا من المسلسلات مع التليفزيون المصري وشبكة قنوات art وتقريبا لفترة ما قبل الثورة كنا كل عام ننتج مسلسل رسوم متحركة.

·        متى بدأ العمل على فيلم "الفارس والأميرة"؟

بدأنا التفكير في إنتاج الفيلم عام 1998، قبل ذلك كنا ننتج مسلسلات خاصة بالتليفزيون المصري، فشعرنا أن نتوسع اكثر ونخرج من نطاق المحلية، ففكرنا في فيلم نخاطب به العالم العربي كله، لذا بحثنا عن قصص تاريخية وعثرنا على قصة "محمد بن قاسم" ووجدنا أنها ليست معروفة بالنسبة للكثيرين، لذا قررنا أن تكون هي القصة التي نقدمها.

·        وكيف بدأ تنفيذ هذه الفكرة؟

المخرج الراحل محمد حسيب تحدث مع المؤلف بشير الديك عن الأمر، فأخبره الأخير أنه لا يعرف شيئا عن عالم الرسوم المتحركة، وطلب بعض الوقت ليدرس الأمر ويقوم ببحث لمعرفة كل شيء عن هذه النوعية من الأفلام.

·        هل عرضتم فكرة الفيلم على ممثلين آخرين غير الذين شاركوا به بالفعل؟

حماسنا الكبير للفكرة دفعنا للحلم بأن يشارك فيه نجوم كبار مثل عمر الشريف وفاتن حمامة وأنغام، وفعلا وافق عمر الشريف لكن بسبب أن القصة عن فتى في عمر الـ18 عاما لم يصلح لهذا الدور، ثم بعد ذلك وقع اختيارنا على أفضل ممثلين في مصر قدموا الأدوار بشكل جيد للغاية، نحن لدينا عمل شارك فيه أجيال وأسماء كبيرة، بداية من أمينة رزق وحتى دنيا سمير غانم.

·        ما سبب تأخر خروج الفيلم للنور لمدة 17 عاما؟

الأفلام مختلفة تماما عن المسلسلات التي كنا نقدمها في تفاصيل كثيرة مثل رسم الكادرات والألوان، بعض الرسامين ممن دربناهم لم يتحملوا متاعب الفيلم، لم يتقبلوا انتقاداتنا وطلبنا بإعادة رسم شخصيات، فقد كان هدفنا التفوق على نفسنا، لذا تأخرنا كثيرا حتى نخرج في أحسن صورة.

بالإضافة إلى الماديات، أنا من أنتجته من بدايته لنهايته، لم يكن هناك من يساعدني، لذا كنت أنتج أعمالا لرمضان وما أكسبه من هذه المسلسلات أصرفه على الفيلم، ولم توافق أي جهة أخرى على المشاركة في هذا العمل خوفا من المغامرة.

·        لماذا كل العاملين في الفيلم مصريين على الرغم من أن الإنتاج سعودي؟

مصر هي هوليوود العرب وستظل كذلك، نحن نريدها أن تظل في ريادة دائما، أنا درست في لبنان وكان من الممكن أن اعتمد على فنانيين من هناك، لكنني مؤمن بمصر وأن لديها كوادر عظيمة.

·        هل من الممكن أن تكرر تجربة إنتاج فيلم رسوم متحركة؟

التجربة لا يمكن أن نكررها كتجربة، إذا دخلنا فيلم آخر ستكون تجربة جديدة ومحتلفة، قد لا نعود لقصص تاريخية بل نقدم خيالا يتناسب مع الجيل الجديد، نحن بدأنا الصناعة وأخذنا الخطوة الأولى، والآن لا يوجد عذر لأي شخص في العالم العربي لغنتاج مثل هذه النوعية من الأعمال، هي مسئولية العالم العربي بأكملة في إنتاج أعمال جديدة.

·        متى يعرض الفيلم في السينمات؟

أنا أريد عرض الفيلم في مصر والخليج في نفس الوقت، لذا انتظر بعض الترتيبات حتى يطرح في وقت واحد، واخترت طرحه الشهر المقبل لأنه لا يستطيع المنافسة في موسم أعياد.

·        كم كانت تكلفة إنتاج الفيلم؟

لا نستطع تحديد ميزانية الفيلم بشكل محدد، فنحن ننتجه منذ 20 عاما، لم نستطع معرفة التكلفة، وضعنا رقما تقريبيا وهو 3 ملايين دولار من دون حساب تغيير سعر الدولار.

·        هل سيشارك الفيلم في مهرجانات؟

نعم يشارك في مهرجان "مالمو" للسينما العربية بالسويد في 4 أكتوبر.

·        غيرت مجال عملك من أجل ابنك الصغير؟ هل شاهد الفيلم وما رأيه به؟

ابني أحب الفيلم كثيرا، بل كان يساعدني في العديد من الأمور، مثلا لفت انتباهي أن "داهر" المجرم كنا رسمنا سيفه صغير الحجم، فقال لي إن السيف يجب أن يكون كبيرا حتى يخيف الجمهور، كما غيرنا في صورة البوستر وطريقة وقفة "محمد ابن القاسم".

 

####

 

تعرف على أعضاء المركز الصحفي للدورة الثالثة من مهرجان الجونة

نهال ناصر

في أي مهرجان يوجد مركز صحفي يعمل بجد وجهد كبير طوال الوقت سواء قبل بدء المهرجان أو خلاله.

ينسق المركز الصحفي كافة التفاصيل الخاصة بقدوم الصحفيين لتغطية المهرجان، والتواصل معهم والعمل على تسهيل ما يقومون به.

كما تصدر نشرة للمهرجان تجدها في المركز الصحفي، الذي يقدم الخدمات للصحفيين وحضور المهرجان طوال اليوم، كما يحدد مواعيد مقابلة الفنانيين وترتيب الندوات وما يدور بها.

وفي مهرجان الجونة يعمل المركز الصحفي على تسهيل كافة الإجراءات، ويضم علا الشافعي مديرا للمركز، كما يضم محمد فهمي وإبراهيم عبد العزيز وعلي الكشوطي وهاني مصطفى ورانيا يوسف وعلاء عادل.

يذكر أن الدورة الثالثة من مهرجان الجونة السينمائي بدأت يوم 19 سبتمبر وتستمر حتى 27 من نفس الشهر، وتهدف إلى جمع صناع السينما في المنطقة بنظرائهم من كل دول العالم بهدف تنمية روح التبادل الثقافي بينهم من خلال تقديم أفضل إبداعاتهم السينمائية، وهو الأمر الذي يعززه التزام المهرجان الراسخ باكتشاف صناع جدد للسينما يمكنهم دفع عجلة صناعة السينما العربية نحو الأمام حيث يتنافس ما يزيد عن 80 فيلما.

 

####

 

حوار FilFan- مخرج فيلم "1982":

خيال السينما ساعدني على تغيير النهاية ولهذا السبب اخترت نادين لبكي

حوار: مازن فوزي

قبل أيام عرض الفيلم اللبناني "1982" للمخرج وليد مونس ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان الجونة السينمائي، وهو العرض الأول عربيا والثاني عالميا بعد عرضه في مهرجان تورونتو حيث فاز بجائزة شبكة الترويج لسينما آسيا والمحيط الهادئ.

الفيلم هو الروائي الطويل الأول لمخرجه بعد عمله كمنتج في العديد من الأفلام الروائية والتسجيلية، بالإضافة إلى صناعته لعدد من الأفلام القصيرة الناجحة، أحداث فيلم "1982" تدور حول "وسام" البالغ من العمر أحد عشر عاما، الذي يحاول البوح لزميلته "جوانا" بمدى حبه لها، في نفس الوقت الذي تتعرض البلاد لهجوم جوي يطل سماء بيروت.

جلسنا مع المخرج لنتحدث عن بداية عمله على الفيلم، مراحل صناعته، الصعوبات التي واجهها، وما الذي حثه على صناعته.

·        على الرغم من خبرتك الطويلة في صناعة الأفلام، إلا أن هذا الفيلم هو الروائي الطويل الأول لك كمخرج، فلماذا التأخير؟

لأنني كمخرج، أقوم بحكي القصص، ولابد في أول فيلم لي أن أحكي قصة مهمة بالنسبة لي وتعبر عني، وعن تاريخ بلدي.

·        هل صحيح أن الفيلم مبني عن تجربة شخصية عشتها؟

صحيح هي بالفعل تجربة شخصية بكل ما فيها، وكل التفاصيل مأخوذة من ذاكرتي، فوقت الحرب في لبنان لا ينسى، وأنا أتذكر كل شيء. أتذكر السيارات، أتذكر الباصات، أتذكر توقيت ضرب الطائرات علينا ونحن في المدرسة، كل ذلك حقيقي.

الأمر الشخصي الآخر، هو أنني كنت أشبه شخصية "مجيد" وأكتب رسائل حب للفتيات، وأتذكر كيف كانت أمي توبخني قائلة إنني طفل صغير ولا يجب أن أفعل ذلك. وبخت كثيرا بصراحة.

·        وهل كانت قصة الحب حقيقية أيضا؟

أجل، كان هناك، لكنها لم تنته نفس النهاية للأسف، فلم تستمر القصة ولم أشاهد الفتاة بعدها.

·        ربما تشاهد الفيلم وتلتقيان مرة أخرى؟

لا لا، لا أعتقد.

·        كيف كانت رحلة صناعة الفيلم؟ ما أصعب مرحلة؟

أصعب مرحلة بلا شك كانت مرحلة التمويل، لقد قمت بكتابة الفيلم منذ ثماني سنوات تقريبا، وعلى الرغم من أن سيناريو الفيلم نال إعجاب الكثيرين إلا أنهم كانوا يترددون لإنتاجه، بسبب زمن أحداثه، عام 1982، وطبيعة موضوعه السياسي.

·        هل تأثرت بهذه الحجج وفكرت في تغير زمن الأحداث أو إجراء أي تعديلات؟

أبدا، بالنسبة لي، محتوى الفيلم بالغ الأهمية ولم أكن لأغيره، فنحن في لبنان لا نتحدث عن الحرب.

فوجئت في أحد الأيام بأن أبناء أخي لا يعلمون أنه كان هنالك حرب من الأساس، لذلك كان مهم بالنسبة لي أن أحكي ما حدث في لبنان، ليس فقط لجيلي بل أيضا لجيل أهلي والجيل الجديد.

·        بناء الفيلم مركب، فلدينا ثلاث قصص تتلي في وقت واحد تقريبا، قصة الطفلين، والمعلمين، والحرب في الخلفية، فكيف استطعت الموازنة بين كل ذلك؟

كان ذلك شديد الصعوبة والدقة. أهم شيء بالنسبة لي كان رسم الشخصيات، وكيف يتحدثون مع بعضهم البعض. قمت بإعداد تاريخ لكل الشخصيات. صحيح أن أحدث الفيلم في يوم واحد، لكن الحوار بين الشخصيات يجب أن يظهر جزء من تاريخها، ففي رأي، نحن في الحاضر نتحدث دائما عن الماضي.

اعتقد أن ذلك يظهر بشدة في مشهد حوار "ياسمين" مع أم "مجيد"، في المشهد الذي تأتي فيه إلى المدرسة. على الرغم من صغر المشهد، إلا أنه كان مهما أن يظهر مشاعرها وإحساسها كأم. نفس الحال مع كل الشخصيات، مهما كان ظهورهم صغير، لكن يجب أن نفهم دوافعهم وأحاسيسهم.

·        الفيلم يمثل عودة نادين لبكي للتمثيل بعد غياب سنوات، فكيف اقنعتها وكيف كان التعاون بينكم؟

أنا ونادين أصدقاء من زمن، ولقد قامت قبل سنوات بقراءة السيناريو، وأعجبت به بشدة ووافقت على الفور.

والحق يقال، نادين كانت في غاية الاحترافية، ولم تتدخل في عملي كمخرج على الإطلاق، فهي تدرك إنها موجودة فقط كممثلة.

·        هل كانت هي اختيارك الأول للعب الدور؟

نعم، نادين ممثلة رائعة، كنت قد شاهدت جميع أفلامها وأعجبت كثيرا بأدائها، وكونها أم، فهي تدرك كيف تتعامل مع الأطفال.

هي أيضا لديها تعبير رائع في عينيها، فأنت تنظر إلى عينيها ويمكنك أن تتخيل حياتها وتاريخ الشخصية التي تلعبها، وهذا كان مهما كثيرا بالنسبة لي.

·        هذا موجود في أداء كل الممثلين تقريباً، خاصة الأطفال، فكيف تحقق ذلك، خاصة أنهم يلعبون أدوار رئيسية ويمثلون للمرة الأولى؟

هم من الأساس جيدين. قمنا بالعديد من التحضيرات والتدريبات، لمدة شهرين تقريبا، لتجهيزهم على التمثيل والوقوف أمام الكاميرا.

·        كيف ترى مشاركة الفيلم في مهرجان الجونة؟

تعني الكثير بالنسبة لي، أولا، الفيلم ربح جائزة دعم من المهرجان في العام الماضي، كما أن عرض الفيلم في مهرجان الجونة يأتي بعد فترة قصيرة، من عرضه في مهرجان تورنتو، ومن المهم بالنسبة لي، أن يعرض الفيلم في مهرجان عربي، كما أنني كزائر للمهرجان، استمتع بمشاهدة الأفلام. اختيارات الأفلام رائعة للغاية.

·        على الرغم من واقعية الفيلم الشديدة، لكنك جنحت إلى الخيال في مشهد النهاية، فلما؟

هل هنالك من هو أفضل من الخيال؟ بالخيال يمكنك أن تستبدل ما حدث بالفعل، يمكنك أن تتحرر من كل شيء، والسينما تمكنني من فعل ذلك، ولذلك أحبها.

 

####

 

تعرف على أعضاء المركز الصحفي للدورة الثالثة من مهرجان الجونة

نهال ناصر

في أي مهرجان يوجد مركز صحفي يعمل بجد وجهد كبير طوال الوقت سواء قبل بدء المهرجان أو خلاله.

ينسق المركز الصحفي كافة التفاصيل الخاصة بقدوم الصحفيين لتغطية المهرجان، والتواصل معهم والعمل على تسهيل ما يقومون به.

كما تصدر نشرة للمهرجان تجدها في المركز الصحفي، الذي يقدم الخدمات للصحفيين وحضور المهرجان طوال اليوم، كما يحدد مواعيد مقابلة الفنانيين وترتيب الندوات وما يدور بها.

وفي مهرجان الجونة يعمل المركز الصحفي على تسهيل كافة الإجراءات، ويضم علا الشافعي مديرا للمركز، كما يضم محمد فهمي وإبراهيم عبد العزيز وعلي الكشوطي وهاني مصطفى ورانيا يوسف وعلاء عادل.

يذكر أن الدورة الثالثة من مهرجان الجونة السينمائي بدأت يوم 19 سبتمبر وتستمر حتى 27 من نفس الشهر، وتهدف إلى جمع صناع السينما في المنطقة بنظرائهم من كل دول العالم بهدف تنمية روح التبادل الثقافي بينهم من خلال تقديم أفضل إبداعاتهم السينمائية، وهو الأمر الذي يعززه التزام المهرجان الراسخ باكتشاف صناع جدد للسينما يمكنهم دفع عجلة صناعة السينما العربية نحو الأمام حيث يتنافس ما يزيد عن 80 فيلما.

 

موقع "في الفن" في

25.09.2019

 
 
 
 
 

وثائقيات الجونة المدهشة..

من رعب «الطفل الواحد» إلى صدمة «المتحرش المتسلسل»

محمد هشام عبيه

منذ الدورة الأولى، عكس اختيار مهرجان الجونة إقامة مسابقة خاصة للأفلام المستقلة اهتمامًا من صناع المهرجان بهذه النوعية من الأفلام التي ربما لا تحظى بجماهيرية أو إقبال كتلك التي تنالها الأفلام الروائية الطويلة، رغم أنها صناعة شهدت تطورا لافتا في السنوات الأخيرة الماضية، وقفزت أدواتها بدرجة مذهلة، حتى تكاد في بعضها تنافس دراميا وإنسانيا ما تنطوي عليه الأفلام الروائية التقليدية، مع ميزة إضافية في الوثائقيات؛ هي أن ما نراه هو "دراما واقعية" وليست دراما خيالية.

في الدورة الماضية احتفى المهرجان بعرض عديد من الأفلام الوثائقية المميزة؛ من بينها "عن الآباء والأبناء" للمخرج السوري طلال ديركي والذي وصل إلى قائمة ترشيحات الأوسكار القصيرة لاحقًا، وفي الدورة الثالثة حالفني الحظ بمشاهدة أربعة أفلام وثائقية مدهشة، ليس فقط في مستوى العمق الإنساني والدرامي الذي تحتويه، وإنما أيضًا في جرأة محتواها والمستوى الفني المميز.

أمة الطفل الواحد one child nation

هذا واحد من أكثر الأفلام رعبًا على الإطلاق. الرعب هنا لا ينطلق من حديث الفيلم عن عوالم خفية أو كائنات متوحشة، وإنما عن كونه يكشف -ربما لأول مرة- عن الجانب الخفي والمظلم لسياسة "طفل واحد" التي انتهجتها الصين في بدايات الثمانينيات من القرن الماضي؛ في محاولة للحد من الزيادة السكانية، بعدما تحدثت تقديرات عن أن استمرار (الانفلات الإنجابي) قد يفضي بعد سنوات قليلة إلى حدوث مجاعة.

ما يعرفه العالم أن الصينيين تعرضوا لعميلة غسيل مخ منظمة من أجل إقناعهم بأن "طفل واحد أفضل"، وأنهم تجاوبوا مع ما أمرتهم به حكومتهم من أجل (رفعة الوطن)؛ لكن الحقيقة المروعة التي يكشف عنها الفيلم أن السنوات الثلاثين التي سرت فيها سياسة الطفل الواحد -تخلت عنها الصين كلية في 2014- انطوت على مذبحة مفزعة، لم يكن ضحاياه حتى النساء أو الأطفال، وإنما "الرُّضّع".

بامتداد الصين، انتشرت فرق تفتيش واجتثاث، إن صح التعبير، تابعة للحكومة، أولًا لتعقيم -أي منعها من الإنجاب ثانية- أية امرأة ولدت لتوها، وثانيًا من أجل انتزاع الطفل الثاني -إن حدث وولد- لنقله إلى ملجأ حكومي! في مقابلة مذهلة أجرتها مخرجة الفيلم -وهي صينية بالطبع- مع قابلة كان يفترض بها أن تساعد النساء على الإنجاب، فإذ بها في سنوات الرعب هذه، تقوم بإجهاض النساء الحوامل في طفلها الثاني، وذلك بالطبع تحت مظلة حكومية، تقول القابلة التي اقترب عمرها من التسعين حاليًّا إنها تسببت في مقتل ما بين 50 و60 ألف رضيع! الآن تلك القابلة تعمل في وظيفتها الإنسانية الطبيعية، وتزين بيتها بصور أطفال رضع شاركت في إنجابهم، تقول إنها تحاول أن تكفر عن عملها المرعب في الثمانينيات والتسعينيات، لكن هل هدأت روحها فعلًا؟

لكن على عكسها، لا يشعر عمدة واحدة من القرى الصينية البعيدة بأي تأنيب ضمير على ما اقترفته يداه، يقول إنه كان ينفذ الأوامر، لم يكن يملك الرفض.

المخرجة الصينية نانفو وانج، تكشف عن جانب مظلم عن عائلتها في الفيلم أيضًا. بعدما ترسخت سياسة الطفل الواحد، أدى ذلك إلى ظهور ظاهرة مخيفة أخرى وهي "وأد البنات"، وبيع الأطفال. إذ بدا أنها إذا لم يكن هناك سوى طفل واحد فقط لكل الأسرة حسنًا ليكن "ولد"، وهكذا كان يتم ترك الرضع الفتيات في الشارع بعد ولادتهن لتنهشهن الحيوانات الضالة، أو لو حالفهن الحظ ويجدهن واحد من سماسمرة بيع الأطفال؛ لبيعهن إلى ملجأ مقابل 200 دولار للواحدة، ولاحقًا يبيعهن الملجأ إلى دولة أوروبية أو أمريكا في مقابل مبلغ يتراوح بين 15 و25 ألف دولار للواحدة!

ذروة الدراما كانت تتمثل في "التوأم"، بمَن يمكن أن تضحي الأسرة؟ هكذا يستعرض الفيلم قصة توأم صيني، بقيت الأولى في بلادها، بينما بيعت الثانية إلى أسرة في أمريكا، المذهل أنه بعدما كشف صحفي صيني عن الواقعة، توصل صحفي أمريكي إلى الفتاة الأخرى في بلاده، تتحدث الفتاة الصينية بابتسامة حزينة قائلة إنها سعيدة أنها وجدت نصفها الآخر، وأنهما تتواصلان عبر "فيسبوك"، لكنها لم تجرؤ أن تسأل شقيقتها في أي مدن أمريكا تعيش الآن؛ خوفًا من أن يتسبب سؤالها الفضولي هذا في أن تفقدها؟ يمكن تفهُّم الأمر عندما نعرف أن أسرة الفتاة التي صارت أمريكية الآن رفضت الظهور في الفيلم.

بعد نحو 30 سنة، توقفت الصين عن سياستها القسرية هذه، بعدما تم إجهاض أو منع إنجاب 338 مليون طفل محتمل -تأمل ضخامة الرقم وكل هذه الحيوات التي قتلت قبل أن تولد؟- والآن تبنت كل أجهزة الدولة وأذرعها الدعائية خطابًا مفاده أن "طفلَين اثنين أفضل بكثير للصين من طفل واحد"!

مذهل إذن "أمة الطفل الواحد"، ذلك أنه يقول بتتابع هادئ ومتزن، ودون أصوات زاعقة، ما فشلت أن تقوله آلاف المظاهرات الصاخبة ضد جنون الأنظمة الديكتاتورية وكيف أنها تقتل الإنسانية وتعذب البشرية قولًا وفعلًا.

إبراهيم إلى أجل غير مسمى

وهذا واحد من أكثر الأفلام ألمًا. هنا المخرجة لينا العبد، الفلسطينية- الأردنية، تتبع ما تبقى من سيرة أبيها إبراهيم العبد الذي كان واحدًا من كوادر جماعة "أبو نضال" الفلسطينية المسلحة، في سنوات السبعينيات والثمانينيات، والتي انشقت عن حركة فتح وقامت بعديد من عمليات الاغتيالات في الداخل الفلسطيني والخارج، واستهدفت في أحيان أهدافًا إسرائيلية وأخرى أمريكية وسعودية.

عندما كان عمرها ست سنوات فقط، اختفى والدها إبراهيم ولم يعد قط. لم تظهر له جثة. لم تذكر أية جهة أنه قتل، فقط عثرت على اسم والده في سطر واحد في كتاب الصحفي البريطاني البارز "باتريك سيل" "أبو نضال.. بندقية للإيجار"، وكان السطر يقول إن إبراهيم قد قتل على يد الجماعة نفسها في مذبحة داخلية بدعوى "العمل لصالح CIA"؛ قتل فيها 600 شخص كانوا يمثلون ثلث أعضاء الجماعة تقريبًا.

تسافر لينا إلى سوريا ومصر وألمانيا وأخيرًا إلى مسقط رأس أبيها في فلسطين، بحثًا عن أثر للأب، كيف كان؟ لماذا اختار الانضمام إلى جماعة وصفت على نطاق واسع بأنها إرهابية؟ لماذا اختار القتل ولم يختر أن يبقى مع أسرته؟ كيف مات حقًّا؟ ولماذا؟ والسؤال الأهم: هل تستحق فلسطين كل ما جرى؟

في رحلتها، ولقاءاتها المتعددة مع أشقائها الأكبر منها سنًّا، والذين تفرقت بهم الحياة عقب اختفاء ومقتل الأب، تحاول أن تكون صورة عن والدها، وتلتقي أقرباء لها ورفقاء، والمحصلة أن أباها كان طيب القلب كثير الترحال غامضًا، لكنه كما تصفه شقيقتها الكبرى كان "غبيًّا"؛ لأنه صدق أن انضمامه إلى "أبو نضال" سيكون طريقًا لتحرير فلسطين، بينما الجماعة كما يرون لم تكن تضم سوى مجموعة من المرتزقة والقتلة. ترك غياب الأب أثرًا سلبيًّا في الأسرة؛ إذ لم تتشتت فحسب بل باتوا جميعًا يتعاملون مع القضية الفلسطينية بلا اهتمام أو اكتراث ويعتقدون أنها لا تستحق كل هذه التضحية.

لم تكن لينا تبحث عن أمل في أن يظل والدها على قيد الحياة، لكن الرحلة أكدت لها موته، وإن كانت في نفس الوقت أحيت في داخلها صورة الأب المناضل وصورة وطنها فلسطين، ولعل أكثر لحظات الفيلم مثيرة للتفكير هي تلك التي تسأل فيها لينا والدتها -المصرية الأصل- وشقيقتها المقيمة بألمانيا وشقيقتها المقيمة بالإسكندرية، عما يعني لهم الوطن الحقيقي، وجميعهم أجابوا بأن الوطن بالنسبة إليهم هو سوريا؛ حيث قضوا فيها سنوات عدة وذاقوا فيها معنى الأسرة، وحده إبراهيم الصغير، ابن شقيقها الذي أطلق عليه هذا الاسم تيمنًا بالجد المناضل المفقود، أجاب وهو الذي يقيم في ألمانيا بأن الوطن بالنسبة إليه هو.. فلسطين.

ليبدو لنا الأمر وكأن الجد، لم يمُت بعد، وأن شيئًا ما منه سيبقى.. إلى حين.

محصن Untouchable

هذا أكثر الأفلام صدمة؛ صحيح أن القصة باتت مروية ومعروفة، وأن العالم كله الآن يعرف جيدًا أن منتج هوليوود الأشهر، الغول الذي صنع النجوم واقتتص جوائز الأوسكار، هارفي واينستين، هو متحرش جنسي متسلسل إن جاز التعبير، وهي التهمة التي تجري محاكمته الآن بسببها؛ إلا أن هذا الفيلم يكشف كيف جرى الأمر، وكيف تواطأ الجميع لسنوات طويلة -ربما لنحو ربع قرن- على هوس هارفي الجنسي، حتى تكشَّف أخيرًا.

في مقابلة مع صحفية بجريدة "نيويورك بوست"، يتلخص بوضوح كيف كان واينتسن مسيطرًا على الصحافة والإعلام الأمريكي، وكيف كانت مواجهته أو الصمود في وجهه من قبل ضحاياه من السيدات اللائي تحرش بهن مستحيلَين.

تقول الصحفية إنها حضرت حفلًا كان واينستين هو نجمه، وحينها كان هو نفسه َمن يدير حملة المرشح الرئاسي الأمريكي "آل جور"، وتسبب ذلك في تأجيل عرض فيلم أنتجه بعنوان "O"؛ لأن الفيلم كان ينطوي على كثير من مشاهد العنف في المدارس، وهو توجه كان يناهضه آل جور في تناول الظاهرة. سألت الصحفية واينستين عن سبب تأجيل الفيلم، فرد بأن الفيلم من إنتاج أخيه، ثم ابتعد عنه. بعد دقائق عاد إليها ونعتها بالسافلة والساقطة، وحاول أن ينتزع منها شريط التسجيل عنوة.. قاومت، ثم تدخَّل صحفي زميل لها كان في الحفلة، وحاول أن ينقذ الصحفية من بين يدَي واينستين، فتحول له الأخير، وبدأ يكيل له السباب واللعنات واللكمات؛ وهو يقول له إنه يفعل ما يريد؛ لأنه "عمدة هذه المدينة الملعونة". حدث هذا وسط حضور مصورين وصحفيين، والتقطت عشرات الصور للواقعة، وتم تسجيل ما جرى.. خمِّن ماذا حدث؟

في اليوم التالي، لم تنشر أية جريدة أمريكية وقائع ما جرى من واينتسن. لقد اشترى صمت الجميع. وهكذا كان من الطبيعي أن يسحق أسفل جسده الضخم عشرات من السيدات دون أن تستطيع أن تتكلم واحدة منهن بكلمة واحدة؛ لأنها حتى إن فعلت هذا مَن سيسمع؟

واقعة أخرى يوردها الفيلم تظهر مدى "جبروت" واينستين، بعدما تحرش بفتاة حديثة العمل لديه في شركته، لم تتحمل الفتاة ما جرى وبدا أنها ستتحدث، سريعًا ما حاول أن يتفق معها عبر موظفة أخرى على اتفاق "يحرمها من الكلام"، في مقابل مادي وصل إلى 50 ألف دولار. وافقت الفتاة مضطرة؛ لكن بنود الاتفاق كانت مذهلة، إذ من بينها أنه تُمنع الفتاة من الذهاب إلى أي طبيب نفسي بشكل عام، وإذا حدث وذهبت إلى طبيب نفسي وأخبرته بما جرى، فإنها ستكون قد خرقت الاتفاق وستحاسب هي على ذلك وليس الطبيب! ليس هذا فحسب، بل وإذا حدث وقد رفع أحدهم ضد شركة واينستين دعوى قضائية تتعلق بالتحرش؛ فإنه لزامًا على الفتاة أن تأخذ موقفًا داعمًا لشركة واينستين ولا تنحاز مطلقًا لرافع الدعوى!

هل تصدق أن هذا جرى بالفعل وأن هناك مَن كانوا يعلمون به وصمتوا؟

لا يحتوى الفيلم على مشاهد تمثيلية، وهو في أغلبه قائم على مقابلات مع الضحايا ولقطات فيديو مصورة لواينستين، ومع هذا فإن الفيلم جاذب بشدة دون لحظة ملل واحدة، بل إنه مؤثر وبشدة، ذلك أن الضحايا -وفيهن ممثلات شهيرات- وهن يستجرعن لحظات تحرش واينستين بهن، وقد حدث ذلك أحيانًا منذ سنوات بعيدة، تبدو الواقعة حاضرة في ذهنهن بكل تفاصيلها المروعة، بل إن عيونهن تدمع وشفاههن ترتجف وهن يتذكرن ما جرى في رعب وصدمة، ولعل تلك الواقعة مع واحدة من الضحايا التي كانت تعاني عمًى ليليًّا يمنعها من الرؤية في الضوء الخافت كلية، والتي خيرها واينستين- مدركًا مرضها- بأن تستسلم لتحرشه أو يتركها ترحل وحيدة عبر السلم الخلفي ذي الضوء الخافت من الدور الرابع؛ ما يؤكد أن هارفي كان بلا قلب حقًّا.

كان واينتستن إذن محصنًا وغير قابل للمس، لاعتبارات عدة، لكنه سقط فور أن كسرت السيدات حاجز الخوف والصمت، ومن المدهش أن جميعهن أكدن أن واينستين ليس وحده وليس الأخير، لكنه فقط مَن سقط بعد كل هذه السنوات؛ ليبدو الأمر وأن دائرة التحصين لهؤلاء واسعة بدرجة لا يمكن تخيلها.

وراء البحر الغاضب

يوثق هذه الفيلم رحلة مذهلة، قام بها المغامر المصري الشهير عمر سمرة، وصديقه عمر نور لاعب الترايثلون؛ لعبور المحيط الأطلطني وحدهما على متن قارب تجديف. يستعرض الفيلم جانبًا من تدريبات المغامرين المصريين انطلاقًا من عبارة يقودها نور في بداية الفيلم، بأن عدد البشر الذين صعدوا إلى الفضاء أكثر بكثير من عدد البشر الذين عبروا المحيط عبر مركب تجديف.

المهمة تبدو صعبة ومستحيلة؛ لكنّ كلًّا من "العمرَين" لديه من الدافع ما يجعله يواصل.

انطلق الشابان في رحلتهما من جزر الكناري ليقطعا 3 أميال في المحيط ليحققا هدفهما.. في اليوم الثاني عشر، حدث ما لم يكن متوقعًا، أصيبت أجهزة الطاقة بعطل، وهو أمر أدى إلى انخفاض قدرة أجهزة تحلية المياه إلى أقل من الثلث، وتزامن ذلك مع التعب الشديد الذي أصابهما جراء التجديف لمسافات طويلة.. ثم حان وقت العاصفة.

عاصفة مفاجئة قلبت المركب رأسًا على عقب، لا تنقل الكاميرا ما حدث بالضبط بطبيعة الحال؛ لأن الكاميرا كانت على متن المركب، وبدءًا من هذه النقطة تحديدًا فإننا نتابع ما جرى كيفما يرويه "العمران"، وعبر كاميرا موبايل لأحد بحارة سفينة عابرة ستتدخل لإنقاذهما لاحقًا.

يحفل الفيلم بعديد من المواقف المثيرة وأخرى تثير الضحك؛ خصوصًا خلال عملية إنقاذ عمر سمرة وعمر نور، وصحيح أن الفيلم يحتفي بالدور الذي قامت بها السفينة التي أنقذتهما في عرض المحيط -وللصدقة كان قائدها ربانًا عربيًّا- لكن ربما كان ذلك الدور يستحق التركيز أكثر من ذلك، يلجأ صناع الفيلم في ثلثه الأخير إلى الربط بينه وبين محاولات اللاجئين عبور البحار والمحيطات هربًا من الموت في بلادهم وبحثًا عن حياة أخرى، ورغم إنسانية هذا الربط فإن إيقاع الفيلم يتراجع إجمالا بدءًا من هذه النقطة.

في كل الأحوال يبقى ما وراء البحر الغاضب مغامرة حقيقية، ليس فقط في ما سعى له عمر سمرة وعمر نور من عبور المحيط -وهو ما لم يتحقق للأسف.. على الأقل هذه المرة- وإنما أيضًا في مغامرة أن توثق محاولات ترويض البحر الغاضب بكاميرا محددة القدرات، بغض النظر عن أن المحيط لا يزال حتى تاريخه، عصيًّا على الترويض.

 

المقال المصرية في

25.09.2019

 
 
 
 
 

فيلم (الأب) يرصد صراع الأجيال ولا يسقط في فخ النمطية والتكرار

الجونة: عدنان حسين أحمد

ينطوي فيلم "الأب" للمخرجَين البلغاريين كريستينا غروزيفا وبيتر فالجانوف على إشكالية التواصل بين أبناء العائلة الواحدة التي ترتبط بعلاقات حميمة كما هو الحال في عائلة فاسيل (إيفان سافوف) وزوجته فالينتينا (ماريا باكالوفا)، والابن الوحيد بافيل (إيفان بارنيف).  لم يتأخر المخرجان كثيرًا في التمهيد للقصة السينمائية المحبوكة جيدًا، إذ سرعان ما يجد المُشاهد نفسه في قلب الحدث المأساوي لموت فالينتينا الذي ترك أثره الواضح على زوجها فاسيل الذي طلب من ابنه أن يصوّر أمه المسجّاة في التابوت وحينما يكتفي الابن بالتقاط صورة واحدة يخطف الأب الكاميرا من يده ويتلقط لها عدة صور من زوايا كثيرة وبعضها لقطات مقرّبة جدًا وكأنه يريد أن يُثبِّت ملامح الموت الذي خيّم على وجهها ونقَلَها إلى عالَم السكينة الأبدية لكن هذا الصمت سرعان ما يتحطّم عندما تخبره الجارة بأنّ زوجته المتوفاة اتصلت بها عبر هاتفها الخليوي فيصدّق الأب هذا الإدعاء ويسعى للردّ عليها على الرغم من اعتراضات ابنه الذي يحاول إعادة والده إلى رشده، وبالمقابل يمضي الأب في سعيه المحموم للبحث عن وسيط روحاني محترف للتواصل مع زوجته الراحلة التي أبّنها بنفسه، والتقط لها الصور العديدة لكن إيمانه بالقوى الخارقة للطبيعة هو الذي دفعه لأن يغادر البيت ويذهب لقضاء الليل في الغابة مدعيًا أنّ هناك طائرات اختفت ثم عاودت الإتصال بعد سنوات طوالا، والأكثر من ذلك فإنه يُعيب على ابنه جهله بهذه الحوادث التي وقعت في الماضي القريب وكأنّ الابن يعيش خارج الزمن. وبينما ننهمك في متابعة الأب المتجه إلى الغابة نتعرف على زوجة بافيل التي تتابع أخبار زوجها بالتفصيل، وتحرص على إدامة العلاقة الروحية التي تربطهما معًا لكننا لم نرَ هذه الزوجة التي لم تحضر طقس التأبين الذي بدا غريبًا وشاذًا للحضور.

تتناول القصة السينمائية للفيلم ظاهرة العلاقة الإشكالية المتناقضة بين الأجيال وهي لا تقتصر على التناقض وعدم القدرة على التناغم في الرؤى والأفكار وإنما تذهب أبعد من ذلك بكثير ، فالأب يؤمن بالخرافات والأساطير وهو ماضٍ في تأكيد قناعاته الشخصية مهما كلّف الأمر. أما الابن بافيل الذي يعمل مصورًا في مؤسسة إعلانية تريده أن يصحح الألوان لإحد إعلاناته لكن إصرار والده على المبيت في الغابة الجوراسية وتوسّد صخورها قد سبب للابن المشغول العديد من المواقف المحرجة والكوميدية إلى حد ما، خاصة عندما يذهب إلى أحد مراكز الشرطة ويشتكي على الوسيط الروحاني الذي يبتز أموال الناس البسطاء من وجهة نظر الابن. ولأن زوجته تحب مربى السفرجل فقد طلبت منه أن يشتري لها علبة قبل أن يعود إلى المنزل لكن يُحتجز  في السجن لمدة ليلة واحدة ويضطر إلى الكذب فيخبر زوجته بأنه قد تأخر في العمل، وحينما تصل إلى مقر عمله تكتشف غيابه، وتنتابها الشكوك بخيانته لها فيضطر لاختلاق حكاية جديدة. أما الأب فيسبب العديد من المواقف المحرجة لابنه في المطعم، وفي الطريق، وفي المشفى وسواها من الأماكن التي مرّا بها طوال الرحلة إلى الغابة والعودة منها إلى المنزل.

وعلى الرغم من إستحالة التواصل بين الزوجة المتوفاة وزوجها إلاّ أنّ هذه الفكرة تسيطر على أذهاب المتلقين في أثناء مشاهدة الفيلم في الأقل. كما أنّ الإيمان بالخوارق يأخذ طريقه بعض الشيء إلى أذهان المشاهدين وهم يرون أكثر من زوج وزوجة ينامون في الغابة التي لا تخلو من مفاجآت وعلى الرغم من ذلك نرى الأب قد خلع ملابسه في أماكن متفرقة ثم نام عاريًا فنهشت جسده الحشرات وعاد مع ابنه دامي الجبين نتيجة رضوض وكدمات كثيرة ليؤكد لنا في خاتمة المطاف بأنه لم يتخلَ عن أبيه رغم المصاعب الجمة التي سبّبها هذا الوالد، غريب الأطوار الذي أعاب على زوجة ابنه بأنها لم تستطع أن تنجب له طفلاً يقلب حياته رأسًا على عقب. ربما تكون المفاجأة صادمة بعض الشيء حينما يخبر بافيل أباه بأنه سيصبح أبًا هو الآخر لتتكرر ثنائية صراع الأجيال من جديد لأن الأبناء يُخلقون في زمن مختلف تمامًا عن زمن الآباء.

ما يلفت الانتباه في هذا الفيلم هو أداء الأب والابن اللذين جسّدا دوريهما باتقان شديد، فحينما نستمع إلى أفكار الأب وقناعاته الشخصية لا نتردد في تصديقها رغم ما تنطوي عليه من غرائبية فيمضي في تنفيذ خططه التي تبناها وكلفته المزيد من النفقات المادية. أما الابن الذي ينتمي إلى الزمن الحاضر، ويستشرف المستقبل إلى حد كبير فقد بدا أكثر إقناعًا من والده وطوال مدة الفيلم كان الابن متفاعلاً من الأحداث التي تتوالى بسبب سلوك الوالد وعقليته المتزمتة التي تستجيب إلى الخرافات المعششة في ذهنه.

لم يكن لهذا الفيلم أن يتكامل ويخرج بهذه الحُلَّة القشيبة من دون التآزر الكبير بين الطاقم التقني لهذا الفيلم بدءًا من تصوير كروم رودريغويز وموسيقى هيرستو ناميليف ومونتاج بيتر فالجانوف، إضافة إلى الأداء المبهر لشخصيتي الأب والابن وهما يجسّدان ثيمة الفيلم وفكرته الرئيسة التي استحوذت على أذهان المُشاهدين وشدّتهم حتى اللقطات الأخيرة من القصة السينمائية التي خرجت عن المعالجة المألوفة ولم تسقط في فخ النمطية والتكرار.

أنجزت كريستينا غروزيفا بالتعاون المشترك مع بيتر فالجانوف عددًا من الأفلام الوثائقية والتلفازية من بينها (موعظة الحياة) و (الهبوط القسري) و (القفزة) ونالت عنها العديد من الجوائز المحلية والعالمية، وفيلم (الأب) ليس بعيدًا عن جوائز (الجونة) على صعيد الأداء المبهر للمثلين، والرؤية الإخراجية الدقيقة، والسيناريو المُتقن الذي استطاع إقناع الغالبية العظمى من المُشاهدين.

 

القدس العربي اللندنية في

25.09.2019

 
 
 
 
 

المخرجة مي مصري: لدي التزام تجاه القضية الفلسطينية

درسَت المخرجة الفلسطينيَّة، مي مصري، السينما في الولايات المتحدة الأميركيَّة، وعاشت معظم حياتها في لبنان. لكنها بقيَت، وعلى مدى أكثر من ثلاثة عقود، ملتزمةً في أفلامها الوثائقية والروائية بالقضية الفلسطينية. 

وقالت مي التي نالت، أخيرًا، جائزة "الإنجاز الإبداعي" من مهرجان الجونة السينمائي في مصر، في حديث مع وكالة "رويترز": "عندما كنت أدرس في أميركا، صنعت أفلاماً في أميركا اللاتينيَّة، في المكسيك والبرازيل، ولدي اهتمامات بقضايا عالمية. وكنت بصدد عمل فيلم بالجزائر. كما صنعت أفلاماً في لبنان".

وأضافت: "لكن، رغم كل هذا الواقع الذي يفرض نفسه دائماً، أشعرُ بالتزامٍ تجاه القضية الفلسطينية، وخصوصاً ضرورة سرد التجارب التي عشتها، ومعاناة الناس الذين أعرفهم، وأعرف قضاياهم جيداً". 

وتابعت: "لم يشغلني صنع أفلام تجارية، أو تقديم عدد كبير من الأفلام، يهمّني أكثر صنع أفلام ذات موضوعات تمسني وتعبّر عن قناعاتي. وهذه الأفلام، حتّى إذا ما كانت تعبر عن قضايا محليّة في ظاهرها، فهي في جوهرها تعالج قضايا إنسانيّة. والقضايا الإنسانية هي قضايا عالميَّة في نهاية الأمر".

وقدمت مي (60 عاماً) سلسلةً طويلةً من الأفلام الوثائقية منها: "أطفال جبل النار" و"امرأة في زمن التحدي" و"أطفال شاتيلا" و"أحلام المنفى"، قبل أن تقدَّم فيلمها الروائي الأول "3000 ليلة" عام 2015، والذي عرض في مهرجانات عربية وأجنبية، وحصل على جوائز عديدة. 

وترى مي، أن أكبر عائق أمام السينما الفلسطينية هو التمويل، لأنَّ جهات كثيرة لا ترحب بإنتاج الأفلام الفلسطينية، ولا تمول مخرجين فلسطينيين: "الحصول على تمويل أوروبي أو أجنبي، يفرض بعض القيود على الأفلام، لا أستطيع القبول بها، مثل عدم الخوض في السياسة أو غيرها من الأمور".

وأضافت: "السنوات الماضية شهدت زيادةً في إنتاج الأفلام الفلسطينية التي برزت وجابت مهرجانات العالم، لكني أتمنَّى أن يكون هناك إنتاج عربي مشترك لصنع المزيد من الأفلام".

وتستعد مي لصنع فيلم روائي جديد، ستكتب هي السيناريو له، لكنها رفضت الكشف عن تفاصيله، مكتفية بالقول إنه "يتحدث عن القضية الفلسطينية بالتأكيد".

 

العربي الجديد اللندنية في

25.09.2019

 
 
 
 
 

الجونة سكوب في ساحة الجامعة

أسامة عبد الفتاح

من فندق الإقامة إلى قاعات السينما إلى الجامعة الألمانية، وبالعكس.. مسار يومي لا يشهد نشاطا سوى السينما وعروضها وندواتها ودروس أساتذتها، ولا يشهد حديثا سوى عن الأفلام وصناعها، حتى في المقاهي والمطاعم.

من فندق الإقامة إلى قاعات السينما إلى الجامعة الألمانية، وبالعكس.. مسار يومي لا يشهد نشاطا سوى السينما وعروضها وندواتها ودروس أساتذتها، ولا يشهد حديثا سوى عن الأفلام وصناعها، حتى في المقاهي والمطاعم.

أسبوع أو أكثر أو أقل مخصص بالكامل للسينما وعشاقها ونقاشاتهم المستمرة حول سحرها.. هذا هو جوهر أي مهرجان سينمائي، وهذا هو ما يحدث في مهرجان الجونة السينمائي منذ دورته الأولى بفضل التخطيط الواعي والتنظيم الجيد، وما أعتبره شخصيا نجاحا كبيرا لأن هناك مهرجانات عريقة فشلت في خلق تلك الحالة على مدى عقود من الزمن، فإذا بمهرجان شاب يحققها من السنة الأولى، ليستحق صفتي: ناجح ومؤثر.

بعد إيجاد تلك الحالة، يصبح الاختبار التالي لأي مهرجان سينمائي هو مستوى الأفلام نفسها، وقد نجح "الجونة" فيه أيضا، ومن الدورة الأولى، حيث يحرص مسئولوه ومبرمجوه على عرض كثير من الأفلام المهمة التي حصلت على جوائز في المهرجانات الكبيرة التي تسبق الجونة مثل كان وبرلين، بالإضافة إلى بعض أفلام مهرجانات فينيسيا وتورنتو وسان سباستيان.. وتساعدهم في ذلك ميزانية سخية يوفرها مؤسسو وممولو ورعاة المهرجان.

والحق أن أي ميزانية لا يمكن – وحدها – أن تصنع مهرجانا سينمائيا ناجحا ما لم تكن هناك رؤية فنية واضحة تعمل على الاختيار الجيد للأفلام ووجود تناسق وتناغم في البرنامج وإبعاد الأسماء الكبيرة المخضرمة عن المسابقات والجوائز لإفساح المجال أمام السينمائيين الشبان.. ولا شك أن هذه الرؤية موجودة في الجونة بفضل خبرة مدير المهرجان، الناقد انتشال التميمي، وكفاءة المدير الفني، المخرج أمير رمسيس والفريق المعاون بالطبع.

أما المعيار الثالث لقياس نجاح أي مهرجان سينمائي، فهو الضيوف والمشاركون والمكرمون، وهو أكثر العناصر تميزا في الجونة، حيث تشاهد الأفلام وتحضر الندوات وتشارك في نقاشات ساحة الجامعة الألمانية الشهيرة إلى جانب كبار صناع السينما المصرية، والعربية كذلك، من مخرجين ومؤلفين وممثلين ومديري تصوير ومؤلفي موسيقى تصويرية.. إلى آخره. والأهم أنك تجدهم إلى جانبك أيضا في طوابير حجز تذاكر العروض ودخول القاعات، حيث يسري النظام على الجميع دون تمييز لأحد.

وتبقى سياسة التكريم في الجونة، والتي أوافق عليها بشدة لأنها قائمة على تكريم ثلاثة سينمائيين فقط كل عام، أحدهم من مصر والثاني من الوطن العربي والثالث من العالم.. وأقول إنني أؤيدها لأن التكريم يكون له معنى ومغزى عندما يركز على عدد قليل محدود من السينمائيين، بينما يفقد أي معنى أو قيمة له عندما يصبح لكل من هب ودب أو كل من يوافق على الحضور كما يحدث في مهرجانات أخرى..

توجد بالطبع معايير ومقاييس أخرى لتقييم أي مهرجان سينمائي، لكن ما ذكرته يكفيني لأعتبر تجربة الجونة ناجحة وأنتظر منها المزيد في الدورات المقبلة.

 

موقع "أويما 20" في

25.09.2019

 
 
 
 
 

نسرين طافش لـ"مصراوي":

"ستموت في العشرين" عالمي.. والسينما لغة إنسانية

كتبت- منى الموجي:

قالت الفنانة السورية نسرين طافش، إنها سعيدة بحضورها للمرة الثانية على التوالي، فعاليات مهرجان الجونة السينمائي، ضيف شرف.

وأضافت في تصريحات لـ"مصراوي": "المهرجان يتطور عام تلو الآخر، ونجاحاته تزيد، وسعيدة بوجودي وسط كوكبة رائعة من النجوم المصريين والعرب"، لافتة إلى إعجابها بالفيلم السوداني "ستموت في العشرين"، ووصفته بالمبهر وبأنه على مستوى عالمي.

وحرصت نسرين على مشاهدة فيلم "نورا تحلم" وفيلم "لما بنتولد"، وحضور احتفالية أقامها المهرجان على هامش تعاونه مع منظمة اليونيسيف وتوقيعهما اتفاقية مدتها خمس سنوات تهتم بحقوق الطفل، وعنها قالت: "التعاون بين السينما والقضايا الإنسانية شيء مهم، السينما لغة إنسانية، وأتمنى في الأيام المقبلة يكون فيه تركيز على أفلام الطفل، لأن الطفل عندنا مظلوم".

وتابعت: "مش بنعرض أفلام كتير بتتكلم عن مشاكل الطفل زي أفلام برا، وحتى لو اتكلمنا عنهم بناخدها باستهتار وسطحية كأنه كائن غبي، مع انه ذكي جدا وبيفهم احيانا اكتر من ناس كبار، بس احنا بنتعامل معه باستخفاف"، متابعة: "فيه حاجات نقدر نقدمها لأطفالنا اكتر وأتمنى أن التعاون ده يثمر عن إنتاج أفلام تتحدث عن قضايا الطفل".

وعن جديدها الفني، قالت: "فيه حاجات بمصر بحضر لها لكن أُفضل عدم الحديث عنها قبل بدء التصوير".

 

####

 

بعد تجربته الأولى في التمثيل..

أمير عيد لـ"مصراوي": الموسيقى لها الأولوية

كتبت- منى الموجي:

قال الفنان أمير عيد، نجم الفريق الغنائي "كايروكي"، إنه لم يخطط لخوض تجربة التمثيل، وأن المخرج تامر عزت عرض عليه المشاركة في "لما بنتولد" وجذبه التحدي المتعلق بتقديم أكثر من أغنية في فيلم، وبطريقة تعبر عن شخصيات العمل.

وأضاف أمير، في تصريحات خاصة لـ"مصراوي": "حسيت إني لو عملت الفيلم ممكن أتعلم شيء جديد، ويمكن ده اللي جذبني للتجربة"، مؤكدًا أنه لم يحدد بعد هل سيستمر في التمثيل أم لا: "مش محدد ومش عارف الجمهور هيتقبلني ولا لأ، ومش عارف رد فعل الناس، ولغاية دلوقتي مخدتش القرار لكن المؤكد أن الموسيقى ستظل صاحبة الأولوية".

وبسؤاله هل سيحدد قراره بناءً على رد فعل الجمهور تجاه تجربته في فيلم "لما بنتولد"، قال "لا خالص موضوع مرتبط بهل هقدر استمتع بالتجربة دي ولا لأ وهقدر أضيف ليها ولا لأ".

جدير بالذكر أن فيلم "لما بنتولد" عُرض لأول مرة ضمن قسم الاختيار الرسمي خارج المسابقة، في الدورة الثالثة من مهرجان الجونة السينمائي، بحضور مجموعة من النجوم.

 

موقع "مصراوي" في

25.09.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004