جوائز "آفاق" بمهرجان فينيسيا وجواهر سينمائية أخرى
أمل الجمل
المدهش في الدورة الخامسة والسبعين من مهرجان
فينيسيا السينمائي
- التي استمرت أحد عشر يوما من ٢٩ أغسطس وحتى ٨ سبتمبر الحالي - أن
تعدد الأفلام السينمائية الجميلة، فنيا وفكريا، لم يقتصر فقط علي
مسابقته الرسمية، ولكنه امتد لأقسامه وبرامجه الموازية، فمثلاً في
مسابقة "آفاق" شارك فيلم "النهر" للمخرج أمير بايجاتزن والذي نال
جائزة أفضل إخراج، وكان يمكنه عن استحقاق التواجد بين الكبار من
أمثال لانثيموس وجاك أوديارد والأخوين كوين.
نجوم ونجمات خسرتهم الجوائز
لكن، ربما، رأت إدارة المهرجان أن تمنح الفيلم
السابق "النهر" فرصه أوسع وحظاً أوفر كي ينال نصيبه من الجوائز حتى
لو كان ذلك بعيداً عن المسابقة الرئيسية التي تنال عادة الاهتمام
الأكبر وتسليط الأضواء، فالعدد المحدود للجوائز والمنافسة الشرسة
ربما كانت ستتسبب في ظلمه تماماً. وما من شك، أن الأمر كان محيرًا
للجنة التحكيم بالمسابقة الرسمية ليس فقط بين جوائز الأفلام، ولكن
أيضاً بين الممثلين والممثلات، فمثلاً جائزة أفضل ممثل التي
اقتنصها وليم دافو والتي استحقها عن جدارة، مع ذلك كان آخرون
ينافسونه عليها بقوة ومنهم مالا يقل عن ستة ممثلين استحقوها أيضاً
عن جدارة منهم بطلا "شقيقا الأخوات" جون كريستوفر رايلي وجواكين
فينيكس، إلى جانب بطلي الفيلم الألماني "لا تنظر أبداً بعيداً" توم
شيلينج وزباستيان كوخ، وبطلي فيلم "الإخوة الأعداء" ماتياس
شوينارتس ورضا كاتب.
كذلك، يتكرر الأمر مع الممثلات خصوصا باولا بيير
بطلة الفيلم الألماني "أبدا لا تنظر بعيداً" بأدائها المؤثر
المشحون بالعاطفة والارتباك والتحمل والغضب، أو بطلات فيلم
"المفضلة" إيما ستون، وراشيل وايتز، تماما كما بطلة فيلم "روما"
ياليتزا أباريتشيو بأدائها العفوي البسيط، وبطلة "غروب" جولي جاكاب
بقدرتها على تجسيد الإرادة الصلبة بعينيها، وبطلتي فيلم "ساسبيريا"
داكوتا جونسون، وتيلدا سوينتون، كذلك بطلة فيلم "العندليب" إيسلينج
فرانسيوسي كانت تستحق جائزة الأداء.
الوعي بنشر الثقافة السينمائية
رغم كل ما سبق، وبعيدا عن الجوائز فليس هناك من شك،
أن الفائز الأكبر بالجائزة الحقيقية هو الجمهور من الشعب الإيطالي
ومن النقاد والصحفيين القادمين من كافة أنحاء العالم الذين يكاد
يقترب عددهم من الأربعة آلاف، بخلاف جمهور غفير أو بالأحرى حشود من
الجمهور الإيطالي، فمن الأمور اللافتة هذا العام تزايد أعداد من
يحملون "بادجات" بألوان كالأخضر والأصفر وغيرها من الألوان التي لا
تخص الصحفيين والنقاد أو صناع الأفلام. إنهم رجال ونساء، شباب
وكهول، من الأفراد العاديين من الشعب الإيطالي القادمين من مدن
بعيدة، أو من أعضاء النقابات الشغوفين بالفن السابع بدرجة مثيرة
للدهشة والبهجة.
مهرجان فينيسيا هو أقدم مهرجان في العالم فقد تم
تنظيمه لأول مرة عام ١٩٣٢ بهدف زيادة السياحة والترويج السياحي
لمدينتهم عن طريق استجلاب النجوم والنجمات، ولم يكن في مخططهم
الاهتمام بالسينما آنذاك. لكنهم على مر السنوات أثبتوا اهتماماً
وشغفا حقيقيا بالسينما رغم أنهم يُوظفون كل تفصيلة بالمهرجان
لتحقيق مزيد من الإيرادات، حتى الكتالوج الذي تمنحه المهرجانات
الكبرى مثل "كان" و"البرليناله" مجاناً لكل من دفع ثمن
الأكريديتشن" هنا في فينيسيا يُباع بثلاثين يورو.
يتجلى ذكاء إدارة المهرجان هذا العام في الأسلوب
الذي أفادوا به أبناء شعبهم - وهم يحصدون الأموال ويواصلون الحفاظ
على شهرة مدينتهم - من ذلك الاحتفال السنوي العريق، فلم تكتفِ
بإصدار "كارنيهات" أو "بادجات" لهم، حتي لو كانت هذه الكارنيهات
ليس لها الأولوية وتنتظر المقاعد المتبقية بعد دخول الصحفيين
والنقاد، لكن المنظمين للمهرجان عملوا أيضاً على توفير عدد من
العروض المجانية بصالات محددة استفاد من الأجانب أيضاً، إلي جانب
توفير بعض عروض الأفلام بأسعار رمزية تبلغ خمسة يوروهات للتذكرة
الواحدة بدلا من ١٢، أو تقديم تخفيضات حيث تتضمن التذكرة الواحدة
فرصة مشاهدة عدة أفلام تصل خمسة أحياناً، وتوفير دعوات في شباك
مخصص لعشاق هذا الفن لمن يبادر ويسرع بالوصول إليها، فهناك أناس
يأتون فجراً، وآخرون بلغ بهم الجنون للمبيت أمام بعض الصالات أو
قرب الريد كاربت الذي يعتليه المشاهير.
حشد جماهيري غير عادي
اللافت أن أغلب هؤلاء الإيطاليين، الذين تراهم في
الممرات أو أثناء الانتظار في الطوابير أمام القاعات، أو على متن
الحافلات والباصات المائية، والذين تسمعهم طوال الوقت يتناقشون في
الأفلام هم مشاهدون عاديون، أي أنهم لا يكتبون في صحف أو مجلات أو
أي من المواقع الإلكترونية. إنهم يشاهدون من أجل المتعة والثقافة
وفقط، ويحسب لإدارة المهرجان تخطيطها لزيادة العدد وتحقيق
الاستفادة القصوى من مشاهدة هذه الأفلام، فقد كان أمرا لافتاً
عندما أهبط من "قاعة الصحافة" بالطابق الثالث حيث تتواجد هناك
أيضاً قاعة سينما "بيرلا ٢" فأجد أمامها طابورا طويلا يمتد في شكل
ملتوٍ، وعندما أهبط للطابق الأول حيث قاعة سينما "بيرلا" أجد
طابوراً آخر طويلا يمتد حتى خارج المبني. وعندما أعبر الباب وقبل
أن أهبط المنحدر مجددا إلي قاعة سينما "دارسينا" أنتبه إلى طابور
ثالث أكثر طولا يمتد أمام قاعة سينما "كازينو"، لدرجة تجعلني أشعر
أن فيلما مهما قد فاتني فأفتح البرنامج اليومي وأنقب عن اسم الفيلم
وجنسيته في هذا الموعد لكني أنتبه أن لدي أحد أفلام المسابقة بقاعة
"دارسينا" وعليَّ أن ألحق به، فأسرع الخطي لأجدني أمام ثلاثة صفوف
متجاورة تمتد عشرات الأمتار لتتقاطع مع جمهور ونقاد وصحفيين
منتظرين أمام قاعة صالة "جرندا".. فأقول لنفسي: "يا الله على
الجمال.. أمر مدهش بصحيح.. من أين جاءت كل هذه الأفواج من البشر؟!
أمر آخر لافت لا بد من الإشارة إليه؛ فجميع
المهرجانات العريقة في العالم تترجم الأفلام المعروضة داخل
احتفالياتها بلغتها المحلية ليستفيد أبناء وطنها، لكن هذا العام
وفرت إدارة مهرجان
فينيسيا ترجمة
إنجليزية مصاحبة لعدد كبير جدا من الأفلام الناطقة بالإنجليزية،
وهو أمر كان غاية في الروعة خصوصا مع الأفلام الأمريكية التي يبتلع
أبطالها الحروف أثناء النطق، أي أنها لم تكتفِ بتوفير الترجمة للغة
الإيطالية لجميع الأفلام - حتي يستفيد الجمهور الإيطالي بالأساس -
مع توفير ترجمة إنجليزية للأفلام الناطقة بلغات أخرى، ولكنها فكرت
في الجمهور والصحفيين الأجانب أيضاً والاستفادة الأكبر من دورة
تاريخية استثنائية.
أشعة مانتا
أما أهم الأفلام التي نالت جوائز في "آفاق" فقد
ذهبت جائزة أحسن فيلم إلى "مانتا راي" أو "أشعة مانتا"
MANTA RAY
للمخرج كرابن راو، والفيلم من الإنتاج التايلاندي الفرنسي الصيني
المشترك.
على أحد شواطئ قرية بتايلاند يعثر صياد على لاجئ
مُصاب وفاقد الوعي، وأبكم، يعالجه ويمنحه اسماً وبيتاً وصداقة. كان
الصياد في ذلك الوقت في حالة مزرية لأن حبيبته هجرته، لكن الصديق
الجديد اللاجئ والأخرس يُعيد إليه الرغبة في الحياة، وينفي عنه
وحدته. لكن ذات يوم يختفي الصياد في البحر، ويبحث عنه اللاجئ
طويلاً من دون جدوى، وتمر الأيام ثم تعود الحبيبة بعد أن فقدت
مأواها. هنا لا تتوقف الحياة، بل تمارسها مع الصديق وتصنع منه نسخة
مطابقة لحبيبها الصياد حتى لون الشعر الأصفر، وذات مساء يعود
الصياد فتنقلب الأوضاع. تعود الحبيبة للصياد ويخرج اللاجئ باكيا
وينام في الغابة مُغطياً جسمه وشعره بالطين لساعات قبل أن يلقي
بنفسه في البحر. فهل كان بكاؤه على نفسه، ووحدته واغترابه الجديد
أم علي خيانته غير المقصودة لصديقه الصياد؟!
هنا، سرد القصة لا يعنى أنك شاهدت الفيلم. فالبطل
هنا لا ينطق بكلمة واحدة، وما حكيته هو إحساسي أنا بالفيلم، وفيلمي
أنا الذي شاهدته بعيوني، وقد ترى أنت فيه أشياء أخرى، فغموض الفيلم
يحتمل تأويلات، فالإنسان عندما يشعر بالوحدة يبحث عن رفيق، ولديه
استعداد أن يستحوذ على ممتلكات الرفيق ليقضي على وحدته، كذلك
أحياناً يتمنى الإنسان عودة أشياء وتحقيق أمنيات لكن لو تحققت لن
تكون في صالحه.
هنا، للفيلم خصوصية واضحة، بأجواء متفردة مغايرة،
الأداء متوازن وغامض، بإيقاع معبر عن حياة الناس، مع جماليات تصوير
خاصة ومميزة للمكان وأهله وللطبيعة. وذلك رغم أن مشهدا السوق عندما
كان الحبيبين يسيران فيه لا نرى منه شيئا سوي أشياء ضبابية وهو
مقصود إخراجيًا لتكثيف عزلة الاثنين، ولأن محتويات السوق ليست مهمة
في حد ذاتها.
النهر
حصل فيلم "النهر" لأمير بايجاتزن على جائزة أحسن
إخراج وهو من الإنتاج المشترك بين كازاخستان وبولاند والنرويج..
يُعتبر الفيلم إحدى التجارب المميزة جدا والمختلفة في مجال الإخراج
وعلى مستوى الكتابة التي تبدو أقرب إلى عالم المسرح، لكنها مع ذلك
تظل سينمائية بامتياز. وهى تجربة فيها شيء من روح المخرج
الدانماركي الشهير لارس فون ترير.
أبطال الفيلم الرئيسيون خمسة إخوة، بزي واحد كأنهم
نسخ مكررة، متفاوتو الأعمار، مع ظهور متقطع للأم العطوفة والأب
شديد القسوة المشغول بأعمال لا نراها، فتلومه الأم قائلة: لقد
تعلموا لعبتك، لكنهم قريبا سيلعبون ألعابهم هم. أشعر أنهم سيصبحون
مجرمين. "لكن الأب لا يبالي فيكلف كبيرهم بتعليم الأصغر القراءة
والكتابة. مثلما يُكلف الأولاد بمهام وواجبات ومَنْ يتهاون فيها
يضربه ويعذبه بقسوة حتى أنهم يفكرون في قتله.
إنهم يعيشون في عزلة تامة، في صحبتهم كلب يحرسهم،
وكروان يغني لهم. نراهم يلعبون بمرح، أو يعملون بجد في صناعة قوالب
طوب الطمي، أو ينطقون ببضع كلمات بسيطة. بيتهم يستقر في منطقة
منبسطة بجوار الجبل، وعلى مسافة منهم يوجد النهر الذي سوف يزورنه
ذات يوم ويؤثر عليهم. لكن حياتهم تنقلب فجأة عندما يزورهم صبي من
المدينة يُقال أنه ابن العمة، معه آيباد يشاهدون عليه الصور
والفيديوهات ويسمعون الموسيقي. هنا ينفرط العُقد، وينحل الترابط،
فينسون كل المتع التي كانوا يعيشونها، ويُصبح كل منهم - باستثناء
الأكبر - علي استعداد للتخلي عن كل ما يملك حتي لو كان يفيد
الآخرين ليحصل على الآيباد ويقلد صبي المدينة، إنها الحرب الرمزية
بين الإنسان والتكنولوجيا، فمن ينتصر في هذا الصراع وهل تنجو
إنسانية البشر؟!.
بعد أن كان الإخوة الأربع لا يخشون أو لا يحترمون
الأخ الأكبر، ويعتبرونه مثل الأم دافئًا وحنونًا ولا يؤذيهم. هنا
في تلك اللحظة سوف يعرف كيف يجبرهم على هذا، كي يحافظ على رباط
الأسرة في مواجهة هذا الزائر الغامض. وهنا أيضاً سيكون الاختبار
الذي يتعرض له كل فرد في تعامله مع تلك التراجيديا التي لا تجعلك
تذهب بعيدا عنها لحظة واحدة.
أحسن سيناريو لـ"جينبا"
نال الفيلم الصيني "جينبا"
Jinpa
للمخرج بيما تسيدن - والذي كتبه أيضاً بنفسه - جائزة أفضل سيناريو
في مسابقة "آفاق". شريط بسيط جدا يدور في يومين عن رجل يقود شاحنة
في يوم عاصف اسمه "جينبا"، عندما تهدأ العاصفة يسمع كلمات أغنيه
أوبرالية عن "اليوم الجميل والشمس المشرقة علي الجبين بعد يوم
عاصف"، لكن فجأة تقفز إحدى النعاج تحت العجلات وتموت. الرجل يعتبر
ذلك فألاً سيئًا، ولا يتخلى عن الحيوان الميت باحثاً عن خلاص روحه
ودفع فدية أيضاً. في الطريق يلتقى بشاب اسمه "جينبا" أيضاً يبحث عن
رجل قتل أباه منذ عشرين عاماً عندما كان طفلاً. يركب معه إلى أقرب
نقطة لمحطته ويهبط.
في اليوم التالي يذهب قائد الشاحنة للبحث عن الشاب
جينبا، فيجلس في حانة يستمع جزءاً "فلاش باك" عنه من وجهة نظر
المرأة صاحبة المكان، ثم يذهب إلي بيت الرجل الذي سيتم قتله فيجده
حياً ونرى "فلاش باك" آخر عن لقائه بالشاب يبدو لنا أنه من وجهة
نظر قاتل الأب، لكن الحقيقة أنه من وجهة نظر الراوي العليم، فهنا
نُدرك لماذا بقي الرجل على قيد الحياة؟! ولماذا قرر فجأة العفو
والمغفرة؟! وكيف كان شعور قائد الشاحنة لو كان في الموقع ذاته؟!
الرجل الذي أدهش الجميع
الحقيقة أن فوز ناتاليا كودرياشوفا بجائزة أحسن
ممثلة عن دورها بالفيلم الروسي الإستوني الفرنسي المشترك "الرجل
الذي أدهش الجميع" للمخرجين ناتاشا ميركولوفا وألكسي شوبوف جعلني
أتساءل؛ هل كانت الجائزة لأداء الممثلة أم للشخصية الدرامية؟! صحيح
أن الأداء الموفق المبهر لا يمكن فصله عن الدور الدرامي والشخصية..
لكن عندما تكون هناك ممثلاث أخريات قدمن أدوارا لافتة ولا تقل عن
نفس المستوي إن لم تكن تتفوق، هنا يثور التساؤل السابق مجدداً.
في تقديري إن لجنة التحكيم انحازت للشخصية الدرامية
المتسامحة، القادرة على التعاطف والغفران. فالبطلة هنا زوجة حامل
عاشقة لزوجها، وأم لصبي ترعاه برفق، كما تفعل مع أبيها المسن الذي
أصبح يفعل أشياء طفولية غير مسؤولة أحياناً.
يتورط الزوج الذي يعمل حارسًا بالغابة في حادث قتل
دفاعاً عن النفس ويتم تبرأته، لكن فجأة نكتشف أنه أعد العدة
للرحيل، لأنه مصاب بالسرطان في آخر أيامه، فيرتب الأمور حتى يسهل
الأمور على زوجته بعد وفاته، لكنها لا تستسلم. تبكي ترجوه أن
يستعين بطبيب آخر. تطلب المعونة من أهالي القرية فيتبرعون كل بما
يقدر عليه لتذهب الزوجة مع زوجها لطبيب كبير، تفعل ذلك من دون علم
الزوج، ما يجعله يشعر بالحرج في صمت، لكن لا الطبيب الكبير ولا
السحر يأتي بنتيجة.
فجأة يستيقظ الرجل ويغير هويته البيولوجية، مرتديا
ملابس النساء وواضعاً الماكياج، في محاولة غامضة، غير مفهومة
تماماً، لكنها تفتح الباب - على مصراعيه - لغضب العائلة وأهل
القرية، مثلما تثير التساؤلات التي قد تختلف إجاباتها باختلاف كل
متلقٍ خصوصا أن البطل لا ينطق بكلمة واحدة منذ أتي ذلك التصرف، لكن
رد فعل الزوج المتابين والمتضارب وغير المتوقع في المشهد الأخير
يجعلنا نبكي تأثراً، وربما لهذا حصدت الجائزة. |