مساء أمس، كان ختام الماراثون السينمائي في #كانّ.
فاز المخرج السويدي روبن أوستلوند بـ”السعفة الذهب” عن فيلمه
“الميدان”، في ختام المهرجان الذي استمر ١٢ يوماً توجّه خلالها عدد
كبير من العاملين في#السينما إلى
المدينة الفرنسية الساحلية الشهيرة. التوقعات صبّت في مصلحة روبان
كامبيّو وتحفته السينمائية “١٢٠٠ دقّة في الدقيقة” (“الجائزة
الكبرى”)، إلا أنّ اللجنة قرّرت غير ذلك. “الميدان”، فيلم جميل
يتّسم بالجرأة والسخرية، أطلّ علينا في اليوم الثالث. قال رئيس
لجنة التحكيم بدرو ألمودوفار في المؤتمر الصحافي الذي تلى حفل
التوزيع في مسرح لوميير، إنه تم التصويت على الأفلام بسلاسة، وعلى
نحو ديموقراطي، وفي إطار احترام متبادل لوجهات النظر المختلفة التي
ظهرت نتيجة مشاهدة ١٩ فيلماً داخل المسابقة الرسمية. رداً على
سؤال، قال صاحب “كل شيء عن أمي” ممازحاً، إنه “يأسف” على الكلام
الذي قاله في بداية المهرجان بأنه يريد أن يشعر ما شعره المحكّمون
يوم اكتشفوا أفلاماً لفيلليني أو بونويل، فغرقت الصالة في الضحك.
“التشبيه لم يكن موفقاً. نحتاج وقتاً لنقارن هذه الأعمال بأعمال
المعلّمين. ربما نحتاج إلى عشر سنين، لأنّ كلّ شيء بات أسرع في
زمننا الراهن. نحن اليوم “نأكل” صوراً أكثر من أي وقت مضى. نتعاطى
مع الروائي أكثر من أي فترة سابقة. لا أعرف إن كانت “السعفة” ستغدو
مهمة. بالنسبة إلى فرنسا، لا شك أنّها مهمة”.
في نظر ألمودوفار، “الميدان” فيلم عن “ديكتاتورية
الصواب السياسي”، السلاح الفتاك الذي يقمع الرأي المخالف. لدى
مراقبة وجوه المحكّمين وهم يتحدّثون عنه، يظهر جلياً أنّ الفيلم
سلّى اللجنة، حتى إنّ المخرجة أنييس جاوي وقعت في غرام الممثل
(كلايس بانغ). ولكن، عندما سئل ألمودوفار عن “١٢٠ دقّة في القلب”،
قال إنّه أحبَّ الفيلم جداً، ولكن يبدو أنّه لم يكن ثمة إجماع على
منحه “السعفة”. أضاف إنّ هذا فيلم مهم لفرنسا ثم، تأثر… ودمّع،
فـ"طبطبت" على كتفه جسيكا تشاستاين!
السعفة الذهب: “الميدان”
اكتشفنا روبن أوستلوند (٤٣ عاماً) في كانّ قبل
ثلاثة أعوام مع “سائح”، على الرغم من أنّه بدأ يتعاطى السينما منذ
العام ٢٠٠٤، وعُرض سابقاً فيلمٌ له في قسم “نظرة ما”. بحسٍّ
سوريالي لما نكره لويس بونويل، يوزّع “الميدان” اهتمامه على محاور
عدة، منها ما هو سياسي واجتماعي وثقافي. الحوادث في الأصل تدور حول
متحف ومديره الكاريزماتي كريستيان (بانغ)، رجل أربعيني يفتتح
الفيلم بحديث معه تجريه صحافية أميركية تطلب منه شرحاً عن بعض
العبارات المحشوّة بالادّعاء والتكلّف في كلامه عن الفنّ. منذ
اللقطة الأولى، يؤسّس الفيلم لخطابه. سنمضي برفقة كريستيان ساعتين
و٢٠ دقيقة في رحلة جنونية عبر عالم الفنّ المعاصر وكواليسه وكلّ
هذه الأشياء التي تُعتبر الواجهة الثقافية لدول الرفاهية وراحة
البال اليوم. يدير كريستيان أيضاً فريقاً من المتخصّصين في
العلاقات العامة الذين يستعدّون لإطلاق حملة استفزازية بغية لفت
الأنظار نحو المتحف. فتُطلق حملةٌ اسمها "الميدان". بسخرية هدّامة،
تصل إلى ذروتها الدرامية في مشهد استعراض فنان معاصر يدّعي أنه
غوريللا، فيهاجم الحضور في سهرة يجتمع فيها كبار القوم، نقتفي أثر
المدير الذي تنقلب حياته رأساً على عقب عندما يُسرق منه هاتفه
المحمول.
بعد الفوز، روى أوستلوند مغامراته في كانّ بحس
طريف. قال إنّه شاهد رجلاً تصدمه سيارة في كانّ وهو يعبر الحيز
المخصص للمشاة، استنكر أنّ الناس هنا يقودون سياراتهم بعدائية،
خلافاً للحال في البلدان الاسكاندينافية. روى أيضاً أنّ حاسوبه
الآلي سُرق في مكان إقامته. سأله أحدهم إن شاهد الأفلام المتسابقة
على “السعفة”، ومع أيٍّ من المخرجين يتشارك الجائزة لو استطاع،
فردّ أنّه يحب مشاركتها مع هانيكه (“سائح” قريب من أسلوب المخرج
النمسوي)، بالرغم من أنّه لم يشاهد “نهاية سعيدة”. فسأله منشّط
المؤتمر هنري بيهار إن كان متأكداً من هذا، فأجاب بأنّه يمزح،
والجائزة يريدها له فقط!
الجائزة الكبرى: “١٢٠ دقة في الدقيقة”
المخرج الفرنسي روبان كامبيّو اكتفى بـ”الجائزة
الكبرى” عن عمله المدهش “١٢٠ دقة في الدقيقة”. عندما صعد إلى
المسرح لاستلامها، حظي بتصفيق طويل جداً. قال هذا الذي عمل كاتب
سيناريو للوران كانتيه ومونتيراً، إنّ فيلمه عمل جماعي. تعود بنا
الحوادث إلى التسعينات، إلى ذلك الزمن حيث كان السيدا داء خطيراً
يحصد ضحاياه. إنه زمن النضال من أجل المطالبة بعلاج طبي مقبول
لمرضى السيدا. الفيلم ينطلق من جمعية الـ”آكت أبّ” التي يفرد لها
الفيلم مساحة كبيرة في جزئه الأول. فهذه الجمعية (فرع فرنسي من
جمعية تحمل الاسم عينه ولدت في أميركا) تتكفّل بنشر الوعي حول صراع
المرضى المصابين بالسيدا والتعريف عن الشرائح الاجتماعية الأكثر
عرضة لها (مدمنون، مثليون، عاملو جنس، الخ). ببراعة يد لا مثيل
لها، يزاوج كامبيّو العام بالخاص، النضال من أجل الآخرين بالنضال
من أجل البقاء على قيد الحياة. من المستحيل عدم ذرف دمعة أمام مشهد
نهر الدم الذي يعود في خيال شون المحتضر. فعندما تكون التجربة
الشخصية للمخرج على هذا القدر من البلاغة، لا بد أن تنعكس على
الشاشة. كامبيّو يعرف عمّا يتكلّم، فهو انخرط بهذا النضال في صباه.
روى أنّه في أحد الايام اضطر إلى أن يلبّس جسد رفيقه العاري وهو
على فراش الموت.
جائزة السبعينية: نيكول كيدمان
أعطيت الممثلة الأوسترالية جائزة سبعينية المهرجان.
فهي كانت تستحقها حق استحقاق. نشاطها لم يتوقف طوال السنتين
الماضيتين. فحلّت ضيفة استثنائية على كانّ بأربعة أفلام: “المغشوش”
لصوفيا كوبولا و”قتل الغزال المقدس” ليورغوس لانثيموس و”كيف نتحدث
إلى الفتيات في الحفلات” لجون كاميرون ميتشل، ومسلسل “أعلى
البحيرة” لجاين كامبيون. الممثلة التي تبلغ من العمر خمسين عاماً،
تغيبت عن حفل توزيع الجوائز، ولكن بعثت برسالة مصوّرة.
جائزة الإخراج: “المغشوش”
فاجأت اللجنة معظمنا بإسناد جائزة الإخراج إلى
صوفيا كوبولا عن “المغشوش”. هذه المرة الأولى تُمنح جائزة الإخراج
لسيدة، في دورة قيل فيها كلام كثير عن ضرورة انصاف المرأة خلف
الكاميرا ودعمها. كوبولا تغيبت هي الأخرى عن الحفل، فقرأت كلمتها
المخرجة الألمانية مارين اديه، عضوة لجنة التحكيم. الرواية التي
اقتبستها كوبولا (تأليف توماس كالينان)، سبق أن أفلمها المخرج
الأميركي دون سيغل في العام 1971، واضطلع وقتها كلينت إيستوود
بالدور الذي أُسند هنا الى كولين فارل. ولكن ثمة فارقاً ما بين
النسختين، فنسخة سيغل أكثر خفة، ترتكز على الحدوتة وتتبنّى استيتيك
أفلام الـ"ب". كان سيغل يعلم أن الحكاية لا تحتمل أكثر من ذلك. في
حين أنّ كوبولا التي يقف على كتفها ظلّ الأب المهيب، أرادت القيام
بخطوة إضافية، وهي في الحقيقة خطوة ناقصة لأنها تجنّبت كل الأشياء
التي يمكن تصنيفها اليوم غير مقبولة على الشاشة.
جائزة التمثيل النسائي: ديان كروغر
مستحقّة جداً الجائزة التي أُعطيت للألمانية
المقيمة في فرنسا ديان كروغر عن دورها في“من العدم” لفاتي أكين.
الفيلم في ذاته إشكالي يتّسم بخطاب كيدي، ولكن تمثيل كروغر مدّه
بشرعية معينة، وانتشل بعض المشاهد من رتابتها. بسببها نصدق بعضاً
مما نصدقه. ولكن طبيعة دورها لا تساعدها كثيراً. فهي نصف واقعية
ونصف أداة انتقام تشبه البطلات الخارقات. هذا الدور الأول لكروغر
في فيلم ألماني، هي التي عملت خارج بلادها الأم، ذلك أنّها غادرتها
في سنّ الخامسة والعشرين. عندما نطق ألمودوفار اسمها، كانت فرحة
أكين لا توصف، لا بل تجاوزت فرحة الفائزة. وتعتبر كروغر أكين
“أخيها”، وتنظر إليه باحترام شديد. “انه سوبرستار كبير في ألمانيا،
لا يمكن التجول معه في شوارع هامبورغ من دون أن يتم إيقافه في
الشارع وطلب سِلفي معه”.
جائزة التمثيل الرجالي: يواكين فينيكس
الممثل الأميركي الكبير يواكين فينيكس فاز بجائزة
التمثيل عن دوره في “لم تكن هنا قط” للين رامسي (فازت بجائزة
السيناريو مناصفة ـ ثالث جائزة لها في كانّ ـ مع “قتل الغزال
المقدس” ليورغوس لانثيموس) التي بنت فيلمها برمته على أداء فينيكس
الذي خضع لتحوّل شكلي كبير لتجسيد دور قاتل مأجور. المعالجة
البصرية “العنيفة” للفيلم أجمل ما فيه (سنعود اليه في مقال نقدي
مفصّل). يبدو أنّ فينيكس لم يكن يتوقّع الفوز، إذ حضر الحفل
منتعلاً حذاء “كونفرس”!
جائزة لجنة التحكيم: “بلا حب” لأندره زفياغينتسف
قدّم هذا الروسي واحداً من أجمل أفلام المسابقة. عن
الواقع الخانق في روسيا اليوم من خلال زوج وزوجة منفصلين عن بعضهما
البعض ولا يكنّ أيٌّ منهما احتراماً للآخر، فينعكس هذا على ابنهما
الوحيد الذي يمكن اعتباره طفلاً غير مرغوب فيه. إلا أنّ هروب هذا
الابن من البيت سيكشف عمق الأزمة التي يعيشها مجتمع تغلب عليها
الأنانية وعدم المبالاة بالمشاعر. قال المخرج إنه دعم نصّه بخلفية
سياسية، ولكن ليس هذا القصد منه. ختاماً، فيلم آخر ناطق بالروسية،
“سيدة رقيقة”، إخراج الأوكراني الموهوب سرغي لوزنيتسا، كان الأقل
حظاً هذه السنة في اقتناص أي جائزة، علماً أنّه يستحقها أكثر من
بعض الأفلام الفائزة. ولكن الجوائز تأتي وتذهب، أما روعة السينما
فباقية الى الأبد. |
السعفة الذهبية لـ «حديقة» روبن أوستلوند
عثمان تزغارت
كان
| ما
الذي سيبقى في ذاكرة السينما من أفلام الدورة السبعينية لـ «مهرجان
كان»؟
النفس الشاعري والملحمي؟ أم العنف العدمي؟ النبرة
النضالية التي ترافع ضد تسليع العالم؟ أم النظرة الازدواجية التي
يلتبس فيها الخير بالشر، وتندثر الحدود (والضوابط) التي تفصل بين
الوقائع الحقيقية و«الحقائق البديلة» التي يروّج لها «الأخ الأكبر»
الجديد؟
خيارات لجنة التحكيم خيبت بعضهم، كالعادة، ووافقت
هوى بعضهم الآخر. وبينما انقسمت ترجيحات النقاد بخصوص السعفة
الذهبية بين اسمين هما اليابانية ناعومي كاواسي برائعتها الشاعرية
«نحو النور» (خرجت بخفي حنين) والفرنسي روبن كامبيلّو بفيلمه
الملحمي «١٢٠ نبضة في الدقيقة»، الذي اكتفى بـ «الجائزة الكبرى»،
أحدث رئيس لجنة التحكيم بيدور المودوفار مفاجأة كبيرة. إذ أعلن عن
منح السعفة الى السويدي روبن أوستلوند عن فيلمه «الحديقة». يروي
العمل قصة مدير متحف للفنون يعد لمعرض دفاعاً عن البيئة بعنوان
«الحديقة»، ويصطدم بمختلف أشكال الازدواجية والجبن والنفاق
الاجتماعي.
بعيداً عن حمى الجوائز والجدل المعتاد حول خيارات
لجنة التحكيم، أجمع رواد الكروازيت على أنّ السمة الرئيسيّة لهذه
الدورة هي النفس الشاعري والملحمي. نفَس لم يقتصر على سباق
«السعفة» فحسب، بل دفع لجنة تحكيم تظاهرة «نظرة ما»، برئاسة النجمة
أوما ثورمان، إلى تغيير تسمية «جائزة لجنة التحكيم الخاصة» لتصبح
«جائزة شاعرية السينما». ومنحت الجائزة الى رائعة «باربرا» التي
استلهمها ماثيو أمالريك من سيرة أيقونة أغنية النص الفرنسية، التي
يُحتفى هذه السنة بالذكرى العشرين على رحيلها.
هذا النفس الشاعري بلغ أوج تألقه، بلا منازع، في
رائعة ناعومي كاواسي، التي أنارت الكروازيت بأبطالها المشرقين،
الذين يتحدون عتمة الإعاقة بنور البصيرة، ويجدون في إرادة (وحبّ)
الحياة ملاذاً عن لوعة الفقدان.
إرادة الحياة ذاتها غلّفت في قالب ملحمي عن قساوة
ومعاناة المرض والفقدان في «120 نبضة في الدقيقة» لروبن كامبيلّو
الذي حصل على الجائزة الكبرى. يروي الشريط قصة حب مثلية بين «شون»
(ناهويل بيريز بيسكيار) و«ناتان» (أرنو فالوا)، اللذين تعارفا في
صفوف جمعية
Act Up
الراديكالية. علماً أنّ الأخيرة كانت في طليعة المدافعين عن مصابي
الإيدز، نهاية الثمانينات، في مواجهة الرؤى التمييزية التي كانت
ترى في هذا المرض، آنذاك، ضرباً من اللعنة المسلطة على الأقليات
الجنسية (المثليون والمثليات والمتحولون) والعرقية (السود) والفئات
الاجتماعية المهمشة (عاملات الجنس ومدمنو المخدرات).
النفس الملحمي ذاته نجده مفعماً بالطوباوية الثورية
في فيلم «رهيب» لميشال هازانافيسيوس، المقتبس عن سيرة عرّاب سينما
«الموجة الجديدة»، جان لوك غودار، وفِي «رجل نزيه» للإيراني محمد
رسولوف، الذي خطف الجائزة الكبرى لتظاهرة «نظرة ما».
روح غودار الثائرة ضد الظلم والتسلط والتمييز
طالعتنا أيضاً ـــــ بأشكال وأوجه متعددة ــــــ في ثلاثة أفلام،
هي: رائعة الروسي أندريه زفاغينتسيف «بلا حب». الفيلم الذي حاز
جائزة لجنة التحكيم، سيظلّ ماثلاً في ذاكرة السينما بفضل جمالياته
الشكلية الساحرة، رغم قساوة مضمونه وقتامة شخصياته، وأيضاً في
«امرأة ناعمة» لمواطنه سيرغي لوزنيتسا، الذي غاص عميقاً في الروح
الروسية، ونجح في أن يستعير من تشيخوف قصة كلاسيكية حوّلها الى
مرافعة مدوية ضد منزلقات البوتينية. وكرجع صدى لذلك، حمل الأميركي
تود هاينز ــــ بالقدر نفسه من الراديكالية وصفاء الرؤية ــــ على
الهجمة الاستهلاكية الليبرالية، التي قوّضت العصر الذهبي
النيويوركي، في نهاية السبعينيات، قبل أن تزحف على بقية العالم،
ساعيةً إلى تسليع البشرية خدمةً لنمط حياة ومصالح العم سام.
نالت صوفيا كوبولا
جائزة أفضل إخراج عن فيلمها «الفريسة»
على صعيد المضامين، شكّلت الازدواجية التيمة
الغالبة في هذه الدورة السبعينية من «كان». ازدواجية سلكت منحى
نفسياً في رائعة فرانسوا أوزون «العشيق المزدوج»، التي أعادت الى
الكروازيت بعضاً من روح المعلم الكبير ألفريد هيتشكوك، بينما اتخذت
بعداً فلسفياً في سبعة من أبرز أفلام المسابقة الرسمية: من خلال
ثنائية النور والعتمة في «نحو النور» لكاواسي، وعبر مساءلة جدلية
الجلاد والضحية في «الفريسة» لصوفيا كوبولا (جائزة أفضل إخراج)،
و«لم تكن أبداً هنا بشكل فعلي» للين رامسي (نال الفيلم جائزة أفضل
ممثل لخواكين فينيكس، وجائزة أفضل سيناريو مناصفةً مع «مقتل الأيل
المقدس» ليورغوس لانثيموس). وبشكل أكثر كلاسيكية، من خلال التباس
مفهومي الخير والشر، في «مقتل الأيل المقدس» ليورغوس لانثيموس،
و«الحديقة» للسويدي روبن أوستلوند الذي حصل على السعفة الذهبية،
و«قمر كوكب المشتري» للمجري كورنيل موندروزو، و«نهاية سعيدة»
لمايكل هانيكه، و«من لا مكان» لفاتح أكين الذي نالت بطلته ديان
كروغر جائزة أفضل ممثلة.
وقد برزت أيضاً في أفلام هذه الدورة ثلاث تيمات
أخرى مُلفتة، وهي: السير، والطفولة المعذبة، والوعي البيئي،
وإشكالية المثلث العاطفي.
استحوذت السير على ثلاثة أفلام: «رهيب»
هازانافيسيوس (سيرة غوادر)، «رودان» جاك دوايون (سيرة النحاتين
رومان وكاميه كلوديل)، و«120 نبضة في الدقيقة» لروبن كامبيلو
(السيرة الجماعية لـ
Act Up)،
فضلاً عن «باربرا» أمالريك (نظرة ما) وتوثيقي
W (ضمن
التشكيلة الرسمية، لكن خارج المسابقة)، الذي اختتم به باربيت شرودر
«ثلاثية الشر»، التي كان قد بدأها بـ «عيدي أمين داده» و«محامي
الشيطان».
الطفولة المعذبة ألقت بظلالها على خمسة أفلام هي:
«بلا حب» لأندريه زفاغينتسيف، و«خزانة العجائب» لهاينز،
Okja
لبونغ جان هو، و«نهاية سعيدة» لهانيكه، و«مقتل الأيل المقدس»
للانثيموس. برزت تيمة المثلث العاطفي في أربعة أفلام، وهي: «العشيق
المزدوج» لأوزون، و«رودان» لجاك دوايون، و«اليوم الموالي» لهونغ
سانسو، وفيلم الافتتاح «أشباح إسماعيل» لأرنو ديبليشان.
أما الوعي البيئي، فقد شكّل انشغالاً مركزياً في
فيلمين نافسا على «السعفة»، وهما «الحديقة» لروبن أوستلوند وOkja
لبونغ جان هو، فضلاً عن التوثيقي «تتمة مزعجة» لنائب الرئيس
الأميركي السابق، آل غور، الذي حطّ الرحال مجدداً على الكروازيت،
بعد عشر سنوات من مرافعته البيئية الأولى «حقيقة مزعجة».
جوائز أخرى
نال شريط الفرنسية ليونور سيراي «امرأة شابة» الذي
عرض ضمن «نظرة ما»، جائزة «الكاميرا الذهبية». علماً أنّ العمل
يصوّر تخبّطات الشباب الفرنسي اليوم في مستقبل غامض ومضطرب وغير
مضمون. كما حصل الصيني سيو يانغ على جائزة «السعفة الذهبية» لأفضل
فيلم قصير عن عمله «ليلة ناعمة» حيث امرأة في مدينة صينية صغيرة
تبحث عن ابنتها المفقودة، بينما نال فيلم «السقف» لتيبو أيراكسينين
تنويهاً خاصاً من لجنة تحكيم الفيلم القصير. وفي سبعينية المهرجان،
استُحدثت جائزة خاصة راحت للنجمة الاسترالية نيكول كيدمان التي أدت
بطولة فيلم صوفيا كوبولا «الفريسة». يذكر أنّ لجنة التحكيم التي
ترأسها المخرج الاسباني بيدرو ألمودوفار، تألّفت من الممثلة
الأميركية جيسيكا تشاستين، والممثلة والمخرجة الفرنسية أنييس جاوي،
والمخرجة الألمانية مارن أدي، والممثلة الصينية فان بينغبينغ،
والمؤلف الموسيقي اللبناني غابريال يارد، والممثل الأميركي ويل
سميث، والمخرج الإيطالي باولو سورنتينو، والمخرج الكوري الجنوبي
بارك شان ووك.
####
«كلاسيكيات»
تحتفي بالمعلّم اللبناني
يوم بكى جورج نصر
ساندرا الخوري
في مناسبة مرور 60 عاماً على حضور المخرج اللبناني
جورج نصر (1927 ـ الصورة) إلى «مهرجان كان» وتقديم فيلمه «إلى أين»
بوصفه العمل اللبناني الأول الذي يشارك في المسابقة الرسمية في
المهرجان، عُرضت مساء الخميس النسخة المرممة من الشريط في إطار فئة
«كلاسيكيات كان» في «صالة بونويل» بحضور المخرج نفسه.
كما تجري العادة قبل عرض أفلام هذه الفئة، يتولى
مدير المهرجان الفني تييري فريمو تقديم العمل وصاحبه. أشار فريمو
إلى أن الفرق بين «إلى أين» والفيلمين اللذين سبق وعُرضا ضمن هذه
الدورة من المهرجان، يكمن في وجود صاحبه شخصياً في الحدث. تقدّم
نصر على المسرح وسط التصفيق، من دون أن يخفي تأثره الشديد الذي
ارتسم على وجهه وأكّد عليه بنفسه. أحد المشاهد ما زال يُبكيه كلما
رآه، هو مشهد صامت نرى فيه الأم حزينة جالسة مع ولديها، تضمّ
أحدهما ويصعب عليها إنهاء طعامها بعدما باتت وحدها بدون زوجها الذي
سافر بحثاً عن حياة أفضل. فريمو تحدّث عن وثائقي عُرض في المهرجان
يتمحور حول تصوير «إلى أين»، قائلاً إنه يكشف جانباً من السينما
العالمية واللبنانية، التي تضمّ الآن مؤلفين مشوّقين، ويتبيّن بفضل
هذا الفيلم أنّ عمرها يتعدى العشرين عاماً وتعود إلى زمن أبعد
بكثير. امتزجت لحظات التأثر بالملاحظات الفكاهية حول ذكريات نصر عن
المهرجان قبل 60 عاماً، واستعانته ببعض الأصدقاء من أجل التصوير
والتمثيل، وهم الذين شكّلوا فريق العمل. هذا المخرج وضع لبنان على
خريطة العالم السينمائية بفضل «إلى أين»، الذي شاركت في ترميمه
«أبوط برودكشن» و«مؤسسة سينما لبنان»، على أن يُعرض في لبنان
لاحقاً.
الموعد مع نصر تجدد في اليوم التالي للعرض في جناح
لبنان ضمن المهرجان. كانت جلسة حميمة مع بعض الصحافيين، عاد بها
نصر بذكرياته إلى حقبة الخمسينيات وإلى رحلة الفيلم في «كان». تذكر
ما قاله له الكاتب والسينمائي مارسيل بانيول الذي كان آنذاك عضواً
في لجنة التحكيم: «موسيو نصر، لقد أنجزت فيلماً من عندي (De Chez Moi)».
ومن المفاجئ أنه على الرغم من تسليطه الضوء للمرة الأولى على
السينما في لبنان، فالفيلم لم يحظ بفرصة العرض في بلاده. واجه نصر
الضغوط السياسية، ولم يتمكن من عرضه إلا لوقت قصير في مدينته
طرابلس. وفقاً لنصر، كان الجمهور معتاداً على الأفلام المصرية وعلى
الحركة الموجودة فيها، في حين أن «إلى أين» كان لبنانياً وداكناً،
فلم ير نفسه فيه، حتى قيل لمخرجه «بهدلتنا!». عاد وقدّم «الغريب»
لاحقاً باللغة الفرنسية، ولكنه لم يُعرض كذلك في لبنان، وكان يأمل
من خلاله أن يكمل بأخذ السينما اللبنانية إلى العالمية.
جهود نصر في تطوير هذه الصناعة لم تُكافأ كما يجب.
اتصالاته الكثيرة بوزراء ومسؤولين بغية تأمين صندوق للإنتاج
اللبناني لم تلق الصدى الإيجابي. عدم إنجازه المزيد من الأفلام،
يعود إلى اختلاف نظرته مع المنتجين اللبنانيين الذي فضلوا اتباع
الميول المصرية والأفلام الفاقدة للهوية، في حين أراد نصر إخبار
قصص من لبنان. إلا أن ذلك لم يمنعه من تصوير أكثر من 20 وثائقياً
والكثير من الإعلانات أيضاً. عودة «إلى أين» بعد 60 عاماً إلى
«كان»، وتحديداً في فئة «كلاسيكيات» التي تُعرض ضمنها إنتاجات
عالمية بارزة من الماضي، اعتبره نصر أكثر ما يشعره بالفخر والشرف
اليوم. |
..وصدقت
توقعات الأهرام المسائي
المربع السويدي ينتزع سعفة كان الذهبية
لجنة التحكيم تمنح جائزتها الكبري للفرنسي120
ضربة في الدقيقة والخاصة للروسي بلا حب
رسالة كان: أسامة عبد الفتاح
اختتمت مساء أمس الأحد في مسرح لوميير الكبير
الدورة الاحتفالية السبعين من مهرجان كان السينمائي الدولي,
وصدقت معظم توقعات الأهرام المسائي, حيث فازت بالجوائز الأفلام
التي رشحناها في هذا المكان في رسالة أمس.
وفاز بالسعفة الذهبية المرموقة, التي تنافس عليها19
مخرجا في المسابقة الدولية الرسمية, الفيلم السويدي المربع,
سيناريو وإخراج روبن أوستلوند, والذي كنا قد رشحناه هنا ووصفناه
بأنه فيلم مفاجئ وبديع, حيث يتتبع- بخفة ظل ورشاقة شديدة- حياة
وأزمات مدير شاب لمتحف للفن الحديث, ويعتمد- مثل معروضات المتحف-
علي أسلوب حداثي تماما ومختلف في السرد يتميز باللمسات الكوميدية
الذكية, ويبدو متشظيا في ظاهره لكنه في الحقيقة متماسك للغاية,
وتمثل قطع الموزاييك التي يتكون منها عملا فنيا جميلا وموحيا.
وحصد الفيلم الفرنسي120 ضربة في الدقيقة, الذي
توقعنا فوزه هو الآخر, جائزة لجنة التحكيم الكبري, وهو من إخراج
الفرنسي- المولود في المغرب- روبان كامبيو, وفاز بجائزة النقاد(
الفيبريسي) أمس الأول, وينتمي للسينما التي لا يحبها البعض لكنها
كاشفة ومؤثرة ومهمة, السينما الخشنة التي لا تهتم بالجماليات
والبصريات قدر اهتمامها بالموضوع.. وهذا العمل, الذي يقترب من كونه
وثائقيا, يعود إلي أوائل تسعينيات القرن الماضي, حين كان وباء
الإيدز منتشرا ومتوحشا ويحصد مئات الأرواح حول العالم. ويركز
كامبيو علي جماعة أكت أب- باريس النشطة جدا ضد الإيدز وضد حالة
اللامبالاة التي كان يتعامل بها جميع المسئولين وجميع الجهات
المختصة مع الوباء.
وذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة إلي فيلم رشحته
الأهرام المسائي أيضا هو بلا حب, للمخرج الروسي الكبير أندريه
زفياجنتسيف, صانع وحش البحر( ليفياثان), الفيلم الجميل الذي ترشح
للأوسكار وفاز بالكرة الذهبية قبل عامين.
وكما توقعنا تماما, فازت النجمة الأمريكية/
الألمانية ديان كروجر بجائزة أفضل ممثلة عن فيلم التلاشي, للمخرج
الألماني/ التركي الكبير فاتح أكين, الذي كان قد افتتح مهرجان
القاهرة السينمائي الدولي منذ سنوات قليلة بفيلمه القطع, والذي
يقدم هنا إدانة للنازيين الجدد في ألمانيا, مؤكدا- بصورة غير
مباشرة- أن الإرهاب لا يرتبط بالضرورة بالإسلام, كما يدين العدالة
العرجاء التي تجعل الإرهابيين يفرون بجريمتهم, مما يجبر بطلة
الفيلم, التي أدت كروجر دورها, والتي فقدت زوجها وابنها في جريمة
إرهابية ارتكبها النازيون الجدد, علي اللجوء للحل الفردي.
وانتزع النجم جواكين فينيكس جائزة أحسن ممثل عن
فيلم لم تكن أبدا حقا هنا, الذي فاز أيضا بجائزة السيناريو,
لمخرجته لين رامسي, مناصفة مع فيلم مقتل غزال مقدس, كتابة مخرجه
يورجوس لانتيموس وإفتيميس فيليبو.
وبعد منافسة شرسة فازت صوفيا كوبولا بجائزة الإخراج
عن فيلم الفرائس, الذي يعد تنويعة علي فكرة مسرحية جريمة في جزيرة
الماعز, للمؤلف الإيطالي أوجو بيتي.
وبمناسبة سبعينية المهرجان, استحدث المهرجان جائزة
خاصة فازت بها النجمة الأسترالية نيكول كيدمان, التي شاركت في
المسابقة بفيلمي الفرائس, الذي فاز بجائزة الإخراج, ومقتل غزال
مقدس, الذي فاز بجائزة السيناريو. ولم تحضر كيدمان الختام لسفرها
وأرسلت فيديو تمت إذاعته في الحفل شكرت خلاله المهرجان وإدارته
ولجنة التحكيم. وتسلم الجائزة بدلا منها النجم الأمريكي ويل سميث,
عضو لجنة التحكيم.
وفازت المخرجة الفرنسية ليونور سيراي بجائزة
الكاميرا الذهبية للعمل الأول عن فيلمه امرأة شابة, الذي عرض في
إطار قسم نظرة ما الرسمي, والذي يتتبع إصرار شابة فرنسية علي
مواصلة الحياة رغم أنها مفلسة ولا تعمل ولا تمتلك شيئا.
وذهبت السعفة الذهبية لأفضل فيلم قصير إلي ليلة
هادئة, إخراج كيو يانج.
وطوال حفل الختام, جلس علي خشبة المسرح أعضاء لجنة
التحكيم الرئيسية التسعة وشاركوا في إعلان وتسليم الجوائز, تحت
رئاسة المخرج الإسباني الكبير بدرو ألمودوفار, وعلي رأسهم المخرج
الإيطالي الشهير باولو سورنتينو, أحد الضيوف الدائمين في كان, حيث
شاركت أفلامه الطويلة الستة الأخيرة في المسابقة الرسمية للمهرجان,
ونفس الأمر ينطبق علي المخرج الكوري الجنوبي بارك تشان ووك الذي
شارك3 مرات في المسابقة الدولية كان آخرها العام الماضي بفيلمه
الخادمة.. ومن مسابقة العام الماضي أيضا تضم لجنة التحكيم
الألمانية مارين أدا, صاحبة فيلم توني إردمان, الفائز بجائزة
الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية( الفيبريسي), ويكتمل أعضاء
اللجنة بالمخرجة الفرنسية آنييس جاوي, التي فازت من قبل بجائزة
سيزار( الأوسكار الفرنسي), والنجم الأمريكي ويل سميث, والأمريكية
جيسيكا شاستين, والموسيقي الفرنسي جبريال يارد, والممثلة الصينية
فان بينج بينج.
قدمت الحفل النجمة الجميلة مونيكا بيلوتشي التي
تولت تقديم الافتتاح أيضا, وشارك في تسليم الجوائز العديد من
النجوم علي رأسهم الفرنسية جولييت بينوش. |
جوائز مهرجان كان الرئيسية لم تذهب إلى أفضل
الأفلام
العرب/ أمير
العمري
لم يكن مفاجئا أن تذهب السعفة الذهبية، وهي الجائزة
الأرفع شأنا من بين كل جوائز المسابقة الرئيسية لمهرجان كان، إلى
الفيلم السويدي الذي أضيف للمسابقة في اللحظة الأخيرة وهو فيلم
“المربع”
The Square
للمخرج روبين أوستلوند، فقد كان أحد الأفلام المرشحة كما ذكرنا في
المقال المنشور في “العرب” يوم السبت الماضي، وجاء فيه “يمكن
بالطبع أن تخرج السعفة الذهبية عن الفيلمين (الروسي والبريطاني)
لتذهب إلى الفيلم السويدي “المربع”
The Square
الذي وجدته شخصيا ثقيل الوطأة، مفكك البناء، فهو عبارة عن اسكتشات
ساخرة عبثية، كما أنه يعاني أيضا من غلبة الحوار وغياب الخيال، لكن
طرافة الموضوع لها جاذبيتها بالتأكيد”.
كان (فرنسا) – لم تشهد الدورة الـ70 من مهرجان كان
عملا يرقى لأن يكون تحفة سينمائية تعلق طويلا بذاكرة عشاق السينما،
لكن كان هناك على الأقل فيلمان أو ثلاثة في المقدمة أولها الفيلم
الروسي البديع “من دون حب” الذي لم تشأ لجنة التحكيم إلا أن تظلمه
وتظلم مخرجه للمرة الثانية، فمنحته جائزة فرعية أجدها لا معنى لها،
هي “جائزة لجنة التحكيم”، وهي جائزة زائدة عن الحاجة لأنها تتضارب
مع “الجائزة الكبرى للجنة التحكيم” وهي الجائزة التالية في أهميتها
للسعفة الذهبية.
بدلا من منح هذه الجائزة المهمة للفيلم الروسي ذهبت
إلى الفيلم الفرنسي “120 دقة قلب في الدقيقة” للمخرج روبين
كامبيللو، وكانت الصحافة الفرنسية قد مارست ضغوطا كبيرة من أجل
فوزه بالسعفة الذهبية، وكانت هناك أيضا توقعات كثيرة بأن يتعاطف
معه المخرج بيدرو ألمودوفار (وهو مثلي الجنس- أو شاذ جنسيا) بسبب
موضوعه الذي يتناول معاناة مجموعة من المثليين مع مرض الإيدز
اللعين، ولكن بأسلوب سينمائي يخلو في رأيي، من الإبداع ويمتلئ
بالمشاهد الجنسية الزائدة والمبالغ فيها بغرض تحقيق “الجرأة”
و”الصدمة”وهو ما يجد فيه بعض هواة السينما المراهقين، ميزة في حد
ذاتها.
والغريب أن التناول النقدي الغربي لهذا الفيلم
تحديدا يكاد يخلو تماما من الحديث عن البناء والحبكة أو حتى تحطيم
الحبكة، والأسلوب الفني واللغة السينمائية، ولكني لم أجد أيضا من
ينتقد غلبة الحوار على الفيلم ولقطاته القريبة المرهقة، والإسراف
في المناظر الجنسية الشاذة والتلذذ
بتصويرها وأنها أصبحت “موضة” منذ فيلم عبداللطيف
كشيش “حياة أديل”، لكن البعض مغرم بمثل هذا النوع من أفلام الثرثرة
الفرنسية.
لجنة التحكيم رأت ألا تمنح النجمة نيكول كيدمان
جائزة أفضل ممثلة، ربما لأنها سبق أن حصلت على جوائز عديدة
مرة أخرى إذن يُظلم المخرج الروسي أندريه زيفنغتسيف
وفيلمه الرائع “من دون حب” ويتم تهميشه، تماما كما حدث مع فيلمه
السابق “الحوت” (ليفياثان أو وحش البحر) في مسابقة كان عام 2014
عندما لم تمنحه لجنة التحكيم سوى جائزة أحسن سيناريو، ويبدو أن
هناك موقفا ما، مقصودا، من المخرج الروسي الذي يقال إنه من مؤيدي
الرئيس بوتين!
جائزتا التمثيل
أما منح نيكول كيدمان جائزة خاصة عن الأداء في
فيلمي المسابقة اللذين شاركت فيهما (إضافة إلى فيلمين آخرين خارج
المسابقة)، فهو مجرد بدعة لا معنى لها وكان الأكثر مصداقية أن تحصل
كيدمان على جائزة أفضل ممثلة التي تستحقها دون شك، فأداؤها في فيلم
“مقتل غزال مقدس” مثلا، أو “الفاتنات” لصوفيا كوبولا، أفضل كثيرا
من أداء الممثلة الألمانية ديان كروغر التي نالت الجائزة، والتي
رغم اجتهادها الكبير في الفيلم الألماني “في الظلام” للمخرج التركي
فاتح أكين، إلا أن الفيلم نفسه يمتلئ بالثقوب في بناء الشخصية
وتصوير انفعالاتها ومبررات مواقفها، بل إن أداءها أقرب إلى الأداء
النمطي في الميلودرامات المعروفة، كما أن الفيلم عموما ليس أفضل
أفلام مخرجه، بل عمل مضطرب مشوش، يتبنى في النهاية فكرة شبيهة
بأفكار الجهاديين الانتحاريين. وربما عدنا لتناوله تفصيلا في مقال
قادم.
جائزة أحسن إخراج ذهبت -غالبا على سبيل المجاملة-
إلى فيلم “الفاتنات” للمخرجة الأميركية صوفيا كوبولا، ليس تشكيكا
في قيمة فيلمها، فهو من ناحية الإخراج عمل كلاسيكي متقن دون شك،
ويروي موضوعا مثيرا للاهتمام، ممتعا، لكنه لا يضيف جديدا، فصوفيا
لا تسعى للخروج من معطف السينما التقليدية السلسة من خلال موضوع
سبق تناوله من قبل، في مراهنة على فكرة “النجاح المضمون”،
وبالمناسبة من أفضل عناصر الفيلم أداء نيكول كيدمان، لكن لجنة
التحكيم رأت ألا تمنحها لمن تستحقها لمجرد أنها نجمة، ومشهورة،
وربما لأنها سبق لها الحصول على جوائز عديدة.
الممثل الأميركي جواكيم فينيكس حصل على جائزة أحسن
ممثل عن دوره في الفيلم الأميركي “أنت لم تكن هنا قط” للمخرجة
البريطانية لين رامزي، وربما كان فينيكس يستحق الجائزة بسبب تماثله
الكبير بدرجة مدهشة مع شخصية قاتل محترف يذهب لأداء عملية كلف بها،
لكنه يجد نفسه داخل متاهة كبرى قد لا ينقذه منها سوى الموت.
وبسبب غموض الموضوع، وغرابة المعالجة التي لا تقدم
تطورا حقيقيا، صدرت عن بعض الصحافيين والنقاد صيحات استهجان وسخرية
ورفض في ختام عرضه الصُّحفي، وهي ظاهرة ملحوظة بقوة هذا العام في
مهرجان كان وتكررت مع الكثير من أفلام المسابقة!
ولعل من أكثر الأفلام التي ظلمت وتم تهميشها أيضا
فيلم “مقتل غزال مقدس” للمخرج اليوناني يورغوس لانثيموس، الذي يعد
من أفضل أفلام المسابقة، واكتفت اللجنة بمنحه جائزة أحسن سيناريو.
ولا شك في براعة السيناريو والحوار، والإخراج،
والموسيقى وجميع العناصر الفنية الأخرى، لكن المفارقة أنه حصل على
الجائزة مناصفة بينه وبين فيلم “أنت لم تكن هنا قط” صاحب السيناريو
الأسوأ من بين أفلام المسابقة في رأيي الشخصي، لكن الآراء قد
تختلف، كما يتم عادة تحكيم بعض التوازنات، والاستجابة داخل اللجنة
لنوع من “الصفقات” التي تهدف إلى إرضاء كل الأعضاء.
صوفيا كوبولا في فيلم "الفاتنات" لم تسع للخروج من
معطف السينما التقليدية السلسة من خلال موضوع سبق تناوله
وظلمت اللجنة أيضا دون شك فيلم “كائن رقيق” للمخرج
الأوكراني سيرغي لوزنيتسا عن عالم روسيا الداخلي المنهار من خلال
رحلة امرأة روسية ذهبت تبحث عن زوجها في أحد سجون سيبيريا، ففي
الفيلم رغم كل عيوبه ومشاكله، رؤية فنية مثيرة، وموضوع قوي،
وشخصيات فريدة وغريبة، وتلاعب ممتع بالزمن، وتصوير جيد، لكن ربما
يكون الأمر الوحيد الإيجابي في قرارات اللجنة أنها أدركت سخف
وقصدية الفيلم الفرنسي “المهيبة” عن المخرج جون لوك غودار فتجاهلته
تماما ولم تمنحه أي جائزة، كما كان البعض يأمل.
جوائز فرعية
في مسابقة قسم “نظرة ما” فاز عن جدارة الفيلم
الإيراني “رجل شريف” للمخرج محمد روسولوف، وشخصيا لا أدري سببا
مقنعا لغياب هذا الفيلم عن مسابقة المهرجان، على الرغم من مستواه
الفني الرفيع.
وذهبت جائزة الإخراج إلى الفيلم الأميركي “نهر
الريح” لتايلور شريدان، وجائزة التحكيم إلى الفيلم المكسيكي “ابنة
أبريل” للمخرج مايكل فرانكو، وجائزة أحسن ممثلة إلى جاسمين ترينكا
عن دورها في الفيلم الإيطالي “فورتوناتا”، وجائزة “الشعر
السينمائي” إلى الممثل والمخرج الفرنسي ماتيو أمالريك عن فيلمه
“باربره” الذي عرض في افتتاح “نظرة ما” ومن إخراج أمالريك نفسه.
أما جائزة الكاميرا الذهبية لأحسن عمل أول أو ثانٍ
للمخرجين الجدد، فقد فاز بها الفيلم الفرنسي “امرأة شابة..
مونبارناس مرحبا” للمخرجة ليونور سيراي.
ومنح الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية (فيبريسي)
جائزة أحسن فيلم في المسابقة للفرنسي “120 دقة قلب في الدقيقة”،
وذهبت جائزة أحسن فيلم في “نظرة ما” إلى الفيلم الروسي “التصاق”
للمخرج كانتمير بلاغوف، وكانت جائزة أحسن فيلم في تظاهرة “نصف شهر
المخرجين” من نصيب الفيلم البرتغالي “مصنع اللاشيء” للمخرج بيدرو
بينو.
وهنا يسدل الستار على دورة لا ترقى إلى مستوى
احتفال مهرجان كان بعيده السبعين، مقارنة مع الدورات القليلة
السابقة التي شهدت منافسة قوية بين أفلام تم انتقاؤها بعناية. |
«الشرق
الأوسط» في مهرجان كان (الأخيرة):
مهرجان كان يطفيء أنوار دورته السبعين بجدل
كان - محمد رُضـا
الدورة التي انتهت قبل يومين حملت الرقم 70 مثل وشم
لا يمكن أن يترك صاحبه ما حيا.
في قانون الحياة، كل علامة فارقة قد تُـذكر في
المستقبل بالخير أو بسواه. وبالنسبة إلى «كان» سوف تذكر الدورة
السبعون «بسواه» أكثر مما ستذكر بالخير.
من باب المقارنة لا أكثر، فإن نظرة على الأفلام
التي شاركت في دورة ذات رقم مميز، وهي الدورة الخمسين سنة 1997،
تفصح عن فارق كبير ليس فقط بين الإختيارات التي مثلت رقعة أوسع من
البلدان والتيارات والأساليب، بل أيضاً بين النوعيات التي توفرت.
في ذلك العام تم عرض 19 فيلماً في المسابقة حملها
إلى الجمهور الكبير كل من المصري يوسف شاهين (عبر فيلمه «المصير»)
والأفريقي إدريس ودراأوغو («كيني وأدامز») والأميركي آنغ لي
(«عاصفة الثلج») والنمساوي ميشيل هنيكه («ألعاب غريبة») والكوري
كار-واي وونغ («سعداء معاً») و«ماثيو كازوفيتز («قتلة») والإيطالي
ماركو بيلوكيوس («ناظر همبورغ») ومواطنه فرانشسكو روزي («العهد»)
والكندي أتوم إيغويان («الأبد العذب») من بين أخرى والبريطاني
مايكل ونتربوتوم («مرحباً في ساراييفو»).
والفائزون كانوا «الأبد العذب» الذي خرج بالسعفة
الذهبية وشون بن عن «محبوبة جداً» كأفضل ممثل وكاثي بورك كأفضل
ممثلة عن الفيلم البريطاني الجيد «لا شيء في الفم» (Nil
By Mouth)
وفاز بجائزة الإخراج كار-واي وونغ عن «سعداء معاً».
وتم منح جائزتين تقديرتين للمناسبة واحدة بإسم
«سعفة السعف» وحصل عليها إنغمار برغمن والثانية بمناسبة الدورة
الـخمسين وذهبت إلى يوسف شاهين.
يوم تالٍ بلا خيال
رغم كل هذا التميّـز الذي صاحب تلك الدورة لم تكن
بالضرورة أفضل الدورات. سنجد قبلها وبعدها دورات أفضل لكنها على
الأقل وضعت أمام المشاهدين أفلاماً أكثر جودة وأكثر تنوعاً في
مصادرها وأكثر إختلافاً في أساليب التعبير وصياغاته.
مشكلة الدورة الأخيرة ليست في أن الوميض غاب بغياب
بعض المخرجين مثل يوسف شاهين وفرانشسكو روزي، اللذان ما عادا
موجودان على سطح هذه الكرة، بل لأن معظم العائدين إلى الصرح الكبير
عادوا بأفلام أضعف من تلك التي أنجزوها من قبل، كما أن معظم الجدد
لم تكن أفلامهم بمصاف يتيح لها أن تعرض في هذا المهرجان.
الواضح أنه، إذا لم تستبعد لجنة الإختيار أفلاماً
أفضل قصداً أو من غير قصد، فإن ما امتثل أمامها من أعمال كان
بالتأكيد هذه النخبة التي بدأت واعدة ثم أخذ مستواها يتدحرج على
البساط الأحمر مثل كرة أفلتت وأخذت تنحدر.
كانت هناك استماتة، لا ريب، في استكمال العدة في
الوقت المناسب وعند خط النهاية لدرجة أن المهرجان استقبل فيلم لين
رامزي «لم تكن هنا حقاً» قبل أن يتسنى لها تركيب أسماء العاملين في
نهاية الفيلم.
أفلام الدورة التي أثمرت عن فوز فيلم يبدأ،
كالمهرجان، أفضل مما ينتهي عنوانه «المربع» للسويدي روبن أوستلاند،
بالسعفة الذهبية احتوت، تحديداً على خمسة أفلام لم يكن لها شغل في
المسابقة من بينها فيلم كوري عنوانه «اليوم التالي» لسانغ- سو هونغ
كناية عن حكاية حول معضلة عاطفية يقوم أبطالها الأربعة بحلها وهم
جالسون إما في بيت أو في مطاعم. فيلم يخلو من أي شخصيات أخرى ولو
عابرة ومن أي تنوع في حركة الكاميرا ومن أي خيال عادة ما يستطيع
المخرج الموهوب توفيره في الموضوع فإن لم يكن ففي الشكل فإن لم يكن
فبالحوار وذلك أضعف الإيمان.
أربعة من المخرجين الذين عادوا إلى مهرجان «كان» في
هذه الدورة قدموا أفلاماً عادية هي ليست في مصاف أفلامهم السابقة
ومن بينهم النمساوي الذي ربح السعفة مرتين ميشيل هنيكه. هذه المرّة
وجدنا فيلمه «نهاية سعيدة» يشتغل على كبس الأزرار ذاتها التي
استخدمها في أفلامه السابقة. لا تجديد ولا نفاذ صوب طموح أعلى.
الفرنسي ميشيل أزانافيسكوز رمى فيلمه الجديد
«المهيب» رمياً أمامنا. طرحه كما لو كان يريد التخلص منه في محفل
عالمي. يدور عن فترة من حياة المخرج جان-لوك غودار، لكنه لا يحيط
تلك الفترة بأي نقد أو تحليل بل يوفرها كمادة ترفيهية علماً بأنها
لم ترفه عن أحد.
الثالث هو الأميركي تود هاينز في دراما عنونها
«ووندرسترك» تبعث على الملل المحزن لمخرج عرف سابقاً كيف يستأثر
بالإهتمام طوال الوقت وافقت أو لم توافق على اختياراته من
المواضيع. يعرض حكايتين متباعدتين ستتعارضان مثل صدام قطارين بفعل
خطأ إلكتروني. إلى أن يحدث هذا الصدام وبعد أن يحدث فإن لا شيء
يمكن أن ينقذ ضحاياه من المشاهدين.
والختام كذلك
الرابع هو صوفيا كوبولا. أسم والدها ما زال فرنسيس
فورد كوبولا ما زال يخيم على أعمالها في كل مرّة على طريقة أيكون
هذا الشبل من ذاك الأسد؟ صوفيا لا تستطيع أن تستحوذ على اهتمام
المشاهد طويلاً عندما تختار لشخصياتها في «المنخدعات» أشكالاً من
السلوكيات والتصرفات والقليل جداً من الدوافع. كذلك فإن حياكتها
للدراما هي بالقفز عن المعضلات وليس عبر توثيق الأواصر.
حاولت طوال العرض أن ألغي فيلم «المخدوع» لدونالد
سيغال (وبذلك يكون فيلم كوبولا هو إعادة صنع) الذي حققه سنة 1971
من بطولة كلينت ايستوود من البال، لكن ذلك الفيلم (على هفواته) كان
بمثابة جبل لم يصل الفيلم الجديد إلى منتصفه. أن تفوز بجائزة أفضل
مخرج وإخراجها ليس أفضل إخراج حتى من بين المعروض هنا، بدا
للكثيرين رمية طائشة كان عليها أن تصيب مخرجاً آخر سواها.
مباشرة بعد عرض فيلم «بلا حب» (الذي خرج بأضعف
الجوائز وهي جائزة «لجنة التحكيم») للمخرج الروسي أندريه زفنتسييف
في ثاني يوم المهرجان، ساد الشعور بأن الدورة قد تكون بالفعل جيدة.
بصرف النظر عن فيلم الإفتتاح («أشباح إسماعيل» الذي لم يكن مشترك
في المسابقة) فإن البداية الممثلة بفيلم زفنتسييف كانت جيدة. مع
توالي الأفلام اللاحقة وجد المرء نفسه (وهذا المرء ليس إستثناءاً)
مقيد إلى «بلا حب» لأن لا فيلم آخر استطاع أن يصل لمستواه.
وبعرض فيلم ختام هو بدوره من أسوأ ما صنعه مخرج
معروف، وهو فيلم «مبني عن قصة حقيقية» لرومان بولانسكي (خارج
المسابقة أيضاً)، تبدّى كم أن المهرجان عانى بالفعل واستمات بحثاً
عما يستحق أو ربما آثر من يعرف على من لا يعرف فجاءت النتيجة
الإجمالية على هذا النحو.
جائزة لجنة التحكيم الخاصة إذ ذهبت إلى «120 ضربة
في الثانية» أمادت بكل ما تبقى من أمل في أن تعلن لجنة التحكيم،
برئاسة بدرو ألمادوفار، فوز عمل تلتقي عليه نصف الآراء على الأقل.
وإذ نضع كل ما سبق في الحسبان وننظر إلى ما ورد من
أفلام في قسم «نصف شهر المخرجين» (لا ينتمي إلى إدارة المهرجان
لكنه يـقام بجانبة) أو بعض ما عرض في «أسبوع النقاد»، تتضح الصورة
أكثر: الأفضلية لذوي الأسماء الكبيرة حتى وإن جاءت أفلامهم صغيرة. |
ممثلات "كانّ" الـ70 يملأن الشاشات والـ"كروازيت":
أداء جميل وحضور أنيق
كانّ ــ نديم جرجوره
تكمن إحدى ميزات مهرجان
"كانّ" السينمائي الدولي،
المحتفل بدورته الـ 70، بين 17 و28 مايو/أيار 2017، بقدرته الدائمة
على اكتشاف الجديد، أو على تقديم وجوه جديدة، أو غير معروفة
كثيراً، قبل مرورها في "قصر المهرجانات"، القائم على شاطئ الـ
"كروازيت".
سينمائيون كثيرون يصبون إليه، ونجومٌ يجدون في دوراته السنوية
حيّزاً لمزيدٍ من النجومية والأضواء
والاستعراض،
وفنانون يأتون إليه كي يكسبوا منه سمته الدولية، فيُضيفون على
"سِيَرهم الحياتية" فصلاً أساسياً يقول بمرورهم في إحدى دوراته،
على الأقلّ.
ممثلات عديدات يأتين إلى "كانّ" بفضل أدوارٍ جديدة لهنّ، في أفلام
تُعرض أمام نحو 1500 ناقد وصحافيّ سينمائي، من مختلف أنحاء العالم،
سيكونون، في كلّ دورة، أول من يُشاهدونها، حتّى قبل العرض
الافتتاحي الرسميّ لكلّ
فيلم، مساء اليوم نفسه. هذا حاصلٌ في الدورة الـ 70 أيضاً، بكشف
ممثلاتٍ مخضرماتٍ عن شيء إضافي من حيوية أدائهنّ، وجماليات شخصيات
مركّبة أو مُصابة باضطرابات، أو ساعية إلى تحرّر وخلاص. وإلى
جانبهنّ، هناك ممثلات شابات، يُقدّمن أدواراً ربما ستكون منعطفاً
لهنّ في مساراتهنّ التمثيلية، الناشئة أو الحديثة.
ممثلات أدّين أدواراً جديدة لهنّ، في أفلامٍ
مُشاركة في المسابقة الرسمية: الأسترالية نيكول كيدمان (جائزة
العيد الـ 70) تُؤدي الدورين النسائيين الأساسيين في فيلمي "قتل
الغزال المقدّس" لليوناني يورغوس لانتيموس، و"المخدوع" للأميركية صوفيا
كوبولا
(جائزة الإخراج). وهذا الأخير يضمّ، إليها، كيرستن
دانست وألْ فانينغ، في إطارٍ فني جمالي، يُمكن وصفه بلقاء 3 ممثلات
منتميات إلى 3 "أجيال سينمائية".
في الأول، تكون طبيبة عيون، يتوّرط زوجها (كولن
فاريل)، الجرّاح المشهور، في عملية جراحية فاشلة، تؤدّي إلى مقتل
رجل، سيخترق ابنه، لاحقاً، حياته وحياة عائلته، لتدميرهما. وفي
الثاني، تكون مسؤولة عن مدرسة داخلية للفتيات، أثناء الحرب الأهلية
الأميركية، قبل أن تجد نفسها في مواجهة تحدٍّ إنساني أخلاقي، بوصول
جندي مُصاب بجروح (فاريل أيضاً)، ما يدفعها إلى خوض تجربة قاسية،
هي والفتيات المقيمات معها.
وتظهر إيزابيل أوبير وجوليان مور وإيما تومبسون
وتيلدا سوينتن في 4 أفلام مختلفة: "نهاية سعيدة" للنمساوي ميشاييل
هانيكي، و"ووندرسترك" للأميركي تود هاينس، و"حكايات ميروفيتز"
للأميركي نوا بومباك، و"أوكجا" للكوري الجنوبي بونغ جون هو؛ علماً
أن بومباك يُقدِّم إليزابيت مارفل، أيضاً، في دور رئيسي.
وفي مقابل المشاركة التمثيلية الأولى للألمانية
ديان كروغر في فيلمٍ ألماني، هو "التلاشي" للألماني التركي فاتح
آكين، تُلفت الشابتان الفرنسيتان (1990) ومارين فاكت (1991)
الانتباه، بفضل شخصيتين مضطربتين، في فيلمي "رودان" للفرنسي جاك
دوايون، و"العشيق المزدوج" للفرنسي (أيضاً) فرانسوا أوزون.
فالأولى تؤدّي شخصية النحّاتة كاميل كلوديل (شقيقة
الشاعر بول كلوديل) ومساعدة النحات أوغست رودان، التي تتحوّل إلى
عشيقته، قبل أن تنفصل عنه، إثر علاقة صعبة ومعقّدة ومرتبكة ومليئة
بالمشاعر المتوقّدة والمتناقضة؛ والثانية تؤدّي شخصية شابّة مُصابة
باضطراب نفسي، يقودها إلى إقامة علاقة مع طبيبها النفسي أولاً،
الذي سيُصبح زوجها، ومع شقيقه التوأم ثانياً، في مسار تدميري حادّ
وعنيف.
تقول مارين فاكت، الممثلة بإدارة أوزون نفسه في
"شابّة وجميلة" (2013) ـ بلغ عدد بطاقاته المُباعة في عروضه
التجارية الفرنسية، حينها، 712 ألفاً و767، وعروضه الأوروبية
مليوناً و283 ألفاً ـ إن أوزون أراد، بتصويره العلاج النفسي على
الشاشة عبر كسر الرتابة، "إخراجاً طليقاً، بطريقة نفقد أنفسنا فيها
أحياناً. كان يتسلى بتصوير وجوه الممثلين بلقطات قريبة جداً، بعضها
من البعض الآخر، كما بالتكرار وبشاشات مقسَّمة". أضافت أنها مثلت
كل شيء، بالدرجة الأولى، ملتزمةً "واقعية الحالات".
أما إزيا هيجُلان، التي تأتي إلى "كانّ" للمرة
الأولى في حياتها التمثيلية الحديثة، فتقول إن كاميل كلوديل كانت
"واثقة من نفسها للغاية، وواثقة من عبقريتها. لكن ما من أحدٍ،
تقريباً، كان يؤمن بها (العبقرية)، باستثنائها هي"، مضيفةً أنه،
بالنسبة إلى فنان، لا شيء أسوأ من ألاّ يكون معروفاً، وألاّ تكون
"قيمته الصافية والحقيقية معروفة". وأشارت إلى أنها، لغاية اليوم،
"حتى بعد أن أصبحت معروفة بعد وفاتها، لا تزال تعيش في ظلّ رودان.
فحين يتم الحديث عنهما، تُذكر هي باسم كاميل، بينما يُذكر هو باسم
عائلته، رودان".
إلى ذلك، تقول الأميركية صوفيا كوبولا ـ التي
تعاونت مع كيرستن دانست في "انتحار العذروات" (1999)، ومع ألْ
فانينغ في
Somewhere (2010)
ـ إنها سعيدةٌ برؤية الممثلتين في مرحلة متطوّرة في حياتهما
المهنية: "كانت ألْ في الـ11 من عمرها عندما التقيتها للمرة
الأولى، في حين أن دانست كانت في الـ17. شعرتُ أنه مهمٌّ جداً لي
اختيار فانينغ في دور المراهقة، في "المخدوع"، بينما لم أشاهد
دانست (لغاية الآن) في دورٍ يكون نقيض شخصيتها الحقيقية. كتبتُ
الدورين لهما. إنهما تبدوان، لي، شقيقتين صغيرتين. أشعر بواجب
حمايتهما، ولديّ رغبة في مرافقتهما".
ألْ فانينغ نفسها تصف مخرجة "المخدوع" بأنها شقيقة
لها، أيضاً: "كنا نبحث عن مشروع سينمائيّ جديد نتعاون فيه معاً،
بعد
Somewhere.
عندما قرَّرَت تحقيق نسخة ثانية من "المخدوع" (الأولى للأميركي دون
سيغال، أنجزه عام 1971 مع كلينت إيستوود) بهذه الأناقة كلّها،
فكَّرتَ بي مباشرة. كان يهمّها أن تُشاهدني في هذا الدور". أضافت
فانينغ أنها سعيدةٌ للغاية بلقائها كيرستن دانست، أيضاً.
الألمانية ديان كروغر ـ المتوَّجة، مساء الأحد 28
مايو/أيار الجاري، كأفضل ممثلة، في المسابقة الرسمية، عن دورها
المهمّ في "التلاشي" ـ لم تتمالك نفسها عن التأثّر الواضح، في حفلة
توزيع الجوائز، فذرفت بعض الدموع، وهي تشكر فاتح آكين، واصفةً إياه
بـ "الشقيق". أما دورها، فيتمثّل بكونها امرأة تدعى كاتيا، تفقد،
في لحظة واحدة، زوجها وابنهما الوحيد، إثر اغتيالهما بتفجير عبوة
ناسفة، تكشف التحقيقات ضلوع "نازيين جدد" فيها. لكن المحكمة
تُبرّئهما، لعدم كفاية الأدلة، ما يدفعها (كاتيا) إلى خوض رحلة
الثأر، في صراعٍ مع الذات وكوابيسها وارتباكاتها. |
جوائز
مهرجان كان هذا العام خالفت التوقعات وهي «بروفة» تبنى عليها جوائز
الأوسكار
حسام عاصي - كان – «القدس العربي» :
نتائج جوائز مهرجان كانّ للأفلام في دورته الـ 70
أثبتت مرة أخرى أن تكهنها أمر صعب جدا. فخلال المهرجان كان هناك
اتفاق واسع بين رواد المهرجان والنقاد السينمائيين من كل الجنسيات
على أن فيلم المخرج الروسي أندري زيجنتسيف «بلا حب» كان أفضل فيلم
ويستحق السعفة الذهبية، ولكن لجنة التحكيم التي يترأسها المخرج
الإسباني بيدرو المودوفار، وتضم النجمين الهوليوديين ويل سميث
وجيسيكا شاستين، والمخرجة الألمانية مارين أدي والمخرج الكوري بارك
تشان ووك والمخرج الإيطالي باولو سورنتينو والنجمة الصينية فان
بينغ بينغ والممثلة الفرنسية أغنيس جاوي والملحن الفرنسي اللبناني
غابرييل ياريد، قررت منح السعفة الذهبية لفيلم المخرج السويدي
روبين اوستلاند «المربع»، الذي يدور حول مرشد متحف منهمك في
الترويج لتركيب فني يقع في أزمة وجودية عندما يفقد تلفونه الجوال.
فوز «المربع» بالسعفة الذهبية لم يكن متوقعا لأن
آراء النقاد تباينت في تقييمه. فرغم أنه أثار إعجاب الكثير من رواد
المهرجان والنقاد إلا أنه أخفق في استحواذ إعجاب آخرين انتقدوا طول
وقته الـ 142 دقيقة، مشيرين إلى أنه كان في الإمكان سرد القصة في
وقت أقصر مما كان سيساهم في ترابطها وتركيزها بدلا من التشعب في
اتجاهات مختلفة. ولكن المودوفار صرح بعد إعلان الجوائز أن الفيلم
يعالج قضية معاصرة مهمة. وهي دكتاتورية أن تكون صحيحا سياسيا.
ويذكر أن اوستلاند كان فاز بجائزة تحكيم نظرة ما عام 2014 عن فيلمه
«فورس ماجور»، الذي رُشخ لأوسكار أفضل فيلم بلغة أجنبية.
الجائزة الثانية وهي الجائزة الكبرى أو «الغراند
بريكس» ذهبت لفيلم روبين كامبيلو «120 نبضة في الدقيقة»، الذي
يتمحور حول آفة الإيدز وأثرها على المثليين في فرنسا في بداية
التسعينيات. فوز الفيلم بهذه الجائزة كان متوقعا لأن المودوفار هو
مثلي ومن مناصري المثليين.
جائزة أفضل مخرجة كانت من نصيب الأمريكية صوفيا
كوبولا عن فيلمها «المغشوش»، الذي يحكي قصة جندي جريح خلال الحرب
الأهلية الأمريكية (كولين فاريل) يلجأ إلى مدرسة بنات، حيث تقع
البنات ومدرساتها بغرامه.
«المغشوش» هو إعادة صنع فيلم من عام 1971 قام
ببطولتة كلينت إيستوود. كوبولا هي المرأة الثانية التي تفوز بهذه
الجائزة. المخرجة الروسية يوليا سولنتسيغا كانت أول امرأة تفوز بها
عام 1961 عن فيلمها «قصة الأعوام المشتعلة».
أما فيلم زيجنتسيف «بلا حب»، الذي يسبر الفساد في
المجتمع الروسي ومؤسسات دولته من خلال سرد قصة البحث عن طفل يهرب
من بيته بسبب الشجار المستمر بين والديه، فحصل على جائزة لجنة
التحكيم. وكان فاز زيجنتسيف بجائزة أفضل سيناريو عام 2014 عن «حوت»
وجائزة لجنة تحكيم نظرة ما عن «ألينا».
الممثلة الألمانية ديان كروغر اقتنصت جائزة أفضل
ممثلة عن آداء دور إمرأة بيضاء تفقد زوجها المسلم في عملية إرهابية
يرتكبها نازيون في فيلم المخرج فاتح اكين «في العدم»، بينما حصد
الممثل الأمريكي وكيم فينيكس جائزة أفضل ممثل عن أداء دور جندي
أمريكي حارب في أفغانستان يوكله سياسي بالبحث عن ابنته التي
اختطفها تجار جنس في فيلم لين رمزي «أنت لم تكن فعلا هنا».
رمزي أيضا حازت على جائزة أفضل سيناريو، التي
شاركها بها المخرج اليوناني يورغوس لانثيموس عن سيناريو فيلمه «قتل
غزال مقدس». الغريب هو لم أنه يصفق أحد بعد عرض «أنت لم تكن فعلا
هنا» وكان هناك من صاحوا إزدراء، ولكن يبدو أنه اثار اعجاب أعضاء
لجنة التحكيم.
كما أعلنت لجنة التحكيم عن جائزة خاصة وهي «جائزة
عيد السبعين» منحتها للنجمة الاسترالية نيكول كيدمان، التي حضرت
الدورة الـ 70 للمهرجان بأربعة مشاريع: «المغشوش»، «مقتل غزال
مقدس»، «كيف تتكلم مع فتيات في حفلات» والموسم الثاني من البرنامج
التلفزيوني «طرف البحيرة الأقصى».
جوائز «نظرة ما»
لجنة تحكيم نظرة ما التي ترأستها النجمة
الهوليوودية أيما ثورمان وضمت الممثل الجزائري رضا كاتب والمخرج
المصري محمد دياب منحت الجائزة الكبرى لفيلم المخرج الإيراني محمد
رسولوف «رجل ذات نزاهة». ويسبر الفيلم الفساد في المجتمع الإيراني
من خلال طرح قصة فلاح أسماك ذهبية متحرر سياسيا، يرفض أن يتخلى عن
أخلاقياته النزيهة وإعطاء الرشوة لمسؤولي المؤسسات الرسمية من أجل
تحقيق غاياته. وهذا هو الفيلم الثالث الذي يشارك فيه رسولوف في هذه
المسابقة، إذ أنه حضر عام 2011 في «أوفوار»، الذي حقق له جائزة
أفضل مخرج، وعام 2013 بـ «وثائق لا تحرق». ويذكر أن رسولوف محكوم
عليه بالسجن مع وقف التنفيذ لمدة سنة بسبب انتقاداته اللاذعة
للسلطات الإيرانية في أفلامه.
أما جائزة أفضل مخرج فكانت من نصيب السكتلندي تيلار
شيردان عن فيلمه الأول «ويند ريفير»، الذي يدور حول جريمة قتل في
محمية أمريكيين أصليين. وكان رشح شيردان العام الماضي لأوسكار أفضل
سيناريو أصلي عن «جهنم أو ماء عال». وذهبت جائزة لجنة التحكيم
للمخرج المكسيكي ميشيل فرانكو عن فيلمه «بنت ابريل»، الذي يتمحور
حول العلاقة بين أم وابنتها المراهقة الحامل. وهذه هي الجائزة
الثالثة التي يحصدها فرانكو في مهرجان كانّ: الأخيرة كانت عام 2015
عندما فاز بجائزة أفضل سيناريو عن «مدمن» في المسابقة الرسمية.
وبينما فشل فيلم الممثل الفرنسي ماثيو اماريك
«باربارا» في استحواذ اعجاب جمهور المهرجان عندما افتتح التظاهرة،
نجح في اقتناص جائزة خاصة وهي «شعر السينما».
ويحكي الفيلم قصة مغنية تلعب دورها في فيلم عن
حياتها. أما جائزة لجنة التحكيم لافضل اداء فكانت من نصيب
الايطالية جاسمين ترينكا عن دور ام بلا زوج تعيش في فقر متقع في
فيلم «فورتوناتا».
أفلام تظاهرة نظرة ما تكون عادة فنية بحتة وغير
جماهيرية، ولكن الاشتراك أو الفوز بجوائزها يسلط الضوء على الفيلم
ويساهم في نيله جوائز أخرى ويمهد الطريق أمام مخرجه للاشتراك في
مسابقة المهرجان الرسمية في المستقبل.
ففي العام الماضي، معظم أفلام هذه الفئة، الفائزة
وغير الفائزة، ذهبت لتمثل دولها في منافسة جائزة الأوسكار لأفضل
فيلم بلغة أجنبية على غرار الفيلم المصري «اشتباك» ورشح بعضها
للجائزة القيمة ومن ضمنها السويدي «رجل اسمه أوف» وفيلم الرسوم
المتحركة السويسري «السلحفاة الحمراء».
تأثير جوائز مهرجان كان على الأوسكار
بلا شك أن الحصول على جائزة في مهرجان مهم مثل كانّ
يساهم في لفت انتباه مصوتي الجوائز الأخرى وخاصة الأوسكار ولكن
الفرق في عملية التصويت في كلتا الحالتين يجعل من التوافق بينهما
أمرا صعبا. جوائز مهرجان كانّ تمنحها لجنة تحكيم مكونة من مجموعة
صغيرة من صانعي الأفلام وممثلين، بينما يشارك في التصويت لجوائز
الأوسكار كل أعضاء أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة الذين
يتراوح عددهم أكثر من 7000 شخص، والذين يفضلون الأفلام الجماهيرية
على الفنية البحتة. وبينما تكون الكفاءة الفنية العنصر الوحيد الذي
يؤدي إلى الفوز بجائزة مهرجان كانّ، هناك عوامل عدة تؤثر على
امكانية الفوز بجائزة الأوسكار، فضلا عن كفاءته الفنية وأهمية
مضمونه، مثل حملة الترويج، أرباحه في شباك التذاكر والأوضاع
السياسية والاجتماعية الراهنة. فليس عجبا أن الفيلم الفائز بالسعفة
الذهبية العام الماضي وهو «أنا دانيئيل بليك» للمخرج البريطاني كين
لوتش تم تجاهله تماما في جوائز الأوسكار.
ومن جهة أخرى، فأفلام كانّ التي تحظى بدعم من
استوديوهات هوليوود تنجح في تحقيق ترشيح لجوائز الأوسكار وأحيانا
تفوز بها. فيلم المخرج الإيراني «البائع»، الذي منحه مهرجان كانّ
جائزة أفضل سيناريو وأفضل ممثل واشترته شركة أمازون، ذهب ليقتنص
جائزة الأوسكار لأفضل فيلم اجنبي.
ومع ذلك، متوقع أن معظم الأفلام التي شاركت أو فازت
في المهرجان أن تمثل دولها في معركة جوائز الأوسكار وأن يصل بعضها
إلى خط النهاية. ففضلا عن «البائع»، 3 من 5 الأفلام التي رُشحت
العام الماضي في فئة أوسكار أفضل فيلم بلغة أجنبية كانت شاركت في
المهرجان وهي: «طوني ايردمان» الألماني و»رجل اسمه أوفي» السويدي.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل ستطغى السياسة
على الفن وتحرم إيران وروسيا أفلام مناهضي سياساتها وهما زيجنتسيف
وراسولوف من تمثيل بلديهما في منافسة جوائز الأوسكار؟ ويذكر أن
افلام زيجنتسيف ألينا وحوت كانت مثلت روسيا في منافسة الأوسكار
عامي 2012 و 2014 على التوالي.
من المفارقات أن افلام مهرجان كانّ التي تلمع في
جوائز الأوسكار ليست الفائزة بالسعفة الذهبية وإنما التي تحظى بمدح
النقاد وإعجاب الجمهور. فعلى سبيل المثال فيلم السعفة الذهبية عام
2015 وهو «ديبان» لم يُرشح للأوسكار بينما «ابن شاؤول»، الذي كان
مفضل رواد المهرجان وكان حاز فقط على جائزة لجنة التحكيم، ذهب
ليحصد جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي. فهل سيحصد «بلا حب» جائزة
الأوسكار العام المقبل؟ |