فتاة من الإسكندرية تمثل مزيجا من الفن والفلسفة الإنسانية
العرب/ هشام السيد
تعتبر الفنانة المصرية ياسمين صبري من أبرز الممثلات الشابات
الصاعدات بخطى ثابتة في عالم التمثيل، سواء في الدراما التلفزيونية
أو السينما، إذ اتخذت لها طريقا خاصا تسعى من خلاله كل مرة إلى
تطوير تجربتها. “العرب” التقت الفنانة وكان لنا معها حديث عن
مسيرتها ومشاريعها الفنية.
الفنانة الشابة ياسمين صبري ليست مجرد ممثلة موهوبة رغم نجاحها في
ترك بصمتها طوال السنوات الثلاث الماضية، وإنما هي مزيج عجيب بين
الفن والفلسفة الإنسانية في كيان واحد.
بدايتها الفنية جاءت من خلال برنامج ديني مع الداعية المعروف في
مصر معز مسعود، ثم جاءت انطلاقتها من خلال أعمال درامية مميزة في
التلفزيون والسينما، ساعدتها في القفز خطوات واسعة على طريق
النجومية.
وفي الوقت الذي كانت تنتظر فيه بلوغ ذروة النجاح بمشاركتها في
مسلسل “الأسطورة” مع النجم محمد رمضان في رمضان الماضي، تحول الأمر
إلى ما يشبه الكابوس، حيث تم اختصار مشاهدها، ثم دخلت في سجالات
عنيفة مع مخرج المسلسل محمد سامي، الذي وصفها بأنها “ليس لها
لازمة” في أحد حواراته الصحافية.
وتعترف ياسمين التي درست الصحافة والإعلام بالندم على قبولها
المشاركة في مسلسل “الأسطورة”، لكنها بررت ذلك في حوار مع “العرب”
بأنها وافقت على دور كان يفترض أن تصبح بموجبه بطلة العمل.
لكن تدخلات المخرج، حسب قولها، تسببت في حذف أغلب مشاهدها لصالح
زوجة المخرج الفنانة مي عمر، ما دفعها للانسحاب من التصوير قبل
نهايته، ثم فوجئت بهجوم المخرج عليها بعنف.
وقالت صبري إن أكثر ما يحزنها في الأمر ليس ما حدث وإنما كونها ضحت
للمشاركة في المسلسل بالمشاركة في مسلسل رائع هو “جراند أوتيل” مع
الفريق نفسه الذي قدمت معه من قبل مسلسل “طريقي” في رمضان من العام
الماضي وحققت نجاحا باهرا.
وياسمين التي ولدت في محافظة الإسكندرية، على ساحل البحر المتوسط،
تملك الكثير مما تشتهر به بنات المحافظة الساحلية من جمال ودلال،
لهذا تعتز جدا باستخدام اللهجة المعروفة لدى أهالي الإسكندرية في
كلامها العادي.
ذكاء الاختيار
ترى صبري أنها من المحظوظات في الوسط الفني، حيث لم تُفرض عليها
اختيارات معينة في أي عمل شاركت فيه، الأمر الذي أعفاها من البقاء
أسيرة لتصنيف فني محدد وفتح أمامها باب الاجتهاد لتقديم ما تقتنع
به.
لهذا لم تكن مضطرة للمشاركة في عملين في وقت واحد، لأنها ترى أن
ذلك قد يكلف الفنان فقدان مصداقيته وإحساسه بالشخصية التي يقدمها،
بينما هي تفضل الاحتفاظ بكامل تركيزها للحفاظ على النجاح.
وأضافت لـ “العرب” أن النجومية تتطلب الذكاء في الاختيار والموهبة
والاجتهاد وحسن الحظ بالنسبة لها، لكن أي مشوار مهني لا بد أن
تصادفه صعوبات ولا يستطيع الوصول إلى هدفه إلا صاحب النفس الطويل
والساعي بجهد نحو حلمه.
لذلك ترى أن مشوارها الفني يرضي طموحاتها حتى الآن رغم ما حدث معها
في مسلسل “الأسطورة”، كما أنها لا تتلهّف إلى البطولة المطلقة ولا
تسعى إلى المشاركة في أعمال كثيرة بهدف الانتشار معتبرة أن ذلك من
علامات تخطيطها الجيد لمستقبلها الفني. ضمن خططها الفنية الجديدة
السعي إلى بلوغ السينما العالمية، حيث بدأت قبل فترة عدة دورات في
أميركا للتدريب على التمثيل، وهو طموح تراه مشروعا من خلال
الاجتهاد إلى جانب تنمية قدراتها التمثيلية.
ضمن خططها الفنية تسعى ياسمين صبري إلى بلوغ السينما العالمية،
فبدأت عدة دورات في أميركا للتدريب على التمثيل
بداية ياسمين كممثلة كانت من خلال برنامج “خطوات الشيطان” مع
الداعية معز مسعود، وفي السنة التالية شاركت في مسلسل “جبل الحلال”
مع محمود عبدالعزيز ثم مسلسل “طريقي” الذي تعتبره نقلة في حياتها
الفنية، حيث ذاقت من خلاله طعم النجاح الحقيقي نظرا للمساحة
التمثيلية الكبيرة التي حصلت عليها.
من بين النجوم الذين عملت معهم ترى أن الفنان محمود عبدالعزيز
أكثرهم ذكاء وموهبة، إلى درجة أنها كانت كثيرا ما تنسى الجمل
الحوارية الخاصة بها في المشاهد التي تجمعها به بسبب انبهارها
بأدائه.
منذ ذلك المسلسل الذي ارتاحت نفسيا أثناء العمل فيه، وخرجت منه
بصداقة تعتز بها مع محمود عبدالعزيز، حرصت على التواصل معه بشكل
مستمر، حتى بات الفنان الأقرب إليها داخل الوسط الفني، ودائما تلجأ
إليه لاستشارته في أعمالها.
رغم تمتعها بجمال يؤهلها لأداء أدوار الإغراء بسهولة، فإن ياسمين
ترفض مثل هذه الأدوار، لأنها تجد أن الفنانة الجميلة تستطيع أن
تبرع في أدوار أخرى غير الإغراء، كما أن لديها رسالة تسعى لتحقيقها
عبر العودة بالتمثيل لزمن الفن الجميل بما يشمله من رقي واحترام.
هذا الجمال كان مدخلها للسينما، حيث شاركت مؤخرا في فيلمها الأول
“جحيم في الهند” الذي عرض في موسم العيد وحقق نجاحا كبيرا، ما شجع
صبري على الاتجاه للتركيز في السينما خلال الفترة المقبلة على حساب
التلفزيون.
أما المسرح فهو خارج اهتمامات الممثلة الشابة في الوقت الحالي، حيث
يحتاج إلى تفرغ ومجهود كبيرين لا تملكهما حاليا، كما انها لا تملك
رفاهية التفرغ للمسرح، لكنها على العكس من ذلك تتمسك بالتواجد
دراميا في الموسم الرمضاني الذي تدين له بنجوميتها.
"الأكشن" والاستعراض
ياسمين التي قدمت عددا من مشاهد “الأكشن” في الفيلم الذي تجسد فيه
دور ضابط شرطة وتساعد بطل العمل في مهمته، أكدت أنها لم تستعن
بدوبلير لأنها مازالت صغيرة إضافة إلى أنها رياضية بطبعها ولم تشعر
بصعوبة في أداء تلك المشاهد وإنما على العكس كانت سعيدة بها
للغاية.
وأضافت لـ”العرب” أن الرياضة جزء ممتع في حياتها لهذا تواظب على
ممارستها، آملة ألا تضطر يوما للاستعانة بدوبلير يؤدي بدلا عنها
مشاهد الحركة، لأنه لا أحد يستطيع القيام بعمل مّا مثل صاحبه.
تقديم ياسمين لاستعراضين راقصين ضمن أحداث الفيلم ارتدت فيهما
الساري الهندي دفع البعض إلى مقارنتها بنجمات بوليوود الشهيرات مثل
نرجس فخري وشيلبا شيتي، وجاكلين فيرنانديز، وهو ما جعلها تشعر
بالاعتزاز.
لكنها في الوقت ذاته ترفض تماما أن يكون نجاحها في تقديم الاستعراض
خطوة لتقديم رقص شرقي مثلا في المستقبل، لأن ذلك يتعارض مع
قناعاتها الشخصية والفنية، لأنها كما ذكرت من قبل، ترى الفن رسالة
وعليها أن تقدمها باحترام ورقي.
رغم أنها بدأت حياتها الفنية كموديل إعلانات ترفض صبري العودة إلى
تقديم إعلانات لأنها تجد أن الفنان الذي خاض تجربة التمثيل لا يجب
أن يقدم إعلانا إلا عند الوصول إلى النجومية، حتى يقدم ما يليق به.
وختمت ياسمين حوارها مع “العرب” بقولها “أحلامي الفنية أكبر من أن
تحصرها في قدوة أو مثل أعلى معين داخل الوسط الفني، لأنني أتمنى
الحصول على لقب خاص بي، رغم تيقني من أن الفنانة الراحلة سعاد حسني
تمثل نموذجا للنجاح أتمنى الوصول إليه”. |