ظلال المخرج الإيراني عباس كيارستمي في مهرجان فينيسيا 2016
صفاء الصالح - بي بي سي ـ فينيسيا
ترك رحيل المخرج الإيراني العالمي عباس كيارستمي ظلاله منذ اليوم
الأول لافتتاح الدورة 73 لمهرجان فينيسيا السينمائي، إذ خصص
المهرجان أمسية لتأبينه قدم فيها فيلمان قصيران له يعرضان لأول مرة
وفيلم وثائقي عنه.
وتشير التحية التي وجهها المدير الفني للمهرجان البرتو باربيرا
لسينما كيارستمي إلى أن الأثر العميق الذي تركه كيارستمي في
السينما المعاصرة بإسلوبه الاختزالي ونظرته الحرة العميقة الى
الوجود، سيظل ماثلا على الرغم من رحيله في باريس في الرابع من
يوليو/ تموز الماضي.
وحضر الأمسية نجل كيارستمي وصديقه الفنان والمصور الفوتغرافي سيف
الله صمديان الذي رافقه وعمل معه في العديد من أفلامه مثل "ايه بي
سي أفريقيا" و "طرق كيارستمي" و"خمسة".
ووصف أحمد نجل كيارستمي بساطة والده في الحياة وتواضعه وحياته
اليومية العميقة التي تشبه أفلامه، وضرب مثلا به عندما كان في ورشة
في مهرجان مراكش لا يبدو مختلفا عن طلابه وكأنه واحد منهم.
وقال "عندما حضر المخرج الأمريكي مارتن سكورسيزي المهرجان سلطت
الاضواء عليه وسط مظاهر احتفالية كبيرة"، وهو ما دفع الابن الى أن
يسأل والده لماذا أنت في الظل هكذا والاهتمام يتركز على سكورسيزي؟
فأجاب كيارستمي بما معناه هل شاهدت أفلامي؟ أنا انتج افلاما بسيطة
متواضعة وليست ببهرجة هوليود وأنا أشبه أعمالي.
هذه البساطة رصدتها بحميمية كاميرا صمديان الذي كان يرافق كيارستمي
في الكثير من فعاليات، ولم يتخل عن تلك العادة أثناء المهرجان اذ
ظل يصور الآخرين ويوثق كل اللحظات.
وعندما التقيت بالمخرج الايراني البارز أمير نادري انتبهت الى أن
صمدي كان ممسكا بكاميرته، وعندما التقى نادري بزميله المخرج محسن
مخملباف في افتتاح تظاهرة كلاسيكيات السينما ظل صمديان يصور ولم
يتخل عن كاميرته إلا لحظة وقوفه على المسرح متحدثا بخجل وتواضع عن
تجربته مع كيارستمي.
مشاهد من حياة يومية
وضع صمديان عنوانا لفيلمه" 76 دقيقة و15 ثانية"، في غشارة مزدوجة
إلى الزمن الذي يستغرقه الفيلم، وإلى عمر كيارستمي الذي توفي بعمر
76 عاما و15 يوما.
لم يحتو الفيلم على مقابلات تقليدية مع كيارستمي بل ضم مشاهد
التقطت ببساطة وتلقائية لمجرد التوثيق في لحظات مختلفة من حياته،
لكنها تقدم لنا صورة حميمية عن شخصية كيارستمي وبساطته ويومياته في
الحياة العادية.
ولا نجد انفسنا هنا أمام الصورة التقليدية في أذهاننا عن المثقف أو
الفنان المأزوم المنشغل بفنه، بل أمام انسان يعيش حياته ببساطة
ويلتفت لكل شيء حوله ويعامله بحنو ومحبة فضلا عن الفهم والتأمل
العميقين لهذه الحياة.
بدا كيارستمي مندمجا في الحياة غارقا في تفاصيلها ومنشغلا في الوقت
نفسه في استخلاص مادة أعماله الجمالية بعمق وروية من هذه البساطة،
فالفن لا ينفصل عن الحياة لدية ولا يبدو نشاطا متعاليا عليها.
وفي واحد من المقاطع المهمة التي تكشف أسلوب عمل كيارستمي
الاختزالي نراه في رحلة طائرة طويلة يحمل كتابا للشاعر نيما يوشيج،
يقرأ منه باعجاب وتلذذ ويختار مقاطع وكلمات يدونها بخط يده على
الكتاب، ثم ينتهي المقطع بعدة جمل وكلمات يرتبها كيارستمي كقصيدة
ويرى أنها روح الكتاب وخلاصته.
ونراه في مشهد أخر وسط مجموعة كبيرة من طيور الأوز يطعمها بيد
ويصور بلقطات قريبة سلوكها وهي تتجمع حوله باليد الأخرى وهي
المشاهد التي ظهرت لاحقا في فيلمه الشهير "خمسة".
وفي مشهد آخر يكشف عن آليات عمله في السينما، نراه يشارك مع المخرج
الايراني المعروف مسعود كيميائي في اخراج مشهد لجنود يسيرون في رتل
عسكري تحت المطر ونرى في المشهد المخرج جعفر بناهي وهو يصورهما
اثناء العمل الى جانب صمديان الذي يصور الجميع.
وكيميائي مخرج مخضرم له يعمل في مجال السينما منذ أواخر الستينيات،
وعرف في العالم العربي بزواجه من المطربة الايرانية الشهيرة غوغوش
كما سبق أن منح في مهرجان القاهرة السينمائي جائزة المركز
الكاثوليكي المصري عن فيلمه "رحلة الحجر".
روح الرسام
في المشاهد الأولى يركز صمديان على كيارستمي الفنان وطريقته في
التعامل مع التصوير بروح الرسام المبدع وليس المصور الموثق، فنراه
يصور رحلة وسط الثلوج في الشمال الإيراني حيث يرصد كيارستمي
بكاميرته تحولات الضوء والظل على الثلج وصور الاشجار والتشكيلات
التي ينحتها المطر وانعكاسات الاضواء على زجاج السيارة.
وتلك الصور اشتهرت لاحقا وقدمها كيارستمي في معرض خاص لأعماله
الفوتغرافية الفنية.
ويتابع المقطع اللاحق عمل كيارستمي في المطبعة والاستوديو حيث يطبع
صور فوتغرافية التقطها لجذوع الاشجار ثم يجلب أنابيب بلاستيكية
كبيرة ليغلفها بهذه الصور ويقدمها في عمله الفني تحت عنوان" أشجار
بلا أوراق".
ويرصد صمديان كيارستمي في تعامله الإنساني البسيط مع طلبته في
ورشات العمل الفنية في الهواء الطلق، وحميميته في التعامل معهم.
وفي أحد المشاهد يذهب الى منزل فتاة عملت ليطمئن عليها معه فتخرج
بعبائتها النسوية لتحدثه بعفوية عن عمله وهو يركز على السؤال عن
اوضاعها.
ونراه في مشهد أخر يقود سيارته برفقة الممثلة الفرنسية جوليت بينوش
في شوارع طهران ليتوقف أمام كشك لبيع الصحف ويشتري لها نسخا من
صحيفة نشرت صورتها على صدر صفحتها الأولى.
يوميات وتفاصيل بعضها من الحياة اليومية قد يختتمها صمديان بمشهد
يعود فيه الى ولع كيارستمي بجماليات المنظر الطبيعي في الريف
الإيراني والى نفس المكان الذي تقع فيه قرية كوكر، وهو المكان الذي
صور فيه ثلاثية افلامه الشهيرة باسم القرية نفسها (أين منزل صديقي،
الحياة ولا شيء سواها وتحت أشجار الزيتون) وتحديدا موقع تصوير
الفيلم الاخير، حيث نرى كيارستمي متقمصا دور بطله في الفيلم حسين
رضائي وهو ينادي باسم حبيبته في الفيلم والواقع معا "طاهرة".
وقد تبدو المشاهد التي التقطها صمديان عشوائية التقطت في فترات
متباينة من حياة كيارستمي وقد أعدت على عجل لكي يجهز الفيلم قبل
بدء المهرجان، حتى أن عنوان الفيلم أعد في اللحظات الاخيرة قبيل
مشاركته في المهرجان.
وقال في تصريح لبي بي سي مشيرا الى انه سيعاود العمل بروية وتأن
على الفيلم لاعداده للعرض في مناسبات أخرى، لكن ما يحسب لصمديان
هنا أن تلك الالتقاطات حملت تفاصيل حميمة ولمسات إنسانية ساحرة
عكست صورة كيارستمي الفنان المولع بالاختزال في التعبير والانسان
المرهف في حياته اليومية.
جماليات التكرار
وعرض في الأمسية ذاتها فيلمان قصيران لكيارستمي حمل أحدهما عنوان
"خذني الى البيت" المصور بالأبيض والأسود، حيث نتابع على مدى 17
دقيقة كرة يضعها طفل أمام باب منزلهم فتتدحرج على السلالم الحجرية
لقرية جبلية، حيث يحاول الطفل إعادة الكرة في كل مرة.
واستخدم كيارستمي أسلوبه الإختزالي فلا نرى سوى الكرة ودرجات
السلالم التي تتباين في تشكيلاتها وتاثيرات التعرية الطبيعية
عليها، كما يستخدم جماليات التكرار إلى أقصاها ليقدم لنا عملا بدا
أقرب إلى لوحة تجريدية.
وعرض أيضا في الأمسية فيلم آخر مدته أربع دقائق من مشروع كيارستمي
الذي كان يعمل عليه في السنوات الأخيرة الثلاث ويحمل عنوان " 24
كادر" ويضم 24 فيلما قصيرا تنتظم في سياقه، مدة كل واحد منها 4
دقائق ونصف.
المشهد الذي شاهدناه كان يتابع وقوف حمامه على أمام ستارة عرضية في
أعلى نافذه ينعكس عليها ظل الحمامة وحركتها. وبالتاكيد لا تكفي
رؤية هذا المقطع القصير في اعطاء صورة واضحة عن مشروع الفيلم.
ونجح كيارستمي، المولود في طهران عام 1940، عبر أكثر من أربعين
فيلما توزعت بين الأفلام الروائية والوثائقية والأفلام الدرامية
القصيرة أن يشكل ظاهرة في السينما العالمية في أن يصنع بصمته
الخاصة التي تركت ظلالها على عموم الانتاج السينمائي في بلاده.
وأعادتنا تلك الفعالية ضمن مهرجان فينيسيا بقوة إلى تلك النظرة
العميقة إلى الوجود التي اتسم بها كيارستمي ويصفها الفيلسوف
الفرنسي في كتابه عنه بأنها تتجاوز حدود الرؤية إلى التأمل وتشكل
المحرك الاساسي لإبداع كيارستمي؛ وهي ما يرى زملاؤه الإيرانيون
أنها نظرة تعيد زرع الصوفي في قلب الواقعي واليومي عندما يسمونه
"المتصوف الواقعي".
"لهيب
جهنم": هوس رجل دين وجسد المرأة في فيلم كولهوفن في مهرجان فينيسيا
نسرين علام - بي بي سي - فينيسيا
بعيد انتهاء عرضه ضمن المسابقة الرسمية في مهرجان فينيسيا
السينمائي، قوبل فيلم "لهيب جهنم"
(Brimstone)
للمخرج الهولندي مارتن كولهوفن من الجمهور بصيحات الاستهجان
وبالتصفيق الحار بقدر متساو تقريبا.
إنه إذن فيلم انقسمت حوله آراء الجمهور، ولعل أحد أسباب ذلك
الانقسام هو القدر المبالغ فيه، وغير المبرر في كثير من الأحيان،
من العنف والدماء وبقر الأحشاء والتعذيب الجسدي الذي استمر طوال
فيلم، مؤلم الطول والمشاهد، بلغت مدته ١٤٩ دقيقة.
"لهيب
جهنم" هو الفيلم الأول باللغة الانجليزية لكولهوفن، الذي ذاع صيته
في بلده هولندا بعد فيلمه "الشتاء في زمن الحرب (2008).
ويلعب دوري البطولة فيه الممثل البريطاني/الاسترالي غاي بيرس
والممثلة الأمريكية داكوتا فاننيغ، ولعل وجود هذين الإسمين
الشهيرين كأبطال للفيلم كان جاذبا للجمهور مثيرا لفضوله.
بدت التحولات في قصة الفيلم وقدر الألم النفسي والعنف الجسدي وسفك
الدماء مفتعلين افتعالا واضحا في كثير من الأحيان في فيلم كولهوفن،
الذي تدور أحداثه في القرن التاسع عشر في أمريكا، والذي جاء في
قالب "الويسترن"، أو أفلام الغرب الأمريكي، والذي يستخدم الكثير من
سمات أفلام الويسترن.
بأجوائه القاتمة التي تجثم على الصدر، يمكن وصف الفيلم بأنه فيلم
ويسترن ديني أو مسيحي، إن صح التعبير، أو عظة دينية ذات رسالة
أخلاقية صيغت في صورة فيلم يجيد استخدام الصورة والتقنيات
السينمائية.
بطلا الفيلم ليسا من رعاة البقر الأشداء، ولكن رجل الدين المتشدد
المثير للرهبة والفزع والمهووس دينيا، الذي يلعب دوره بيرس، والذي
لا نعرف له اسمها طوال الفيلم سوى "القس"، وليز، التي تلعب دورها
فانينغ، تلك الفتاة اليافعة ثم الشابة، التي يقع عليها اختيار القس
لتكون ضحيته التي يريد أن يشكلها وفق منظوره الديني لصورة المرأة،
والتي أصبحت لمقاومتها إياه محط هوسه، والتي صب عليها جام غضبه
ونقمته وعذابه.
ينقسم الفيلم إلى أربعة فصول معنونة بعناوين إنجيلية مثل "الخروج"
والتكوين" تكتب على الشاشة بخط عريض، إيذانا ببدء جزء جديد. وفصول
الفيلم مرتبة ترتيبا زمنيا، بخلاف الفصل الأول، الذي يفترض أن يكون
الفصل قبل الأخير في السردية الزمنية للفيلم.
بداية الفيلم يكتنفها بعض الغموض، حيث نجد ليز، تلك الزوجة الشابة
التي تعمل قابلة، والتي لا تتحدث ولكن تسمع وتستخدم لغة الإشارة،
ولها ابنة صغيرة وتعنى بصبي آخر هو ابن زوجها، نجدها ترتعد ذعرا
وتتوارى عن الأنظار، حين يدخل إلى الكنيسة صباح الأحد ذلك القس
الجديد المتشح بالسواد والذي تشوه وجهه ندبة كبيرة، والذي قرر أن
يحدث أهل البلدة في عظته الأولى وسطهم عن النار وعذابها ولعناتها.
لا يترك الفيلم لنا مجالا منذ البداية إلا لأن نرى القس على أنه
الشر مجسدا بنظرته الثاقبة الغاضبة وتجهمه. نرى القس بعد العظة
يتبع ليز إلى منزلها لينذرها ويتوعدها بالعذاب والعقاب قائلا "يجب
أن أعاقبك".
لا نعرف في البداية لم أختار القس ذي اللحية الكثة والقسمات
الغاضبة ليز ليصب عليها جام غضبه ونقمته وعقابه. ولكننا نعلم على
مدى الفيلم أن القس يجيد عقاب النساء ويتفنن فيه. وكلما كلما كان
العقاب أكثر عنفا وإيلاما وتحقيرا وتنكيلا بالنساء، كلما أتقنه
القس. نجده في مشهد من الفيلم يلهب ظهر زوجته بالسياط لعدم
انصياعها لأوامره. ونراه يلجم فمها بلجام حديدي كلجام الدواب لأنها
لم تمتثل لرغباته ومتطلباته الجنسية. نراه يسوم زوجته أشد أنواع
العذاب حتى تقرر الانتحار.
بعد الفصل الافتتاحي المعنون بـ "سفر الرؤيا" ينتقل الفيلم إلى
الفصل الثاني المعنون بـ "الخروج"، وببدئه يسقط كولهوفن حيلته
الإخراجية المتمثلة في تغيير الترتيب الزمني للأحداث، لتعود أحداث
الفيلم لانتظامها الزمني.
يبدأ فصل "الخروج" بفتاة في نحو الثالثة عشر تدعى جوانا، تلعب
دورها إيميليا جونز، تركض هربا وقد لوثت ملابسها الدماء والأوحال
وسط البرية الفسيحة في أمريكا القرن التاسع عشر مع توافد المهاجرين
لأراضيها. ينقذ الصبية صيني جاء للاستقرار في البلد البعيد، ليتضح
لنا أنه قرر أن يبيعها لدار من دور الهوى.
ومع عودة سردية الفيلم لانتظامها نعلم قصة ليز ولم توارت من القس
خوفا، ونعلم من هي جوانا وأسباب فرارها. ندرك أن جوانا الصغيرة هي
ليز في مرحلة سابقة من حياتها.
ويتضح لنا أن جوانا فرت من بيتها هربا من أبيها، وأن أباها هو ذلك
القس الذي نراه في الجزء الاول من الفيلم، والذي يعتبر نفسه مسؤولا
عن تأديب زوجته وإخضاعها له قائلا إن هذا واجبه الديني وإن واجبها
الديني يتمثل في الانصياع التام لرغباته والامتثال التام لأوامره.
يرى المشاهد أن ما يفعله القس بزوجته محض تنكيل وتعذيب وعنف منزلي،
ولكن القس يسميه حبا وتهذيبا وإعادة للطريق القويم. وعندما ترفض
الزوجة الإذعان لإرادته، يقرر أن يتخذ من ابنته الصبية زوجة له،
مبررا ذلك لنفسه بالقصة الإنجيلية التي تشير إلى زواج لوط من ابنته.
نعلم إذن أن الصبية جوانا كانت تفر من محاولة أبيها انتهاك جسدها.
ولا يكمن الهوس الحقيقي في شخصية القس في ما يفعل، ولكن في إيمانه
الراسخ أنه يؤدي رسالة السماء ويفعل الصواب أمام الرب والدين، وأنه
يرى أن الاعتداء الجنسي والجسدي على المرأة، بما في ذلك ابنته،
واجب ديني وأخلاقي لأن حواء ضلت وأغوت آدم وأضلته.
يدخلنا الفيلم سرديا في عدد من القصص الفرعية والجانبية في بيت
الهوى الذي فرت إليه جوانا. وجميع هذه القصص الثانوية في الفيلم
تهيمن عليها فكرة امتهان الرجال لجسد المرأة واستغلالهم لها جنسيا
وجسديا.
في الفيلم بعض اللحظات التي تثير تعاطفا حقا من المشاهد، وبعض
اللحظات التي نقول فيها إن كولهوفن يتقن صنعته الإخراجية، ولكن
الفيلم يتركنا بذلك الانطباع أنه كان من الممكن أن يكون أكثر
تكثيفا وأقوى تأثيرا وأبلغ رسالة، إذا لم يعمد كولهوفن إلى كل هذا
القدر من العنف والتطويل. |