غياب مصرى عن «فينيسيا».. وفيلمان يمثلان العرب
خالد محمود
• «مدام
كوراج» الجزائرى فى مسابقة آفاق و«على حلة عينى» التونسى فى برنامج
«أيام»
•
علواش يسعى لتكرار تجربة «السطوح» بوقوع الشباب الجزائرى فى فخ
المخدرات.. وبوزيد تستدعى تونس قبل الثورة على خلفية الأغانى
الشعبية
يشارك فيلمان عربيان فى منافسات الدورة 72 لمهرجان فينسيا
السينمائى التى تقام الشهر المقبل، ولم يكن للسينما المصرية تواجد
فى هذا المحفل السينمائى الكبير، حيث تم أختيار الفيلم الطويل
«مدام كوراج» أو «مدام شجاعة» للمخرج الجزائرى مرزاق علواش فى
المسابقة الرسمية لقسم «آفاق» التى تقام ضمن فعاليات الدورة الـ72
للمهرجان التى تقام فى الفترة من 2 إلى 12 سبتمبر وهى المسابقة
الدولية المخصصة للأفلام التى تمثل أحدث الاتجاهات الجمالية
والتعبيرية فى السينما العالمية.
المخرج مرزاق علواش المقيم فى فرنسا انجز فيلمه «مدام كوراج»
بميزانية إنتاجية بسيطة، ويروى الفيلم حكاية شباب من الغرب
الجزائرى وقع ضحية إدمان المخدرات، ويعتبر علواش ــ الذى قدم من
قبل فيلم «عمر ڤتلتو» سنة 1976، والذى عرض فى مهرجان القاهرة
السينمائى ــ من أكثر المخرجين الجزائريين الذين يلامسون الواقع
الاجتماعى للجزائريين، ويقتحمون قضاياه الساخنة من دين وفساد وعنف
بجرأة وأحاسيس فنية عالية من خلال أعمالهم، أخرج وسبق أن مثل
الجزائر سنة 2013 فى مهرجان فينيسيا بفيلم «السطوح» وكان الفيلم
العربى الوحيد المشارك فى المهرجان، حيث اتخذ من سكن المهمشين
إطلالة على أحياء الجزائر التى يعشق النظر اليها من العلو، فضلا عن
التصوير فى أماكن مغلقة ومفتوحة فى آن واحد ليظهرمجتمعه بين انفتاح
واغلاق.
وقدم علواش على صفحته فى «الفيس بوك» بالمناسبة شكرا خاصا لمن
شاركوا فى الفيلم حيث كتب يقول «شكرا لكل الممثلين عدلان، لامياء،
ليلى، زهرة، لطيفة، محمد وكل الفريق التقنى فى الجزائر والإنتاج
بباريس، وشكر خاص لكل سكان الأحياء الشعبية بمدينة مستغانم».
كما تم اختيار الفيلم الروائى الطويل الأول للمخرجة التونسية ليلى
بوزيد «على حلّة عينى» للمشاركة فى برنامج «أيام فينيسيا»، إحدى
فعاليات المهرجان المهمة.
وهو الفيلم الذى يحكى قصة فرح، فتاة فى الثامنة عشرة من العمر
(تقوم بدورها بية المظفر)، التى انهت دراستها المدرسية وتغنى فى
فرقة روك بديل تُدعى «جوجمة» والصراع الدائر بينها وبين والدتها
حياة (تجسد دورها المطربة التونسية غالية بن على) حيث ترغب الأم فى
أن تدرس الطبّ، وعلى خلفية الاوضاع فى تونس ما قبل اندلاع ثورة
الياسمين أى صيف عام 2010،. تعيش فرح أحلاما أخرى مغايرة، وتكتشف
الحبّ، وحياة الليل.
ويقدم الفيلم عدة مقطوعات موسيقية وغنائية من ألحان العراقى خيام
اللامى، الذى تعتبر مساهمته أول تجربة له فى تلحين موسيقى تصويرية
لفيلم طويل.
وتتكون الفرقة الموسيقية التى تصاحب فرح فى غنائها من ممثلين ــ
موسيقيين غير محترفين يمثلون لأول مرة وهم: منتصر العيارى فى دور
برهان، دينا عبدالواحد فى دور إيناس، والأخوان مروان سلطانة فى دور
سامى، ويوسف سلطانة فى دور سكا.
وحرص اللامى وبوزيد على خلق صوت جديد وشاب للفرقة، يستوحى بعض
الإلهام من الموسيقى الشعبية التونسية مثل الأغانى التى تشتهر بها
مدينة الكاف والبعض الآخر من فنانين عالميين مثل باتى سميث، بى چى
هارفى، ومغنيات فرق الروك البديلة مثل سونيك يوث وستيريولاب.
كما قضى اللامى الكثير من الوقت مع المضفر، التى تمثل وتغنى لأول
مرة فى هذا الفيلم، لتطوير أسلوب غنائها والعثورعلى الإلهام فى
تأليف الأغانى بناء على قدراتها الصوتية وأحاسيس الشخصية المراهقة
فى الدور الذى تؤديه، وحاول خلال تلك البروفات إيجاد التوازن ما
بين تقنية جيدة فى الأداء الموسيقى وطابع الهواة الذى كان مطلوب من
الفرقة الشابة فى الفيلم.
قام بتأليف كلمات الأغانى الكاتب التونسى غسان عمامى مستخدما اللغة
العامية التونسية ومستندا إلى قصة الفيلم والسياق الدرامى.
وسوف يطيرالفيلم عقب عرضه فى فينيسيا للمشاركة فى قسم السينما
العالمية المعاصرة بمهرجان تورنتو السينمائى الدولى الذى يقام فى
الفترة من ١٠ ــ ٢٠ سبتمبر. ومن المنتظر أن يقدم خمسة عروض خلال
أيام المهرجان.
يتنافس هذا العام فى مسابقات مهرجان فينيسيا، الذى يقام فى الفترة
من 2 إلى 10 سبتمبر 33 فيلما منها 21 فيلما فى مسابقة الأفلام
الروائية الطويلة و12 فيلما فى مسابقة الافلام القصيرة تتنافس على
جائزة «الأسد الذهبى» من فرنسا، بريطانيا، إيطاليا، أندونيسيا،
اليونان، الولايات المتحدة الأمريكية، المكسيك، إيران، الصين،
الدنمارك، الهند، الأرجنتين، تايلاندا، كرواتيا.
وقال ألبرتو باربيرا، المدير الفنى المهرجان، إنه سوف يعرض فى حفل
الافتتاح فيلم (ايفرست) للمخرج بالتازار كوماكور، وبطولة جيك
جيلنهال وكيرا نايتلى وجوش برولين وجون هوكس وروبين ريان واميلى
واطسون وجاك جلينهال. والمأخوذ عن كارثة لمتسلقين فى 1996 فوق أعلى
قمة جبلية فى العالم. ومن بين أفلام المسابقة الرسمية للمهرجان
(الفتاه الدنماركية) للمخرج توم هوبر وبطولة إيدى ريدماين الذى
يؤدى دور إحدى الشخصيات المعروفة التى خضعت لعملية تغيير النوع،
وقد حاز ريدماين على الأوسكار بدوره فى فيلم «نظرية كل شىء»ــ الذى
قام فيه بدور عالم الرياضيات الانجليزى ستيفن هوكنج ، وفيلم (قلب
كلب) للفنانة الاستعراضية لورى أندرسون.
كما ينافس بالمسابقة الفيلم الامريكى «متساوون»
Equals
للمخرج دريك دوريموس وهو فيلم خيال علمى رومانسى يدور فى المستقبل
القريب من بطولة كريستين ستيوارت ونيكولاس هولت وكذلك فيلم «وحوش
بلا أمة»
Beasts of no Nation
للمخرج الأمريكى كارى فوكوناجا، ويقوم ببطولته الممثل البريطانى
الافريقى الأصل، إدريس إلبا، الذى قدم من قبل فيلم «12 عاما من
العبودية « والعمل يقدم بصورة درامية قاسية تجربة جندى شاب تورط فى
حرب أهلية فى احدى الدول الافريقية، وهو مستوحى من كتاب يروى قصة
جنود غير عاديين.
ويشارك المخرج الايطالى لوكا جواداجنينو فى المهرجان بفيلم (ايه
بيجر سبلاش) بطولة تيلدا سوينتون وداكوتا جونسون ورالف فاينس. وتضم
المسابقة فيلم (ايل كلان) للمخرج الأرجنتينى بابلو ترابيرو وفيلم (بهيموث)
للمخرج الصينى زهاو ليانج وفيلم (11 دقيقة) للمخرج البولندى يرزى
سكوليموفسكى وبطولة الممثل الأيرلندى رتيشارد دورمر، وفيلم (لوكينج
فور جريس) للمخرجة الاسترالية سو بروكس. واشار ألبرتو باربيرا
«البرنامج يضم أفلاما صغيرة تبدو تجريبية تتطلع لابتكار القوالب
المتبعة فى السينما المعاصرة، وأفلاما وثائقية وأفلاما لمؤلفين
ومخرجين عظماء.. لدينا شىء من كل شىء.. الإثارة والدهشة والاكثر
تنوعا واختلافا.
ويعرض بالمسابقة الفيلم الإسرائيلى «رابين: اليوم الأخير» للمخرج
عاموس غيتاى، الذى يرصد الملابسات التى أدت إلى اغتيال رابين.
كما سيعرض فيلم جونى ديب «Black Mass»
الذى يؤدى فيه دور مجرم يتحول إلى مرشد لمكتب التحقيقات الاتحادى (اف.
بى. آى) خارج إطار المسابقة الرسمية، ويشارك ديب بطولة الفيلم،
داكوتا جونسون وبنديكت كومبرباتش وجويل إجيرتون وأدم سكوت وجوليان
نيكلسون، ومن تأليف جيز بتروورث وديك ليهر.
من ناحية أخرى، أعلن المسؤلون عن صندوق (سند) لدعم الإنتاج
السينمائى فى أبوظبى أنه عقد شراكة مع مهرجان فينيسيا السينمائى
لمشاركة مشاريع ستة أفلام عربية فى ورشة (فاينال كات) بدورته
القادمة وسيمنح جائزة لأفضل عمل. ويدعم صندوق (سند) سنويا إنتاج
أفلام عربية بنحو 500 ألف دولار. وينقسم الدعم إلى فئتين.. مشاريع
أفلام فى مرحلة تطوير السيناريو وينال كل منها 20 ألف دولار أما
مشاريع الأفلام فى مرحلة الإنتاج النهائية فيحصل كل منها على 60
ألف دولار. وكشف سند عن دعمه لفيلم المخرج الجزائرى مرزاق علواش
(مدام كوراج) فى مرحلة ما بعد الإنتاج.
كما حصل فيلم (على حلة عينى) الذى على منحة (سند) فى مرحلتى
التطوير وذكر على الجابرى، مدير الصندوق، أن ورشة (فاينال كات
البندقية) توفر الدعم للأفلام العربية والافريقية وتعرض فيها على
مدى يومين نسخ من أفلام مختارة أمام المنتجين وصناع الأفلام
والموزعين ومبرمجى المهرجانات السينمائية. وتختتم الورشة بمنح
جوائز للأفلام الفائزة لدعمها فى مرحلة ما بعد الإنتاج ويحصل
الفيلم العربى الفائز على عشرة آلاف يورو من صندوق (سند). وقال إن
أكثر من 50 فيلما تقدمت بطلبات للمشاركة فى أنشطة ورشة (فاينال كات
البندقية) واختير منها ستة أفلام فى القائمة النهائية.
والأفلام الستة هى (على معزة وإبراهيم) للمصرى شريف البندارى و(بيت
فى الحقول) للمغربية تالا حديد و(ديك بيروت) للسورى زياد كلثوم
و(زينب تكره الثلج) للتونسية كوثر بن هنية ومن العراق فليمان هما
(طريق الجنة) لعطية الدراجى و(الطلاق) لهكار عبدالقادر. واضاف
الجابرى أن المشاركة فى هذه الورشة ستوفر «مستوى آخر من الدعم
للسينمائيين العرب والظهور على المستوى العالم».
يمنح المهرجان المخرج الأمريكى بريان دى بالما جائزة الابداع
السينمائى تقديرا لما قدمه للفن السينمائى عبر سنوات عمليه.
وستقدم الجائزة لدى بالما فيوم 19 سبتمبر القادم فى احتفالية خاصة
يعقبها عرض الفيلم التسجيلى «دى بالما» وهو من اخراج نوح بوماتش
وجاك بالترو وسيكون هذا هو العرض العالمى الأول للفيلم عن دى بالما
الذى يبلغ من العمر حاليا 75 عاما،. وكان فيلمه «روقب»ــ عن الحرب
فى العراق ــ قد حصل على الأسد الفضى فى مهرجان فينيسيا عام 2007. |