منة شلبي نجمة الأقصر السينمائي و"نوارة" يثير الجدل
الفيلم تناول تداعيات ثورة يناير على الفقراء
هشام لاشين
شهد اليوم الأول من مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية في دورته
الخامسة حضورا حاشدا ومكثفا من الجمهور والنقاد في فيلم "نوارة"
للمخرجة هالة خليل، حيث امتلأت صالة العرض عن آخرها.
عقب عرض الفيلم أقيمت ندوة بحضور صناعه ونجومه وعلى رأسهم منة شلبي
التي كانت نجمة المهرجان بحق، بدءا من تكريمها في الافتتاح مرورا
بمشاركتها في هذا الفيلم الذي أثار جدلا ساخنا حول علاقته بثورة
يناير وتداعياتها السلبية على البسطاء.
حضر الندوة بالإضافة لمنة شلبي الفنان أمير صلاح الدين والمنتج
محمد صفي والمخرجة هالة خليل، في حين غاب الفنان محمود حميدة رغم
حضوره، عرض الفيلم
"نوارة"
رآه بعض النقاد مناهضا للثورة، بينما اعتبره آخرون داعما لها.
الفيلم تدور أحداثه في إطار اجتماعي حول فتاة من حي شعبي تدعى
نوّارة (منة شلبي)، تعيش قصة حب في الفترة التي أعقبت ثورة 25
يناير، ويتابع الفيلم أثر ما كان يجري في مصر خلال هذه الفترة على
نوّارة وقصة حبها.
الناقد
طارق الشناوي في مقدمته حول الفيلم قال إن هذا هو أول فيلم روائي
يقدم الثورة بتفاصيلها المتعلقة بالإنسان المصري، مضيفا أن عمق
الفيلم نابع من أنه مع الثورة.
واضاف الشناوي حالة الشجن في الفيلم أقرب إلى مرثية، والفيلم يقول
كل شيء بلا صخب، ولكن المخرجة كانت حريصة على تقديم حالة درامية
بنوع من الهدوء والإيحاء.
وعن أبطال الفيلم قال الشناوي: منة شلبي عمرها الفني 17 عاما، لكن
في هذا الفيلم هناك حالة نضج خاصة، والفنان محمود حميدة هو أذكي
ممثل في جيله فهو يرى قانون السينما ويعرف كيف يستغل طاقته ولديه
قدرة أن يجعل في الدور وهجا وإحساسا كبيرا، أما أمير صلاح الدين
فهو حصل على البطولة ويستحقها.
وردا على سؤالا للفنانة منة شلبي عن معايشتها للشخصية فقالت: نوارة
في كل مكان في مصر، وشكل الشخصية جاء من خلال مذاكرة مع المخرجة،
وهي منحتني سيناريو متكاملا أشكرها عليه
.
وفي مداخلة للناقد هشام لاشين قال: إن الفيلم يناقش الثورة
وانعكاساتها السلبية على البسطاء، كما يركز على أهم منطقة في ثورة
25 يناير وهي الناحية الاقتصادية وأحلام البسطاء المجهضة.
وأشار الناقد إلى حالة التجانس بين نوارة والكلب في الفيلم، فقد
كان الاثنان وفيان ونبيلين، فكان مصيرهما إما السجن أو القتل
بالرصاص، بينما كان محمود حميدة هو حكيم الفيلم الذي تنبأ بعودة كل
شيء إلى ما هو عليه قبل الثورة.
وردا على سؤال لمخرجة الفيلم هالة خليل حول مقصدها من الفكرة
الخاصة بنزول الثوار للميدان من أجل حصولهم على أموال وعوائد، تبرع
بالرد على السؤال المخرج شريف مندور الذي رأى أن هالة كانت مع
الثورة وليست ضدها، ليشتد الجدل سخونة، بينما كان تعليق المخرجة أن
الفيلم لا يسرد حدوتة، وإنما يكشف تراكمات كثيرة لدى بطلتها.
الفنانة سلوى محمد قالت إن بطل الفيلم أمير هو الشخصية الوحيدة
التي أعادت ما سرقه، وهو ما لم يفعله الكبار، معربة عن سعادتها
بالكومباوند الذي تحوّل لأشباح، وكيف أن الناس الذين كانوا حول
نوارة يعاملونها بشكل راقٍ لكنهم في نفس الوقت كانوا هم أكثر من
ظلمها. |