•
منة شلبى كانت اختيارى الأول ولن أكشف سر حماسة محمود لدوره
•
مصير «الراهب» مجهول وأدفع ثمن احتكار شركتين لسوق السينما
•
لم أتوقف يوما عن الكتابة ولكن لا أجد المنتج الجرىء بسهولة فما
أقدمه لا يناسبهم
رغم أعمالها السينمائية القليلة والمتباعدة، إلا أن المخرجة
والمؤلفة هالة خليل نجحت فى لفت الانتباه إليها منذ تجربتها الأولى
«أحلى الأوقات» عام 2004 ، وحصدت به العديد من الجوائز، وبعد مرور
عامين عادت هالة لتكون حديث الوسط السينمائى بفيلمها «قص ولزق»
وحصدت العديد من الجوائز داخل مصر وخارجها وتم عرضه تجاريا عام
2007.
وبعد هذا العمل اختفت هالة 3 أعوام لتعود للإخراج من خلال مسلسل
«حكايات وبنعيشها» للفنانة ليلى علوى، وتختفى هالة مرة أخرى وتعود
بعد 4 أعوام مع مشروع فيلم «الراهب» بطولة هانى سلامة الذى توقف
بعد تصوير بعض مشاهده.
وتختفى هالة مرة أخرى ولكن لفترة ليست طويلة، فقد انتهت منذ أيام
قليلة من تصوير فيلمها الثالث «نوارة» الذى تتعاون فيه مع منة شلبى
ومحمود حميدة وتعود به للسينما بعد غياب 9 أعوام.
·
بداية ما سر هذا الغياب الطويل والمتكرر؟
ــ هى ضريبة أدفعها بصدر رحب، فأنا اقدم أفلاما لا تأتى على هوى
القائمين على الانتاج السينمائى حاليا، والذين تستهويهم أفلام
الكوميديا والاكشن فهى وحدها ــ من وجهة نظرهم ــ السينما التى
تحقق ارباحا وتملأ جيوبهم، أما أنا فأقدم أفلاما ذات طابع انسانى
اجتماعى وبها موضوع، لا تلقى قبولا وتحمسا من قبل منتجى هذا الزمن
بل ويعتبروها مغامرة غير مضمونة وأسمع باستمرار أننا لابد أن نجارى
الجمهور فى رغباته «فالجمهور عايز كده».
·
فهل كان الحل بالنسبة لك هو الغياب؟
ــ لم أتوقف يوما عن الكتابة، ولا أتوقف عن البحث عن أفكار كثيرة،
ولدى بالفعل أكثر من سيناريو جاهزة للتنفيذ، ويبقى التمويل هو
العائق الوحيد الذى يتسبب فى غيابى كل هذا الوقت، فمع احتكار
شركتين ــ وأحيانا تنضم لهما شركة ثالثة ــ السوق السينمائى فى مصر
أدفع الثمن لافكارهم ولأسلوبهم فى إدارة السينما فى مصر، ولا يوجد
أمامى سوى أن أحلم بظهور منتج على شاكلة الراحل رمسيس نجيب، الذى
يمتلك عقلية انتاجية رائعة فقد كان ينتج فيلما جادا يجمع بين عمر
الشريف وفاتن حمامة وينتج معه فيلما كوميديا لاسماعيل يس وهو مدرك
أن الأخير سيحقق ارباحا تفوق أرباح الفيلم الأول ولكنه كان يحقق
المعادلة الصعبة أن يقدم فيلما يعيش ــ بلغة اهل الفن ــ وفيلما
يعوض أى خسائر مادية قد يتعرض لها الفيلم الجاد.
·
وكيف جاءت العودة؟
ــ التقيت بالمنتج صفى الدين محمود والذى يخوض تجربته الأولى
بالانتاج، ومع هذا لم يتردد للحظة واحدة وأبدى حماسا شديدا بقصة
فيلم «نوارة» وتصدى لتنفيذه دون يخشى عواقب العرض، ومنافسة لافلام
اصطُلح على وصفها بالتجارية أى انها قادرة على تحقيق ارباح، وشجعنى
للغاية وبالفعل اتخذت خطواتى التنفيذية وعرضت السيناريو على
الابطال الذين كانوا فى ذهنى منذ ان شرعت فى كتابة العمل وسعدت
كثيرا بترحيب كل واحد منهم بالشخصية المعروضة عليه وجميع من شاركوا
فى هذا الفيلم كانوا اختيارى الاول سواء منة شلبى التى تعاونت معها
من قبل فى «أحلى الاوقات» أو الفنان محمود حميدة الذى لن أتحدث عنه
وأود ان أتروى حتى عرض الفيلم ليجيب عن سؤال سر تحمسه لهذا العام
ونفس الحال مع باقى الأبطال.
·
هل صحيح أن الفيلم يتعرض لثورة 25 يناير؟
ــ بشكل ما، نعم صحيح، ولكن بطريقة غير مباشرة فالموضوع الأساسى
ليس الثورة ولكن خلفية الأحداث هى الثورة، وقد كنت اكتب فى هذا
الموضوع بحساسية شديدة، فأنا مدركة للتغيير الكبير الذى يشهده
الشارع المصرى وحالة الجدل المستمرة حول اعتبار ثورة 25 يناير ثورة
أم مؤامرة خارجية، وكل هذه الأقاويل كنت أضعها فى ذهنى وأكتب بشكل
دقيق للغاية حتى لا اغضب أحدا سواء المؤمن بثورة يناير أو الرافض
لها.
·
لماذا توقف تصوير العمل فترة طويلة؟
ــ تصوير الفيلم بأكمله لم يستغرق سوى 5 أسابيع وسبب الايقاف هو
انشغال بطلة العمل فى تصوير مسلسلها «حارة اليهود» وحينما نتحدث عن
الدراما فلابد أن يستجيب الجميع، فللعلم كل السينمائيين فى مصر لا
يعملون سوى أربعة أشهر فقط بداية من شهر سبتمبر وانتهاء بشهر
ديسمبر، فحينما يهل علينا شهر يناير تبدأ عجلة الدراما تدور، ولأن
الدراما حاليا هى اكثر ربحا وانتشارا فنجد أن جميع الاستوديوهات
تنشغل بتصوير الاعمال الدرامية ويشارك فيها معظم ــ إن لم يكن كل
الفنانين والفنيين ــ ولا مجال للتصوير السينمائى الا بصعوبة
بالغة، وعليه التوقف طبيعى لـ«نوارة» ولكل فيلم بدأ فى نفس التوقيت
وزحفت عليه اشهر الدراما.
·
وماذا عن مصير «الراهب» وحقيقة الخلاف بينك وبين بطل العمل هانى
سلامة؟
ــ لأ أعلم عن«الراهب» أى شىء، وربما توقف المشروع تماما والى
الأبد، فمشكلته معلقة ولا أعلم اذا كان هناك حل لها أم لا، والحديث
عن خلاف بينى وبين بطل العمل فى وجهات النظر أو صعوبة التصوير فى
الاماكن التى اخترتها بسيناء بعد أن أصبحت منطقة حرب بين الجيش
والارهابيين، كلها تؤدى إلى نفس النتيجة أن المصير مجهول.
·
متى سيعرض «نوارة»؟
ــ ليس لدى أى معلومة، فأنا حاليا فى مرحلة المونتاج، وتحديد وقت
العرض يعود لمنتج العمل، فللأسف نحن نعمل وفقا لمواسم بعينها وأشهر
هذه المواسم هى عيدا الفطر والاضحى ويكون الأطفال هم النسبة الأكبر
لجمهور السينما فى هذا الوقت أو ما نسميه بجمهور العيدية، والذين
يحرصون على مشاهدة نوعية معينة من السينما كما ذكرت الكوميديا
والاكشن ويبقى أمامنا موسم منتصف العام أو الصيف ولا أعلم حقيقة
متى سيعرض الفيلم.
·
ولكن نجاح فيلم «الفيل الأزرق» ومن بعده «الجزيرة» فى مواجهة سينما
العيدية.. ألم يشجعك على تكرار التجربة؟
ــ سعيدة بكل تأكيد بنجاح الفيلمين ولكن اؤكد أن كلاهما يحتوى على
عنصر إغراء هذا الجمهور،لاحتوائهما على عنصر الاثارة واعتمادهما
على ميزانية كبيرة ولذا نجحا فى التصدى لأفلام العيد وحصد
الإيرادات.
·
ألا يعد ذلك اعترافا من جانبك أن أفلامك خالية من عناصر الاغراء؟
ــ لا أعرف إذا كان فيلمى خاليا من عناصر الاغراء أم لا، فحينما
أعمل لا أفكر بهذه الطريقة على الاطلاق، فلا أتعمد اغراء الجمهور
أو إثارة بهجته، فهذه ليست وظيفتى إنما وظيفتى تقديم عمل أشعر به
وأرضى عنه. |