الموت تحوُّل.. بُعد فيزيائي.. اندماج.. صيغة لونية.. موشور..
تردّد..هسيس.. في هذا الوقت لا بدّ أن نبيل قد اندمج مع الوعي
الكلي.. حلل طبيعة الأشياء وأرشد الكومبارس للبرازخ الأخيرة. (ستوب..
تيك تو).. صوت.. (رولينغ).. (كاميرا).. (روول).. كلاكيت.. المشهد
الأخير ثاني مرة!..
(كلاك.. كلاك).. (أكشن بسام: أهلين ندى؛ تغلق سمر سامي الباب؛ تسند
ظهرها الى العتبة. بسام كوسا (تفضلي.. تفضلي سمر: شو؟ فرجيني بسام:
ع مهلك ع مهلك سمر: قف قليلاً يا نبيل قليلاً.. هذه يدك.. انتظر..
انتظر لا ترحل مثل الأولاد الصغار).
شوكة من زجاج. (ستوب) السينمائي لا يموت.. فالفيلم حي.. يحيا كلما
نبضت الشاشة بالضوء؛ وكلما عاد الشريط الى البكرة في حجرة الأرشيف؛
فالصورة خلية تنقسم على ذاتها وتتناسل عبر المشاهدة.. تمتص المشاعر
وألق الأعين في عتمة الصالة يتنفس في مقبرة اليوتيوب.. يقضم
الزمن.. يرتشفه الى آخر قطرة. السينمائي سيد الزمن، لا يموت. يعيش
في كل ثانية أربعةً وعشرين كادراً.. حياة المخرج .. خلود الصور؛
حبوره اللانهائي وألمه الهندسي.
نبيل: (إعادة.. ستاند باي.. إند أكشن).
دمشق.. الفهد.. إغراء؛.. بوستر.. أبوعلي شاهين.. دمشق.. أديب قدورة..
دمشق حرية.. حرية.. حرية؛ حرب.. حرب، انكفاء، هجرة، مسمار المنفى،
دمشق، حلب، درعا، سويداء، اللاذقية، قامشلي، طرطوس، كوباني، حماة،
وبعدها (ع الشام ع الشام.. ع الشام): راكبٌ واحد إلى الشام - أنا
من الشام، أنا نبيل المالح؛ أنا الآن ميت وهذا آخر ما تذكرته وأنا
على السرير، هذيان.. واقع.. أنا متألم يا بلدي، يا شعبي، أيتها
الصالات السينمائية.. يا باعة الخبز على أوتوستراد الفيحاء؛ أنا
الآن ميت وأتجوّل في دمشق، أطفو كريشة فوقها. شرب الشاي بالقرنفل
في النوفرة؛ أتأمل مئذنة العروس؛ أزيح الغبار عن بسطات الكتب في
التكية السليمانية؛ أنثر الخبز المبلل (لستيتيات) حي الشهبندر..
أبازر باعة التفاح في دمشق القديمة؛ أنحني أمام آلام شعبي؛ أضع
الكاميرا في زاوية حادة فوق قاسيون: لقطة عامة لملكوت الإسمنت
والبارود؛ للناس وهم يتنفسون خيط الصباح.
(ستوب فريم)، (باي فريم) يعود نبيل ويتقمّص السينمائي طبيعة
الأشياء.. ينتحل ذاكرة أشجار النارنج في سوق ساروجة؛ يتكور كأقواس
باب شرقي؛ ينساب كمياه الأمطار في ساحة المسكية؛ يتقمص محيط الصخب
النقي في حي الشيخ محي الدين بن عربي؛ يعلو في ركن الدين ويغدو
خفيفاً كالضوء وأزهار الإسمنت؛ يصفو في الأموي؛ يستظل بكنيسة
حنانيا ويمتد ليثمر كبساتين المِزة؛ يزهر ويتبرعم في الغوطة.
أُسعدت مساءً نبيل؛ عبر العدسة تضيق حدقة العين؛ لقطة أولى: سترة
نجاة الى جانب قوارب الموت؛ تطفو وسط المياه الباردة؛ أُمٌ سورية
ترفع طفلها لتملئ رئتيه بالهواء؛ تغوص في الماء؛ الجمهور يلتقط
أنفاسه والأم تغرق.
موسيقا تصويرية؛ الأم غارقة والطفل يبكي؛ على الشاطئ جسدان ممددان؛
موجة تلطم سترة النجاة؛ طفل يحبو على الرمل تاركاً أثر حبوه على
الرمل باتجاه سورية. وجه الأم؛ قلبها؛ يدها الممدودة؛ ترتجف عينها؛
اهتزاز في جهة القلب؛ نبض.. نبض.. نبض..
ترى الطفل.. تعود من الموت - (ريفيرس)؛ يعودون من الموت يا نبيل
وتعود معهم، من قاع البحار؛ من تحت ركام المنازل؛ من عتمة القبور؛
من الأحياء المدمرة سيتقاطرون خلف الأم، جحافل؛ جحافل من
الكومبارس؛ فألم تخبرهم عن النبأ السوري العظيم؟ عن الأشجار
وكائنات المكان؟
تسير خلف الأم التي التقطت طفلها ذا السترة الحمراء عن الشاطئ
ووقفت وخلفها آلاف آلاف السوريين وابتسمت للكاميرا. نبيل المالح: (ستوب)
الموت تحوُّل.. الموت بحاجة إلى تصحيح.
سينمائي سوري
صداقة أخرى
نديم جرجوره
اللقاءات العديدة التي تجمع نبيل المالح بضيوف مهرجانَي أبوظبي
ودبي، تحديداً، في الأعوام القليلة الفائتة، كفيلةٌ ـ وإنْ يبقى
عددها قليلاً ـ كي تبلور مفهوماً آخر لصداقةٍ جميلة. لن أدّعي
اقتراباً إليه إلى حدِّ الصداقة. المهنة سببٌ للقاءات متباعدة.
المهنة؟ اشتغاله في السينما كصانع أفلام محصّنة من كلِّ نسيانٍ،
لشدّة حساسياتها الجمالية في قراءة لحظة، أو في سرد حكاية، أو في
صنع صورة، أو في كونها نتاج حماسةٍ لا توصف. واشتغالي في صحافةٍ
مكتوبة، تريد بعض القراءة إثر المُشاهدة، وبعض النقاش إثر اللقاء،
كي يجعل النقاشُ والقراءةُ من اللغة المشتركة مبنىً لعالمٍ يتأتّى
من واقع، ويُحوِّل المتخيَّل إلى مدى أوسع لحكاية لا تكتمل، هي
حكاية الصورة وأسئلتها.
يرحل نبيل المالح قبل أيام على ذكرى بداية النار السورية، التي
تفرض عليه خروجاً من المكان، كمحاولة فردية للبقاء في عمق
الجغرافيا وتاريخها، وكمسعى ذي مصداقية إنسانية وأخلاقية إلى
استعادة الجغرافيا من راهنها العنفيّ، وإلى المُشاركة في غدٍ أرقى.
يرحل نبيل المالح. هذا نبأ مُتوقَّع، لأن الموت ختامٌ. ولأن المرض
يفتِكُ، فإن النهاية حاضرةٌ. مع هذا، قسوة النبأ أخفّ من قسوة
مضمونه. ذلك أن السينمائيّ، إذْ يُلغي كلَّ فرقٍ بين الواقع
والمتخيّل من أجل الصورة وامتداداتها الإبداعية، لا يُلغي الإنسان
الفرد، بل يُعزِّز، أحياناً كثيرة، من جمالية الإنسان الفرد فيه.
ذلك أن السينمائيّ نفسه يبدو، بالتزامه سموّ الإنسان الفرد فيه،
كمن يؤجِّل موته عبر ابتكار لغة بوح، أو كمن يعتاد موته باختراع
شخصيات تنبض حياةً، وتواجه تحدّيات، وتقارع موتاً، جاعلةً منها
كلّها تمريناً على الاحتيال، من أجل لحظة إضافية تنصهر، لاحقاً،
بالغياب. مع هذا، تبقى الحياة مطلباً، لأن لا حياة في الصنيع، وإنْ
يتعدّى الصنيع كلّ جمالٍ في الحياة.
يرحل نبيل المالح، بسبب مرضٍ يُنهك الجسد والروح معاً، أو بسبب
قهرٍ يُلهب انفعالاته، فيُمتِّن فيه معنىً أجمل لتأمّلٍ أو عزلةٍ
أو حيوية اشتغالٍ. إنجاز فيلم جديد؟ كتابة مشروع جديد؟ تفكيرٌ
ونقاشٌ من أجل عمل جديد؟ لقاءات ونكات ونميمة جديدة؟ هذا عالمٌ
قائمٌ بذاته، يُضيف نبيل المالح نكهةً أحلى عليه، وإنْ تبقى النكهة
معلّقة في حلمٍ أو رغبةٍ، أو من أجل اكتمالٍ آخر في لقاء مقبل.
والنبأ، إذْ يُشكّل دافعاً لاستعادة أعمالٍ وخبريات، يؤكّد
مُجدّداً أن للموت طغياناً لا يُقاوَم، وأن للرحيل قوّة لا
تُقْهَر. فإذا بالاستعادة، إنْ تتوصَّل إلى رسم نهائيّ لمشهد
الابتكار البصريّ والتأمّلي، تردم بعض فراغٍ غير مقصود بين صنيع
ومتلقٍّ، وتتيح مسافةً مطلوبة لفهم إضافيّ لمعنى الصورة وحكاياتها.
المعلم
سامر محمد اسماعيل
تكاد جنازته الصامتة العابرة من أمام أبراج دبي تصرخ بعلو الصوت: «عالشام..
عالشام» عنوان فيلمه الوثائقي الذي رصد فيها نبيل المالح – ( 1936-
2016) حركة التجريف التي تعرّض له الريف السوري نحو عشوائيات المدن
وأكواخها السريالية؛ ربما تصحّ استعارته لنسمع آخر نداءات الرجل
الميت خارج أسوار دمشق؛ متمّماً بذلك مسيرته السينمائية التي كانت
دائماً خلف الكاميرا وأمامها، وعبر عشرات الأفلام والمشاريع
الوثائقية والروائية المكتوبة منها والمروية بلسانه للأصدقاء وعشاق
الفن السابع من جيل الشباب الذين ساندهم ووقف معهم وقدّم لهم
الإمكانيات الفكرية والمادية كلها من دون أن ينتظر مقابلاً؛ مشاريع
ومشاريع ربما تكون سيناريوهاتها الآن ما زالت مسوّداتها في أدراج
بيته المتروك في حي المهاجرين الدمشقي، فمن هناك كان الرجل يهبط
صباحاً أدراج جبل قاسيون بقميصه الزهري الفاتح ونظارتيه السميكتين
ولهجته الشامية المحبّبة وصوته الخافت العميق ونكتته الحاضرة. كان
ذلك قبل أن تبعده الأحداث الدامية عن جنته الدمشقية منذ عام 2012،
مؤثراً الإقامة مع أسرته في الإمارات العربية.
ثمانون عاماً قضى الراحل منها نصف قرن ونيّف في عمر سينمائي
متواصل؛ فمنذ ذهابه إلى «براغ» نهاية خمسينيات القرن الفائت وهجره
لدراسة الفيزياء النووية هناك ليدرس الإخراج السينمائي في
أكاديميتها؛ بدأ مشوار العمر مع حبيبة عمره، والتي ستأخذه كرجل
مسحور بها نحو مفازات لا ترد؛ محققاً أهم الأفلام عن بلاده
المسرنمة.
هذا العمر السينمائي كانت ذروته في فيلم «كومبارس» (1993، المؤسسة
العامة للسينما) حيث نعثر بقوة على الشريط - الوثيقة الذي ابتعد
فيه «المالح» عن شبهة الأفلام التجارية التي كان قد حققها على نحو
«غوار جيمس بوند - 1973» فرد شخصية السينما وطلاقة أدواتها إلى
تسجيل حافة من حافات الماغما الاجتماعية وتفاعلاتها الخطيرة
المشطوبة من حسابات الكثيرين من سينمائيي ومسرحيي وروائيي سورية.
الفهد
وإذا كان فيلمه «بقايا صور» (1980) المأخوذ عن رواية حنا مينة هو
فاتحة الهطول لإنعاش ذاكرة السوريين عن أواخر عشرينيات القرن
الفائت؛ وما لف هذه المرحلة من غموض في الهوية الوطنية، وما
اكتنفها من صراع طبقي مرير؛ فإن فيلمه «الفهد» (1969) المأخوذ عن
رواية لحيدر حيدر هو بكل قوة كان وثيقة إنسانية بالغة الثراء
والمصداقية عن حراك اجتماعي سياسي لفرد وحيد أوحد يواجه السلطة
أعزل ومعدوماً ومحاصراً بوجوه بني جلدته؛ والذين أحالهم القهر
والحرمان والظلم إلى مجاميع خرافية من صور الانصياع والطاعة
والامتثال.
صورة كان السوريون سيخسرون كثيراً لو لم يمضِ صاحب «نابالم» إلى
صياغتها في هذا الشريط الساحر الذي تماهت فيه المسحة الوثائقية
للشخصيات مع الروائية الصادمة لمصرع «بو علي شاهين» البطل الشعبي
الذي مضى به «المالح» إلى منصة إعدامه، وكأنه شعب كامل من الفقراء
والمستضعَفين، وبتجسيد عالي المستوى لفنان من قامة أديب قدورة؛
الممثل الذي كان هذا المخرج قد اكتشفه بعد ظهوره على خشبة «مسرح
الشعب» بحلب؛ موظفاً وجهه وصوته الأسطوريين مع «وحدو شرد بالليل»
الأغنية التي كتبها ممدوح عدوان كنهاية لفيلمه الملحمي الكبير؛ ذاك
الفهد المكبَّل بسلاسله؛ وبوجوه من دافع عنهم وهم صامتون يشاهدون
مصرعه أمام أعينهم ولا يحركون ساكناً. صورة لا تُردّ عن خذلان
الحشود لأبطالها التراجيديين؛ إنه تاريخ الآباء والأجداد؛ تاريخ
البلاد المعاصر الذي لولا أفلام المالح وزملائه لعاد السوريون، بل
والعالم بأسره إلى مسلسلات الفنتازيا التلفزيونية كي يستقرأوه! إذ
كان «نبيل» يعرف أن السلطات العربية لا تريد ولا ترغب بأية وثيقة
تدينها وتدحض روايتها الرسمية عن شعبٍ أعزل تم تفخيخه تلفزيونياً؛
وذلك كي يبقى هذا الشعب معتقلاً في منازله وغرف نومه؛ ولهذا يمكن
القول إن «كومبارس» كان رائعة نبيل المالح التي أصرّ فيها على
البقاء في منزل من منازل دمشق، إذ جعل الراحل قصة فيلمه تدور داخل
جدران شقة بين أرملة وشاب يعمل كومبارساً في مسرحيات قومية، يعيش
ويموت ويتظاهر بالموت هاتفاً في المظاهرات بأمر من «المخرج».
مفارقة تركتنا أمام حميمية لا تُقاوم عن قصص مأساوية تجري في منازل
المدينة كلٍ على حدا؛ حيث يلتبس الواقع السياسي مع صورة إنسان
يحتلم تحت سرير فوق جسد رفيقته الخائفة؛ الخوف؛ أجل الخوف.. ولماذا
نبحث عن مفردةٍ أُخرى هنا، ففيلم «كومبارس» كان شريطاً عن الخوف
الممزوج بالشهوة والمطعّم بأقسى حالات الموت عزلةً ورهبة؛ الخوف
الذي ضرب شخصيتَيْ الفيلم التي جسّدها كل من بسام كوسا وسمر سامي
بأقصى حساسية يمكن ارتكابها أمام كاميرا طبيعية أرادها المخرج
السوري ألا تتلصص بقدر ما كانت تراقب وتتابع وتقتفي آثار جسدين
مرتعشَيْن في عراء مدينة عنيفة؛ مدينة يحدث فيها الموت العاطفي
والجنسي منعزلاً على سرير كراهية واحد، سرير الرغبة والكبت المستتر
والمحروس جيداً بأجهزة القمع الساهرة على راحة بال الأكليروس
الديني والسياسي والجنسي؛ منزهاً من أي خرق يمكن تحقيقه على مستوى
اجتماعي إنساني.
حياة السوريين
لحظة سينمائية متواترة كان «المالح» أبرز مَن كرّسها في الحياة
الثقافية السورية؛ نافياً مقولة «ماركيز» بأن «الحياة نوع من الأدب
الرديء» فمع أن الحياة كذلك؛ إلا أنها في أفلامه وشخصياته ستبدو
مفتوحة على خيارات مشاهدة جديدة، في كلّ مرة يعود فيها المرء إلى
أشرطته الثمينة التي سجلت سِفراً بصرياً حساساً وصادقاً عن حياة
السوريين؛ فلم يكن الواقع كما بدا في أفلامه وإن طابقَهُ فنياً؛ بل
كان على الدوام مقطعاً عرضياً من حياة قبضها صاحب «فلاش» (روائي
قصير)، مستعيراً الزمن الواقعي لسينما نبشت بقوة في المخبوء
والمسكوت عنه داخل مدينة محجّبة، لكنها تغلي من الداخل؛ تفور وتمور
تحت سريرها الحديدي؛ فها هي الحشود التاريخية في «الفهد» ستتمخض
أخيراً عن شخصيتين سجينتين في منزل دمشقي محاصر كما حالهما في
«الكومبارس»؛ هما رجل وامرأة لا تدينهما إلا طبيعتهما البيولوجية؛
فلقد أدرك هذا الفنان بعد لأيٍ طويل أن السينما التي أراد أن
يحققها ليست فيلمه «السيد التقدمي» الذي تعرض فيه لملف الفساد في
صراع بين شخصيتَيْ برجوازي وصحافي، ولا هو «الكريستال المقدس»
(2007» والذي انصاع فيه «المالح» لبروباغاندا «تعايش الطوائف»، بل
كان هو هذا المزج الحاذق بين الفردي والجماعي؛ لتصير الكاميرا
مِبضعاً لجس أورام اجتماعية نمت بسلام تحت جلد الكارثة.
تلك المهارة التي وصفه بها محمد ملص رفيق عمره، عندما أطلق على
المالح لقب «المعلم» استطاع عبرها أن يؤسس للخط الوطني في سينما
بلاده؛ لكنه وبعد موت «فيديو كليب» مشروعه الذي تحدث عنه لسنوات
باحثاً له عن تمويل لكن دونما جدوى؛ سيلقى مصيراً مشابهاً للعديد
من مشاريعه المؤجلة التي طاردها الرجل حتى آخر أيامه كفراش ملوّن،
ولعل مشروع فيلمه «الوشم السابع» الذي كان ينوي تحقيقه عن المأساة
السورية آخر تلك الأحلام السينمائية الموؤودة التي لم يستطع إليها
سبيلاً؟
(دمشق)
محطات
يُعدّ نبيل المالح (دمشق - 1936)، من رواد السينما السورية؛ فبعد
دراسته للسينما في تشيكوسلوفاكيا عام 1964 عاد إلى سوريا في
ستينيات القرن الفائت ليعمل في «المؤسسة العامة للسينما»، حيث قدّم
أفلاماً روائية قصيرة عدة كان أبرزها: «إيقاع دمشقي» و «نابالم».
قدم في العام 1969 أول فيلم روائي قصير له بعنوان «إكليل شوك»
وليقدم بعدها فيلمه «المخاض ـ 1970» ضمن الثلاثية السينمائية
الروائية «رجال تحت الشمس» التي تعتبر أول فيلم سوري طويل ونال
عليه جائزة مهرجان قرطاج السينمائي. ساهم المالح في تكوين حساسية
سينمائية خاصة عبر أفلامه «الفهد ـ 1969» وفيلمه « بقايا صور-1980»
وفيلم «تاريخ حلم - 1983» وفيلم كومبارس -1992» الذي نال عليه
جائزة أفضل إخراج في مهرجان القاهرة السينمائي؛ وفيلمه الروائي
القصير (فلاش - روائي قصير ـ 1993) عن نص لبسام كوسا (الجائزة
الذهبية في مهرجان دمشق السينمائي العاشر).
توفي في أحد مستشفيات دبي في 24 شباط بعد صراع مع مرض سرطان الرئة. |