السيناريست محمد عزيز، رئيس المركز القومي للسينما
ــ
مسئولون اشتركوا في مؤامرة لبيع التراث المصري لـ"مردخاي" الصهيوني
ــ اكتشفت سرقة عدد من أهم الأفلام المصرية فتقدمت بمذكرة للوزير
للتحقيق
ــ لا بد من حفظ أفلام الديجيتال على نسخ "نيجاتيف" حتى لا نفاجأ
باختفائها بعد 20 سنة
ــ تراجعت عن التحقيق في عرض الفيلم الإباحي لدواعي إنسانية ولوجود
متربصين
ــ لا أستطيع تغيير أعضاء مجلس الإدارة ولا أستعين برجال على
أبوشادي في إدارة المركز
فجر السيناريست محمد عزيز، رئيس المركز القومي للسينما مفاجأة من
العيار الثقيل، حيث أكد اختفاء عدد من أهم الأفلام السينمائية من
أرشيف المركز فتقدم بمذكرة للتحقيق في هذا الأمر، مؤكدًا أن
الأفلام التي تم إنتاجها حاليا معرضة للاختفاء خلال عقدين من الزمن
إذا لم يتم حفظها على نسخ "نيجاتيف"، وإلى نص الحوار..
·
يرى عدد من صناع السينما أن الأرشيف السينمائي في خطر.. وقد رأينا
تراث السينما يباع للقنوات دون أن يكون لدينا نسخ منه؟
ــ الأرشيف السينمائي موضوع شائك جدا، وأنا قدمت به مذكرة وافية
للدكتور عبدالواحد النبوي وزير الثقافة، لن أفصح عما ورد بها الآن،
والأرشيف كله محل بحث الآن، وسنخلص في القريب العاجل إلى قرارات
لصالح تراث السينما المصرية، وقبل خروجي على المعاش سأقوم بتجميع
كل المذكرات والتوصيات التي يمليها علَي ضميري لتكون موجودة في
الوزارة، والمذكرة ترصد عددًا من الأفلام التي اكتشفنا اختفاءها
بشكل مفاجئ، وهناك أفلام سرقت ومازال التحقيق القضائي جاري بشأنها،
ويجب أن يعرف الجميع أن التراث نفسه موجود كنيجاتيف في الثلاجات.
يجب عمل دراسة دقيقة جدا لحصر ما هو موجود لدينا وتحديد النواقص،
ثم حملة قومية لمن يمتلك أفلاما كهذه لنعيدها إلى ترميمها وحفظها
من جديد
·
ولكن جزءًا منه غير موجود وهناك تحقيق في غياب عدد من الأفلام منذ
2010 لم ينته إلى الآن؟
سيتم محاسبة المقصرين، وهذه الأفلام تعد أمنًا قوميًا، ولو راجعنا
هذه الثلاجات مراجعة دقيقة، سنجد أن تراث السينما المصرية موجود
فيها إلا الأفلام التي تم بيع "النيجاتيف" الخاص بها في غيبة من
الدولة، حيث تم بيع مئات الأفلام بحجة أن إنشاء أي قناة فضائية
يتطلب امتلاك 200 فيلم على الأقل، وكان هذا الأمر مؤامرة على
التراث السينمائي، اشترك فيها ناس كثيرة جدًا وللأسف مصريين، وناس
أخرى فرحوا بالمبالغ الضئيلة التي صرفت لهم نظير بيع هذه
"النيجاتيفات"، ويندمون الآن أشد الندم، وأعتقد أن فاروق حسني برصد
مبلغ كبير جدا لإعادة هذه الأفلام لكنها للأسف لم ولن تكتمل.
·
لماذا؟
ــ لأن من اشتروها لن يفرطوا فيها مرة ثانية، وعليك أن تبحث عن ملك
الإعلام في العالم، وأعتقد أنها آلت إليه وهو رجل يهودي، وهو
مردخاي.
·
وما الحل من وجهة نظرك؟
ــ تراث السينما المصرية موجود، والوسائل الحديثة التي تتيح نقل
شريط بوسيفيت لتحويله إلى نيجاتيف موجودة، ويجب تحويل ما هو متاح
منها إلى نيجاتيف من جديد.
·
ما هو المطلوب حتى يتم عمل ذلك؟
ــ أول شيء يجب أن يتم هو عمل دراسة دقيقة جدا لحصر ما هو موجود
لدينا وتحديد النواقص، ثم حملة قومية لمن يمتلك أفلاما كهذه
لنعيدها إلى ترميمها وحفظها من جديد لكن المشكلة التي تؤرقني أن
هذه الوسائل الحديثة وحفظ الأفلام التي أنتجت حديثا وستعتبر تراثا
بالنسبة لأولادنا بعد ثلاثة عقود من الآن، أنها أنتجت على نسخ
ديجيتال وليس لها نيجاتيف وبالتالي لن يكون لها وجود بعد عقدين من
الآن، لأنها محفوظة على الـ"lto"،
وقد قمت بدراسة سريعة حول الأمر ووجدت أن الأفلام المحفوظة على نسخ
نيجاتيف مازلنا ننقل منه حتى الآن، بينما الديجيتال والـ"lto"،
فعمرها قصير، ولا بد من وجود وعي بتحويل هذه الأفلام إلى نيجاتيف
لأنه أثبت أنه أكثر عمرًا من الديجيتال والشرائط الجديدة وهناك
مقترح بأن تخصص الدولة مبلغ ويتحمل المنتج مبلغ، ويتم تحويل النسخ
الديجيتال إلى بوسيتيف ثم إلى نيجاتيف حفاظا على التراث لأولادنا.
أحترم على أبو شادي رغم أنني لم أقابله في حياتي سوى مرات قليلة
·
*ما
ردك على ما يتردد من أن لك شلة في المركز هم من ساندوك منذ توليك
المنصب؟
ــ لي زملاء أعتبرهم أخوة بيننا صداقة وود وثقة، وهؤلاء ليسوا شلة
وإنما شلل، لأنهم يثقون في تمامًا ويثقون في قدراتي وأنني سأعبر
الأزمات التي تقابلني ولم أنصت لأصوات الفشل الذي كان سيصيب
المكان، وكنت أمينًا معهم بالاجتماع معهم في أول أسبوع وقلت لهم
استراتيجيتى ومخاوفي وخطتي والكل تعاطف واجتهد إلا مجموعة أبت إلا
أن تتولى المناصب القديمة التي عزلوا منها وهم صناع الأزمة
بالمركز، حتى إن إدارة الحسابات تحولت إلى معرقلة للمركز حتى يعود
شخص أقاله وليد سيف رئيس المركز السابق بقرارات وزارية، مع أنني
أوجدت لهم البديل المحترم بأن يعمل معي شخصيًا في المكتب الفني
ولكنهم أبو إلا أن يعودوا إلى مناصبهم السابقة، وهو ما استوقفني
وقلت لن يعود أحد إلى مكانه وإنما إلى المكان الذي سأختاره وفي
تخصصه، لأن بقاء الموظف في مكانه لفترة طويلة فإنه يكون حوله
مجموعة من المنتفعين ومركز قوة.
·
نجد أن بعض أعضاء مجلس الإدارة استقالوا للتقدم للحصول على الدعم..
وبعض أبناء الموجودين حاليًا تقدموا للحصول على الدعم فهل يجوز
ذلك؟
ــ لا حرج في وضع من يستقيل للتقدم للحصول على الدعم السينمائي،
وقرار تشكيل مجلس الإدارة لم يكن قراري، ولقد ورثت هذا النظام
وتغيير المجلس حاليا صعب، لأنني سأغادر المركز بعد شهرين لخروجي
على المعاش ولذا أترك لمن يأتي بعدي حرية اختيار الأنسب بالنسبة له
لأن هذا الأمر سيسبب ارتباكا في هذا الوقت.
·
لماذا تستعين برجال على أبوشادي؟
ــ لم أكن أعلم بأن هناك رجلاً له رجال حوله، وأحترم على أبوشادي
رغم أنني لم أقابله في حياتي سوى مرات قليلة، وليس معنى أن أشخاصا
عملوا معه أن يكونوا محسوبين معه، وأنا لم أستعن بأحد وإنما استعنت
بالموجودين حاليا، ولا أعتقد أن فيهم أحدًا محسوبًا على أحد وإلا
فليكن سؤالك لماذا أنا رافض بأن استعين برجال "فلان" الذي يشكل
الجبهة الأخرى!
أنا ضد الأفلام الإباحية بشكل قاطع، وهناك مراكز ثقافية يرتادها
المهتمون بالسينما وتسمح ببعض الجرأة
·
*لماذا
تراجعت عن تحويل المسئولين عن عرض الفيلم الإباحي الإيطالي "ذو
العيون الزرقاء" للتحقيق؟
ــ لقد أعددت مذكرة لإحالتها للشئون القانونية للتحقيق، واستقيت
معلوماتي من كل الجهات ووجدت المسألة "مغرضة" لإشاعة البلبلة من
البعض بهدف الإثارة فقط، وكان سيتم سؤال إحدى الموظفات في إطار
التحقيقات التي ستتم وعندما جاء لي زوجها ليسحب الكلام الذي قالته
في المذكرة حتى لا يتم التحقيق معها، رأيت حفظ التحقيق على
مسئوليتي حفاظا على عدم تعرض موظفة لها بيت وأسرة لموقف كهذا رغم
أنها لم تدان.
·
ولكن هناك أشخاصًا تم إيذاؤهم بسبب مشاهدة بعض المشاهد الإباحية؟
ــ أنا ضد الأفلام الإباحية بشكل قاطع، وهناك مراكز ثقافية يرتادها
المهتمون بالسينما وتسمح ببعض الجرأة، ولا يمكن أن نصنف فيلم "ذو
العيون الزرقاء" كفيلم إباحي، لأنه عرض في بعض المهرجانات قبل ذلك،
ولكنه يتضمن بعض المشاهد التي لا يجب أن تكون في الفيلم، وكان
اللوم الوحيد على مدير الثقافة السينمائية الذي سمح بعرض الفيلم هو
عدم التنبيه على الناس، ووجدت أن حفظ التحقيق أسلم لدواعي إنسانية،
خاصة أن هناك متربصين سيمسكون في التحقيق ويضخمونه على أساس أن
المركز يعرض الأفلام الإباحية، وحفاظًا على زملائنا في العمل يحفظ
التحقيق.
المركز لم يفشل في صنع فيلم الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي
·
*لماذا
لا يتم استغلال كبار النجوم العاملين بالمركز القومي للسينما أمثال
على عبدالخالق وإيناس الدغيدي ومحمد النجار وغيرهم؟
ــ أهم سبب هو الميزانية حيث تبلغ 13 مليون جنيه لا يذهب منها إلى
الإنتاج إلا 600 ألف جنيه فقط، في حين أنني وقعت على إنتاج 17
فيلم، وكنت في اجتماع الموازنة قبل انتهاء العام المالي وطلبت
كاميرات وأجهزة تسجيل وتصوير ومن الغريب ألا يتوافر للمركز استوديو
صوت، وألا يتوافر لدينا أحدث كاميرات، ووسائل نقل ونذهب للإيجار من
الخارج، والأشياء التي يعتمد عليها كأساسيات لإنتاج الأفلام مثل
الميكساج، ونذهب لعمله في الخارج.
·
هل معنى ذلك أن المركز يعاني من الانهيار؟
ــ لا يمكن أن يحدث ذلك مطلقًا.. لأن لدينا من القوى البشرية
بفنانينا ومخرجينا وكتابنا ما يؤهلنا لأن نكون في الصدارة، ولذا
فإن الجانب الفني أنا مطمئن عليه تمامًا، وما أسعى إليه حاليًا هو
توفير هذه المعدات للمركز إلى جانب التعاون مع مدينة الإنتاج
الإعلامي في بعض الأمور الفنية.
·
طالما كوادر المركز في أفضل حال.. لماذا فشل في صنع فيلم الشاعر
الراحل عبدالرحمن الأبنودي؟
ــ المركز لم يفشل في ذلك، وقد أشاد الوزير به، ومن يتحدثون عن
الفيلم لا يعرفون ما حدث، لأن الوزارة استعجلتني في طلب "نسخة عمل"
للفيلم قبل المونتاج والميكساج، وعندما عرضتها في مكتب الوزير وكان
موجودًا إلى جانب الوزير ، المهندس المعماري محمد أبوسعدة رئيس
صندوق التنمية الثقافية، وجدت استياء من الموجودين فقمت وأكدت لهم
أن هذه النسخة ليست نهائية وبالطبع فإن معظم الموجودين غير
متخصصين، لأن المتخصصين يفهمون مراحل الفيلم وعندما وجد الوزير
نقدًا كثيرًا وتعليقات سلبية أمهلني أسبوعًا لأنتهي من الفيلم فقلت
له هذه مسئوليتي دون الاعتماد على أي لجنة من التي اقترح الوزير
تشكيلها لبحث الأمر، وبعد أسبوع كنت موجودًا وأبلغت الوزارة أن
الفيلم انتهى وبالفعل عندما عرضنا الفيلم عليهم وكان موجودًا عضوان
آخران وهما الدكتورة ايناس عبدالدايم والدكتور سيد خاطر وسعدت
بوجودهما لأنهما سيكونا أكثر استيعابًا للمسألة، وعندما عرض الفيلم
وجدت استحسانا شديدا لدرجة أن الوزير شكرني وشكر جميع المشاركين في
صنع الفيلم، وكان لهم ملحوظة واحدة فقط هي ترتيب الأحداث طبقًا
لوقوعها أثناء الثورة، وأعتقد أنه لم يعرض في أربعينية الأبنودي
لعدم وجود مكان للعرض لأن الافتتاح كان "نهاري." |