انطلقت في العاصمة العراقية مساء الخميس الدورة السابعة لمهرجان
بغداد السينمائي الدولي بمشاركة أكثر من 240 فيلما من 40 دولة، في
حين لا تزال السينما العراقية تخوض صراع البقاء بعد إهمالها من قبل
الجهات الرسمية منذ سنوات.
ويمثل المهرجان الذي تستمر فعالياته لخمسة أيام بارقة أمل للشباب
العراقي، فيما تفتقد البلاد للبنى التحتية السينمائية.
وفي هذا الصدد قال مدير المهرجان عمار العرادي إن الدورة الأولى
"انطلقت في العام 2005، يومها انفجرت أكثر من عشر سيارات مفخخة في
بغداد، وبعدها ساءت الأوضاع بشكل كبير جدا".
وأشار إلى أن الحرب الطائفية التي نشبت عامي 2006 و2007 اضطرت
المنظمين لعدم الكشف عن مكان المهرجان وتوقيته خوفا من استهدافه.
إنقاذ السينما
وقال العرادي للجزيرة نت إن "الحياة لا تتوقف رغم الظروف الصعبة،
كما أننا مستمرون من أجل إنقاذ السينما من واقعها الحالي".
وأوضح أن الأوضاع الأمنية في بغداد أفضل من الوقت السابق، وأن
إقامة المهرجان "يبث الحياة فيها"، وطالب جميع الجهات إلى الاهتمام
بالنشاطات الثقافية وتنظيمها من أجل تحقيق السلام.
وأكد أن الدورة الحالية مختلفة عن الدورات السابقة، حيث استقبلت
1100 فيلم من 50 دولة، بيد أنه لم تقبل كل المشاركات بسبب افتقاد
البلاد للبنى التحتية السينمائية، لافتا إلى تعاون المنظمين مع
مؤسسة
arte
الألمانية في إنتاج عشرة أفلام روائية قصيرة للمخرجين العراقيين.
وقال "لأول مرة في المهرجان يعرض فيلم كبير مثل القربان مدته 128
دقيقة للمخرج الإيراني أحمد رضا درويش".
ودعا الدولة العراقية إلى رعاية المهرجان وتخصيص ميزانية محددة له
من أجل دعوة المشاركين من الدول العربية والأجنبية في دوراته
المقبلة.
وبيّن أن لجنة التحكيم في هذه الدورة ستكون عراقية، بينما كانت في
السنوات السابقة من دول مختلفة، وعزا ذلك إلى محدوية الإمكانات
المادية.
التمويل
من جهته لفت عضو لجنة التحكيم علي حنون إلى أن المهرجان ينقصه
التمويل، لذلك لا يستطيع أن يتحمل نفقات أحد ضيوفه من داخل العراق أو
خارجه.
وقال للجزيرة نت "لو فكرت الدولة بمنح المهرجان مبلغ فيلمين فقط من
أفلام مهرجان بغداد عاصمة الثقافة، لحقق طفرة نوعية".
وأكد حنون أن لجنة التحكيم تنظر برؤية فنية بحتة وليس وفق
المحسوبية كما يدعي البعض، مشيرا إلى أن المهرجان يقام بجهود فردية
وتعاون مع مؤسسات دولية.
ويضم المهرجان ست مسابقات، هي الفيلم الروائي الطويل، والفيلم
الروائي القصير، والفيلم الوثائقي، والمخرجات العربيات، وصورة
إنسان، وآفاق جديدة خاصة للمخرجين العراقيين.
انتقادات
ووجه عدد من السينمائيين المختصين انتقادات إلى إدارة مهرجان بغداد
السينمائي الدولي، مطالبين بعدم استخدام مصطلح مهرجان بغداد
السينمائي الدولي، لأنه لم تتم دعوة المخرجين الذين شاركت أفلامهم
لحضور المهرجان، إضافة إلى عدم وجود جدول يوضح أوقات عرض الأفلام
السينمائية.
وقال السينمائي فلاح العزاوي للجزيرة نت، إن الدورة الحالية تشهد
مشاركة أفلام كبيرة جدا على عكس الدورات السابقة، لكن تفتقد إلى
دليل العروض.
وأضاف أنه يوجد مقران، هما المسرح الوطني والمنظمة العراقية
للسينما، لذلك فالمشاهد لا يعلم أين ومتى يعرض الفيلم الذي يرغب
بمشاهدته.
وأشار إلى أن دائرة السينما والمسرح دعمت المهرجان لوجستيا من خلال
توفير قاعة المسرح الوطني لعرض بعض الأفلام السينمائية.
من جانبه وجه الناقد السينمائي كاظم المرشد انتقادا لإدارة
المهرجان لتسميتها المهرجان بالدولي.
وقال للجزيرة نت إن "المهرجان الذي يطلق عليه دولي يجب أن يحضره
سينمائيون كبار وفنانون وتعقد ورش فنية في الإخراج والتصوير وإلقاء
محاضرات للأساتذة لكي يستفيد الجميع"، غير أنه أكد أن الافتتاح كان
موفقا. |