قبل أيام، أعلن ألبرتو باربيرا مدير مهرجان فينيسيا السينمائي
الدولي، أقدم المهرجانات السينمائية في العالم (تأسس عام 1932)،
تفاصيل البرنامج الرسمي للدورة الجديدة التي ستقام على شاطئ جزيرة
الليدو في الفترة من 2 إلى 12 سبتمبر المقبل.
البندقية (إيطاليا)- يشمل البرنامج الرسمي لمهرجان فينيسيا في
دورته الـ72 والتي ستنعقد أوائل شهر سبتمبر القادم، 56 فيلما موزعة
على النحو التالي: المسابقة الرسمية (21 فيلما) التي تتنافس
أفلامها على جائزة “الأسد الذهبي” وغيرها من جوائز التمثيل
والإخراج، وقسم “آفاق” (أوريزونتي) ويشمل 18 فيلما والذي يعدّ أكثر
انفتاحا على سينمات العالم خارج أوروبا وأميركا، وينظم أيضا مسابقة
تمنح منذ سنوات، عددا من الجوائز على غرار قسم “نظرة ما” في مهرجان
كان السينمائي، ويشمل البرنامج الرسمي أيضا الأفلام التي تعرض خارج
المسابقة (17 فيلما) بما فيها فيلما الافتتاح والختام والعروض
الخاصة.
وخارج “البرنامج الرسمي” تقام تظاهرة ينظمها اتحاد السينمائيين
الإيطاليين على غرار “نصف شهر المخرجين” في مهرجان “كان”، وهي
تظاهرة “أيام فينيسيا”.
ويدير المهرجان ألبرتو باربيرا منذ عام 2012، أي أن فترة تعاقده
تنتهي هذا العام، وقد يجدد له بينالي فينيسيا (الجهة المنظمة)
لأربع سنوات أخرى، فهو ليس مديرا لدورة (أو بالدورة!) كما يحدث في
مصر وتونس مثلا، أي في مهرجاني القاهرة وقرطاج، حيث يصدر قرار
وزاري لدورة واحدة، طبقا للسياسة البيروقراطية التي أفشلت كل
المهرجانات بانتظام مثير للدهشة.
المخرج الروسي ألكسندر سوكوروف يشارك بفيلم "فرانكومانيا" الذي صور
داخل متحف اللوفر الشهير
باربيرا أعلن أنه حرص على التنوع الكبير في اختياره لأفلام
المسابقة، التي تضم أفلاما روائية وتسجيلية وفيلما من أفلام
التحريك، لكنه اهتم أيضا بجذب عدد كبير من الأفلام الأميركية
الجديدة، للعرض داخل وخارج المسابقة، وهي تبدأ عادة من فينيسيا
لتنال ترشيحات ثم جوائز الأوسكار، كما حدث مع أفلام “البجعة
السوداء”، و”جاذبية الأرض- غرافيتي”، و”بيردمان” كأمثلة فقط.
أفلام المسابقة
تضم المسابقة الرسمية 21 فيلما، موزعة على النحو التالي: 4 أفلام
أميركية، وفيلم بريطاني- أميركي مشترك، و4 أفلام إيطالية (منها
فيلمان من الإنتاج المشترك مع فرنسا)، وفيلمان من فرنسا، وفيلم
واحد من كل من أستراليا وتركيا وإسرائيل وبولندا وأسبانيا
والأرجنتين وفنزويلا وجنوب أفريقيا وكندا والصين.
ومعظم هذه المجموعة الأخيرة من الأفلام، من الإنتاج المشترك، أي
يدخل في إنتاجها عدد من الدول الأخرى مثل قطر التي شاركت في إنتاج
الفيلم التركي، وألمانيا التي شاركت في إنتاج الفيلم الكندي،
وهكذا، لكن من الأفضل أن ينسب الفيلم إلى مخرجه، خاصة إذا كان
موضوع الفيلم يدور في الدولة التي ينتمي إليها المخرج.
بمعنى أن فيلم المخرج الكندي (من أصل مصري) أتوم إيغويان يمثل
(كندا وألمانيا)، لكننا اعتبرناه فيلما كنديا لأن مخرجه كندي
وأحداثه كندية، وفيلم المخرج الإسرائيلي عاموس غيتاي من الإنتاج
المشترك مع فرنسا، لكن مخرجه إسرائيلي وموضوعه إسرائيلي أيضا، وهذا
هو المعيار الأصح من وجهة نظري في تصنيف الأفلام، فقد يصل عدد
الشركات المساهمة في إنتاج فيلم واحد إلى ست أو سبع شركات من بلدان
مختلفة، مما يجعل التصنيف طبقا لجهات الإنتاج أمرا مستحيلا.
من الأفلام الأميركية التي تشارك في المسابقة فيلم “متساوون”
للمخرج الأميركي الشاب دريك دورموس، الذي سبق أن فاز بالجائزة
الكبرى للجنة التحكيم في مهرجان صاندانس عن فيلمه “كالمجنون”
(2011).
والفيلم الجديد من نوع الدراما العاطفية، ويدور في المستقبل
القريب، من بطولة كريستين ستيوارت ونيكولاس هولت. ويشارك أيضا فيلم
“وحوش بلا أمة” للمخرج الأميركي كاري فوكوناغا، ويقوم ببطولته
الممثل البريطاني الأفريقي الأصل، إدريس إلبا، وهو عمل درامي يصور
تجربة جندي شاب تورّط في حرب أهلية بدولة أفريقية.
المخرج البريطاني دينيس هوبر (مخرج فيلم “خطاب الملك”) يشارك في
المسابقة بفيلمه الجديد “الفتاة الدنماركية”، بطولته إيدي ردمين
-الذي حصل على الأوسكار عن فيلم “نظرية كل شيء”- الذي قام فيه بدور
عالم الرياضيات الإنكليزي ستيفن هوكنغ، وهو يقوم في هذا الفيلم
بدور رجل من الجنس المتحوّل، متزوج بعد قصة حب طويلة.
من كبار المخرجين الذين يشاركون في المسابقة المخرج الإيطالي
المرموق ماركو بيللوكيو بفيلم “دم دمي”، والمخرج الروسي ألكسندر
سوكوروف الذي يشارك بفيلم “فرانكومانيا” أو “اللوفر تحت الاحتلال
الألماني” الذي صور داخل متحف اللوفر الشهير، ويتناول العلاقة بين
الفن والحرب، وهو من الإنتاج الفرنسي المشترك مع ألمانيا وهولندا.
ويعود المخرج البولندي يرزي سكوليموفسكي بفيلمه الجديد “11 دقيقة”،
الذي يروي ما يحدث خلال 11 دقيقة من حياة أشخاص عدة. والفيلم من
الإنتاج المشترك مع أيرلندا، وبطولة الممثل الأيرلندي رتيشارد
دورمر. ويعود أيضا المخرج الكندي أتوم إيغويان بفيلم “تذكر” بطولة
كريستوفر بلامر ومارتن لانداو.
وفي المسابقة أيضا فيلم “أنوماليزا” للمخرج الأميركي شارلي كوفمان،
وهو من أفلام التحريك، وبأداء صوتي تمثيلي من جنيفر جيسون لي
وديفيد ثيوليس وتوم نونان. وهناك الفيلم التسجيلي الطويل “بيموث”
للمخرج الصيني تشاو ليانغ.
باربيرا يحرص على استقدام أفلام أميركية تضمن له حضورا أكبر لعدد
من نجوم هوليوود البارزين ابتغاء جذب الجمهور
ويعرض ضمن المسابقة الفيلم الإسرائيلي “رابين: اليوم الأخير”
للمخرج عاموس غيتاي، الذي يعيد تمثيل ما كان ينبغي أن تقوم به لجنة
التحقيق الحكومية التي شكلتها الحكومة للتحقيق في اغتيال رئيس
الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين عام 1994، فقد اكتفت اللجنة
بالتحقيق في الاغتيال نفسه متجاهلة المناخ الذي أدّى إليه. ويفتح
غيتاي هنا ملف المناخ المشحون، ويرصد الملابسات التي أدّت إلى
اغتيال رابين.
ويرأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، المخرج المكسيكي ألفونسو
كوارون مخرج “جاذبية الأرض”، وعضوية كل من الممثلة الألمانية ديان
كروغر بطلة “أوغاد مجهولون”، والمخرج التركي نوري بيلج جيلان مخرج
“البيات الشتوي”، والمخرج البولندي باول باولكوفسكي مخرج “إدا”،
والمخرج التايواني الكبير هو هتسياو هتسين مبدع “المغتال”،
والمخرجة الفرنسية إيمانويل كارير، والمخرج الإيطالي فرنشيسكو
مونزي صاحب “الأرواح السوداء”، والمخرجة البريطانية لين رامزي
مخرجة “يجب أن نتكلم عن كيفين”. أي أن اللجنة في غالبيتها العظمى
من المخرجين.
ويمنح المهرجان هذا العام “الأسد الذهبي” التذكاري إلى المخرج
الفرنسي الكبير برنار تافرنييه، تقديرا لإسهامه الفني على مدار
مسيرته السينمائية، كما يحيي المهرجان الذكرى المئوية لميلاد
المخرج الإيطالي الراحل ماريو مونتشيللي (1915 /2010).
باربيرا حرص على استقدام أفلام أميركية تضمن له أيضا حضورا أكبر
لعدد من نجوم هوليوود البارزين ابتغاء جذب الجمهور الذي أصبح أيضا
يتجمع أمام البساط الأحمر لمشاهدة النجوم، وهم يعبرون في طريقهم
إلى داخل قصر المهرجان الذي أنشئ في عهد موسوليني (عام 1936) وتمّ
تجديده واستعادة بهائه القديم.
ومن الأفلام التي ستعرض خارج المسابقة، أولها فيلم الافتتاح
“إيفريست” للمخرج الأيسلندي بالتازار كورماكور، ومن بطولة جاك
غلينهال وكيرا نايتلي وجيسبون كلارسك وجوش برولين وجون هوكس وروبين
ريان وكيرا نايتلي وإميلي واطسون. ويروي الفيلم قصة محاولة من طرف
شخصين لا علاقة لهما ببعضهما البعض، يسعيان للوصول إلى قمة إيفريست
الشهيرة في ظروف عاصفة ثلجية.
وخارج المسابقة تعرض 6 أفلام روائية، و8 أفلام تسجيلية، وفيلم واحد
يعرض عرضا خاصا هو فيلم “إنساني” للمخرج الفرنسي يان أرثو برتران،
وفيلما الافتتاح والختام بالطبع.
18 فيلما تشارك ضمن برنامج "آفاق" من أهمها فيلم "مدام شجاعة"
للمخرج الجزائري مرزاق علواش
ومن الأفلام الروائية المنتظرة فيلم “الكتلة السوداء” الذي يروي
قصة “هوايتي” أحد كبار المجرمين في ولاية جنوب بوسطن، وكان شقيقا
لحاكم الولاية ثم تحول إلى مرشد لحساب مكتب المباحث الفيدرالية.
ويقوم ببطولة الفيلم جوني ديب، إلى جانب الممثل البريطاني بنديكت
كامبرباتش (بطل فيلم “لعبة المحاكاة”) وداكوتا جونسون (بطلة فيلم
“50 ظلا لغراي”).
وهناك أيضا الفيلم الأميركي “اذهب معي” الذي يضم عددا من النجوم
منهم جونا ستايلز وروي ليوتا وأنتوني هوبكنز وألكسندر لودفيغ.
وينتظر بالطبع حضور كل نجوم هذه الأفلام التي ذكرناها إلى المدينة
العائمة، والظهور أمام جمهور المهرجان، والمشاركة في المؤتمرات
الصحفية التي تعقب العروض لمناقشة الأفلام مع النقاد.
ويحضر إلى المهرجان المخرج الكبير مارتن سوكورسيزي الذي يعرض له
خارج المسابقة فيلمه التسجيلي القصير (16 دقيقة) “اختبار الممثلين”
ويظهر فيه روبرت دي نيرو وليونارد ديكابريو وبراد بيت إلى جانب
سكورسيزي نفسه.
مسابقة آفاق
يتضمن برنامج “آفاق” 18 فيلما، من أهمها فيلم “مدام شجاعة” للمخرج
الجزائري مرزاق علواش، وهو من الإنتاج المشترك بين الجزائر وفرنسا
والإمارات. وتذكر بعض المعلومات القليلة المتوفرة عن الفيلم أن
اسمه يرمز لاسم نوع من المخدرات يتعاطاه بطله الصغير.
وضمن “آفاق” أيضا، يعرض فيلمان من إسرائيل، الأول هو فيلم “جبل”
للمخرجة يائيل كيام، ويصور حياة فتاة تعيش مع والدتها في منطقة
المقابر في جبل الزيتون، تتأمل في المصائر البشرية، وتبحث عن معنى
الحياة، والثاني بعنوان “يا إلهي.. يا إلهي.. لماذا تخليت عني؟”
للمخرجة هادار موراغ. وبهذا يبلغ عدد الأفلام الإسرائيلية في
المهرجان 3 أفلام. أما الفيلم الإيراني في برنامج “آفاق” فهو
بعنوان “الأربعاء 9 مايو” للمخرج وحيد غاليلفاند.
ويعرض الفيلم الأميركي “رجل سقط” بطولة شيا لابوف في دور جندي سابق
من جنود المارينز، وهو من إخراج روبرت باتنسون، والفيلم الفرنسي
“تاج محل” للمخرج نيكولا سادا، وهو من أفلام التشويق، وتدور أحداثه
على خلفية التفجيرات التي وقعت عام 2008 في مدينة بومباي بالهند،
وهو من بطولة ستاسي مارتن. وهناك أفلام أخرى من الهند وأوروغواي
وأندونيسيا واليونان والبرازيل وبلجيكا وإيطاليا وفرنسا.
أيام فينيسيا
يضم قسم “أيام فينيسيا” 21 فيلما منها 10 أفلام داخل المسابقة،
ويعرض 18 فيلما للمرة الأولى عالميا، من بينها الفيلم التونسي “على
حلة عيني” (أي كلما فتحت عيني) للمخرجة ليلى بوزيد (أخرجت ثلاثة
أفلام قصيرة) وحصل فيلمها “زكريا” (2013) على جائزة أفضل فيلم قصير
في مهرجان أبوظبي السينمائي.
من الأفلام الروائية المنتظرة في المهرجان فيلم "الكتلة السوداء"
وهو من بطولة جوني ديب وبنديكت كامبرباتش
ويشارك في “أيام فينيسيا” الفيلم الجديد للمخرج الأسباني الكبير
كارلوس ساورا “الأرجنتين”، وهو فيلم تسجيلي عن رقصة التانغو، يواصل
من خلاله رصد الرقص الشعبي في عدد من الثقافات اللاتينية سواء على
مستوى الفيلم الروائي أو التسجيلي، وهو الاهتمام الذي تبدّى من قبل
في عدد من أفلامه السابقة “الزفاف الدامي” و”كارمن” و”فادوس″ و”فلامنكو..
فلامنكو”.
ويعرض فيلم قصير جديد للمخرجة الفرنسية أنييس فاردا، وتفتتح
التظاهرة بالفيلم الأسباني “العقاب” للمخرج داني دو لا تور، الذي
سيعرض داخل المسابقة، وتختتم بفيلم “الابنة” وهو أول أفلام المخرج
الأسترالي سيمون ستون، عن مسرحية الكاتب هنريك إبسن “البطة
البرية”، بطولته جيوفري راش، وسيعرض خارج المسابقة.
ويختتم المهرجان بالفيلم الصيني “مستر ستة” للمخرج غوان هو، الذي
يصور العلاقة بين جيلين من أفراد عصابات الشوارع في بكين.
ومن المقرر أن يأتي إلى فينيسيا الكاتب التركي الكبير أورهان باموق
الحاصل على جائزة نوبل، لحضور عرض الفيلم البريطاني الجديد “براءة
الذكريات” للمخرج غرانت غي المأخوذ عن رواية باموق “متحف البراءة”،
وسيعرض الفيلم في احتفالية خاصة ضمن “أيام فينيسيا”. |