ملفات خاصة

 
 
 

عمر الشريف... رحيل سلطان الغرام

كانت قصة حب عمر الشريف لفاتن حمامة موازية لعالميته

محمد حجيري

عن رحيل الأسطورة

عمر الشريف

   
 
 
 
 
 
 

توفي اليوم (الجمعة) الممثل المصري عمر الشريف عن عمر يناهز 83 عاماً، وحظي الشريف، بشهرة عالمية بعد مشاركته خصوصاً في فيلم "لورنس العرب" وتمثيله البطولة في فيلم "دكتور زيفاغو". وتعددت الثرثرات حول أصله وفصله، بينما تركز بعض الصحف الصفراء على أصله يهودي المزعوم، تلح بعض مقالات والكتابات على أنه من أصل لبناني (متمصر)، لكن الباحث فارس يواكيم وهو من العارفين بسيرة الشريف، يذكر انه من أصول دمشقية سورية وليس زحلاوية لبنانية كما هو شائع.

عمر الشريف الذي لقب بـ"سلطان الغرام" في هوليوود، عاش العالمية خصوصا في الستينات وطواه النسيان في المدة الأخيرة، اذ نقل قبل أسابيع من رحيله إلى مستشفى متخصص في معالجة المرضى المصابين بالزهايمر". وقد زخرت حياته بالأفلام والمغامرات والمشاكسات، بالنجومية والحزن، بالحب والخيانة، بالمجد والافلاس، عالميته فرضت عليه ان يكون بهويات كثيرة يختلف عليها الكتاب، خصوصا اولئك الذين يبحثون عن البلبلة والولاء الديني وحتى البلدي.

ولد عمر الشريف في 10 أبريل/نيسان 1932 باسم ميشيل ديمتري شلهوب في الإسكندرية من أسرة كاثوليكية. كان والده تاجر أخشاب، ولطالما أراد أن يعمل ابنه في هذه المهنة إلا أن ميشيل كان شغوفًا بالتمثيل الذي بدأه على خشبة مسرح فيكتوريا كوليدج التي كان يدرس بها. كانت بدايته في السينما عندما التقى زميله في المدرسة المخرج المصري - العالمي يوسف شاهين وقدمه في دور البطولة أمام النجمة فاتن حمامة في فيلم "صراع في الوادي" الذي حظي بجمهور عريض وجعل عمر وفاتن حمامة "ثنائيا لا يفترق"، اذ انتقل حبهما من البلاتوه الى الواقع، ومن القبلة السينمائية الى الزواج، حصل ذلك العام 1955 بعد قصة حب كبيرة تعتبر من أعظم قصص الحب في تاريخ السينما المصرية. أما الأفلام التي جمعتهما (أي عمر وفاتن) على مدار مشوارههما الفنى فهي: "صراع في الوادي" (1954)، "أيامنا الحلوة (1955)، "صراع في الميناء" (1956)، "لا أنام (1957)، "سيدة القصر" (1958)، "نهر الحب"(1961)... كان عمر الشريف وصف شعوره بصراحة ازاء شراكته تلك مع فاتن، في كتابه الذي صدر عام 1976 تحت عنوان "القاعة المركزية".

وجاء في الاعترافات التي تضمنها الكتاب ان "نجاحها اقلقني بعض الشيء، لأن حضورها الطاغي كسف الآخرين بمن فيهم انا. ولم اعد اشعر انني سيد نفسي الا حين امثل مشهداً ما بمعزل عنها"... نجاح عمر الشريف مع فاتن حمامة لم يمنعه من التمثيل أمام غيرها من نجمات التمثيل خاصة بعد أن حقق نجومية كبيرة، وخلال عام 1960 لعب بطولة فيلمين، الأول "لوعة الحب" أمام شادية وأحمد مظهر وفيلم "حبي الوحيد" أمام نادية لطفي وكمال الشناوي واخرجه كمال الشيخ، بعدها بعام لعب بطولة ثلاثة أفلام هي "نهر الحب"و"اشاعة حب" وخلال هذه الفترة لعب بطولة العديد من الأفلام وذلك قبل سفره إلى هوليوود وعمله في السينما العالمية عقب اختيار المخرج ديفيد لين له ليلعب بطولة فيلم "لورنس العرب"(1962) أمام بيتر أوتوول.

ومنذ دخل عمر الشريف العالمية، بقي حبه مع فاتن، لكنه عاش فراقها، بقيت في الزواج على ذمته لكن عمر كان مثل عصفور طيار... وقد أغوى الشريف العديد من أجمل وأشهر النجمات العالميات، ومنهم كاثرين دونوف، وباربرا بوشيه، والمغنية والممثلة باربرا سترايسند، والتي قال عنها أثناء عملهما سويا في سنة 1968: "لم أشعر في البداية بانجذاب كبير ناحيتها، ولكنها استطاعت أن تلقي بسحرها علي في النهاية"، لتدوم رومانسيتهما قرابة الـ4 أشهر... وعلى الرغم من غراميات عمر الشريف مع العديد من النجمات العالميات، إلا أن فاتن ظلت حبه الحقيقي والوحيد كما أكد في العديد من حواراته مع الإعلام، واعتبر ان من يتزوج فاتن حمامة لا يتزوج غيرها.

كانت قصة حب عمر الشريف لفاتن موازية لعالميته، فبعد نجاحه في فيلمه الأول "لورنس العرب" واستمر عمر مع ديفيد لين ليلعب عدة أدوار في أفلام عدة منها "دكتور زيفاغو و"الرولز رويس الصفراء" "الثلج الأخضر" وغيرها... وفي السبعينات، مثل فيلم "الوادي الأخير" (1971) و"بذور التمر الهندي"(1974)، إلا أنها لم تلاق النجاح المنتظر نظرا لابتعاد الغرب عن الأفلام الرومانسية ذلك الوقت. وبعد ذلك قل ظهوره مما اضطرة إلى تمثيله أدوار مساعدة مثل دوره في فيلم "النمر الوردي يضرب مجدداً" (1976).

مثّل عمر الشريف أدواراً كوميدية منها دوره في فيلم "السر"(1984)، وبعدها ابتعد عن الساحة الفنية واكتفى بظهوره في البرامج والمسلسلات والسهرات وكضيف شرف الذي يساعد ظهوره لدقائق في أي فيلم على نجاحه كما في فيلم "المحارب الثالث عشر"(1999)، كما ظهر أيضا في الكثير من الأفلام التلفزيونية.

اشتهر عمر الشريف في أفلامه الأجنبية بشخصية "الرجل الهادئ والغامض واللطيف والمغري للنساء، بينما مثل في أفلامه العربية جميع الشخصيات الهزلية والأدوار الجادة والرومانسية والكلاسيكية". قدم وللمرة الأولى في حياته مسلسلا تلفزيونيا بعنوان "حنان وحنين" وعُرض في شهر رمضان من عام 2007. عرض له فيلم "حسن ومرقص" مع الممثل عادل امام والذي أثار جدلاً واسعاً في الأوساط المصرية بين المسلمين والمسيحيين، وكان أول عرض لهذا الفيلم يوم الأربعاء 2 يوليو 2008.

فاز الشريف بجائزة الغولدن غلوب لأفضل ممثل عام 1966 في فيلم الدكتور زيفاغو، ونال الكثير من الجوائز ففي عام 1962 رشح لجائزة الأوسكار عن أفضل دور مساعد في فيلم لورنس العرب، وفي العام 2004 تم منحه جائزة مشاهير فناني العالم العربي تقديراً لعطائه السينمائي خلال السنوات الماضية، وحاز أيضا في نفس العام جائزة سيزر لأفضل ممثل عن دوره في فيلم "السيد إبراهيم وازهار القرآن" لفرانسوا ديبرون. كما حصل على جائزة الأسد الذهبي من مهرجان البندقية السينمائي عن مجمل أعماله.

لعمر الشريف بعض المواقف المحرجة التي تدل على عصبيته في الواقع، في 27 أكتوبر 2011، فقد أعصابه وقيل أنه اعتدى بالضرب على معجبة كانت تريد التقاط صورة معه، طالباً منها أن تنتظر دورها وهي الصحفية والإعلامية عائشة الدوري. قبلها في العام 2003 اتهم بالاعتداء على شرطي في كازينو في باريس، وعام 2007 بعدما ضرب عاملا في مرأب سيارات في بيفرلي هيلز رفض قبول عملات أوروبية، تم تغريمه من المحكمة وألزم الممثل الراحل حينها بأن يخضع لدورة تدريبية للتحكم في تصرفاته أثناء الغضب.

كان القمار جزءاً أساسياً في حياة عمر الشريف، والذي ورثه عن والدته كلير التي كانت مقامرة لامعة، وكانت ندا لملك مصر السابق فاروق، وصرح في مقابلة له مع إذاعة bbc البريطانية في سنة 1987: "لا أتخيل نفسي وأنا لا أمسك ورقات الكوتشينة في أحد الأيام". على أن طقوس  في حياة عمر الشريف أدت الى خسارة مالية فادحة أوصلته إلى الإفلاس والوقوع في فخ الديون؛ إذ خسر في إحدى الليالي 750 ألف جنيه استرليني، ما دفعه لبيع منزله في فرنسا، كما أنه خسر 20 ألف جنيه استرليني في 2003 في العاصمة الفرنسية، ما جعله يتنقل بين الفنادق.

في 23 أيار/مايو 2015 أعلن نجل عمر الشريف إصابة والده بمرض الزهايمر حيث يعاني لتذكر أبرز وأشهر أفلامه، كما أنه لم يعد يميّز بين معارفه.

 

المدن الإلكترونية في

10.07.2015

 
 
 
 
 

رحيل الفنان العالمي عمر الشريف عن 83 عاما تاركا خلفه أروع الأعمال الكلاسيكية

أصيب بالزهايمر وعانى من الفاقة في نهاية حياته وعلق على رحيل زوجته السابقة فاتن حمامة «وفاتها قضت عليّ»

رانيا يوسف

القاهرة – «القدس العربي»: توفي الفنان العالمي عمر الشريف عن عمر يناهز الثالثة والثمانين عاما، بعد أن ترك بصمة في سجل الخالدين فنيا على المستوى الدولي.

فقد نعى التلفزيون المصري الفنان الراحل، وكذلك فعلت هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي»، فيما وصفه إعلام هوليوود بالراحل الكبير.

بدأ مشواره الفني عندما عرض عليه المخرج الراحل يوسف شاهين بطولة فيلم «صراع في الوادي» عام 1954 ، مع الفنانة فاتن حمامة، الذي حقق نجاحا كبيرا، وشارك بعدها بين عامي 1954 و 1962 في أكثر من عشرين فيلمًا سينمائيًا، أهمها فيلم «أيامنا الحلوة» أمام الفنان عبد الحليم حافظ عام 1955، وفيلم «لا أنام» مع مجموعة كبيرة من الفنانين، منهم عماد حمدي ورشدي اباظة ومريم فخر الدين وفاتن حمامة، وفيلم «سيدة القصر» مع فاتن حمامة عام 1958.

بدأ نجم الراحل بالصعود بعد قصة حب جمعته بالفنانة الراحلة فاتن حمامة عقب فيلم «صراع في الوادي»، تكللت بزواجهما اعتناقه الإسلام عام 1955، وأنجب منها ابنهما طارق، فيما قدما معا مجموعة من كلاسيكيات السينما المصرية أبرزها فيلم «نهر الحب» عام 1962.

وانطلقت شهرته في السينما العالمية عام 1962 بعد اختيار المخرج الانكليزي ديفيد لين له للقيام بدور في فيلمه «لورانس العرب»، وهو أحد أفضل ما أنتجته السينما البريطانية وحصل من خلاله على أول ترشيح لجائزة «الأوسكار» العالمية كأفضل ممثل مساعد.

ومن أشهر أدواره في السينما العالمية شخصية «د. جيفاجو» إخراج ديفيد لين، وحصد عليه جائزة «الكرة الذهبية»، وفي عام 1965 قرر الشريف أن يستقر في اوروبا، وكان من تبعات هذا القرار انفصاله عن الفنانة فاتن حمامة، حيث تعرف على الوسط الفني فيها، وشارك كبار الفنانين أنذاك في النشاطات الفنية الكبيرة. 

عاد الى مصر بداية التسعينيات، وشارك بعدد من المسلسلات الهامة، وظل يتنقل بين القاهرة وفرنسا، حتى وافته المنية ظهر الجمعة في أحد مشافي القاهرة.

تنوعت الأدوار التي قدمها في السينما المصرية، في فيلم «صراع في النيل»، حيث قدم نموذج الشاب الريفي الساذج الى جانب الفنانة هند رستم ورشدي اباظة، وانتقل بعدها الى الادوار الرومانسية في سلسلة أفلامه مع الفنانة الراحلة فاتن حمامة، وكان آخر أعماله فيلم «المسافر» الى جانب الفنان خالد النبوي وسيرين عبد النور عام 2010.

حصل الشريف على عدة جوائز هامة أشهرها كانت من منظمة «اليونسكو» العالمية وهي جائزة «سيرجي آيزِنشتاين» الخاصة تقديرًا لإسهاماته في صناعة السينما والتنوع الثقافي وهي جائزة خاصة تمنح بشكل غير دوري وهو واحد من 25 فردًا حازوا عليها.

وحصل أيضا على جائزة «المشوار الفني» من «مهرجان دبي السينمائي» في دورته الأولى عام 2004 وعلى جائزة «المشوار الفني» من مهرجان «فينيسيا» الرفيع عام 2003
وعمر الشريف من مواليد مدينة الاسكندرية في العاشر من أبريل/ نيسان عام 1932، والإسم الحقيقي له هو ميشيل ديمتري شلهوب، وهو من أب لبناني، كان يعمل في تجارة الأخشاب، هاجر من زحلة في لبنان إلى مصر في أوائل القرن العشرين، ووالدته كلير سعادة من أصل لبناني- سوري، نشأ على الديانة المسيحية بمذهبها الروماني الكاثوليكي، وبعد تخرجه من الكلية درس التمثيل في الأكاديمية الملكية للفنون الدرامية في العاصمة البريطانية لندن.

 

القدس العربي اللندنية في

10.07.2015

 
 
 
 
 

عمر الشريف.. البداية والنهاية

فن/ التحرير

دخل عمر الشريف، عالم السينما من بوابة يوسف شاهين، فقدم شكلاً مختلفاً للممثل والأداء في السينما المصرية. ربما تأثر ميشيل ديميتري شلهوب -وهذا هو اسمه الأصلي- بثقافته الأدبية التى تلقاها فى مدرسة فيكتوريا بالإسكندرية حيث درس وليام شكسبير وكورنى وراسين، كما أحب التمثيل ومارسه كهواية، فضلا عن تمتعه بملامح وجه واضحة، أوضح ما فيها عينان واسعتان، غائرتان، تلتمعان بالذكاء والانتباه والقدرة على التركيز والاستيعاب، تترقرقان أحيانا بنظرة رومانسية حالمة، ومن الممكن أن تغدو النظرة حادة جارحة، أقرب لنظرات صقر

فوق العينين حاجبان كثيفان يؤكدان أهمية العينين، وجبهة عريضة توحي باتساع أفق صاحبها.. فم رقيق الشفتين، توحيان فى ابتسامتهما بالألفة والرضا، وتعلنان فى انطباقهما عن قوة العزيمة والاستعداد لقبول التحدي، وثمة حسنة على الجانب الأيمن من الأنف، تكسب الوجه طابعا خاصا

مشكلتان واجهتا عمر الشريف فى البداية، تتعلق إحداهما بأدائه الصوتي المتسم بلكنة أجنبية لا تجيد نطق حرفي الطاء والضاد، وتتجسد الثانية فى بطء التعبير عن ردود الفعل، فانفعالاته تتأخر للحظات قبل أن يعبر عنها، وهذه المشكلة تلاشت أو كادت مع يوسف شاهين الذى منحه بطولة «صراع فى الوادى» 1954

في هذا الممثل، تعرض البطل «أحمد»، المهندس الزراعى النابه، إلى عشرات المواقف المتباينة والأحداث الساخنة، تتوالى متسارعة، بطريقة تتطلب من عمر الشريف انتقالا يقظا، متفهما، من إحساس لآخر، فضلا عن تهيُئه، نفسيا وجسمانيا، للدخول فى جميع ألوان الصراع: الساكن، المتصاعد، المتصادم، داخل ذاته وضد آخرين، بل ثمة مطاردات دامية بين عمدان معبد الكرنك، ومعارك حياة أو موت، وبالتالى كان لابد أن ينطلق عمر الشريف جريا وقفزا وتسلقا، ما أدى إلى تخلي عمر الشريف عن تحفظه وجموده وجعله أكثر مرونة وطواعية

بدا في الجزء الأول من الفيلم مشرقاً متوهجاً، أما في النصف الثانى، عقب القبض على والده، فقد ارتسمت فى عينيه تلك النظرة القلقة، الحائرة، الحذرة، الحزينة برغم لمسات الأمل والمحبة التى يحظى بها من حبيبته «بطاطا» أو «بتاتا» حسب نطقه

نجح عمر الشريف فى الاختيار واستقبل نقديا وجماهيريا بحفاوة لم تتحقق فى فيلمه التالي «شيطان الصحراء» ليوسف شاهين 1954، الأقرب للمغامرات ذات الطابع التاريخى، ذلك أنه هنا يقدم دور الفارس الذى يمتطى صهوة جواده ويعدو به مبارزا جنود طاغية، منقذا فتاة من قبيلته

دور يتطلب حركة خارجية ولياقة بدنية ويكاد يخلو من الانفعالات الداخلية التى وجدها فى فيلمه التالى «صراع فى الميناء» ليوسف شاهين أيضا 1955، حيث يخوض صراعا أشد شراسة من صراعه ضد عواصف البحر التى تعرض لها فى مهنته كبحار، فى هذا الفيلم رسخ عمر الشريف نجاحه الذى حققه فى «صراع فى الوادى".

ثم شارك عمر الشريف كلا من عبدالحليم حافظ وأحمد رمزى فى «أيامنا الحلوة» لحلمى حليم 1955. جاء الفيلم دافئا رقيقا، يعلى من شأن الصداقة بين الشبان الثلاثة. وظهر عمر الشريف متوازنا، عقلانيا، يعبر باقتصاد ولكن بعمق عن أحاسيسه المترعة بالمحبة تارة والقلق تارة ثانية والحزينة تارة أخرى

توالت أفلام عمر الشريف مع مخرجين أضافوا له بقدر ما أضاف لهم، وأثبت قدرته على مراعاة ظلال الشخصيات التى يؤديها برغم تكوينها الداخلى المتشابه، فمثلا جسد شخصية الشاب الذى تبلغ براءته حد السذاجة، حتى أنه يغدو ألعوبة فى يد الآخرين، بل مخلبا ينفذ إرادة الأشرار. فى هذا الإطار قدم «من أجل امرأة» لكمال الشيخ 1959، و«صراع فى النيل» لعاطف سالم 1959، و«إشاعة حب» لفطين عبدالوهاب 1960

فى «من أجل امرأة» المحكم البناء، يمتزج الحب الجنونى بالجريمة، والجمال بالتآمر، والثقة بالخداع. عمر الشريف، مع أستاذ التشويق الهادئ كمال الشيخ، تعلم ضبط الانفعال لا إطلاقه، السيطرة الكاملة على ملامح الوجه وارتفاع الصوت، فضلا عن الانتقال السلس من إحساس لإحساس، ولعل لحظات التردد التى انتابت عمر الشريف إزاء إلقاء ضحيته من باب القطار أن تكون من أعمق اللحظات إبداعا، فالإنهاك النفسانى الذى يحسه عمر الشريف ينعكس على جسمه فيبدو مرهقا تماما، يتابع بنظرات مضطربة، زائغة، حركة الثرى العجوز الجالس بالقرب منه، وفجأة تداهمه رغبة فى القيء، إنه ليس مجرما بالسليقة، لكن متورطا بلا عودة

من شخصية الأفندى، الموظف، المحترم والمحبوب فى «من أجل امرأة» ينتقل إلى شخصية الصعيدى الطيب، المكلف بالسفر للقاهرة كى يشترى «صندلا» نيليا جديدا، ومعه قريبه المجرب رشدى أباظة، ولأن محاولة نشل النقود التى معه تفشل، تدس العصابة فى المركب غانية تؤدى دورها هند رستم، تفتنه بجمالها، وتحاول سرقة النقود، ويغدو ألعوبة فى يدها، حتى إنها تثير غيرته تجاه قريبه ويتمنى الفتك به

هنا تتباين طريقة أداء عمر الشريف عما كانت عليه فى «من أجل امرأة»، ذلك أنه يضع الفروق التفصيلية بين الشخصيتين فى وعيه. إنه عاشق فى «من أجل امرأة» ومستثار فى «صراع فى النيل»، الثروة المتوقعة تزيد من اندفاعه فى الفيلم الأول، والشبق فقط هو الذى يحركه فى الفيلم الثانى. مشارك وفعال مع كمال الشيخ وأقرب إلى المراهق الذى يسيل لعابه مع عاطف سالم

فى «إشاعة حب» حقق عمر الشريف نجاحا غير مسبوق فى مجال الكوميديا، يطالعنا بنظارة طبية وشارب مشعث وبذلة غير مكواة ورابطة عنق مترهلة، مظهره يتوافق مع مخبره كوقور ساذج، يحب ابنة عمه ــ سعاد حسنى التى لا تكترث به.

طوال الفيلم، يحافظ عمر الشريف على وحدة أدائه بلا مغالاة أو افتعال، وتتجلى سيطرته على أدواته خلال ردود فعله المتباطئة وصوته المنخفض البعيد عن الانفعالات الساخنة ومتابعته للمواقف كمشاهد أكثر من كونه مشاركا، وهذه كلها تصب وتعبر عن شخصيته

فى أقل من عشر سنوات، قبل انتقاله للسينما العالمية، قدم عمر الشريف أكثر من عشرين فيلما وعمل مع كبار المخرجين المصريين: نيازى مصطفى فى «فضيحة فى الزمالك» 1959، وعزالدين ذوالفقار فى «نهر الحب» 1960، وهنرى بركات فى «فى بيتنا رجل» 1961، لكنه يصل إلى مرتبة رفيعة مع صلاح أبوسيف فى «بداية ونهاية» 1960

حسنين، الموغل فى الأنانية، ابن الأسرة الفقيرة التى مات عائلها، يعيش متذمرا على وضعه الاجتماعي المتدني، يطمح للصعود بأى ثمن وأية وسيلة.

شخصية مركبة، تعيش فى أجواء خانقة وعاصفة فى آن، تريد تغيير العالم وفق هواها، وبأسلوبه المتميز استوعب عمر الشريف هذه الشخصية وامتلأ بها وعبر عنها بلمسات تفصيلية بالغة البساطة قوية الإيحاء.

في مشهد النهاية، تلقى الشقيقة "نفيسة سناء جميل) بنفسها إلى مياه النيل، وبلقطة واحدة يمتزج فى عيني عمر الشريف مزيج من الانفعالات المركبة: الذعر مع الأسى ومع الرغبة فى إيقافها مع اليأس

السينما العالمية

في "لورانس العرب" للمخرج البريطاني ديفيد لين أدى عمر الشريف دوره على نحو متفهم، متمكن، معبرا عن قوة وصلابة وربما خشونة الشريف على، المقاتل، الذى لا يعرف الخوف أو التردد لقلبه سبيلا، ومع نجاح الفيلم نجاحا هائلا، أصبح لعمر الشريف حضور معترف به على شاشة السينما العالمية

تلاحقت أفلام عمر الشريف: «انظر إلى جواد شاحب» 1962 من إخراج فريد زينمان، أمام جريجورى بيك وأنتونى كوين، «سقوط الإمبراطورية الرومانية» 1962 من إخراج أنتونى مان، أمام صوفيا لورين وستيفن بويد وجيمس مايسون، «الرولز رويس الصفراء» 1963 من إخراج أنتونى اسكويس أمام أنجريد برجمان وركس هاريسون وآلن ديلون، ومرة ثانية يتعاون عمر الشريف مع مكتشفه عالميا ديفيد لين الذى منحه بطولة « » 1965 أمام جولى كريستى وجيرالدين شابلن

المساحة التى شغلها عمر الشريف فى «دكتور زيفاجو» تختلف تماما عن المساحة التى تمتع بها فى «لورانس العرب»، فهنا تكاد تكون البطولة مقصورة على شخصية محورية واحدة، تجد نفسها فى دوامة أحداث تاريخية عاصفة، فضلا عن مواقف عاطفية تتضمن الحب والفراق واللقاء من جديد والوداع والألم والسعادة، وتمتزج أحداث الثورة والمطاردة والهروب الجماعى والنجاة مع المواقف الذاتية للدكتور زيفاجو

عمر الشريف وجد ضالته فى هذا الدور الذى جسد فيه عشرات الأحاسيس بشفافية أخاذة، خصوصا أن زيفاجو يكتب الشعر، وبالتالى يتأثر بعمق وهو يرى الممارسات الوحشية للثوار ضد الناس. بصرف النظر عن التوجه السياسى العام للفيلم، إلا أنه، بما فى ذلك عمر الشريف، جاء قويا، مؤثرا، ناجحا تماما، خصوصا من ناحية شباك التذاكر

لاحقا يؤدى عمر الشريف الأدوار الأساسية فى عشرات الأفلام، بعضها متواضع القيمة، لكن عمر الشريف، فى مشواره الذى أخذه مأخذ الجد، صقل موهبته وازداد خبرة ودراية، حتى إن أداءه فى العديد من المشاهد يظل عالقا فى الذاكرة، ربما بمعزل عن الأفلام التى علاها غبار النسيان، فعلى سبيل المثال فى «الموعد» لسيدنى لوميت 1969 يهيم حبا بامرأة ــ آنوك إيميه ــ ولأسباب عدة تعصف به الشكوك، وها هو يقف وراء باب فى بيت مشبوه ويتوقع قدومها.. يسمع خطوات امرأة فى الممر، وصوت اقتراب الخطوات ينعكس على كيانه كله الذى يوحى لنا بأنه يتداعى، نكاد نسمع دقات قلبه المضطربة، الإعياء يتزايد على صفحة وجهه بينما تعبر نظرته عن انفعال مركب من حب الاستطلاع والحزن والخوف، هكذا، فى لحظة واحدة.. 

الأهم، فى أداء عمر الشريف تلك القوة الإيحائية التى تبعث بالرسالة من دون أن تعلن عنها مباشرة. فى المشهد الافتتاحى لفيلم «السيد إبراهيم وزهور القرآن» الذى أخرجه فرانسوا دوبيرون 2003، يجلس صاحب محل البقالة ــ عمر الشريف ــ صامتا، مستكينا، أمام طاولة صغيرة، وبرغم أنه لا يرى الصبى الذى يسرق بعض المعلبات فإنه يعطى إحساسا بأنه يراه، وهذا ما نتأكد منه عندما يحنو على الصبى السارق ويمنحه ما سرقه.. لقد وصل عمر الشريف إلى درجة عالية من الشفافية

في «السيد إبراهيم وزهور القرآن» ٢٠٠٣، الذى حصل عنه على جائزة «سيزار» كأفضل ممثل، أحدث جدلا كبيرا لما قدمه من شخصية لعجوز مسلم يصادق طفلا يهوديا، كما قدم «هايدالجو» ٢٠٠٤، و«القديس بطرس» ٢٠٠٥.

فى رحلته الطويلة خارج البلاد، لم ينفصل عمر الشريف عن مصر، يعود بين الحين والحين ليشارك فى مسلسلات إذاعية مثل «أنف وثلاث عيون» عن رواية إحسان عبدالقدوس، و«الحب الضائع» عن رواية لطه حسين، كما قام ببطولة ثلاثة أفلام: «أيوب» لهانى لاشين 1984، «الأراجوز» لهانى لاشين 1989، «المواطن مصرى» لصلاح أبوسيف 1991

ومن دور العمدة المتجبر في "المواطن مصري" إلى الرجل المقعد في "أيوب" والصعلوك المشاكس في "الأراجوز" تنوعت طرق أداء وانفعالات عمر الشريف.

كما شارك عمر الشريف في فيلمي "ضحك ولعب وجد وحب" (1993)، و"حسن ومرقص" (2008) حقق أمنيته بتقديم عمل سينمائي مع عادل إمام، لكنه رحل دون أن يحقق أمنيته الأخرى وهو أن يتقاسم بطولة فيلم مع أحمد زكي، الذي كان يشيد بأدائه التمثيلي وموهبته.

نساء عمر الشريف

أحب عمر الشريف نساء كثيرات، لكنه حبه الأكبر ظل حتى النهاية مرتبطاً بسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة.

في لقاء صحفي، قال عمر الشريف، أيقونة الوسامة عند أغلب النساء العرب: «لا أنكر أنني وقعت في غرام نجمات أفلامي لبعض الوقت، مثل آفا جاردنر وإنجريد برجمان وباربرا سترايسند وأنوك إيميه، لكن، كان ذلك مجرد إعجاب في النهاية، ولم يتحوّل إلى الحب الحقيقي الصادق الذي لم أعشه إلا مرة واحدة في حياتي»

في لقاء آخر، قال «الشريف» عام 2002: «الحب في حياتي مسألة منتهية منذ نحو 30 عاما بعد انفصالي عن فاتن حمامة ولم أجد لدى أي امرأة التقيت بها الحب الذي كنت أبحث عنه»، وعن مواصفات المرأة التي يبحث عنها، أجاب قائلا: «أقدر المرأة التي لها شخصيتها المستقلة، ولا تكون تابعة لي ولديها عقل يجبرني على احترامها فأحب الحوار معها".

فاتن حمامة

شهدت كواليس تصوير «صراع فى الوادى» شرارة الحب الأولى بين عمر وفاتن.. كما شهد تغييرا كبيرا فى مسيرة فاتن حمامة الفنية بشكل أثار الجمهور عليها، بل وكان سببا فى طلاقها من زوجها وقتها المخرج والمنتج عز الدين ذو الفقار، فقد كانت فاتن من الفنانات الملتزمات اللائى يرفضن القبلات على الشاشة.

إلا أن أحد المشاهد العاطفية التى كتبت فى سيناريو الفيلم استلزمت «قبلة» بين عمر وفاتن، والغريب أن فاتن التى طالما رفضت القبلات، قبلت تقبيل عمر لها، وهو الأمر الذى ظل سببه غامضا حتى الآن، ما كان دافعا لطلاقها، وغضب الجمهور الذى اعتاد على صورة ملائكية لفاتن.

بعد عرض الفيلم عام ١٩٥٤ وطلاقها من عز الدين ذو الفقار أشـهـر عمر إســلامـه وتزوج من فاتن حمامة، وهو ما هدأ الجمهور كثيرا تجاه فاتن بعد غضبته عليها، لتجمعهما الحياة الزوجية والفنية أيضا، فقد تشاركا بطولة العديد من الأفلام منها «صراع فى الميناء» ١٩٥٦، و«لا أنام» ١٩٥٨، و»سيدة القصر» ١٩٥٩، و«نهر الحب» ١٩٦١، حتى انفصلا عام ١٩٧٤، ولم يتزوج عمر بعدها.

وفى جميع حواراته الصحفية كان يتحدث عنها بكل ود، ويلقبها بأنها «حبه الوحيد«، إلا أنها طلبت منه الكف عن الحديث عنها وعن علاقته بها بعدما تزوجت رجلا آخر، فاستجاب لها، وحافظ الاثنان على علاقة ودية تربطهما خاصة مع وجود رابط قوى بينهما هو ابنهما الوحيد «طارق«، وعلى الجانب الآخر تعددت علاقاته العاطفية خاصة مع عمله فى الأفلام الأجنبية، وانتقاله للإقامة فى عدة دول منها فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وأمريكا.

غير أن أول قصة حب في حياة «الشريف» في العاصمة الفرنسية، باريس، حيث سافر مع والدته، وهناك تعرف على فتاة تدعى يان لي مولر، وسعد كثيرًا عندما عرف أنها أيضا في زيارة لباريس وأنها تعيش في الإسكندرية.

ورغم حبه للفتاة رفض والده بشدة الزواج منها، لأنها مسيحية بروتستانتية، وعائلة «شلهوب» مسيحية كاثوليكية، وكانت الصدمة الأولى عاطفيًا في حياته، ولم يكتف والده بذلك بل اصطحبه معه للعيش في القاهرة، وزادت أحزانه، بعد علمه أنها تزوجت شابا آخر غيره.

في رحلته السينمائية خارج مصر، أحب عمر الشريف بربارة سترايسند وجولي أندروز. الأولى شاركته بطولة فيلم "فتاة مرحة" للمخرج ويليام ويلر عام 1968.

وأضاف «الشريف»: «قصة الحب التي عشتها مع البطلة أثناء إعداد الفيلم، ورغم أن باربرة بدت قبيحة أول الأمر كشفت، شيئا فشيئا، عن موهبة رائعة وشخصية جذابة فربطتنا قصة حب أحيطت بتكتم شديد، عاشت 4 أشهر ولفظت أنفاسها الأخيرة مع تصوير المشهد النهائي».

أما الإيطالية صوفيا لورين، فقال عنها: «صاحبة أجمل عينين رأيتهما في حياتي، وكنت أظن هذه الفاتنة متعجرفة تتكبر على من حولها، إلا إنني اكتشفت في أول مناسبة ضمتنا معا أنها متواضعة أليفة، حتى أنها فاقت كثيرات من الممثلات بساطة ومودة، وتطوعت مرارا بتحضير الطعام لنا فلم تتردد في الذهاب إلى المطبخ كي تشرف أو تسهم في إعداد المعكرونة وغيرها من الأطباق الايطالية الشهية التي سال لها لعابنا".

كما تحدث عن وقوعه في غرام الممثلة الفرنسية أنوك إيميه، وذلك في حوار له لصحيفة «الشرق الأوسط»، قائلا: «بدأت قصة الحب عندما قدمت دورا عصريا في فيلم (الموعد) إخراج سيدني لوميت، وأمام أنوك إيميه»، التي أحبته بشدة، وتفانت في إظهار الحب الذي أبهره وجعله يتشبث بهذه الفتاة الرقيقة التي اقتحمت وبهدوء حياته فجأة حتى صارت ملمحا أساسيا فيها لا يمكن الاستغناء عنه، وذلك بقدر ما أسعده أخافه.

 

####

 

حياة عمر الشريف في صور

فن/ التحرير

نشرت صحيفة الجاردين البريطانية تقريرًا مصورًا، اليوم، حول حياة النجم العالمي الراحل عمر الشريف، وتناولت الصحيفة أهم أعمالة الفنية للشريف مع نجوم السينما العالمية.

لعب عمر الشريف دور الزعيم الثوري ارنستو (تشي جيفارا)، وبالصورة يأخذ استراحة من التصوير في هوليوود مع مسؤول شرطة لوس انجليس السابق رودي دياز  (يسار) ولاعب كرة القدم السابق وودي سترود، وكلاهما مثل معًا عام 1968

الجوائز التى حصل عليها عمر الشريف

إنفوجراف

أحمد نايل

 

####

 

عمر الشريف يكسب الرهان مع صوفيا لورين

فن/ التحرير

تمكن النجم العالمى عمر الشريف من هزيمة نجمة هوليوود الممثلة الإيطالية صوفيا لورين، فى تحدى طبق مسقعة البذنجان، بعد مساعدة والدته التى أحضرها من القاهرة عام 1967.

وقعت أحداث الرهان  بين النجمين أثناء ثناء تصويرهما لفيلم More Than a Miracle عام 1967.

وقالت النجمة العالمية صوفيا لورين في مذكراتها الشخصية، كنا نعاني خلال التصوير في روما من قلة جودة الطعام المحضّر لنا، وفي يوم ما نظر إليّ عمر الشريف بعينيه السوداوين وقال: "كيف تأكلين هذا الهراء؟ وتمنى في هذه اللحظة أن يتناول مسقعة باذنجان من إعداد والدته".

وردت عليه بأن ضحكت بشدة وأخبرته أن "والدتي تعد أفضل مسقعة في العالم.. لكنه سارع بالتأكيد أن والدته هي الأفضل في إعداد هذه الوجبة، لأشعر لحظتها أن روح التحدي امتلكتني وعرضت عليه الدخول معي في تحد حول من الأمهر في إعداد المسقعة.. والدتي أم والدته".

وبالفعل، وافق عمر الشريف على التحدي، وأحضر والدته إلى روما، وأخبرها أن فريق عمل الفيلم سيتناولون العشاء الأسبوع المقبل، وطلب منها إعداد المسقعة.

وفي المقابل، طلبت صوفيا من والدتها إعداد المسقعة أيضاً من أجل العشاء، وكان من الصعب تحديد من هو الفائز، بحسب ما أوضحت النجمة، حيث كان مذاق مسقعة والدة عمر الشريف ومسقعة والدتها متشابهين إلى حد كبير. لكن، في النهاية، وبعد مناظرة طويلة، كانت الفائزة في المسابقة والدة عمر الشريف.

 

####

 

هاني لاشين: عمر الشريف كان محترفًا..

وحصل على 3000 جنيه أجره عن «أيوب»

فن/ فايزة هنداوي

تجربة المخرج هاني لاشين مع الفنان الكبير عمر الشريف تجربة متميزة، حيث جمعتهما الصداقة والفن، كما أوضح لاشين.

وقال لاشين، في تصريحات خاصة لـ«التحرير»، إن وجود محطتين رئيسيتين في تجربتهما الفنية بدات سنة 1980عندها كان لاشين انتهى من إخراج فيلم تسجيلي بعنوان «خطوات فوق الماء» عن تاريخ مصر، وعندما علم بحضور عمر الشريف إلى مصر لأول مرة منذ 20 عامًا، فكر في أن يعرض عليه أن يكون التعليق الصوتي «الناريشن» بصوته، واقترح عليه ذلك ووافق عمر بالفعل، وأيضًا وافق على التصوير في الفيلم دون مقابل مادي، ثم شارك معه في فيلم تسجيلي آخر بعنوان «الأيدي الذهبية» عن الحرف اليدوية المصرية، ثم سلسلة من الأفلام التسجيلية بعنوان «فضل مصر على العالم».

وفي عام 1983 بدأت المحطة الثانية حيث طلب منه عمر الشريف، أن يخرج فيلمًا روائيًا، فأختار لاشين قصة أيوب لنجيب محفوظ وذهب إلى عمر الشريف في باريس وعرضها عليه ورحب بشدة وكان من المقرر أن ينتجه لاشين، وعندما تسربت الأخبار إلى الصحف، اشترى ممدوح الليثي القصة وأصبح الفيلم من إنتاج التليفزون.

وكان أول أفلام لاشين الروائية مما سبب له خوفًا شديدًا ورغبة في النجاح لانه يتحمل مسئولية عودة الفنان الكبير نور الشريف إلى الأفلام الروائية الطويلة في مصر بعد سنوات طويلة، وحصل عمر الشريف على أجر رمزي قدره 3000 جنيه، رغم أنه كان في قمة مجدة ونجوميته.

وبعد نجاح هذا الفيلم طلب منه عمر الشريف، أن يختار موضوعًا آخر لتقديمه، وبالفعل وقع اختيارهما على الأراجوز، الذي حصل فيه عمر الشريف على ما يزيد عن 30 جائزة محلية ودولية، وكان عمر الشريف داعمًا بشدة، حتى أنه رفض الإقامة في فندق مينا هاوس، واختار فندقًا أرخض كثيرًا من أجل توفير التكاليف، كما رفض التنقل بسيارة مرسيدس وطلب منه أن يوفر هذه الأموال من أجل التصوير.

عمر الشريف فنان محترف كما يقول لاشين يعرف أن رب العمل هو المخرج لذا لم يتدخل مطلقًا في أي أمور فنية، ولا حتى إدارية وكان يقول أن دوره هو تنفيذ توجهات المخرج طالما وافق على العمل معه، كما لم يتدخل في اختيار الممثلين، لذلك أنه كان يحب الممثلين جميعًا.

بعد الأراجوز اتفق لاشين مع عمر الشريف على تقديم فيلم «خوفو» ووقع عمر الشريف بالفعل على عقد الفيلم، وكذلك شيريهان وعمرو دياب، إلا أن مصر مرت بظروف اقتصادية صعبة لم تسمح بإنتاج فيلم موسيقي ضخم.

وعلى المستوي الإنساني، كان هاني لاشين صديقًا مقربًا من عمر الشريف، وكان يقول له أنه مثل ابنه طارق والفارق، أنه يلتقي به أكثر من طارق، وطلب منه أن يطلفق اسم عمر علي ابنه الأول، وعندما اطلق عليه اسم محمود، أبدى عمر الشريف غضبه، وكانا كثيرًا السفر سويا وحضور المهرجانات والمناسبات، حيث كان يقيم في منزله عندما يذهب إلى فرنسا، وكان عمر الشريف على علاقة حميمة باسرة لاشين وكان يتصل بوالدته قبل وصوله إلى مصر، ويطلب منها أن تعمل اكلته المفضلة وهي «البصارة».

 

####

 

عمر الشريف في أخر أيامه.. «نسى نفسه وتذكر فاتن حمامة»

فن/ عبد الفتاح العجمي

حالة من الانهيار سيطرت على النجم العالمي الراحل عمر الشريف، بعد وفاة سيدة الشاشة فاتن حمامة «زوجته ومعشوقته»، حيث بادر بالذهاب إلى منزلها بعد علمه بخبر الوفاة، وأصيب بصدمة شديدة وانخرط في البكاء، حتى وافته المنية ظهر اليوم الجمعة.

وقال "الشريف" بعد وفاتها في تصريحات صحفية، إنه كان يحترمها للغاية رغم انفصاله عنها، لافتًا إلى أنه دائمًا ما كان يطمئن عليها رغم انفصالهما.

في الوقت نفسه؛ لا يخفى على أحد أن الشريف كان مريضًا للغاية في أيامه الآخيرة، وبالرغم من ذلك بعض المقربين منه أوضحوا أنه كان حزينًا للغاية عليها منذ وفاتها في منتصف يناير من العام الجاري.

وحسب «طارق» نجله من الفنانة فاتن حمامة، فإن الراحل في أواخر أيامه نسي الكثير من الأشياء، نظرًا لظروف سنه، حيث بلغ 83 عامًا، إلا أنه دائمًا ما كان يطلب لقاء معشوقته وحبه سيدة الشاشة.

وغرد رواد «تويتر»، بأن الشريف فقد الذاكرة بعد وفاة  فاتن حمامة، كما أكد «أنها كانت كل العالم له»، فضلًا عن أنه رفض الطعام آخر 15 يومًا ليلحق بها.

جدير بالذكر أن حفيد عمر الشريف، أعلن منذ قليل عبر حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» وفاة جده، ونشر صورة تجمع بينهما معلقًا عليها: «البقاء لله».

 

####

 

من فاتن حمامة لصوفيا لورين.. 30 مشهدًا في حياة عمر الشريف

فن/ حمادة عبد الوهاب

النجم العربى الذى حقق شهرة واسعة فى السينما العالمية، تتشابه حياته مع بيت الشعر "مسافر زادهُ الخيالُ والسحر والعطر والظلالُ، ظمآن والكأس فى يديه والحب والفن والجمالُ"، فالنجم العالمى الكبير عاش حياته معطاءً للفن، للحب، للجمال فى كل صوره سواء كانت امرأة، لوحة، أو فيلما سينمائيا، ولف العالم كـ«الرحّالة» وقدم أهم التجارب فى السينما العربية والعالمية منها الشاب الثورى فى فيلمه «فى بيتنا رجل»، والبحّار فى «صراع فى الميناء»، والثرى فى «سيدة القصر»، والخجول فى «إشاعة حب»، والمتمرد فى «غرام الأسياد»، والقائد الثورى جيفارا فى «تشى جيفارا»، وجنكيز خان وزيفاجو، واحتل فيلمه لورانس العرب المركز الـ31 فى قائمة أعظم 301 فيلم فى تاريخ السينما العالمية.

حصل على جائزة "جولدن جلوب" مرتين وترشح للأوسكار عن دوره في فيلم "لورنس العرب" عام 1962، وحصل على جائزة "جولدن جلوب" ثالثة عن فيلم "دكتور جيفاجو".

كل هذا جزء قليل من إنجازات النجم العالمي عمر الشريف، الذي رحل عن عالمنا اليوم الجمعة عن عمر 83 عاما، أصيب في أخرها بمرض الزهايمر بعد رحيل مهجة روحه فاتن حمامة، التي فارقت الحياة من شهور قليلة، ويبدو أنه لم يستطع الحياة بعد رحيلها.

الزهايمر

عانى الراحل عمر الشريف من مرض "الزهايمر"  قبل موته، حتى إنه عانى من  عدم تذكر أفلامه المشهورة التي جسد فيها مجموعة من أدواره الرائعة.

وكشف طارق الشريف، نجل الفنان العالمي،أن والده أصيب بمرض "ألزهايمر" منذ 3 سنوات، وأن حالته لم تتحسن بل كانت تسوء، وذلك بحسب ما نقلت عنه صحيفتي "تيليجراف" البريطانية و"إل موندو" الإسبانية.

وقال إن والده (83 عاما)، كان يعي أنه ممثل مشهور، إلا أنه لا يتذكر أسماء أشهر أعماله الفنية التي شارك بها وكذلك تواريخ تصوير تلك الأعمال، مضيفاً أنه لم يعي لماذا يحييه المعجبون، ويتخيل أنهم أصدقاء قدامى لكنه نسي أسماءهم، في حين أنهم مجرد معجبين لا تربطهم به أي علاقة.

وأضاف الابن أن والده، ينسى التفاصيل الصغيرة، وعلى سبيل المثال، هو يعي أنه قام بدور "الدكتور زيفاجو Dr Zhivago"، لكنه أحيانا ما يخطئ في اسم الفيلم فيقول إنه كان في "لورانس العرب Lawrance of Arabia".

وفاة فاتن حمامة

أفاد أحد أفراد عائلة الفنانة الراحلة فاتن حمامة، أن زوجها السابق عمر الشريف، بادر بالذهاب إلى منزلها بعد علمه بخبر الوفاة، وأصيب بصدمة شديدة وانخرط في البكاء.

وقال الشريف، إنه تأثر كثيرا بوفاة الفنان الكبير أحمد رمزى وقال نصا "إن وفاة رمزي كسرت ظهري أما عن وفاة فاتن حمامة فقال قضت عليّ، أنا أعتبر نفسي الآن في المحطة الأخيرة من حياتي".

 

مولده

ولد عمر الشريف يوم 10 أبريل عام 1932، باسم “ميشيل ديمتري شلهوب” في الإسكندرية لأسرة كاثوليكية مسيحية، وكان والده تاجرا للأخشاب، ويريد أن يعمل ابنه معه في هذه المهنة، إلا أن الابن كان شغوفا بالتمثيل.

بدايته

خاض الشريف تجربة التمثيل من خلال المسرح المدرسي على خشبة مسرح كلية فيكتوريا في الإسكندرية، التي قدم بها العديد من التجارب منها “هامليت” وهو لم يتجاوز الثانية عشر من عمره، لكنه بدأ مشواره الفني الحقيقي عندما التقى بالمخرج يوسف شاهين الذي أسند إليه دور البطولة أمام الفنانة فاتن حمامة في فيلم “صراع في الوادي”.

إسلامه

أشهر الشريف، إسلامه حتى يتمكن من الزواج بالفنانة “فاتن حمامه”عام 1955، ولكن انتهى ذلك الزواج بالطلاق بعد 15 عاما، أنجبا خلالها ولد يدعى “طارق”.

طريق العالمية

كان لقاء عمر الشريف بالمخرج “دافيد لين” إيذانا باقتحامه مجال السينما العالمية، حيث قدم فيلم “لورنس العرب”عام 1962م الذي حقق له الكثير من الشهرة والجماهيرية بالخارج، ليستمر نجاحه ببطولة فيلم “دكتور زيفاجو”، بعدها توالت أعماله التي منها “الرولز رويس الصفراء”، “الثلج الأخضر”، “الوادي الأخير”، “بذور التمر الهندي”، “المماليك”، “جنكيز خان”، “ليلة الجنرالات”، “فتاة مرحة”، “مايرلنج” و”الموعد”.

أشهر أعماله

كما شارك الشريف بعده مسلسلات إذاعية مصرية منها “أنف وثلاث عيون” و”الحب الضائع”، ومن أبرز أعماله في السينما المصرية: “صراع في الوادي” و”صراع في الميناء” و”أرض السلام” و”لا أنام” و”سيدة القصر” و” نهر الحب” و”إشاعة حب” و”في بيتنا رجل” و”الأراجوز” و”المواطن مصري” و”ضحك ولعب وجد وحب” و”السيد إبراهيم” و”حسن ومرقص” و”المسافر”، وفى عام 2007 قدم تجربته الأولى في التمثيل التلفزيوني من خلال مسلسل “حنان وحنين”.

الجوائز

نال الفنان العالمي “عمر الشريف” خلال مشواره الفني العديد من الجوائز حيث حصل على جائزة الجولدن جلوب ثلاث مرات كأفضل ممثل صاعد عن فيلم “لورنس العرب “عام 1963م، وكأفضل ممثل مساعد عن نفس الفيلم في نفس العام، وأفضل ممثل درامي عن مسلسل “دكتور زيفاجو” عام 1965م، كما رُشح لجائزة الأوسكار عام 1962م عن أفضل دور مساعد في فيلم لورنس العرب. ب

الإضافة إلى جائزة سيزر كأفضل ممثل عن دوره في فيلم “السيد إبراهيم وزهو القرآن” لفرانسوا ديبرون، وجائزة الأسد الذهبي من مهرجان البندقية السينمائي عن مجمل أعماله، وفي عام 2004 تم منحه جائزة مشاهير فناني العالم العربي تقديراً لعطائه السينمائي خلال السنوات الماضية.

 

####

 

نادية لطفي تنعى عمر الشريف: «يارب صبرني وصبر زمايلي»

فن/ هند موسي

قالت الفنانة القديرة نادية لطفي، إنها تعيش حالة اكتئاب وحزن شديد بسبب وفاة عمر الشريف.

وأوضحت الفنانة، في تصريحات صحفية لـ«التحرير»، «هو خبر بشع ومؤلم.. أقدم العزاء لكل فناني مصر في وفاة الفنان العظيم الذي لم ولن يتكرر، وقد سعدت بالتعاون معه في فيلم واحد فقط هو (حبي الوحيد)، ومن قبلها كانت تربطني صداقة به، فقد كنّا مجموعة أصدقاء أنا وعمر الشريف وأحمد رمزي، وكنّا على اتصال دائم رغم أننا لم نجتمع في أعمال فنية بعد هذا الفيلم، لكن منذ فترة طويلة انقطعت اتصالاتنا وأخذتنا مشاغل الحياة، حتى أنني لم أقابله في عزاء فاتن حمامة».

وأضافت الفنانة، «حزينة لفقدان الوسط الفني مجموعة من أبرز رموزه الكبار منهم عمر الشريف، وفاتن حمامة، وأحمد رمزي»، متمنية أن يتغمدهم الله برحمته.

واختتمت حديثها «البقية في حياة كل المصريين، ويارب صبرني وصبر زمايلي على فقدان حبايبنا وصحابنا من زمن الفن الجميل، فقد كنّا مجموعة أصدقاء دائمًا نهتم ونسأل على أحوال بعضنا، حتى كبرنا وانشغل كل منّا بمشاكله وحياته وأسرته، ولكن القلوب مازالت تحمل حب لبعضها».

 

####

 

مخرج آخر أفلام عمر الشريف: «كان شخصًا استثنائيًا في معاملاته»

فن/ هند موسي

قال المخرج أحمد ماهر، صاحب إخراج آخر فيلم مصري للفنان العالمي عمر الشريف «المسافر»، إن علاقته بالشريف، لم تكن مجرد علاقة فنان بمخرج، وإنما علاقة صداقة قوية.

وأوضح المخرج، في تصريحات خاصة لـ«التحرير»، «تأثرت به بمعنى الكلمة، واستمعت بالعمل معه فكان حريصًا على الحضور إلى موقع التصوير قبل موعد بدء العمل بساعتين، ويمكنني وصفه بأنه كان شخصًا استثنائيا في تعاملاته مع جميع الأفراد من العاملين للممثلين لكل فريق الفيلم، ويهتم بأدوار باقي الممثلين وليس دوره فحسب، والفن هو كل حياته، وإلا ما أصبح عمر الشريف حلم شباب الممثلين بأن يصلوا إلى مكانته، كما أنه وفي لم يتزوج على فاتن حمامة، وظل على ذكراها، وما يوضح ارتباطه الشديد بها وفاته بعدها بشهور قليلة».

وأكد ماهر، أن علاقته بالشريف لم تنقطع سوى عندما بدأت أعراض مرض الزهايمر تظهر عليه، حتى أنه كان يذهب إليه في الفندق عندما يسافر إلى باريس، مضيفًا:«في آخر مرة جلسنا مع بعضنا وتذكرنا أجواء فيلم (المسافر) أخبرني بأن أغلب أعماله قدمها بعقله لكن هذا الفيلم قدمه بقلبه، فهو شخصية أسطورية بحق، كان يسعد كثيرًا عندما يوقفه أحد المارة ليتحدث معه عن أحد أدواره، وفي مرة أوقفه سائق ميكروباص ليثني على أعماله فأخبرني أنه لولا أمثال هذا الرجل لما وصل إلى مكانته، فهو حقق شهر لم يحققها فنان عربي من قبل، ووصلنا إلى درجة أننا نتباهى بتاريخه وبطولاته، حتى أصبح علامة من علامات مصر، بعدما ساعد في تعريف الخارج ببلده».

 

####

 

«نقاد السينما» عن الشريف: فنانًا عظيمًا صاحب إنجازات سينمائية خالدة

فن/ أمين خير الله

أصدرت جمعية «كتاب ونقاد السينما» بيانًا نعت فيه الفنان الكبير عمر الشريف، مؤكدة أن السينما المصرية والعربية والعالمية فقدت فنانًا عظيمًا صاحب إنجازات سينمائية خالدة.

وقال البيان «الفقيد الراحل واحد من أهم نجوم السينما منذ الخمسينات عندما اكتشفه المخرج الكبير يوسف شاهين، ليقدمه مع النجمة الكبيرة فاتن حمامة في فيلم (صراع في الوادي) وتعددت بطولاته السينمائية حتي قدم في بداية الستينات فيلمه العالمي اﻷول (لورانس العرب) مع ديفيد لين».

وأوضح البيان أن «لورانس العرب» كان بداية تألقه في السينما العالمية التي كان أحد أهم نجومها في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات عندما عاد إلى السينما المصرية ليقدم عدة أعمال أخرى، وذكر البيان أن مهرجان الإسكندرية الصادر عن «جمعية كتاب ونقاد السينما» قد كرمه واختاره مهرجان القاهرة السينمائي رئيسا شرفيًا.

أكد البيان في ختامه أن النجم العالمي الراحل واحدًا من أهم نجوم السينما العالمية بأفلامه التي ستبقى مابقيت الحياة.

 

التحرير المصرية في

10.07.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004