حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

المهرجان السينمائي الثاني لدول مجلس التعاون الخليجي

في أول عروض المهرجان السينمائي لمجلس التعاون الخليجي بدورته الثانية

«تورا بورا» و«محطات موسيقية» و«أسياد الأفق» و«أليس» تنال استحسان الحضور .. والمغربي المسناوي في تعقيبه «استسهل» قصة وإخراج العوضي!

مفرح الشمري

·     المسناوي بعدما طلبت منه «الأنباء» إنصاف تجربة «تورا بورا» قال: أنا تعمدت أن أقول ذلك حتى يكون هناك حراك في القاعة الأمر الذي استغربه الحضور!

دشنت الكويت أول العروض السينمائية مساء امس الأول المشاركة في المهرجان السينمائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بدورته الثانية، وذلك في سينما ليلى جاليري بمنطقة السالمية من خلال 4 عروض في المسابقة الرسمية.

ففي مسابقة الأفلام الوثائقية عرض فيلم «محطات موسيقية» إنتاج طلال المهنا والذي قام بجولة في الكويت من خلال عناصر فرقة العميري، تلك الدار التي أنجبت الكثير من الفنانين في مجال الغناء والموسيقى، أما في مجال الأفلام الطويلة فعرض فيلم «اسياد الأفق» للمخرج عبدالله المخيال، الذي يعتبر احدى العلامات المتميزة في تاريخ السينما الوثائقية محليا وخليجيا وعربيا وعالميا، حيث رحل بنا المخيال عبر فيلمه الى عوالم الطيور الجارحة.

وفي مسابقة الأفلام الروائية، عرض فيلم «أليس في بلاد العجائب» للمخرجة الشابة دانة المعجل وهو قصة واقعية، ويمثل خطوة إضافية في رصيد السينما الشبابية الكويتية، وكان هذا الفيلم قد فاز بجائزة مهرجان الخليج في دورته الخامسة (أبريل 2012 دبي). وفي مجال الأفلام الروائية الطويلة، عرض فيلم «تورا بورا» للمخرج وليد العوضي، الذي قدم للحضور موضوع الإرهاب والتطرف وغسل الأدمغة بطريقة فنية جميلة من خلال نص مكتوب بعناية جيدة وفريق عمل يضم صفوة من نجومنا يتقدمهم النجم القدير سعد الفرج (الفائز بجائزة أفضل ممثل في مهرجان القاهرة السينمائي عن هذا الفيلم)، بالإضافة الى أسمهان توفيق وخالد أمين وعبدالله الطراروة وعبدالله الزيد وكم آخر من النجوم من فلسطين والمغرب.

عقب عرض الأفلام أقيمت جلسة نقاشية للوقوف على أهم الأشياء الإيجابية والسلبية لتلك التجارب السينمائية، وقدم الندوة مدير نادي السينما الكويتية عماد النويري في حين أدارها أستاذ مادة التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية وأمين سر نادي السينما مبارك المزعل، وشارك في الندوة المخرج وليد العوضي بينما مخرجو الأفلام الباقية لم يكونوا متواجدين في الصالة، وتولى الناقد المغربي مصطفى المسناوي التعقيب على الأفلام المعروضة بطريقة سريعة وكأنها «سلق بيض» دون التطرق للعناصر الفنية المتوافرة فيها خصوصا فيما يتعلق بفيلم «تورا بورا»، حيث «استسهل» قصته وإخراجه قائلا إنه كمغربي يعرف أن الفيلم تم تصويره في المغرب وهذا كسر لديه القناعة بأن الفيلم يتحدث عن أفغانستان، خاصة ان أغلب طاقم العمل مغربي، والقصة ليست كويتية الطابع بل تجاوزتها إلى كثير من البلدان فالمأساة كبيرة.

ويستطرد المسناوي: «البناء الدرامي بسيط وخال من التعقيد الذي كنت أنتظره لأن هناك حدة في طرح الأمور فالأشرار نجدهم أشرارا من دون مبرر والمسألة في أفغانستان أعقد بكثير مما شاهدناه، والمتعة والإقناع ضرورتان في الحالة الدرامية والسؤال هنا لمن أتوجه؟ هل لجمهوري المحلي أم لجمهور عريض خارج حدود العالم العربي؟ فتتر الفيلم بالإنجليزية وهذه ملاحظة تقودنا الى أن هناك تصورا بأن الفيلم موجه للجمهور الأجنبي، فهل سيقتنع الغرب بما قدمناه من قصص بسيطة غير مقنعة أو مبررة؟

رد العوضي

من جهته رد المخرج وليد العوضي على تساؤلات المسناوي بقوله: «أنا صانع أفلام ولست ساردا تاريخيا فأنا رجل أحمل فكرا وأجعل الجمهور يشاهد وله الحرية أن يتجول معي في هذه الفكرة أو لا، وصانع الأفلام هو شخص أخذ على عاتقه أن يتجول بالجمهور وأنا أصنع أفلاما والتمازج بيني وبين الناقد شيء مفيد وسعدت جدا بأنني صورت الفيلم في المغرب مع ممثلين مغاربة».

وأضاف العوضي: «الفيلم عرض في كان ومهرجان دبي ومهرجان القاهرة السينمائي واعتقد كل من شاهده أن التصوير تم في أفغانستان وتساءلوا عن مدى المخاطرة في تصوير فيلم وسط أهوال تورا بورا وإن كنت أتفق مع الناقد في صعوبة إقناعه بالفكرة كونه مغربيا والقصة كويتية خالصة وبساطة القصة هي مصدر قوتها وهذا ما تعلمته من المدرسة الأميركية بحكم دراستي ومعيشتي». وأكد العوضي على أن الأطروحات التي قدمها الناقد حول الأفلام هي دليل على أنها تحمل أشياء مميزة ونحن في الكويت نفخر إذا ما ظهر عندنا فيلم روائي طويل عقب رائعة كل من الصديق والسنعوسي والمحيلان وهذا التاريخ أراه يعود مع جيل سينمائي قادم.

وحول أن الفيلم به طاقم أجنبي تساءل العوضي: «عندكم في شمال أفريقيا أفلام كاملة بالفرنسية وهم لديهم الصناعة ولم يوجهوها للعرب فأنا عندما أروي معاناتي يعتب علي؟

ووجه العوضي الشكر لكل من شاركه في هذا الفيلم وخص بالذكر الفنان سعد الفرج كونه الأب الروحي للعمل، متمنيا لو كان المخرج تحدث عن مكونات الفيلم كموسيقى وأداء تمثيلي، ووجه التحية للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وم.علي اليوحة لأنه انتشل السينما من الركود.

وتساءل مدير الجلسة مبارك المزعل: هل فعلا يخضع المخرج للطاقم الفني الأجنبي؟ وكان رد العوضي «ليس في حالتي أنا». وعندما طلبت «الأنباء» من الناقد المغربي مصطفى المسناوي ان يكون منصفا في نقده لتجربة وليد العوضي بفيلم «تورا بورا» وانه كيف وافق بأن يكون معقبا رئيسيا لـ 4 أفلام بساعة واحدة، رد قائلا: «بخصوص تعقيبي على 4 أفلام فهذا طلب من اللجنة المنظمة واما بالنسبة للنقد الذي وجهته لـ «تورا بورا» فكنت متعمدا اياه حتى يكون هناك حراك في القاعة»، وقد جاءت إجابة المسناوي كالصاعقة على الحضور الذي استغرب من هذا التصرف غير المبرر!

الأنباء الكويتية في

08/05/2013

 

في مهرجان مجلس التعاون الخليجي‏:‏ ‏4‏ أفلام لكل دولة

كتب - عاطف أباظة: 

المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي ينظم حاليا المهرجان السينمائي الثاني لمجلس التعاون لدول الخليج العربي والذي تستمر فعالياته حتي يوم السبت القادم‏..‏

وتشارك كل دولة من المجلس بأربعة أفلام بمعدل فيلم واحد لكل قسم من أقسام المسابقة الرسمية.. وهي مسابقة الافلام الروائية الطويلة.. ومسابقة الافلام الروائية القصيرة ومسابقة الافلام الوثائقية الطويلة ومسابقة الافلام الوثائقية القصيرة.. وتدخل دولة الكويت المنافسة علي جوائز كل أقسام المسابقة.. إذ تشارك بفيلم محطات موسيقية للمخرج طلال المهنا في مسابقة الافلام الوثائقية القصيرة.. والفيلم يسلط الضوء علي الموسيقي في دولة الكويت ومملكة البحرين والالتقاء بمجموعة من الفنانين من بينهم خالد الشيخ وسلمان زيمان وفطومة.. كما يشارك فيلم أسياد الأفق للمخرج عبدالله المخيال في مسابقة الافلام الوثائقية الطويلة ومدته36 دقيقة وهو يوثق كل أنواع الجوارح وطرق الصيد بها.. ويتضمن نبذة تاريخية عن الصيادين العرب في الوقت المعاصر.. وفي مسابقة الفيلم الروائي القصير تشارك الكويت من خلال فيلم أليس في بلاد العجائب للمخرجة دانة المعجل.. والفيلم مستوحي من قصة مغامرات أليس في بلاد العجائب للكاتب الانجليزي لويس كارول ويسلط الفيلم الضوء علي أوجه التشابه بين الواقع الكويتي الحديث وأجواء رواية كارول.. وأخيرا يشارك فيلم تورا بورا للمخرج وليد العوضي في مسابقة الافلام الروائية الطويلة, وهو من بطولة سعد الفرج وأسمهان توفيق.. ويرصد الفيلم رحلة أب وأم من الكويت بحثا عن ابنهما المنخرط في صفوف الجماعات الجهادية في جبال تورا بورا بأفغانستان.

ويمنح المهرجان الفائزين تسع جوائز هي: جائزة أفضل فيلم روائي طويل 50 دقيقة ما فوق(15 ألف دولار) وأفضل فيلم روائي قصير دون الخمسين دقيقة(10 آلاف دولار) أفضل فيلم وثائقي طويل 40 دقيقة فما فوق(12 ألف دولار) أفضل فيلم وثائقي قصير دون الاربعين دقيقة(9 آلاف دولار) أفضل ممثل(5 آلاف دولار) أفضل ممثلة(5 آلاف دولار) أفضل تصوير وثائقي(3 آلاف دولار) أفضل تصوير روائي(3 آلاف دولار) أفضل موسيقي تصويرية أصلية(3 آلاف دولار).

الأهرام اليوم في

08/05/2013

 

'واقع السينما في قطر وعمان'

الندوة الفكرية للمهرجان الخليجي تواصل اعمالها لليوم الثاني 

تواصل الندوة الفكرية للمهرجان السينمائي الخليجي لدول مجلس التعاون أعمالها لليوم الثاني والاخير، وفي الجلسة الثالثة للندوة تحدث كل من الباحث: د. خالد الزدجالي عن السينما في سلطنة عمان، وتحدث الباحث حافظ علي عن السينما في دولة قطر، وأدار الجلسة الأمير أباظة.

البداية كانت مع الباحث حافظ علي والذي قدم إطلالة حول تاريخ السينما في قطر، وفي مقدمته ورقته البحثية المطولة يتحدث علي عن دور العرض السينمائي في قطر وتطورها ويقول: اقتصرت دور العرض السينمائي في قطر منذ 1952 وحتى عام 1960 على أجهزة عرض 16م، وذلك من خلال العروض التي كانت تنظمها شركات البترول العاملة في الدولة مثل شركة شل في مناطق استخراج وتصدير البترول مثل دخان ومسيعيد وكانت تعرض أفلاما أجنبية مختلفة، وكانت الشركة تقيم الأمسيات لموظفيها في سينمات مكشوفة في الهواء مما أدى إلى إثارة الفضول لدى الأهالي ودفعهم إلى إقتناء أجهزة 16م وشراء الأفلام التي كانت تأتي من مصر ولبنان.

وفي العام 1976 تأسست شركة قطر للسينما وتوزيع الأفلام التي قامت بدورها بافتتاح داري عرض الخليج والدوحة اللتين كانتا تعتبران يومها من أضخم دور للعرض السينمائي في المنطقة ومن أحدثها تجهيزا بآلات العرض ونظام الصوت بالغ التقدم وضمت كل دار أقساما للعائلات بمداخل مستقلة تكفل الخصوصية واحتوت كل دار منها ألف مقعد وضمت مباني المجمع السينمائي الحديث وقسما للتوليف أو المونتاج ومخازن مجهزة شكلت مكتبة فيلمية ضخمة متعددة الأقسام وتخصصت سينما الدوحة في عرض الأفلام الهندية والآسيوية في حين تخصصت سينما الخليج في عرض الأفلام العربية والأمريكية والأوربية.

قرب نهاية القرن الماضي وبداية القرن الحالي مع ظهور المجمعات التجارية والقنوات التلفزيونية التي تروج الأفلام شهدت السينما طفرة حقيقية حتى وصل عدد دور العرض في قطر إلى 30 دار عرض حديثة مجهزة تعرض أحدث الأفلام الأمريكية والعربية والخليجية أيضا ويرتادها المواطنون والوافدون، بل ويحرص مواطنو أكبر دولة خليجية وهي السعودية التي لم يصرح فيها بعد بافتتاح دور عرض على السفر إلى الإمارات والبحرين وقطر لمشاهدة الأفلام. وأصبحت المجمعات السينمائية عامل الجذب الأساسي في المولات والمجمعات التجارية ورجعت عادة ارتياد دور العرض ومشاهدة الأفلام لتتربع على كرسي برامج الترفيه العائلية.

الإنتاج السينمائي في قطر

وحول الانتاج السينمائي في قطر يقول حافظ علي: في بداية الخمسينيات قامت شركات النفط بتوثيق مشاهد الحياة في فترة ظهور النفط في دولة قطر، ومع أن الأرضية لم تكن مهيأة في تلك الفترة لايجاد مثل هذه الصناعة إلا أن المحاولات أظهرت مجموعة من الأفلام التي تركزت في منطقة دخان وبعض مناطق الدوحة. ومن أهم الأفلام التي انتجتها الشركات البريطانية:

1- حريق في قطر من إنتاج العام 1955 وهو توثيق لمحاولات إطفاء حريق في آبار النفط في منطقة دخان.

2- رحلة من الشرق من إنتاج عام 1956 وهو وثائقي عن رحلة أحد أبناء العاملين في شركات النفط الى قطر.

وفي العقد الأخير من القرن الماضي برزت محطات تلفزيونية كثيرة في دولة قطر وساهمت في إنتاج عدد من الأفلام الوثائقية في مختلف المجالات من أهمها قناة الجزيرة الوثائقية وقناة الجزيرة للأطفال. حيث قامت قناة الجزيرة للأطفال بإنتاج عدد من الأفلام الروائية والتسجيلية القصيرة بالتعاون مع عدد من المخرجين السينمائيين العرب منهم المخرج التونسي نوري بوزيد والمخرج الفلسطيني ازدور مسلم كما كان للمخرجين القطريين تجارب مهمة أبرزها فيلم «قرنقعوه» للمخرج حافظ علي علي العام 2008.

إضافة الى المؤسسات المختلفة ووزارة الثقافة والفنون والتراث, قامت اللجنة المنظمة لليوم الوطني بدولة قطر بإنتاج مجموعة من الأفلام الوثائقية العام 2010 و2011 التي ركزت على ترجمة المفاهيم والقيم المتعلقة بالهوية القطرية. ومن أبرز هذه التجارب السينمائية فيلما «أبناء البحر، وأبناء الصحراء».

الواقع والتحديات

يمكن القول إن هذا الجيل من السينمائيين والمهتمين بفن السينما وصناعة الأفلام هو جيل أفضل حظا بكثير من الأجيال السابقة خصوصا في قطر، هذا ما رآه حافظ علي في رصد واقع الحالة السينمائية في قطر ويؤكد أن هذا العدد الكبير من الأفلام والمحاولات الشبابية الأخيرة في صناعة أفلام وثائقية أو روائية قصيرة والمشاريع التي تتنامى بشكل مطرد ونشاهدها أو نقرأ عنها وعن عروضها في المهرجانات والمسابقات والمنتديات وعلى شاشات القنوات التلفزيونية ويرجع الفضل في ذلك بالطبع إلى تلك القفزات التقنية غير المسبوقة التي تحققت في مجالات، وعلى الرغم من دعم مؤسسة الدوحة للأفلام للشباب القطري من خلال منح الدورات والورش التدريبية على الصعيد المحلي لم تحقق المؤسسة الأهداف المرجوة بإنتاج أفلام روائية طويلة معدة للجماهير وذلك لعدم وجود منح تمويل للأفلام القطرية.

ويختتم حافظ علي ورقته البحثية بالاشارة إلى أن ما شهدته وما تشهده المنطقة من إنتاج سينمائي لا يشكل (صناعة للسينما) بالمفهوم العلمي للكلمة، ولكن نستطيع أن نقول إن المنطقة تشهد بالفعل خصوصا الآن ما يمكن أن يعتبر صناعة أفلام حيث وصل عدد الأفلام الطويلة والقصيرة الروائية التسجيلية المنتجة في المنطقة إلى قرابة آلاف الأفلام والفرق بين الحديث عن صناعة سينما وصناعة أفلام يرجع أساسا إلى أن صناعة السينما تعني في الأساس صناعة أفلام روائية طويلة معدة للعرض جماهيري على شاشات دور العرض، لكن يظل العنصر الأساسي المفتقد في هذه البنية هو شركات الإنتاج والتوزيع التي تمتلك الإرادة والدافع لدخول هذه المغامرة.

السينما في عمان

من جانبه تحدث الباحث الدكتور خالد الزدجالي عن السينما في سلطنة عمان، ويقول في ورقته البحثية: من الصعب تحديد التاريخ الفعلي لظهور السينما في عمان، وذلك لعدم وجود توثيق حقيقي من الجهات الرسمية أو النقاد عن حالة السينما منذ ظهورها وانتقالها إلى أركان العالم، من حيث العروض الأولى أو تصوير الأفلام واللقطات من قبل المخرجين الزائرين لعمان في الفترات الأولى للبلد أو الإنتاج والتصوير من قبل أبناء البلد داخل أو خارج السلطنة.

ويستطرد الزدجالي: بداية الحديث تتركز عند البدايات الأولى عندما قام عدد من الرحالة بزيارات استكشافية للمنطقة، من تلك الأفلام فيلم تسجيلي طويل مدته 90 دقيقة حصل عليه تلفزيون سلطنة عمان ومن دون شريط الصوت، وهو فيلم سُمي بعمان 1928، وهو الفيلم الذي سجل في مرافقة جلالة السلطان السيد تيمور بن فيصل آل سعيد في إحدى جولاته في ربوع البلاد وهي الجولات التي اعتاد حكام وسلاطين عمان القيام بها لتفقد أحوال الرعية والوقوف على المشاكل السياسية والاقتصادية التي يواجهها سكان المناطق والأقاليم العمانية.. وفيلم عمان 1928 ينقل صورة صادقة لتنقلات السلطان تيمور على ظهر الجمال والخيول والتقائه بالقبائل وحضوره مأدبات الغداء والعشاء مع رجال القبائل في أماكن مفتوحة، ويشمل الفيلم دخول أول سيارة في عمان يقوم بقيادتها السطان بنفسه.. ويسجل هذا الفيلم في النسخة التي حصل عليها التلفزيون بأنه من إنتاج الـ «بي بي سي» ولا يمكن التأكد مما إذا كانت الـ «بي بي سي» هي فعلا التي أنتجت الفيلم أم هي الجهة التي حصلت على حقوق الفيلم لاحقا وأرسلت نسخة إلى السلطنة، كحال أمهات الكتب التاريخية عن عمان التي اختفت واكتشفت أصولها في السبعينيات من القرن الماضي في المكتبات والمتاحف البريطانية.

اتسمت فترة الستينات بثراء التسجيل السينمائي الوثائقي، فحرب الإبادة التي صورت عشرات الآلاف من العمانيين الذين يقتلون في الثورة الانقلابية على الحكم العماني على زنجبار العام 1964 وهم مدنيون في زيهم العماني غير مسلحين يلجأون للبحر هربا من المسلحين الأفارقة والمستأجرين من محاربي مسايا الذين استعان بهم الثوريون لطرد الحكم العربي، وهم يطلقون الرصاص ويتساقط المئات تلو المئات من العمانيين من دون التمكن من الهرب، هذا الفيلم الذي صوره الفريق الإيطالي باستخدام طائرة عمودية، يبرز الأحداث واضحة وجلية بتفاصيلها المؤلمة.

وفي العام 1974 افتتح تلفزيون سلطنة عمان الذي سمي آنذاك تلفزيون عمان الملون كونه أول محطة تفتتح وبالألوان على بقية دول الخليج التي سبقت المحطة العمانية، ولكنها كانت بالأبيض والأسود، وذلك بالاستعانة بشركة سيمنز الألمانية التي أسست التلفزيون بطاقمه الكامل من الفنيين والمخرجين والمعامل السينمائية من طبع وتحميض ونسخ، ودربوا العمانيين داخل المحطة وكذلك ابتعث عدد منهم إلى ألمانيا للتدرب على المهن السينمائية المختلفة للقيام بمهامهم بعد انتهاء عقدهم.

بدايات العروض السينمائية

وحول بدايات العروض السينمائية في عمان يقول الزدجالي: في أواخر الستينيات بدأت تدخل في عمان وبطرق سرية وخاصة آلات العرض المنزلية 16 مللي، و8 مللي لأفلام شارلي شابلن وغيرها من الأفلام الصامتة، وكانت العروض تتم بطريقة سرية، إلا أنه سرعان ما جاء العام 1970 وكسر السلطان قابوس موانع الاستيراد والتصدير للمواد المختلفة. فقد انتشرت في مدينتي مسقط ومطرح آلات عرض وتصوير 8 مللي و16 مللي، فكان في كل حي تقريبا من مدينة مسقط أكثر من آلة للعرض حيث يجتمع الأطفال والكبار لمشاهدة الأفلام الأمريكية والأوروبية الأولى، ومن دون صوت. وأذكر أنه في الحي الذي كنت أسكن فيه كان منزلان أحدهما لأحد أقاربي يدعى خميس بن صومار الزدجالي والآخر لصديقي وزميلي في الدراسة يدعى جمعة المسافر، كانا يعرضان الأفلام مع أخذ رسوم للمشاهدة، وكانا يعرضان في صالة منزلهما وكان الإقبال شديدا إلى أن ظهر التلفزيون حيث كنا نستقبل البث الإيراني والباكستاني والهندي، وأخيرا دخل التلفزيون الإماراتي فقل الاهتمام بتلك الآلات.

وحول بدايات التطوير السينمائي الروائي يقول الزدجالي: عدد الذين ابتعثوا لدراسة السينما في القاهرة لا يتجاوز خمسة أشخاص، كان أولهم خميس بن أحمد المسافر، ثم منصور بن عبدالرسول الرئيسي، وهدى بنت حمزة العصفور، ومال الله بن درويش البلوشي، وخالد بن عبد الرحيم الزدجالي، هؤلاء درسوا في المعهد العالي للسينما، ويتميز فيهم خالد الزدجالي (1988) الذي صور فيلم تخرجه السينمائي على 16 مللي في سلطنة عمان ولقصة عمانية تاريخية مدة الفيلم 20 دقيقة تحت عنوان «وغابت الشمس». وسبب هذه التسمية أن بطلة الفيلم وهي الفنانة شمسة البلوشية كانت تعاني مرض الربو، وأثناء التصوير فوجئ الجميع بنوبة قوية ألمت به ولم يلحق المخرج أن يسعفها وبعد وصولها إلى المستشفى بنصف ساعة فارقت الحياة.

في عام 1992 صدر مرسوم سلطاني ينظم تأسيس جمعيات أهلية مهنية فكانت الجمعية العمانية للسينما مؤهلة للتقدم بأخذ الموافقة. فإذا بها تكون ثالث جمعية أهلية مهنية في السلطنة وأول جمعية ثقافية مشهرة في البلاد، وبذلك استمر مهرجان مسقط السنمائي في عطائه إلى اليوم.

وفي عام 2004 تأسس ملتقى الفيلم العماني والذي أسميناه في بدايته بمهرجان «أيام مجان» السينمائي وذلك عقب اشتراط الدولة دعم المهرجان شريطة أن تكون كل سنتين أسوة بالمهرجانات الثقافية الأخرى التي تدعمها الدولة، ففي عام 2006 كانت مسقط عاصمة للثقافة العربية فجاهد أعضاء الجمعية بالمشاركة في هذه المناسبة بإنتاج أول فيلم سينمائي روائي طويل كان ذلك «فيلم البوم» للمخرج والمؤلف خالد الزدجالي الذي أنتج في أواخر 2005م وكان أول عرض له في يناير 2006 في مهرجان مسقط السينمائي.

وظهر بعد ذلك الاهتمام بالفيلم القصير تأثرا بالمهرجانات المتتالية في دولة الإمارات العربية المتحدة، ودخل ملتقى الفيلم ليشجع هذا الفيلم وأنتج حتى الآن ما يقارب بـ 700 فيلم قصير من إنتاج هواة من الشباب وطلبة الجامعة، وأخيرا انتهى المخرج والمؤلف خالد الزدجالي بفيلمه الروائي الثاني «أصيل» الذي مازال يعرض في المهرجانات العربية والدولية حتى الآن.. ومشوار السينما في عمان جدير أن يتم المزيد من البحث فيه، إلا أنها مازالت في بداياتها وبسبب عدم اهتمام المؤسسات الرسمية لهذا الفن فنعتقد أن المشوار مازال طويلا لتأسيس سينما عمانية حقيقية تجارية.

المداخلات

في ختام الجلسة قامت المخرجة الإماراتية نجوم الغانم بطرح الأسئلة على كل من السينمائي الإماراتي صالح كرامة وعن معاناة الفيلم الطويل من قلة الدعم، وإن كانت هذه هي وجهة نظره فلماذا تم إقصاء الفيلم الطويل من مسابقة الإمارات منذ ثلاثة سنوات؟ ومن ثم توجهت بالسؤال إلى السينمائي القطري حافظ علي علي عن أيضاً التمويل الجزئي للأفلام الطويل ولو بنسبة 30% ، والحصول على الدعم ، وعدم المقدرة الحصول على ذلك من الدول الأروبية لعدم وجود الدول الخليجية ضمن معاهدة التعاون مع أوروبا.

وفيما تساءل خالد بن أحمد الحضري عن جهود السينمائيين العمانيين في توثيق وأرشفة الإنتاج السينمائي العماني؟ تساءل صالح كرامة عن أسباب ندرة الأفلام الطويلة في المهرجانات؟

حلقة نقاشية:

السينما في مجلس التعاون لدول الخليج العربية – آفاق مستقبلية

في الشق الثاني والأخير من محاور الندوة الفكرية حول السينما في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وبعد استعراض واقع السينما في دول الخليج الستة، اختتمت الندوة أعمالها بحلقة نقاشية مفتوحة طرحت خلالها الكثير من التحديات التي تواجه صناعة السينما في الخليج، وشارك فيها من الكويت كل من: هاشم الغانم مدير البرامج والعلمليات بشركة السينما الكويتية الوطنية 'سينسكيب'، والمخرج هاشم الشخص، ومن مصر الكاتبة والناقدة السينمائية د.أمل الجمل وأدار الجلسة الناقد السينمائي عماد النويري.

في البداية تحدث عماد النويري قائلا: ان الوضع لا يدعو للتشاؤم وان هناك نقاط مضيئة وجادة في نشاءة السينما الجادة خاصة مع افتتاح اكاديمية الفنون ومعهد مختص في السينما وهناك كذلك افتتاح استديو يونيفرسال في دبي خلال العامين المقبلين واشعر اكثر المشكلات من وجهة نظري هي توزع الفيلم العربي والخليجي كما تطرقت اليه من قبل اليه المخرجة الاماراتية نجوم الغانم.

ثم استهل هشام الغانم الحديث عن اسباب ومشكلات السينما الخليجية وما يحدث على ارض الواقع بغض النظر عن الدعم المادي او الفني او الثقافي للدول الخليجية او العربية في اغلب الدول العربية تعاني من اشكالية التوزيع والسبب واضح بان الربحية هي الفيصل بنجاح التوزيع او عددمه، فهناك افلام خليجية مازالت في طور التننمية ومراحلها الاولى وفي فترة السيتنات كانت هناك افلام روائية اخبارية وثائقية لم تتجه الى الربحية لان الافلام الخليجية تواجه عدم الاهتمام من قبل دور العرض السينمائي والمهرجانات والكويت لديها محاولات متواضعة لدعم الافلام الخليجية منذ عام 2002 الى اليوم حيث قدمنا عدد من الافلام الخليجية وعندما تتحدث عن الفيلم في مصر فسنجد ان الفيلم العربي المصري هو المستثمر الوحيد لانهم يمتلكون غرفة لصناعة السينما والتي شعرت باهمية مثل هذه الاصناعة وقامت بالاهتمام بها ونشرها بين دول العالم وفي اواخر الستينات بدات الكويت بالرغم من تقصر الحكومات بدء من فيلم بس يا بحر الجحائز على 9 جوائز عالمية وصولا الى عام 2003 فكانت هناك ثلاثة افلام لكنها لم تحقق الربح وكانت محاولات مخيبة للآمال.

واضاف' لابد من دعم السينما الغير ناضجة لتحقيق اهدافها فنحن في شركة السينما نقوم بعرض الافلام الجماهيرية وليس دعمها ماديا ولكن هناك خطوة قريبا لانتاج ثلاثة افلام كويتية لاحد النجوم.

الانتاج المشترك

من جانبها تحدثت د. امل الجمل عن أفاق السينما في الخليج ، والإنتاج المشرك بينها وبين الدول العربية عامة ، والتعامل الأجنبي مما يخلق هناك حالة من تبادل الخبرات وفتح الأسواق أمام الطرفين .

وأشارت إلى ضعف السوق المحلي في التوزيع ، وتطرقت إلى السينما المصرية في فترة العشرينيات عقب الحرب العالمية الثانية ، ومن ثم حالة الضعف في فتة الأربعينيات وضعف السوق المحلي حيث أنهم حققوا 40% من تكاليف إنتاج الفيلم وتحقيق المردور ، وفي حالة التوتر السياسي الذي أزاد من حالة التأثير وعليه تم التفكير لإنتاج مشترك لأفراد دون دعم الدولة ، وفي عام 1963 أنتقل الأمر إلى إنتاج القطاع العام حتى السبعينيات ، وبدءاًمن عام 1972 إلى 1985توقف الإنتاج المشترك ،وفي عام 1985 كانت تجربة المخرج يوسف شاهين التعاون مع فرنسا مما اسفر عن ظهور وخرجين جدد على الساحةإلى أن ظهرت السينما المستقلة في مصر ، وإستفادت من صناديق الدعم من الدول الخليجية مثل قطر والإمارات .

وأضافت بأن هناك حالة من التناقض في دعم الفيلم الخليجيمثل دعم الفيلم العربي ، والتقاعس عن دعم الفيلم الخليجي .

ومن جانبه تحدث المخرج هاشم الشخص حول عشقه للسينما منذ أن كان طفلاً ففي عام 1948 بدأت السينما المصرية بإنتاج أفلام كانت بدايتها مع 'عنتر وعبلة' ، و'إنتصار الشباب'، وكانت من الأفلام الرائعة التي تستحق الإشادة ، والتي من الصعب ان تتكرر مره أخرى فكان بعض التجار الكويتيين عاشقي لهذه السينما من كثرة إرتادهم على مصر في تلك الفترة حيث أصبح الفيلم المصري لها المكانة في الكويت حينما طلب الشيخ عبد الله السالم الصباح بإنشاء دور للسينما فكان تسينما الفردوس ، وسينما الحمرا ، وحينها كنت فر مرحلة الشباب ولا أفوت فرصة لمشاهد هذه الأفلام ، وفي الستينيات تم إنشاء التلفزيون ، وإنتقلت للعمل به كمصوراً خاصاً للأمير، وأبرزت موهبتي وبعثت إلى لندن في bbc وتخصصت في مجال التصويروعملت في الأفلام الوثائقية بداخل وحارج الكويت أخرها فيلم 'الصمت' الروائي.

وأشار بميزانية 20 مليون دينار نشأت صناعة السينما الكويتية مع بداية إنطلاقة التلفزيون ودور السينما منذ 40عاماً ، وأوصي كل السينمائيين باعمل على إنشاء مؤسسة ضخمة للسينما وتكون بدءاً من عمان .

مداخلات

شهدت الجلسه الختاميه العديد من المداخلات التي تناولت الكثير من التحديات التي تواجه صناعه السينما في الخليج ,تحدثت نجوم الغانم عن الاستثمار السينمائي وضروره احداث التوران بين الربحيه ومقومات العمل الفني ,واستنكرت ان يتداول في اروقه مهرجان السينمائي الخليجي من يتحدث عن فيلم تورا بورا بان الكويتي لايأخذ زوجته الى هناك وان الزوجه الكويتيه تذهب الى اماكن اخرى فلماذا لوكان مثل هؤلاء مسؤلون عن الرقابه ساعتها سنقول عن الفيلم السينامئي السلام ,
وتحدث حمد الغيلاني من عمان حول ان المعظم الحوارات التي دارت في الحلقه النقاشيه والجلسات التطبيقيه تدور حول امور بديهيه تتمثل بغيابه دعم الرعايه ومثل هذه الامور لم تكن معظله ابدا في دول مثل دول الخليج تنعم بالوفره الماديه ,وقال ان المعظله الحقيقيه التي تواجه انطلاق السينما في الخليج وعدم رؤيه استراتيجيه

وطلب نواف الجناحي بالا يقع السينمائيون في الخليج في مطب 'الجمهور عاوز كدا' مؤكدا ان التجربه الاماراتيه تؤكد ان الجمهور يقبل على الافضل وكثير من الافلام لاتأخذ حضها من الدعايه والتسويق مثل افلام اخرى تكون في الصداره وربما اقل في مستوى الفكر والمضمون ومقومات العمل الفني ,وانتقد الجناحي سيل الانتقادات التي تنهال على السينما في الخليج منذ الدوره الاولى في المهرجان .

طالب حافظ على من قطر بضرروه النظر الى صناعه السينما كمنضمومه متكامله والا نكتفي بدعم المهرجانات ونتجاهل الاستثمار في هذه الصناعه ,وضرب مثلا شركه الدوحه التي تسثمر في الافلام اللاجنبيه بنجاح حتى اصبحت لاتحتاج الى دعم الدوله .

ممدوح من السعودية اقترح انشاء صندوق خليجي لدعم الافلام الروائية والطويلة، مطالبا برصد السلبيات واايجابيات في توصيات تخرج عن هذه الندوة.

مصطفى المسناوي من المغرب طالب بفتح آفاق للانتاج السينمائي العربي المشترك وليس الخليجي فحسب على اعتبار القواسم المشتركة عربيا من حيث دور العرض والمشاهدة.

خالد الزدجالي من عمان تساءل عن الأفلام التي تتلقى دعم الدولة .. هل حققت ربحية وهل غطت تكاليف انتاجها من الأساس؟ وتساءل عن الدور المؤسسي في الانتاج الخليجي المشترك.

الآن الكويتية في

08/05/2013

 

غياب الدعم المادي والخطط أبرز تحديات ومعوقات السينما في دول الخليج 

تناولت الندوات الفكرية لمهرجان السينما الثاني الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مجموعة من القضايا الشائكة التي تشغل السينما الخليجية.

استهلت الندوة الفكرية للمهرجان السينمائي الثاني لدول مجلس التعاون اعمالها بحضور عدد من قياديي المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وعدد من الفنانين والإعلاميين في الكويت والخليج العربي, بعنوان " الواقع السينمائي في الخليج: الواقع... والتحديات".

ناقشت الندوة في البداية تاريخ وواقع السينما في الخليج, وعرض موجز تاريخي عن السينما في دول مجلس  التعاون الخليجي, وسيتم عقد ثلاث جلسات في فندق "شيراتون الكويت" ثم تختتم الندوة اعمالها بحلقة نقاشية لبحث تحديات الواقع السينمائي الخليجي, ومناقشة قضايا محورية مثل التمويل والرقابة والتوزيع وسؤال الهوية.

الجلسة الاولى ادارتها الإعلامية أمل عبدالله وتناولت التجربة السينمائية في كل من الكويت ومملكة البحرين حيث تحدث عن السينما في مملكة البحرين الباحث امين صالح, ومن الكويت الباحث عامر التميمي.

استهل صالح من البحرين الحديث قائلا: " عندما نتطرق الى السينما في البحرين, لابد ان نشير الى خلفيات المشهد والمكونات التي غرست حالة الشغف بالسينما, لقد عرفت البحرين العروض السينمائية التجارية في وقت مبكر قياسا ببقية الدول الخليجية, كان ذلك في اوائل الخمسينات, عندما شهدت البحرين افتتاح عدد من دور  العرض السينمائي ,التي كانت تعرض الكثير من الافلام الهندية والمصرية والاميركية, ذات  الطابع التجاري وعادة تلقى رواجا عاليا, بسبب الافتقار الى وسائل الترفيه والتسلية الاخرى في تلك الفترة, وفي العام 1968 اسست شركة البحرين للسينما, التي احتكرت امتلاك دور العرض , وشيدت صالات اخرى جديدة اكثر  تطورا وفخامة, واجتذبت بعروضها جمهورا واسعا اخذ يتزايد برغم المنافسة الشديدة من التلفزيون والفيديو.

حكاية بحرينية

وبسبب عدم توافر جهات منتجة وممولة للأفلام السينمائية, وانعدام اي دعم مادي من مؤسسات حكومية, مثل وزارة الإعلام أو هيئة التلفزيون, والافتقار الى قنوات من خلالها يمكن التواصل مع جهات أجنبية تسهم في التمويل, كان يتعين على بسام الذوادي أن ينتظر أكثر من عشر سنوات حتى ينجز فيلمه الثاني زائر (2003), ثم حكاية بحرينية (2007)... وحتى هذه اللحظة يبحث الذوادي عن منتج لفيلمه الرابع, وفي العام التالي, 2005, ازداد عدد الأفلام المنتجة في البحرين, وبغ عددها 17 فيلما دراميا قصيرا مع ظهور مخرجين جدد بعضهم توقف ولم يستمر مثل علي رحمة, نزار جواد, وفريد الخاجة.

واختتم المخرج البحريني: لا نتوقع ان تكون كل التجارب متميزة وعميقة, لكن مع الوقت, ثبت وتأصل الشغف بالسينما, ومع توافر الرعاية والاهتمام والدعم, لا بد أن نشهد إنتاج أعمال مهمة, متميزة, ذات غنى وتنوع في الرؤية والأسلوب والمعالجة.

بينما قدم الباحث ورئيس مجلس إدارة نادي الكويت للسينما سابقا عامر التميمي ورقة بحثية بدأها بلمحة تاريخية عن بداية الاهتمام بالسينما في الكويت منذ ثلاثينات القرن الماضي, مؤكدا ان زخم السينما في الكويت بدأ يأخذ منحى متصاعداً في ثمانينات القرن الماضي, وبرز عدد من السينمائيين منهم عامر الزهير الذي اجتهد في إنتاج الأفلام الوثائقية التي تدور حول قضايا وطنية ذات تأثير على مجرى الحياة.

كذلك برز عبدالمحسن حيات الذي ملك رؤية سينمائية عصرية وعالج الكثير من القضايا الوطنية من خلال أفلام متميزة, ومن تلك القضايا البيئة والمرور, وقد تحسن الاهتمام بالسينما في الكويت بعد تزايد اعداد العاملين المحترفين والهواة في السينما, ومخاطرة آخرين في الإنتاج السينمائي بالرغم من تواضع امكاناتهم المالية.

وفي مداخلة الأمين العام المهندس علي اليوحة في ختام الجلسة أشار الامين العام للمجلس الوطني المهندس علي اليوحة, الى أن غياب الدعم المالي واللوجستي وغياب الخطط ابرز التحديات التي تواجه صناعة السينما في الخليج.

وقال اليوحة: إن القطاع الحكومي مطالب بتقديم مساهمات جادة لدعم صناعة السينما في الخليج, وقبل هذا لابد من وجود رؤية وخطة واضحة يتم من خلالها تشجيع القطاع الخاص على الدخول في معترك الاستثمار في صناعة السينما على أن تكون الحكومات راعية وداعمة في هذه الخطة التي يجب ان يتكاتف فيها الجميع من أجل نهضة سينمائية مأمولة.

ظلال الصمت

وتناولت الجلسة الثانية السينما في السعودية والامارات وادارها محمد الكندي من سلطنة عمان, وتحدث فيها كل من ممدوح سالم من السعودية ونواف الجناحي من الامارات.

البداية كانت مع سالم الذي استهل ورقته البحثية بنبذة عن صناعة السينما في السعودية, مشيرا الى ان معرفة السعوديين بالسينما ترجع الى عصر الستينات, حيث المساحات المفتوحة او ما يسمى  »الاحواش« وقد اعتمدت على آلة العرض السينمائي الشبيهة بجهاز السينما (توغراف). وكانت مدينة جدة من اشهر المدن السعودية التي تضم مثل تلك العروض, وقد بينت احصائية تقديرية عن ان هناك ما يزيد على 50 دار عرض كانت منتشرة في المدن السعودية, منها 25 في مدينة جدة, وتأتي سينما جمجوم وابوصفية من اشهر دور العرض السينمائي, في حين كانت آخر دار سينمائي نشأت في جدة كانت سينما »فندق العطاس«, الى جانب دور السينما في السفارات العربية والاجنبية.

وتحت عنوان "المهرجانات السينمائية في السعودية يقول سالم: يعتبر مهرجان جدة للافلام اول مهرجان سينمائي في السعودية" اذ تأسس في عام 2006 وكان بمسمى »مهرجان جدة للعروض المرئية« وقد قام بتأسيسه المتحدث المخرج السينمائي ممدوح سالم, وهو مهرجان لعروض افلام سعودية وخليجية ذات فكر ثقافي ورؤية فنية راقية تتناسب مع العادات والتقاليد الاسلامية, ويقام المهرجان بشكل سنوي, وقد سجل المهرجان تاريخيا كأبرز حدث ثقافي على الساحة.

واستطرد سالم »تعد دولة الامارات العربية المتحدة اكثر الدول احتضانا للافلام السعودية حيث عرض هناك 20 فيلما سعوديا من خلال 4 مهرجانات سينمائية, مشيرا الى اعتراض المشاركات السينمائية السعودية ازمات عدة منها عدم حصول المخرج عبدالله المحيسن على تأشيرة الدخول للولايات المتحدة الاميركية اثناء عرض فيلمه »ظلال الصمت« في مهرجان نيويورك للافلام.

قضية فيلم »طفلة السماء« بين مخرج العمل علي الامير والكاتبة السورية سمر يزبك التي اصدرت بيانا تهاجم فيه الامير وتتهمه بالسطو على روايتها والتي تحمل الاسم نفسه وتحويلها لفيلم سينمائي دون اخذ الموافقة الرسمية منها على ذلك ما حدا ببعض المقربين السينمائيين الى التدخل لحل الازمة وتوضيح اللبس وسوء الفهم.

وهناك  احتراق الفيلم السعودي »ليلة البدر« اثناء عرضه بمهرجان الاسماعيلية الدولي الحادي عشر للافلام التسجيلية والقصيرة نتيجة حدوث تماس كهربائي بأجهزة العرض, ما حدا بادارة المهرجان الى عرض نسخة جديدة من الفيلم في وقت لاحق.

وفي  ختام ورقته البحثية المطولة عرض سالم مجموعة من التوصيات تشكل آلية التنفيذ لنهضة سينمائية سعودية وخليجية.

طفرة

وعن السينما في الامارات يقول نواف الجناحي: ان السينما في الامارات بدأت مع بدايات الثلاثينات وهي الفترة التي كان فيها تواجد بريطاني قوي في الامارات, وكانت هنك صالات مخصصة لعرض الافلام البريطانية, ومع ظهور طفرة البترول زاد هذا التواجد, وفي منتصف التسعينات بدأت مسابقة الفيديو وكان وراءها الفنان محمد المزروعي الى ان توقفت في عام ,2001 وحدث شيء قدري في دولة قطر من خلال مهرجان الشاشة المستقلة, وكان لدينا هاجس التفعيل السينمائي, وتفاجأنا بوجود 12 فيلما اماراتيا ستعرض في مهرجان الشاشة المستقلة في قطر, ففكرنا في شيء مماثل في الامارات وتم تجهيز 28 فيلما اماراتيا منها افلام للهواة وتنوعت بين الروائي والوثائقي تم عرضها بالتزامن مع معرض ابوظبي للكتاب, وكان الحضور متواضعا جدا ولم يتجاوز 20 شخصا وكان التحدي كبيرا.

واضاف المخرج الاماراتي: في العام التالي قام المجمع الثقافي باعادة العروض الاماراتية في اطار مسابقة الامارات وسط حضور رسمي وشعبي كبيرين, اذ اعطت الجوائز زخما كبيرا للعروض والحضور والتفاعل النقدي معها... وتوالى العمل حتى وصل عدد الافلام الاماراتية المعروضة في المسابقة الى 90 فيلما, معظمها كانت افلاما للطلبة, وفي عام  2005 شرعنا في تدشين مسابقة اخرى للافلام الخليجية اصبحت فيما بعد وثيقة تاريخية, ومن هنا ثراء مهرجان ابوظبي في ,2004 وهناك فعاليات سينمائية اماراتية ممتدة على مدار العام, خلقت حالة من العروض المستمرة سنويا تنتج الامارات فيها نحو 19 فيلما سنويا.

السياسة الكويتية في

08/05/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2013)