أسدل الستار ليلة السبت كما هو معروف على احتفالات الدورة الرابعة
والعشرين من أيام قرطاج السينمائية وسط مجموعة من الأسئلة والإستفهامات.
استفهامات وحيرة لاحظناها على وجوه السينمائيين التونسيين وهواة الفن
السابع وهم يشاهدون الحدث السينمائي يتحول إلى نكت على أفواه الضيوف العرب
والأفارقة والأوروبيين.
الدورة الجديدة لأيام قرطاج السينمائية بإدارة محمد المديوني لم تكن
ناجحة بأغلب المقاييس وخصوصا منها التنظيمية... فهل يكفي الإعلان بأننا
نظمنا التظاهرة في ظروف أمنية جيدة؟ لا نعتقد ذلك. فالتونسيون يملكون تجربة
وخبرة في تنظيم وتسيير التظاهرات الكبرى ولا يمكننا كتونسيين نعتقد بأن
أيام قرطاج السينمائية مكسب ثقافي وطني أن نعلق فشل الدورة على الظروف التي
تمر بها البلاد بعد الثورة.. ما شاهدناه طيلة أسبوع من"عرس" السينما
التونسية يدل على التهاون وسوء التنظيم... فهل اكتشفوا صدفة بعد
انطلاق"الأيام" أن التقنيات المستخدمة في قاعات العرض غير صالحة!! وماذا عن
غياب أعضاء من لجان التحكيم عن مهامهم التي استقبلوا من أجلها في بلدنا
وأين هو المسؤول على سير هذه اللجان(هذه المعلومة من مصادر مؤكدة في لجان
تحكيم أيام قرطاج السينمائية).. عديدة هي الهنات والثغرات التي أججت غضب
السينمائيين مع إعلان النتائج ليلة الاختتام.
ولم يختلف اختتام أيام قرطاج السينمائية عن افتتاحها على مستوى
البهرجة والفقرات الفنية المبرمجة ولئن كان حفل الإختتام أفضل من حيث
التنظيم فإن محاولات الرقي بمضامينه الفرجوية لم تحقق المطلوب وأكدت تقشف
المنظمين الذي لم يؤثر فحسب على الدورة الحالية وإنمّا على سمعة هذا
المهرجان السينمائي العربي والإفريقي وذلك حسب شهادات عديد الضيوف
والسينمائيين التونسيين.
فرغم الإمكانيات الفنية المميزة لعازفي حفل الاختتام بمقطوعة"تأملات"
لم يستصغ الحاضرون مسألة الاكتفاء بهؤلاء الفنانين وتقديم ريبورتاج لا
يتعدى الدقائق عن جنود الخفاء في المهرجان والجمهور الذي واكب التظاهرة
معتبرين الحضور الجماهيري للأيام من علامات نجاحه متناسين أن أيام قرطاج
السينمائية وشقيقتها المسرحية من أهم التظاهرات الثقافية التي تجلب جماهير
محلية متعطشة للفن منذ انطلاقها وهذا ليس بجديد على هذه التظاهرة..
غياب المتوجين والأسماء الفنية اللامعة في السينما العربية والإفريقية
عن حفل الاختتام كان هدفا لسخرية أغلب الحاضرين وكان مقدم الحفل منذر
القلعي - المتمكن من اللغات الثلاث والعارف بخبايا الفن السابع في بلادنا-
يجد إحراجا كلمّا نادى أحد المتوجين ولم يلتحق بالركح ممّا جعل العديد
يدركون حجم الفوضى في هذا المهرجان فالمنظمون لا يعرفون من من
ضيوفهم مازال يتابع الأيام ومن غادر قبل اختتام المهرجان! وكان
مدير الدورة المنقضية محمّد المديوني قد اعترف بنفسه بالمشاكل التّقنية
التي عرفها المهرجان.
الجوائز التي منحت بالمناسبة خلقت هي الأخرى جدلا فالتونسيون كانوا
يأملون في نتائج أفضل للسينما التونسية رغم اعترافهم بضعف الإنتاج الوطني
مقارنة بالمنافسة الشرسة للأعمال الإفريقية وأكد السينمائي إبراهيم اللطيف
أن الفيلم السينغالي يستحق التتويج لكنه يعتقد أن الموزمبيق بفيلمها "مارغريتا
العذراء" كانت تستحق التانيت الفضي والفيلم المغربي"يا خيل الله" للمخرج
نبيل عيوش يستحق التانيت البرونزي وهو موقف دعمته الممثلة نجوى ميلاد مع
التأكيد على أن الفيلم المغربي أفضل درجة من فيلم مواطنه فوزي بن سعيد"موت
للبيع".
الفائز بالتانيت الذهبي:
قرطاج الخطوة المهمة للافارقة
نجلاء قمّوع
من جهته صرح الممثل الأردني منذر رياحنة بطل فيلم "مملكة
النمل" لشوقي الماجري أنه غير آسف على عدم تتويج شريطه مشيرا إلى أنه يعتز
كثيرا بالمشاركة في هذا العرس السينمائي التونسي أمّا السيناريست المصري
سيد فؤاد فاعتبر المشاركة الإفريقية في الدورة الرابعة والعشرين من أيام
قرطاج السينمائية جيدة وذات مضمون محترم فيما انتقد من جهة أخرى ضعف مستوى
الأعمال الوثائقية المقترحة في الأيام ولفت السينمائي الفلسطيني محمد بكري
الانتباه إلى أن بعض المهرجانات العربية على غرار أبو ظبي ودبي والدوحة
السينمائي تحاول اقتناص أجود الأعمال لذلك تعد عملية الانتقاء بالنسبة
لبقية المهرجانات صعبة جدا خاصة وأن تنظيم هذه التظاهرات يتزامن في الفترة
نفسها في أغلب الأحيان مشيرا إلى اعتزازه بالفيلم الفلسطيني المشارك في
المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية وهو"لما شفتك" لان ماري جاسر
وبطولة ابنه صالح البكري.
مخرج فيلم "الزورق" الفائز بالتانيت الذهبي وجائزة الجمهور السينغالي
موسى توري تحدث"للصباح" عن انبهاره بالجمهور التونسي وعمق اهتمامه بعالم
السينما قائلا:"قرطاج كانت دوما خطوة مهمة للسينمائيين الأفارقة وطريقهم
نحو أعمال سينمائية أهم عالميا لذلك أنا سعيد جدا بهذا التتويج".
تجدر الإشارة، إلى أن الدورة الرابعة والعشرين من أيام قرطاج
السينمائية كانت افريقية بامتياز فيما لم تحصد تونس من مجموع الجوائز سوى
التانيت الفضي لمسابقة الأفلام القصيرة" تدافع، 9 أفريل 1938 لكل من سوسن
صايا وطارق الخالدي وأفضل سيناريو في مسابقة الأعمال السينمائية الطويلة
لشريط محمود بن محمود "الأستاذ".
الجوائز الموازية
سجلت الجوائز الموازية عودة الاتحاد العام التونسي للشغل إلى المهرجان
من خلال جائزته الخاصة بالتقنيات السينمائيّـة وقد كانت الجوائز على النحو
التالي:
-جائزة المنظمة الدولية للصحافة السينمائية: «خيل اللّه» لنبيل عيوش
(المغرب(
-جائزة الإتحاد العام التونسي للشغل: مناصفة: كريم حمودة (التركيب)
وحاتم الناشي (الصورة(
-جائزة الجامعة الدولية لنوادي السينما (دون كيشوت) «لما شفتك»
(فلسطين) مع تنويه بفيلم «عطور من الجزائر» (الجزائر(.
-جائزة الغرفة النقابية لمنتجي السينما«قاع البير» لمعز بن حسن انتاج
عماد لسود. وهذه الجائزة خاصة بالمشاركين في قسم آفاق للأفلام القصيرة
التونسية.
أيام قرطاج السينمائية: النتائج الكاملة
-
جائزة الجمهور: الزورق موسى توري من السينغال
ورشة المشاريع:
-جائزة الألكسو: العلم-فراس خوري من فلسطين
-المعهد الفرنسي للتعاون: بنتي - ليلى بوزيد من تونس
ليبرو- مهدي هميلي من تونس
-المركز الوطني للسينما بفرنسا: باكيتالاكي-آداما سالي من بوركينا فاسو
زهرة من حلب-رضا الباهي من تونس
TV5 Monde
الزيتونة الحمراء-كريم بن صالح من الجزائر
-المنظمة الدولية للفرنكفونية: أسطول صغير نحو غزة-لطفي عاشور من تونس
نزيلات الجناح ج محمد نظيف من المغرب
مسابقة الأفلام القصيرة:
-تنويه خاص: ثلاث - سابين شماع من لبنان
-تانيت برونزي: ذكاء - ناري كليمنتين دوزا بيجمبو من رواندا
-تانيت فضي:تدافع: 9 أفريل 1938- سوسن صايا وطارق الخالدي من تونس
-تانيت ذهبي:حياة قصيرة - عديل الفاضلي من المغرب
-
مسابقة الأفلام الوثائقية:
-تانيت برونزي: كل هذا وأكثر - وسام شرف من لبنان
-تانيت فضي: العذراء والأقباط وأنا- نمير عبد المسيح من مصر
-تانيت ذهبي: الرئيس ديا - عصمان وليام مباي من السينغال
مسابقة الأفلام الروائية الطويلة:
-أفضل دور نسائي ثان: إيفا موغاليلا - مارغريتا العذراء من الموزمبيق
-أفضل دور رجالي ثان: شادي حداد - رجل شريف من لبنان
-أفضل ممثلة:شيلاّ ليما - كل شيء هنا على ما يرام من أنغولا
-أفضل ممثل:علي سليمان - الجمعة الأخيرة من الأردن
-أفضل سيناريو: الأستاذ محمود بن محمود من تونس
-لجنة التحكيم: اليوم تاي- ألان غوميز من السينغال
-تانيت برونزي: الخروج إلى النهار هالة لطفي من مصر
-تانيت فضي:موت للبيع- فوزي بن سعيدي من المغرب
-تانيت ذهبي: الزورق- موسى توري من السينغال
استفهامات وانتقادات لدورة غيّبت السينما التونسية
أيام قرطاج السينمائية باتت غريبة عن تونس
انتقادات لاذعة واستفهامات عديدة خلفتها أول دورة لأيام قرطاج
السينمائية في تونس الجديدة بعد ثورة 14 جانفي التي كان من المفروض أن تكون
دورة التميز والريادة على جميع الأصعدة نظرا لعدة اعتبارات من أهمها أنها
عقبت الفترة التي شهدت انجاز أكبر عدد من الأفلام التونسية بمختلف أنماطها.
ومدعاة ذلك الهنات العديدة التي شهدتها الدورة الرابعة والعشرين لأعرق
مهرجان دولي في إفريقيا والعالم العربي تجسدت بالأساس تنظيميا وتقنيا. فكان
سوء التنظيم المخيّب للآمال في حفل الافتتاح فاتحة لسيناريوهات الرداءة
التي سجلت حضورها في مشاهد مختلفة وبدرجات متفاوتة كامل أيام المهرجان
تمثلت في عدم إيلاء المهرجان الدولي الذي يعنى بقطاع الفن السابع، الذي يعد
بدوره شاملا لكل الفنون والمرآة العاكسة لحضارة وثقافة الشعوب، القدر
اللازم من الاهتمام والعناية. وتجلى ذلك في عدم جاهزية أغلب قاعات السينما
على النحو المطلوب في المستوى التقني مما أساء إلى أغلب الأفلام المعروضة
التي لم تقدم على النحو المطلوب.
فرغم محاولات وزارة الثقافة إنقاذ الموقف بعد أن دعت إلى بعث لجنة
انقاذ ومؤازرة للهيئة المديرة للمهرجان التي ترأسها محمد المديوني وذلك
بتشريك أكبر عدد من السينمائيين التونسيين في سير تنظيم المهرجان وبحث سبل
الحد قدر الامكان من الهنات والنقائص خلال تلك الأيام فضلا عن تشريك
الهياكل والنقابات والجمعيات الناشطة في القطاع لتكون إلى جانب الهيئة
المديرة للمهرجان التي ترأسها محمد المديوني للقيام بهذه المهمة، فإن
دار لقمان بقيت على حالها وتواصلت الرحلة مع النقائص حتى بات
المهرجان غريبا عن تونس وأهل الثقافة فيه مثلما أكد ذلك أغلب من واكب
برمجته. ولئن تسنى تدارك مهزلة حفل الافتتاح بعد أن صبت سلطة الاشراف كل
اهتمامها من أجل تقديم صورة مغايرة في حفل الاختتام فإن ذلك لم يشفع
للمشرفين على هذه الدورة بما في ذلك سلطة الإشراف سوء تقديرهم للفعل
الثقافي في مختلف تجلياته وأبعاده.
ولا يخفى على أحد أن سوء التنظيم أثر سلبيا على برامج هامة تضمنها
المهرجان كانت على قدر من الجودة على غرار الدروس التي قدمها بعض رموز
مدارس الفن السابع على مستويات إقليمية وعالمية على غرار توفيق صالح من مصر
وسليمان سيسي من مالي ورضا مكريمي من إيران فضلا عن الندوات القيمة
واللقاءات الحوارية.
أين السينما التونسية؟
هو السؤال الذي طرحه أغلب من واكب الدورة الأخيرة لأيام قرطاج
السينمائية من تونسيين وغيرهم من
ضيوف المهرجان ممن عبروا عن انتظاراتهم من السينما التونسية بعد القطع مع
الرقابة والصنصرة التي فرضتها آليات النظام البائد. فرغم مشاركة أعداد
كبيرة من الأفلام التونسية في المهرجان سواء منها ما عُرِض ضمن المسابقات
الرسمية للأفلام الطويلة والقصيرة والوثائقية أو في إطار البانوراما
والآفاق أو التكريم وغيرها من الفقرات التي أتاحت للسينما التونسية الحضور
في هذه الأيام إلا أن هذا الكم من المنجز السينمائي التونسي لم يشد اهتمام
المشاهد. ولئن حمل بعض السينمائيين المسؤولية في ذلك إلى وزارة الثقافة
باعتبارها الطرف المعني بالتنظيم من ناحية وبمنح الدعم لأفلام في أنماط
مختلفة فإن البعض الآخر انتقد بشدة الأفلام التونسية التي تم عرضها خلال
المهرجان على اعتبار أنها لم تستفد من هامش الحرية الذي حققته الثورة رغم
أنها أعمال منجزة خلال السنتين الأخيرتين. في المقابل سجلت الدورة مستوى
متميزا للسينما المغربية خاصة في الأفلام الطويلة والقصيرة على مستوى عربي
إضافة إلى التطور الكبير للسينما الإفريقية التي بدت قريبة من واقع بلادها
ومستوعبة في عمقها وأبعادها لقضايا وهواجس مواطنيها شكلا ومضمونا.
ردة فعل الجمهور
على خلاف الدورات السابقة سجلت الدورة المنقضية للمهرجان حضور أعداد
كبيرة من الجماهير إلى درجة أنه في مرات عديدة تغلق شبابيك بيع التذاكر في
أوقات مبكرة بعد أن تنفذ التذاكر. وفسر البعض الحضور الكبير والملفت
للجماهير خاصة من الشباب والطلبة وأهل الثقافة بأنه لا يعدو أن يكون ردة
فعل من فئة من المجتمع التونسي إزاء التخوفات مما يهدد الواقع الثقافي ومن
ثمة الحريات في الرأي والتعبير في بلادنا من اعتداءات ومخاطر تحت دواعي
مختلفة. ولكن الخاسر الأكبر في عرس الفن السابع هو السينما التونسية التي
كانت حاضرة بالغياب من ناحية فضلا عن الصور السيئة التي
قدمتها الدورة تنظيميا عن السينما التونسية لأن هذا المهرجان يمثل منطلق
التسويق لها إقليميا ودوليا وفتح آفاق التعامل مع منتجين من جهات مختلفة.
الصباح التونسية في
27/11/2012
جوائز أيام قرطاج السينمائية :
خيبــــــة السينمــــا التونسيــــة
محسن بن أحمد
بعد أول تانيت ذهبي حصلت عليه في أول دورة لأيام قرطاج السينمائية بـ«سوداء
فلان» لعصمان صمبان وكان ذلك منذ أربعين سنة.. عادت السينغال الى منصة
التتويج في الدورة الرابعة والعشرين للمهرجان وحصدت ـ لوحدها ـ 4 جوائز
هامة من أصل 8 حصلت عليها إفريقيا وهذه الجوائز هي:
ـ التانيت الذهبي وجائزة الجمهور لفيلم «الزورق» لموسى توري.
ـ جائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم «اليوم تاي» لآلان قوميز.
ـ التانيت الذهبي في مسابقة الأفلام الوثائقية لفيلم «الرئيس ديا»
للمخرج عصمان وليام مباي.
وسجلت الدورة في ذات الاتجاه عودة المغرب الى منصة التتويج بعد أول
تانيت ذهبي حصلت عليه في دورة 2004 بفيلم «الملائكة لا تحلق فوق الدار
البيضاء» لمحمد عسلي وقد توّجت مشاركتها في هذه الدورة بالتانيت الفضي
لفيلم «موت للبيع» لفوزي بن سعيدي (مسابقة الأفلام الطويلة وجائزة المنظمة
الدولية للصحافة السينمائية (قسم الجوائز الموازية) بـ«خيل الله» لنبيل
عيّوش الى جانب التانيت الذهبي في مسابقة الأفلام القصيرة بـ«حياة قصيرة».
غياب الجزائر
يعود آخر تانيت ذهبي حصلت عليه الجزائر الي دورة 1998 فيلم «العيش في
الجنة» لبوعلام قرجو فعلى الرغم من الحضور الجزائري المميّز في هذه الدورة
من خلال فيلم «عطور من الجزائر» للمخرج رشيد بلحاج بدرجة أولى، فإن ذلك لم
يشفع لها لدى لجنة التحكيم الدولية رغم التنويه الخاص بهذا العمل من لدنها.
مصر الفضّة والبرنز
وفي المقابل فإن مصر الحاصلة على التانيت الذهبي في مسابقة الأفلام
الطويلة (الدورة الماضية 2010) بـ«الميكروفون»لمحمد عبد اللّه اكتفت في هذه
الدورة بجائزتين:
ـ التانيت البرنزي للأفلام الطويلة بـ«الخروج الى النهار» لهالة لطفي.
ـ التانيت الفضي للأفلام القصيرة بـ«العذراء والأقباط وأنا» لنصير عبد
المسيح.
تونس: تانيت وحيد
لا نخفي سرّا إذا قلنا إن الجمهور انتظر تتويجا جديدا في مسابقة
الأفلام الطويلة لأحد الأفلام التونسية الثلاثة: «مانموتش» (النوري بوزيد)
«مملكة النمل» (شوقي الماجري) «الأستاذ» (محمود بن محمود) فإن الحصيلة كانت
مخيّبة للآمال واكتفت تونس بجائزة أفضل سيناريو لـ «الأستاذ» والتانيت
الفضي (مسابقة الأفلام القصيرة) لفيلم «تدافع 9 أفريل 1938» لطارق الخلادي
وسوسن سايا علما أن آخر تانيت ذهبي حصلت عليه تونس يعود الى دورة 2003 بـ
«آخر فيلم» للنوري بوزيد.
تفوق افريقي
ما يمكن التأكيد عليه ان هذه الدورة شهدت تفوقا افريقيا واضحا على
السينما العربية من خلال حصدها أكثر من نصف جوائز الدورة باعتبار الجوائز
الموازية... وقد سجلت الدورة تتويج أنغولا والموزمبيق في مسابقة التمثيل
وفي ذلك إشارة الى توفّر طاقات ابداعية شابة تجمع بين الاقناع والإمتاع كما
سجلت الدورة تتويج رواندا في مسابقة الأفلام القصيرة بـ «التانيت البرنزي»
رغم حداثة الصناعة السينمائية في هذا البلد الافريقي فإن مثل هذا التتويج
يمثل حافزا للسير على درب العطاء السينمائي الرائد في هذا البلد.
رحلة التانيت
بالعودة الى رحلة التانيت الذهبي من 1966 حتى دورة 2012 بالنسبة الى
الأفلام الطويلة نجد أنه تم توزيع 22 تانيتا كان نصيب الدول العربية 17
تانيتا منها 5 لتونس و3 لمصر أما الدول الافريقية فارتفع رصيدها الى 7 (تانيتات)
منها 2 للسينغال.
الشروق التونسية في
27/11/2012
جوائز جاملت السينما الإفريقية
كوثر الحكيري
صعد الممثل اللبناني «شادي حداد» على ركح قاعة الكوليزي لتسلم جائزة
افضل ممثل في دور ثان عن فيلم «رجل شريف» وفاجأ الجميع بورقة رفعها وهو
يتسلم تتويجه وقد كتب عليها «مثلتو بينا» أي نكلتم بنا، ولم تجد إدارة
الأيام ولا الزميل «منذر القلعي» منشط سهرة الاختتام الطريقة المثلى لتجاوز
هذه الفضيحة حتى عندما حاولوا تقبل هذا الاحتجاج الفضائحي بروح رياضية عندا
طلب من الممثل الشاب الالتحاق بالركح ولكنه أصر حتى الدقائق الأخيرة على
رفع اللافتة، ورفض في نهاية السهرة الوقوف مع بقية المتوجين ووزير الثقافة
ومدير المهرجان في صورة تذكارية لا قيمة لها بالنسبة إلى ضيفنا اللبناني
الذي جاءت حركته لتغني عن أي تعليق... فقد تعودنا من ضيوفنا الابتسام أمام
الكاميرا والادعاء أن «الأمور لاباس» خاصة إذا كان الضيف متوجا، لكن حركة
«شادي حداد» أكدت أن الدورة الرابعة والعشرين لأيام قرطاج السينمائية حققت
رقما قياسيا في الفوضى وسوء التنظيم لا يمكن السكوت عنها...
نتذكر ما قاله الدكتور «محمد المديوني» خلال الندوة الصحفية الخاصة
بالإعلان عن تفاصيل الدورة الرابعة والعشرين لأيام قرطاج عندما أكد أن
المهرجان آيل للاندثار ما لم يتحول إلى تظاهرة سنوية... والأيام آيلة
للاندثار فعلا لا لأنها غير قادرة على منافسة بقية التظاهرات السينمائية في
موعد كل سنتين وإنما لأن دورة هذا العام ستجعل الكثير من السينمائيين من
أصدقاء الأيام إلى التفكير ألف مرة قبل المبادرة بالمشاركة في أيامنا...
فما حدث من فوضى وتجاهل للضيوف مع ارتجال بعض العروض السينمائية وإلغاء
أخرى دون سابق إعلام أو إشارة وغيرها من التفاصيل الملحة لا يمكن أن تمر
دون أن تترك أثرا في نفوس ضيوفنا الذين لم يكلف «المديوني» نفسه عناء
الاتصال بهم أو الترحيب بهم، وقد أشار أكثر من سينمائي إلى أنه لم ير مدير
المهرجان منذ حلوله وحتى موعد مغادرته...
وفي شهادة جانبية سألنا صديق الأيام الممثل والمخرج الكبير «محمد
بكري» عن رأيه في دورة هذا العام من أيام قرطاج السينمائية فرد باختصار
«فوضى»...
والفوضى التي اعتبرها «المديوني» من النواقص التي «قد» تكون حدثت خلال
فعاليات الأيام أرجعها إلى الصعوبات المالية الخانقة التي اعترضت لجنة
التنظيم... ولكن الصعوبات المالية لا دخل لها في تجاهل الضيوف ممن لا نعلم
بوجودهم في المهرجان أصلا ونبحث عنهم أو نلتقيهم مصادفة في النزل...
المشاكل المادية لا دخل لها في التدافع وفي ارتجال بعض الفقرات، وعدم
الاعتذار عن إلغاء أخرى وغيرها من التفاصيل التي لا تحتاج إلا إلى القليل
من «الذوق» والمعرفة «التنظيمية»...
جاءت سهرة اختتام الدورة الرابعة والعشرين لأيام قرطاج السينمائية
أكثر تنظيما وأقل من مشاكل وقد أصابت إدارة الأيام ووزارة الثقافة باختيار
باستبعاد من صاغ سهرة الافتتاح واستبداله بفريق آخر مرت معه الليلة بسلام
وبأقل مشاكل وفوضى عدى ما حدث مع لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية التي لم تكن
تدري ما الذي تفعله وهي على الركح وقال رئيسها الإيطالي «رينزو روسيليني»
إن لجنة التنظيم لم توجههم كفاية...
وخلافا لسهرة الافتتاح أيضا كان وزير الثقافة في الصورة ورحب به «المديوني»
في كلمته (في سهرة الافتتاح لم يأت على ذكره إطلاقا) كما دعاه ليلقي كلمته
التي جاءت موجزة وذكية وأفضل بكثير مما تلاه «علي اللواتي» الذي قرأ
بارتباك كلمته وكلمة لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة التي يرأسها
وجاءت عباراته بلا روح لم تخرج من التراكيب المدرسية (مثل حفل بهيج) وهذا
لا ينسجم مع روح كاتب كبير مثله...
مجاملة السينما الإفريقية
لوحظ في سهرة اختتام الدورة الرابعة والعشرين لأيام قرطاج السينمائية
غياب عدد كبير من صناع الأفلام المشاركة، وهذا يؤكد على أن الكثير منهم لم
يكن راض على الشكل الذي استقبل به في المهرجان...
أما الجوائز فقد جاءت في مجملها مخيبة للآمال باستثناء جائزة التانيت
الذهبي للفيلم القصير التي ذهبت إلى فيلم «حياة قصيرة» للمخرج المغربي
«عديل الفاضلي» وهو الفيلم المتوج بأكثر من 35 جائزة، وأنى ذهب حصد الجائزة
الأولى، في المقابل لم يلق الفيلم التونسي التونسي المتوج في الفئة نفسها
بجائزة التانيت الفضي «تدافع_ 9 أفريل 1938» للمخرجين «سوسن صايا» و»طارق
الخالدي» ترحيبا من السينمائي، فبغض النظر عن جنسيته التونسية لم يكن
الفيلم جديرا بالتتويج...
وفي باب الأفلام الوثائقية نال المخرج المصري «نمير عبد المسيح»
التانيت الفضي عن فيلمه المثير للجدل «العذراء والأقباط وأنا» وهي جائزة
مستحقة لكن كان غريبا جدا أن يمر فيلم «نحن هنا» للمخرج «عبد الله يحيى» في
صمت وهو من بين أفضل التجارب الوثائقية التي عرضت ضمن المسابقة الرسمية
لهذه الفئة إن لم يكن أفضلها...
أما جوائز الأفلام الروائية الطويلة فلم تكن مقنعة بشهادة أغلب
السينمائيين الحاضرين، لا لأن تونس لم تنل سوى جائزة يتيمة وهي «أفضل
سيناريو» التي ذهبت إلى «محمود بن محمود» عن فيلمه «الأستاذ» ولكن لأن رد
الاعتبار إلى السينما الإفريقية لا يجب أن يخضع إلى المجاملة، فكل الدول
الإفريقية نالت نصيبها من التتويج وحازت السينغال إضافة إلى التانيت الذهبي
للفيلم الوثائقي، جائزة الجمهور والتانيت الذهبي (لفيلم الزورق للمخرج موسى
توري الذي شارك في الدورة الخامسة والستين لمهرجان كان السينمائي ضمن قسم
نظرة ما) وجائزة لجنة التحكيم وهي جائزة غير مستحقة لأن فيلم «اليوم تاي»
عادي جدا وثمة أفلام أهم يبدو أن لجنة التحكيم لم تشاهدها، وإلا ما خرج
فيلم «لما شفتك» للمخرجة الفلسطينية «آن ماري جاسر» فارغ اليدين...
تحتاج الكثير من التفاصيل في الدورة الرابعة والعشرين لأيام قرطاج
السينمائية إلى المراجعة نتوقف عند جانب منها في ورقة قادمة،
جوائز المهرجان
جائزة الجمهور:الزورق – موسى توري- السينغال
ورشة المشاريع:
-جائزة الألكسو:العلم-فراس خوري-فلسطين
-المعهد الفرنسي للتعاون: بنتي -ليلى بوزيد- تونس
ليبرو-مهدي هميلي-تونس
-المركز الوطني للسينما بفرنسا: باكيتالاكي-آداما سالي-بوركينا فاسو
زهرة من حلب-رضا الباهي –تونس
-TV5 Monde
: الزيتونة الحمراء-كريم بن صالح- الجزائر
-المنظمة الدولية للفرنكفونية: أسطول صغير نحو غزة-لطفي عاشور-تونس
نزيلات الجناح ج –محمد نظيف- المغرب
مسابقة الأفلام القصيرة:
-تنويه خاص: ثلاث-سابين شماع-لبنان
-تانيت برونزي: ذكاء- ناري كليمنتين دوزا بيجمبو-رواندا
-تانيت فضي:تدافع:9 أفريل 1938-سوسن صايا وطارق الخالدي-تونس
-تانيت ذهبي:حياة قصيرة-عديل الفاضلي-المغرب
مسابقة الأفلام الوثائقية:
-تانيت برونزي: كل هذا وأكثر- وسام شرف –لبنان
-تانيت فضي: العذراء والأقباط وأنا- نمير عبد المسيح
-تانيت ذهبي: الرئيس ديا-عصمان وليام مباي-السينغال
مسابقة الأفلام الروائية الطويلة:
-أفضل دور نسائي ثان:إيفامو غاليلا-مارغاريدا العذراء-الموزمبيق
-أفضل دور رجالي ثان:شادي حداد-رجل شريف-لبنان
-أفضل ممثلة:شيلاّ ليما-كل شيء هنا على ما يرام-أنغولا
-أفضل ممثل:علي سليمان-الجمعة الأخيرة-الأردن
-أفضل سيناريو:الأستاذ –محمود بن محمود-تونس
-لجنة التحكيم:اليوم تاي-ألان غوميز-السينغال
-تانيت برونزي: الخروج إلى النهار –هالة لطفي-مصر
-تانيت فضي:موت للبيع-فوزي بنسعيدي-المغرب
-تانيت ذهبي: الزورق-موسى توري-السينغال
الصريح التونسية في
26/11/2012 |