حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

رحيل أحمد رمزي.. الولد الشقي

اليوم السابع يعيد نشر آخر حوار للراحل أحمد رمزى..

الفتى الشقى: أتمنى عودة المصريين للعمل قبل ما نموت من الجوع..

مازلنا نعيش فى الدولة الناصرية.. صناعة السينما خرجت من مصر لدول عربية لا يسمع عنها أحد

أجرى الحوار العباس السكرى

جاء رحيل الفنان الكبير أحمد رمزى صدمة لعشاق زمن الفن الجميل، وأدوار الراحل التى كانت تحمل عبق الخمسينيات والستينيات، وبعد رحيل "الفتى الشقى" يعيد "اليوم السابع" نشر آخر حوار أجراه الزميل العباس السكرى معه، بعدما قرر "رمزى" الهروب من صخب المدينة إلى هدوء الساحل الشمالى، ليتأمل ويفكر ويستعيد شريط ذكرياته مع الفن والسينما والحياة.

وفى حديثه مع «اليوم السابع» أفصح الفنان الراحل عن رؤيته السياسية حول ثورة يناير، وما أعقبها من أحداث، وسر رفضه الذهاب للإدلاء بصوته فى الانتخابات الرئاسية، متطرقاً فى حديثه عن شكل السينما المصرية فى الماضى، وما آلت إليه الآن.

وإلى نص الحوار..

·        اتخذت قرارا بعدم الإدلاء بصوتك فى الانتخابات الرئاسية وأيضا جولة الإعادة، لماذا؟

- لم أرفض الذهاب للتصويت بسبب أى مرشح رئاسى أعلن خوضه للانتخابات الرئاسية، لكن فى حقيقة الأمر أنا لم أعتد الذهاب لأى انتخابات أجريت طوال عمرى، ونشأت على ذلك منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ولعل هذا الإحساس انتابنى وقتها لأن صوتى لن يؤثر فى العملية الانتخابية، وإرادة الرئيس كانت فوق كل إرادة.

·        على مدى ثلاثة عقود مضت لم يتغير فكرك حول مشاركتك فى العملية السياسية والذهاب إلى صناديق الاقتراع، خاصة بعد زوال الدولة الناصرية؟

- نحن مازلنا حتى الآن نعيش داخل أركان الدولة الناصرية، وكل ما كان يجرى فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات وعصر حسنى مبارك، نسخة كربونية لما كان يجرى فى عهد جمال عبدالناصر، ولا توجد سمة واحدة تميز بها رئيس من الثلاثة الذين حكموا البلاد فى الفترة الأخيرة، وأود أن أقول إننا أدخلنا هذه العصور ولم ندخلها بإرادتنا، وربما يتلخص نجاح ثورة يوليو فى استمراريتها حتى الآن بالحكم.

·        الشعب المصرى كسر الصمت وخرج معلناً عن غضبه وصنع ثورة مصرية أسقطت نظاماً فاسداً واحتفى بها العالم؟

- لا أستطيع أن أجزم بنجاح الثورة المصرية لحداثة عمرها، ولا يمكننا معرفة هذا إلا بعد سنوات طويلة، لكن أستطيع القول بأن الشعب المصرى طوال حياته «مغلوب على أمره».

·        كيف تصفه بـ«المغلوب على أمره» وهو الشعب الذى تمرد على رئيسه وخلعه من منصبه؟

- الشعب المصرى لم يثر، وأقصد بذلك الـ80 مليون مصرى، ولو وصل تعداد الذين ثاروا وتمردوا على النظام لخمسة ملايين داخل ميدان التحرير والميادين فى المحافظات الأخرى فإن ذلك لا يعنى بأن الشعب كله ثار.

·        إذن هل ترى أن هناك أخطاء أعقبت ثورة يناير فور اندلاعها؟

- حدث خلل ملحوظ، وظهرت تيارات سياسية ركبت الموجة وحصدت كل شىء، وتحولت إلى الحكاية إلى ما يشبه «العركة».

·        هناك مليونيات مستمرة تخرج أسبوعيا إلى ميدان التحرير لعرض مطالبها، ما رأيك؟

- أتمنى أن يعود الشعب المصرى للعمل، حتى نستطيع النهوض بالمستوى الاقتصادى للبلد، قبل «ما نموت من الجوع»، وأرجو أن نستقر ولا نصبح مثل سوريا.

·        هل تتوقع أن تتصدر ثورة يناير كتب التاريخ؟

- التاريخ من السهل إلغاؤه مادمت تستطيع أن تتحكم فى المناهج والكتب، وعبدالناصر ألغى تاريخ أسرة محمد على من الكتب فى أول 5 سنوات من حكمه.

·        كيف ترى فوز الدكتور محمد مرسى مرشح جماعة الإخوان بمنصب رئيس الجمهورية؟

- بداية عظيمة أن يأتى رئيس جمهورية غير عسكرى، لكن بالتأكيد هناك «لخبطة» فى الكثير من الأمور لحين الاستقرار التام.

·        أحمد رمزى شريط سينمائى طويل، فكيف يرى شكل السينما المصرية الآن؟

- أريد أن أطرح سؤالا فى هذا الشأن وهو: أين السينما المصرية الآن؟، ببساطة «مفيش سينما»، فنحن فى عهد جمال عبدالناصر كنا نقدم 120 فيلما مصريا فى العام الواحد، رغم حالة الكساد والحرب التى كانت تمر بها البلاد، أما الآن فعدد الأفلام المصرية التى تقدم فى السنة لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، وللأسف صناعة السينما حاليا ذهبت إلى بلاد عربية أخرى لم يسمع عنها أحد، بعدما كان لا يستطع أحد أن «ينطق سينما غيرنا».

·        لم يدفعك الفضول لمشاهدة الأفلام الحديثة التى تعرض حاليا بدور العرض السينمائية؟

- أنا لا أشاهد سوى الأفلام العربية القديمة، والأفلام الفرنسية القديمة أيضاً.

·        وما شعورك عند متابعة أفلام الزمن الجميل؟

- عندما أشاهد فيلما يدور بخيالى شريط من الذكريات الطويلة التى جمعتنى بأبطال العمل ومؤلفه ومخرجه، وأسترجع ذكريات عمرها ستون عاما، عندما بدأت التمثيل وكنت لا أتوقع أبدا أن أحظى يوما بهذه النجومية على الإطلاق.

·        برأت العندليب من زواجه بالسندريلا أكثر من مرة فهل تمتلك أدلة البراءة؟

- الأمر ليس محتاجا لأدلة، لأن عبدالحليم حافظ كان بمثابة الأخ لى وأعرف أدق تفاصيله الشخصية، وكذلك سعاد حسنى كانت صداقتنا قوية جدا، وأؤكد أنهم لم يتزوجا مثلما أشيع، وكذلك شائعة قتل سعاد حسنى ليست صحيحة لأنها انتحرت بالفعل، بعدما تجاهلها عدد كبير من أصدقائها أثناء محنتها، وهو ما أدى إلى كرهها لنفسها وللحياة.

·        هل ترغب فى توجيه رسالة للشعب المصرى؟

- أريد أن أبعث له بجملة واحدة هى «بهدوء وبدون استعجال»، وكل شىء سيصبح فى مكانه الصحيح، وحذار من السرعة لأنها لن تفيد.

اليوم السابع المصرية في

30/09/2012

 

 

أحمد رمزى..

الطفل الذى صفق لنزول المطر.. عاش ومات وحيداً

علا الشافعى

أذكر تفاصيل ذلك اليوم كأنها كانت بالأمس، فى عام 2009 عندما كنت أقدم تجربتى الأولى فى مجال التقديم التليفزيونى بقناة «أون تى فى» برنامج بعنوان «ولاد البلد» حيث أخبرنى الزميل شريف نادى بأنه نجح فى الوصول إلى الفنان أحمد رمزى، والذى كان مختفيا حينها عن الأضواء تماما، وكان يصعب الوصول إليه، وتمكن شريف بحرفية من الاتفاق مع رمزى وإقناعه بضرورة الظهور عن طريق واحد من أصدقاء عمره، وهو الإعلامى «وجدى الحكيم»، وقتها لم أصدق أذنى حقاً، سألتقى رمزى فتى الشاشة وواحدا من أوسم الرجال الذين عرفتهم السينما المصرى، وأسجل معه حلقة تليفزيونية. وكانت تلك الحلقة من أسرع الحلقات التى تم الترتيب لها وإنجاز تفاصيلها، وقتها كنا فى فصل الشتاء، وأصر النجم الكبير على أن نذهب إليه فى الساحل الشمالى، حيث يعيش هناك بقرية «هاسيندا»، مؤكداً أنه بات لا يستطيع الاقتراب من القاهرة، إلا إذا كان مضطراً، وأذكر وقتها أننا طوال الطريق أخذ فريق العمل يتساءل عن كيف سيكون استقباله لنا؟ هل سيتحمل أن نجلس معه ساعات طويلة نرهقه فيها؟. وللأسف لم يكن أحد منا يملك إجابات محددة وظلت المسألة ضبابية.. بالتأكيد أنه لن يتحملنا كثيراً.. فالرجل الذى اختار العزلة بكامل إرادته من الصعب أن يجد نفسه محاطاً بكل هذا الصخب ويتقبله بسهولة، وبدأت صور النجم الكبير تتداخل فى مخيلتى، لقطات من شبابه فى أفلام مثل ابن حميدو، وصراع فى المينا، الوسادة الخالية، أيامنا الحلوة، ثرثرة فوق النيل، ووصولاً إلى آخر ظهور له بفيلم «الوردة الحمرا» مع المخرجة إيناس الدغيدى، وظلت تلك هى الصورة الراسخة فى ذهنى، لأنها تحمل علامات السن وسنوات الخبرة التى عاشها فتى الشاشة، أو جيمس دين السينما المصرية كما أطلق عليه البعض فور ظهوره - حيث كان رمزى هو المعادل لجيمس دين بطريقة ملبسه وتسريحة شعره وفتحة أزرار قميصه - وعندما اقتربنا من الشاليه الذى يقطنه رمزى، قررت وبشكل حاسم أن أنفض من ذهنى صورته، وهو متقدم فى السن، وأستدعى لقطات لم ولن أنساها فى حواره مع الإعلامية «ليلى رستم» وهو اللقاء المميز والذى كان يحمل جرأة من ليلى وخجلا لم أتوقعه من رمزى فى إجاباته حتى فيما يتعلق بقميصه المفتوح والخرزة الزرقا التى يرتديها وعلاقته بزوجته، وأخذت أردد على نفسى: تلك هى الصورة التى سأظل أتذكرها قبل أن أقابله وأثناء إجرائى الحوار معه. جلسنا للحظات فى حديقة الشاليه فى انتظار «فتى الشاشة».. وكل يحمل توقعه الخاص لشكله ولكيف ستكون المقابلة، وفوجئنا به يهل علينا بنفس الابتسامة الساحرة والتى كانت تميز قسمات وجه، وبنفس العيون الشقية والجذابة، وكأن الزمن رسم علاماته على وجهه وجسده إلا أنه أبدا لم يستطع أن يأخذ شيئاً من تلك النظرة الآسرة والابتسامة الساحرة مرحباً بقدومنا وكأنه يعرفنا فردا فردا، أذكر وقتها أننا تبادلنا النظرات ولم نصدق كل هذه الحيوية والنشاط من شخص فى نهاية السبعينيات من العمر.

وكسر رمزى كل الحواجز بتلقائيته، وحيويته، يومها أصر على أن يكون التصوير فى حديقة الشاليه، وعلى البحر، رافضاً أن يتم التصوير فى الداخل، مؤكداً: «أنه لا يستطيع أن يحرك كرسى من مكانه فزوجته تعشق النظام وهو لا يستطيع أن يعبث بالمكان.. لأنه يرفض فكرة إزعاجها بأى حال من الأحوال».

وقبل أن تدور الكاميرا انطلق رمزى بتلقائية شديدة يحكى عن ذكرياته وبداية علاقته بالسينما، وصديقيه اللدودين عمر الشريف ورشدى أباظة، وكيف أنه أحبهما جداً وحاول إصلاح العلاقة بينهما أكثر من مرة، إلا أنه فشل، عندهما وإصرار كل واحد فيهما على أنه الأول، والأكثر جاذبية، ويضحك رمزى ويروى لنا عن رحلات هروبه مع عمر الشريف يوميا من «فيكتوريا كوليدج» وسهرهم فى بارات الإسكندرية، وكيف تم ضبطهما أكثر من مرة، ولا يخجل أن يروى كيف كانت تتم معاقبتهما، ويروى عن والدته الاسكتلندية، والتى دعمته وعلمته أن يكون صاحب شخصية معتدة بنفسها، وسعاد حسنى وعلاقتها بحليم وعلاقتها المميزة به وكيف كانا أصدقاء، وصداقته بالنجمة الكبيرة فاتن حمامة وكيف أنها لم تنقطع يوماً. سيل من الذكريات انفتح، وأبداً لم يخجل نجم بحجمه وتاريخه من أن يعترف أمامنا بأخطائه فى حق نفسه، وكيف أن النجومية أخذته، وجعلته يرتكب العديد من الحماقات ويخسر خسارات متتالية، خصوصاً عندما قرر أن يعمل فى التجارة، وكيف أن المخرجين وصناع السينما ظلموه لأنهم حصروه فى نمط واحد من الشخصيات، رغم أنه كان يملك طاقة فنية لم يستطع أحد توظيفها بالشكل الذى يرضيه وظهر بعض منها فى «ثرثرة فوق النيل» «والعنب المر»، وأخذ يروى عن احترام جيله للعمل وكيف كان للفن قدسيته، وأنه ونجوم جيله لم يكونوا معنيين بجمع الأموال، بل العكس، كانوا يهتمون بصناعة سينما وفن يبقى ويستمتع به من يشاهده، والمفارقة أن تلقائية رمزى تلك كانت تتوقف تماماً عندما دارت الكاميرا، حيث كان يجيب باقتضاب، وبإجابات قصيرة جداً وأذكر أننى عندما اقتربت منه لأسأله، قال لى: «لا أريد أن أجرح أحدا» أنا اخترت البعد والعزلة بكامل إرادتى، أرى فقط من أحب وأتحدث مع من أرغب، فالقاهرة لم تعد هى، والناس بقه شكلهم وحش من الهم والمتاعب والتلوث».. وأنا كل ما أريد الاحتفاظ به هو شريط ذكرياتى، فأنا عرفت فضيلة الاستغناء، واصطحبنا لنستكمل التصوير على شاطئ البحر وكنا جميعا نرتعد من البرد وأخذ ينظر إلينا ويضحك.. حيث كان أكثر منا نشاطاً. وعندما دارت الكاميرا استعاد تلقائيته وكأن بينه وبين البحر سر خاص، ويجعله يشعر براحة أكبر، وأثناء التصوير بدأ المطر يتساقط، وقتها صفق مثل الأطفال فرحاً بحبات المطر، ونظر للسماء وكأنه يحدثها ضاحكاً: «عايز مطر أكتر» ثم قال لى: هل هناك أجمل من ذلك، أنا دلوقتى ممكن أتكلم معاكى فى أى حاجة، وعن كل حاجة».. وبعدها تركناه وهو يستعد لصنع غذائه بنفسه.

وكانت واحدة من أجمل الحلقات التى حملت سحر تلك الشخصية أحمد رمزى الذى عاش حياته كما أراد، اختار أن يعيش وحيداً ويموت وحيداً بجوار البحر ومن حوله سماء مفتوحة تسمعه طوال الوقت، ومنه كان يستمد سحره وتألقه، وستظل صورته وهو يصفق لنزول المطر كالأطفال واحدة من أجمل اللقطات التى أحتفظ بها فى مخيلتى للفتى الدونجوان الشقى، نموذج فارس الأحلام حتى الآن.

اليوم السابع المصرية في

30/09/2012

 

الدنجوان أحمد رمزى الذى عشق الوحدة والطبيعة

كتب على الكشوطى 

"كان بيعشق الوحدة وبيحب الطبيعة.. هو عصبى شويه بس قلبه أبيض وطيب وحنين وخيره على الكل".. تلك الكلمات البسيطة والمعبرة هى أولى الكلمات التى خرجت من لسان اثنين من العمال العاملين بالقرية السياحية التى توفى على أرضها النجم الراحل دنجوان السينما المصرية الفنان أحمد رمزى، حيث قطعا مسافة طويلة متتبعين خطوات جنازة الراحل من المستشفى وحتى مثواه الأخير، حيث دفن فى أحد المدافن البسيطة وسط أهالى الساحل الشمالى والعلمين، ممن اعتبروه واحداً منهم، حسبما أكدت ابنة الراحل التى أشارت إلى أن السر وراء وصية والدها بدفنه فى الساحل الشمالى هو أنه عشق طبيعة وسحر الساحل الشمالى، وارتاح لمعاملة سكان الساحل الذى لم يلق منهم سوى كل حب وخير وترحاب، وذلك حسبما أكد أحد شيوخ العلمين، والذى قال إنه جمعته صداقة قوية بالنجم أحمد رمزى، تلك الصداقة التى تكونت على أساس الصدق والحب والتقدير، حيث أشار إلى أن النجم رمزى استطاع أن يحصد حب أهل الساحل الشمالى كلهم، لأنه كان يودهم كثيرا، وكان صاحب واجب، حيث كان يشاركهم فى أفراحهم وفى أحزانهم.

وهو الأمر الذى استطاع أن يقوى علاقته بأهل الساحل والعلمين، ولعل ذلك الأمر هو ما يفسر العدد الغفير الذى حضر جنازة الراحل من أهل العلمين والساحل الشمالى، على خلاف الغياب الكبير للفنانين ولنقابة الممثلين والسينمائيين ممن غابوا عن مشهد الجنازة، إلا الفنان أحمد السقا، الذى تصدر المشهد الجنائزى، وحضر منذ الساعات الأولى قبل صلاة الجنازة، وصلى الجنازة فى أول صفوف المصليين، وحمل النعش مع حفيده وأحباء رمزى من أهل العلمين حتى مثواه الأخير، كما لم يكتف بذلك فقط، وإنما ساعد فى دفن جثمان الراحل أحمد رمزى يداً بيد مع القائمين على الدفن بالمقابر.

وسط الجنازة وأثناء دفن جثمان رمزى لا تسمع سوى همهمة أحبائه بكل خير، حيث أوضح عمدة العلمين محمود مهيوب أن الراحل عاش أكثر من عشر سنوات صيفاً شتاءً فى الساحل الشمالى، لما لمسه من حب من أهالى العلمين وترحاب به، لأنه كان إنسانا صادقا وأصيلا.

بعد الجنازة لا ترى سوى دموع محبيه ومشيعى جنازته ممن رقدوا خلفه لإلقاء النظرة الأخيرة على "الدنجوان الفتى الشقى" أحمد رمزى عاشق الوحدة والطبيعة.

اليوم السابع المصرية في

30/09/2012

 

دونجوان السينما العربية.. إلى اللقاء

كتبت هنا موسى 

◄◄أكثر من 110 أعمال سينمائية جعلته فتى أحلام الفتيات.. ثم زهد فى الشهرة واكتفى بمسلسلين فقط مع رفيقى دربه عمر الشريف وفاتن حمامة

الفنان الراحل أحمد رمزى هو أشهر دنجوان فى السينما المصرية والعربية، وفتى أحلام معظم الفتيات فى أجيال متعددة، بعد أن دخل الوسط الفنى عن طريق المصادفة، عن طريق صداقته القوية بالفنان عمر الشريف.

بداية رمزى كانت مع فاتن حمامة وعمر الشريف وعبد الحليم حافظ، من خلال فيلم "أيامنا الحلوة"، وظهر فى الفيلم باسمه الحقيقى "رمزى"، ذلك الشاب مفتول العضلات الذى يمارس رياضة الملاكمة ويقع فى حب جارته، لكنه يتركها بعد أن يشعر أن صديقه معجب بها، وأنها تبادله نفس الشعور، ورغم أن الدور كان أول ظهور لرمزى فى السينما، إلا أنه لقى ردود فعل طيبة وإشادة من الجمهور والنقاد عند عرضه عام 1955.

ليقدم رمزى بعد ذلك أكثر من 110 أفلام، منها "أيام وليالى" و"إسماعيل يس فى الأسطول" و"تمر حنة" و"عائلة زيزى"، وعمل مع عمالقة الفن مثل رشدى أباظة وعبد الحليم حافظ وفريد شوقى وفاتن حمامة وصباح وسعاد حسنى، واستطاع أن يحصل على لقب الولد الشقى من بين أبناء جيله.

ورغم تهافت المنتجين على رمزى فى فترة الخمسينيات والستينيات والسبعينيات أيضاً، إلا أن النجم الراحل قرر اعتزال الفن والابتعاد عن الأضواء فى عز شهرته فى نهاية السبعينات، بعدما وجد تغيرا فى ملامحه وبدأت السنين تحفر آثارها على وجهه، إلا أن عشقه للسينما جعله يعود لها مرة أخرى فى منتصف التسعينيات، ولكن على استحياء، حيث قدم عام 1995 فيلم "قط الصحراء"، وقدم عام 2000 فيلم "الوردة الحمراء".

بينما قدم مسلسلين تليفزيونيين فقط، أحدهما مع صديقته النجمة فاتن حمامة هو "وجه القمر"، والآخر مع صديقه الفنان عمر الشريف، حيث ظهر كضيف شرف فى "حنان وحنين"، بينما كانت آخر أعماله السينمائية "الوردة الحمرا" مع المخرجة إيناس الدغيدى.

ورغم كل تلك الشهرة التى حظى بها وتصنيفه كدنجوان للسينما المصرية والعربية لم يكن رمزى مزواجاً أو صاحب عين زائغة بل كان زوجاً مخلصاً، فكانت أولى زيجاته من عطية الله الدرمللى، والتى ارتبط بها وأنجب منها ابنته الأولى "باكينام"، ولكن سرعان ما نشبت الخلافات بينهما وكانت الغيرة من جانبها عنصراً رئيسياً أدى إلى الانفصال فى نهاية المطاف، وكانت ثانى زيجاته الفنانة نجوى فؤاد، لكنها كانت زيجة قصيرة لم تستمر سوى 20 يوماً فقط، حيث تم الزواج سريعاً ودون تفكير، لذلك كان الطلاق سريعاً أيضاً، بينما كانت آخر زيجاته وأطولها هى السيدة اليونانية "نيكولا" وأثمر زواجهما عن ابنتهما "نائلة" التى تعمل حالياً محامية فى لندن.

ورغم ابتعاده عن السينما والوسط وانعزاله بعيداً عن الجمهور فى منطقة الساحل الشمالى، إلا أن رمزى كان دائم الاتصال بعمر الشريف حتى آخر أيام حياته، وبعد رحيل رمزى لم يستطع المقربون من عمر الشريف إيصال الخبر إليه فى نفس الوقت، حيث كلفوا ابنه طارق بأن يتولى إعلام النجم العالمى بوفاة صديقه وعشرة عمره رمزى.

اليوم السابع المصرية في

30/09/2012

 

مقتطفات من مشوار "الدنجوان" أحمد رمزي

يعدّ الفنان الراحل أحمد رمزى أشهر دنجوان فى السينما المصرية والعربية، وكان فتى أحلام معظم الفتيات في الجيل الحالي والسابق، والذي استطاع تقديم أشهر الأفلام في السينما العربية. وهذه بعض صور ومقتطفات من مشوار وحياة أحمد رمزي أحد دنجوانات السينما العربية، الذي وافته المنية ظهر الجمعة 28 سبتمبر عن عمر يناهز الـ 82 عاماً. نقلاً عن: "اليوم السابع".

(بالفيديو: أفضل الفنانات لأحمد رمزي)

عرض المعرض: الغريب أن النجم الراحل لم يكن يعتقد أنه سوف يصل إلى تلك المكانة فى السينما، ولم تداعب مخيلته أحلام الشهرة والنجومية والمعجبات، حيث جاء دخوله الوسط الفني عن طريق المصادفة، ولم يكن يفكر فى التمثيل إطلاقاً، لكنه كانت تربطه علاقة صداقة قوية بالفنان عمر الشريف، والذي عمل مع المخرج يوسف شاهين وعرفاه من خلال صديق لهما اسمه نبيل، وقال لهما إن يوسف شاهين خريج مدرستهما ويريد أن يتعرف عليهما، ووقتها طلب من عمر أن يعمل معه في فيلم "صراع في الوادي"، وبعد ذلك... طلبا من رمزي مشاركتهما في فيلم "شيطان الصحراء"، وبعدها توالت الأعمال.

أرقام فى حياة رمزى

·     110 عدد أفلامه منها "صراع فى المينا" و"ابن حميدو" و"القلب له أحكام"، "علمونى الحب"، "بنات اليوم"، "ثرثرة فوق النيل" و"عائلة زيزى".

·        3 عدد زيجاته الأولى عطية الله الدرمللى، والثانية الفنانة نجوى فؤاد، والأخيرة اليونانية نيكولا.

·        3 عدد أبنائه وهم باكينام ونائلة ونواف.

·        1 عدد أشقائه وهو الدكتور حسن بيومى.

·        1955 تاريخ أول أعماله السينمائية فيلم "أيامنا الحلوة".

·        2000 آخر أعماله السينمائية فيلم "الوردة الحمراء".

اليوم السابع المصرية في

29/09/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)