كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

مصر تودع دنجوان السينما المصرية

تميز الشناوي بأدائه البارع في أدوراه السينمائية

كتبت- علياء سعيد

عن رحيل دون جوان السينما

كمال الشناوي

   
 
 
 
 
 
 

استحق بجدارة أن يُلقب بدنجوان السينما المصرية، فهو فنان تميز بإطلالته الفنية المميزة التي لطالما رافقته طوال مشواره الفني الطوي الحافل بالعديد من الأعمال السينمائية المميزة.

إنه الفنان كمال الشناوي الذي توفي فجر اليوم الاثنين عن عمر يناهز 89 عاما بعد صراع طويل مع أمراض الشيخوخة ليرحل إلى مثواه الأخير

بعد حياة فنية مضيئة بالعديد من الأفلام السينمائية التي أثرى بها الشناوي الشاشة الفضية.

ولد الفنان محمد كمال الشناوي الشهير بكمال الشناوي بالمنصورة عام1922وفي بداية حياته الجامعية انتقل إلى حي السيدة زينب بالقاهرة حيث كان يدرس بكلية التربية الفنية بجامعة حلوان، ثم التحق بمعهد الموسيقى العربية وعمل مدرسا للرسم بالمدارس الثانوية لمدة سنتين بالإضافة إلى تقديمه للعديد من المعارض الفنية فهو كان فنانا تشكيليا بارعا تبرز لوحاته موهبته العالية.

وفى عام 1947  شاهده المخرج نيازى مصطفى واعجب به فطلب منه الاشتراك فى فيلم "غنى حرب" الذي كانت تدور أحداثه حول الأحداث التي أعقبت الحرب العالمية الثانية؛ ثم التقى به المخرج حلمي رفلة وعرض عليه الاشتراك فى فيلم "حمامة السلام" عام 1948 فاضطر إلى الاستقالة من وظيفته كمدرس رسم ليبدأ بذلك مشواره السينمائي ويصبح من أكبر نجوم السينما في تلك الفترة.

قدم الشناوي عددا كبيرا من الأفلام السينمائية والأدوار المهمة التي تعد من العلامات البارزة فى ذاكرة السينما المصرية؛ حيث وصل عدد أفلامه إلى272  فيلما من أبرزهم "اللص والكلاب؛ الرجل الذي فقد ظله؛ الكرنك؛ الوديعة؛ المستحيل؛ الروح والجسد؛ ارحم حبي؛ حياتي انت؛ الأستاذة فاطمة؛ المرأة المجهولة؛ عاشت للحب" وغيرها من الأفلام المتميزة؛ وكانت آخر الأعمال السينمائية التي شارك فيها فيلم "ظاظا" مع الفنان هاني رمزي .

لم يكتفِ الشناوي بالسينما فقط بل قدم عددا من الأعمال الدرامية التليفزيونية أشهرها "هند والدكتور نعمان؛ العائلة والناس؛ الجانب الآخر من الشاطئ؛ لدواعي أمنية".

تزوج الشناوي أكثر من مرة الأولى كانت من السيدة عفاف شاكر شقيقة الفنانة شادية؛ والثانية كانت من الراقصة هاجر حمدي، أما الزيجة الثالثة فكانت من الفنانة ناهد شريف حيث تعرف عليها فى فيلم "زوجة ليوم واحد" ولكن استمر الزواج 4 سنوات فقط ثم انفصلا عام 1972 .

أما زيجته الأخيرة فكانت من خارج الوسط الفنى واستقر بعدها كمال الشناوي في حياته الأسرية حتى وفاته.

توفي ابنه المهندس علاء الشناوي فى نهاية عام 2009 وكان هذا من أشد المصائب المؤلمة التي أصابت كمال الشناوي في حياته.

عانى الفنان كمال الشناوي سنوات طويلة من أمراض الشيخوخة والقلب والضغط، وعرض عليه المسئولون العلاج على نفقة الدولة إلا أنه رفض قائلا إن حالته المادية جيدة وتسمح بتوليه علاجه الخاص .

أعلن الفنان الراحل قبل وفاته أنه ينتظر التفاوض مع القناة التليفزيونية التي تقدر مذكراته الشخصية ليعرضها على القناة وتقدم إلى الجمهور؛ كما  اتفق الشناوي مع نجله السيناريست والمخرج محمد الشناوي على كتابة مسلسل يحكي سيرته الذاتية ومشواره الفني.

 

الوفد المصرية في

22.08.2011

 
 
 
 
 

كمال الشناوى و63 سنة من الفن الجميل..

رفض أن يكون أثيرًا للدور الواحد

سارة نعمة الله  

كمال الشناوى واحد من أهم علامات السينما المصرية. رحل عن دنيانا فجر الإثنين، لكن سيظل بيننا بأفلامه ومسلسلاته المتعددة، التى كانت مليئة بالقيم وحملت رسائل فنية وسياسية متعددة. وربما يكون الوقوف عند سيرته الذاتية الآن فيه شىء من رد الجميل للرجل حتى لو كان متأخرا.

محمد كمال الشناوى.. واحد من الفنانين القلائل الذى استطاع من خلال أدواره أن يخرج نفسه من عباءة الحصر في أدوار معينة مثل غيره من الفنانين الذين تم تصنيفهم في أدوار الشر أو الخير بصفه عامة. فخلال مشواره الفنى الذى امتد على نحو 63 عاما استطاع أن يقدم مزيجا متنوعاً من الأعمال.. بعضها تمرد فيه على ملامحه الوسيمة، حيث جرى تصنيفه كواحد من فتيان الشاشة لينتقل بنفسه لتجسيد عددا من أدوار الشر. وفى أحيان أخرى مزج بين خفة الظل والمرح من خلال الدويتوهات التى قدمها مع الفنانة شادية وإسماعيل يس.

لعل رحلة كمال الشناوى كانت تتنبأ بمولد نجم فنى كبير منذ تخرجه فى كلية التربية الفنية بجامعة حلوان، ثم التحاقه بمعهد الموسيقى العربية ثم عمله مدرسا للرسم. وقد بدأ الشناوى في تحقيق حلمه بالتمثيل عام 1948 من خلال فيلم "غنى حرب" ثم توالت أعماله في نفس العام وقدم فيلميه "حمامه سلام" و"عدالة السماء".

يبدو أن نجاح الشناوى مع شادية في تقديم هذين الفيلمين كان سبباً في استغلال بعض المخرجين للدويتيو الذي أقاماه معاً وقدما من خلاله سلسلة من الأفلام الناجحة منها "ساعة لقلبك" و"ظلموني الناس" عام 1950 مع المخرج حسن الإمام ليأخذهما المخرج حلمى رفله بعد ذلك معاً في عدد كبير من أفلامه منها"( بين قلبين، حياتي أنت، قليل البخت، مغامرات إسماعيل ياسين)، ليصل عدد الأفلام التى قدمها الثنائي معاً إلى 32 فيلما تنوعت بين الدراما والكوميديا.

خلال هذه الفترة تردد أن هناك علاقة حب كانت قد جمعت بين الطرفين حتى إن الشناوى قرر أن ينتج لها فيلماً بعنوان "عش الغرام" من إخراج حلمى رفلة عام 1959.

لم يكتف الشناوى بكونه ممثلاً محلياً فقط بل قرر أن يصل إلى العالمية، وقدم أربعة أفلام من إنتاج خارجى، منها فيلم لبناني بعنوان "بدوية العاشقة" وفيلم إنتاج مشترك مع اليابان وهو "على ضفاف النيل"، وآخر سورى باسم "الرجل المناسب" وأخيرا "لصوص على موعد" وهو إنتاج مشترك مع تركيا.

استطاع الشناوى أن يتألق في أدوار الشر في بعض أعماله والتى حفرت في أذهان كثير من الناس رغم عدم تصنيفه على أنه "النجم الشرير" كما هو مثلاً في محمود المليجى لكن براعته في تجسيد هذه الأدوار جعلته لا يغيب عن ذاكرة جمهوره.

ولعل أبرز هذه الأعمال فيلم "المرأة المجهولة" مع شادية والذى عرف من خلاله بشخصية "عباس" الرجل الذى حطم علاقة الحب بين شادية وحبيبها وحرمها من ابنها الوحيد كذلك دوره في فيلم "الكرنك" والذى قدم من خلاله شخصية ضابط المخابرات الذى يقوم بتعذيب المواطنين، و"اللص والكلاب" حيث تقديمه لشخصية الصديق الذى يستغل صاحبه في تحقيق أهدافه ومصالحه الشخصية.

يعتبر كمال الشناوى من أكثر الفنانين القدامى الذين أثروا التليفزيون بعدد من الأعمال الدرامية منها "هند والدكتور نعمان" و"الجانب الآخر من الشاطىء" ،"لدواعى أمنية"، "العائلة والناس".

كما كان الشناوى من الفنانين الذين قرروا أن يشاركوا الوجوه الجديدة في أعمالهم حيث تقديمه في عام 2006 لفيلم "ظاظا" مع الفنان هانى رمزى.

 

بوابة الأهرام في

22.08.2011

 
 
 
 
 

رحل كمال الشناوي،آخرعمالقة الزمن الجميل

الموت يغيب كمال الشناوي أحد عمالقة السينما المصرية

هدى إبراهيم (نص)  

أحد آخر عمالقة الزمن الجميل رحل عن 89 عاما و200 فيلم. مختتما برحيله الفصل الأخير من ظاهرة الفنان النجم بعد أن احتفظ بتألقه وحضوره الفني في السينما والتلفزيون.

إنه كمال الشناوي، عندما كان يمثل، كان يظهر الرئيس المصري السابق حسني مبارك بجانبه كومبارسا لا يكاد ينطق، كان ذلك عام 56 مع فيلم "وداع في الفجر" الذي ظهر فيه حسني مبارك وهو يؤدي دوره كضابط للحظات، بعد أن طلب منه ذلك. في هذا الفيلم تألق كمال الشناوي بجانب شادية التي استمرت صداقته معها حتى وفاته، وبعد أن اكتشفه أولا المخرج نيازي مصطفى.

كان فتى الشاشة الأول في الأربعينيات واستمر كذلك في الخمسينيات ليصبح معلم السينما في الستينيات وحكيمها في السبعينيات من دون أن يتخلى عن حيوية الفتى الأول، أخرج طوال حياته الفنية شريطا في تجربة يتيمة لكنه نوع في أدواره بين الخير والشر، والدراما والكوميديا ليرتقي سريعا عرش النجومية نظرا لتنوع أعماله وثراء شخصياته، وليواصل عمله الذي جند نفسه له في معترك التمثيل بالقدر نفسه من الإبداع والتلقائية والجدية.

شهد مشوار حياته العديد من الثنائيات الناجحة التي تركت الكثير من الأعمال التي لا تنسى مع النجم إسماعيل ياسين وسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة والفنانة المعتزلة شادية، وكان آخر أعماله المشاركة في فيلم "ظاظا" عام 2006.

ومن أشهر الأفلام التي لعب كمال الشناوى دور البطولة فيها: فيلم "وداع في الفجر"،" قلوب العذارى"، "من غير أمل"، "بنات الليل"، "الوديعة"، "بين قلبين"، "ارحم حبي"، "غرام مليونير"،" معا إلى الأبد"، "ليلة الحنة"، "الأستاذة فاطمة"، "الكرنك"، "ساعة لقلبك"، "حمامة السلام"،" الروح والجسد"، "المرأة المجهولة" ،" العاشقة"، "لواحظ"، "الرجل الذي فقد ظله"، "المستحيل".. وغيرها من الأفلام التي تؤرخ لتاريخ تطور السينما المصرية والعربية.

ورغم اعتزاله وسوء صحته، اشتغل كمال الشناوي فترة ابتعاده عن التمثيل لينهي كتابة مجموعة قصصية مستمدة من الحياة حوله ومن واقعية هذه الحياة. واقعية أراد تحويلها إلى سيناريوهات لأعمال يقوم ببطولتها النجوم الشباب.

 

فرانس 24 في

22.08.2011

 
 
 
 
 

كمال الشناوى ..

الرسام الذى أصبح " دنحوان" السينما 

الفنان كمال الشناوى الذى غيبه الموت صباح اليوم الاثنين الموافق 22 أغسطس عام 2011تربع على عرش النجومية في السينما المصرية منذ أواخر الأربعينات واستمر بطلها المتميز في الخمسينات، وأستاذها في الستينات لكثرة أعماله وتنوعها وخصب أدائه وتجدد عطائه وثراء شخصياته، وحكيمها في السبعينات من دون أن يتخلى عن حيوية الفتى الأول، وليواصل عمله الذي جند نفسه له في معترك التمثيل بالقدر نفسه من الإبداع والتلقائية والجدية.

الفنان كمال الشناوي التحق بكلية الفنون الجميلة وتخرج فيها ليعمل مدرساً يعلم الصغار فن الرسم فأحبه الصغار والكبار وأصبح فنانا تشكيليا.. ولم يكتف كمال الشناوي بحب الصغار فانتقل إلى الشاشة ليعلم الكبار فن الحب والحياة فأحبه الصغار والكبار، هو أحد النجوم الذين عاصروا السينما المصرية في ازدهارها وانحدارها ظل لفترة طويلة معبود الفتيات، يختفي فجأة لفترة يعود بعدها أكثر نضجاً ليخرج من إطار «الولد الحليوة» إلى رحاب الفنان الذي يترك بصمة في كل عمل فني.

قدم ما يزيد على 272 فيلماً سينمائياً من عام 1947 حتى عام 2008، بما فيها أربعة أفلام من إنتاج خارجي، منها فيلم إنتاج لبناني هو «البدوية العاشقة» عام 1963، وفيلم إنتاج مشترك هو «على ضفاف النيل» مع اليابان عام 1962، وفيلم إنتاج سوري بعنوان «الرجل المناسب» عام 1969، وفيلم إنتاج مشترك مع تركيا عام 1970 هو «لصوص على موعد».

تعامل كمال الشناوي مع ما يقرب من أربعين ممثلة سينمائية، كانت الفنانة المعتزلة شادية صاحبة أكبر رصيد من الأفلام التي شاركته البطولة فيها، وبلغ عددها 32 فيلماً، أولها «حمامة السلام» عام 1947، وآخرها فيلم «الهارب» عام 1975.

وفي استفتاء أحسن مائة فيلم مصري الذي أجراه مهرجان القاهرة السينمائي عام 1996 بمناسبة مئوية السينما المصرية، حصل كمال الشناوي على المركز الثالث بعد رشدي أباظة بفارق أربعة أفلام، وشكري سرحان بفارق فيلمين فقط، وبرصيد ستة أفلام اختيرت ضمن المائة فيلم هي: اللص والكلاب، المستحيل، أمير الانتقام، المذنبون، الرجل الذي فقد ظله، والكرنك.

شارع خيرت

وهذه هي خريطة وجود كمال الشناوي.. في جغرافية الحياة والفن معاً!.. زمان كان لشارع خيرت أهمية، فشارع خيرت، هو أحد الطرق الرئيسية، في منطقة تقع بين حي الوزارات، الذي يحمل اسم الوزير التركي: «لاظوغلي»، والسيدة زينب، وهي منطقة شهدت عزاً ومجداً، قبل أن تنزح عنها عائلات أصيلة عديدة، في زحف يواكب توسع العاصمة، إلى جاردن سيتي والزمالك.

في شارع خيرت، بيت مازال موجوداً حتى الآن، يحمل رقم 27، والبيت مكون من ثلاثة طوابق: اثنان منها مكتملان، والثالث لا يضم أكثر من غرفتين، اعتبر نوعاً من المضيفة المعدة لاستقبال الزوار، وأحياناً لمبيت البعض منهم، لليال معدودة.. في هذا الطابق (الثالث) رأى محمد كمال محمد علي الشناوي النور، في السادس والعشرين من شهر ديسمبر عام 1918.

أول أجر

السؤال الذي يطرح نفسه، ونحن نستعرض بعضاً من حياة النجم كمال الشناوي الفنية هو: كيف بدأ حياته الفنية وسط جيل من العمالقة؟!.

وكيف انتشر اسمه في عالم السينما خلال سنتين من اشتغاله فيها؟.

انتهت المرحلة الأولى في حياة كمال الشناوي، عندما انتهى من دراسته الثانوية، ودخل كلية الفنون التطبيقية، وبعد تخرجه اشتغل فترة بالتدريس، وان كانت أكثر المواقف المحفورة في ذاكرته هي العمل بالسينما، فقد كان من هواة التمثيل طوال مرحلة الدراسة، وكان لديه شعور غامض بأنه سوف يصبح ممثلاً سينمائياً ذات يوم.

والغريب أن هذا الشعور لم يكن شعوره وحده بل كان شعور كل من هم حوله، أساتذته وزملاؤه وأهله.

من هنا كانت ثقته كبيرة بأنه سيصبح يوماً ما ممثلاً مشهوراً، غير أنه كان يخشى أن يجذبه هذا الحب وتشده الرغبة للتمثيل عن متابعة دراسته، فقد اختار بإرادته مهنة التدريس ومازال بداخله حب كبير للمدرس الذي تنبأ له بمستقبل فني على الرغم من هذه السنوات الطويلة.

وجاءت فرصته في التمثيل مع تعرفه إلى المخرج نيازي مصطف‍ى، الذي كان واحداً من المخرجين الكبار في ذلك الوقت، وتم التعارف عن طريق شقيقه وكان يعمل قاضياً، وفي أول لقاء بينهما قال له: «أنت محظوظ».. أنا داخل بعد شهر فيلم جديد، ولك فيه دور يعتبر دور البطولة المطلقة.

وانتهى اللقاء بأن تسلم المخرج نيازي مصطفى عنوان كمال الشناوي ورقم تلفون المدرسة التي كان يعمل فيها، ولكن مر شهر ولم يتصل به المخرج نيازي مصطفى، فطلب أحد زملاء كمال الشناوي أن يعاود الاتصال به لكنه رفض، وقال في قرارة نفسه ربما يكون قد غير رأيه، وإذا اتصلت به فإنني أصبح كالمتطفل وهو يكره أن يكون كذلك، فإذا كان يريده فما على نيازي مصطفى إلا أن يتصل به كما اتفقا.

وفجأة قال أحد الزملاء للفنان كمال الشناوي: أليس من الجائز أن يكون قد أضاع العنوان ورقم التليفون.. ولكن كمال الشناوي تجاهل حديث زميله وصمم على موقفه.. وتمر الأيام من جديد ويفاجأ كمال الشناوي في أثناء جلوسه في مقر اتحاد أساتذة الرسم في شارع عماد الدين حيث كان يعمل مدرساً، بمكالمة هاتفية من نيازي مصطفى، ودهش كمال الشناوي جداً لأنه كان قد أعطاه رقم تليفون المدرسة، فسأله: «أنت عرفت إزاي اني هنا؟»، فأجابه نيازي مصطفى قائلاً: «واحد صاحبك لسه مكلمني وقال لي فيه واحد قابلته اسمه كمال الشناوي وخدت نمرة تليفونه بعد أن وعدته بالتمثيل وفات شهر ولم يحدث ذلك».

فقال كمال الشناوي للمخرج نيازي مصطفى: «يعني صديقي هو اللي طلبك». فقاطعه نيازي مصطفى قائلاً: «بلاش كلام كتير.. خد تاكسي وتعال إلي حالاً». وذهب كمال الشناوي إليه.. وعندما التقيا قال له نيازي مصطفى: «كويس إن زميلك ده اتصل بي، علشان عنوانك ورقم تليفونك ضاعا مني»..

وبالفعل ذهب به نيازي مصطفى إلى المنتج رشاد الشوا – عمدة غزة – لتوقيع العقد على بطولة فيلم «غني حرب».

ولكن حدث مالم يكن في الحسبان، حيث تركهما المخرج نيازي مصطفى معاً وذهب لقضاء بعض أعماله، وأخرج المنتج رشاد الشوا العقد ليوقعه كمال الشناوي.. وهنا اعتقد كمال الشناوي أنه نجم وأنه يجب أن يتقاضى أجراً كبيراً فطلب 500 جنيه، فثارت ثائرة المنتج وأخرج لكمال الشناوي عقوداً لكبار النجوم وقال له بالحرف الواحد: أنظر.. بشارة واكيم كم أجره ؟ مائة جنيه.. ليلى فوزي كم أجرها؟ وأحس كمال الشناوي بالحرج، ووقتها كانت الخمسمائة جنيه ثروة.

اتصل المنتج رشاد الشوا بالمخرج نيازي مصطفى وعاتبه على هذا الفتى المغرور الذي قدمه إليه.

المهم كان نيازي مصطفى يتسم بالهدوء.. فأصلح الموقف.. وخرج كمال الشناوي بأجر مائة جنيه.

وجاء أول يوم تصوير في استديو مصر، وهو يوم لن ينسى، لأنه ذكره بذلك اليوم الذي أرسل فيه خطاباً الىاستديو مصر يخبرهم فيه برغبته كمشرف للنشاط الاجتماعي والثقافي في مدرسة قصر الدوبارة الثانوية باصطحاب التلاميذ في زيارة للاستديو، للتعرف فيها إلى أوجه نشاط العمل السينمائي.

وبالفعل تحدد لهم موعد للزياره، وقبل مغادرة الاستديو، طلب كمال الشناوي من المرافق اتاحة الفرصة له لزيارة غرف الممثلين، فاندهش لهذا الطلب الغريب ولكنه حقق له رغبته، لكنه فوجىء بالغرف صغيرة كأنها غرف للإيواء الشعبي.. لا جمال فيها ولا تنسيق لقطع الموبيليا المتهالكة، ومن جديد عاد يقول للمرافق: هل هذه هي غرف الممثلين ؟!. وأين يقيم النجوم امثال أم كلثوم ويوسف وهبي وليلى مراد. فقال له: «هناك غرفة كبيرة لإقامة هؤلاء النجوم».. ومرة أخرى طلب رؤيتها فاكتشف التمييز الواضح بين النجم الكبير والممثل الصغير، فالحجرة واسعة وجميلة الأثاث.. واتجه إلى شباك الغرفة ودعا الى الله أن تصبح هذه الغرفة حجرته عندما يصبح ممثلاً، والا يحشر في الحجرات الحقيرة التي رآها من قبل.

لقد تذكر كمال الشناوي هذا الموقف في أول يوم تصوير باستديو مصر حين أعطوه الحجرة التي خاف منها في أثناء رحلة المدرسة، وتشاء الظروف أن تنشأ علاقة صداقة بينه وبين الفنانة إلهام حسين بطلة الفيلم، فطلب منها أن تسمح له بالاقامة في حجرتها الكبيرة، وقبل أن تتهمه بالجنون، سرد عليها قصته بالكامل، وكانت المفاجأة أن أمرت بنقل ملابسها وأدواتها الخاصة إلى حجرته الصغيرة وانتقل كمال الشناوي إلى الحجرة الكبيرة، واتجه على الفور إلى الشباك الذي دعا فيه الله من قبل، وشكره لأنه حقق أمنيته. وفي الوقت الذي كان كمال الشناوي طلب فيه هذا لم يكن يعلم بالضجة التي حدثت بسبب هذا الموقف، فقد تساءل الجميع في الاستديو عن سر هذا الممثل الجديد الذي تركت له البطلة إلهام حسين غرفتها، ويومها ظن البعض أن هناك علاقة حب وتبادل عواطف قد نشأت بينهما، ولكنهم اكتشفوا الحقيقة كاملة حين روى لهم أصل الحكاية.

وهكذا عاد كمال الشناوي في صباح اليوم التالي الى حجرته السابقة.. وتمر الأعوام.. وتصبح حجرة النجوم هي مكانه الطبيعي بعد أن أصبح نجماً.

 

البشاير المصرية في

22.08.2011

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004