عدنان حسين: مهرجان أبوظبي يؤسس
لتقاليد حضارية وفنية
'المهرجات العربية يجب أن تدعم الانتاج السينمائي'
أبوظبي – من محمد
الحمامصي
الناقد السينمائي العراقي يرى أن صناعة السينما في الدول العربية
متأخرة جداً، ويحذر من سيطرة الأفلام التجارية على الساحة
الإنتاجية.
أكد الناقد السينمائي العراقي عدنان حسين أن صناعة السينما في كل
الدول العربية متأخرة جداً.
وأضاف "بل ولا أغالي إذا قلت إنها في حالة يُرثى لها، لأن الأنظمة
العربية لا تبالي بهذا الفن الرفيع الذي يهددهم ويسبب لهم المزيد من القلق.
فالفيلم السينمائي الجاد والمُنجَز بطريقة فنية عالية تحترم ذائقة المتلقي
يمكن له أن يعّري هذه الأنظمة التي لا تتقن سوى فن القمع وتكميم الأفواه.
ولهذا السبب فإن الأنظمة العربية لا تقدم أي شكل من أشكال الدعم المنتظم،
وإنما تكتفي بتقديم دعم بسيط الهدف منه هو ذر الرماد في العيون وإسكات بعض
الأصوات عالية النبرة. وهذا هو السبب الذي جعل الانتاج السينمائي يتراجع
بشكل مثير للتساؤل بحيث أن دولاً عربية عديدة لا يتجاوز إنتاجها السنوي
أكثر من عشرة أفلام في حين يتوقع المشاهد العربي أن يصل إنتاج هذه الدول
الى مائة فيلم في أقل تقدير".
ورأى الناقد العراقي المقيم بلندن أنه يمكن لبعض المهرجات العربية أن
تدعم الانتاج السينمائي بشكل جدي كما يفعل مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي
ومهرجان دبي أيضاً.
وقال "وكلنا يعوّل بطبيعة الحال على مهرجانات كبيرة وراسخة مثل مهرجان
القاهرة ودمشق وقرطاج. غير أن هذا الدعم وحده ليس كافياً لأسباب كثيرة منها
أن العالم العربي يحتاج الى بضع مئات من الأفلام سنوياً، وهذا العدد لا
تستطيع أن تؤمنه المهرجانات، لذلك بات لزاماً على وزارات الثقافة في العالم
العربي أن تأخذ على عاتقها تنفيذ هذه المتطلبات الجوهرية التي نحن بأمس
الحاجة إليها".
وحذر عدنان حسين من سيطرة الشركات الخاصة والأفراد على صناعة السينما.
وقال "إذا اقتصر الانتاج السينمائي على الشركات والأفراد غير المعنيين
بجودة الفيلم من الناحية الفنية فإن الفيلم التجاري سيهيمن من دون شك على
الساحة الانتاجية. فالمشكلة المادية بالنسبة للشركات التجارية محلولة، وهم
لا يعانون منها أصلاً طالما أنهم يضعون الرسالة الفنية جانباً، ولا يفكرون
بالمضامين الانسانية التي تلامس جوهر العاطفة الإنسانية".
وأضاف "لا غرابة إذاً حينما تسيطر الأفلام التجارية ذات النزعة
الجنسية التي تستجيب لغرائز نمط محدد من المشاهدين على السوق السينمائي.
ويمكن ملاحظة ذلك من خلال بعض الأفلام التي حققت أعلى نسب ممكنة من الأرباح
لسبب بسيط جداً وهو أن هناك بعض المطربات الجميلات اللواتي يتقنَّ فنون
الاثارة يشتركن في هذا النوع من الأفلام التافهة التي تخلو من أي مضمون
إنساني أو لمسة جمالية ومع ذلك فإن رصيدها هو الأعلى سواء في التحصيل
المادي أو طبيعة اللغط الإعلامي الذي تثيره على عدد غير قليل من المنابر
الصحفية والإعلامية".
وأشار إلى أن هذا النمط الهابط من الأفلام الذي يشغل الساحة الفنية
سيؤثر سلباً على الجو الانتاجي لأنه مربح ولافت للنظر، "الأمر الذي يدفع
بهذا العدد غير القليل من المخرجين الى الوقوف في المنطقة المحايدة. فلا
تستغرب إذاً حينما لا تجد المهرجانات العربية في بعض الحالات فيلماً عربياً
ناجحاً وفق المقاييس العالمية لكي تفتح به هذا المهرجان أو ذاك. أحينا،
العملة المزيفة إذا ما شاعت أو هيمنت فإنها قادرة من دون شك على أن تطرد
العملة الجيدة التي تزداد ندرتها يوماً بعد يوم".
وأكد الناقد السينمائي العراقي إلى أن النقد السينمائي العربي يتحمل
جزءاً كبيراً من مسؤلية الأوضاع الحالية للسينما، و"لكن بالمقابل فإن
وزارات الثقافة والإعلام في العربي هي التي يجب أن تتحمل القدر الأكبر من
هذه المسؤلية الخطيرة. فالأمر منوط بالدول العربية أولاً وبطريقة تفكيرها
الممنهج، هذا إذا كان لديهم منهج بطبيعة الحال".
وأضاف "النقد السينمائي العربي يمكن أن يحدد بسهولة نوعية الأفلام،
ويكشف عن مضامينها، ويعري الزائف منها، لكنه غير مسؤل مسؤلية مباشرة عن
تدهور الانتاج السينمائي. فالانتاج يجب أن يكون مرتبطاً بالدولة أولاً،
وبالقطاع الخاص الذي تدعمه الدولة وتوآزره على الدوام. وإذا ما حدث أي نوع
من التظافر بين هذين القطاعين فإن صناعة السينما في العالم العربي ستأخذ
منحىً آخر".
ورأى حسين أنه لا توجد في العالم حتى الآن حركة نقدية سينمائية مكتملة
يمكن الإشارة إليها، و"لكن هناك نقاداً سينمائيين عديدين يكتبون في هذا
المضمار، أغلبهم أمين الى السينما، وفي لها، وحريص عليها. أما الكتابات
الإنطباعية أو التغطيات الصحفية العابرة فإنها لا تقدّم شيئاً ذا بال الى
السينما. إنها أشبه بالومضات العابرة التي لا تدوم الى لبعض الوقت وسرعان
ما تنتهي بمجرد صدور عدد جديد من الصحيفة في اليوم الثاني. النقد السينمائي
الرصين يحتاج الى وقت أطول كي يستطيع الناقد أن يقدّم كشوفاته النقدية التي
تعتمد على دراسات متأنية عميقة تغوص في الفيلم وتحلله الى عناصره الأولية.
وهذه الدراسات غالباً ما تحتاج الى وقت أطول من كتابة الأعمدة الخاطفة التي
تقترب كثيراً من الأخبار العجولة التي لا تضفي شيئاً في نهاية المطاف أكثر
من التذكير بالفيلم أو التنويه لبعض جوانبه".
وعقد عدنان حسين أملا على السينما المستقلة، وقال "يمكن للسينما
المستقلة في الوطن العربي أن تصبح حقيقة ماثلة للعيان إذا ما أعتمد
المخرجون أو المنتجون العرب على مواردهم الذاتية. ويمكننا الاشارة في هذا
الصدد الى 'تيار السينما المستقلة في تركيا' الذي يعتمد بالأساس على
الموارد الذاتية، ولكنه لا يرفض الدعم المادي الذي تقدّمه وزارة الثقافة
التركية، لأن هذا الدعم غير المشروط هو حق من حقوقهم الثقافية، كما أنهم
غير ملزمين بأي شرط من الشروط التي قد تفرضها الحكومة".
وأضاف "وفقاً لهذا السياق يمكن للمخرجين والمنتجين العرب أن يحصلوا
على هذا النوع من الدعم غير المشروط للتأسيس لسينما مستقلة لا تجد ضيراً في
أن تحصل على دعم إضافي من مهرجانات ومؤسسات سينمائية عالمية. إن حل أزمة
إنتاج الأفلام العربية تحتاج الى تظافر القطاعين العام والخاص، إضافة الى
الجهود الجهيدة التي يجب أن يبذلها المخرجون والمنتجون العرب بغية توطيد
هذه الصناعة المتطورة التي تكلف أثماناً باهضة".
وفيما يتعلق بمهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي قال الناقد السينمائي
العراقي المقيم بلندن "أعتقد أن الجانب المادي قد لعب دوراً كبيراً في
مؤازرته وإظهاره بالمظهر الذي يليق به بين المهرجانات السينمائية العربية.
إذ وفر دور عرض سينمائية لا يكاد ينقصها شيء، كما أن الجوانب الإدارية تكاد
تكون مكتملة وإن شابتها بعض الهنات العابرة هنا وهناك. كما أن الدور
الإعلامي الذي تمثله وسائل الاعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة قد مهدت له
الطريق سواء من حيث الشيوع بين الظبيانيين أو من خلال الانتشار العربي
والعالمي. كما يجب أن لا نغفل الجوائز الثمينة التي يسندها المهرجان
للأفلام الفائزة وللمخرجين والممثلين الفائزين وما الى ذلك. كل هذه الأمور
التي ورد ذكرها تلعب دوراً أساسياً في رسم الصورة الايجابية للمهرجان".
وأكد أن مهرجان أبوظبي حقق حضوراً طيباً وملحوظاً فاق العديد من
المهرجانات العربية الأطول عمراً من مهرجان أبو ظبي الذي بلغ عامه الرابع
وحقق نجاحات كبيرة لا يمكن تجاوزها أو غض الطرف عنها.
وأضاف "الدعم المادي أو المُنح التي يقدمها المهرجان كبيرة قياساً بكل
المهرجانات العربية، لذلك فإن المخرجين العرب سوف يستفيدون من هذا الدعم،
فهو حافز أساسي وكبير يبعث الأمل في نفوسهم، كما أنه يؤسس لتقاليد حضارية
وفنية نحن أحوج ما نكون إليها".
وأوضح عدنان حسين أن تأثير المهرجان على صناعة السينما في الامارات
العربية المتحدة لا يزال محدوداً. "فكما تعرف جيداً أن السينما هي صناعة
وتجارة وفن في آن معاً. وهي تحتاج الى معاهد وكليات سينمائية متخصصة، كما
أنها تحتاج الى كوادر فنية من مخرجين وممثلين وتقنيين ومما الى ذلك. فالوقت
لا يزال مبكراً على صناعة السينما في دول الخليج بصورة عامة".
واستدرك "غير أن وجود عدد مهم من المهرجانات السينمائية في الامارات
تحديداً سوف يحفز من دون شك على صناعة سينمائية حتى وإن كانت صغيرة. فمنذ
بضع سنوات أنجز المخرجون الاماراتيون، تمثيلاً لا حصراً، عدداً لا بأس به
من الأفلام الوثائقية والروائية القصيرة، التي ستؤسس لاحقاً لشكل ما من
أشكال السينما. كما أن أقرانهم في بقية دول الخليج العربي حذوا حذوهم وسوف
يطورون من دون شك هذه الصناعة التي تمر في دورها الأول، ولكنها مرشحة لولوج
الأدوار الأخرى الأكبر حجماً، آخذين بنظر الاعتبار أن الجانب المادي متوفر
ومتاح في معظم دول الخليج العربي، فلا غرابة أن يبدأ المخرجون الخليجون في
رسم معالم السينما الخليجة التي ننتظرها بكثير من الترقب أسوة بشقيقاتها من
السينمات العربية الأخرى".
وقال أن التسمية السابقة للمهرجان "غير موفقة، لأن اسم 'الشرق الأوسط'
يشير صراحة الى دول الشرق الأوسط فقط، وهي دول محدودة ومعروفة، الأمر الذي
قد يحدد مشاركة الأفلام المنجزة في خارج إطار هذه الدول، وهذا عامل سلبي.
أما أن يأخذ المهرجان اسم أبو ظبي وهي عاصمة الامارات، فيمكن لهذا الاسم أن
ينفتح من دون حرج أو تساؤلات على كل دول العالم من دون استثاء أسوة
بمهرجانات عالمية من مثل القاهرة وروما والبندقية وما الى ذلك. من هنا فإن
تعديل الاسم قد جاء في وقته المحدد الذي سوف يمنح المدينة طابعاً آخر ونكهة
مختلفة يرتبط من خلالها المهرجان باسم هذه العاصمة الخليجية التي تزداد
تألقاً سنة بعد سنة".
وأكد حسين أن دعم مهرجان أبو ظبي يكمن في تعزيز الانتاج السينمائي
العربي "أنا أعتقد أن أفضل دعم يمكن أن يقدم للمهرجان هو إنجاز أفلام عربية
عالية الجودة، أفلام تستقر في ذاكرة الناس، ولا تغادرها بسهولة. أما
عالمياً فأنا أعتقد أن استقدام كل هذه الأفلام المميزة ذات الجودة والنوعية
العالية هو بحد ذاته دعم للمهرجان، كما أن حضور العديد من نجوم السينما
العالمية هو كسب للمهرجان، وكسب للشعب الامارتي الطيب الذي يحسن وفادة
ضيوفه عرباً وأجانب".
ميدل إيست أنلاين في
19/10/2010
# # # #
نوري بوزيد: السينما يجب أن تواكب
التطور الحاصل في الخليج
'السينما
تسجل ذاكرتنا واولوياتنا'
ميدل ايست أونلاين
المخرج التونسي يرى ان الخليج يشهد واقعا جديدا مختلفا ومتطورا لم ينعكس
بعد في الفن السابع.
اعتبر المخرج التونسي نوري بوزيد رئيس لجنة تحكيم تظاهرة "افلام من
الامارات" التي تقام ضمن فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان ابو ظبي
السينمائي ان انجاز فيلم اقرب الى عملية جراحية يجب تنفيذ تفاصيلها بدقة،
مشيرا الى ان الخليج يشهد واقعا جديدا مختلفا ومتطورا لم ينعكس بعد في الفن
السينمائي.
وقال مخرج "ريح السد" ان "الخليج يشهد واقعا جديدا مختلفا ومتطورا على
المستوى الاقتصادي".
واضاف ان منطقة الخليج "تشهد تغيرا حضاريا سريع الخطى لكن التغير
الاجتماعي يحتاج الى وقت أكثر ولا بد لهذا التغير ان يظهر في السينما
الخليجية".
واعتبر بو زيد ان "التربية الاجتماعية في الخليج تعود الى مرحلة ما
قبل الرأسمالية بما في ذلك من مظاهر حلوة تتبدى في العديد من جوانب
الحياة".
واضاف في تعليقه على مستوى الافلام التي يشاهدها في مسابقة "افلام من
الامارات" انه لامس "تضاربا قائما في المظاهر الاقتصادية وتلك الاجتماعية"،
كما تمنى ان تظهر "الشخصية الخليجية الجديدة في افلام الخليج".
واعتبر ان الجرأة في افلام الخليج موجودة "لكن التمكن من الادوات ما
زال غير مكتمل". وشدد على ضرورة التكوين العلمي للشباب الذين دعاهم الى عدم
اعتبار السينما "تجارة وانما اداة تعبير وشهادة على العصر ودفاعا عن تاريخ
وحضارة".
واعتبر ان قيام سينما خليجية "امر ضروري وعاجل فالسينما تسجل ذاكرتنا
واولوياتنا في العالم العربي ليست تجارية كما هي الاولويات الاميركية".
ودعا الشباب الذين اصغوا اليه باهتمام لان يتناولوا كافة المواضيع
المطروحة على المجتمع قائلا "هذه فرصتكم والتقدم الحاصل هنا يجب ان يكون له
انعكاسه في الفن".
وفي خلاصة تجربته التي حاول في خلال نحو ساعتين نقلها الى الشباب
دعاهم الى دقة الملاحظة وقال "كلما كنا ذاتيين كلما اقتربنا من الفن".
وشدد على ضرورة ان يمتلك صانع السينما "لغة خاصة"، مؤكدا ان "التقطيع
في السينما اسلوب قبل كل شيء وامتلاك الادوات يشكل وعيا يتم تجاوزه الى نضج
يوصل اللغة السينمائية الى الجمهور".
واعتبر بو زيد ان السيناريو بمثابة ذريعة للفيلم "لكنه ذريعة علينا
معرفتها والالمام بتفاصيلها" واشار الى انه مخرج يحب الارتجال "لكن التجاوز
الى الارتجال خلال التصوير لا يتم الا بالاحاطة بالكثير من الامور".
في جانب آخر وعلى صعيد شخصي كشف بو زيد انه بصدد التحضير لكتاب حول
الزمن السينمائي والتقطيع داخل الفيلم.
وعلى صعيد الافلام قال انه اعاد للمرة العاشرة كتابة سيناريو فيلمه
الجديد "الف ورقة" (ميل فوي) وهو اسم قطعة حلوى بالفرنسية لشريط سيكون
السابع للمخرج وتدور احداثه داخل محل لصنع الحلوى وبطلتاه شابتان تخضعان
لضغوطات المجتمع الذي يرغمهما على الكثير من الاشياء المؤلمة ويحاول ان
يقضي على صداقتهما.
والى جانب افلامه الخاصة وتدريسه للسينما منذ سبعة عشر عاما كتب بو
زيد سيناريوهات بعض اهم الافلام التونسية منذ السبعينات والى اليوم مثل
"صمت القصور" لمفيدة تلاتلي و"حلفاوين" لفريد بوغدير.
ميدل إيست أنلاين في
19/10/2010
# # # #
في احضان أمي.. عراق مصغر من
الوجع
أبوظبي - من محمد
الأنصاري
الاخوان عطية ومحمد الدراجي يصوران صرخة ايتام العراق في
تراجيديا إنسانية تعرض في مهرجان أبوظبي.
يعرض مساء الثلاثاء ضمن العروض المستضافة في مهرجان أبوظبي السينمائي
الدولي بدورته الرابعة النسخة الأولى غير المكتملة للفيلم العراقي
الديكودراما "في أحضان أمي" من إخراج الأخوين عطية ومحمد الدراجي وبطولة
الطفل سيف صلاح وهشام الذهبي.
وتدور أحداث الفيلم الذي جرى تصويره في بغداد، حول معاناة مجموعة من
الأطفال الذين يعيشون في دار أيتام في مدينة الصدر ببغداد ويرصد معاناتهم
اليومية ومحاولة مؤسس الدار هشام الذهبي حماية هؤلاء الأيتام الذين فقدوا
ذويهم في حكايات محزنة، حمايتهم من التشرد بعد سعي صاحب المنزل التي تقع
فيه دار الأيتام لطردهم خارجه دون رأفة أو رحمة.
ويمثل الفيلم حكاية واقعية مؤلمة لهؤلاء الأيتام الذين يمثلون "عراقاً
مصغّراً" يحوي كل الطوائف والأعراق والمدن، فهم من خلاله يطلقون صرخة يندى
لها جبين البشرية التي مات ضميرها لعل صداها يصل إلى آذان هذا العالم
الأصم.
بطل الفيلم الطفل سيف صلاح، هو بطل ليس ككل أبطال الأفلام، فهو شامخ
كجبال كردستان حساس كسعف نخيل البصرة في مساء تشريني عذب وذكي بطريقة ليس
ككل أطفال العالم، حين سألته أين تريد العيش في بغداد المدمرة حالياً أم في
مدينة عامرة كأبوظبي، وأيهما أجمل بنظره، أجاب بدبلوماسية: "كلتا المدينتين
جميلتان، وأحب العيش في بغداد" وكأنه يردد صوت السياب "الشمس أجمل في بلادي
من سواها والظلام حتى الظلام هناك أجمل فهو يحتضن العراق".
والطفل سيف فقد والديه بتفجير إرهابي في منطقة شهربان وهو في الدار
منذ فترة طويلة وهو يهوى أن يصبح ممثلاً حين يكبر كما أنه يؤدي الأغاني
بصوت جميل وحين سألته أي الأطفال أقرب إلى قلبك في دار الأيتام أجاب بجملة
ينبغي أن يسمعها السياسيون المتصارعون على السلطة في العراق "كلهم أخوتي".
حول هذا العمل يقول مخرجه عطية الدراجي "حين تناهت إلى مسامعي حكاية
دار الأيتام هذه والتي لا تحوي سوى غرفتين يحتضنان 32 يتيماً من كافة أنحاء
العراق، وحالة البؤس التي يعيشونها، قابلت مدير الدار وراعي الأيتام الشاب
هشام الذهبي وعرضتُ عليه تصوير الفيلم، فرفض في البداية لأنه يأبى أن يجعل
من حكايات هؤلاء الأطفال مادة للترويج الإعلامي والفني، إلا أنه وبعد أن
فهم دوافعنا بنقل مأساة هؤلاء الأطفال للعالم وجشع صاحب المنزل الذي
يستأجرونه لطردهم، وافق على تصوير الفيلم لعله يسهم في التخفيف من معاناتهم
وحمل مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات ذات الشأن للالتفات إليهم، ولقد
صوّرنا الفيلم بطريقة الوثائقي الواقعي الذي ينقل الحكاية بلغة سينمائية
حكائية بعيداً عن حالة السرد والحوار، ولقد أنجزناه منه والمخرج محمد
الدراجي مدة 35 دقيقة تم مونتاجها وسنعرضها مساء الثلاثاء في المهرجان،
وستكون مدة الفيلم الأصلية ما يقارب 80 دقيقة، وهو إنتاج خاص من مؤسسة عراق
الرافدين".
أما هشام الذهبي مدير مؤسسة البيت العراقي الآمن لرعاية الأيتام وراعي
الأيتام والذي يظهر كأحد شخوص الفيلم الرئيسيين فقال "لقد أسست هذه المنظمة
التي تعنى بالأيتام بعد سقوط النظام السابق عام 2003م، وبعد اندلاع أحداث
العنف الطائفي في العراق، اتجهت لإيواء هؤلاء الأطفال الذين فقدوا ذويهم في
حكايات مؤلمة، وهم جزء من فيض من ملايين الأطفال العراقيين الأيتام،
وأعتبرهم عراقاً مصغراً ففيهم من كل الطوائف والأديان والقبائل والمدن
العراقية، وليس لدينا ارتباط بأي حزب أو منظمة أو جهة حكومية ولم نتلقَ
دعماً من أحد من هذه الجهات سوى تبرعات فاعلي الخير، وقبل فترة عمد صاحب
المنزل الذي نستأجره لتهديدنا بالطرد من المنزل غير آبه بمصير هؤلاء
الأطفال الذين أعتبرهم أغلى وأعز من أطفالي الحقيقيين فنفذت اعتصامات وبعثت
برسائل لجميع الجهات الحكومية لردع هذا الشخص الجشع".
ولكن الإجابة "ولقد أسمعتَ لو ناديتَ حياً" ولأن الجهات الإعلامية
العاملة في العراق كلها تتبع هذه الجهة أو تلك فلم أسعَ لإبراز القصة لديهم
خشية استخدامها كدعاية مغرضة فيما بينهم، وما يهمني فعلاً هو مصير هؤلاء
الأيتام الذين سيسأل الله تعالى عنهم الجميع يوم القيامة، وأول ما سعيتُ
إليه في التوجيه التربوي لهؤلاء الأطفال هو أن يجيبوا لكل شخص يسألهم عن
خلفيتهم العرقية أو المذهبية أو القبلية هو قول "أنا عراقي" لأني أعتقد أن
تلك هي الإجابة الصحيحة لهذا السؤال.
ميدل إيست أنلاين في
19/10/2010
# # # #
أبوظبي السينمائي يصنع ذائقة
جيل
ميدل ايست أونلاين/ ابوظبي
جيل اماراتي شاب ينافس الصحفيين المحترفين ويطلق اسئلته
المشاكسة والواعية على النجمة جوليان مور.
انبهر حشد من الاعلاميين من مختلف دول العالم ببروز جيل اماراتي شاب
لم يحترف العمل الاعلامي ينافسهم في اطلاق الاسئلة على نجوم الفن السابع
دون خوف و تردد.
وبقى مراسلو التلفزيونات الغربية ووكالات الانباء العالمية يتأملون
مشهد مجموعة من الشباب والفتيات الاماراتيات وهم يطلقون الاسئلة بلغة
انكليزية سليمة على النجمة جوليان مور، وبوعي صحفي يتجاوز الاعجاب
والانبهار.
ولم يتردد شاب اماراتي لم يبلغ العشرين من عمرة عن سؤال جوليان مور في
اللقاء المفتوح معها الذي اقيم على هامش فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان
ابوظبي السينمائي عن سؤالها عن انتقائيتها للافلام، فيما اثارت فتاة بعمرة
جدلية التوفيق بين العمل والاسرة ، الامر الذي دفع الفنانة الاستطراد في
هذا الموضوع وتداعياته محفزة صحفيين محترفين على اطلاق اسئلة موازية.
وعبر مراسل تلفزيوني لقناة اميركية عن احساسه بالفخر وهو يرى جيلا
شابا ينافس الصحفيين المحترفين في فضاء اعلامي مفتوح.ووصف متابع حضر جلسة
اللقاء الشباب الاماراتي بـ "جيل الوكيبيديا" مؤكدا انهم نتاج استقرار
حياتي وتعليمي معاصر جعلهم يختصرون الزمن.
وقال في حديث لـ"ميدل ايست اونلاين" "يبدو ان النتائج المتوخاة من
مهرجان أبوظبي السينمائي قد بدأت تظهر مع دورته الرابعة، فالتراكم
السينمائي يصنع تاريخ الفن، وابوظبي فكرت بوعي عال وهي تطلق هذا المهرجان".
واضاف "انهم أذكياء بما يكفي (منظمو مهرجان أبوظبي السينمائي) وهم
يصنعون ذائقة سينمائية لدى الجيل المعاصر ويدفعونهم للمشاركة مختصرين
الزمن".
وكانت جوليان مور قد اعترفت في اللقاء المفتوح معها في خيمة المهرجان
ان الموازنة بين التمثيل والأمومة يمكن أن يكون أمرا صعباً، لكنها نجحت في
ذلك الى حد ما، نافياً في الوقت نفسه أن تكون هوليوود متحاملة على الممثلات
المسنات".
وقالت في اللقاء الذي حضرته "ميدل ايست اونلاين" مع عشرات المراسلين
الاجانب والصحفيين "لدي طفلان (كان زوجها موجودا بين الحضور) عمريهما 8 و12
عاما، كنت اخذهم معي اينما اذهب عندما كانا صغيران، اما الان فانا اسعى
للعمل في اوقات عطلاتهم المدرسية، او في مدينة نيويورك حيث اعيش".
وعبرت عن سعادتها باصطحابهم هي وزوجها الى ملاعب التزحلق على الجليد
أو كرة السلة "بالطبع مع الكلب دائما"، وقالت هكذا انجح مع عائلتي وفي
عملي.
ورفضت مور "49 عاما" التي لعبت دور البطولة في أكثر من 50 فيلما ورشحت
لجوائز اوسكار اربعة، مطالب هوليوود باستبعاد الممثلات اللواتي عبرن
الاربعين تحت ذريعة افتقادهن للرومانسية في الاداء.
وقالت "ثمة شي جميل دائما في الاداء سواء كان الممثل صغيرا وكبيرا
وعلى المخرجين البحث عن هذا الامر".
وأكدت انها لم تجر جراحة تجميل لوجهها وانما تعتمد على الواقيات من
اشعة الشمس والقبعات.
وعبرت عن سعادتها الظهور في مهرجان ابوظبي السينمائي وذهلت بجزيرة
السعديات ووصفتها بالاستثنائية في كل شي، متوقعة ان تكون هذه الجزيرة جنة
ثقافية في المستقبل.
وقالت انها لن تغادر ابوظبي قبل ان تزور مدينة (مصدر) التي تعتمد على
الطاقة النظيفة في كل مرافقها، والدخول الى اروقة مسجد الشيخ زايد الكبير.
ميدل إيست أنلاين في
19/10/2010 |