مسعود أمر الله:
المنافسة الإيرانية في «الخليج السينمائي» غير عادلة
حوار- أسامة عسل
قال مسعود أمر الله، مدير مهرجان الخليج السينمائي إن الدورة الثالثة التي
تنعقد في الفترة من 8 إلى 14 أبريل المقبل، تشهد منافسة شديدة في المسابقات
المختلفة، وإن قائمة الأفلام الروائية الطويلة تقدم لها أكثر من 9 أعمال من
بينها فيلم «دار الحي» للمخرج الإماراتي على مصطفى.
والذي عرض ضمن فعاليات الدورة الأخيرة لمهرجان دبي السينمائي، وإن فيلم
«تفاحة آدم» لفاطمة المزروعي الفائز بجائزة السيناريو العام الماضي يعرض
هذا العام ضمن مسابقة الأفلام القصيرة.جديد الدورة المقبلة، حسب أمر الله،
يتمثل في «تطور ملحوظ في الأفلام المقدمة، ما يعني أن هذه الأفلام أخذت
بعدا سينمائيا أفضل، وهذا هو أكثر ما يعني في الأفلام، أن يكون هناك جديد
في شكل التناول، وفي الطرح واستخدام السينما كوسيلة للتعبير عن قضايا
وموضوعات شديدة الالتصاق بالواقع».وأشار خلال لقائه مع «الحواس الخمس» أن
برنامج تقاطعات الذي يعرض أفلاما من دول أجنبية أخرى وصل عدد المشاركات به
إلى 500 فيلما من 77 دولة، منتقاة بعناية وفيها الكثير من المفاجآت.
وعن شكل فعاليات وبرامج وورش الدورة المقبلة وملاحظات الدورتين السابقتين
جاءت ردود مسعود أمر الله في الحوار التالي:
·
كيف ترى ملامح الدورة الثالثة
لمهرجان الخليج السينمائي وماذا عن حجم المشاركات بها؟
مهرجان الخليج في دورته الثالثة يظل تجربة حديثة ستظهر نتائجها في
المستقبل، لكنه نجح في ارتباط المخرجين بفعالياته وساعد في ظهور أسماء
جديدة، واكتشف مواهب لديها لمسات كبيرة في إنتاج الأفلام، بل إن مستوى
الأعمال في هذه الدورة أفضل بكثير من الدورتين السابقتين.
ويعود ذلك إلى قواعد ولوائح اختيار الأفلام التي أصبحت أشد من ناحية
الانتقاء، أما عن المشاركات فهذا يرجع إلى نشاط السينما في دولة عن الأخرى
سواء من حيث الزيادة أو النقصان، ويعتمد أيضا على عدد المخرجين بها وعدد
سكانها ومعطيات صناعة الأفلام بها، ومن الملاحظات الأولية للمشاركات يمكن
القول إن العراق والسعودية والإمارات هي أكثر الدول مشاركة .
وذلك للإرث الثقافي والفني العراقي وتجربتهم السباقة في صناعة السينما، أما
السعودية فعدد سكانها كبير ولديها مواهب كثيرة متعطشة لدخول هذا المجال،
وتختلف التجربة في الإمارات بحكم النشاط العملي والتجارب العديدة التي ظهرت
وتركت بصمة واضحة خلال السنوات العشر الأخيرة، وتبقى المشاركات العمانية
واليمنية والقطرية والبحرينية والكويتية على المستوى نفسه عددا ونوعية.
·
هل تعتقد أن المشاركات العراقية
التي تأتي دائما قوية شكلا ومضمونا تظلم تجربة السينما في بقية الدول أم
أنها لصالحها؟
لا أعتقد ذلك، فالسينما في العراق لها تاريخ وهناك نوعين من السينما بها،
أفلام الداخل ويصنعها من يقيم بداخل العراق وأعمالهم تقارب أو تقل أحيانا
عن الإنتاج الخليجي في بقية الدول من حيث الجودة بسبب الأوضاع وقلة الأدوات
والتقييد في الحركة وعدم وجود مؤسسات احترافية.
وهناك أفلام الخارج وتأتي من المقيمين في خارج العراق والتجربة لديهم
مختلفة بالإنتاج المشترك والباع الطويل في هذا المجال، لكن هذا لا يمنع من
المنافسة وإذا نظرنا إلى جوائز الدورتين السابقتين نرى فيها تنوعا.
وربما صادف أن دورة العام الماضي كانت معظم الجوائز للعراق لكن الدورة
الأولى كانت الجوائز بشكل أفضل للإمارات، وبالتالي فإن وجود السينما
العراقية يدفع بلا شك إلى تحسين الدول الأخرى من مستوى أعمالها تناولا
وإنتاجا وليس العكس.
·
وماذا تقول عن تساؤل البعض عن
عدم مشاركة الأفلام الإيرانية في مهرجان الخليج؟
المهرجان لدول الخليج العربية وليست غير العربية، ومن هذا الباب فقط تأتي
مشاركات الدول الثمانية، أما المشاركة الإيرانية فموجودة في مهرجان دبي
السينمائي في مسابقة المهر الآسيوي الأفريقي.
ولو دخلت إيران في مهرجان الخليج ربما يكون التنافس غير صحي لأن تجربتها
أعرق بكثير من كل الدول وثرية أيضا وفي هذه الحالة لن تكون المنافسة عادلة.
·
هل هناك انعكاس للأزمة المالية
العالمية على صناعة الأفلام في منطقة الخليج؟
نعم ولا، نعم بمعنى في حال ما كنا نطمح أن تدخل الشركات والدعم الحكومي
لصناعة الأفلام، أصبح الأمر صعبا اليوم وتم تأجيله لوقت ترجع الأمور إلى
نصابها.
ولا تؤثر لأن صناعة الفيلم خصوصا القصير كانت ولاتزال انتاجات فردية وشخصية
ولايزال الوضع بهذا الشكل، وبالتالي الأمر على ما هو عليه ويتضح ذلك من
الأعمال التي وصلت بالفعل إلى مهرجان الخليج.
·
هل ترى أن مسابقة الأفلام
الطويلة لم تتأثر بالإنتاج هذا العام، وبالتالي يمكن أن تتعرض للتأجيل أو
التغيير؟
لم ولن نكسر هذه اللائحة أبدا، وقدمنا الأفلام الطويلة في الدورتين
الماضيتين وفي هذه الدورة ليس لدينا مشكلة وأرى أن تقديم خمسة أفلام طويلة
من ثمانية دول مشاركة ليس بالمعضلة الكبيرة.
وهناك إصرار من قبل المهرجان على وجود تلك المسابقة التي تشكل حافزا يدفع
ويشجع على إنتاج هذه النوعية وهناك فعليا أكثر من تسعة أفلام روائية طويلة
موجودة.
·
في دورة مهرجان دبي الأخيرة
شاهدنا الفيلم الإماراتي الطويل «دار الحي» للمخرج على مصطفى فهل نتوقع
مشاهدته أيضا في الدورة الثالثة لمهرجان الخليج؟
مثلما قلنا ونكرر أن المهرجانيين بوابات لصانعي الأفلام من الإماراتيين
والخليجيين، والتبادل بينهما موجود ومن الطبيعي أن نفسح المجال لعرض
الأعمال والتنافس على الجوائز أكثر من مرة.
·
لماذا لم نرَ حتى الآن وجود فعلي
للأفلام الخليجية في صالات السينما وما هي مبادرات مهرجان الخليج للدفع في
هذا الاتجاه؟
وصول الفيلم إلى الصالات التجارية وعرضه للجمهور خاضع لمقاييس الموزع الذي
يشتريه ومدى وجود مؤشر لديه بالإقبال على هذه النوعية.
وفي إطار ذلك سعى مهرجان دبي السينمائي من خلال اتفاقية مع (ريل سينما) من
خلال قاعة «بيكتشرز هاوس» لعرض الأفلام العربية وخصوصا الخليجية لتفعيل هذا
الاتجاه، كما أننا وضعنا شرطا في موافقة صاحب الفيلم عند اشتراكه بمهرجان
الخليج لإعطاء صلاحية اشتراك عمله في سوق دبي السينمائي لتسويقه على دور
العرض والمحطات الفضائية.
·
هل سنرى في دورة الخليج المقبلة
نوعية أفلام ثلاثية الأبعاد خصوصا أن الشباب الخليجي يسعى جاهدا لنقل
وتنفيذ هذه التقنية؟
هي تقنية غير صعبة، المهم الأفكار التي تسمح باستخدامها ورغبة المخرجين في
الدخول إلى هذا المجال.
وتقديم شيء مختلف يتعامل مع التكنولوجيا وعين المشاهد، والأمر في نهايته
مسألة اختيارات دون وجود عوائق، وأعرف أن هناك عددا من الجيل الجديد متمكن
تقنيا بشكل كبير ولديهم شغف بهذا الموضوع وإذا تواجد عمل فنحن نشجعه ونوفر
له كل الظروف الملائمة لعرضه.
·
من أهم مبادرات مهرجان الخليج
«مسابقة السيناريو» فإلى أين وصلت وما هو شكل المشاركات بها؟
اعتقد أنها من المبادرات المهمة في الدفع بالإنتاج لأفلام إماراتية قصيرة،
وخصوصا أن لها لجنة تحكيم قادرة على فرز السيناريوهات الجيدة التي نسهم في
إعطائها ميزانية لتنفيذها، وفي هذه الدورة وصلت المشاركات إلي عدد أكثر من
الدورات السابقة، كما أننا هذا العام نعرض أحد السيناريوهات التي فازت
العام الماضي وهو «تفاحة آدم» لفاطمة المزروعي في تجربتها الأولى للكتابة.
·
كيف تقيم الورش الفنية التي تقام
على هامش فعاليات المهرجان؟
ما نتكلم عنه اليوم يجب مناقشته بعد عشر سنوات لنتعرف إلى الذي صار وهل
أثمرت هذه المهرجانات والمسابقات والورش الفنية في الدفع بالإمام لصناعة
السينما، فمثلا العام الماضي أقمنا ورشه للسيناريو مع (تورينو لاب) وأفرزت
6 سيناريوهات لأفلام طويلة من دول الخليج المختلفة لكتيبه الجانبي .
وعبد الله أبو شهري ونواف الجناحي وفريد رمضان وهيفاء منصور، هذه
السيناريوهات جاءت إلى مهرجان دبي وتعرضت إلي ورش فنية أخرى وأصبحت جاهزة
للتنفيذ وبعضها وجد منتجين أوروبيين لتمويلها والبعض الآخر لايزال يبحث،
وفي النهاية عندما تنفذ هذه الأفلام نستطيع القول إن هذه الورش كانت مثمرة
من خلال محترفين راقبوها وصلحوها ودققوها وساعدوها في الحصول على تمويل من
شركات للإنتاج.
·
وهل هذه الورشة مع «تورينو لاب»
مستمرة مع الدورة الثالثة لمهرجان الخليج؟
الورشة مستمرة والسيناريوهات تقدمت ولكنها لن تكون على هامش فعاليات
«الخليج السينمائي» مكانها تغير وتصير في ايطاليا تحت عباءة «مهرجان دبي
السينمائي» وتكون مشتركة ما بين خليجيين وعرب وغير عرب، وبالتالي تكون فرص
الإنتاج أكبر لإيجاد تمويل.
·
اختفت في الدورة الثانية
للمهرجان أسماء إماراتية معروفة في مجال الإخراج فهل نشاهد أعمالا لها في
الدورة المقبلة؟
اعتقد أن الإمارات تشهد مرحلة مختلفة تماما عن بقية دول الخليج بحكم قدم
تجربتها ووجود فرص ومهرجانات أكثر، وبدأت التجربة تفرز شكلها فهناك أسماء
لاتزال تعمل الأفلام القصيرة وأسماء أخرى وقفت وتعمل على الفيلم الروائي
الطويل وهذا أمر جيد،.
ولكن المختلف أيضا ظهور أسماء إماراتية جديدة بدأت تعلن عن نفسها وهو ما
يعنى أن لدينا أجيالا لديها خبرة وأخرى تسعى لإظهار موهبتها وكل ذلك يصب في
صالح السينما الإماراتية، وغياب الأسماء المعروفة عن الدورة الماضية أو
المقبلة للمهرجان لا يعني أنه اندثر بل مفاجأة لما سيأتي به من أعمال طويلة
أو قصيرة لكنها ناضجة تناولا وتقنية.
·
ما هو الجديد في برنامج
«تقاطعات» الذي يعرض أفلاما أجنبية هذا العام؟
لدينا كما من الأعمال التي تم استقطابها من دول كثيرة وصل عددها إلى500
فيلم من 77 دولة، منتقاة بعناية وفيها مفاجآت كثيرة للجمهور وصناع الأفلام
الخليجيين الذين نحرص على مشاهدتهم لها لاكتساب خبرات ومعرفة حول ما يحدث
سينمائيا على مستوى العالم.
البيان الإماراتية في
20/03/2010
####
مهرجان الخليج السينمائي مصدر إلهام لصناع السينما
دبي- أعلن مهرجان الخليج السينمائي، الحدث السنوي الذي تنظمه امارة
دبي ويحتفي بالسينما الخليجية، أنه تلقى أكثر من 1300 طلب اشتراك من 77
دولة للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان وبرامجه الأخرى.
واستقبلت اللجنة المنظمة للحدث طلبات اشتراك من مختلف أنحاء الشرق
الأوسط وشمال إفريقيا، إضافة إلى الهند والصين والولايات المتحدة الأمريكية
وأمريكا الجنوبية وأوروبا. كما تلقت أفلاما من دول أفغانستان، وغانا،
ومقدونيا، وفيتنام.
وقال مديرمهرجان الخليج السينمائي مسعود أمر الله "إن هذا العدد
الكبير من طلبات الاشتراك التي جاءت من مختلف أنحاء العالم، يعكس المكانة
المتنامية التي تتمتع بها منطقة الخليج، ليس فقط كمصدر إلهام لصناع
السينما، بل أيضا لكونها تشجع على صناعة السينما المستقلة".
وأضاف: "يوفر المهرجان البيئة المناسبة لتشجيع ودعم المواهب المحلية،
وبالتالي المساهمة في تعزيز نمو وازدهار صناعة السينما في المنطقة، كما
يمهد الطريق للمخرجين الموهوبين لإظهار إبداعاتهم وتحقيق النجاح على
الصعيدين الإقليمي والدولي ".
ويتنافس المشاركون في "المسابقة الرسمية" ضمن ثلاث فئات، الأفلام
الروائية الطويلة، والقصيرة، والوثائقية، فيما تشمل "مسابقة الطلبة" فئات
الأفلام القصيرة والوثائقية.
ويحصل الفائز بالجائزة الأولى ضمن فئة الأفلام الروائية الطويلة في
"المسابقة الرسمية"، على 50 ألف درهم " 13 الف دولار تقريبا"، في حين يحصل
الفائز بالجائزة الثانية على مبلغ 35 ألف درهم " تسعة الاف دولار تقريبا"،
وتبلغ قيمة الجائزة الأولى ضمن فئة الأفلام الوثائقية 25 ألف درهم،
والثانية 20 ألف درهم، والثالثة 15 ألف درهم.
و في المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة، يحصل الفيلم الفائز بالجائزة
الأولى على مبلغ 25 ألف درهم، والجائزة الثانية على 20 ألف درهم، والجائزة
الثالثة على 15 ألف درهم، وأما جائزة لجنة التحكيم الخاصة فستذهب لأحد
الأفلام الوثائقية أو القصيرة، وهي بقيمة 20 ألف درهم.
وسيقدم مهرجان الخليج السينمائي، الذي يقام بدعم من هيئة دبي للثقافة
والفنون وبالتعاون مع مدينة دبي للاستوديوهات، جوائز نقدية للسينمائيين
المحترفين والشباب، بقيمة إجمالية تبلغ 485 ألف درهم إماراتي" 132 الف
دولار تقريبا" .
ويذكر أن دورة العام الماضي من المهرجان، قدمت 169 فيلما من 32 دولة،
بينها 47 فيلما في عرض عالمي أول، و18 فيلما في عرض دولي أول.
العرب أنلاين في
21/03/2010 |